فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الايات
[ 158] كما جاء في آيات اخرى ، امر الله ابراهيم بان يسكن زوجته هاجر و ابنها في مكة بواد غير ذي زرع ، وان يرحل عنهم . فاستجاب واستجابت زوجته لامر الله ولما استقرت هاجر في مكة ، عطش ابنها الرضيع . فطلبت له الماء فلم تجد قطرة ماء . وكان هناك جبلان ، اخذت هاجر تطوف بينهما ، وتحاول ان تجد احدا تستنجد به وعندما أكملت هاجر سبعة اشواط من طوافها بين الجبلين ، وجدت آثار الماء تحت قدمي ابنها اسماعيل . فشرع الله السعي بين هذين الجبلين ، تخليدا لذكرى هاجر و رمزا لسعي الانسان في سبيل الله . بيد ان المشركينوضعوا حجرين على الصفا و المروة و اختلقوا لهما قصة خرافية واخذوا يعبدونهما و يسعون من اجلهما ، و ظن بنو اسرائيل ان الطواف بين الجبلين اصبح وهما لمجرد ان الجاهلين وضعوا عليهما صنمين ، فجاءت الاية تنفي هذا الاعتقاد يقول تعالى :

[ ان الصفا والمروة من شعائر الله ]

الشعيرة هي الرمز ، حيث انها دليل على الايمان ، و يطلق على محل العبادة ، كالصلاة و الحج وما أشبه ، قال الطبرسي - ره - في مجمع البيان وكل معلم لعبادة من دعاء او صلاة او غيرهما فهو مشعر لتلك العبادة لله .

[ فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ]و يسعى بينهما .

[ ومن تطوع خيرا ]

كما فعلت هاجر ، و سعى بين الصفا و المروة كما سعت .

[ فان الله شاكر عليم ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس