(إن
الله) أي قل لهم إن الله (يعلم ما يدعون) الذي تعبدونه (من دونه من شيء وهو
العزيز) في سلطانه (الحكيم) في صنعه .
(وتلك الأمثال نضربها للناس)
تفهيما لهم (وما يعقلها) يعقل فائدتها (إلا العالمون) المتدبرون .
(خلق
الله السموات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين).
(اتل
ما أوحي إليك من الكتاب) لنفسك وعلى الناس (وأقم الصلاة) بشروطها (إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) بكونها سببا للانتهاء عن المعاصي لتذكيرها
الله وإيراثها في القلب خوفه (ولذكر الله) إياكم برحمته (أكبر) من ذكركم
إياه بطاعته أو الصلاة أكبر من سائر الطاعات (والله يعلم ما تصنعون) من خير
وشر فيجازيكم .
(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي) بالخصلة التي (هي
أحسن) كمقابلة الخشونة باللين والغضب بالحلم (إلا الذين ظلموا منهم)
بالاعتداء أو العناد أو نبذ الذمة أو قولهم بالولد (وقولوا) في المجادلة
بالتي أحسن (ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن
له) وحده (مسلمون) مطيعون .
(وكذلك) الإنزال (أنزلنا إليك الكتاب)
القرآن مصدقا لسائر الكتب المنزلة (فالذين ءاتيناهم الكتاب يؤمنون به) كابن
سلام أو أمثاله أو من تقدم زمن النبي من أهل الكتاب (ومن هؤلاء) من أهل مكة
أو ممن عاصره (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أهل الكتاب (من يؤمن به وما
يجحد بآياتنا) مع وضوحها (إلا الكافرون) المصممون على الكفر .
(وما كنت
تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا) أي لو كنت تقرأ وتخط (لارتاب
المبطلون) الذين شأنهم الإبطال أي كفرة مكة وقالوا لعله جمعه من كتب
الأولين أو أهل الكتاب وقالوا الذي في كتبنا أنه أمي .
(بل هو) أي
القرآن (ءايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) يحفظونه عن التحريف وهم
النبي وآله (وما يجحد بآياتنا) الواضحة (إلا الظالمون) بالعناد والمكابرة
.
(وقالوا لو لا أنزل عليه ءايات من ربه) كناقة صالح وعصا موسى ومائدة
عيسى (قل إنما الآيات عند الله) ينزلها كما يشاء (وإنما أنا نذير مبين)
للإنذار بما أوتيت من الآيات .
(أولم يكفهم) آية بالغة (أنا أنزلنا عليك
الكتاب يتلى عليهم) على الدوام فهو آية ثابتة لا تزول بخلاف سائر الآيات
(إن في ذلك) الكتاب المعجز المستمر (لرحمة وذكرى) نعمة وعظة (لقوم يؤمنون)
به .
(قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) بصدقي أو صدقني بالمعجزات أو
بتبليغي ومقابلتكم بالتكذيب (يعلم ما في السموات والأرض) فيعلم حالي وحالكم
(والذين