الاطار العام
جبار سفيه تطغيه سلطة محدودة في بلد متواضع فيتخذ قرارا خاطئا باعدام جماعي لطائفة وعت الحقيقة فامنت بالله ، فيلقيهم في نار في الاخاديد ، و تشهد الجماهير سطوته لكي يكونوا لهم عبرة ... و ينتهي في زعمه كل شيء . كلا .. ان السماوات و الارض وجنودهما و سكانهما ينتظرون محاكمة هذا السفيه في اليوم الموعود ، و ان سنن الله في الخليقة التي تمتد من السماء ذات البروج في عمق المكان الى اليوم الموعود في افق الزمان و الى الشاهد و المشهود تحيط بهذا الانسان العاجز المسكين ، فاين المفر ؟ !
و هكذا تتواصل آيات سورة البروج التي تفتح باليمين ، و تختم بان الله من ورائهم محيط ، و ان القرآن المجيد مصون في اللوح المحفوظ ، و فيما بينهما الحديث عن اصحاب الاخدود الذين بالغوا في الجريمة فاوقدوا النار في حفر ثم القوا المؤمنين فيها و جلسوا يتفرجونعلى مشهد احتراقهم .
و هكذا ابتلي المؤمنون ( و ربما بصورة مكررة و في بلاد مختلفة ) بهذا البلاءالعظيم ، دون ان ينال من ايمانهم مثقال ذرة ، بل ازداد ايمانهم صلابة و صفاء .
اما اعداؤهم فماذا كانت عاقبة جرائمهم ؟ هل بلغوا هدفهم ؟ و ماذا استهدفوا من هذا العمل الوحشي الموغل في الجاهلية ؟ اوليس كسر مقاومة المؤمنين ؟ فهل افلحوا ؟ كلا .. فقد انتشر الدين بسبب مقاومة المؤمنين ، و نزل على الجبارين العذاب الاليم ، كما انزل اللهعلى فرعون و ثمود العذاب الاليم .
و كلمة اخيرة : ان هذه السورة الكريمة تتميز باعداد المؤمنين لاجتياز اصعب الامتحانات و مقاومة اكبر التحديات .
|