تفسير القرآن الكريم

(قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) فضممتم إلى تكذيب رسالته تكذيب رسالة من بعده (كذلك) الإضلال (يضل الله من هو مسرف) بكفره (مرتاب) شاك فيما صدقته الآيات أي يخذله بسوء اختياره.
(الذين يجادلون في ءايات الله بغير سلطان) برهان (أتاهم كبر مقتا) تمييز (عند الله وعند الذين ءامنوا) قرنهم بنفسه تعظيما لشأنهم (كذلك) الطبع (يطبع الله) يختم (على كل قلب متكبر جبار) إسناده إليه تعالى كناية عن رسوخه في الكفر أو مجاز عن ترك قسره أو إسناده إلى السبب.
(وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) بناء عليا ظاهرا (لعلي أبلغ الأسبأب) الطرق.
(أسبأب السموات فأطلع إلى إله موسى) قاله توهما أو إيهاما لقومه أنه لو وجد لكان في السماء فيصعد إليه (وإني لأظنه كاذبا) في ادعائه (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل) سبيل الهدى (وما كيد فرعون إلا في تباب) خسار.
(وقال الذي ءامن) أي مؤمن آل فرعون (يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد) والهدى.
(يا قوم إنما هذه الحيوة الدنيا متاع) يزول (وإن الآخرة هي دار القرار) لدوامها.
(من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) رزقا لا يحصى لكثرته.
(ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار) فتقابلون النصح بالغش.
(تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم) مستند إلى حجة إذ ما لا حجة له باطل (وأنا أدعوكم إلى العزيز) الغالب على كل شيء (الغفار) لمن تاب عن الشرك.
(لا جرم) لا رد لكلامهم، وجرم بمعنى وجب وفاعله (أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا) لأنها جمادات (ولا في الآخرة) لأنها إذا أنطقها الله تبرأ من عبدتها أو ليس له استجابة دعوة (وأن مردنا) مرجعنا (إلى الله) فيجازي كلا بعمله (وأن المسرفين) بالشرك وسفك الدماء (هم أصحاب النار) ملازموها.
(فستذكرون) إذا عاينتم العذاب (ما أقول لكم) من النصح (وأفوض أمري إلى الله) ليقيني شركم (إن الله بصير بالعباد).

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب