بينات من الآيات [ 214] حفت الجنة بالمكاره ، ومن اراد ان يدخلها فعليه ان يقتحم هذا السور الشائك . ولكن هل يعني ذلك ان اهل الجنة في شقاء دائم ؟
كلا . بل يعني انهم يتمتعون بالقوة و الصلابة التي تجعلهم مستعدين لكل الظروف . وهي تعطيهم مناعة من الاستسلام للضغوط ، و تحدي محاولات الاستعباد .
[ ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ]
عبثا وبلا ثمــن ودون ان تكونــوا من اهل الجنة الذين امتحنوا بالفتن الصعبة و نحجوا فيها .
[ ولما يأتكم ]
اي دون ان يواجهكم .
[ مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء ]البأســاء هي الصعــوبات التي منشؤها العدو . و الضراء الصعوبات المادية كالفقر و المرض (1)(1) مجمع البيان / ج 1 / ص 309
[ و زلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ]لهول الصعوبات و الخسارة ، كانوا يستعجلون نصر الله ، و عندما تصل الصعوبة الى ذروتها يجب ان نأمل الفرج .
[ الا ان نصر الله قريب ]
وهذه الآية تعني ان الذين يحلمون بالجنة مجانا وبلا ثمن انما يحلمون باطلا وسيجدون انفسهم في النار .
الجنة ليست مزرعة الدواجن ولا مربض الاغنام ، انها مقام الرجال و مكتسب الابطال . و عهود التخلف و الابتعاد عن صلابة الرسالة و خشونتها هي المسؤولة عن هذه النظرة اللامسؤولة الى الجنة ، ولهؤلاء يقول الامام علي (ع) " هيهات هيهات لا يخدع الله عن جنته" .
|