بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) الملازمون لها.
(اعلموا أنما الحيوة الدنيا لعب ولهو وزينة) وتزين (وتفاخر بينكم
وتكاثر في الأموال والأولاد) تزهيد في الدنيا وبيان حقارة أمورها وسرعة
زوالها (كمثل غيث أعجب الكفار) الحراث أو الكفرة بالله المعجبون بالدنيا
(نباته) الذي نشأ واستوى عنه (ثم يهيج) ييبس (فتراه مصفرا ثم يكون حطاما)
فتاتا (وفي الآخرة عذاب شديد) لمن اشتغل عنها بالدنيا ونكر تعظيما وكذا
(ومغفرة من الله ورضوان) إن لم يشتغل بالدنيا (وما الحيوة الدنيا) ما
التمتع بأعراضها (إلا متاع الغرور).
(سابقوا إلى مغفرة من ربكم) إلى ما
يوجبها (وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) لو تواصلتا وذكر العرض مبالغة في
وضعها بالسعة لأنه دون الطول (أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله) وهي الآن
مخلوقة (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فيتفضل بأعظم
من ذلك.
(ما أصاب من مصيبة في الأرض) كجدب ووباء (ولا في أنفسكم) كمرض
وأذى (إلا في كتاب) إلا مثبت في اللوح أو في علمه تعالى (من قبل أن نبرأها)
نخلقها أي المصيبة أو الأرض أو الأنفس (إن ذلك) الإثبات (على الله
يسير).
(لكيلا تأسوا) لئلا تحزنوا (على ما فاتكم) من حظوظ الدنيا حزنا
يبلغ الجزع (ولا تفرحوا بما ءاتاكم) أعطاكم الله منها فرح بطر واختيال
(والله لا يحب كل مختال) متكبر على الناس بما أوتي (فخور) عليهم
به.
(الذين يبخلون) بالحقوق الواجبة (ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول)
عما يجب عليه (فإن الله هو الغني) عن خلقه (الحميد) في ذاته.
(لقد
أرسلنا رسلنا) الملائكة إلى الأنبياء أو الأنبياء إلى أممهم (بالبينات)
بالحجج الواضحة (وأنزلنا معهم الكتاب) أي جنسه أي الكتب لتقرير الشرائع
(والميزان) آلة الوزن أو صفتها أو العدل أي أمرنا به (ليقوم الناس بالقسط)
ليلزموا العدل فيما بينهم (وأنزلنا الحديد) أي أنشأناه (فيه بأس شديد)
يحارب به (ومنافع للناس) لاحتياج كل صنعة إليه (وليعلم الله) علم ظهور عطف
على محذوف دل عليه فيه بأس لتضمنه تعليلا أو التقدير وأنزله ليعلم (من
ينصره ورسله) بآلات الحرب وغيرها (بالغيب) حال من هاء ينصره أي غائبا عن
أبصارهم (إن الله قوي عزيز) لا يحتاج إلى نصركم.
(ولقد أرسلنا نوحا
وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب) الكتب المنزلة (فمنهم) من
الذرية أو المرسل إليهم (مهتد وكثير