فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
الشفاعة متى ولماذا ؟
[ 117] نعود - مرى اخرى - الى الشفاعة ، و متى و كيف يشفع الرسول في أمته ؟
لنؤكد على حقيقتين :
الاولى : ان الشفاعة من عمل الانسان و سعيه ، وليست من تمنياته وأحلامه .
الثانية : ان الهدف من الشفاعة تعميق الصلة بين الرسول (ص) و قومه ، و نستوحي من الاية التالية كلتا الفكريتين : ولكن كيف ؟
دعنا نتدبر في الاية الكريمة :
[ لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الانصار ]
توبة الله على ا لنبي تعني المزيد من بركاته عليه ، ولكن بالنسبة الى المهاجرين و الانصار قد تعني ايضا غفران ذنوبهم ولكن بماذا وكيف غفرت ذنوبهم ؟ بانهم ابتعوا الرسول في ساعات الشدة ، ولأن ذلك كان عملا كبيرا والله سبحانه يغفر بسبب الحسنات الكبيرة الذنوب الصغيرة لذلك أكدت الاية على هذه الحقيقة .
[ الذين اتبعوه في ساعة العسرة ]
فالصبر في ساعة العسرة عمل عظيم يغفر الله تعالى بسببه سائر الأعمال الصغيرة ، ولكن أهم نقطة هي اتباع الرسول ، وعدم الخلاف معه ، وعدم الاسترسال مع حالة الزيغ ، الذي يصيب البشر في مثل هذه الحالات الصعبة .
[ من بعد ما كان يزيغ قلوب فريق منهم ]
و زيغ القلب هو انحرافه عن الايمان بالله و الرسول ، واذا اتبع المؤمن قيادته ولم يتشكك فيها بسبب الظروف الصعبة فان ذلك يشفع له ذنوبه ، لأن الرسول او الولي الذي يمثل القيادة سوف يشفع له عند الله ، و يصلي له و يسغفر له ، وبهذا نعرف فلسفة الشفاعة فهي سبب لتمتين الارتباط بالرسول (ص) او بالقيادة السليمة .
[ ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم ]
حين تضيق بنا الحياة !
[ 118] وهناك حالة مفردة غفرها الله سبحانه وهي : أن ثلاثة من أصحاب الرسول (ص) تخلفوا عن الجهاد فغضب الله عليهم وأمر الرسول الا يكلمهم المسلمون ، فشعروا بضيق كبير حتى ضاقت عليهم الأرض بالرغم من سعتها و رحبها .
[ وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم ]ضيق الارض بسبب مقاطعة المجتمع لهم ، و ضيق أنفسهم بسبب شعورهم بالذنب لذلك توجهوا الى الله .
[ وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه ]
أي تصوروا هذه الحقيقة ماثلة أمامهم كانهم يرونها بالرغم من ايمانهم المسبق بهذه الحقيقة وهي ان الكهف الحقيقي لا يوائهم في زحمة المشاكل هو حصن الله الحصين .
[ ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم ]
|