(فلك النجاة في الامامة والصلاة)
المولد والنشأة:
ولد الشيخ علي محمد فتح الدين بمدينة جنك التابعة لإقليم
البنجاب في الباكستان أحد العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر الميلادي.
نشأ معتنقاً للمذهب الحنفي.
وكعادة أهل ذلك الزمان، فقد تم إلحاقه بإحدى حلقات تدريس
القرآن الكريم، بفضل الله تعالى من حفظه في سن مبكرة.
تسميته بالحافظ:
تولع الشيخ علي منذ صغره بدراسة الحديث النبوي الشريف،
وقد تميز عن أقرانه بذهنية وذاكرة غريبة، حتى أصبح من كبار حفاظ عصره
المشتهرين في حفظ المتون والأسانيد، وروايتها، وكان يقول قوله الشهير (إذا
فقدت جميع كتب الروايات، فأنا أستطيع أن أمليهامن حافظتي)، ومثل هذا الكلام
لا يقوله إلا الواثق من نفسه المطمئن بقدرته.
بين الأستاذ والتلميذ:
وبمرور الزمن أصبح الحافظ علي أستاذا بارعاً يشار له
بالبنان يحضر درسه العديد من الطلاب الأفاضل، منهم الحافظ أمير الدين محمد
مستقيم الحنفي- الذي استبصر فيما بعد- وكان من ألمع وأبرز طلابه، حتى توطدت
بينهما العلاقة والصلة، فأخذ التلميذ- المستبصر- يحاور أستاذه الحنفي حول
مسائل الاختلاف بين أهل السنة والشيعة.
نقطة التحول:
أثيرت بين الأستاذ الحافظ علي والطالب الحافظ أمير الدين
محمد مستقيم، مسائل الخلاف بين الفريقين، وقد جرت مناقشتها بكل موضوعية، فقام
الأستاذ الحافظ بدراسة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على أسس علمية بحتة
متجردة من المؤثرات، خلال مدة استغرقت عشر سنوات، بعدها سجل قناعا ته بمبدأ
أهل البيت (عليهم السلام) في كتاب مستقل سماه بــ(فلك النجاة في الإمامة
والصلاة).
كتاب.. فلك النجاة:
شرع المولولي الحافظ علي بتأليف هذا الكتاب في شهر رمضان
المبارك سنة (1340ه) الموافق لعام (1931م).
يتألف الكتاب من جزء ين:
الأول: يختص بدراسة مسالة الإمامة، والاختلاف الذي وقع
فيها مع تفاصيلها الأخرى. وقد أطلق على هذا الجزء اسم (غاية المرام في معيار
الأمام).
الثاني: يختص بدراسة موضوع الصلاة وترتيبها، وما نشأ من
اختلاف في مقدمات مسائلها الفرعية، وغير ذلك، وقد أطلق على هذا الجزء اسم
(ترتيب الصلاة بتطبيق الروايات).
لقد أشتهر هذا الكتاب عند الفريقين على حد سواء، وأصبح
مصدراً لطلاب الحقيقة من الباحثين. وقد سمي هذا الكتاب بــ(كتاب البركة) لما
اشتهر عنه، أنه ما قرأه مخالف إلا وأحدث تساؤلاً لديه، وقد كان الدافع الذي
حفز المؤلف على تأليف هذا الكتاب هو طعن السلفية بشرعية المذهب الأمامي
والتشكيك بمصداقيته.
وفاته:
توفي الحافظ علي عام (1953م)، ودفن في مدينة (جاند)
التابعة لمدينة (جنك) الباكستانية. فرحمه الله تعالى عليه.