تقديس الذات
هدى من الآيات تابعنا في الدروس السابقة مراحل هبوط نجم بني اسرائيل ، و تركناهم في اخر مرحلة في مستنقع الجهل و الضلالة ، حيث تحول قادتهم الروحيون الى سراق الفكرة الرسالية ، و مجرمي حرب يساعدون الطغاة على استغلال الضعفاء ، بينما تحول الكتاب في نظر جماهيرهم العريضةالى احلام حلوة يمنون انفسهم بها ليبرروا واقعهم الفاسد .
اما الان فنحن امام مرحلة تالية اخطر من تلك وهي تحولهم الى امة عنصرية ، تقدس كيانها المادي ، و تحارب الناس و القيم على اساس ذلك الكيان .
ان تحول الامة الى تجمع عنصري ، يعتبر تغييرا شاملا في قيمها حيث تموت فيها كل جذور الصلاح ولا يرجى لها الخير ابدا . وقد تصبح - بمرور الزمان - تجمع يسعى نحو الفساد في المجتمعات و الاعتداء على الناس ولا ينتهي ذلك الا بالقضاء الجسدي عليها جميعا .
و يشرح لنا القرآن كيف تتحول الامة الرسالية الى تجمع عنصري ، وذلك بابعاد فكرة المسؤولية عن واقعهم ، حيث يتصورون انهم بعيدون عن الجزاء ، لانهم افضل من غيرهم ، ثم يبدأون بتقييم الحياة وفق هذا التصور الخاطىء . و يكذب القرآن هذه الفكرة و يضرب امثلة حيةعلى ذلك . ثم يبين زيف الفكرة العنصرية ، وذلك حين يحيلهم الى فطرتهم . انهم يحملون بعضهم مسؤولية جرائمهم فيما يخصهم و يتصل بحياتهم مباشرة ، فكيف لا يحملونه مسؤولية ذات الجريمة حين تقع على غيرهم هل هناك جريمة و جريمة او بشر و بشر .
|