مكتبة العقائد الإمامية

فهرس الكتاب

 

 

 

 

رحلة يوحنا البيروتي نحو مذهب أهل البيت عليهم السلام

إليك عزيزي نص الحوار:

يوحنا مع علماء المذاهب الأربعة :

الذي قدمه لي مصورا سماحة العلامة السيد علي البدري عندما كنت أتخبط وأسأل عن الحقيقة, فأرشدني إلى قراءته بتدبر.

و هذا الحوار أعقبه تشيع علماء من المذاهب الأربعة كيف.. ولماذا؟!!

قال يوحنا:

فلما رأيت هذه الاختلافات من كبار الصحابة الذين يذكرون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم_ فوق المنابر عظم علي الأمر و غم علي الحال و كدت أفتتن في ديني, فقصدت بغداد وهي قبة الإسلام لأفاوض فيما رأيت من اختلاف علماء المسلمين لأنظر الحق وأتبعه,فلما اجتمعت بعلماء المذاهب الأربعة, قلت لهم:

إني رجل ذمي, و قد هداني الله إلى الإسلام فأسلمت و قد أتيت إليكم لأنقل عنكم معالم الدين, و شرائع الإسلام, و الحديث,لأزداد بصيرة في ديني.

فقال: كبيرهم وكان حنفيا:يا يوحنا, مذاهب الإسلام أربعة فاختر واحد منها, ثم اشرع في قراءة ما تريد.

فقلت: له: إني رأيت تخالفا وعلمت أن الحق منها واحد فاختاروا لي ما تعلمون أنه الحق الذي كان عليه نبيكم.

قال الحنفي: إنا لا نعلم يقينا ما كان عليه نبينا بل نعلم أن طريقته ليست خارجة من الفرق الإسلامية, و كل منّا الأربعة. يقول أنه محق, لكن يمكن أن يكون مبطلا, و يقول إن غيره مبطل لكن يمكن أن يكون محقا, و بالجملة إن مذهب أبي حنيفة أنسب المذاهب, وأطبقها للسنة, و أوفقها للعقل, و أرفعها عند الناس, إن مذهبه مختار أكثر الأمة بل مختار سلاطينها,فعليك به تنج.

قال يوحنا: فصاح به إمام الشافعية,و أظن أنه كان بين الشافعي و الحنفي منازعات فقال له: اسكت لا نطقت, و الله لقد كذبت وتقولت, و من أين أنت و التمييز بين المذاهب, وترجيح المجتهدين؟ ويلك ثكلتك أمك أين لك الوقوف على ما قاله أبو حنيفة, وما قاسه برأيه, فإنه المسمى بصاحب الرأي يجتهد في مقابل النص, و يستحسن في دين الله ويعمل به حتى أوقعه رأيه الواهي في أنه قال:

لو عقد رجل في بلاد الهند على امرأة كانت في الروم عقدا شرعيا, ثم أتاها بعد سنين فوجدها حاملا و بين يديها صبيان يمشون ويقول لها: ما هؤلاء؟

و تقول له: أولادك فيرافعها في ذلك إلى القاضي الحنفي فيحكم أن الأولاد من صلبه, و يلحقونه ظاهرا وباطنا, يرثهم و يرثونه, فيقول ذلك الرجل:وكيف هذا ولم أقربها قط؟

فيقول القاضي: يحتمل أنك أجنبت أو أن تكون أمنيت فطار منيك في قطعة فوقعت في فرج المرأة(1).

هل هذا يا حنفي مطابق للكتاب والسنة ؟

قال الحنفي: نعم إنما يلحق به لأنها فراشه و الفراش يلحق و يلتحق بالعقد ولا يشترط فيه الوطي, و قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم:

(الولد للفراش وللعاهر الحجر).

فمنع الشافعي أن يصير فراشا بدون الوطي, و غلب الشافعي الحنفي بالحجة.

ثم قال الشافعي: و قال أبو حنيفة:لو أن امرأة زفت إلى زوجها فعشقها رجل فادعى عند قاضي الحنفية أنه عقد عليها قبل الرجل الذي زفت إليه, وأرشى المدعي فاسقين حتى شهدا له كذبا بدعواه,فحكم القاضي له تحرم على زوجها الأول ظاهرا و باطنا, و تحل منها على الشهود الذين تعمدوا الكذب في الشهادة(2).

‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍فانظروا أيها الناس هل هذا مذهب من عرف قواعد الإسلام؟

قال الحنفي: لا اعتراض لك عندنا أن حكم القاضي ينفذ ظاهرا وباطنا وهذا متفرع عليه,فخصمه الشافعي ومنع أن ينفذ حكم القاضي ظاهرا وباطنا بقوله تعالى:

(و أن احكم بما أنزل الله)(3) و لم ينزل الله ذلك.

ثم قال الشافعي: وقال أبو حنيفة: لو أن امرأة غاب عنها زوجها فانقطع خبره, فجاء رجل فقال لها:

إن زوجك قد مات فاعتدي, فاعتدت ثم بعد العدة عقد عليها آخر و دخل عليها, و جاءت منه بالأولاد,ثم غاب الرجل الثاني وظهرت حياة الرجل الأول و حضرعندها:

(فإن جميع أولاد الرجل الثاني أولاد للرجل الأول يرثهم ويرثونه)(4).

فيا أولي العقول,هل يذهب إلى مثل هذا القول من له دراية وفطنة؟

فقال الحنفي: إنما أخذ أبو حنيفة هذا من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)).

فاحتج عليه الشافعي بكون الفراش مشروطا بالدخول,فغلبه.

ثم قال الشافعي: و إمامك أبو حنيفة قال أيما رجل رأى مسلمة فادعى عند القاضي بأن زوجها طلقها, و جاء بشاهدين, شهدا له كذبا فحكم القاضي بطلاقها, حرمت على زوجها, و جاز للمدعي نكاحها وللشهود أيضا(5), و زعم أن حكم القاضي ينفذ ظاهرا وباطنا.

ثم قال الشافعي: و قال إمامك أبو حنيفة: إذا شهد أربعة رجال على رجل بالزنا,فإن صدقهم سقط عنه الحد, و إن كذبهم لزمه, و ثبت الحد(6) فاعتبروا يا أولي الأبصار.

ثم قال الشافعي: قال أبو حنيفة:لو لاط رجل بصبي و أوقبه فلا حد عليه بل يعزر(7).

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:

(من عمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول)(8).

وقال أبو حنيفة: لو غصب أحد حنطة فطحنها ملكها بطحنها, فلو أراد أن يأخذ صاحب الحنطة طحينها و ليعطي الغاصب الأجرة لم يجب على الغاصب إجابته وله منعه(9) فإن قتل صاحب الحنطة كان دمه هدرا,ولو قتل الغاصب قتل صاحب الحنطة به(10).

و قال أبو حنيفة: لو سرق سارق ألف دينار وسرق ألفا آخر من آخر و مزجها ملك الجميع و لزمه البدل(11).

و قال أبو حنيفة: لو اشترى أحد أمه أو أخته عالما بها أنها أمه أو أخته و دخل بها لم يكن عليه حد لأن العقد شبهة(12).

و قال أبو حنيفة: لو نام جنب على طرف حوض من نبيذ فانقلب في نومه, و وقع في الحوض ارتفعت جنابته وطهر.

و قال أبو حنيفة: لا تجب النية في الوضوء(13), و لا في الغسل(14).

و في الصحيح: ((إنما الأعمال بالنيات))(15).

و قال أبو حنيفة: لا تجب البسملة في الفاتحة(16) و أخرجها منها مع أن الخلفاء كتبوها في المصاحف بعد تحرير القرآن.

و قال أبو حنيفة: لو سلخ الكلب الميت ودبغ طهر وإن له الشراب فيه و لبسه في الصلاة(17), و هذا مخالف للنص بتنجيس العين المقتضي لتحريم الانتفاع به.

ثم قال: يا حنفي, يجوز في مذهبك للمسلم إذا أراد الصلاة.

أن يتوضأ بنبيذ !!! و يبدأ بغسل رجليه !!! و يختم بيديه !!!(18).

و يلبس جلد كلب ميت مدبوغ !!!(19). و يسجد على عذرة يابسة !!!

ويكبر بالهندية.!!! و يقرأ فاتحة الكتاب بالعبرانية !!!(20).

و يقول بعد الفاتحة: دوبرك سبز(يعني مدهامتان) !!!

ثم يركع ولا يرفع رأسه.!!!

ثم يسجد بمثل حد السيف. !!!

و قبل السلام يتعمد خروج الريح, فإن صلاته صحيحة.!!!

و إن أخرج الريح ناسيا بطلت صلاته(21). !!!

ثم قال: نعم يجوز هذا فاعتبروا يا أولي الأبصار هل يجوز التعبد بمثل هذه العبادة؟

أم يجوز لنبي أن يأمر أمته بمثل هذه العبادة افتراء على الله ورسوله؟

فأفحم الحنفي وامتلأ غيظاً وقال:

يا شافعي أقصر فض الله فاك و أين أنت من الأخذ على أبي حنيفة وأين مذهبك من مذهبه ؟ فإنما مذهبك بمذهب المجوس أليق لأن في مذهبك يجوز للرجل أن ينكح ابنته من الزنا وأخته ويجوز أن يجمع بين الأختين من الزنا ويجوز أن ينكح أمه من الزنا وكذا عمته وخالته من الزنا(22) والله يقول:

(حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم)(23).

وهذه صفات حقيقية لا تتغير بتغير الشرائع والأديان ولا تظن يا شافعي يا أحمق أن منهنّا من التوريث يخرجهنّ من هذه الصفات الذاتية الحقيقية ولذا تضاف إليه فيقال بنته وأخته من الزنا وليس هذا التقييد موجباً لمجازيته كما في قولنا أخته من النسب بل لتفصيله وإنما التحريم شامل للذي يصدق عليه الألفاظ حقيقة ومجازا اجتماعا فإن الجدة داخلة تحت الأم إجماعاً وكذا بنت البنت ولا خلاف في تحريمها بهذه الآية فانظروا يا أولي الألباب هل هذا إلا مذهب المجوس ياخارجي.

يا شافعي إمامك أباح للناس لعب الشطرنج مع أن النبي (ص) قال (لا يحب الشطرنج إلا عابد وثن)(24).

يا شافعي إمامك أباح للناس الرقص والدف والغصب(25) فقبح الله مذهبك ينكح فيه الرجل أمه وأخته ويلعب بالشطرنج ويرقص ويدف فهل هذا إلا ظاهر الافتراء على الله وهل يلتزم بهذا المذهب إلا أعمى القلب وأعمى عن الحق.

قال يوحنا: وطال بينهما الجدال واحتمى الحنبلي للشافعي واحتمى المالكي للحنفي ووقع النزاع بين المالكي والحنفي وكان فيما وقع بينهما أن الحنبلي قال إن مالكاً أبدع في الدين بدعاً أهلك الله عليها أمماً مما أباحها هو لواط الغلام المملوك وقد صح أن رسول الله (ص) قال (من لاط بغلام فاقتلوا الفاعل والمغعول)(26).

إذا سـألوا عن مذهــبي لـــم أبح به           وأكــــتمه كتــمانـــــه لـي أسـلــــــمُ

فإن حنيفاً قلــت قالــــوا بأنني أبيح            الطلا وهــــــــو الشرابُ المحـــــرمُ

وإن مـالكياً قلــت قـالوا بأنني أبيح            لهم أكـــــــل الكلاب وهـــــــــــم هُمُ

وإن شـافعياً قلــت قـــــالوا بأننــي            أبـــيح نكاح البنــت والبنت تحــــــرمُ

وإن حنـبلياً قـــــــلت قالـوا بأننــي               ثقيل حلــولي بغـــــيـــــض مجســمُ

وإن قلت من أهل الحديث وحـزبه            سيــقولون: تيس ليس يدري ويفهمُ

تعجبــت من هذا الزمان وأهله            فما أحــد من ألســــن الناس يسلمُ

آحــــزيــن دهري وقدم معشراً            على أنـــــــــــــــهم لا يعلمون وأعلمُ

فنرى أن العالم الزمخشري يخجل ان ينسب نفسه الى احد المذاهب الاربعة وهو من كبار أعلام السنة0 ‍‍‍‍‍

وأنا رأيت مالكيا أدعى عند القاضي على آخر أنه باعه مملوكا والمملوك لا يمكنه من وطئه فأثبت القاضي أنه عيب في المملوك ويجوز له رده أفلا تستحي من الله يا مالكي يكون لك مذهب مثل هذا وأنت تقول مذهبي خير من مذهبك وإمامك أباح لحم الكلاب فقبح الله مذهبك واعتقادك.

فرجع المالكي عليه وصاح به اسكت يا مجسم يا حلولي يا حولي يا فاسق بل مذهبك أولى بالقبح وأحرى بالتنفير إذا عند إمامك أحمد بن حنبل أن الله جسم يجلس على العرش ويفضل عنه العرش بأربع وأنه ينزل كل ليلة جمعة من سماء الدنيا على سطوح المساجد في صورة أمرد قطط الشعر له نعلان شراكهما من اللؤلؤ الرطب راكبا على حمار له ذوائب(27).

قال يوحنا: فوقع بين الحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي النزاع فعلت أصواتهم وأظهروا قبائحهم ومعايبهم حتى ساء كل من حضر كلامهم الذي بدأ منهم وعاب العامة عليهم.

فقلت: لهم على رسلكم فوالله قسما إني نفرت من اعتقاداتكم فإن كان الإسلام هذا فياويلاه واسوأتاه لكني أقسم عليكم بالله الذي لا إله إلا هو أن تقطعوا هذا البحث وتذهبوا فإن العوام قد أنكروا عليكم.

قال يوحنا: فقاموا وتفرقوا وسكتوا أسبوعاً لا يخرجون من بيوتهم فإذا خرجوا أنكر الناس عليهم ثم بعد أيام اصطلحوا واجمعوا في المستنصرية فجلست غداة إليهم وفاوضتهم فكان فيما جرى أن قلت لهم كنت أريد عالماً من علماء الرافضة نناظره في مذهبه فهل عليكم أن تأتوا بواحد منهم فنبحث معه فقال العلماء: يا يوحنا الرافضة فرقة قليلة لا يستطيعون أن يتظاهروا بين المسلمين لقلتهم وكثرة مخالفيهم ولا يتظاهرون فضلاً أن يستطيعوا المحاجة عندنا على مذهبهم فهم الأرذلون الأقلون ومحالفوهم الأكثرون فقال يوحنا: فهذا مدح لهم لأن الله سبحانه وتعالى مدح القليل وذم الكثير بقوله.

(وقليل من عبادي الشكور)(28).

(وما آمن معه إلا قليل)(29).

(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)(30).

(ولا تجد أكثرهم شاكرين)(31).

(ولكن أكثر الناس لا يشكرون)(32).

(ولكن أكثرهم لا يعلمون)(33).

(ولكن أكثر الناس لا يؤمنون)(34) إلى غير ذلك من الآيات.

قال العلماء: يا يوحنا حالهم أعظم من أن يوصف لأننا لو علمنا بأحد منهم فلا نزال نتربص به حتى نقتله لأنهم عندنا كفرة تحل علينا دماؤهم وفي علمائنا من يفتي بحل أموالهم ونسائهم.

قال يوحنا: الله أكبر هذا أمر عظيم أترى بما استحقوا هذا فهل هم ينكرون الشهادتين؟

قالوا:لا.

قال: أفهم لا يتوجهون إلى قبلة الإسلام.

قالوا:لا.

قال: إنهم ينكرون الصلاة أم الصيام أم الحج أم الزكاة أم الجهاد؟

قالوا: لا بل هم يصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويجاهدون.

قال: إنهم ينكرون الحشر والنشر والصراط والميزان والشفاعة؟

قالوا: لا بل مقرون بذلك بأبلغ وجه.

قال: أفهم يحبون الزنا واللواط وشرب الخمر والربا والمزامر وأنواع الملاهي؟

قال: بل يجتنبون عنها ويحرمونها.

قال يوحنا: فيالله والعجب قوم يشهدون الشهادتين ويصلون إلى القبلة ويصومون شهر رمضان ويحجون البيت الحرام ويقولون بالحشر والنشر وتفاصيل الحساب كيف تباح أموالهم ودماؤهم ونساؤهم ونبيكم يقول أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ونسائهم إلا بحق وحسابهم على الله(35).

قال العلماء:يا يوحنا إنهم أبدعوا في الدين بدعاً فمنها:

أنهم يدعون أن علياً (ع) أفضل الناس بعد رسول الله (ص)

ويفضلونه على الخلفاء الثلاثة؟

والصدر الأول أجمعوا على أن أفضل الخلفاء كبير تيم.

قال يوحنا: أفترى إذا قال أحد إن علياً يكون خيراً من أبي بكر وأفضل منه تكفرونه.

قالوا: نعم لإنه خالف الإجماع.

قال يوحنا: فما تقولون في محدثكم الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه؟

قال العلماء: هو ثقة مقبول الرواية صحيح المثل.

قال يوحنا: هذا كتابه المسمى بكتاب المنافقين روى فيه:

أن رسول الله (ص) قال:

(علي خير البشر , ومن أبى فقد كفر)

وفي كتابه أيضاً سأل حذيفة علياً (ع) قال:

(أنا خير هذه الأمة بعد نبيها ولا يشك في ذلك إلا منافق).

وفي كتابه أيضاً عن سلمان عن النبي (ص) أنه قال:

(علي بن أبي طالب خير من أخلفه بعدي).

وفي كتابه أيضاً عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال:

(أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب).

وعن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن النبي (ص) قال لفاطمة:

(أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاماً, وأكثرهم علما وأعظمهم حلما)(36)

وروى في مسند أحمد بن حنبل أيضاً أن النبي (ص) قال: (اللهم أئتني بأحب خلقك إليك)(37) فجاء علي بن أبي طالب في حديث الطائر وذكر هذا الحديث النسائي والترمذي في صحيحهما(38) وهما من علمائكم.

وروى أخطب خوارزم في كتاب المناقب وهو من علمائكم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص): (ياعلي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع فلا يحاجك أحد من قريش أنت أولهم). وروى في مسند أحمد بن حنبل أيضاً أن النبي (ص) قال (اللهم أئتني بأحب خلقك إليك) فجاء علي بن أبي طالب في حديث الطائر وذكر هذا الحديث النسائي والترمذي في صحيحهما وهما من علمائكم. وروى أخطب خوارزم في كتاب المناقب وهو من علمائكم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص) (ياعلي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع فلا يحاجك أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله وأوفاهم بأمر الله وبعهده وأقسمهم بالسوية وأعدلهم بالرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم يوم القيامة عند الله عز وجل في المزية)(39).

وقال صاحب كفاية الطالب من علمائكم هذا حديث حسن عال ورواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء(40).

قال يوحنا: فيما أئمة الاسلام فهذه أحاديث صحاح رواتها أئمتكم وهي مصرحة بأفضلية علي وخيرته على جميع الناس فما ذنب الرافضة وإنما لعلمائكم والذين يروون ما ليس بحق ويفترون الكذب على الله ورسوله.

قالوا: يا يوحنا إنهم لم يرووا غير الحق ولم يفتروا بل الأحاديث لها تأويلات ومعارضات.

قال يوحنا: فأي تأويل تقبل هذه الأحاديث بالتخصيص على البشر فإنه نص في أنه خير من أبي بكر إلا أن تخرجوا أبا بكر من البشر سلمنا أن الاحاديث لا تدل على ذلك فأخبرني أيها أكثر جهاداً؟

فقالوا: علي.

يوحنا: قال الله تعالى (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً)(41).

قالوا: أبو بكر أيضاً مجاهد فلا يلزم تفضيله عليه.

قال يوحنا: الجهاد الأقل إذا نسب إلى الجهاد الأكثر بالنسبة إليه قعود وهب أنه كذلك فما مرادكم بالأفضل.

قالوا: الذي تجتمع فيه الكمالات والفضائل الجلية والكسبية كشرف الأصل والعلم والزهد والشجاعة والكرم وما يتفرع عليها.

قال يوحنا: هذه الفضائل كلها لعلي (ع) بوجه هو أبلغ من حصولها لغيره.

قال يوحنا: أما شرف الأصل فهو ابن عم النبي (ص) وزوج ابنته وأبو سبطيه.

وأما العلم فقال النبي (ص) (أنا مدينة العلم وعلي بابها)(42) وقد تقرر في العقل أن أحداً لا يستفيد من المدينة شيئاً إلا إذا أخذ من الباب فانحصر طريق الاستفادة من النبي (ص) في علي (ع) وهذه مرتبة عالية وقال (ص) (أقضاكم علي)(43) وإليه تعزى كل قضية وتنتهي كل فرقة وتنحاز إليه كل طائفة فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها كل من برع فيها فمنه أخذ وبه اقتدى وعلى مثاله احتذى وقد عرفتم أن أشرف العلوم الإلاهية من كلامه اقتبس وعنه نقل ومنه ابتدأ.

فإن المعتزلة الذين هم أهل النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن هم تلامذته فإن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية(44).

وأبو هاشم عبد الله تلميذ أبيه وأبوه تلميذ علي بن أبي طالب (ع).

وأما الأشعريون فإنهم ينتهون إلى أبي الحسن الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي وهو تلميذ واصل بن عطاء(45).

وأما الإمامية والزيدية فانتهاؤهم إليه ظاهر.

وأما علم الفقه فهو أصله وأساسه وكل فقيه في الإسلام فإليه يعزي نفسه.

أما مالك فأخذ الفقه عن ربيعة الرأي وهو أخذ عن عكرمة وهو أخذه عن عبدالله وهو أخذه عن علي.

وأما أبو حنيفة فعن الصادق (ع).

وأما الشافعي فهو تلميذ مالك والحنبلي تلميذ الشافعي(46).

وأما فقهاء الشيعة فرجوعهم إليه ظاهر.

وأما فقهاء الصحابة فرجوعهم إليه ظاهر كابن عباس وغيرهم وناهيكم قول عمر مرة.

(لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر).

وقوله: (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن)(47).

وقوله: (لولا علي لهلك عمر)(48).

وقال الترمذي في صحيحه والبغوي عن أبي بكر قال قال رسول الله (ص) (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فقهه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن إبي طالب)(49). وقال البيهقي بإسناده إلى رسول الله (ص) من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب(50) وهو الذي أفتى في المرأة التي وضعت لستة أشهر(51) وبقسمة الدراهم على صاحب الأرغفة(52) والآمر بشق الولد نصفين(53) والآمر بضرب عنق العبد والحاكم في ذي الرأسين(54) ومبين.

أحكام البغاة (55) وهو الذي أفتى في الحامل الزانية(56).

ومن العلوم علم التفسير وقد علم الناس حال ابن عباس فيه وكان تلميذ علي(ع) وسئل فقيل له: أين علمك من علم ابن عمك فقال: كبشة مطر في البحر المحيط(57).

ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وعلم التصوف وقد علمتم أن أرباب هذه الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون وعنده يقفون وقد صرح بذلك الشبلي والحنبلي وسري السقطي وأبو زيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم ويكفيكم دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم وكونهم يسندونها معنعن إليه أنه واضعها(58).

ومن العلوم علم النحو والعربية وقد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه.

وأنشأه وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامع تلحق بالمعجزات لأن القوة البشرية لا تفي بمثل هذا الاستنباط.

فأين من هو بهذه الصفة من رجل يسألونه ما معنى (أبا) فيقول: لا أقول في كتاب الله برأيي ويقضي في ميراث الجد بمائة قضية يغادر بعضها بعضاً ويقول إن زغت فقوموني وإن استقمت فاتبعوني(59) وهل يقيس عاقل مثل هذا إلى من قال: سلوني قبل أن تفقدوني(60) سلوني عن طرق السماء فو الله إني لأعلم بها من طرق الأرض! وقال إن ها هنا لعلماً وضرب بيده على صدره وقال لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً فقد ظهر أنه أعلم(61).

وأما الزهد فإنه سيد الزهاد وبدل الأبدال وإليه تشد الرحال وتنقص الأحلاس وما شبع من طعام قط وكان أخشن الناس لبساً ومأكلاً قال عبد الله بن أبي رافع دخلت على علي (ع) يوم عيد فقدم جراباً مختوماً فوجد فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً فتقدم فأكل فقلت:

يا أمير المؤمنين فكيف تختمه هو خبز شعير فقال:

خفت هذين الولدين يلتانه بزيت أو سمن(62) وكان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة وبليف أخرى ونعلاه من ليف وكان يلبس الكرباس الغليظ فإن وجد كمه طويلاً قطعه بشفرة ولم يخيطه وكان لا يزال ساقطاً على ذراعيه حتى

يبقى سدى بلا لحمة وكان يأتدم إذا ائتدم بالخل والملح فأن ترقى عن ذلك فبعض نبات الأرض فأن ارتفع عن ذلك فبقى ألبان الإبل ولا يأكل اللحم إلا قليلاً ويقول لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات وكان مع ذلك أشد الناس قوة وأعظمهم يداً(63).

وأما العبادة فمنه تعلم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد وقيام النافلة وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير، ومن محافظته على ورده أن بسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه والسهام تقع عليه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته.

فأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وتعالة وإجلاله وما تضمنته من الخضوع لهيبته والخشوع لعزته عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص.

وكان زين العابدين (ع) يصلي في كل ليلة ألف ركعة ويقول أنى لي بعبادة علي (ع)(64).

وأما الشجاعة فهو ابن جلاها وطلاع ثناياها أنسى الناس فيها ذكر من قبله ومحى اسم من يأتي بعده ومقاماته في الحروب مشهورة تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز أحد إلا قتله ولا ضرب ضربة قط فاحتاج إلى ثانية.

وجاء في الحديث إذا ضرب واعتلا قد وإذا ضرب واعترض قط وفي الحديث:

كانت ضرباته وترا(65) وكان المشركون إذا أبصروه في الحرب عهد بعضهم إلى بعض وبسيفه شيدت مباني الدين وثبتت دعائمه وتعجبت الملائكة من شدة ضرباته وحملاته.

وفي غزوة بدر الداهية العظمى على المسلمين قتل فيها صناديد قريش كالوليد بن عتبة، والعاص بن سعيد،ونوفل بن خويلد،والذي قرن أبا بكر، وطلحة قبل الهجرة وعذبهما، وقال رسول الله (ص) (الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه)(66) ولم يزال في ذلك يصرع صنديدا بعد صنديد حتى قتل نصف المقتولين مسومين النصف الآخر(67) وفيه نادى جبرائيل:

(لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتــــى إلا علي)(68).

ويوم أحد لما انهزم المسلمون عن النبي (ص) ورمي رسول الله (ص) إلى الأرض وضربه المشركون بالسيوف والرماح وعلي (ع) مصلت سيفه قدامه ونظر النبي (ص) بعد إفاقته من غشوته فقال: يا علي ما فعل المسلمون ؟

فقال: نقضوا العهود ولو دبروا.

فقال:اكفني هؤلاء,فكشفهم عنه ولم يزل يصادم كتيبة بعد كتيبة و هو ينادي المسلمين حتى تجمعوا,و قال جبرائيل عليه السلام إن هذه لهي المواساة,لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(و ما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه)(69).

و لثبات علي عليه السلام رجع بعض المسلمين و رجع عثمان بعد ثلاثة أيام, فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: - لقد ذهبت بها عريضة(70).

و في غزوة الخندق إذ أحدق المشركون بالمدينة كما قال الله تعالى:

(إذ جاءوكم من فوقكم و من أسفل منكم و إذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا)(71).

واقتحم عمرو بن ود الخندق على المسلمين و نادى بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علي عليه السلام متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و بيده سيف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلين يوم القيامة(72) و أين كان هناك أبو بكر و عمر وعثمان ...?

و من نظر غزوات الواقدي و تاريخ البلاذري علم محله من رسول الله من الجهاد و بلاءه يوم الأحزاب, و يوم بني المصطلق, و يوم قلع باب خيبر, و في غزاة الخيبر,و هذا باب لا يغني الإطناب فيه لشهرته.

و روى أبو بكر الأنباري في أماليه أن عليا عليه السلام جلس إلى عمر في المسجد و عنده أناس, فلما قام عرض واحد بذكره و نسبه إلى التيه و العجب.

فقال عمر: - (لمثله أن يتيه, لو لا سيفه لما قام عمود الدين, وهو بعد أقضى الأمة, وذو سابقتها, و ذو شأنها).

فقال له القائل: فما منعكم يا أمير المؤمنين منه؟

فقال: ما كرهناه إلا على حداثة سنه, و حبه لبني عبد المطلب, و حمله سورة براءة إلى مكة.

و لما دعا معاوية إلى البراز لتسريح الناس من الحرب بقتل أحدهما فقال له عمرو: قد أنصفك الرجل.

فقال له: ما غششتني في كل ما نصحتني إلا اليوم, أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطوق؟

(أراك طمعت في إمارة الشام بعدي)(73).

وكانت العرب تفتخر لوقوعها في الحرب لوقوعها في الحرب في مقابلته, فأما قتلاه فافتخر رهطهم لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قتلهم و أقوالهم في ذلك أظهر و أكثر من أن تحصى و قالت أم كلثوم(74) في عمر بن عبد ود ترثيه:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله            بكيته أبدا ما عشـــــت في الأبد

لكن قاتله من لا يعاب به أباه            قد كان يدعى بيضة البلد(75)

و جملة الأمر أن كل شجاع إليه ينتمي,و باسمه يستبهل من مشارق الأرض ومغاربها.

و أما كرمه و سخاؤه فهو الذي كان يطوي في صيامه طاويا ثلاثة أيام السائل كل ليلة بطعامه حتى أنزل الله فيه (هل أتى على الإنسان)(76).

و تصدق بخاتمه في الركوع فنزلت الآية: (إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة و هم راكعون)(77). و تصدق بأربعة دراهم فأنزل الله فيه الآية:(الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرا وعلانية)(78). و تصدق بعشرة دراهم يوم النجوى(79). فخفف الله سبحانه عن سائر الأمة بها, و هو الذي كان يستسقي للنخل بيده و يتصدق بأجرته, و فيه قال عدوه معاوية بن أبي سفيان لمحجن الضبي لما قال له:

جئتك من عند أبخل الناس ؟

فقال: ويحك كيف قلت ؟

تقول له أبخل الناس ولو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأ نفق تبره قبل تبنه(80).

وهو الذي يقول يا صفراء و يا بيضاء غري غيري,أبي تعرضت أم إلي تشوقت,هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعت لي فيك(81).

و هو الذي جاد بنفسه ليلة الفراش و فدى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل في حقه (ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله)(82).

و قال يوحنا: فلما سمعوا هذا الكلام لم ينكره أحد منهم, وقالوا: صدقت إن هذا الذي قلت قرأناه من كتبنا و نقلناه عن أئمتنا لكن محبة الله ورسوله و عنايتهما أمر فوق هذا كله, فعسى الله أن يكون له عناية بأبي بكر أكثر من علي فيفضله عليه.

قال يوحنا: إنا لا نعلم الغيب, و لا يعلم الغيب إلا الله تعالى, و هذا الذي قلتموه تخرص, وقال الله تعالى:(قتل الخراصون)(83).

و نحن إنما نحكم بالشواهد التي لعلي عليه السلام على أفضليته فذكرناها.

و أما عناية الله به فتحصل من هذه الكمالات دليل قاطع عليها,فأي عناية خير من أن يجعله الله بعد نبيه اشرف الناس نسبا,و أعظمهم حلما,و أشجعهم قلبا,و أكثرهم جهادا وزهدا و عبادة و كرما و ورعا,و غير ذلك من الكمالات القديمة, هذه هي العناية.

و أما محبة الله ورسوله فقد شهد بها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في مواضع ؛منها:الموقف الذي لا ينكر وهو يوم خيبر,إذ قال النبي صلى الله علي وآله و سلم ((لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله ويحبه الله ورسوله))(84). فأعطاها عليا.

و روى عالمكم أخطب خوارزم في كتاب المناقب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا علي لو أن عبدا عبد الله عز وجل مثلما قام نوح في قومه, و كان له مثل جبل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله,و مد في عمره حتى حج ألف حجة على قدميه, ثم قتل ما بين الصفا و المروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها))(85).

وفي الكتاب المذكور قال رسول الله (ص) (لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لم يخلق الله النار)(86) وفي كتاب الفردوس حب علي حسنة لا تضر معها وبغضه سيئة لاتنفع معها حسنة(87).

وفي كتاب ابن خالويه عن حذيفة بن اليمان قال:

قال رسول الله (ص) (من أراد أن يتصدق بفصه الياقوت التي خلق الله بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب بعدي) وفي مسند أحمد بن حنبل في المجلد الأول أن رسول الله (ص) أخذ بيد حسن وحسين وقال من أحبني وأحب هذين وأحب أباهما كان معي في درجتي يوم القيامة(88).

قال يوحنا: يا أئمة الإسلام هل بعد هذا الكلام في قول الله تعالى ورسوله في محبته وفي تفضيله على من هو عاطل عن هذه الفضائل ؟

قالت الأئمة: يا يوحنا الرافضة يزعمون أن النبي (ص) أوصى بالخلافة إلى علي (ع) ونص عليه بها وعندنا أن النبي (ص) لم يوص إلى أحد بالخلافة.

قال يوحنا: هذا كتابكم فيه (كتب عليكم إذا حضر احدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين)(89).

وفي بخاريكم يقول: قال رسول الله (ص) ما من حق امرئ مسلم أن يبيت إلا وصيته تحت رأسه(90) أفتصدقون أن نبيكم يأمر بمالا يفعل مع أن في كتابكم تقريعاً يأمر بما لا يفعل من قوله (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)(91).

فوالله إن كان نبيكم قد مات بغير وصية فقد خالف أمر ربه وناقض قول نفسه ولم يقتد بالأنبياء الماضية من إيصائهم إلى من يقوم بالأمر من بعدهم على أن الله تعالى يقول (فبهداهم اقتده)(92) لكنه حاشاه من ذلك وإنما تقولون هذا لعدم علم منكم وعناد فإن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن سلمان قال:

يا رسول الله فمن وصيك.

قال: يا سلمان من كان وصي أخي موسى(ص)

قال: يوشع بن نون! قال: فإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب.

وفي كتاب ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن رسول الله (ص) قال: لكل نبي وصي ووارث وأنا وصيي ووارثي علي بن أبي طالب(93).

وهذا الإمام البغوي محيي سنة الدين وهو من أعاظم محدثيكم ومفسريكم وقد روى في تفسيره المسمى بمعالم التنزيل عند قوله تعالى:

(وأنذرعشيرتك الأقربين)(94).

عن علي (ع) أنه قال لما نزلت هذه الآية أمرني رسول الله (ص) أن أجمع له بني عبدالمطلب فجمعهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون فقال لهم بعد أن أضافهم برجل شاة وعسى من لبن شبعاً وريا وإن كان أحدهم ليأكله ويشربه يابني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني عليه ويكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد.

قال علي: فقمت إليه وقلت أنا أجيبك يا رسول الله.

فقال لي أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع(95).

وهذه الرواية قد رواها أيضاً إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده(96) ومحمد بن إسحاق الطبري في تاريخه(97) والخركوشي أيضاً رواها فإن كانت كذباً فقد شهدتم على أئمتكم بأنهم يروون الكذب على الله رسول الله (ص) والله تعالى يقول (ألا لعنة الله على الظالمين)(98) (الذين يفترون على الله الكذب)(99) وقال الله تعالى في كتابه (فنجعل لعنة الله على الكاذبين)(100) وإن كانوا لم يكذبوا وكان الأمر على ذلك فما ذنب الرافضة ؟

إذن فاتقوا الله يا أئمة الإسلام بالله عليكم ماذا تقولون في خبر الغدير الذي تدعيه الشيعة.

قال الأئمة: أجمع علماؤنا أنه كذب مفترى.

قال يوحنا: الله أكبر فهذا إمامكم ومحدثكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله (ص) في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (ص) تجت شجرتين وصلى الظهر وأخذ بيد علي (ص) فقال ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا: بلى فأخذ بيد علي ورفعها حتى بان بياض إبطيهما وقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

فقال له عمر بن الخطاب هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ورواه في مسنده بطريق آخر وأسنده إلى أبي الطفيل ورواه بطريق آخر وأسنده إلى زيد بن أرقم(101).

ورواه ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد(102) ورواه سعيد بن وهب وكذا الثعالبي في تفسيره(103) وأكد الخبر مما رواه من تفسير (سأل سائل) أن حارث بن النعمان الفهري أتى رسول الله (ص) في ملأ من أصحابه فقال يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله فقبلنا وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا منك وأمرتتا أن نحج البيت فقبلنا ثم لم ترض حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت (من كنت مولاه فعلي مولاه) فهذا شيء منك أم من الله.

فقال: والله الذي لا إله إلا هو إنه أمر من الله تعالى فولى الحارث بن النعمان وهو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد(ص) حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر فسقط على رأسه وخرج من دبره فخر صريعاً فنزل (سأل سائل بعذاب واقع)(104) فكيف يجوز منكم أن يروي أئمتكم وأنتم تقولون إنه مكذوب غير صحيح؟

قال الأئمة: يا يوحنا قد روت أئمتنا ذلك لكن إذا رجعت إلى عقلك وفكرك علمت أنه من المحال أن ينص رسول الله (ص) على علي بن أبي طالب الذي هو كما وصفتم ثم يتفق كل الصحابة على كتمان هذا النص ويتراخون عنه ويتفقون على إخفائه ويعدلون إلى إبي بكر التيمي الضعيف القليل العشيرة مع أن الصحابة كانوا إذا أمرهم رسول الله (ص) بقتل أنفسهم فعلوا فكيف يصدق عاقل هذا الحال من المحال؟

قال يوحنا: لا تعجبوا من ذلك فأمة موسى (ص) كانوا ستة أضعاف أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

واستخلف عليهم أخاه هارون وكان نبيهم أيضاً وكانوا يحبونه أكثر من موسى فعدلوا عنه إلى السامري وعكفوا على عبادة عجل جسد له خوار فلا يبعد من أمة محمد أن يعدلوا عن وصية بعد موته إلى شيخ كان رسول الله (ص) تزوج ابنته ولعله لو لم يرد القرآن بقصة عبادة العجل لما صدقتموها.

قال الأئمة: يا يوحنا فلم لم ينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم.

قال يوحنا: لا شك أنه لما مات رسول الله (ص) كان المسلمون قلة واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه ثمانون ألفاً والمسلمون الذين في المدينة حشوهم منافقون فلو أظهر النزاع بالسيف لكان كل من قتل علي بن أبي طالب بنيه أو أخاه كان عليه وكان قليل من الناس يومئذٍ من لم يقتل علي من قبيلته وأصحابه وأنا سه قتيلاً أو أزيد وكانوا يكونون عليه فلذلك صبر علي وشاققهم على سبيل الحجة ستة أشهر بلا خلاف بين أهل السنة ثم بعدما جرى من طلب البيعة منهم فعند أهل السنة أنه بايع وعند الرافضة أنه لم يبايع وتاريخ الطبري(105) يدل على أنه يبايع وإنما العباس لما شاهد الفتنة صاح بايع ابن أخي.

وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلي لما ادعاها ولو ادعاها بغير حق لكان مبطلاً وأنتم تروون عن رسول الله (ص) أنه قال (علي مع الحق والحق مع علي)(106) فكيف يجوز منه أن يدعي ما ليس بحق فيكذب نبيكم يومئذ ؟! وأما تعجبكم من مخالفة بني إسرائيل نبيهم في خليفته وعدولهم إلى العجل والسامري ففيه سر عجيب إنكم رويتم أن نبيكم قال ستحذون حذو بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه(107) وقد ثبت في كتابكم أن بني إسرائيل خالفت نبيها في خليفته وعدلوا عنه إلى ما لا يلح لها قال العلماء: يا يوحنا أفتدري أنت أن أبا بكر لا يصلح للخلافة قال يوحنا: أما أنا فوالله لم أر أبا بكر يصلح للخلافة ولا أنا متعصب للرافضة لكني نظرت الكتب الإسلامية فرأيت أن أئمتكم أعلمونا أن الله ورسوله أخبر أن أبا بكر لا يصلح للخلافة.

قال الأئمة: وأين ذلك؟

قال يوحنا: رأيت في بخاريكم(108) وفي الجمع بين الصحاح الستة وفي صحيح أبي داوود وصحيح الترمذي(109) ومسند أحمد بن حنبل(110).

أن رسول الله (ص) بعث سورة براءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذي الحليفة دعا علياً (ع) ثم قال له: أدرك أبا بكر وخذ الكتاب منه فاقرأه عليهم فلحقه بالجحفة فأخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله أنزل في شيء قال: لاولكن جاءني جبريل (ص) وقال لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.

فإذا كان الأمر هكذا وأبو بكر لا يصلح لأداء آيات يسيرة عن النبي (ص) في حياته فكيف يصلح أن يكون خليفة بعد مماته ويؤدي عنه وعلمنا من هذا أن علياً يصلح أن يؤدي عن النبي (ص) فيا أيها المسلمون المتعامون عن الحق الصريح ولم تركنون إلى هؤلاء وكم ترهبون الأهوال؟

أطرق الحنفي برأسه إلى اللأرض ثم رفعه وقال:

يا يوحنا والله إنك لتنظر بعين الإنصاف وإن الحق لكما تقول وأزيدك في معنى هذا الحديث وهو أن الله تعالى أراد أن يبين للناس أن أبا بكر لا يصلح للخلافة فلذلك أمر رسول الله (ص) أن يخرج علياً وراءه ويعزله عن هذا المنصب العظيم ليعلم الناس أن أبا بكر لا يصلح لها وأن الصالح لها علي (ع) فقال:

لرسول الله (ص) لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك فما أنت يا مالكي؟

قال المالكي: والله فإنه لم يزل يختلج في خاطري أن علياً نازع أبا بكر في خلافته مدة ستة أشهر وكل متنازعين في الأمر لا بد وأن يكون أحدهما محقاً فإن قلنا إن أبا بكر محقاً فقد خالفنا مدلول قول النبي (ص) علي مع الحق والحق مع علي وهذا حديث صحيح لا خلاف فيه ونظر إلى الحنبلي ليرى رأيه.

قال الحنبلي: يا أصحابنا كم نتعامى عن الحق ؟ والله إن اليقين أن أبا بكر وعمر غصبا حق علي (ع).

وقال يوحنا: فاختبط القوم وكثر بينهم النزاع لكن كان مآل كلامهم أن الحق في طرف الرافضة وكان أقربهم إلى الحق إذن إمام الشافعية فقال لهم أراكم تشكون أن النبي (ص) قال:

من مات ولم يعرف إمام زمانه(111) فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً.

فما المراد بإمام الزمان ومن هو قالوا: إمام زماننا القرآن فإنا به نقتدي.

فقال الشافعي: أخطأتم لأن النبي (ص) قال: الأئمة من قريش ولا يقال للقرآن إنه غير شيء.

فقالوا: النبي إمامنا.

فقال الشافعي: أخطأتم لأن علماءنا لما اعترض عليهم بأن كيف يجوز لأبي بكر وعمر أن يتركا رسول الله (ص) مسجى غير مغسل ويذهبا لطلب الخلافة وهذا دليل حرصهم عليها وهو قادح في صحة خلافتها.

أجاب علماؤنا: إنهم لمحوا أقوال النبي (ص) من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ولم يجوزوا على أنفسهم الموت قبل تعيين الإمام فبادروا لتعيينه هربا من ذلك الوعيد فعلمنا أن ليس المراد بالإمام هنا النبي فقال للشافعي: فأنت من إمامك يا شافعي ؟

قال: إن كنت من قبيلتكم فلا إمام لي وإن كنت من قبيلة الإثني عشرية فإمامي محمد بن الحسن (ع).

فقال العلماء: هذا والله أمر بعيد كيف يجوز أن يكون إمامكً من مدة لا يعيش أحد مثله ولا يراه أحد هذا بعيد جداً.

فقال الشافعي: الدجال من الكفرة تقولون إنه حي وموجود وهو قبل المهدي والسامري كذلك ووجود إبليس لا تنكرونه وهذا الخضر وهذا عيسى تقولون: إنهما حيان وقد ورد عندكم ما يدل على التعمير في حق السعداء والأشقياء وهذا القرآن ينطق أن أهل الكهف ناموا ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون أفبعيد أن يعيش من ذرية محمد (ص) واحد مدة طويلة يأكل ويشرب إلا أنه لا يخبرنا أحد أنه رأه فاستبعادكم هذا بعيد جداً.

قال يوحنا: واثنتان وسبعون في النار فهل تعرف الناجية من هي ؟

قالوا: إنهم أهل السنة والجماعة لقول النبي (ص) لما سأل عن الفرقة الناجية من هم ؟ فقال (الذين هم على ما أنا عليه اليوم وأصحابي)(112) قال يوحنا: فمن أين لكم أنكم أنتم اليوم على ما كان عليه النبي (ص)؟

قالوا: ينقل ذلك الخلف عن السلف.

فقال يوحنا: فمن الذي يعتمد على نقلكم ؟

قالوا: وكيف ذلك.

قال: لوجهين:

الأول: أن علماء كم نقلوا كثيراً من الأحاديث التي تدل على إمامة علي (ع) وأفضليته وأنتم تقولون إنه مكذوب عليه وشهدتم على علمائكم أنهم ينقلون الكذب فربما يكون هذا أيضاً كذباً ولا مرجح لكم.

الثاني: أن النبي (ص) كان يصلي كل يوم الصلوات الخمس في المسجد ولم يضبط له أنه هل كان يبسمل للحمد أم لا وهل كان يعتقد وجوبها أم لا وهل كان يسبل يديه أم لا ولو كان يعتقدهما فهل يعتقدهما تحت السرة أو فوقها وهل كان يمسح الوضوء ثلاث شعرات أو ربع الرأس أو بعضه أو جميعه فإذا كان سلفكم لم يضبط شيئاً كان رسول الله (ص) يفعله في اليوم والليلة مراراً متعددة فكيف يضبطون شيئاً لم يفعله في العمر إلا مرة واحدة أو مرتين هذا بعيد وكيف تقولون إن أهل السنة على ما كان عليه النبي (ص) والحال أنهم يناقض بعضهم بعضاً في اعتقاداتهم واجتماع النقيضين محال.

قال يوحنا: فأطرقوا جميعاً ودار الكلام بينهم وارتفعت الأصوات بينهم وقالوا: الصحيح أنا لا نعرف الفرقة الناجية من هي وكل منا يزعم أنه هو الناجي وأن غيره هو الهالك ويمكن أن يكون هو الهالك وغيره الناجي

قال يوحنا: هذه الرافضة الذين تزعمون أنهم ضالون يجزمون بنجاتهم وهلاك من سواهم ويستدلون على ذلك بأن اعتقادهم أو فى للحق،وأبعد عن الشك.

قالت العلماء يا يوحنا: قل وإنا والله لانتهمك لعلمنا أنك تجادلنا على إظهار الحق.

لا أنا أقول باعتقاد الشيعة أن الله قديم ولا قديم سواه وأنه موجود وأنه ليس بجسم ولا في محل وهو منزه عن الحلول واعتقادكم أنكم تثبتون معه ثمانية قدماء هي الصفات حتى إن إمامكم الفخر الرازي شنع عليكم وقال إن النصارى واليهود كفروا حيث جعلوا مع الله إلهين اثنين قديمين وأصحابنا أثبتوا قدماء تسعة وابن حنبل أحد أئمتكم قال إن الله جسم وإنه على العرش وإنه ينزل في صورة أمرد فبالله عليكم أليس الحال كما قلت ؟ قالوا نعم.

قال يوحنا: فاعتقادهم إذا خير من اعتقادكم واعتقاد الشيعة أن الله سبحانه لا يفعل قبيحاً ولا يخل بواجب وليس في فعله ظلم ويرضون بقضاء الله لأنه يقضي إلا بالخير ويعتقدون أن فعله لفرض لا لعبث وأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها ولا يضل أحداً من عباده ولا يحول بينه و بين عبادته وأنه أراد الطاعة ونهى عن المعصية وأنهم مختارون في أفعال أنفسهم واعتقادكم أنتم أن الفواحش كلها من الله – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – وأن كل ما يقع في الوجود من الكفر والفسوق والمعصية والقتل والسرقة والزنا خلقه الله تعالى في فاعليه وأراد منهم وقضى عليكم به ورفع اختيارهم ثم يعذبهم عليه وأنتم لا ترضون بقضاء الله بل إن الله تعالى لا يرضى بقضاء نفسه وأنه هو الذي أضل العباد وحال بينهم وبين العباد والايمان وإن الله تعالى يقول (ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر اخرى)(113) فاعتبروا هل اعتقادكم خير من اعتقادهم أم اعتقادهم خير من اعتقادكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون !!

وقالت الشيعة: أنبياء الله معصومون من أول عمرهم إلى آخره عن الصغائر والكبائر فيما يتعلق بالوحي وغيره عمداً وخطأ واعتقادكم أن يجوز عليهم الخطأ والنسيان ونسبتم أن رسول الله (ص) سهى في القرآن بما يوجب الكفر فقلتم إنه صلى الصبح فقرأ سورة النجم.

(أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى)(114). وهذا كفر وشرك جلي حتى أن بعض علمائكم صنف كتاباً فيه تعداد ذنوب نسبها للأنبياء (ع) فأجابته الشيعة عن ذلك الكتاب بكتاب سموه بتنزيه الأنبياء(115) فماذا تقولون أي الاعتقادين أقرب إلى الصواب وأدنى من الفوز واعتقاد الشيعة أن رسول الله (ص) لم يقبض حتى أوصى إلى من يقوم بالأمر بعده وأنه لم يترك أمته هملاً ولم يخالف قوله تعالى واعتقادكم أنه ترك أمته هملاً ولم يوص إلى من يقوم بالأمر بعده وإن كتابكم الذي أنزل عليكم فيه وجوب الوصية وفي حديث نبيكم وجوب الوصية فلزم على اعتقادكم أن يكون ا لنبي (ص) أمر الناس بما لم يفعله فأي الاعتقادين أولى بالنجاة واعتقاد الشيعة أن رسول الله (ص) لم يخرج من الدنيا حتى نص بالخلافة.

على علي بن أبي طالب (ع) ولم يترك أمته هملا فقال له يوم الدار: (أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا أمره)(116) وأنتم نقلتموه ونقله إمام القراء والطبري والخركوشي وابن إسحاق.

وقال فيه يوم غدير خم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) حتى قال له عمر: بخ بخ لك يا علي , أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة , نقله إمامكم أحمد بن حنبل في مسنده(117). و قال فيه لسلمان: ((إن وصيي و وارثي علي بن أبي طالب)) رواه إمامكم أحمد بن حنبل(118). و قال فيه (إن الأنبياء ليلة المعراج قالوا لي: بعثنا على الإقرار بنبوتك والولاية لعلي بن أبي طالب ورويتموه في الثعلبي والبيان وقال فيه) إنه يحب الله ورسوله (ورويتموه في البخاري ومسلم(119) وقال فيه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني) وعني به علي بن أبي طالب ورويتموه في الجمع بين الصحيحين وقال فيه (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) ورويتموه في البخاري(120) وأنزل الله فيه (هل أتى على الإنسان حين من الدهر)(121) وأنزل فيه:(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(122).

وأنه صاحب أية الصدقة(123) وضربته لعمرو بن عبد ود العامري أفضل من عمل الأمة إلى يوم القيامة(124) وهو أخو رسول الله (ص) وزوج ابنته وباب المدينة وإمام المتقين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين(125) حلال المشكلات وفكاك المعضلات هو الإمام بالنص الإلهي ثم من بعده الحسن والحسين اللذان قال فيهما النبي (ص) (هذان إمامان قاما أو قعداً وأبوهما خير منهما)(126).

وقال النبي (ص) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة(127) ثم علي زين العابدين ثم أولاده المعصومون الذين خاتمهم الحجة المهدي إمام الزمان (ع).

الذي مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية(128), و أنتم رويتم في صحاحكم عن جابر بن سمرة أنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ((يكون بعدي اثنا عشر أميرا)) قال كلمة لم أسمعها(129) و في بخاريكم(130) قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم: ((لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا)) ثم تكلم بكلمة خفيفة خفيت علي.

و في صحيح مسلم ((لا يزال أمر الدين قائما حتى تقوم الساعة و يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)).

و في الجمع بين الصحيحين والصحاح الستة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)(131).

و روى عالمكم و محدثكم وثقتكم صاحب كفاية الطالب عن أنس بن مالك , قال:كنت أنا وأبو ذر و سلمان و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم عند النبي صلى الله عليه وآله و سلم إذ دخل الحسن والحسين عليهما السلام فقبلهما رسول الله ,و قام أبو ذر فانكب عليهما, و قبل أيديهما و رجع فقعد معنا , فقلنا له سرا أبا ذر رأيت شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم إلى صبيين من بني هاشم فينكب عليهما و يقبلهما و يقبل أيديهما.

فقال: نعم, لو سمعتم ما سمعت لفعلتم بهما أكثر مما فعلت.

فقلنا: وما سمعت بهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يا أبا ذر؟

فقال: سمعته يقول لعلي ولهما: ((و الله لو أن عبدا صلى و صام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفعه صلاته ولا صومه إلا بحبكم والبراءة من عدوكم.

يا علي, من تولى إلى الله بحقكم فحق على الله أن لا يرده خائبا.

يا علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى)).

قال: ثم قام أبو ذر و خرج فتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقلنا: يا رسول الله أخبرنا أبو ذر بكيت وكيت.

فقال: صدق أبو ذر ,و الله ما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من ابي ذر(132).

ثم قال صلى الله عليه و آله وسلم) خلقني الله تعالى و أهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف عام ,ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات.

قلت يا رسول الله و أين كنتم ؟و على أي شأن كنتم ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم: (كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله و نقدسه).

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لما عرج بي إلى السماء و بلغت إلى سدرة المنتهى ودعني جبريل).

فقلت: يا حبيبي جبرئيل في مثل هذا المقام تفارقني.

فقال: يا محمد إني لا أجوز هذا الموضع تحترق اجنحتي ,ثم زج بي من النور إلى النور ما شاء الله تعالى, فأوحى الله تعالى إلي: يا محمد:إني اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبيا, ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا وجعلته وصيك و وارث علمك و إماما من بعدك, و أخرج من أصلابكم الذرية الطاهرة و الأئمة المعصومين خزان علمي ,و لو لاهم ما خلقت الدنيا ة و لا الآخرة , و لا الجنة ولا النار, أتحب أن تراهم؟

فقلت: نعم يا رب , فنوديت يا محمد ارفع رأسك, فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار على, والحسن,و الحسين, و علي بن الحسين, ومحمد بن علي, وجعفر بن محمد,و موسى بن جعفر,و علي بن موسى , ومحمد بن علي , وعلي بن محمد, و الحسن بن علي , والحجة بن الحسن يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

فقلت: يا رب من هؤلاء ومن هذا؟

فقال سبحانه وتعالى:

((هؤلاء الأئمة من بعدك المطهرون من صلبك,و هذا هو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا و يشفي صدور قوم مؤمنين)).

فقلنا:بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله لقد قلت عجبا:

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

((و أعجب من هذا أن أقواما يسمعون هذا مني ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله و يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي))(133).

قال يوحنا: و اعتقادكم أنتم أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لما مات علي غير وصية, و لم ينص على خليفته,و أن عمر بن الخطاب اختار أبا بكر و بايعه و تبعته الأمة , و أنه سمى نفسه خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و أنتم تعلمون كلكم أن أبا بكر و عمر لما مات رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لم يستخلفه, و أنه كان يعبد الأصنام قبل أن يسلم أربعين سنة, و الله تعالى يقول:

(لا ينال عهدي الظالمين)(134).

ومنع فاطمة إرثها من أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بخبر (رواه).

قالت فاطمة: يا أبا بكر ترث أباك ولا أرث أبي, لقد جئت شيئا فريا, و عارضته بقول الله:(يرثني ويرث من آل يعقوب)(135).

(و ورث سليمان داود)(136).

وقال الله تعالى:(يوصيكم الله في أولادكم)(137).

و لو كان حديث أبي بكر صحيحا لم يمسك علي بن أبي طالب عليه السلام سيف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و بلغته وعمامته ونازع العباس عليا بعد موت فاطمة عليها السلام في ذلك و لو كان هذا الحديث معروفا لم يجز لهم ذلك, و أبو بكر منع فاطمة عليها السلام فدكا لأنها ادعت ذلك, و ذكرت أن النبي صلى الله عله و آله وسلم نحلها إياها فلم يصدقها مع أهل من أهل الجنة, و أن الله تعالى اذهب عنها الرجس الذي هو أعم من الكذب وغيره , و استشهدت عليا عليه السلام و أم أيمن مع شهادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم لها بالجنة, فقال رجل مع رجل و امرأة, و صدق الأزواج في ادعاء الحجرة, صدقة فأوصت فاطمة وصية مؤكدة أن يدفنها علي ليلا حتى لا يصلي عليها أبو بكر(138).

و أبو بكر قال: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم(139), فإن صدق فلا يحق له التقدم على علي بن أبي طالب عليه السلام و عن كذب فلا يصح الإمامة, و لا يحمل هذا التواضح لجعله شيئا موجبا لفسخ الإمامة وحاملا له عليه.

و أبو بكر قال: , و لا يحمل هذا التواضح لجعله شيئا موجبا لفسخ الإمامة وحاملا له عليه.

و أبو بكر قال: إن لي شيطانا يعتريني, فإذا زغت فقوموني(140). و من يعتريه الشيطان فلا يصلح للإمامة !!

وأبو بكر قال في حقه عمر: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة , ووقى الله المسلمين شرها, فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه(141), فتبين أن بيعته كانت خطأ على غير الصواب, و أن مثلها مما يجب المقاتلة عليها.

و أبو بكر تخلف عن جيش أسامة وولاه عليه, و لم يول النبي صلى الله عليه و آله وسلم على علي أحدا(142).

و أبو بكر لم يوله رسول الله صلى الله عليه و أله وسلم عملا في زمانه قط إلا سورة براءة, و حين ما خرج أمر الله تعالى رسوله بعزله و أعطاها عليا(143).

وأبو بكر لم يكن عالماً بالأحكام الشرعية حتى قطع يسار السارق وأحرق بالنار الفجاءة السلمي التيمي(144)؛ وقد قال رسول الله (ص) (لا يعذب بالنار إلا رب النار)(145).

ولما سأل عن الكلام لم يعرف ما يقول فيها فقال: أقول برأيي فأن كان صواباً فمن الله وإن كان خطأ فمن الشيطان.

وسأل جده عن ميراثها فقال: لا أجد لك في كتاب الله شيئاً ولا في سنة محمد ارجعي حتى أسأل فأخبره المغيرة بن شعبة أن النبي (ص) أعطاها السدس وكان يستفتي الصحابة في كثير من الأحكام.وأبو بكر لم ينكر على خالد بن الوليد في قتل مالك بن نويرة ولا في تزوج أمرأته ليلة قتله من غير عدة.

وأبو بكر بعث إلى بيت أمير المؤمنين (ع) لما امتنع من البيعة فأضرم فيه

النار وفيه فاطمة (ع) وجماعة من بني هاشم وغيرهم ف أنكروا عليه.

وأبو بكر لما صعد المنبر جاء الحسن والحسين وجماعة من بني هاشم وغيرهم وأنكروا عليه وقال الحسن والحسين (ع) هذا مقام جدنا ولست أهلاً له.

وأبو بكر لما حضرته الوفاة قال: ياليتني تركت بيت فاطمة لم أكشفه وليتني كنت سألت رسول الله (ص) هل للأنصار في هذا الأمر حق.

وقال ليتني في ظلة بني ساعدة ضربت على يد أحد الرجلين وكان هو الأمير وأنا الوزير.

وأبو بكر عندكم أنه خالف رسول الله (ص) في الاستخلاف لأنه استخلف عمر بن الخطاب ولم يكن النبي (ص) ولاه قط عملاً إلا غزوة خيبر فرجع منهزماً وولاه الصدقات فشكا العباس فعزله النبي (ص) وأنكر الصحابة على أبي بكر توليه عمر حتى قال طلحة وليت عمر فظاً غليظاً.

وأما عمر فأنه أتى إليه بامرأة زنت وهي حامل فأمر برجمها فقال علي(ع) إن كان لك عليها سبيل فليس لك على حملها من سبيل فأمسك وقال:

((لولا علي لهلك عمر))(146).

وعمر شك في موت النبي (ص) وقال: ما مات محمد ولا يموت حتى تلا عليه أبو بكر الآية (إنك ميت وإنهم ميتون)(147) فقال: صدقت وقال كأني لم أسمعها(148).

وجاء وا إلى عمر بامرأة مجنونة قد زنت فأمر برجمها فقال له علي (القلم مرفوع عن المجنون حتى يفيق فأمسك فقال: لولا علي لهلك عمر(149) وقال في خطبة له: من غالى في مهر امرأته جعلته في بيت مال المسلمين فقالت له امرأة تمنعنا ما أحل الله لنا حيث يقول (وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثمًا مبيناً)(150) فقال: كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في البيوت.

وكان يعطي حفصة وعائشة كل واحدة منهما:

مائتي ألف درهم وأخذ مائتي ألف درهم من بيت المال فأنكر عليه المسلمون فقال: أخذته على وجه القرض.

ومنع الحسن والحسين (ع) إرثهما من رسول الله (ص) ومنعهما الخمس وعمر قضى في الحد بسبعين قضية وفضل في العطاء والقسمة ومنع المتعتين وقال: متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) حلالاً وأنا محرمهما ومعاقب من فعلهما.

وخالف النبي (ص) وأبا بكر في النص وعدمه،وجعل الخلافة في ستة نفر ثم ناقض نفسه وجعلها في أربعة نفر، ثم في الثلاثة،ثم في الواحد فجعل إلى عبد الرحمن بن عوف الاختيار بعد أن وصفه بالضعف والقصور ثم قال: إن اجتمع علي وعثمان فالقول ما لا وإن صاروا ثلاثة ثلاثة فالقول للذين فيهم عبد الرحمن بن عوف لعلمه أن علياً وعثمان لا يجتمعان على أمر وأن عبد الرحمن بن عوف لا يعدل بالأمر عن ابن أخته وهو عثمان ثم أمر بضرب عنق من تأخر عن البيعة ثلاثة أيام.

وعمر أيضاً مزق الكتاب كتاب فاطمة (ع) وهو أنه لما طالت المنازعة بين فاطمة وأبي بكر رد عليها فدك والعوالي وكتب لها كتاباً فخرجت والكتاب في يدها فلقيها عمر فسألها عن شأنها فقصت قصتها فأخذ منها الكتاب.

وخرقه ودعت عليه فاطمة فدخل على أبي بكر ولامه على ذلك واتفقا على منعها.

وأما عثمان فجعل الولايات بين أقاربه فاستعمل الوليد أخاه لأمه على الكوفة فشرب الخمر وصلى بالناس وهو سكران، فطرده أهل الكوفة فظهر منه ما ظهر

وأعطى الأموال العظيمة أزواج بناته الأربعة فأعطى كل واحد من أزواجهن مائة ألف مثقال من الذهب من بيت مال المسلمين وأعطى مروان ألف ألف درهم من خمس افريقية.

وعثمان حمى لنفسه عن المسلمين ومنعهم عنه، ووقع منه أشياء منكرة في حق الصحابة وضرب ابن مسعود، حتى مات وأحرق مصحفه وكان ابن.

مسعود يطعن في عثمان ويكفره.

وضرب عمار بن ياسر صاحب رسول الله (ص) صار به فتق. واستحضر أبا ذر من الشام لهوى معاوية وضربه ونفاه إلى الربذة، مع أن النبي (ص) كان يقرب هؤلاء الثلاثة.

وعثمان أسقط القيود عن ابن عمر لما قتل النوار بعد الأسلام.

وأراد أن يسقط حد الشراب عن الوليد بن عتبة الفاسق فاستوفى منه علي (ع) وخذلته الصحابة حتى قتل ولم يدفن إلا بعد ثلاثة أيام ودفنوه في حش كوكب.

وغاب عن المسلمين يوم بدر ويوم أحد وعن بيعة الرضوان وهو كان السبب في أن معاوية حارب علياً على الخلافة ثم آل الأمر إلى أن سب بنو أمية علياً (ع) في البلاد يطاف على المطايا، فآل الأمر إلى الحجاج حتى أنه قتل من آل محمد إثني عشر ألفاً وبني كثيراً منهم في الحيطان وهم أحياء وكل السبب في هذا أنهم جعلوا الإمامة بالاختبار والإرادة ولو أنهم

اتبعوا النص في ذلك ولم يخالف عمر بن الخطاب النبي (ص) في قوله آتوني بدواة وكتف أكتب كتاباً لن تضلوا بعده أبداً)، لما حصل الخلاف وهذا الضلال.

قال يوحنا: يا علماء الدين هؤلاء الذين يسمون الرافضة هذا اعتقادهم الذي ذكرنا وأنتم هذا اعتقادكم الذي قررناه ودلائلهم هذه التي سمعتموها ودلائلكم هذه التي نقلتموها.

فبالله عليكم أي الفريقين أحق بالأمر إن كنتم تعلمون ؟

فقالوا بلسان واحد إن الرافضة على الحق وإنهم المصدقون على أقوالهم لكن الأمر جرى على ما جرى فإنه لم يزل أصحاب الحق مقهورين واشهد علينا يا يوحنا إنا على موالاة آل محمد ونتبرأ من أعدائهم إلا أنا نستدعي منك أن تكتم علينا أمرنا لأن الناس على دين ملوكهم.

قال يوحنا: فقمت عنهم وأنا عارف بدليلي واثق باعتقادي بيقين فلله الحمد والمنة ومن يهد الله فهو المهتد.

فسطرت هذه الرسالة لتكون هداية لمن طلب سبيل النجاة فمن نظر فيها بعين الإنصاف أرشد إلى الصواب وكان بذلك مأجوراً ومن ختم على قلبه ولسانه فلا سبيل إلى هدايته كما قال الله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فإن أكثر المتعصبين (سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا

يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم).

اللهم إنا نحمدك على نعمك الجسام ونصلي على محمد وآله المطهرين من الآثام مدى الأيام على الدوام إلى يوم القيامة.

بيروت - لبنان

يوحنا البيروتي

 

 

1 - انظر: الفقه على المذاهب الأربعة: ج4- ص14 و15.

2 - انظر: الأم للشافعي ج5- ص22-25.

3 - سورة المائدة الآية:49.

4 - الفقه على المذاهب الأربعةج5-ص119.

5 - و مثله أيضا, كما قال في ج 133من تاريخ بغداد ص370, قال الحرث بن عمير:و سمعته يقول (يعني أبو حنيفة): لو أن شاهدين شهدا عند قاض, أ، فلان بن فلان طلق امرأته,وقد علموا جميعا أنهما شهدا بالزور ففرق القاضي بينهما, ثم لقيها أحد الشاهدين فله أن يتزوج بها.

6 - الفقه على المذاهب الأربعة ج 5- ص129.

7 - الفقه على المذاهب الأربعة ج5 ص141.

8 - المستدرك للحاكم ج4ص355, كنز العمال ج5 ص340 ح13129.

9 - الفتاوى الخيرية ج5 ص150.

10 - سورة نساء الآية: 141.

11- الفقه على المذاهب الأربعة ج5 ص123.

12- الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 ص 124.

13- الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 ص 64.

14- الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 ص 117.

15- مسند أحمد ج1-ص25, حلية الأولياء ج6ص342 السنن الكبرى للبيهقي ج1ص41.

16 - الفقه على المذاهب الأربعة ج1-ص242.

17 - الفقه على المذاهب الأربعةج1-ص26.

18 - الفقه على المذاهب الأربعةج1-ص68,الفقه على المذاهب الخمسة ص37.

19 - الفقه على المذاهب الأربعةج1-ص26.

20 - الفقه على المذاهب الأربعةج1ً230.

21 - الفقه على المذاهب الأربعةج1-ص307.

22 - انظر الفقه على المذاهب الأربعة ج5ص134.

23 - سورة النساء الآية:23.

24 - أنظر الأم للشافعي ج 6 ص 208، الفقه الإسلامي وأدلته ج 5 ص 566.

25 - الفقه الإسلامي وأدلته ج 7 ص 128.

26 - الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 ص 140 ونقل لنا العلامة الزمخشري في تفسير الكشاف 3- 310 فإنه يقول:

27 - الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج2ص509.. وممن روى أنه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا

(تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً) البخاري في التهجد بالليل. مسند أحمد بن حنبل ج1-ص120 وص446, الترمذي ج1-ص142.

28 - سورة سبأ الآية:13.

29 - سورة هود الآية:40.

30 - سورة الأنعام الآية:16.

31 - سورة الأعراف الآية 17.

32- سورة البقرة الآية:343.

33- سورة الأنعام الآية:37.

34- سورة الرعد الآية:1.

35- صحيح مسلم ج 1، ص 51 - 53.

36- مسند أحمد ج5ص25 المعجم الكبير للطبراني ج20ص229-230 – ح538 مجمع الزوائد ج9- ص102 كنز العمال ج11 – ص 605 – ح 32924.

37- المعجم الكبير للطبري ج1-ص226-ح730 تاريخ بغداد ج9 ص 369 كنز العمال ج13-ص167 – 3650 وقد أفردت لهذا الحديث كتب مستقلة مثل قصه الطير للحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405 هـ وقد تقدم بعض المصادر لهذا الحديث فراجع.

38- صحيح الترمذي ج5 ص 595 – ح3721 مجمع الزوائد ج9ص126 المستدرك ج 3-ص130-131 مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ج3 ص 1721 ح 6085 خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص34-12ح.

39- مناقب الخوارزمي ص 110 –ح18 فرائد السمطين ج1 – ص 223 – ح174.

40- كفاية الطالب ص 270 حلية الأولياء ج1-65-66.

41- سورة النساء الآية 95.

42- راجع ابن جرير الطبري في مسند علي من تهذيب الأثار ص 105 –ح173 المستدرك ج3 – ص 126 مجمع الزوائد ج9 ص 114 المعجم الكبير للطبراني ج11 ص 65 –66 ح 11061 تاريخ بغداد ج 4-348 كنز العمال ج11 ص 614 – 32977 و 32078 ذخائر العقبى ص 83 وقد أفردت لهذا الحديث كتب مستقلة مثل فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي.

43- طبقات ابن سعد ج 2 ص 135 ذخائر العقبى ص 83 مناقب الخوارزمي ص 81 – ح 66 مسند أحمد ج 5 – ص 113.

44- هو عبد الله بن الحنفية الملقب بالأكبر والمكنى بأبي هاشم إمام الكيسانية مات سنة 98

أو 99 تنقيح المقال للمقامقاني ج 2 – ص 212.

45- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 – ص17.

46- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 – ص 17-18.

47 - مناقب الخوارزمي ص 96-97-ح97و98 فرائد السمطين ج1-344و345-ح266و267.

48- فيض القدير ج4 – ص 357 فضائل الخمسة من الصحابة الستة ج2-ص309 علي إمام المتقين لعبد الرحمن الشرقاوي ج1-ص100و101 مناقب ابن شهر آشوب ج 2 – ص 361.

49- البداية والنهاية ج7ص356 كفاية الطالب ص 121.

50- الموطأ لمالك ج2-ص842-ح2 المستدرك ج4 – ص 375 فضائل الخمسة ج2ص310.

51- الاستيعاب ج3ص1103 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1ص19 وذكر القرطبي في تفسيره ج16 ص 390 عند الكلام على تفسير قوله تعالى(وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) سورة الأحقاف الآية 15 أن عثمان قد أتي بامرأة ولدت لستة أشهر فأراد أن يقيم عليها الحد فقال له علي (ع) ليس ذلك عليها قال الله تعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً).

52- الاستيعاب ج3-ص 1105-1106 فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج2-ص302 ذخائر
العقبى ص 84 الصواعق المحرقةص77.

53- مناقب ابن آشوب ج2-ص367 الفصول المائلة ج5-ص366-ح15 كنز العمال ج3-ص397,

بحار الأرنوارج ج40-ص252 الغدير ج6- ص 174.

54- كنزل العمال ج3 – ص 179 بحار الأنوار ج 40 ص 257.

55- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 – ص 321 كتاب الأم ج 4- ص233 باب الخلافة

في قتال أهل البغي وقد قال الشافعي عرفنا حكم البغاء من علي (ع).

56- فقد روي أنه أتى عمر بن الخطاب بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فردها

علي (ع) وقال هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ولعلك انتهرتها أو

أخفتها قال قد كان ذلك قال أوما سمعت رسول الله (ص) قال لا حد على معترف بعد

بلاء أنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له فخل سبيلها.

قال: عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب لولا علي لهلك عمر راجع الرياض

النضرة ج3 – ص 163 ذخائر العقبى ص 81 مطالب السؤول ص 13 مناقب الخوارزمي ص48 الأربعين للفخر الرازي ص 466 الغدير ج6ص110.

57- نهج الحق وكشف الصدق ص 238 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 19.

58- نهج الحق وكشف الصدق ص 228 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 – ص 19.

59- تقدمت تخريجاته.

60- تقدمت تخريجاته.

61- نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج7 – ص 253 وقد تقدمت تخريجاته فيما سبق.

62- نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج7-ص253 وقد تقدم تخريجاته فيما سبق.

63- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1-ص26.

64- الإرشاد للمفيد ص 256 إعلام الورى ص 255 بحار الأنوار ج 46-ص 74ح12.

65- شرح نهج لبلاغة لابن أبي الحديد ج1-ص20.

66- المغازي للواقدي ج 1- ص92.

67- المغازي ج1-ص 147-152 الإرشاد للشيخ المفيد ص 41و43 شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد.

68- المغازي للواقدي ج1-ص92.

69- ذخائر العقبى ص68, فضائل الصحابة لأحمد ج2 ص594-ح1010, مجمع الزوائد ج6- ص 114, نهج الحق وكشف الصدق ص249.

70- تاريخ الطبري ج2- ص203, الكامل لابن الأثير ج2ص110 , السيرة الحلبية ج2-ص227،

البداية والنهاية ج4-ص28, السيرة النبوية لابن كثير ج3-ص55 و شرح نهج البلاغة لابن

أبي الحديد ج15-ص21, الدر المنثورج2-ص89.

71- سورة الأحزاب الآية 10.

72- المغازي: للواقعدي ج2 –ص 470-471,و قد تقدم حديث عمر بن ود.

73- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1-ص20 و ج8- ص53.

74- وهي أخته عمرة و كنيتها أم كلثوم.

75- المستدرك على الصحيحين ج3- 33,الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص62,الإرشاد

للمفيد ج1-ص108,لسان العرب لابن منظور ج7- ص127.

76- سورة الإنسان الآية: 1, تقدمت تخريجاته.

77- سورة المائدة الآية:274.

78- سورة البقرة الآية:274.

79- تقدمت تخريجاته.

80- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج1- ص22.

81- نهج البلاغة صبحي الصالح ص480-481,قصار الحكم77.

82- سورة البقرة الآية:207,تقدمت تخريجات نزولها.

83- سورة الذاريات الآية:10.

84- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج1- ص2005- ح269 و ص157- ح219 و231,سنن الترمذي ج5-ص5596-ح3724,فرائد السمطين ج1-ص259, مجمع الزوائد 6- ص151, المستدرك للحاكم3-ص38,و ص438, عيون الأثرج 2-132, مسند أحمد بن حنبل ج-2 ص 384,صحيح مسلم ج4- ص1878- ح33- (2405), أنساب الأشراف للبلاذري ج2 ص93,خصائص النسائي ص34-ح 11,مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص181-216,الطبقات لابن سعد ج2- ص110, ينابيع المودة ص49,المعجم الصغير للطبراني ج2-ص100,مسند أبي داوود الطيالسي ص320,تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص24,السنن الكبرى للبيهقي ج9- ص106 وص131, حلية الأولياء ج1- ص62,أسنى المطالب للجزري ص62,صحيح البخاري5- ص22,أسد الغابة ج4- ص21, البداية والنهاية ج 4-ص182, تاريخ الطبري ج3-ص12 , ذخائر العقبى ص 87,تاريخ الإسلام للذهبي ج2- ص194,العقد الفريد ج2-ص194,الكامل في التاريخ ج2- ص149, مروج الذهب ج3- ص40 , إحقاق الحق ج 5 ص 400,فضائل الخمسةج2-ص161.

85- لسان الميزان ج5-ص219, ميزان الاعتدال ج3ص597.

86- مناقب الخوارزمي ص 67-ح 39الفردوس ج3-ص3373-ح5135.

87- الفردوس ج 2- ص 77 – 3725 مناقب الخوارزمي ص 75 – 56.

88- مسند أحمد ج 1 ص 77 سنن الترمذي ج 5 – ص 599 – ح 3733 تاريخ بغداد 13-ص288 كنزالعمال ج13-ص639ح37613.

89- سورة البقرة الآية 180.

90- صحيح البخاري ج4-ص2 صحيح مسلم ج3-ص1249-ح1 سنن ابن ماجه ج2

ص 901 – ح 2699.

91- سورة البقرة الآية 44.

92- سورة الأنعام الآية 90.

93- مناقب ابن المغازلي ص 200- 201- ح 238 ذخائر العقبى 71.

94- سورة الشعراء الآية 214.

95- معالم التنزيل للبغوي ج3 ص 400.

96- مسند أحمد ج1-ص159.

97- تاريخ الطبري ج2-ص 319 – 321.

98- سورة هود الآية 18.

99- سورة يونس الآية 69-96 وسورة النحل الآية 116.

100- سورة آل عمران الآية 61.

101- مسند أحمد ج2-ص93 وج4-ص368 وص 372 وص381.

102- العقد الفريد ج5ص61.

103 - وممن ذكر خبر الحارث بن النعمان فرائد السمطين ج1ص82-ح53 نور الأبصار للشبلنجي ص 71ط السعيدية وص 71 ط العثمانية نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 93 ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 328ص328 ط الحيدرية وص 274 ط إسلامبول وج 2 – ص 99 العرفان بصيدا.

104 - سورة المعارج الآية 1.

105 - تاريخ الطبري ج3-ص208.

106 - تقدمت تخريجاته.

107 - انظر معالم التنزيل للبغوي ج 4-ص465 مجمع البيان ج 10-ص 462 باختلاف وقد تقدم المزيد من تخريجات الحديث فيما سبق.

108 - صحيح البخاري ج6-ص81.

109 - سنن الترمذي ج5- ص256- 257- ح3090- 3092- وج3 ص 222-ح871.

110 - مسند أحمد ص ج6-ص81.

111 - تقدمن تخريجاته. - مسند أبي داود ص 125 –ح926 مسند أحمد ج3-ص183 المصنف
لابن أبي شيبة ج12-ص169 – ح 124438 – وص 173 – ح 12447 كنز العمال ج12 –
ص 30 – ح 33831.

112 - المعجم الصغير للطبراني ج1 – ص 256 كنز العمال ج 1 ص 210 ح 1055 و 1057 مجمع الزوائد ج 1-ص189.

113- سورة الزمر الآية 7.

114- سورة النجم الآية 19-20.

115- تنزيه الأنبياء لعلم الهدى الشريف المرتضى – أعلى الله مقامه.

116- تقدمت تخريجاته.

117- مسند أحمد ج 4-ص281.

118- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2-ص615-ح 1052.

119- صحيح مسلم ج 4 – ص 1871-1873-ح32-35 صحيح البخاري ج5-ص23.

120- صحيح مسلم ج 5- ص 1870 ح 30-32 صحيح البخاري ج5-ص24

121- سورة الدهر الآية:1.

122- سورة المائدة الآية: 55.

123- وهي قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية) {سورة البقرة

الآية 274}.

124- المستدرك ج3-ص32 تاريخ بغداد ج 13-ص19 رقم: 6978 الفردوس بمأثور الخطاب ج3- ص455-ح5406.

125- فقد جاء في فرائد السمطين ج 1- ص 143 – 105 عن عبد الله بن عكيم الجهني قال قال

رسول الله (ص) إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي في علي (ع) ثلاثة أشياء ليلة أسري بي

إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

ومثله أيضاً ما جاء في ص 145 ح 109 بحار الأنوار ج 18 ص 343 سفينة البحار ج 1

– ص 133.

126- كفاية الأثر: ص 38 بحار الأنوار ج 36 – ص 289.

127- مسند أحمد ج 3 – ص 3 و 63 سنن الترمذي ج 5 – ص 236 – ح 3768 تاريخ بغداد ج 11 – ص 90 كنز العمال ج 12 – ص 112 – ح 34246.

128- تقدمت تخريجاته.

129- صحيح البخاري ج4 – ص218.

130- صحيح مسلم ج3 – ص1453 – ح10.

131- صحيح مسلم ج3 – ص1452- ح 5 ,مسند احمد ج 4 – ص94 و 96,و قد تقدمت تخريجات هذه الأحاديث.

132- مجمع الزوائد ج5- ص197 و ج6- ص 442, مشكل الآثار ج – ص224, مسند أحمد ج 2 – ص223 ط الميمنية , الكامل في الضعفاء لابن عدي ج5 – صص1816 , البداية والنهاية ج7- ص165, شرح البلاغة لابن ابي الحديد ج8- ص259, بتفاوت.

133- كفاية الأثر: ص69-73.

134- سورة البقرة الآية 124.

135- سورة مريم الآية 6.

136- سورة النمل الآية16.

137- سورة النساء الآية 11.

138- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 – ص280- 281, وقد تقدمت تخريجاته.

139- الإمامة والسياسة ج1- ص 21و نهج الحق ص 264و نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 – ص169.

140- نفس المصدر السابق.

141- صحيح البخاري(باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت).

142- انظر الملل والنحل للشهرستاني ج 1-144 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
ج4 – ص 96.

143- تقدمت تخريجاته.

144- راجم: الأمامة والسياسة ج1-ص14.

145- شرح السنة للبغوي ج12-ص 198، مجمع الزوائد ج6-ص 215 كشف الأستار ج2-ص 211-ح1538.

146- تقدمت تخريجاته.

147- سورة الزمر الآية:3.

148- تاريخ الخميس ج 2 ص 167 صحيح البخاري ج6ص17 وقد تقدم الحديث مع

تخريجاته.

149- تقدمت تخريجاته.

150- سورة النساء.