تفسير القرآن الكريم

منهم فاسقون) خارجون عن نهج الحق.

(ثم قفينا على آثارهم برسلنا) رسولا بعد رسول (وقفينا بعدهم بعيسى ابن مريم وءاتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) فتوادوا وتعاطفوا (ورهبانية) هي المبالغة في العبادة والرياضة والانقطاع عن الناس وروي أنها صلاة الليل (ابتدعوها) من قبل أنفسهم (ما كتبناها) ما فرضناها (عليهم إلا ابتغاء رضوان الله) منقطع أي لكن فعلوها طلب رضاه (فما رعوها) جمعا (حق رعايتها) إذ تركها كثير منهم وكفروا بعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) ومنهم من بقي على دينه وآمن لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) (فآتينا الذين ءامنوا) بعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) (منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون).
(يا أيها الذين ءامنوا) بالرسل الماضين أو بعيسى (عليه السلام) (اتقوا الله وءامنوا برسوله) محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) (يؤتكم كفلين) نصيبين (من رحمته) لإيمانكم بمن قبل محمد وبه (ويجعل لكم نورا تمشون به) في السلوك إلى الجنة (ويغفر لكم والله غفور رحيم).
(لئلا يعلم) ليعلم (أهل الكتاب أن) مخففة (لا يقدرون على شيء من فضل الله) مما ذكر ولا ينالونه (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فيتفضل بما يشاء على من يشاء.

سورة المجادلة

(58) سورة المجادلة إحدى أو اثنتان وعشرون آية (21 - 22) مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

(قد سمع الله قول التي تجادلك) وهي خولة بنت ثعلبة (في زوجها) أوس بن الصامت ظاهر منها فاستفتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فنزلت (وتشتكي إلى الله) شدة حالها (والله يسمع تحاوركما) تراجعكما (إن الله سميع) للأقوال (بصير) بالأحوال.
(الذين يظاهرون منكم من نسائهم) بأن يقول لها: أنت علي كظهر أمي (ما هن أمهاتهم) على الحقيقة (إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول) ينكره الشرع (وزورا) كذبا (وإن الله لعفو غفور) لهم تفضلا أو إن تابوا.

(والذين يظاهرون من نسائهم)

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب