فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


لله العزة جميعا
هدى من الآيات

في إطار تبيان تدبير الله لأمور السموات و الارض ، و تكريس حالة السكينة في نفوس المؤمنين به ، يربط السياق هنا بين سنن الله في الخليقة و بين سننه في حياة البشر .

و يدعونا الى إلقاء نظرة فاحصة الى السحاب الذي تحمله الرياح ، و تبعثه الى البلاد الميتة فيحييها ، ثم نظرة الى حياة الانسان وما يختلج في قلبه من نزعات و تطلعات ، فكل شخص يريد أن يصبح عزيزا ، منيع الجانب ، و لكن البعض قد يخطىء الطريق ، فلا يعرف أن العزة الحقيقية إنما هي عند الله عز وجل ، و أن المعراج إليه هو الإيمان و العمل الصالح ، و يدفعه هذا الخطأ الى اصطناع المكائد و المكر ، و لا يحيق المكر السيء إلا باهله فلا يحصل على عزة و لا غنى .

إن ربنا سبحانه يذكرنا بأيام ضعفنا : من الذي قوانا ؟ أولم نك نطفة من منييمنى ؟ من الذي سوانا فعدلنا ؟

إن الرب الذي جعل من النطفة المهينة إنسانا سويا ، هو الذي يعز من يشاء ، و يذل من يريد ، و يتصل الحديث عن العزة بالحديث عن البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه ، و هذا ملح أجاج ، و مع أنهما لا يستويان ، إلا أن الله يرزق العباد منهما جميعا بحيث يستخرجون لحما طريقا كما يستخدمونهما لمصلحة النقل فيهما عبر السفن .

و كل ذلك الحديث يربطه سبحانه بالليل و النهار : فمن يولج النهار في الليل ، و يولج الليل في النهار ؟! أو ليس الله ، فلماذا نطلب العزة عند غيره ؟!


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس