فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
القرآن نور و هدى :

[ 174] القرآن برهان من الله ، و بذلك يكون هدى لحياتنا فيه كل الجوانب


العامة من قيم الخير ، وهو نور من الله ، و بذلك يكون توضيحا لتفاصيل خطوط الحياة .

[ يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم نورا مبينا ][ 175] ولأن القرآن برهان من الله فهو يربط البشر بربه وعلى البشر ان يستجيب لهذا الربط بالايمان ، ولانه من جهة اخرى - نور - فعلى البشر ان يستضيء به ، و يتبعه و يعصم و يتمسك بحبله .

[ فأما الذين ءامنوا بالله ]

حيث جاءهم برهان من الله .

[ وأعتصموا به ]

حيث جاءهم نور من الله .

[ فسيدخلهم في رحمة منه ]

متمثلة في حياة سعيدة تتوافر فيها حاجات الجسد و الروح و الفرد و المجتمع و بكل طبقاته و عناصره .

[ وفضل ]

متجسدا في الرفاه المادي ، و التطلع الروحي . ذلك ان السعادة هي الدرجة الاولى من الخير ، وقد يكون الفرد سعيدا و لكنه لا يكون ذا رفاه عظيم ، بيد ان الفضل هو الدرجة العليا في سلم الخير ، وهو الذي يوفره الايمان و اتباع الاسلام .

[ و يهديهم اليه صراطا مستقيما ]


فيكــون تحقيــق الخير و الفضل في الدنيا مقدمة لسعادة و رفاه أكبر في الاخرة ، كما يكون تحقيق هذه جميعا بأقل قدر ممكن من الجهد لأنه يتبع صراطا مستقيما وهو أقرب الطرق الى الهدف .


كيف ترث الطبقة الثانية :

[ 176] و كمثل على ذلك منتزع من حكم الاسلام في القضايا الاجتماعية التي ابتدأت سورة النساء بها ، و تختتم بها أيضا ، كمثل على ذلك يبين القرآن حكم الارث الذي هو من جهة رابط اجتماعي بين أجنحة الاسرة الواحدة ، ومن جهة ثانية : طريق سليم لــتوزيــع الثــروة و محــاربة تكريســها ، ومن جهة ثالثة : احترام لحقوق الفرد ( الميت ) الذي بذل جهودا كبيرة للحصول على المال ، فمن حقه ان يقسم هذا المال بعد موته على أقرب الناس اليه ، وذلك بعد اداء ديونه و تنفيذ وصاياه .

في الارض طبقات ثلاث متدرجة لا ترث الطبقة الثانية فيها الا بعد ان ينعدم أي شخص في الطبقة الاولى ، و الطبقة الثالثة لا ترث شيئا الا في حالة عدم وجود أحد من أبناء الطبقة الثانية و الاولى .

و الأخوات هن في الطبقة الثانية ( بعد الابوين والأولاد ) وفي حالة وجود أخت واحدة للميت ترث نصف التركة ، واذا كانت له اختان فأنهما تتقاسمان ثلثي المال ، أما اذا كانوا أكثر من ذلك ، بل مختلطين ، أي كان للميت أخوة و أخوات فهم يتقاسمون المال على أساس نصيبين للذكر و نصيب للأنثى .

كل ذلك فــي حالة عدم وجود أحد من أبناء الطبقة الاولى ، أي الوالدين و الاولاد .


[ يستفتونك ]

أي يسألونك أن تصدر فتوى في قضية الكلالة .

[ قل الله يفتيكم في الكلالة ]

[ أي الاخوة و الاخوات .

[ ان إمروء هلك ليس له ولد ]

ولا والد ، وانما أغفل القرآن ذكر الوالد لان الاغلب عدم وجود الوالد مع هلاك الشخص .

[ وله أخت فلها نصف ما ترك ]

أما اذا ماتت هي و تركت أخا أو مات رجل و ترك أخا لا غير ، فهو يرثها او يرثه الكامل .

[ وهو يرثها ان لم يكن لها و لد ]

أما اذا مات الرجــل ، وخلــف اختين فهما تتقاسمان ثلث المال لكل واحدة الثلث .

[ فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء ]فهم يرثون المال على أساس نصيب واحد للأنثى ، ونصيبين للذكر .

[ فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شيء عليم ]أي انما يبين الله احكامه لكم لكي لا تضلوا ولكي لا تبخسوا حقوق أحدلحساب الاخرين ، و الله يعلم ما يناسب الصلات الرابطة بين أبناء المجتمع ، وأبسط الحقوق ، فيضع لها أحكاما مناسبة , هل هناك من يعلمها الا الله ، حاشا لله ..


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس