المولد والنشأة:
ولدت السيدة ماري ستا ينهوف بمدينة باي سيتي عام (1960 م)
في ولاية مدررشغن الأمريكية.
نشأت في اوساط عائلة كاثوليكية ملتزمة حيث تقول:
(لم أكن أمر أمام كنيسة إلا وأقوم بإشارة الصليب وعند ما
أرى غروب الشمس واحمرار السماء كنت اعلم بأنه من صنع الله..) وهكذا كانت
كثيرة التردد على الكنيسة، لانها تعتقد حسب ما تقول (بأهمية الله في حياة
هؤلاء الناس).
لماذا ؟؟؟
تروي السيدة ماري ستاينهوف لنا هذا الحادث في سن العاشرة
فتقول:
(ذهبت للاعتراف في كنيسة ماري الكاثوليكية وتساءلت لماذا
علي أن اخبر الراهب عن خطاياي)
وتضيف (.. كثرت شكوكي حول الكاثوليكية عندما قيل لي إنه
علي أن اقبل خاتم الراهب في كنيستنا ليتم تثبيتي كعضو كامل في الكنيسة)!
ولهذا السبب تركت الكنيسة الكاثوليكية وتحولت الى
المسيحية الانجيلية وأمضت.
ثمان سنوات تدرس في اوقات الفراغ الانجيل في مجموعات مع
مسيحيين مولودون جدد (وهذا تعبير يستعمل مع الذين تنصروا حديثا).
وكانت سلسلة مستمرة ولكن بدون اجوبة ولذا تقول (لم أتمكن
من قبول المفهوم المسيحي حول الثالوث).
والذي يقول بأن الرب متجسد في:
الأب، والابن، والروح القدس.
الوضوء... الصلاة ... وعاشوراء !
كانت السيدة ماري تشاهد المسلمين المتواجدين في أمريكة
وهم يمارسون شعائرهم
الدينية تقول: لقد شاهدت اشخاصا يتوضؤن للصلاة , يصومون ,
يحتفلون بعودة الحجاج من مكة ,وخلال عاشوراء يتجمع الكثير من المسلمين في
الجامع المحلي ومرة سألت مسلما عن عاشوراء فشرح لي الحوادث التي حصلت تأثرت
بها جدا وهكذا بدأت تتعرف على مجتمع جديد من خلال تعرفها على بعض المسلمين
حيث تقول ولأول مرة علمت لماذا تلبس النساء الحجاب فلقد قالت لي فتاة مسلمة:
(إني ألبسه وإذا كان الله راضيا عني فلا يهمني ماذا يفكر
الناس) وتضيف:
(بدأت أسمع كلمات مثل ان شاء الله , الحمد لله , سبحان
الله …إن روحي كانت تبكي اعترافا منها بالحقيقة , ولكن قلبي وعقلي كانا
ملتزمين بطريقة العبادة التي تعودت عليها) وهذه الكلمات تؤكد ان الانسان لا
ينفك عن ذكر الله بحال من الاحوال بينما لا تجد مثل هذا التأكيد في المسيحية.
بداية الطريق:
حاولت السيدة ماري استحصال اجابات مقنعة لاسئلتها , لكن
بدون جدوى وفي احدى الايام زارهم ضيف مسلم وعرف من خلال ما تثيره من اسئلة
انها حائرة وبعد مضي أربعة أشهر التقاها مرة اخرى وقال لها:
(إنك تحاولين معرفة جادة عمل ما هو صحيح , ولكنك ضائعة
جدا). فأجابته:
(اذا كنت تعتقد انك تملك الحقيقة فاني مستعدة لأدرس
القرآن معك) وهكذا مضت أربعة اشهر كانت تدرس خلالها القرآن الكريم , وفي
المقابلة تدرسه الانجيل حيث تقول:
(ظنا مني اني استطيع ان أهدي قلبه الى المسيحية !)
وتمضي الايام وتتعرف اكثر على حقيقة الاسلام الساطعة
لكنها مازالت متأثرة بالترسبات العالقة في ذهنها (أن المسيح ابن الله فادي
…).
نقطة التحول:
تذكر السيدة ماري ستاينهوف نقطة الانعطاف التي حولتها
باتجاه الاسلام، وكانت ناشئة من السؤال التالي: «إذا كان المسيح ابن الله
فلماذا لاتكون مريم زوجة الله»؟ وقد غلبهامنطق السؤال لدرجة انها وصلت الى ان
الكذب على الذات غير ممكن، والى متى يبقى الانسان يخدع نفسه! تقول:
«أمضيت ثلاث ليال بدون نوم،وبينما كنت اجلس في الخارج تحت
النجوم وباتجاه الكعبة، سلمت نفسي الى الله.وحاولت بكل جهدي قراءة الشهادتين
في ورقة كنت كتبت عليها الكلمات بالانكليزية كما أسمعها بالعربية.
لاأدري كم بقيت في الخارج على ركبتي ولكن كان وقتا خاصا
جدا بالنسبة لي» وهكذا خرجت من دوامة الافكار والتيه الى الهداية ومن الظلام
الى النور. لتشق طريقها في حياة واضحة المعالم.
الاسلام كما أراه:
ترى السيدة ماري ستاينهوف ان الاسلام يشارك المسيحية في
العديد من القيم الاخلاقية، الا ان الاجزاء الضائعة من النصرانية وجدتها في
الاسلام، تقول:
«لقد اكتشفت ديانة تشجعني على التفكير في المشاكل
الاجتماعية00 ولأجل أن تكون مسلما عليك أن تدرك ان كل شيء يعيدك الى الله00
لقد وضعت على باب البراد في منزلي عبارة لأحدالعلماء العظام حيث يقول: تعلم
الاسلام، اعمل بجد، كن متواضعاوساعد الاخرين».
لقدأثرت رؤيتها وحسن اسلامها بزوجها المسلم أصلا، فأصبح
اكثرالتزاما، حيث يقول:
«أحيانا أشعر أن زوجتي تعرف أكثر مني من الاسلام واشعر بالخجل».