تفسير القرآن الكريم

(و سيق الذين كفروا) بعنف (إلى جهنم زمرا) أفواجا متفرقة (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها) توبيخا (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ءايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) أي وجبت وهو قوله لأملأن جهنم وعدل إلى الظاهر للإشعار بسبب العذاب.

(قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين).

(وسيق الذين اتقوا ربهم) بلطف (إلى الجنة زمرا) بحسب مراتبهم في الرفعة (حتى إذا جاءوها و) قد (فتحت أبوابها) فالواو للحال بتقدير قد للإشعار بأن أبوابها تفتح لهم قبل مجيئهم تكرمة لهم لقوله جنات عدن مفتحة لهم الأبواب أو لأن رحمته سبقت غضبه فلا تفتح أبواب جهنم إلا عند دخول أهلها فيها (وقال لهم خزنتها سلام عليكم) بشارة بالسلامة من المكاره (طبتم) نفسا أو طهرتم من الذنوب (فادخلوها خالدين) وجواب إذا مقدر أي كان ما كان من الكرمات لهم.
(وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده) بالثواب (وأورثنا الأرض) أرض الجنة (نتبوأ) ننزل (من الجنة حيث نشاء) لأن لكل شخص جنة واسعة كثيرة المنازل الحسنة (فنعم أجر العاملين) الجنة.
(وترى الملائكة حافين) محدقين (من حول العرش يسبحون بحمد ربهم) أي متلبسين بحمده مستغرقين في ذكره التذاذا به (وقضي بينهم بالحق) بإدخال المتقين الجنة والكفرة النار (وقيل الحمد لله رب العالمين) والقائل الملائكة أو المؤمنون.

سورة غافر

(40) سورة المؤمن خمسة وثمانون آية (85) مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(حم) روي معناه الحميد المجيد.

(تنزيل الكتاب من الله العزيز) في سلطانه (العليم) بكل شيء.

(غافر الذنب) للمؤمنين وهو للدوام فإضافته حقيقية فصح وصف المعرفة به وكذا (وقابل التوب) مصدر كالتوبة (شديد العقاب ذي الطول) الفضل والإنعام (لا إله إلا هو إليه المصير) المرجع للجزاء.

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب