فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


قل نعم وأنتم داخرون
هدى من الآيات

ينصب الحديث في هذا الدرس حول الملائكة ويوم البعث ، و يربط الموضوعين ببعضهما أن الانسان قد يكفر بالجزاء رأسا حين لا يؤمن بيوم الجزاء ، و قد يكفر به بصورة غير مباشرة ، و ذلك حين يزعم أن الملائكة يشفعون له عند الله لأنهم أبناؤه سبحانه .

وما دام السياق يكرس روح المسؤولية فلابد من معالجة هذين الموقفين معا ، لأنهما يشتركان في المحصلة النهائية ، و هي التنصل من المسؤولية .

فالشرك بالله من خلال الاعتقاد بربوبية الملائكة أو الجن أو الآلهة المزيفة الأخرى ، له مبرر نفسي هو محاولة التملص من المسؤولية . إن من الصعوبة على الناس تحملها ، مع علمهم بها ، فلكي يتخلصوا - بزعمهم - من حدية أوامر الله ، و يتهربوا من الالتزام بالدين، تراهم يبحثون عن مبرر نفسي لأنفسهم مما يدفعهم للتصور بأن الملائكة أو الجن أو الصالحين كعيسى (ع) سوف يدفعون سخط الربو عذابه عنهم بالشفاعة أو الفداء .

و يوم القيامة هو يوم تتجلى فيه المسؤولية بشكل واضح و أكيد ، و تأليه هؤلاء للملائكة و الجن و الأنبياء ، يأتي لحل إشكالية ذلك اليوم ، و لكن هيهات ، لهذا أكد ربنا في نهاية هذا الدرس مسؤولية الإنسان الحتمية بقوله : " قل نعم و أنتم داخرون " .



فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس