الاطار العام
الحقائق الكبرى تحيط بلب البشر احاطة السوار بالمعصم ، كلما اراد منها هروبا و جدها امامه ، و لا ريب ان النشور للحساب ، و الولاية من تلك الحقائق ، فبالرغم من محاولات الفرار منها تراهم يتساءلون عنها ، لانها من النبأ العظيم ، و النبأ العظيم يجده الانسانامامه انى اتجه ، و لأهميته يختلفون فيه ، في تفاصيله مرة و في محاولات التهرب منه احيانا .
كلا .. انه يفرض نفسه عليهم حتى يعلموه علم اليقين ، ثم كلا سيعلمونه حين يرون عواقب تكذيبهم به .
بعد هذه الفاتحة الصاعقة تمضي السورة تذكرنا بآيات الله في الخليقة و التي تهدينا الى انه عليم حكيم ، و انه لم يخلق العباد سدى ، و انما بحكمة بالغة تتجلى في المسؤولية . لقد خلق ما في الارض للانسان فلاي شيء خلق الانسان نفسه ؟ الم يجعل الارض مهادا ، و الجبال اوتادا ، بل و جعل في ذات الانسان ما يدل على بديعالصنع ، و بالغ الحكمة ؟ لقد خلقنا ازواجا ، و جعل لنا النوم استراحة عن العمل ، وجعل الليل لنا سترا و النهار معاشا للنشاط و الحركة ، اما السماء فقد جعلها سقفا محفوظا بسبع طبقات شداد ، و علق فيها لاهل الارض سراجا و هاجا ، ثم انزل منها ماء متواصلا مندفعا، ثم جعل هذا النظام مترابطا ببعضه فانبت من الارض حبا و نباتا ، و جنات الفافا ، كل ذلك من أجل الانسان ، و الانسان من أجل المسؤولية ، و لكي يقدم للمحاكمة غدا في يوم الفصل الذي كان ميقاتا للحساب ، يوم ينفخ في الصور فيتوافد الخلائق افواجا افواجا . اما السماء فانها تتحول الى أبواب لتنزل الملائكة بالعذاب او الثواب . اما الجبال التي أكنت البشر فتكون سرابا .
هنالك الحساب ، فبينما يساق الطغاة الى جهنم ليبقوا فيها احقابا بلا برد و لا شراب تجد المتقين في مفاز ، حيث يدخلون الجنة ليتمتعوا بنعيمها و امنها و خلودها ، و هذا وذاك يكون تجسيدا لمسؤوليتهم في الدنيا ، و جزاء وفاقا لاعمالهم .
و تختم السورة بتصوير مشهد من مشاهد القيامة حيث يقوم الروح و الملائكة صفا لا يتكلمون ، و يذكرنا ربنا بان فرصة الاختيار السليم لا تزال قائمة فقد انذرنا عذابا قريبا ، يوم يرى المرء أعماله التي قدمها متجسدة امامه . اما المؤمن فيفرح بها ، و اما الكافر فيقول : ياليتني كنت ترابا و لم اقدم مثل هذه الاعمال او اتحمل تلك المسؤوليات .
|