فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الشديد بسبب كفرهم بالله .
بينات من الآيات
الملك لله :
[ 66] لا خوف على المؤمنين بل لهم النصر و العزة ، وأن أصحاب السلطة ، أنهم ليسوا في الواقع سوى مملوكين لله ، كما أن الملائكة و الجن من سكان السموات الذين يعبدون من دون الله ، و يزعم البسطاء ان لهم تأثيرا حاسما على أحداث الحياة و يعيشون الرعب من تأثيراتهم ، كل أولئك مملوكين لله !!
[ الا ان لله من في السموات ومن في الارض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ]انهم ليسوا شركاء لله ، بل عباد مربوبون ، كأي شخص أو شيء آخر ، وفي الواقع اتباعهم لهؤلاء نابع من التصور و الوهم .
[ ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون ]
فخلفية الشرك بالله العظيم ، هي اتباع الخيال و الاحتمال ، فمن يتبع العقل يتخلص من التصورات النابعة من قوة الخيال ، أو من ضغوط الشهوات ، لأن العقل يميز بين الخيال النابع من الحب و الغضب ( الهوى ) وبين الرؤية الصافية للحقائق ، كما أن من يتبع العلم يتخلص من سلطان الاحتمالات التي لا مرجح لأحدها على الاخر ، أما الجاهلي فانه يتبع الظن و الخرص ، وهما يدعوانه الى الخضوع للشركاء .
تدبير الله :
[ 67] و الله هو المهيمن على الكائنات ، فهو الذي قدر الليل و النهار ، فجعل4 420
الليل ساكنا هادئا يأوي فيه كل حي الى فراش النوم ، والراحة ، اما النهار فانه جعله مضيــئا يساعد الأحياء على الأبصار و رؤية الاشياء ، مما يدفعهم الى النشاط و الحركة .
[ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه و النهار مبصرا ]فهو الذي يملك أمر الناس ، و يدبر شؤونهم وعلينا الا نخضع للناس من دون الله مالك شؤونهم ، ولكن هذه الحقيقة البسيطة قد يغفل عنها بعض الناس بسبب افتقادهم لأبسط شروط القيم وهو السماع .
[ ان في ذلك لايات لقوم يسمعون ]
أما الذين يتبعون الظن و الخرص فلا يدعوهم احساسهم بالحاجة الى العلم ، ولا يدعوهم الى السماع ، و بالتالي الفهم .
لا والد ولا ولد !!
[ 68] ليس هناك ما يوازي سلطان الله لا في العرض ولا في الطول ، أي لا يوجد هناك شريك لله يكون بمستوى علمه و قدرته سبحانه ، كما لا يوجد هناك ولد لله يستمد منه صفاته الألوهية سبحانه .
[ قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني ]
ولماذا يتخذ الله ولدا ؟ هل لأنه سوف يموت فيستخلفه الولد ؟ أم لأنه عاجز عن ادارة اموره فيساعده الولد ؟ أم لأنه فقير فيعطيه الولد شيئا ؟ كلا .. إن ربنا غني بذاته .. و سبب غناه انه يملك كلما يوجد في السموات و الارض من قوة و امكانية .
9= [ له مافي السموات وما في الارض ]
اما الذين يزعمون ان لربنا ولدا فهم لا يعلمون شيئا من مقام الألوهية المقدسعن النقص ، و يشبهون خالق السموات و الارض بالمخلوقات العاجزة ، دون ان يكون لهم دليل الا جهلهم بالحقيقة .
ولو سألتهم كيف تتصوروا بأن لله ولدا ؟! لأجابوا اذا كيف يدبر السموات و الارض ؟! أولا يعلموا ان تدبير الله ليس كتدبير البشر بالاداة و الوسيلة و الوسائط ، بل انما أمره ان يقول : " كن " فيكون .
[ ان عندكم من سلطان بهذا اتقولون على الله مالا تعلمون ]عاقبة الافتراء :
[ 69] واذا عرف البشر ان الكلام من مسؤوليته ، وأنه لو قال كلاما من دون دليل خصوصا فيما يرتبط برب العالمين فانه مسؤول عنه ، وانه يسبب له الشقاء اذا ما بادر بالافتراء على ربه العظيم .
[ قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ]
و السبب ان الكذب على الله يسبب انحرافا عقائديا و سلوكيا كبيرا . يجره الى انحرفات لا تحصى ، وتجعل حياته جحيما لا يطاق .
[ 70] ثم ان الاخرة تنتظرهم بعذاب شديد .
[ متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ]ولا يسع البشر ان يقول لم أعرف ، اذ يقال له لماذا اتبعت جهلك وهواك ، ولم تسمع كلام الحق ؟ّ! اولم تبحث عنه بصدق ! من هنا نعرف ان الهدى و الضلالة من مسؤوليات الانسان ، ولو عرف البشر هذه الحقيقة ، إذا ما ضل كثير منهمبالاسترسال و اللامبالاة . و القول بغير الحق ، و القرآن الحكيم في هذا الدرس وفي دروس اخرى يذكر البشر بهذه الحقيقة لأن ذلك طريق قريب لهداية الانسان .
|