بينات من الآيات [ 1] [ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ]
توحي كلمة التنزيل بنزول القرآن على مراحل ، بينما توحي كلمة الإنزال في الآية التالية بنزوله جملة واحدة ، ولا تناقض في ذلك لأن القرآن نزل مرتين : مرة واحدة في ليلة القدر ، و مرة بصورة منسجمة انسجاما مع الحوادث و الظروف المتغيرة ليثبت به فؤاد الرسول ويصوغ شخصية الامة و هو من العزيز الحكيم ، الذي بعزته فرض القرآن ، قال تعالى : " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " (1) و بحكمته جعله قويما ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
[ 2] [ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ]
الحق هو وسيلة الكتاب و هدفه ، و القرآن ينزل بالحق أي إنه يكشف لنا تلك السنن و القيم و الأنظمة الجارية في الخليقة كما انه يشرع التكاليف الحق ، و فيما يأتي من آيات نعرف أن التذكرة بالحق في هذه السورة تهدف فيما تهدف بيان أن المسؤولية حق ، و أنه لا يجازى البشر إلا بما عمله خيرا أو شرا .
[ فاعبد الله مخلصا له الدين ]
أي اجعل عبادتك عبادة واقعية و ليست عبادة نظرية .
ماهو الدين ؟
الدين هو السيادة القانونية على المجتمع ، التي يتقبلها الناس طائعين غير مكرهين ، و اخلاص الدين لله هو جعله المصدر الوحيد للسيادة و التشريع .
(1) القصص / 85 .
[ 3] و لكن لماذا يجب أن نجعل كتاب الله هو المصدر الوحيد للتشريع ؟
بالاضافة الى انه لا يجوز أن نشرع من أهوائنا ، أو حسب الضغوط النفسية والاجتماعية ، فإن الدين الخالص هو لله وحده .
[ ألا لله الدين الخالص ]
فلله الســيادة و الحاكمــية المطلقة على الخلق ، فيجب أن تكون العبادة له وحده .
إن الله هو الذي يهيمن على الكون ، ويجري بقوته الأنظمة و القوانين بصورة خارقة ، ولا أحد يشاركه في ذلك لأنه لا يمارس شيئا " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " .
لماذا إذا يشرك البعض بالله ، هل يعتقدون بأن لله شريكا في الأمر ؟ كلا .. هؤلاء يشركون بالله لأنهم يعتقدون بأن الشركاء سبل إلى الله .
[ و الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ]النفي و الاستثناء دليل الحصر ، و إذا كان هدف هؤلاء الوصول إليه فلماذا يختارون طريقا لم يأمر به ؟!
و نستوحي من جملة " اتخذوا من دونه " انهم هم الذين صنعوا الآلهة و اضفوا عليها طابع التقديس دون أن تكون لها قدرة مطلقة عليهم أو أن يامر الله سبحانه بعبادتها .
و نستوحي من كلمة " اولياء " انهم أحبوهم واتبعوهم و تقربوا إليهم .
و الضمير في كلمة " نعبدهم " يوحي بأن الأولياء عقلاء ، بينما نجد البعض منهم يعبد الأصنام التي لا عقل لها . لماذا ؟ ربما لأن تلك الأصنام كانت أيضا تجسيدا لقوى عاقلة - في زعمهم - كالملائكة و الأنبياء أو الأولياء الصالحين ، و هذا يظهر من الحديث التالي :
" أقبل رسول الله (ص) على مشركي العرب فقال : و أنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله ؟ فقالوا : نتقرب بذلك الى الله تعالى .
فقال لهم : أو هي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها الى الله ؟ قالوا : لا .
قال : فأنتم الذين نحتموها بأيديكم ؟ قالوا : نعم .
قال : فلأن تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أحرى من أن تعبدوها ، إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم و عواقبكم و الحكيم فيما يكلفكم .
قال : فلما قال رسول الله (ص) هذا القول اختلفوا فقال بعضهم : إن الله قد حل في هياكل رجال كانوا على هذه الصورة فصورنا هذه الصور نعظمها لتعظيمنا تلك الصور التي حل فيها ربنا .
و قال آخرون منهم : إن هذه صور أقوام سلفوا كانوا مطيعين لله قبلنا فمثلنا صورهم و عبدناها تعظيما لله .
و قال آخرون منهم : إن الله لما خلق آدم و أمر الملائكة بالسجود له كنا نحن أحق بالسجود لآدم من الملائكة ، ففاتنا ذلك فصورنا صورته فسجدنا لها تقربا الىالله كما تقربت الملائكة بالسجود لآدم الى الله تعالى " (1) .
[ إن الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون ]
قالوا : إن ذلك تهديد مبطن لأولئك القوم حيث أنهم سوف يسألون عن أفعالهم و أقوالهم و يحاسبون عليها حسابا عسيرا ، و لا يجوز لهم - إذا - الإسترسال في نسبة الأولياء الى الله و اعتبارهم شفعاء من دون إذنه سبحانه .
و لعل الآية تشير الى ما اشتهر بين الأمم من تقديس العظماء و نسبتهم الى رب العزة ، كالإعتقاد بأن هذا الملك أو ذاك السلطان هو ظل الله في الأرض من دون الرجوع الى القيم الإلهية ، و المقاييس الرسالية ، بينما ليس كل من أوتي فضلا يصير ولي الله بل الذي يعبدالله حقا و يتبع رسله صدقا .
و نتساءل : ماهي الحكمة في بيان هذه الحقيقة هنا ؟
إن الناس يزعمون انهم لو نسبوا الى الله أمرا كذبا و جب على الله ردعهم بصورة غيبية ، كأن ينزل عليهم صاعقة أو لا أقل ملكا ينذرهم ، و إذ لم يفعل مثل ذلك فهم على حق ، و لعله لذلك يؤكد ربنا أنه لا يهدي الكذبة و الدجالين و الذين يكفرون بنعمه و من أبرزها نعمة الرسالات التي أنزلها بمنه ، فليظلوا في ضلالتهم حتى يذوقوا الجحيم جزاء كذبهم و كفرهم بأنعم ربهم .
و هكذا بين ربنا أولا : أن أهواءهم بعيدة عن الحق الذي عند الله حيث يحكم بينهم يوم القيامة ، و بين ثانيا : أنه لا يهديهم فهم المسؤولون عن ضلالتهم بكذبهم و كفرهم .
(1) الاحتجاج للطبرسي / ص 26 .
و لقد اخترعت أهواء الناس أفكارا باطلة لتوجيه هذه العقائد ، فقالوا بنظرية الفيض و نظرية الحلول و الغنوص ، لتبرير تقديسهم لبعض العناصر و تأليههم لبعض الناس ، قالوا بأن الله - سبحانه و تعالى عما يشركون - كالشمس تفيض منها الأشعة ، و كالبحر تتصاعد منه السحب ، أو الينبوع تجري منه الروافد ، أو أنه سبحانه يتنزل الى مستوى خلقه فيحل في أوليائه حلولا حتى يقول أحدهم في إحدى شطحاته الكفرية : ليس في جبتي سوى الله .
[ إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ]
[ 4] و يسفه الله أحلامهم و يؤكد بانه لا و لن يتخذ ولدا ، و حتى لو اتخذ فإنه هو الذي يصطفيه اصطفاء .
[ لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق مايشاء ]و نستوحي من الآية الحقائق التالية :
أولا : إن اتخاذ الولد لو تم ( و هو لا يتم ) فليس عبر أولئك الكذبة ، بل الله وحده صاحب هذا الحق ، إنه لو تم يكون ولده و ليس ولدهم ، فهو يختاره دونهم ، ولا يحق لأي كافر أن يقول : فلان إبن الله و أقرب الناس اليه ، من دون سلطان له على ذلك .
ثانيا : إنه لا يتم - لو تم إنجاز الولد - بسبب علاقة نسبية بين الله سبحانه و بين بعض خلقه ، إذ كل شيء مخلوق لله ، ولا تفاضل في أصًل الخلق بين شيء و شيء ، فليس بعض الخلق مارس الله حين أنشأه لغوبا ، بينما خلق بعض الأشياء بيسر و سهولة ، كلا .. ولا هناكمراتب في الخلق كما زعمت الفلاسفة بلا حجة ، انما يكون عبر الإصطفاء .
ثالثا : إن الاصطفاء الإلهي يكون عبر القيم الإلهية لا تفاضل الجوهر إذ أن الأشياء كلها مخلوقات فلا حاجة له الى واحد منها لأنه كان قبل أن يكون أي شيء فكيف يحتاج الى شيء لم يكن من الأزل ، بل كيف يحتاج الى شيء هو في وجوده يحتاج الى خالقه سبحانه ؟ !
و إنما استوحينا هذه البصائر بالترتيب من الكلمات الثلاث في الآية " يتخذ " و " اصطفى " و " مما يخلق " .
[ سبحانه ]
عن نسبة الشريك إليه أو عن اتخاذ الولد حتى من بين خلقه اصطفاء .
[ هو الله الواحد ]
فلا يتجزأ بالآفاضة ولا بالتنزل ولا بالحلول ، ولا يتجلى في الشمس والقمر و النجوم والسهل و الجبل و الشجر والبحر و الأحياء .. كما ادعاه الضالون من أنصار و حدة الوجود .
" قام أعرابي الى الإمام أمير المؤمنين في بحر معركة الجمل الطاحنة و قال له : يا أمير المؤمنين : أتقول : أن الله واحد ؟
فحمل الناس عليه و قالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ؟
فقال أمير المؤمنين : دعوه فان الذي يريد الإعرابي هو الذي نريده من القوم ، ( أي إننا نخوض الحرب من أجل بيان هذه البصائر ) .
ثم قال : يا أعرابي إن القول في الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منها يجوزان على الله و وجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد ، يقصد به باب الأعداد فهذا مالا يجوز ، لأن مالا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد الا ترى انه كفر من قال ثالث ثلاثة ؟ ، و قول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا مالا يجوز ، لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك .
و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبيه ، كذلك ربنا ، و قول القائل : إنه عز وجل أحدي المعنى ، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربنا عز وجل " (1)[ القهار ]
و لأنه قهار فهو واحد ، إذ لا شيء يتحدى إرادته و يقاوم مشيئته سبحانه .
و كما لا يخضع سبحانه لشيء لا يحتم عليه شخص أمرا ، فما المسيح بن مريم و العزير إلا عبدان مطيعان له يخضعان لأوامره ، ولا يحتمان عليه ، و انه سبحانه قد فرض عليهما عبادته إن لم يكن طوعا فكرها .
و من هنا تتبلور فكرة الشفاعة الحق و هي إن عباد الله المكرمين يدعون الله ليغفر لبعض المذنبين فإن شاء غفر ، و إن شاء عذب ، و قد قال الله في حق بعض المنافقين : " سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدي القوم الفاسقين " (2) و قال تعالى : " استغفر لهم أولا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بانهم كفروا بالله و رسوله و الله لا يهدي القوم(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 475 - 476 .
(2) المنافقون / 6 .
الفاسقين " (1)
و لكن الرسول واولي الأمر من بعده يملكهم الله الشفاعة في الدنيا و الآخرة ، فيغفر لمن يشاء كيف يشاء ، ويعذب من يشاء كيف يشاء ، و مغفرة الله بواسطة الرسول ممكنة و لكن حسب مقاييس محدودة ، فلا يملك الرسول للمذنبين المصرين ، أو الكفار شيئا ، و يوجز اللهفي آية من الآيات فكرة الشفاعة فيقول : " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " (2)و خطأ تلك الأدعية التي يقولها بعض الطوائف في طوافهم حول الكعبة إذ يقولون : ( إغفر إغفر إن لم تغفر جزما تغفر ) فلا أحد يحتم على الله سبحانه شيئا .
[ 5] و قد سبق في الآية الثالثة ان فسرنا قوله : " الا لله الدين الخالص " فقلنا بانها تشير الى السنن التي تحكم في الخليقة بتدبير الله و هيمنته و إرادته ، و يوضح الله ذلك بقوله :
[ خلق السموات و الارض بالحق ]
و يبدو أنه سبحانه بعد نفي العقائد التي يتشبث بها المشركون ، و نفي كون الولد له ، و أنه لا أحد من الشركاء يقربهم اليه أخذ يذكرنا بنفسه ذلك أن معرفة الله حقا كفيلة بنفي العقائد الباطلة و إزالة الأوهام البشرية التي هي وليدة الجهل بالخالق .
و لعل الإشارة إلى " الحق " هنا لبيان أن تمنيات القوم بالشفاعة الباطلة(1) التوبة / 80 .
(2) النساء / 64 .
سراب ، لأن أساس الخلق هو الحق ، و انه لا أحد يبلغ الثواب و الكمال بالتمني و التظني أو الشفاعة الباطلة بل بالحق و الحق وحده .
و دليل أحدية الرب و قاهريته و انه خلق السموات و الأرض بالحق ما نراه من اختلاف الليل و النهار .
[ يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل ]و تكوير هذا يتم بزيادته على حساب ذاك و بالعكس ، فالله قد قهر السموات و الأرض بحركتهما الدقيقة التي لا يستطيعان مقاومتها قيد شعرة ، ثم أنهما يجريان بنظام دقيق مما يهدينا الى أنه جعل كل شيء بالحق .
[ و سخر الشمس و القمر ]
مما يهدينا الى انه القاهر .
جاء في الحديث المأثور عن الإمام الصادق (ع) :
" أنظر الى شروقها على العالم كيف دبر أن يكون ، فإنها لو كانت تبزغ في موضع من السماء فتقف لا تعدوه لما وصل شعاعها و منفعتها الى كثير من الجهات ، لأن الجبال و الجدران كانت تحجبها عنها ، فجعلت تطلع في أول النهار من المشرق فتشرق ما قابلها من وجه المغرب ، ثم لا تزال تدور و تغشي جهة بعد جهة حتى تنتهي الى المغرب ، فتشرق على ما استتر عنها في أول النهار ، فلا يبقى موضع من المواضع إلا أخذ بقسطه من المنفعة و الإرب التي قدرت له " (1)[ كل يجري لأجل مسمى ]
(1) بحار الانوار / ج 3 / ص 113 .
و كما أن الله خلق الشمس و القمر ، و سخرهما بقدرته ، كذلك فإن انتهاءهما بيده ، و ربما توصل العلماء الىالعمر التقريبي للشمس و القمر بمقدار ما يعطيان من طاقة من النور و الحركة .
[ ألا هو العزيز الغفار ]
فبعزته أقام النظم في كل شيء ، و ألزم الشمس و القمر و النجوم أفلاكها ، و سخرها لما خلق لها ، و بمغفرته فتح أما عاصيه باب التوبة حتى لا يقنط من رحمته إلا القوم الكافرون .
و صفة العزة تبعث الرهبة بينما صفة المغفرة تبعث الرغبة ، و هما معا ضروريتان لاستقامة النفس البشرية .
و أخطأ من قال - من المتكلمين - أن القول بالمغفرة مخالف للقرآن لأن ذلك يوجب الاغراء بالقبيح ، و هذا مذهب البغداديين المعتزلة ، و مذهب البصريين الذي يقول : إن عذاب الله جائز عقلا ، و ايضا فيلزم عليه ان لا يحصل الغفران بالتوبة ، لأنه إذا علم أنه إذا أذنب ثم تاب غفر الله له لم ينزجر (1)
[ 6] [ خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ]
أي جعل من نفس الإنسان زوجه ، و هذا يدل على تكاملية الذكر و الأنثى .
[ و أنزل لكم من الأنعام ثمانية ازواج ]
هي الأخرى تتزاوج ، و ثمانية أزواج هي التي ذكرت في سورة الأنعام : " من الضأن اثنين و من المعز اثنين " " ومن الإبل اثنين و من البقر اثنين " .
(1) التفسير الكبير / ج 26 / ص 240 .
و قد اختلف المفسرون في كلمة " وأنزل " فكيف يمكن أن تنزل الأنعام ، و هذا مجمل ما قالوا :
1 - إن الإنزال بمعنى الإحداث والإنشاء كقوله : " قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم " .
و في الحديث عن أمير المؤمنين (ع) قال :
" فإنزاله ذلك خلقه إياها " (1)
2 - إنه أنزلها بعد أن خلقها في الجنة ، و في الخبر الشاة من دواب الجنة ، و الابل من دواب الجنة .
3 - إنه جعلها نزلا و رزقا ، و الرزق يأتي من السماء .
4 - إن قضاء الله و تقديره و حكمه موصوف بالنزول من السماء ، و إذا عرفنا أن بركات الأرض جميعا - أولا أقل أكثرها - من السماء سواء من أشعة الشمس أو من الماء الذي ينزله الله من السماء ، عرفنا أن هذه التأويلات غير ضرورية ، و الله العالم .
[ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ]
لا أنت ولا زوجك تعلمان ما في الرحم ، و كيف يتكون الجنين ، و ما هي أطوار خلقه ، حتى يصير طفلا ، و لكن الله يخلقك و يصورك هناك .
[ في ظلمات ثلاث ]
(1) تفسير نور الثقلين / ج 3 / ص 476 .
ظلمة البطن ، و ظلمة الرحم ، و ظلمة المشيمة .
[ ذلكم الله ربكم له الملك ]
إن الله الذي يصورك في الأرحام في ظلمات ثلاث هو المالك الحق و المليك المقتدر احق ان تعبده ، و لأن له الملك وحده فإنه :
[ لا إله إلا هو فأنى تصرفون ]
إلى أين تتجهون ، و من الذي تعبدون من دونه ؟!
|