فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الإطار العام
كيف يمكن ان نربح صفقة العمر و نأتي يوم التغابن بالفوز الكبير ، ذلك اليوم الذي تبلو الحقائق و يظهر مدى خسارة الانسان و مدى ربحه ؟

قبل ان يبصرنا السياق بالجواب يذكرنا بجلال الله القدوس عن اي نقص و عجز ، و ان كل شيء يسبح بحمده ، لان له الملك و الحمد جميعا .

و انما يكفر من كفر بعد تمام الحجة عليه ، فهو المسؤول عن ضلاله ، و هو المجزي بعمله ، لان الله قد خلق السماوات و الارض بالحق ، و الجزاء صورة من صور الحق .. و اكمل خلق الانسان ( فأعطاه ما يحتاجه لاختيار الحق و اكمل عليه الحجة ) و اليه المصيـــر للجزاء .. و هو عليم بما يسرون و ما يعلنون .. فانى لهم الفرار من الجزاء ؟

و الجزاء حق واقع تاريخيا . افلا نعتبر به ؟ فكم ذاق الكفار الغابرون و بالأمرهم . لماذا ؟ لانهم قالوا : " ابشر يهدوننا " فمن الذي خسر أهم أم الرسل الطاهرون ؟

كانت تلك عاقبة أمرهم في الاولى ، و في الأخرى ينبؤهم الله بما عملوا و يتم عليهم الحجة البالغة ثم يعذبهم ، ويا ويلهم !!

في ذلك اليوم يربح المؤمنون الجنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ، و انه حقا فوز عظيم .

و هكذا يبلغ السياق محور السورة ، و يبين كيف يفوز عباد الله الصالحون في يوم التغابن ، و ذلك عبر بصائر تترى :

الاولى : الرضا بالقدر ، و الايمان بأن كل مصيبة تصيبه فبإذن الله .

الثانية : الايمان هدى القلب ، و به يعرف الانسان سبيل النجاة عن المصائب و به يتحداها .

الثالثة : الطاعة لله و للرسول ، و التوكل عليه .

الرابعة : الحذر من اقرب الناس اليه ( و هم الازواج و الاولاد ) لان فيهم من هو عدو له ، و لكن الحذر لا يتحول عند المؤمن الى عداء او جفاء او مواقف حدية .

الخامسة : اليقظة التامة من ( حب ) الاموال و الاولاد و ( الافتتان ) بهم .

السادسة : التقوى بكل استطاعته ، ( و الاجتهاد في الطاعة ) ، و الاستماع الى أوامر الشريعة و وعيها ، و الطاعة للقيادة الرشيدة ، و الانفاق و تجاوز شح الذات .


ان هذا سبيل الفلاح ؟

وفي خاتمة السورة يأمرنا الله بان نقرضه قرضا حسنا ( بالانفاق او الاستدانة ) ، لانه يضاعف ذلك و يغفر لصاحبه و الله شكور حليم ، و انه عالم الغيب و الشهادة ، و هو العزيز الحكيم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس