هذه هي الآيات التي يفصلها الله سبحانه لكي يتميز طريق المؤمنين عن طريـــق الكافرين .
بينات من الآيات
أصحاب الرسالة :
[51] ان هناك شريحة خاصة في المجتمع هي التي تستجيب لرسالة السماء ، و هم الذين يخافون من العاقبة ، فعلى الرسول أن يفتش عنهم و ينذرهم من عاقبة الضلالة دون النظر الى طبقتهم ، أو لونهم أو مستوى ثقافتهم .
[ و أنذر به الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ]هؤلاء الأولياء الذين يتخذهم البشر في الدنيا قادة ، و يحتمون الى ظلالهم لا ينفعونه في الآخرة شيئا ، كما أنه في الآخرة ليس هناك من يستطيع ان يفرض على الله سبحانه ارادته ، فلا شفيع من دون إذنه ، و ما دام الله حكما مطلقا ، فيجب أن يخشاه البشر من بعد أن ينذر ، و الهدف من الخوف ليس الجمود و الانسحاب بل الهدف هو التقوى .
[ لعلهم يتقون ]
و هو العمل الايجابي في سبيل الخلاص من العاقبة السوء في الآخرة .
[52] و المؤمنون يشكلون حزبا و احدا مقياسه العمل الصالح ، من دون أثر اللفوارق المادية فيه ، و على الرسول ان يكون علاقات مبدئية مع افراد هذا الحزب ، و الا يطرد واحدا منهم بأي اسم كان .
[ و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ]فما داموا متوجهين الى ربهم فان الاخطاء الصغيرة التي يرتكبونها بسبب عدم وضوح الرؤية عندهم ، أو عدم علمهم بالأحكام الشرعية فانها سوف .. تغتفر .
[ ما عليك من حسابهم من شيء و ما من حسابك عليهم من شيء ]ان هذه الاخطاء البسيطة لا تسجل في حسابك انت ، و ليس لأحد ان يحاسبك عليها بمجرد أنك تقربهم اليك .
[ فتطردهم فتكون من الظالمين ]
ان طرد هؤلاء يعتبر ظلما لهم ، و لا يبرر هذا الطرد أن بعض المؤمنين القدماء أو بعض المتكبرين ينتقدونك أو حتى يبتعدون عن الدين بهذا السبب .
حقيقة الانتماء :
[53] و التنافس بين الناس متجذر في فطرتهم حتى في الدين ، حيث يسعى كل فريق أن يكون هو الأقرب الى صاحب الرسالة ، و أن يكون الفريق الثاني الأبعد ، و لذلك فان كثير من الناس يبتعدون عن الدين فقط لهذا السبب ، لذلك حذر القرآن الحكيم من هذا الأمر و قال :
[ و كذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ]فكانوا هم السابقين الى اعتناق الدين الجديد ؟!
و يجيب الله على هذا السؤال الذي يطفح بالاستنكار .
[ أليس الله بأعلم بالشاكرين ]
نعم ان الله من على هؤلاء بأن وفقهم لقبول الرسالة ، و لكن ليس عبثا ، بل لانهعرف أنهم أشكر من غيرهم لنعمة الرسالة ، و أي فرد كان شاكرا لله و عارفا بحق الرسالة فسوف يوفقه الله سبحانه ايضا .
[54] ان انتماء البسطاء الى الرسالة لا يعني الغض عن سيئاتهم ، بل الاغماض عن تلك السوابق ، التي ارتكبوها بجهالة ، و قبل أن يصل مستوى وعيهم و ايمانهم و تربيتهم حدا كافيا يردعهم عنها ، أما في المستقبل فليس عليهم التوبة فقط ، و انما اصلاح أنفسهم ايضا .
[ و اذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ]أي انكم في أمان ، لا خوف عليكم .
[ كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فأنه غفور رحيم ]و هذه هي الرحمة التي كتبها الله على نفسه ، و هذا هو السلام ، فالاسلام يجــب ما قبله ، و يبدأ الفرد معه حياة جديدة .
[55] و مع العفو العام الذي تقتضيه هذه الرحمة الربانية الشاملة ، يتميز المجرمون المعاندون عن الجاهلين . حيث أن الفرد الذي يستمر في الخيانة و الظلم ، و لا يصلح نفسه بعد العفو العام فليستعد للعقوبة .
[ و كذلك نفصل الأيات و لتستبين سبيل المجرمين ]
الذين يختارون طريقا غير طريق الله بعمد و سبق إصرار .
|