مكتبة العقائد الإمامية

فهرس الكتاب

 

 

 

رحلة كروب هوناتيان المسيحي الأرمني نحو مذهب أهل البيت (ع)

هذا العظيم يعتنق الدين الإسلامي، وبالخصوص مذهب الشيعة، مذهب أهل البيت (ع). لقد أعجب هذا العظيم بما تحلى به قانون الإسلام من جهة حجاب المرأة، وصون كرامتها، فلقد صان المجتمع البشري مما يترتب على ضده (التبرج والسفور) من مفاسد اجتماعية، كسلب الراحة البيتية، وجلب العداء الداخلي، وشل وحدة العائلة، وما إلى ذلك من مفاسد، تخل بالأمن، وتهدد بالخطر، وتنافي الأخلاق الفاضلة، والشرف والمروءة وكل فضيلة وكرامة.

كان (كروب) مسيحياً أرمنياً من عائلة تعرف باسم (هوناتيان)، وأصبح ببركة تعاليم الإسلام الخالدة، مسلماً شيعيا ًجعفرياً إمامياً ويدعى (علي إسلامي) وقد كشف عن أسباب اعتناقه لدين الإسلام الحنيف , ولمذهب أهل البيت (ع) المستقيم, فقال:

السبب الذي رغبني في الإسلام هو أني كنت أشتغل في أحد المصانع في (طهران), وكنت أصاحب نفراً من المسلمين. كانت الأواصر البيتية تربطني معهم, وكانوا يدعونني في ليالي الجمع مع الحضور في منتدياتهم المذهبية, حتى وقفت على جوانب دينهم الإسلامي , وتعرفت إلى مذهبهم الكامل المستقيم. ونظراً إلى أن الأمم المسيحيين لا يقيمون لا للحجاب وزنا, فيختلط بعضهم مع بعض, ويجتمعون رجالاً ونساء على مئدة واحدة, ولا تمييز للمحارم عن الأجانب عندهم.

ونظراً إلى ذلك تعجبت كثيراً, حيث أني منذ مدة طويلة, وأنا أصاحب أصدقائي المسلمين, وأحضر مجالسهم فسألت لم لا تحضر نساؤكم على مائدة الضيوف, ويجلسن معكم حلقات قالوا:

كلا إن مذهبنا (نحن المسلمين) وبالخصوص مذهب الشيعة مذهب أهل بيت النبي (ص) يهتم بقضية الحجاب والمحرمية اهتماماً بالغاً.

ولدى استماعي لهذا الموضوع اندفعت نحو هذا الدين اندفاعاً طبيعياً وعاقتني عن إظهار العقيدة في (طهران) بعض الملاحظات البيئية والخوف من بعض الأ قارب) هناك.

واحتفظت بفكرتي عن الإسلام إلى أن غادرت طهران عام (1380 هـ) لأتخذ من (مسجد سليمان – خوزستان) محلاً لمزاولة مهنتي فرأيت مغنمة للحضور لدى العالم الديني هناك (الشيخ محمد علي موحد) جاء من مدينة (قم) من قبل المغفور له آية الله البروجردي قدس سره للتصدي للأمور الدينية هناك فعرضت عليه فكرتي واعتنقت الإسلام وبالخصوص المذهب الجعفري بمحضره في جامع (مسجد سليمان).

ولآن: أرى نفسي سعيداً جداً وفقت للهداية إلى الدين الحنيف والمذهب الحق المبين في ظل العناية الإلهية ورعاية الزعيم الروحي الفقيد آية الله البروجردي وسائر العلماء وغيرهم من خيار المسلمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.