فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


صفات علماء السوء
[ 176] ان لهؤلاء علامتين :

الاولى : انهم حرفوا الكتاب حتى جعلوه متوافقا مع مصالحهم ، ولان مصالحهم مختلفة ، ولان كل طائفة فسروا الكتاب حسب مصالحهم ، فقد اختلفوا في الكتاب ذاته ، وتحول الكتاب عندهم الى اداة تفريق وكان سبيلا للتوحيد ، كان كتاب حق فاصبح عندهم كتاب هوى .

[ ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق ]

و اوجب على الناس ان يقيسوا الاشياء و الاشخاص به وان يحددوا اهواءهم وفق مبادئه ، اما هؤلاء العلــماء المنحرفون فقد اضلوا الناس عن الكتاب و اختلفوا فيه .

[ وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ]

انهم متمردون على الحق .

ان الله سبحانه وعد هؤلاء الضالين المضلين من اهل الكتاب باشد العذاب لماذا ؟

لانهم سلبوا من الناس افضل ما كانوا يملكون ، سلبوهم ايمانهم ، و هداهم ، و عقولهم ، و دفعوا بالناس الى هاوية بعيدة ، كل ذلك لقاء بعض المكاسب المادية ، وعلى الامة ان تستيقظ حتى تكتشف هؤلاء السراق ، و تقطع ايديهم ، و تعود الى وعيها وهداها .

[ 177] العلامة الثانية : النظرة القشرية الى الدين ، و تعميق هذه القشرية في النفوس ، و تضخيم الامور القشرية الى حد تغطية القضايا الجوهرية .

و السبب في ذلك هو خلافاتهم العائلية من جهة ، ومن جهة ثانية تعويض تقاعسهم عن الواجبات الاساسية ، و الاهتمام البالغ بالقضايا الثانوية او القشرية يقول الله :

[ ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ]

حتى تختلفوا في القبلة مع بعضكم ، و تضخموا هذا الخلاف .

[ ولكن البر من امن بالله و اليوم الاخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و ءآتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين وفي الرقاب ]و هؤلاء المحرومون هم الذين يجب ان تتوجه اليهم رسالة السماء و حملة الرسالة ، لا السلاطين و الوجهاء ، وحدهم .

[ و اقام الصلواة و ءاتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا و الصابرين في البأساء ]حيث تقوم الحرب مع العدو .

[ و الضراء ]

حيث تصاب الامة بأزمة اقتصادية او كارثة طبيعية او ما اشبه .

[ وحين البأس ]

حين الحرب .

[ اولئك الذين صدقوا ]

مع الله ومع الناس .

[ و اولئك هم المتقون ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس