مكتبة العقائد الإمامية

فهرس الكتاب

 

 

 

 

محمد بيلو باري - غينيا

المولد والنشأة:

ولد الأخ محمد بيلو باري بمدينة بيتا عام (1976) في غينيا , نشأة في أوساط عائلة مالكية ملتزمة، وكان أبوه أحد علماء المنطقة المعروفين. حاصل على شهادة الليسانس في العلوم السياسية

أسئلة حائرة:

كان للأجواء الدينية التي تعيشها أسرته اثر في ثقافته الدينية , فقد تمكن من حفظ القرآن الكريم, ومن تكثيف مطالعاته التاريخية والعقائدية _ المالكية _ وهذا أدى إلى نمو فكره وبالتالي استفساره عن كثير من الأمور، يقول الأخ محمد بيلو باري في هذا الصدد:

(مطالعاتي الكثيرة حول العقيدة أدت إلى ارتفاع مستواي العلمي، مما أدى إلى نشوء وكبر هذه الشبهات والاسئلة) ومنها:

كيف أن النبي(ص) لم يعين خليفة ومرجع تقصده الأمة من بعده؟

هل يعقل أن يدخل القاتل والمقتول في النار؟ أليس هذا إجحاف بحق المظلوم؟

أفضلية أهل البيت (عليهم السلام) واضحة وبارزة، فلماذا لا نتخذ الأفضلية كميزان في التقديم والتأخير و...؟!!!

الحديث القائل (خذوا دينكم من فم عائشة) كيف نلتزم به وهو يتعارض من حيث المنطوق والمفهوم مع هذا الحديث (عائشة ناقصة العقل والدين)؟ وأسئلة أخرى كثيرة كانت تدور في ذهنه !

جعلوني أضطرب!

يروي الأخ محمد معاناته في هذا الخصوص فيقول:

(جعلتني هذه الأسئلة أبلور فكرة التحول من هذا الدين! إلى دين آخر!فلم أجد إجابات مقنعة من أبي الذي كان من العلماء الكبار، كما وجدت تناقضات حول العقيدة.

فأخذت أطالع كتب المحاورات والمناظرات، فلم تشف غليلي ولم ترفع عني الحيرة ! واستمر بحثي حتى كدت اخرج من الدين، وكان معي مجموعة من الأصدقاء يحملون نفس الهم، إلى حد أنني قررت عدم التحدث والبحث عن أمور الدين !!!

في هذه الأثناء سمعنا بوجود عالم شيعي يقال عنه: انه ترك الدين وقواعده – وهو الأستاذ محمد حبيب سو وانه التزم الكفر !

فأحببنا الذهاب إليه –أنا وأصدقائي – لنقتنع بالكفر ونترك الدين !

لكننا بعد أن ذهبنا إليه وجدناه عالما فاضلا محيطا با لدين)

نقطة التحول:

وتم اللقاء وطرحوا عليه الشبهات،يقول الأخ محمد بيلو باري:

(طرحنا عليه شبهاتنا، فتأمل فيها ودعانا لعدم التسرع في قرار ترك الدين أبدى استعداده للتعاون معنا في هذا المجال، ثم أخذ يجيب على شبهاتنا ويرشدنا نحو المصادر ويتابع بحثنا، كما أنه اخذ يلقي على مسامعنا دروس حول عقائد الشيعة، إلى أن أتم برامجه معنا، ثم خيرنا بعد ذلك في قرارنا الأولى- ترك الدين- لكننا وجدنا أن سحب الشبها ت قد انقشعت وغيوم الجهل قد تبددت فقد كشف لنا الخافي من ثنايا التاريخ حتى إننا أنشددنا له)، كان هذا الجهد الذي بذله هذا الرجل قرابة العامين، فتكاملت عنده الصورة واطمئن قلبه لما سمع وهنا وجد نفسه مشايعا ومواليا أهل البيت (ع)، وقرر أن لا يأخذ علمه إلا من مدارسهم، وهو منذ ستة سنوات ينهل من منهلهم الصافي، ليكون أحد العلماء المبلغين الذابين عنهم في هذه المعمورة.