نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

الصفحة السابقة

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 456

وعن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، أيها الناس إنما بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عزو جل فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به! وحث ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي - ثلاث مرات. فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليهم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. قيل: كلا هؤلاء حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم. والثقل محركة - كما في القاموس - كل شيء نفيس مصون. قال: ومنه الحديث: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وهو بكسر المهملة وسكون المثناة الفوقانية، والأخذ بهذا الحديث أحرى . وقال: وأخرج أحمد عن أبي سعيد معنى حديث زيد بن أرقم السابق مرفوعا بلفظ: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما، وعترة الرجل - كما قاله الجوهري - أهله ونسله ورهطه الأدنون، أي الأقارب 1.

ترجمته


: 1 - السخاوي في (الضوء اللامع 2 / 103). 2 - وجار الله المكي في (ذيل الضوء اللامع). 3 - والشعراني في (المنن الكبرى) و(لواقح الأنوار). 4 - والعيدروسي في (النور السافر).

(هامش)

1. المواهب اللدنية. بشرح الزرقاني 7 / 4 - 8. (*)

ص 457

5 - والثعالبي في (مقاليد الأسانيد - مخطوط). 6 - والشوكاني في (البدر الطالع 1 / 102). 7 - والقنوجي في (إتحاف النبلاء). 8 - و(الدهلوي) نفسه في (بستان المحدثين). وهذه خلاصة ما ذكره الشوكاني: ولد في الثاني عشر من ذي القعدة سنة 851 بمصر ونشأ بها، فحفظ القرآن والشاطبيتين ونصف الطيبة الجزرية والوردية في النحو، وتلي السبع على السراج عمر بن قاسم الأنصاري الشناوي، وأخذ الفقه على الفخر المقسمي تقسيما والشهاب العبادي، وسمع علي الملتوني الرضي الأوجاتي والسخاوي، وقرأ صحيح البخاري بتمامه في خمسة مجالس على الشاوي، وقرأ في الفنون على جمع. وجلس للوعظ بالجامع العمري، وكتب بخطه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، والكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز، والشرح على الشاطبية وصل فيه إلى الادغام الصغير وزاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره، وكتب على الطيبة قطعة مزجا، وعلى البردة مزجا أيضا سماه مشارق الأنوار المضية في مدح خير البرية، وتحفة السامع بختم صحيح البخاري. ومن مؤلفاته المشهورة شرح البخاري المسمى إرشاد الساري على صحيح البخاري في أربع مجلدات، وشرح صحيح مسلم مثله ولم يكمل، والمواهب اللدنية بالمنح المحمدية. وكان متعففا جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجي الصوت، مشاركا في الفضائل، متواضعا متوددا لطيف العشرة، سريع الحركة مع كثرة استقامة، واشتهر بالصلاح والتعفف على أهل الفلاح .

ص 458

*(142)*

 رواية شمس الدين العلقمي

 روى حديث الثقلين برواية زيد بن أرقم، ثم قال: قوله: يدعى خما بضم المعجمة وتشديد الميم، وهو غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يقال له غدير خم . قوله وأنا تارك فيكم الثقلين فذكر كتاب الله وأهل بيته. قال النووي: قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما. قوله: ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، قال النووي هو بضم الحاء وتخفيف الراء. والمراد بالصدقة الزكاة، وهي حرام على بني هاشم وبني المطلب، وقال مالك بنو هاشم فقط، وقيل بني قصي، وقيل قريش كله. قوله: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته، قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال آل علي وآل عقيل - إلى آخره. وفي رواية أخرى لمسلم أيضا بعد الرواية الأولى، فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا وأيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وأمها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. قال النووي: وفي هذه الرواية دليل على إبطال قول من قال قريش كلها، فقد كان في نسائه قرشيات، وهن عائشة وحفصة وأم سلمة وسودة وأم حبيبة.. 1.

ترجمته


: 1 - شهاب الدين الخفاجي: ومن بيوت العلم بالقاهرة العلاقمة، فمنهم شيخنا العلامة إبراهيم العلقمي، وأخوه شمس الملة والدين، أما الشمس صاحب (الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير) فشيخ الحديث في

(هامش)

1. الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير - مخطوط. (*)

ص 459

القديم والحديث لم تزل سحب أفاد (ا) ته في رياض الفضل ذوارف، حتى صار وهو العلم المفرد من أعرف المعارف، فهو هضبة مجد، وفي التقي جوهر فرد، قد تحلى بخدمة الجلال السيوطي كمالا، ورقى إلى سماء المعالي فازداد جمالا 1. 2 - الشيخ أحمد المقري فوصفه بالشيخ الإمام الحافظ العلقمي 2. 3 - الكاتب الچلبي القسطنطيني حيث ذكر كتابه (الكوكب المنير) 3. *(143)*

 رواية عبد الوهاب البخاري

 روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير آية المودة، حديث قال: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي وهم أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. أورده الثعلبي، وذكر الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بمعناه 4.

ترجمته


: 1 - الشيخ عبد الحق الدهلوي في (أخبار الأخيار). 2 - السيد محمد البخاري فوصفه بقوله تاج الأولياء سيد الأتقياء، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، ناظم أمور المؤمنين، بحر العلوم والحقائق،

(هامش)

1. ريحانة الألباء 2 / 77. 2. فتح المتعال في مدح النعال 54. 3. كشف الظنون 560. 4. تفسير أنوري - مخطوط. (*)

ص 460

مستخرج الحكم بالدقائق، جامع جوامع الكمالات، محيي مراسم الخيرات، معدن أنوار التوفيق، مخزن أسرار التحقيق، المخصوص بعون الله الباري، قطب الأقطاب حاجي عبد الوهاب البخاري قدس سره 1. *(144)*

رواية شمس الدين الشامي الدمشقي الصالحي

روى حديث الثقلين في كتابه (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) المعروف ب‍ (السيرة الشامية) على ما جاء في إنسان العيون للحلبي.

ترجمته


: ترجم له أو نقل عنه مع الاعتماد عليه ووصفه بالأوصاف الجليلة: 1 - الشعراني في (لواقح الأنوار). 2 - وابن حجر المكي في (الخيرات الحسان). 3 - والخفاجي في (ريحانة الألباء 1 / 27). 4 - والمقري في (فتح المتعال). 5 - وأحمد زيني دحلان في (السيرة النبوية) حيث ينقل عنه. 6 - والكاتب الچلبي القسطنطيني في (كشف الظنون / 987). 7 - والدهلوي نفسه في (رسالة أصول الدين). 8 - وحسن زمان في (القول المستحسن). 9 - والمحبى في (خلاصة الأثر 4 / 239).

(هامش)

1. تذكرة الأبرار - مخطوط. وله ترجمة في نزهة الخواطر 4 / 223. (*)

ص 461

*(145)*

رواية الخطيب الشربيني

 روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير آية المودة، قائلا: وروى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. قيل لزيد بن أرقم: فمن أهل بيته؟ فقال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس 1. وقال فيه بتفسير الآية: *(سنفرغ لكم أيها الثقلان)*: والثقل العظيم الشريف قال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ثقلين، كتاب الله عز وجل وعترتي 2. *(146)*

 رواية شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكي

 رواه في (الصواعق) عن الطبراني وغيره بسند صحيح 3. ورواه أيضا في فصل الآيات الواردة في شأن أهل البيت (ع) فقال عند الكلام على آية التطهير بعد كلام له: ومن ثم صح أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي 4. ورواه في الفصل المذكور بعد قوله تعالى: *(وقفوهم إنهم مسؤلون)* عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الترمذي وعن أحمد بألفاظ مختلفة. ثم قال: وذكر ابن الجوزي لذلك في (العلل المتناهية) وهم أو غفلة عن استحضار بقية طرقه، بل في مسلم عن زيد بن أرقم.. وفي رواية

(هامش)

1. السراج المنير 3 / 528. 2. المصدر 4 / 167. 3. الصواعق المحرقة: 25. 4. المصدر 86 - 87. (*)

ص 462

صحيحة: إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما، وهما كتاب الله وعترتي... ثم اعلم: أن لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا، ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنه قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر. ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة. وفي رواية عند الطبراني عن ابن عمر أن آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: أخلفوني في أهل بيتي. وفي أخرى عند الطبراني وأبي الشيخ: إن الله عز وجل ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته. قلت: ما هن؟ قال: حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي 1. ورواه أيضا في (الصواعق) في تتمة التي تضمنت خلاصة كتاب (المناقب للحافظ السخاوي) حيث قال: وقد جاءت الوصية الصريحة بهم في عدة أحاديث منها حديث إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . قال الترمذي حسن غريب. وأخرجه آخرون. ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في (العلل المتناهية)، كيف وفي صحيح مسلم وغيره.. ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا.. 2. ورواه أيضا في كتاب (المنح المكية) بشرح هذا البيت:

(هامش)

1. الصواعق المحرقة 89 - 90. 2. المصدر 136. (*)

ص 463

آل بيت النبي إن فؤادي * ليس يسليه عليكم التأساء قال: وفي الحديث أيضا: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي. فليتأمل كونه قرنهم بالقرآن في أن التمسك بهما يمنع الضلال ويوجب الكمال 1.

ترجمته


: ترجم له أو نقل عنه مع المدح والثناء العظيم: 1 - الشعراني في (لواقح الأنوار). 2 - والخفاجي في (ريحانة الألباء 1 / 435). 3 - والعيدروسي في (النور السافر 287). 4 - والشرقاوي في (التحفة البهية). 5 - والجهرمي في (البراهين القاطعة). 6 - والبلخي خليفة السيد علي الهمداني في (شرح المسائل). 7 - والقاري في (المرقاة في شرح المشكاة). 8 - والعجيلي في (ذخيرة المآل - مخطوط). 9 - وسالم بن عبد الله بن البصري في (الأمداد بمعرفة علو الاسناد 17). 10 - و(الدهلوي) نفسه في (رسالة أصول الدين). *(147)*

رواية نور الدين علي المتقي

روى حديث الثقلين في (كنز العمال) حيث قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم

(هامش)

1. المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية 182. (*)

ص 464

الثقلين أولهما كتاب الله تعالى (فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. حم وعبد بن حميد. م. عن زيد ابن أرقم. ورواه في موضع آخر عن (طب) وهو رمز الطبراني. كما أنه قد تقدمت بعض نصوص روايته سابق.

ترجمته


: 1 - عبد القادر بن أحمد الفاكهي في (القول النقي في مناقب المتقي). 2 - وعبد الوهاب المتقي القادري في (إتحاف التقي في فضل الشيخ علي المتقي). 3 - وعبد الحق الدهلوي في (زاد المتقين في سلوك طريق اليقين) و(أخبار الأخيار). 4 - والعيدروسي في (النور السافر). 5 - وغلام علي آزاد في (سبحة المرجان 43). 6 - والقنوجي في (إتحاف النبلاء) و(أبجد العلوم). 7 - والكاتب الجلبي القسطنطيني في (كشف الظنون) حيث ذكر مصنفاته. وهذه خلاصة ترجمته في (أبجد العلوم): كان البكري يقول: للسيوطي منة على العالمين وللمتقي منة عليه، اشتغل بالتدريس والتأليف، ورتب جمع الجوامع للسيوطي على أبواب الفقه، تزيد مؤلفاته على المائة، وكان الشيخ ابن حجر المكي الفقيه الشافعي صاحب الصواعق المحرقة أستاذه، وفي الآخر تلمذ عليه ولبس الخرقة منه، توفي رحمه الله في سنة 975 1.

(هامش)

1. ووصفه في نزهة الخواطر حيث ترجم له بالشيخ الإمام العالم الكبير المحدث ثم أورد كلمات صاحب النور السافر، والشعراني في الطبقات الكبرى، وعبد الحق الدهلوي أنظر 4 / 234 - 244. (*)

ص 465

*(148)*

 رواية محمد طاهر الفتني الكجراتي

 روى حديث الثقلين في كتاب (مجمع البحار) في مادة ثقل فقال: فيه إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي سميا به لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لكل شيء خطير نفيس ثقل، فسماهما به إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما . وقال في عترة : فيه كتاب الله وعترتي عترة الرجل أخص أقاربه وهم بنو عبد المطلب، وقيل أهل بيته الأقربون. وهم أولاده، وعلي وأولاده، وقيل عترته الأقربون والأبعدون منهم . وقال في (تكملة مجمع البحار) في ثقل : فيه تارك فيكم الثقلين ، هو بفتحتين نحو المتاع .

ترجمته


: وقد ترجم له أو نقل عنه معتمدا عليه: 1 - العيدروسي في (النور السافر). 2 - وعبد الحق الدهلوي في (أخبار الأخيار). 3 - وغلام علي آزاد في (سبحة المرجان 43). 4 - ورفيع الدين خان المراد آبادي في (حالات الحرمين). 5 - ورشيد الدين خان الدهلوي في (إيضاح لطافة المقال). 6 - وحيدر علي في (إزالة الغين). 7 - والقنوجي في (أبجد العلوم) و(إتحاف النبلاء). 8 - و(الدهلوي) نفسه في (رسالة أصول الحديث). وهذه خلاصة ما جاء في (أبجد العلوم): الشيخ محمد طاهر الفتني صاحب (مجمع البحار في غريب الحديث) - وفتن بلدة من بلاد كجرات - تلمذ على علماء بلده، وصار رأسا في العلوم الحديثية والأدبية، ورحل إلى

ص 466

الحرمين الشريفين، وأدرك علماءهما ومشايخهما سيما الشيخ علي المتقي، له (المغني في أسماء الرجال) و(تذكرة الموضوعات). وقد ذكر الشيخ عبد الحق الدهلوي ترجمته في أخبار الأخيار، وذكرتها أنا في إتحاف النبلاء، وأيضا أفردت ترجمته في رسالة مستقلة ألحقتها في أوائل مجمع البحار. قال الشيخ عبد الوهاب المتقي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا فقلت: من أفضل الناس في هذا الزمان يا رسول الله؟ فقال: شيخك ثم محمد طاهر، ويا لها من رؤيا تفضل على اليقظة. وكتابه (مجمع البحار) قد طبع بالهند لهذا العهد، واشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار، وهو كتاب جمع فيه كل غريب الحديث وما ألف فيه، فجاء كالشرح للصحاح الستة، فإن لم يكن عند أحد شرح لكتاب من الأمهات الست فهذا الكتاب يكفيه لحل المعاني وكشف المباني، وهو كتاب متفق على قبوله متناول بين أهل العلم منذ ظهر بالوجود. وبالله التوفيق 1. *(149)*

رواية الميرزا مخدوم الجرجاني

 روى حديث الثقلين في كتابه (النواقص) حيث قال: فضائل أهل البيت عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به،

(هامش)

1. وترجم له في نزهة الخواطر 4 / 298 بالشيخ العالم الكبير المحدث اللغوي العلامة مجد الدين محمد بن طاهر بن علي الحنفي الفتني الكجراتي، صاحب مجمع بحار الأنوار في غريب الحديث، الذي سارت بمصنفاته الرفاق، واعترف بفضله علماء الآفاق.. توفي سنة 986. (*)

ص 467

وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. وفي رواية: كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة - رواه مسلم . ثم رواه عن الترمذي عن زيد أيض.

ترجمته


: وتظهر جلالته وثقته من اعتماد الأعلام عليه، أمثال: 1 - البرزنجي في (النواقض). 2 - والسهارنپوري في (المرافض). 3 - والفاضل رشيد الدين خان في (إيضاح لطافة المقال). 4 - وحيدر علي الفيض آبادي في (إزالة الغين). 5 - وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابه في (كشف الظنون). *(150)*

رواية العيدروس اليمني

 روى حديث الثقلين حيث قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن ابن عوف قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف فحصرها سبع عشرة أو تسع عشرة يوما، ثم قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أوصيكم بعترتي خيرا، وإن موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني - أو كنفسي - يضرب أعناقكم. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه ثم قال: هو هذا. وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي

ص 468

الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما 1.

