مكتبة العقائد الإمامية

فهرس الكتاب

 

 

 

تانيا بولينغ

المولد والنشأة:

ولدت الاخت تانيا بولينغ عام (1976م) في ألمانيا0 هذه الدولة التي تعتبر واحدة من الدول المتقدمة والمهمة في اوربا والعالم , ويبلغ عدد السكان فيها قرابة ال (65) مليون نسمة منهم (3) ملايين ينحدرون من اصول (المانية, تركية, ايرانية, عربية) في الأعم الاغلب, ويقيم اكثرهم في مدن (ميونخ, هامبورغ, فرانكفورت, آخن, هانوفر).

وقد نشأت الاخت تانيا في اوساط عائلة مسيحية لها تقاليدها التي تتسم بها كل عائلة غربية!

حياة الإنسان في الغرب:

ان خير من يتحدث عن مجتمع ما هو ابناء ذلك المجتمع , لكن بشرط ان يكون الحديث خاضع لضوابط الموضوعية والانصاف وعدم التكهرب باجواء معينة, والاخت تانيا تحدثنا عن مجتمعها وفق هذه الضوابط, فتقول: (لعلي لا أغالي إن قلت احدنا لم يكن يحيا حتى مع ذاته التي هجرها000 لم نكن نمعن النظر حتى في مستقبلنا ,ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍبل لم يجرؤ احد على سؤال نفسه: لماذا أحيا؟ ولماذا ولدت؟ ومن اين جئت؟ والى اين المصير؟!!

الكل يهيم على وجهه في طرقات ومنعطفات مضلة لا يلوي على شيء.. كنا جميعا نتطوح في أزقة الحياة الغوغائية ولا نفكر مأوى أو دار هنيئة.. كالمشردين والصعاليك والسائبين!).

انها وثائق واضحة تسجلها هذه المرأة وتكشف مدى ضياع الانسان في متاهات (التقدم, الحرية...) المزيفة.

وتضيف: (أكثر من 60 % من الشباب والشابات يعيشون حالة الوحدة رغم علاقات الصداقة والرفقة والصلات العائلية {الزائفة والتي } لايطيقها الجميع, لأنهم يمضون ماتبقى من عمرهم في غرفة أو شقة متروكين منقطعين عن الاخرين) !!!

وهذا هو الضياع بعينه رغم مظاهر المدنية الراقية, والسبب هو الخواء المعنوي والفراغ الروحي, حيث اصبح التركيز مسلط على اشباع الغرائز وتخمة الرغبات لا اكثر.

البداية... استهزاء لا أكثر:

تذكر الاخت تانيا كيف كانت بداية تعرفها على الاسلام, فتقول: (القصة تبدأ من هنا, حينما التقيت صدفة في سوق مدينة هامبورغ بفتاة مسلمة محجبة, وكنت يومذاك برفقة عدد من اصد قائي, وكنت احاول في تلك الاثناء/ كما هو ديدن أي فتاة شابة ألمانية طائشة – ان أسخر من حجاب تلك الاخت وأن احقرها لأجل حجابها, فقلت آنئذلها: أي مرض ألم بك فجعلك تغطين جسدك هكذا ؟! فردت علي برد قاطع: وأنت اي مرض دهاك فجعلك تتعرين بهذه الصورة ؟!

والنتيجة سعت هذه الفتاة الى مباغتتي في حواء اثبتت فية أن الستر وحفظ الحياء وعفة المرأة دليل على السلامة النفسية والاتزان الروحي). وبقيت هذه الكلمات عالقة في ذهنها, لمستها بنفسها وحرصها على دينها, فحد ثتها نفسها على الاحتكاك بهذا الدين والتعرف على اتباعه اكثر وعن قرب.

نقطة التحول:

نقول الاخت تانيا: (سنحت لي فرصة دفعني خلالها فضولي للذهاب الى مسجد الامام علي ( ع) في هامبورغ, فتحدثت وتحاورت بما لابأس به مع عددمن الاخوة والاخوات الذين اجتمعوا هناك وهم من شعوب مختلفة …، ومضت فترة لكن منطق وقوة حجة ودليل المسلمين لم يمكن ذهني من التحرر من اسر قيودها وهيمنتها عليه.. وشيئا فشيئا اخذ عقلى وروحي يستسلمان و ينقادان لأفكار وعقائد المسلمين حتى وصل الحال الى أني بدأت أشعر اني ايضا مسلمه مثلهم)!

دوافع الهداية:

وتلخص الاخت تانيا بولينغ أهم الدوافع التي حفزتها على اعتناق الدين الأسلامي وانتهاج خط أهل البيت ( ع) بما يلي:

علاقة المسلمين مع ربهم , وهم على أتصال دائم به سبحانه.

علاقات المسلمين الصميمية فيما بينهم , وقوة بنائهم العائلي.

وجود ووضوح الهدف في حياتهم , فلا ضياع ولا هامشية تعتورهم.

تضامن الأمة الإسلامية غير محدود لعنصر أو أنتماء.

أنهم يمارسون حياتهم بغير انعزال – كما تصوره تعاليمهم – فهم اجتماعيون لأن دينهم يعتني بالمجتمع بصورة فائقة.

أهم النتائج:

وتتحدث الأخت تانيا عن أهم وأعظم نتيجة حصلت عليها فتقول: ( لقد كنت أمتلك كل شيء إلا الله ومع ذلك كنت أشعر بالخواء والضياع والحيرة , لكنني اليوم بعد أن عثرت على ذاتي التي فقدتها منذ عشرين عاماً وعرفت ربي الذي كنت عنه غريبة بالمرة , بعد عثوري على هذين الوجودين حصلت على كل شيء بل وكل ما أريد بفضل الأسلام ).

وهذا هو معنى الحرية الحقيقة , فالأنعتاق من كل ألوان العبودية , يعطي للروح معنى آخر , وهذا رأس مال ضخم وكنز عظيم مرصود للأنسان في الدنيا والآخرة كما حصلت على نتيجة أخرى , وهي أن للأسلام معدن أصيل تمثل برسول الله (ص) وأهل البيت (ع) , فهؤلاء بمواقفهم وتضحياتهم وسموا مكانتهم يجذبون كل أنسان صوبهم.

أمنية:

تقول: ( اتمنى.. أن يهدي الله أبي وأمي للأسلام ) فهي تدعوا الله تعالى أن يهيء لها جو أسرة مسلمة صالحة.