فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


قالوا : طائركم معكم
هدى من الآيات

حين تتراكم حجب الغفلة على الأفئدة لا ينتفع أصحابها بالنذر ، كذلك قال ربنا آنفا ، وهو الآن يضرب مثلا من أصحاب القرية التي جاءها المرسلون فلم يؤمن أغلبهم ، بل قالوا : ما أنتم إلا بشر مثلنا ، و لم ينفعهم أن الله يشهد على صدق الرسل ، و أنهم مسؤولون عنموقفهم ، و ليس النذر ، و بالغوا في التكذيب ، إذ تطيروا بالرسل ، و تشاءموا من دعوتهم ، و لكن الرسل استقاموا في تحديهم لأولئك الجاهلين ، بالرغم من توعدهــم بأنهم سـوف يرجمونهـــم إن لم ينتهوا من دعوتهم ، بأغلظ ما يمكن ، فقال الرسل : إن تشؤمهم إنما هو منأنفسهم ، و تهديدهم بالعذاب لا يلويهم عن تذكيرهم ، و إنه لدليل على توغلهم في الجريمة .

و هناك انتشرت الدعوة فجاء رجل من اقصى المدينة يسعى ( لينذر قومه قبل ان يحل بهم العذاب لتكذيبهم الرسل ) فنصح قومه إشفاقا عليهم باتباع المرسلين ، الذين تدل على صدقهم حجتان : الأولى : أنهم لا يسألونهم أجرا ، و الثانية : أنهممهتدون ، و ذكرهم بربهم بأبلغ صورة . أوليس هو الذي فطرهم ، فلماذا ينكرونه ؟! أوليس المرجع إليه ، فلم لا يرجونه أو يخافونه ؟! أم يعتمدون على الآلهة التي لا تضر ولا تنفــع ، ولا تمنع عذاب الله عنهم ؟! إنها الضلالة الواضحة ( ثم تحداهم بكل عزم و قال : ) إني آمنت بربكم فاسمعون ( لقد أخذ الرجل و عذب ثم قتل ثم أحرق ، و لكن السياق يتجاوز كل ما حدث الى العاقبة فيقول : ) قيل له : إدخل الجنة ( و بقي حنين هذا الصديق الى بعد استشهاده ، فتراه يقول و هو يدخل الجنة : ) يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني منالمكرمين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس