فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
حقيقة النظام الاسلامي :

[ 35] النظام الاسلامي الذي يعبر عن وحي الفطرة و سنن الحياة ، لا يمكن


تطبيقة بالقوة ، بل بالالتزام الذاتي ( وهو التقوى ) بالحذر من عذاب الله يتجنب الفرد المزالق التي تؤدي به الى الهلاك .


الكمال المنشود :

[ يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ]

و التقوى يجب الا تكون طريقا الى الجمود و السكون ، بل و سيلة للتحرك المستمــر للوصول الى الكمال الارفع ، الذي هو عند الله سبحانه ، فلله الاسماء الحسنى ، والكون كله يسعى من اجل الكمال الذي لا يبلغ الا عند ربه ، ولذلك نجد موكب الوجود متصاعدا الى ذلك الرفيق الاعلى ، و الانسان لا يشذ عن هذه الحركة لو سلمت فطرته الاولية ، فهو بفطرته يسعى من اجل العلم و القدرة و المحبة و الجمال و سائر الاسماء الحسنى التي هي لله وحده .

وعلى البشر الا يترك طريقه يمكن ان تصل به الى تلك الاسماء الا اتبعها و سار فيها دون أي توان او كسل ، لان ذلك هو الهدف الاسمى له في الحياة ، ان النشاط المكثف و الحركة الدائمة في طريق الله و بلوغ اسمائه الحسنى هو الكفيل بتكامل البشر وتصاعده ، لذلك قالربنا :

[ و ابتغوا اليه الوسيلة ]


الوسيلة الى الله :

ترك السياق كلمة الوسيلة عامة مطلقة تشمل كل الوسائل الحقيقية التي تؤدي بناء الى الله ، والى اسمائه الحسنى من العلم و القدرة و المحبة و الجمال .


وغيرها ، فالصلاة و الصيام و الحج و الزكاة و الصدقة و الفداء ، وسيلة ، والتأليف و الخطابة و التوجيه الى الله و سيلة وهكذا .

وكما تتنوع الوسائل الى الله تختلف مواهب الانسان التي يجب على كل شخص ان يفجرها جميعا والا يدخر منها شيئا .. فان الموهبة التي تدخرها تبلى و تفنى ، و الطاقة التي لا تصرفها اليوم لا تستطيع ان تصرفها غدا لانها فنيت ، لذلك يجب الجهاد و مقاومة كل العقباتالنفسية التي تعترض طريق الانسان الصاعد الى الله .. الى الرفيق الاعلى .

[ وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ]


لا للفداء :

[ 36] ان هذه الطاقات و الامكانات التي نملكها اليوم ، انما هي وقود مسيرتنا المتصاعدة الى ربنا العزيز ، فلو بخلنا بها فلنعلم انها لا تخلد لنا ولا تبقى ، و نبقى نحن و ذنوبنا التي نود غدا - في يوم البعث - ان ينقذنا منها الله ، حتى ولو كان ذلك باعطاءكل ما نملك ، ولكن هل نملك في ذلك اليوم شيئا ؟ !

[ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم ]اذن دعنا نستخدم ما خوله الله لنا من طاقات و امكانات في سبيل الوصول الى الله ، ونجعلها وسيلة التصاعد ، ولا نجعلها - كما يفعل الكفار - حجابا بيننا وبين ربنا العزيز .

[ 37] من شدة الالم في عذاب يوم القيامة ، لا ينفك الكفار المعذبون هناكمن محاولاتهم اليائسة للخلاص من العذاب ، وتلك المحاولات التي لو بذلوا شيئا بسيطا منها في الدنيا ، لأنقذهم الله بها في هذا اليوم .

[ يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ]مستمر وغير منقوص .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس