فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


2 - العلاقة التربوية
التدبر و الواقع الخارجي
التدبر و التطبيق القرآني



اكبر فائدة يغتنمها المتدبر في كتاب الله هي تزكية نفسه و بناء شخصيته . حقا اننا لا نكون ذوي شخصية مثالية من الولادة ، و حقا ان تربيتنا كانت منطوية على الكثير من السلبيات ، فمن يا ترى مسؤول عنا بعد ان كبرنا ؟ ومن ذا يخسر ان بقينا هكذا ؟ من المؤكد اننا بحاجة الى تربية ، ولكن من الذي يربينا ؟ القرآن افضل وسيلة لتربية نفوســنا ؟ لذلك وجب ان يعرض كل شخص نفسه على القرآن ، ليعرف انحرافاته .

و العقبة التي تعترض طريق التربية الذاتية ، قد تكون عدم اقتناع الفرد بانه المعني بالتوجيه ، بل يزعم كل شخص ان غيره فقط هو المقصود ، اما هو فيجعل نفسه مقدسا عن شمول التعاليم له ، هنا لابد ان يتجاوز الفرد هذه العقبة بالايحاء الذاتي بأنه معني مباشرة بهذه التعاليم ، وان كل قصة يجد مثالها في نفسه اذا عمل ما عمله بطل القصة ، وان كل مثل يجد تطبيقه في ذاته اذا جسد مغزاه ، وان كل ثواب سوف يناله هو ، ان عمل الخير وان كل عقوبة ستحيط به ان اقترف خطيئته وهكذا يجعل نفسه تدور عليه آيات الكتاب ليتمكن من تربية ذاته و تزكيتها .

من هنا جاء في الحديث ، عن الامام الصادق عليه السلام كان اصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم . " يقرأ احدهم القرآن في شهر واحد او اقل ان القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا واذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها و أسأل الله تعالى الجنة ، واذامررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار " ( 1)هذا عن الثواب والعقاب ، اما عن القصص التأريخية فكيف يمكن تزكية النفس في ضوئها .

يقول الامام الصادق (ع) :

" عليكم بالقرآن فما وجدتم اية نجا بها من كان قبلكم فخذوه وما وجدتموه مما هلك بها من كان قبلكم فاجتنبوه " (2)بهذه الكيفية نستطيع كشف الانحرافات التي تنطوي عليها نفوسنا ، لكي نستعد لتقويمها بالقرآن . كما نقدر على فهم الايات بصورة اشمل واعمق اذ ان ازدواج القانون ( الموجود في القرآن ) بتطبيقه على النفس ( باعتبارها الموضوع الخارجي للقانون ) انه افضل وسيلة لفهمهما معا .


(1) المصدر / ص 44

(2) المصدر / ص 10


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس