فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
علاقة الله بالمؤمن بيع و شراء :
[ 111] حين تدفع ألف دينار لتأخذ قطعة أرض من مالكها ، كيف تتعامل مع الألف دينار ؟ بالطبع سوف تقطع علاقتك الخاصة بها و تنتظر صاحب الأرض متى يطالبك بها لتدفعها اليه . كما انه بدوره ينتظرك حتى يدفع اليك الأرض التي اشتريتها ، و هكذا حين اشترى ربنا من المؤمنين ما هو لهم في الدنيا من مال و نفس ، و وعدهم الجنة و عد الصدق ، فانك أنت المؤمن البائع لا ترى لنفسك الحق في التصرف في نفسك او مالك ، لأنك قد بعتها الى الله نعم المشتري بأفض ثمن و هو الجنة ، ومن هنا يزداد شوقك الى الجنة كل لحظة لأنك قد امتلكتها بفضل الله .
هل تشك في أن الله سوف يدفع اليك ما وعدك ؟ . كلا بل هو أوفى من وعد لآنه غني حميد . مالك الجنان الواسعة التي عرضها السموات و الارض .
[ إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم و اموالهم بان لهم الجنة ]و لذلك تجد نفسك مشتاقة الى الجهاد لأنه طريقك الى الشهادة ، و هي سبيلك الى الجنة ، والى لقاء الله حبيب قلوب المؤمنين .
[ يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون و عدا عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرآن ]وفي كل عصر تجد المؤمنين الصادقين يتسابقون الى الجهاد . من أيام موسى عهد عيسى (ع) ، الى عصر محمد (ص) .
[ ومن اوفى بعهده من الله ]
وفاء الله بعهده ثابت لأنه صادق و قادر و عزيز ، وهو أرحم الراحمين . يدفع اليك ما وعدك اضعافا مضاعفة .
[ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ]صفات المؤمنين :
[ 112] من مواصفات هذه الفئة ان كل جوانب حياتهم تتجلى بهذه الصفقة الرابحة ، فهم من أهل الجنة الذين لا علاقة لهم بالدنيا و حطامها ، لذلك نجدهم :
ألف : يتوبون الى الله في كل لحظة ، ومن كل ذنب يرتكبونه . غفلة أو جهلا أو جهالة ، و هكذا يصلحون أنفسهم كلما افسدتها عوامل الشهوة و ضغوط الحياة .
باء : و يعبدون الله و يتبتلون اليه ويتضرعون ليل نهار ، وبذلك يزدادون رسوخا في الايمان و صلابة في الجهاد .
جيم : و يحمدون الله سبحانه ، فهم ابدا راضون بما يعطيهم ربهم سبحانه ، وهكذا تكون شخصياتهم سليمة غير معقدة بتلك العقد التي تتراكم على قلوب أهل الدنيا بسبب الاحباطات النفسية التي يتعرضون لها ، وهكذا يزدادون قدرة على العطاء و تحملا للعناء و سلامة في الجسم .
دال : و يسيحون في الأرض لينظروا ما فيها من عبر التأريخ و يستخرجوا ما فيها من طاقات سخرت لعمارة الارض ، و ليروا من فيها من بشر ينتظرون الهداية و البلاغ ، و بالتالي ليرضوا أنفسهم على التعب من اجل الله .
هاء : يركعون و يسجدون لأنهما مظهران من مظاهر العبادة الصادقة و التبتلالى الله .
واو : و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر لأنهم قد هيأوا أنفسهم لهذه المسؤولية الكبيرة .
زاء : و يعتبرون أنفسهم شهداء على تطبيق النظام الاسلامي . و حدود الشريعة المقدسة ، لذلك فهم حافظون لحدود الله . سواء بأنفسهم فلا يعطون لأنفسهم الحق في تغيير حدود الشريعة باجتهادهم أو بسبب انهم ثوار مجاهدون . كلا .. بل يلتزمون دائما قبل الاخرين بتفاصيل المناهج التي بينها لهم ربهم سبحانه ، ولذلك فان الله يبشرهم برحمة واسعة منه .
[ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين ]
|