بينات من الآيات [ 21] الايمان بالله يتجسد في عبادته ، و عبــادة الله تنــتهي بالانسان الى درجة المتقين ( الذين استهل القرآن هذه السورة بذكرهم ) ولكن لماذا نعبد الله ، ولا نعبد اباءنا ؟
الجواب : لانه خلقنا و خلقهم فهو ربنا جميعا . فلماذا نجعــل الابــاء واسطة بيننا وبين ربنا ، مادامت علاقتنا نحن به هي ذاتها علاقة ابائنا به سبحانه اذا لا خضوع للاباء .
[ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون ][ 22] و سؤال آخر لماذا نعبد الله و نخضع لاوامره ، ولا نعبد الحياة وهي التي تتصل بنا مباشرة . فهي تعطينا الرزق و الروعة و القوة ؟
الجواب : لانه هو
[ الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ]هو اولا خلق الحياة بشكل استطعنا ان نستفيد منها . فلو كانت الارض كلها من الحديد كيف كنا نعيش عليها ، وكيف نبني و نزرع و نفتح الطرق ..و.. و .. ولو كانت السماء متهاوية تسقط علينا من هذه النيازك الكثيرة التي تجول في ارجائها . هل كنا نعيش ؟!
ثــم جعل السماء تنزل علينا الماء ، وجعل الارض تنبت الوانا من الزرع رزقا لنا ، ثم بعد كل ذلك نذهب ونعبد غير الله ؟! حاشا !
[ فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ]
[ 23] كيف نعبد الله ؟
باتباع رسله ، وهذا الرسول بالذات لانه جاء بمعجزة القرآن . ويسألنا : هل تستطيعون ان تأتو بمثله اذا يجب اتباعه لان اتباعه تجسيد لعبادة الله .
[ وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين ]و بالطبع سوف يشهد الجميع حتى اولئك الشهداء البعيدون عن الله ، سوف يشهدون على ان القرآن افضل مما اوتي به من قبله . وآنئذ دعوا الشك جانبا و اخضعوا للرسول .
وهذه هي الرسالة ثانية العقائد الاسلامية و الحلقة المتصلة بالتوحيد العقيدة الاسلامية الاولى .
[ 24] [ فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي و قودها الناس و الحجارة اعدت للكافرين ]هناك الجزاء الاول حيث يعاقب الكافرون بهذه النار العظيمة التي تلهب الناس و الحجارة .
[ 25] اما المــؤمنـون بالله و برسالاته فانهم في جنات فيها كل نعم الحياة و زيادة .
[ و بشــر الذيــن آمنوا و عملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار ]فهي منطقة مزروعة فيها روعة الاشجار و جمال الانهار وفيها نعم الحياة .
[ كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و اتوا به متشابها ] .
فهي من جهة - رزق رزقوا به في الدنيا - وهي من جهة ثانية تشبه الى حد بعيد ما رزقوا به هناك في الاخرة لانها كلها عظيمة اللذة فهم لا يكادون يكتشفوا الفرق بين رزق و رزق .
وهم هناك منعمون نفسيا .
[ ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون ]
فلا يخشون الفناء و يتمتعون بلذة حب البقاء وهذه هي العقيدة الثالثة بعد الايمان بالله و رسوله .
|