فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


سبحان ربك رب العزة عما يصفون
هدى من الآيات

في الدرس الاخير يلخص ربنا عبر هذه السورة ، و من أظهرها أن عباد الله المخلصين هم الذين أخلصهم ربهم ، و أخلصوا أنفسهم له ، فلم تؤثر فيهم العوامل التي جرت على غيرهم .

في الآيات الأولى من هذا الدرس ينفي القرآن الحكيم التعلق الشركي بالملائكة عبر التأكيد على عبوديتهم لله ، و تسليمهم لأوامره التي ينتظرونها ، تتنزل من عنده إليهم ، ثم ينسف فكرة الجبر مكذبا الذين يدعون بانهم مضطرون للشرك بالشياطين ، إذ لا جبر في الدنياعلى الانسان ، انما هو الذي يختار طريقه ، و أفكاره ، و اعتقاداته بكامل حريته ، و هذه الحرية هي التي تحمله المسؤولية الكاملة تجاه تصرفاته ، و الأوامر التي يوحيها الله لرسله بأن لا يبالغوا في تبليغهم الرسالة للكفار و المشركين تلتقي مع فكرة الاختيار ، فالكفار و المشركون هم المسؤولون عن اختيارهم ، و ليس من واجب المبلغ للرسالة أن يفرض عليهم اختيارا معينا .


و تنتهي السورة بما صار ختاما لأحاديث الصالحين وهي الآيات الثلاث الاخيرة و التي مطلعها تنزيه الله سبحانه ، ثم الثناء على رسله ، و اخيرا تخصيصه بالحمد .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس