آمنوا
بالباطل) بإلهية غير الله (وكفروا بالله) منكم (أولئك هم الخاسرون) في
صفقتهم حيث اشتروا الباطل بالحق .
(ويستعجلونك بالعذاب) استهزاء (ولو لا
أجل مسمى) لعذابهم (لجاءهم العذاب) عاجلا (وليأتينهم بغتة) فجأة (وهم لا
يشعرون) بإتيانه .
(يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) بناء
على تجسم الأعمال والظاهر ولكن لا يظهر أثرها في هذا العالم بل في الآخرة
أو كالمحيط بهم لإحاطة الكفر واللام للجنس فتعمهم حكمة أو للعهد بوضع
الظاهر موضع الضمير إشعارا بموجب الحكم .
(يوم يغشاهم العذاب) ظرف
لمحيطة (من فوقهم ومن تحت أرجلهم) يغطيهم مبتدئا من الجهتين (ويقول ذوقوا
ما كنتم تعملون) أي جزاءه .
(يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة)
فهاجروا عن أرض لم يتيسر لكم فيها العبادة إلى أرض يتيسر فيها (فإياي) نصب
بما يفسره (فاعبدون) والفاء جواب شرط مقدر أي إن لم تخلصوا للعبادة لي في
الأرض فأخلصوها في غيرها .
(كل نفس ذائقة الموت) واجدة كربه (ثم إلينا
ترجعون) بعده للجزاء .
(والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم)
لننزلنهم (من الجنة غرفا) أعالي وقرىء لنثوينهم من الإثواء الإقامة (تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين) أجرهم .
(الذين صبروا)
على أذى الكفر والبليات ومشقة الهجرة أو الطاعات (وعلى ربهم) لا غيره
(يتوكلون) في المهمات .
(وكأين) وكم (من دابة لا تحمل رزقها) لضعفها عن
حمله أو لا تدخره (الله يرزقها) مع ضعفها (وإياكم) مع قوتكم على الكسب
والحمل لا يرزق الكل إلا هو لأنه المسبب لأسبأب رزقهم، قيل لما أمروا
بالهجرة فقال بعضهم كيف نقدم بلدة لا معيشة لنا فيها فنزلت (وهو السميع)
لقولكم (العليم) بسركم .
(ولئن سألتهم) أي أهل مكة (من خلق السموات
والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) مقرين بأنه الفاعل لذلك (فأنى
يؤفكون) يصرفون عن توحيده مع إقرارهم بذلك .
(الله يبسط الرزق) يوسعه
(لمن يشاء من عباده ويقدر) يضيق (له) بعد البسط فالأمران لواحد أو ويقدر
لمن يشاء على وضع الهاء موضعه مبهمة مثله فليسا لواحد (إن الله بكل شيء
عليم) يعلم موضع البسط والتقتير .
(ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء
فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله) فكيف يشركون به الجماد (قل الحمد
لله) على ما وفقك لتوحيده أو على إلزامهم الحجة (بل أكثرهم لا يعقلون) أن
إقرارهم به مبطل لشركهم .
(وما هذه الحيوة الدنيا) الحقيرة (إلا لهو
ولعب) إلا كما يلهو ويلعب الصبيان ساعة ثم يتفرقون (و إن الدار