هذا العظيم يعتنق الدين الإسلامي وبخصوص مذهب الشيعة مذهب
أهل البيت (ع) وها هو يقول: العلة التي دعتني لترك فرقتي الغربية (الفرقة
الأرثوذوكسية) واعتناق الدين الشرقي (الإسلام) ذات أهمية تمس صميم الحياة
فليست هي من الطفيليات الآتية وليدة العواطف والأحاسيس الطارئة بل هي نتيجة
المراجعات الكثيرة التفصيلية ووليدة التفكير العميق واستجابة للأدعية
والطلبات من الباري جل شأنه.
لست من الشبان الذين غمرتهم الأماني عائشين في عالم
الخيال والأوهام فقد انحدرت إلى سن الكهولة وقضيت عمري في تجربة الأمور..
وبعد تنصيبي قسيساً تركت المشاغل المربوطة بالكنيسة إلى صرف أوقاتي لمراجعة
المرضى ومعالجتهم وفي هذه الفترة أيضاً وجدت مجالاً للوقوف على أعمال فرقة
(الأرثوذوكسية) وسائر الفرق فمع الأسف الشديد إني لم أجد غير مظاهر الرياء
والسمعة وعقائد خرافية بحتة.
فبساطة الدين الإسلامي وصحته الطبيعية وواقعية سيرة
المسلمين قد أثرت أثرها النهائي لتصميمي الجازم على اعتناق الدين الإسلامي
فصممت على قطع جميع علاقاتي بالدين المسيحي الغربي ولي الآن هدف واحد أتجه
إليه في حياتي وهو التوفيق على أكمل وأتم خدمة عامة آلهية مدى الحياة في سبيل
إله واحد لا شريك له فالحمد لله الذي وفقني لذلك وقدر لي هذا التقدير وأمنيتي
الآن هو السعي الحثيث في سبيل الاسلام والمسلمين بمعونته تعالى.
اعتبروني عبداً وخادماً حقيراً في سبيل الهدف الرفيع
الطاهر (الإخاء الإنساني في ظل الإيمان بالله تعالى) وفي خدمة البشرية
العالمية والحياة الجماعية العامة.
فأعلن هنا: أنه لم يكن في قضيتي أي إكراه أو نفوذ أو ضغط
خارجي وكان تصميمي وعزمي بهذا الصدد عن حرية وإرادة كاملتين وقد تسربت هذه
الفكرة من أعمق ركيزة قلبية وفي العظمة الإلهية إني أقف في سبيل الخدمة
البشرية والأخوة الإسلامية في أقطار العالم كلها لأنتهي ملخصاً مجلة (نور
دانش: سنة 1341 هـ).
وقد أرسل هذا القسيس الحر كتاباً ينبئ عن إسلامه وتشيعه
الصادق إلى رئيس جمعية الشيعة الإمامية في لندن فضيلة السيد مهدي الخرساني
ذكر هذا كله وافياً السيد المجاهد العلامة السيد محمد الرضى الرضوي, دام
ظله(1).
1 - ماذا في التاريخ 25/376 نقلاً عن مجلة (نور دانش –
العدد 7- عام 1342 هـ. طهران).