تفسير القرآن الكريم

بشمول الحي للنبات أيضا (أفلا يؤمنون) وقد لزمتهم الحجة .

(وجعلنا في الأرض رواسي) جبالا ثوابت كراهة (أن تميد) تتحرك (بهم وجعلنا فيها) في الأرض أو الرواسي (فجاجا) طرقا واسعة (سبلا) بدل (لعلهم يهتدون) إلى مقاصدهم في الأسفار أو إلى وحدانية الله بالاعتبار .
(وجعلنا السماء سقفا) للأرض في النظر (محفوظا) عن السقوط بقدرته أو الشياطين بالشهب (وهم عن ءاياتها) أوضاعها وأحوالها الدالة على الصانع (معرضون) لا يتفكرون فيها .
(وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل) من الشمس والقمر والنجوم (في فلك) أي جنسه (يسبحون) أي يسرعون بسرعة كالسابح في الماء جمع جمع العقلاء تشبيها بهم أو لما قيل أنهم ذوو أنفس ناطقة .
(وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) أي البقاء في الدنيا نزلت حين قالوا إن محمدا سيموت (أفإن مت فهم الخالدون) والفاء في الشرط لتعلقه بما قبله والهمزة لإنكار جملة الجزاء أي فهم أيضا يموتون فلا يشمتوا بموته .
(كل نفس ذائقة الموت) تقرير للإنكار (ونبلوكم) نختبركم (بالشر والخير) بالمحن والمنح (فتنة) ابتلاء مصدر من غير لفظه (وإلينا ترجعون) فنجازيكم .
(وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا) مهزوءا به يقولون (أهذا الذي يذكر ءالهتكم) أي يعيبها (وهم بذكر الرحمن) بتوحيده أو بكتابه (هم كافرون) جاحدون كرر .
(هم) تأكيدا أو لبعد الخبر بحيلولة صلته (خلق الإنسان من عجل) لفرط عجله في الأمور كأنه خلق منه (سأريكم ءاياتي) وهو القتل في الدنيا والعذاب في الآخرة (فلا تستعجلون) فيها وقد أراهم القتل ببدر .

(ويقولون متى هذا الوعد) وعد القيامة (إن كنتم صادقين) فيه .

(لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون) أي لو يعلمون الوقت الذي لا يدفعون (عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم) لإحاطتها بهم من كل جانب (ولا هم ينصرون) يمنعون منها فيه وهو الوقت الذي استعجلوا به بقولهم متى هذا الوعد وجواب لو محذوف أي لما استعجلوا .
(بل تأتيهم) القيامة أو النار (بغتة) فجأة (فتبهتهم) فتحيرهم أو تغلبهم (فلا يستطيعون ردها) عنهم (ولا هم ينظرون) لا يمهلون بعد إمهالهم في الدنيا .
(ولقد استهزىء برسل من قبلك) تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلّم) (فحاق) حل (بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون) من العذاب أو جزاء استهزائهم فكذا يحيق بمن استهزأ بك .
(قل من يكلؤكم) يحفظكم (بالليل والنهار من الرحمن) من بأسه (بل هم عن ذكر ربهم) أي القرآن أو المواعظ (معرضون) لا يلتفتون إليه فضلا عن أن يخافوا بأسه .
(أم لهم آلهة تمنعهم) من العذاب (من دوننا) من غيرنا (لا يستطيعون) أي الآلهة استئناف لبيان عجزهم (نصر أنفسهم) فكيف ينصرونهم (ولا هم منا يصحبون) بالنصر أو من عذابنا يجارون فكيف يجيرون وقيل ضمير هم للكفرة .

(بل متعنا هؤلاء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب