فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
باسم الله ، بذلك النور القدسي ، الذي خلقه الله خلقا ، ثم خلق الأشياء به ، برحمته التي وسعت كل شيء ، و برحمته التي لم تزل ولا تزال نزدلف الى سورة يس المباركة .

[ 1] إن القرآن معجزة البلاغة ، فهذا الكتاب الحكيم تركيب من هذه الأحرف التي لعلها تشير اليه ، و هي في ذات الوقت رموز بين الله وأوليائه المقربين .

[ يس ]

و قد ذكرت النصوص أنها إسم من أسماء النبي (ص) فقد روي عن الإمام أبو الحسن الرضا (ع) في حوار بينه و بين الخليفة العباسي المأمون انه قال :

" أخبروني عن قول الله تعالى : " يس و القرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم " فمن عــنى بقوله ( يس ) ؟ قالت العلماء : يس محمد (ص) لم يشك فيه أحد .

قال أبو الحسن : فإن الله تعالى أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ احد كنه و صفه إلا من عقله ، و ذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) فقال تبارك و تعالى : سلام على نوح في العالمين " و قال : " سلام على إبراهيم " وقال : " سلام على موسى وهارون " و لم يقل : سلام على آل نوح ، و لم يقل سلام على آل ابراهيم ، ولم يقل سلام على آل موسى و هارون ، وقال : سلام على آل يس يعني آل محمد (ص) .

فقال المأمون : " قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه " (1)(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 375 .


و لعل معرفة الاحرف المتقطعة في فواتح السور تعتبر مفاتيح لفهم أسرار كتاب الله .

[2] القسم يربط - إعتباريا - بين حقيقة يرد التأكيد عليها ، و حقيقة مؤكدة فعلا ، فإذا حلفت بالله سبحانه على أنك تفي بوعدك ، فقد ربطت بين إيمانك بالله كحقيقة ثابتة ، و بين الوفاء بالوعد تريد التأكيد عليه .

وإذا كانت هنالك صلة حقيقية بين أمرين ، و كان أحدهما شاهد صدق على الثاني ، فإن القسم يكون أبلغ واكد ، و لعل كل ما في القرآن من حلف هو من هذا النوع . أليس القرآن كتاب حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟ و هكذا ينبغي البحث دائما عما يوصل بينطرفي القسم ، و هو في الأكثر صلة الحجة و الشهادة .

و هنا يحلف الذكر بالقرآن الحكيم على رسالة النبي . أوليس القرآن أكبر شاهد على رسالته ؟ أوليس المعجزة التي لا تفنى ولا تنتهي غرائبه ، الجديد أبدا الذي يسبق الحياة دائما .

[ و القرءان الحكيم ]

ترى أي صفة في القرآن تجعله أكبر شاهد على الرسالة ؟ هل هي بلاغته التي أخرست العرب الذين زهوا ببلاغتهم و سموا أنفسهم عربا لأنهم أعربوا عما يختلج في ضمائرهم ؟

أم لأنه جاء على يد نبي أمي ما عهد القراءة و الكتابة ؟

أم لأنه تنبأ بالمستقبل فلما تحققت أنباؤه عرف الناس صدقه ؟


أم لأنه أنبت حضارة ربانية في أرض الجاهلية العريقة ؟

كل تلك الصفات شواهد صدق الرسالة إلا أن الصفة الأسمى للقرآن حكمته . ما هي هذه الحكمة التي يحلف بها الرب هنا ليستدل على أن محمدا (ص) من المرسلين ؟

لا يزال " العلم " الشاهد العظيم عند كل الناس على صدق او كذب أصحاب الدعوات الجديدة ، و القرآن فتح أمام البشرية ولا يزال آفاق المعرفة :

عرفهم بربهم حتى وجده العارفون ، و جالسه الذاكرون ، و استأنس به المريدون .

عرفهم بأنفسهم حتى بصروا عيوبها ، و ميزوا بين فجورها و تقواها ، و اجتهدوا في تزكيتها و تنمية المواهب فيها .

عرفهم بالسنن الإلهية في الأمم الغابرة حتى أخذوا بأسباب التقدم ، و تمسكوا بأهداب التكامل و الفلاح .

عرفهم بمناهج المعرفة ، و سبل السلام ، و مفاتيح النجاح ، و وسائل القرب الى الله .

فإي شهادة أكبر على صدق الرسالة من ذات الرسالات ، وعلى صدق الرسول من أنه يحملها و يطبقها ؟

والقرآن ليس فقط كتاب علم بل هو أيضا كتاب حكمة ، و الحكمة - كما يبدو لي - العلم النافع الذي بلغ في تكامله و نضجه مبلغا يجعله مؤثرا في سلوك البشر ، و مغيرا الحياة ، و صانعا للحضارة .


دعنا نضرب مثلا : علم قيادة السيارة قد يكون نظريا ، فهو مجرد علم ، و قد يتحول الى مهارة عملية . ألا يختلفان ؟ (1) ولكن أين الاختلاف ؟ إنما في أن دراسة قيادة السيارة في معهد مرحلة أولية في علم القيادة ، أما إذا تدرب الإنسان عليها بلغ العلم مرحلته النهائية ، و القرآن ذلك الكتاب الحكيم الذي يشفي الصدور ، و يبعث الهمم ، و يعطي البصائر ، و يكمل العقل ، و يضع الشرائع السليمة ، ... فهو ليس علم الحياة بل هو الحياة .

[ 3] الرسالة حقيقة لا ينكرها إلا المعاندون ، و قد أرسل الله انبياءه - عليهم السلام - حتى لم يكن إنكار الرسالة أصلا يجدي أحدا نفعا ، و لعل التعبير القرآني هنا يوحي بهذه الحقيقة إذ قال :

[ إنك لمن المرسلين ]

فلست بدعا من الرسل ، و إنما أنت واحد من أولئك الكرام الذين بلغوا عن الله ، و أنت تصدقهم ، و هم بشروا بك .. و هذا بدوره شهادة على صدق الرسول .

[ 4] و شهادة اخرى على ذلك أن الرسول على الصراط المستقيم ، إستقامة النفس بالعقل ، و استــقامة السلوك بالشرع ، و استقامة القول بالصدق ، و استقامة العمل بالصلاح .

فإذا ضلت المذاهب في ربهم فإن الرسول يهدي الإنسان إلى الله بما يتفق مع الفطرة والعقل ، و حين يبلغ العبد معرفة الرب لا يبقى لديه ريب في صدق الرسالة .

و إذا تطرفت المذاهب فإهمل بعضها العقل و أهمل البعض البدن ، فإن الرسول(1) اننا نستخدم كلمة العلم عادة في الجانب النظري بينما نستخدم للجانب العملي كلمات مثل الفن و المهارة و التدريب و التقنية .


على طريق مستقيم وسط ، لم يهمل جانبا على حساب جانب .

وإذا كانت الأهواء تسير الناس ذات اليمين و ذات الشمال فإن ضغوط المجتمع والإقتصاد و السياسة تتكسر على صمود الرسول ثم تتلاشى أمام استقامته التي تحدت إغراء الشمس و القمر .

إن استقامة رسالة النبي و سلوكه تشهد على أنه ينطق عن الوحي ، و أنه مؤيد بالغيب .

[ على صراط مستقيم ]

[ 5] بماذا أنزل الله الرسالة ؟ و أي اسم يعكسه كتابه ؟ أوليس الكتاب دليل صاحبه ؟

القرآن تجل لاسم العزة التي تعني فيما تعني المقدرة و الهيمنة ، كما لاسم الرحمة ، لأن رحمة ربنا اقتضت إنقاذ البشر من براثن الضلالة و الشرك .

[ تنزيل العزيز الرحيم ]

و نستوحي من الآية أن القرآن سيهزم المبادىء الباطلة عاجلا أم آجلا ، لأنه تنزيل العزيز الذي يؤيد بعزته رسالاته ، و يعكس هذا استمرار انتشار نور الإسلام في الأرض بالرغم من كل العقبات التي يجعلها أمامه الطغاة .

[ 6] أما هدف الرسالة فهو إنذار قوم غافلين ، ما أتاهم من قبل الرسول من نذير .

[ لتنذر قوما ما أنذر اباؤهم فهم غافلون ]


و قد فسر أغلب المفسرين هذه الآية بأن أولئك القوم لم ينذر آباؤهم من قبل، مما يخالف قوله سبحانه : " و إن من أمة إلا خلا فيها نذير " (1) و هناك تفسير آخر يجعل حرف ( ما ) موصولة فيكون معناه تقريبا : " لتنذر قوما بما أنذر آباؤهم من العذاب" .

و سواءا أخذنا بهذا التفسير أو ذاك فان من المعلوم أن قوم الرسول لم ينذروا منذ فترة طويلة ، فهم لم ينذروا من قبله ، و نجد هذا المعنى في آية أخرى : " وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير " (2) و لكن هل يعني ذلك انهم لم ينذروا أبدا ؟ كلا ..

[ 7] و يذكر السياق بالتحديات التي يواجهها النبي - كسائر الرسل - في طريق الدعوة ، فسوف لا يؤمن هؤلاء الناس ، و سوف يقوم صراع مرير بينه و بينهم ، و يستمر الصراع حتى يبتلى المؤمنون و حتى يأذن الله بالنصر المبين !

[ لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ]

و هكذا لا ينبغي الخضوع للتيار الإجتماعي إذ عدم إيمان الأكثرية ليس دليلا على نقص في حجج الرسالة بل في وعيهم .

و تعطينا الآية دفعة معنوية لنمضي قدما في حمل الدعوة دون أن نهن أمام رفض الأكثرية أو كفرهم بها .

[ 8] و لكن لماذا لا يؤمن بها أكثرهم ؟

لأن تراكم المعاصي على قلوبهم ، و علاقاتهم الاجتماعية القائمة على الظلم و الاستعباد ، و تخلفهم و انشدادهم الى عادات مجتمعهم و تقاليد آبائهم الضالين ، كلأولئك تشكل أغلالا في أعناقهم .

[ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ]

الشهوات غل ، و عادات المجتمع أغلال ، و التكبر والحسد و العصبيات أغلال .

[ فهي إلى الأذقان ]

لعل معناه : أن الأغلال عريضة بحيث تأخذ بمجامع أعناقهم و تبلغ الأذقان ، و نستوحي من ذلك أن عبوديتهم شاملة .

[ فهم مقمحون ]

أرأيت الفرس حينما يسحب لجامه كيف يرفع رأسه ؟ قالوا : إن ذلك هو المقمح ، و هو لا يملك قدرة الرؤية ، كما لا يستطيع الحركة .

[ 9] و يمضي السياق في بيان شقاء هؤلاء الغافلين الذين سدت منافذ عقولهم ( لعله بسبب الأغلال المكبلين بها ) فأمامهم سد و من خلفهم سد ، و عيونهم محجوبة ، فلا ينشطون للتحرك بسبب السدين ، و لا هم يبصرون بأعينهم شيئا .

[ و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا ]

فلا يقدرون على التقدم ، و لايمكنهم التراجع عن الغي ، و هم قد احيطوا بعقبات تصدهم عن السبيل بما اكتسبوا من آثام .

[ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ]

لقد أحاطت بهم خطيئاتهم و غشيتهم فلا يبصرون أنهم محاطون بالسدود ، ذلكأن الذنوب التي يرتكبها الإنسان تخلف آثارها على الواقع الخارجي ، و تتحول إلى سدود أمام هداية البشر و سعادته . أرأيت الذي انتمى الى حزب كافر ، وعمل من أجل انتشار مبادئه الضالة ، و تربية جيل من الناس عليها . هل يقدر على الخلاص منه ؟! كلا .. بل يضحى مثلهمثل دودة القز التي تصنع الشرنقة ثم تموت فيها ، و هكذا الذي أعان ظالما حتى سيطر على البلاد . إنه يصبح اٍسير عمله ، و كثيرا ما يسلطه الله عليه ، و يقتل بسيف البغي الذي سله على الناس .

و لعل السدين هنا إشارة الى آثار الجرائم الخارجية ، بينما الأغلال تشير الى الآثار النفسية لها ، حيث يزين الشيطان للنفس أعمالها حتى تغدو ملكات يصعب تجاوزها .

أما الغشاوة فهي الظلمات التي تحيط بالقلب ، فينطفىء فيه الضمير ، و يخبو نور العقل ، و لا يحس البشر أنه واقع في المهلكة ، بل قد يزعم انه على صراط مستقيم .

[ 10] و عندما تتراكم الأغلال الغليظة حول القلب الغافل ، و تحيط بصاحبه سدود الجريمة ، و تغشاه ظلمات الجهل ، يصل إلى الدرك الأسفل فلا ينتفع بالإنذار و يكون مثل قلبه مثل جسم مريض لا يستجيب للدواء ، فلا يرجى شفاؤه .

[ و سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ]

إن هذه العاقبة السوءى تنتظر كل أولئك الذين يغفلون عن ربهم فيختطفهم الشيطان ، و يسترسلون مع الأهواء و الظروف حتى تحيط بهم أغلال العادة العصبية ، و العزة بالإثم ، و سدود النظام الفاسد اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا ، و تغشاهم ظلمات الجهالة ، و لا ينفعهمآنئذ الانذار . و على البشر أن يتجنب الخطوة الأولى التي تقوده الى الهاوية ، لأنه كلما هبط أكثر كلما كانت جاذبية الهاويةأقوى .

[ 11] و السبيل الى النجاة من الحلقات المتداخلة للشقاء يمر عبر محاربة الجبت و جهاد الطاغوت ، و بالتالي اتقاء الاغلال و السدود .

كيف ؟

أولا : باتباع الذكر الذي هو القرآن الكريم ، و ذلك بأن يكون قرار الإنسان مع نفسه ٍإتباع الحق الذي يذكر به الوحي و يعرفه العقل .

[ إنما تنذر من اتبع الذكر ]

و لعل استخدام لفظة الذكر هنا كان للإشارة الى مصدري المعرفة : الوحي و العقل ، اللذين ينتهيان - بالتالي - الى نور واحد ، فالوحي يثير العقل ، والعقل يصدق الوحي ، و الإنسان يتبع ذلك الذكر ، و أولئك الذين عودوا أنفسهم على اتباع الحق هم الذين ينتفعون بالإنذار ، لأن نظرتهم موضوعية ، و منهجهم الفكري سليم ، و لا يملكون حجابا يمنعهم عن فهم الحقائق .

ثانيا : بخشية الله و رجاء رحمته ، حتى يحاربوا بذلك جبت أنفسهم ، و يفكوا عن قلوبهم أغلال العصبية و العناد و الكبر و العزة و الأثم .

إن خشية الله تضيء في القلب مصباحا يرى به الحقائق . أو ليست خشية الناس أو خوف الفقر أو الحذر من الطبيعة تنكس القلب ، و تدع رؤيته مقلوبة ؟ كذلك تضحى خشية الله و سيلة الهدى ، لأن من يخشى ربه بالغيب لا يخاف شيئا .

[ و خشي الرحمن بالغيب ]


لعل ذكر كلمة الرحمن هنا يهدف إيجاد حالة من التوازن بين الخشية والرجاء ، فهو الله أرحم الراحمين و خشيته لا تبلغ درجة القنوط من رحمته ، انى كثرت الخطايا و عظمت الذنوب .

[ فبشره بمغفرة و أجر كريم ]

إن من أبعاد المغفرة تجاوز آثار الذنوب في الواقع الخارجي أو على النفس . إن السلطات الظالمة ، و النظام الإقتصادي الفاسد ، و الأنظمة الإجتماعية المتخلفة كلها من آثار الذنوب ، و حين نتبع نهج الله ، و نطيع أولياءه ، فإن الله سبحانه ينصرنا على الطغاة و المترفين ، و يسن لنا شرائع سمحاء قائمة على أسس العدل و الإحسان ، كما ينزع من أفئدتنا حب الشهوات ، و يعيننا على العادات السيئة .

إن المغفرة بشرى عظيمة ، فطوبى لمن غفر الله له ذنوبه ، و هي تمهد للأجر الكريم في الدنــيا بحياة فاضلة تعمها السعادة و الفلاح ، و برضوان الله و جناته في الآخرة .

[12] إن أعظم إنذار يستجيب له المخبتون ولا ينتفع به الغافلون ، هو النشور حيث يحيي الله بقدرته التي لا تحد الموتى جميعا ، بعد أن سجل عليهم للحساب أعمالهم التي فعلوها في حياتهم و قدموها لتستقبلهم عند الموت ، أو التي خلفوها و راءهم من سنة حسنة أو سنةسيئة .

[ إنا نحن نحي الموتي ]

إنه وعد صادق .

[ و نكتب ما قدموا ]


من أعمال صالحة تتجسد ثمة جنات و حور عين ، أو ذنوب تتجسد ثمة نيرانا و حيات .

[ و ءاثارهم ]

فالصدقات الجارية ، و العلم الذي يهتدي به الناس ، و الأولاد الصالحون ، هي الروافد المستمرة التي تنمي حسنات المؤمن بعد موته ، بينما كتب الضلال ، و سنن الظلم و الانحراف ، و التربية الفاسدة للأبناء ، تلاحق الفاسق حتى بعد وفاته .

هكذا روي عن النبي محمد (ص) :

" من سن سنة حسنة كان له أجرها و أجر من عمل بها ، من غير أن ينقص من أجر العامل شيء ، و من سن سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها " (1)[ و كل شيء أحصيناه في إمام مبين ]

ما هو ذاك الإمام الذي أحصى الله كل شيء فيه ؟ هل هو اللوح المحفوظ ؟ أم طائر كل شخص الذي ألزمه الله في عنقه ، و يلقاه يوم القيامة منشورا ؟ أم هو إمام الحق أو إمام الضلال اللذين يتبعهما الناس ؟

لعل القرآن الحكيم يشير الى كل ذلك و أكثر ، إذ أن كلمات القرآن لا تتحدد في إطار السياق فقط ، بل تتجاوزها لبيان حقائق الخليقة ، بلى . يكون ذكر هذه الحقيقة هنا و تلك هناك بمناسبة موضوعات السياق .

أما الحقيقة التي نستوحيها من الآية فهي : إن لكل شيء إماما تتمثل فيه(1) تفسير الرازي / ج 26 / ص 46 .


خصائصه بصورة متكاملة ، فالأنبياء وأوصياؤهم - أئمة الرشاد - تتمثل فيهم كل صفات الخير و الفضيلة ، بينما الفراعنة و الطغاة - أئمة الكفر - تتجسد فيهم كل صفات الرذيلة و الشر .

و من هنا جاء في الحديث المأثور عن أئمة الهدى تفسير هذه الآية الكريمة بالإمام أمير المؤمنين (ع) حيث روي عنه (ع) قوله :

" أنا والله الإمام المبين ، أبين الحق من الباطل ، و رثته من رسول الله " (1)(1) عن نور الثقلين / ج 4 / ص 379 .




فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس