بينات من الآيات [ 21] يتعامل الانسان مع سنن الله العاجلة في الطبيعة من حوله ، فتراه يتجنب النار ان يحترق بها ، و الحيات ان تلدغه ، و الجراثيم ان تغزوا جسده فتهلكه ، فلماذا يا ترى لا يتجنب تلك السنن الآجلة ، و ما الفرق بين نار تحرقه اليوم و اخرى تحرقه غدا ، أو حيةتلدغه من جحر في الصحراء و أخرى يصنعها بعمله لتلدغه غدا في الاخرة ، و من ميكروب يتكاثر في جسمه اليوم و آخر يزرعه في حياته الدنيا ليحصده في تلك الدار الحق ؟ !
ان سنن الله في الدنيا تذكر بما يماثلها في الآخرة و لكن الإنسان يؤمن بواحدة و يترك أخرى . لماذا ؟
يبدو من آيات القرآن عموما ، و هذا السياق بالذات ، ان الجزاء يوم النشور نوعان : الاول : هو ذات العمل الذي يرتكبه اليوم و يتجسد له جزاء وفاقا في الآخرة ، كمثل نار يوقدها الانسان في بيته فتحرقه ، او ثمرة يغرسها في ارضه فيتمتع بثمراتها . النوع الثاني : الجزاء الذي يقدره الرب للصالحين في الجنة من فضله
و يحسب الحسنة بعشرة . و الآية التالية تشير الى النوع الأول :
[ ان جهنم كانت مرصادا ]
فهذه كانت مركز رصد و مرتع الجزاء في الآخرة . انها سنة إلهية و نظام مقدر لن يفلت منها من يكذب بها ، قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب - عليه وآله السلام - :
" ولئن امهل ( الله ) الظالم فلن يفوت أخذه ، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه ، و بموضع الشجا من مساغ ريقه " (1) .
[ 22] و الطغاة الذين يتجاوزون حدهم ، و لا يتجنبون ما يقربهم الى النار ، سوف يعودون الى النار التي صنعوها بافعالهم .
[ للطاغين مآبا ]
و لعل كلمة مآب توحي بانهم سبب ايقاد النار التي عادوا اليها ، لانها منزلهم الذي بنوه و وطنهم الذي اختاروه لانفسهم .
[ 23] كم يبقون في هذه النار ؟
[ لابثين فيها أحقابا ]
جاء في روايات أهل البيت ان الآية تخص المذنبين الذين يقضون في النار فترة من الوقت بقدر ذنوبهم ، و على هذا فمعنى الاحقاب الدهور المتتالية او السنين المتلاحقة .
(1) نهج البلاغة / خ 97 .
و قال بعض المفسرين : معنى الآية انهم يلبثون في النار احقابا متتالية لا تنقطع ، فكلما مضى حقب أدركهم حقب آخر . قالوا : و انما استعاضت الآية بالاحقاب عن السنين لانها أهول في القلوب و أدل على الخلود ، و انما كان الحقب ابعد شيء عندهم ، و قالوا : الحقب ثمانون سنة . و اذا كانت السنة ثلاثمائة و خمسة و ستين يوما و كان اليوم في الآخرة كالف سنة مما نعده من سني الدنيا فلك ان تتصور أيام الطغاة في جهنم !
و جاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه واله - انه قال : " لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها احقابا ، و الحقب بضع و ستون سنة ، و السنة ثلاثمائة و ستون يوما ، كل يوم الف سنة مما تعدون ، فلا يتكلن احد على ان يخرج من النار " (1) .
[ 24 ] خلال هذه الاحقاب المتتالية و الدهور المتطاولة لا يجد الطغاة هنالك سوى العذاب الذي لا يفتر عنهم ابدا .
[ لا يذوقون فيها بردا و لا شرابا ]
فلا يجدون طعم البرد و برد الشراب ، و لا لحظة واحدة و لا بقدر بسيط .
قالوا : البرد هنا بمعنى النوم ، و استشهدوا بما تقوله العرب : منع البرد البرد ، اي منع النوم البرد ، و قال بعضهم : بل هو عام يشمل برد ريح او ظل او نوم ، و انشدوا :
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه و لا الفيء اوقات العشي تذوق (2)[ 25] انما يتواصل لهم شراب يغلي و ماء نتن .
(1) مجمع البيان / ج 10 / ص 424 .
(2) راجع القرطبي / ج 19 / ص 180 .
[ الا حميما و غساقا ]
الحميم : الماء الحار . اما الغساق فهو ماء نتن ، و قيل : صديد اهل النار وقيحهم .
[ 26] أترى هل ظلمهم ربهم حين اوقعهم في النار ؟ كلا .. لقد ظلموا أنفسهم . اوليس قد واتر عليهم رسله ؟ ان هذا جزاء اعمالهم ، و نهاية مسيرتهم .
[ جزاء وفاقا ]
اي جزاء موافقا لاعمالهم بلا زيادة او تغيير .
[ 27] لماذا انتهى بهم المطاف الى هذه العاقبة السوئي ؟ لانهم لم يتوقعوا الحساب فافرطوا في السيئات ، كما المجرم حين لا يفكر في العدالة يتوغل في اقتراف الموبقات .
[ انهم كانوا لا يرجون حسابا ]
[ 28 ] و اذا انذرهم الرسل و الدعاة بالحساب و اذا جاءتهم آيات النشور تترى ، كذبوا به و بآياته .
[ و كذبوا بآياتنا كذابا ]
[ 29] بلى . كان الحساب قائما ، و كانت اعمالهم و انفاسهم و لحظات حياتهم و هواجس نياتهم كل اولئك كانت محسوبة عليهم .
[ و كل شيء أحصيناه كتابا ]
فلم يغادر كتاب ربنا صغيرة و لاكبيرة الا احصاها .
[ 30 ] و اليوم جاء يوم الجزاء بعد الاحصاء الشامل .
[ فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ]
انها النهاية المريعة ، و معرفة الانسان في الدنيا بهذه الحقيقة : ان عذاب جهنم يزداد كما ان نعيم الجنة في اضطراد ، هذه المعرفة تجعل هذه الزيادة حكيمة و عادلة لان الانسان باختياره الحر بلغ هذه العاقبة .
حقا : ان تصور هذه الحقيقة يجعلنا اكثر حذرا من جهنم و اشد شوقا الى الجنة ، و قد روي عن النبي - صلى الله عليه وآله - : " هذه الآية اشد ما في القرآن على أهل النار " (1) .
[ 31 ] بإزاء ذلك نجد المتقين الذين تحذروا موجبات النار في الدنيا ، و تجنبوا السيئات التي تدخلهم جهنم ، نجدهم بعيدين عنها بعدهم عنها في الدنيا .
[ ان للمتقين مفازا ]
و أعظم فوز لهم نجاتهم من نار جهنم . او لا ترى قول الله سبحانه : " فمن زحزح عن النار و ادخل الجنة فقد فاز " ؟
[ 32 ] و بالاضافة الى النجاة من النار فانهم يحظون بنعيم الابد .
[ حدائق و أعنابا ]
و لعل ذكر العنب بين سائر الثمار لانه طعام و فاكهة و فيه من الفوائد ما ليس في غيره ، حتى جاء في الحديث : " خير فواكهكم العنب " . (2)(1) عن تفسير الكشاف / ج 4 / ص 690 .
(2) تفسير نمونه / ج 26 / ص 48 .
[ 33 ] الزوجة الموافقة تكمل السعادة ، ليس لانها فقط للتمتع الجنسي ، و انما ايضا لحاجة الروح الى تفاعل مع روح اخرى ، تكون لها كالمرآة تنظر فيها نفسها و العكس ، و قد وفر الله لعباده الصالحين الحور العين في الجنة ، بأفضل ما يتصوره البشر ، بل و افضل ماقد يتصوره جمال قمة في الروعة و الجمال الظاهري ، و مثل اعلى لجمال الروح ، و الخلق الفاضل و الادب الرفيع حتى يصلحن للمؤمنين و مستواهم السامي .
[ و كواعب اترابا ]
الكاعب : البنت عند استدارة صدرها ، و تفتح انوثتها مما تكون الذ للرجل و اشهى ، فهن كواعب ، ثم هن اتراب موافقات لروح الرجل خلقا و عقلا و شهوات . و يملك المؤمن أكثر من واحدة منهن حسب اعماله الصالحة مما يستحيل مثل ذلك في الحياة الدنيا .
[ 34 ] جلسات الانس لا تصفوا بدون شراب منشط ، و قد وفره الله للصالحين بأحسن ما يشتهون .
[ و كأسا دهاقا ]
قالوا : الدهاق ما امتلأت من الشراب ، و قيل : ما تواصلت ، و قيل : ما صفت و كلها تصدق في شراب الجنة .
[ 35] و لا تكتمل نعم الحياة بسوى الأمن ، و الجنة دار السلام فلا اعتداء و لا ظلم و لا مرض و لا سبات و لاخشية فناء النعم و زوالها .. و حتى الكلمات الجارحة التي تبعث الرعب و القلق و الالم في النفس لا وجود لها .
[ لا يسمعون فيها لغوا و لا كذبا ]
و انما يتبادلون العلم و المحبة و ذكريات الماضي و يحمدون ربهم كذبا على النعم . و لماذا قول اللغو من غيبة و تهمة و فحش ما دامت نفوسهم طيبة و الخيرات متوافرة لهم ؟ و لماذا الكذب وهو لا يكون الا لخبث او خوف او طمع و أهل الجنة مبرأون من كل ذلك ؟
[ 36] كل هذه النعم تترى عليهم بفضل الله لانهم اختاروا الصراط المستقيم و العمل الصالح .
[ جزاء من ربك عطاء حسابا ]
يبدو ان معناه ان هذا العطاء العظيم يكون حسب أعمالهم حيث ان درجات المؤمنين تختلف هناك حسب درجاتهم هنا .
و قيل : " حسابا " بمعنى الجزاء الوافي بحيث يقول المجزي : حسبي ، يقال : احسبت فلانا اي كثرت له العطاء حتى قال حسبي .
و قيل : " حسابا " لما علموا ، فالحساب بمعنى العد اي بقدر ما وجب له في وعد الرب ، فانه وعد للحسنة عشرا ، و وعد لقوم بسبعمائة ضعف ، و قد وعد لقوم جزاء لا نهاية له و لا مقدار ، كما قال تعالى : " انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب ".
و تعود الاقوال جميعا الى حقيقة واحدة هي العطاء الجزيل .
[ 37] و لكي لا يستكثر الانسان هذه النعم بين الله انها من عند الرب العظيم ، الذي له ملك السموات و الارض وهو الرحمن ؟
[ رب السماوات و الارض و ما بينهما الرحمن ]
و ما ظنك بالرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء اذا شاء ان يجزل العطاء ؟
[ لا يملكون منه خطابا ]
انه عظيم الى درجة تعاليه عن تخاطب خلقه ، لولا رحمانيته التي ينزل بها وحيه على عباده عبر رسول او من وراء حجاب .
ولولا ان الله سبحانه اذن لعباده بدعائه ، و القى في قلوب مريديه انوار محبته و مناجاته ، لما استطاع الانسان - اي انسان - ان يسموا الى درجة مخاطبته . اليس الخطاب بحاجة الى توافق طرفين ، او فرض طرف على آخر ؟ و الله ليس بمستوى خلقه حتى يتوافق معه ، و لنيفرض عليه شيء . و هكذا تشير الآية الى ان البشر و سائر الخلق ليسوا بمستواه ، و انهم لا يملكون منه شيئا فلا يفرضون عليه شيئا ، و هو يملكهم و برحمته يتفضل عليهم بمخاطبتهم ، و قد ياذن لبعضهم إذنا تكوينيا و تشريعيا بمخاطبته ، و ذلك حين يعرفهم نفسه و يلهمهم مناجاته .
و قد اختلفوا فيمن لا يملك الخطاب ، هل المؤمنون الذين ذكروا انفا ، ام الكفار باعتبارهم المطرودون عن باب رحمته ، ام كلا الفريقين ؟ يبدو ان الضمير ليس يعم المؤمنين و الكفار فحسب بل و يشمل سائر الخلائق ( الجن و الملك و الروح ) بشهادة الآية التالية التيجاءت تفصيلا لهذه الآية ، و مثلا ظاهرا .. بالرغم من ان هذه الآية - فيما يبدو لي - لا تخص يوم القيامة ، بلى . يوم القيامة تتجلى هذه الحقيقة بوضوح اكبر .
[ 38] تتجلى عظمة ربنا لعباده يوم البعث الاكبر حين يقوم الروح بكل عظمته و جلاله بين يديه ، و الملائكة صفا لا يتكلمون ، و قد خشعت اصوات الخلائقلعظمة الرب ؟ ثم ياذن الله برحمانيته لبعضهم بالكلام شريطة الا يتكلم الا صوابا .
[ يوم يقوم الروح ]
وما الروح ؟ اختلفوا في ذلك ، فقال البعض : انه خلق أكبر من سائر الخلق حتى من الملائكة المقربين جبرائيل و ميكائيل ، جاء في حديث مأثور عن الامام الصادق - عليه السلام - : " ملك اعظم من جبرائيل و ميكائيل " (1) .
و على هذا فان الروح هو روح القدس الذي يؤيد به الله انبيائه ، قال سبحانه " نزله روح القدس من ربك بالحق " (2) ، و هو حسب تفسيرنا المراد بقوله سبحانه : " يسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا " (3) ، وقوله سبحانه : " تنزل الملائكة فيها باذن ربهم من كل أمر " (4) .
و قال البعض : انه جند من جنود الرحمن كما الملائكة ، و روي عن رسول الله - صلى الله عليه واله - انه قال :
" الروح جند من جنود الله ليسوا بملائكة لهم رؤوس و ايدي و ارجل ، ثم قرا : " يوم يقوم الروح و الملائكة صفا " ، قال : هؤلاء جند وهؤلاء جند " . (5)و قال بعضهم : انه جبرئيل اليس يقول ربنا عنه : " نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المرسلين " (6) .
(1) عن تفسير مجمع البيان / ج 10 / ص 427 راجع تفسير نمونه / ج 26 / ص 58 .
(2) النحل / 102 .
(3) الاسراء /85
(4) القدر / 4 .
(5) عن الدر المنثور / ج 6 / ص 309 تفسير نمونه / ج 26 / ص 58 و مثله القرطبي / ج 19 / ص 187 .
(6) الشعراء / 193 .
و قال بعضهم : المراد أرواح الخلائق ، و قال آخرون : المراد القرآن ، و قالوا : اشراف الملائكة ، و قالوا ، بنو ادم و المعنى ذووا الروح (1) .
و يبدو لي ان الروح في الاصل خلق نوراني أعظم من الملائكة و له جنود و امتدادات ، فمنه تستمد ارواح الناس قوتهم و حياتهم ، و به يؤيد الله انبياءه و اولياءه ، وهو الذي يتنزل في ليلة القدر ، و هو الذي يقوم بين يدي الله يوم القيام مع صفوف الملائكة .
[ و الملائكة صفا لا يتكلمون ]
لان هيبة الله تقفل ألسنتهم ، و لانهم محكومون مربوبون ، فمن السفه ان يتخذ احد منهم إلها لان كل ما لديهم من الله سبحانه ، و حتى الشفاعة لا يقدرون عليها الا بعد ان ياذن الله لهم بها ، و الله لا ياذن بها الا لمن يشاء و بحكمة اي بحساب دقيق .
[ الا من اذن له الرحمن و قال صوابا ]
و هذه الآية تذكرنا بقوله سبحانه : " يومئذ لا تنفع الشفاعة الا لمن اذن له الرحمن و رضي له قولا " و التي قلنا فيها : ان للشفاعة شرطين : اذن الله ، و ان تكون مرضية اي عبر مقياس الثواب و العقاب و ليس بلا اي ميزان و مقياس ، و يبدو ان قولهسبحانه هنا : " و قال صوابا " يشير الى ذلك .
[ 39] كما تتجلى عظمة الله في ذلك اليوم ، يتجلى كذلك الحق ، فلا شفاعة بالباطل و لا كذب و لا دجل و لا احكام جائرة .
(1) تفصيل هذه الاقوال مذكور في تفسير القرطبي / ج 19 / ص 186 - 187 فراجع .
[ ذلك اليوم الحق ]
فهو حق لا ريب فيه ، و لانه رهيب بأحداثه التي تنوابها السماوات و الارض فكيف بهذا الانسان المسكين ؟ ! لذلك فانه يستحق ان يسمى بالحق .
و فيه لا ينفع الا الحق ، و هو ابتغاء مرضاة الرب .
[ فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا ]
اي طريقا للعودة اليه . اولسنا قد فطرنا على الايمان ثم انحرفت بنا الدنيا و شهواتها ؟ تعالوا نعود الى الطريق الاول ، الى سبيل الله ، الى الرب الودود .
[ 40] و قبل يوم القيامة عذاب قريب يقع قبل الموت و بعد الموت ، فاذا مات ابن ادم قامت قيامته الصغرى فيرى عمله ان خير فخير و ان شرا فشر .
[ انا انذرناكم عذابا قريبا ]
قال بعضهم : المراد الحساب بعد الموت ، و قال البعض : انه يوم القيامة ذاته باعتباره حقا لا ريب فيه و انه يأتي و ان كل آت قريب ، او باعتبار الانسان اذا مات انعدم احساسه حتى يبعث للحساب ففي حسابه يتصل يوم موته بيوم بعثه ، الا اذا محض الايمان او محض الكفر فانه يحس بالثواب او بالعقاب .
و سواء بعد الموت او بعد النشور فان اعمال الانسان تتجسد ثوابا او عقابا ينظر اليها .
[ يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ]
من خير او شر ، و المراد من اليد مجمل ما يقوم به الانسان . و حين يرى المؤمنعمله يفرح كثيرا ، و لكن حين يرى الكافر عمله يتمنى لو كان ترابا و لم يرتكب ذلك العمل السيء .
[ و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ]
ما اشد هذا الانسان ندما ان يصل الى هذه الدرجة فيتمنى لو كان ترابا و لم يقترف تلك الجرائم !
هذا الانسان الذي خلقه الله سبحانه ليكون ضيفا عنده في جنات الخلد بلغ به الحال ان يكون أرذل من التراب . فكيف و التراب ينتفع به و هو لا ينتفع به ؟ ! بل يستحق المزيد من الهوان و الاذى .
|