فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
[ 67] [ و اذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة ]

في البداية استغربوا من الطلب و زعموا انها هزو لمجرد انهم لم يعرفوا فلسفة الحكم .

[ قالوا اتتخذنا هزوا ]

بالرغم من ان موسى ( عليه السلام ) كان جديا مع قومه و صارما ، ولكن بني اسرائيل كانوا قد اصيبوا بضعف في الايمان . الايمان الذي يريد من صاحبه التنفيذ من دون سؤال و دون البحث عن العلل و الاهداف ، لذلك قال لهم موسى :

[ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين ]

[ 68] وهنا بدأت سلسلة التساؤلات التي استهدفت معرفة خلفيات الحكم و اهدافه البعيدة المختلفة .

[ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ]

هل هي بقرة كسائر الابقار ؟ ام هي بقرة معينة ؟ وهنا شدد الله عليهم وقال لهم موسى :

[ انه يقول انها بقرة لا فارض ]

قد اكلتها السنون و انهكتها الحياة .

[ ولا بكر ]

صغيرة السن . انما هي بين البكر و الفارض مما عبر عنه القرآن بـ .

[ عوان بين ذلك ]

ثم شدد عليهم بتطبيق الامر بحزم و قال :

[ فافعلوا ما تؤمرون ]

[ 69] ولكنهم عادوا يتساءلون انطلاقا من تشبثهم بالقشور .

[ قالــوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها ]شديدة الصفار ثم زاد عليهم شرطا اخر وقال :

[ تسر الناظرين ]

بسب اكتمالها وسلامة بنيتها .

[70] عادوا مرة ثانية يسألون عن ذات البقرة .

[ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا ]وهنا انتبهوا الى ان اسئلتهم قد تعني عند موسى (ع) انهم لا يريدون تنفيذ الامر وكان هذا هو الواقع بالرغم من ادعائهم غير ذلك فقالوا :

[ وانا ان شاء الله لمهتدون ]

[71] [ قال انه يقــول انهــا بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة ]في لون واحد .

[ لاشية فيها ]

لا يكون فيها لون غير لونها الاصلي .

[ فذبحوها وما كادوا يفعلون ]

لانهم تحولوا من مجتمع الايمان الذي ينطلق من واقع الثقة بالقيادة و تنفيــذ اوامــرها فورا ، الى مجتمع الجدل و محاولة فهم علل الاحكام و اسبابها و طريقة تنفيذها .

[ 72] وبعد ان ذبحوها بين لهم الله سر الامر ، وان تساؤلاتهم لم تكن صحيحة ابدا ، وان القضية كانت ترتبط بقصة القتيل الذي لم يعرف قاتله و الذي يقول عنه ربنا :

[ واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ]لقد اصبح مجتمعهم فاسدا ، وقد برعوا في تنفيذ الجرائم حتى انهم لا يخلفون اثرا يدل على فاعلها ، وقد ابتعدوا عن مسؤولية المحافظة على الامن ، فاخذوا يكتمون عن السلطات الشرعية اخبار البلد بيد ان الله يقول لهم و بصراحة :

[ و الله مخرج ما كنتم تكتمون ]

[ 73] [ فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى و يريكم آياته لعلكم تعقلون ]فلما ضربوا عضوا من اعضاء القتيل ببعض لحم البقرة الذبيحة ، احيى الله القتيل ، وبين من قتله و انتهت المشكلة .

فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس