بينات من الآيات
عقبات الايمان بالرسالة :
السبب الأول :
[158] لقد زود الله البشر بعقل و فطرة و معايير قادرة على فهم الحقيقة بعد التذكر بها من قبل الله سبحانه ، و لكن عليه أن يبادر بالاقدام و تجاوز حاجز التردد والخوف و الانتظار ، ان هذه هي الشجاعة العلمية التي كانت وراء اكتشافات العلماء ، و هي الشجاعة الايمانية التي كانت وراء تضحيات الصالحين ، و يتســــاءل ربنا عن هؤلاء الذين لا يؤمنون .
[ هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة ]
هل ينتظرون هبوط الملائكة كأمر خارق حتى يثير فيهم الحماس و يدفعهم نحو الايمان بالله .
[ أو يأتي ربك ]
عبر آياته الكبرى ، فالله سبحانه لا ينتقل من مكان لمكان لانه لا يخل منــه مكان سبحانه .
[ أو يأتي بعض آيات ربك ]
حيث تتجسد الحقائق . مثل ان يكون النهي عن الاسراف لانه يؤدي الى شلل الاقتصاد ، أو الظلم لانه يؤدي الى الفساد و الدمار ، أو الدكتاتورية التي تؤدي الى التخلف و العجز أو الثورة أو الاخلاق السيئة فانها تؤدي الى المرض و الفرقة ، فلا يطبق الانسان هذه النصائح بانتظار تلك العواقب التي حذر عنها ، و حين تأتي تلكالعواقب فماذا ينفع قبول تلك التحذيرات .
[ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ]ان لـم يصدق المريض قول الدكتور و هو يحذره من سوء حالته بسبب الارهاق ، و انتظر الارهاق ذاته فماذا ينفعه ؟! أو صدقه و لكنه لم يفعل بنصيحته ؟!
كذلك حين ينظر الفرد فلا يؤمن حتى تبدو آثار كفره ، فهناك يؤمن فما ينفعه الايمان .
[ قل انتظروا إنا منتظرون ]
نحن ننتظر و نحن مؤمنون ، اما انتم فتنتظرون على كفركم ، و الزمن يعمل لصالحنا دونكم .
الانسان يجب أن يتوكل على الله ، و يتق نعمه عليه ، فيتحرك بكل قوة نحو ما يهتدي اليه دون ان ينتظر شيئا .
السبب الثاني :
[159] و النظر الى الدين باعتباره مادة للعصبيات العرقية و القومية ، أو الجدليات الفارغة أحد اسباب الخطأ في فهم الدين ، و بالتالي في الايمان به و القرآن يصرح بأنه ليس ذاك الدين الذي يتخذ مادة للخلاف هو دين الله .
[ ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شيء ]و الله هو الحاكم في عباده ، و كثير من الخلافات المذهبية لا يمكن أن تحلهاالجدليات ، بل يجب أن تتحول الى يوم القيامة و الى الله و المستقبل .
[ انما أمرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ]السبب الثالث :
[160] يشجع القرآن البشر الى المبادرة نحو الايمان بالله سبحانه ، فيعدهم بأن يجازيهم بالحسنة عشر امثالها . بينما لا يجازيهم بالسيئة الا مثلها .
[ من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و هم لا يظلمون ]و لكن كم يكون الظلم للنفس كبيرا حتى يرد على ربه هذه النعمة الكبيرة فلا يعمل بتلك الحسنة التي تحتوي عشر أمثالها .
|