فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


لماذا الاختلاف ؟!
[ 212] ولكن يبقى السؤال الهام : لماذا اساسا يختلف الناس ؟ وما هو جذر المشكلة .

الجواب : انهم يختلفون لان الدنيا زينت لقلوبهم ، ولكن المؤمن لا يتمحور حول الدنيا بل الاخرة ، ولذلك فهو يتقي الدنيا و شهواتها وفواحشها ، وهنا يظهر جليا مدى أهمية التقوى في انشاء حياة كريمة ، لانها تسحب فتيل الخلافات الاجتماعية المتمثلة في حب الدنيا.

[ زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا ]لانهم لا يأبهون بالدنيا كثيرا ، بينما الحقيقة انهم هم الفائزون ][ والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ]

و الدنيا الفاضلة لا يحصل عليها كل من ارادها ، بل هناك سبل يجب السير فيها حتى نصل الى الدنيا الكريمة ذات النعم المتكاملة ، وهي موجودة في آيات الله وفي طليعتها قانون الوحدة ( الدخول في السلم كافة ) انه باب يؤدي الى رزق الله .

[ والله يرزق من يشاء بغير حساب ]

[ 213] وكمثل على ذلك لنقرأ قصة الرسالة الاولى ، فالبشر كانوا جميعا على الضلالة ، فجاءت رسالة الله . ومن اهدافها الرئيسية توحيد الناس على الحق ، ورفع اختلافهم فيه ، ولكن اختلف بعض ممن اوتي الرسالة لماذا ؟ هل لانهم لم يملكوا ما يرفع اختلافاتهم ؟


كلا بل لانه كانت توجد هناك طائفة منهم يقومون بظلم الناس و البغي عليهم ، و جاءت الرسالة ضد البغي ، فعارضت مصالحهم المؤقتة فقاوموها اشد المقاومة ، اذ ان جذر الخلافات هو البغي ، واذا تخلص الناس منه استراحوا .


[ كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين ]و كانت هذه و سيلتهم لتوجيه الناس ، لا المال ولا القوة ، بل التبشير بحياة افضل و الانذار من العذاب ( الترغيب والترهيب ) .

[ و انزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم ]كان يريد بعضهم ظلم البعض الاخر فكانوا يختلفون في الامر ، وهنا استفاد المؤمنون بالرسالة بينما خسر الكافرون ، و المؤمنون انما اهتدوا لانهم رضوا ان يكون الحق مقياسا بينهم .

[ فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه و الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ]اما المؤمنون فقد اتخذوا من هدى الله و رسالته اداة لتوحيد صفوفهم ، و حل خلافاتهم ، بينما الكفار لم يفعلوا مثل ذلك ، لانهم كانوا يريدون البغي و ليس الحق .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس