سبحان ربك رب العزة عما يصفون
هدى من الآيات
فسجد الملائكة كلهم أجمعون
هدى من الآيات في الدرس الأخير من السورة و كعادة القرآن يؤكد السياق على الموضوع الاساسي فيها ن و ذلك ضمن بيان ما جرى بين رب العالمين و الملائكة ثم بينه و بين إبليس ، و مغزاه الكشف عن طبيعة الانسان ، و الاسباب الحقيقية التي ترديه ، فاذا به وقد كرمه الله على كثير من الخلق ينتهي إلى أسوأ مصير .
في بداية السورة أكد ربنا على دور العزة و الشقاق في ضلال الكفار ، حيث يغترون بما لديهم من قوة ظاهرية ، فيستكبرون على الحق و يشقون عصا الطاعة لله - عز وجل - بينما نجد في مقابلهم أنبياء الله ( عليهم السلام ) فهم بالرغم من الدرجة المعنوية التي اعطيت لهم ( النبوة ) وما اوتي بعضهم من القوة و الملك ، إلا انهم في أعلى درجات التوبة و الانابة الى ربهم .
و في نهاية هذه السورة المباركة يبين الله لنا صورة أخرى لهذه المقابلة جرت فيالملأ الأعلى ، فالعزة بالباطل عند إبليس عليه اللعنة ، الذي اعتز بعنصره ، و رفض الخضوع لله في قضية آدم من بين كل الملائكة ، و برر ذلك بأنه وهو المخلوق من نار السموم أفضل من آدم الطيني فكيف يسجد له ؟ و لكن من قال : ان الافضلية للطين ؟ ثم لو افترضنا ذلك فهل هذا مبرر لمعصية رب العالمين و اختيار العاقبة السوىء ؟ بالطبع كلا .. و لكن ابليس اختار العزة بالباطل متمثلة في العنصرية ، ثم راح يغوي الانسان و يضله ليكون معه في غضب الله و ناره .
و في المشهد الآخر من الصورة نجد ملائكة الله على جلالة قدرهم يخرون ساجدين لآدم تعبدا لله و طاعة و تسليما ، و يوصل القرآن بينهم و بين عباد الله المخلصين الذين لم يسمحوا لابليس أن يغويهم .
ولان سورة " ص " تتشابه و سورة " الصافات " في نفي الوهية الملائكة و الانبياء ، فانها تنتهي ببيان سجود الملائكة لآدم (ع) الذي خلق من طين و الذي يتعرض لإغواء ابليس ، و كيف يكون إلها من يسجد لغيره أو يتعرض لإغواء الشيطان ؟!
|