ترجمته


: ترجم له أو اعتمد عليه: 1 - ابنه عبد القادر العيدروس في (النور السافر). 2 - والشيخاني القادري في (الصراط السوي - مخطوط). 3 - ومحمد محبوب عالم في (تفسير شاهي) حيث ينقل عنه. *(151)*

إثبات فخر الدين الجهرمي

أثبت حديث الثقلين في كتابه (البراهين القاطعة في ترجمة الصواعق المحرقة) حيث ترجم عبارات ابن حجر المكي المشتملة على حديث الثقلين كما تقدم 2. *(152)*

 رواية بدر الدين الرومي

روى حديث الثقلين في كتابه (تاج الدرة في شرح البردة). حيث قال بشرح قول البوصيري: محمد سيد الكونين والثقلين * والفريقين من عرب ومن عجم قال: والثقل بالتحريك: متاع المسافر وحشمه.. وفي الحديث تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي والثقلان الإنس والجن .

(هامش)

1. العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط. 2. وتوجد ترجمته في نزهة الخواطر 4 / 274. قال: الشيخ الفاضل الكبير كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي البيجاپوري أحد العلماء المشهورين، له البراهين القاطعة ترجمة الصواعق المحرقة بالفارسية ترجمها سنة 994 بأمر دلاورخان البيجاپوري الوزير. (*)

ص 469

وقال بشرح قوله: دعا إلى الله فالمستمسكون به * مستمسكون بحبل غير منفصم ما نصه: المعنى: يقول ذلك الحبيب هو الذي دعا أهل التكليف قاطبة من جن وإنس وعرب وعجم في زمانه وبعده إلى يوم القيامة إلى دين الله وما فيه رضاه، أو ترجى شفاعته داعيا إلى الله بإذنه، فالمعتصمون بدينه والمجيبون لدعوته اعتصام حق وإجابة صدق، معتصمون بسبب من الله تعالى متصل إلى رضوانه الأكبر، من غير أن يطرأ عليه انفصام أصلا، وذلك السبب ليس إلا كتاب الله تعالى وعترة نبيه من أهل العصمة والطهارة الواجب على غيرهم مودتهم بعد معرفتهم، إيمانا بقوله قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، وتصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. وفي رواية: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وهذا نص في المقصود، فمن تمسك بكتاب الله تمسك بهم ومن عدل منهم عدل عن كتاب الله من حيث لا يدري.. . *(153)*

رواية جمال الدين المحدث الشيرازي

روى حديث الثقلين في كتابه (الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط) عن حذيفة بن أسيد الغفاري. وكذا في كتابه (روضة الأحباب في سير النبي والال والأصحاب).

ترجمته


: ترجم له وأثنى عليه واعتمد على أقواله وأخباره: 1 - غياث الدين المدعو خواندمير في (حبيب السير في أخبار أفراد البشر).

ص 470

2 - وعبد الحق الدهلوي في (أسماء رجال المشكاة). 3 - وعلى القاري في (المرقاة في شرح المشكاة). 4 - والشنواني في (الدرر السنية). 5 - وأبو علي محمد الملقب بارتضى العمري في (مدارج الاسناد). 6 - والقنوجي في (الحطة في ذكر الصحاح الستة). 7 - و(الدهلوي) نفسه في (رسالة أصول الحديث). *(154)*

رواية علي القاري

روى حديث الثقلين عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم، وعن الترمذي عنه، وعن جابر قال: وحسنه. وقد شرح الحديثين وأوضح معانيهما 1. ورواه عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن أحمد عن أبي سعيد الخدري، وعن الترمذي عن جابر، وعنه عن زيد بن أرقم 2.. وهذه الأحاديث جميعا رواها شارحا إياها حيث رواها صاحب (الشفاء) وصاحب (المشكاة). وأضاف إلى رواية صاحب المشكاة بقوله: ورواه أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت ولفظه: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

ترجمته


: 1 - محمد بن أبي بكر باعلوي في (عقد الجواهر والدرر).

(هامش)

1. شرح الشفاء 485. 2. المرقاة في شرح المشكاة 5 / 593 - 594. وأيضا 5 / 600 - 601. (*)

ص 471

2 - والمحبى في (خلاصة الأثر 3 / 185). 3 - والشوكاني في (البدر الطالع 1 / 445). 4 - ومحمد عابد السندي في (حصر الشارد). 5 - والقنوجي في (إتحاف النبلاء المتقين). 6 - و(الدهلوي) نفسه في (رسالة أصول الحديث). *(155)*

 رواية عبد الرؤف المناوي

روى حديث الثقلين شارحا الروايات التي رواها الجلال السيوطي في (الجامع الصغير)، ومبينا المعاني الدقيقة التي تفيدها الروايات المذكورة من القرطبي والمسهودي وغيرهما 1. وكان الجلال السيوطي قد روى حديث الثقلين عن حم عبد بن حميد م. عن زيد بن أرقم. وعن حم طب عن زيد بن ثابت. فأضاف المناوي إلى الرواية الثانية قوله: الضياء في المختارة. قال الهيثمي: رجاله موثقون. ورواه أيضا أبو يعلى بسند لا بأس به، والحافظ عبد العزيز بن الأخضر وزاد إنه في حجة الوداع. ووهم من زعم ضعفه كابن الجوزي، قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة 1. وهكذا رواه في شرحه الآخر (التيسير) حيث شرح الرواية التي رواها الجلال السيوطي عن حم طب عن زيد بن ثابت، ثم قال: ورجاله موثقون . كما شرح الرواية الأخرى كذلك.

(هامش)

1. فيض القدير في شرح الجامع الصغير 2 / 174 - 571. 2. نفس المصدر 3 / 14 - 15. (*)

ص 472

.

ترجمته


1 - المحبى في (خلاصة الأثر 2 / 412). 2 - والثعالبي في (مقاليد الأسانيد). 3 - والتاج الدهان في (كفاية المتطلع). 4 - وسالم بن عبد الله البصري في (الأمداد بمعرفة علو الاسناد 14). 5 - وأحمد بن محمد النخلي في (رسالة الأسانيد 56). 6 - ورشيد الدين خان في (غرة الراشدين). 7 - وحيدر علي الفيض آبادي في (إزالة الغين). 8 - و(الدهلوي) نفسه في (رسالة أصول الحديث). *(156)*

 إثبات الملا يعقوب البنباني اللاهوري

أثبت حديث الثقلين في رسالة (عقائده) حيث قال: ثم إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم توجب محبة الآل والأصحاب، لقرب منزلة أهل البيت وقرابتهم بالنبي عليه السلام، حتى قرنوا معه في الصلاة، وقال الله تعالى: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* وقوله عليه السلام: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. وسئلت عائشة رضي الله عنها: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة رضي الله عنها. فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها .

ترجمته


: 1 - المولوي رزق الله الملقب بحافظ عالم خان في (الأفق المبين في أحوال المقربين). 2 - ومحمد صالح المؤرخ في (العمل الصالح). 3 - وشاه نوازخان في (مرآت آفتاب نما).

ص 473

ويكفي دليلا على جلالة الرجل اعتماد (الدهلوي) وتمسكه بأقواله في (حاشية التحفة) في الجواب عن حديثنا (حديث الثقلين) 1. *(157)*

 رواية نور الدين علي الحلبي الشافعي

روى حديث الثقلين في (إنسان العيون) حيث قال: أي ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى محل بين مكة والمدينة يقال له غدير خم بقرب رابغ جمع الصحابة وخطبهم خطبة، بين فيها فضل علي كرم الله وجهه وبراءة عرضه مما تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن، بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جورا وبخلا، والصواب كان معه كرم الله وجهه في ذلك، فقال ص : أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت فجزاك الله خيرا. وقال صلى الله عليه وسلم: تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد - الحديث. ثم حض على التمسك بكتاب الله ووصى بأهل بيته، أي فقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال في حق علي كرم الله وجهه لما كرر عليهم: ألست أولى بكم

(هامش)

1. وترجمه في نزهة الخواطر 4 / 285 بقوله: الشيخ العالم المحدث أبو يوسف يعقوب البنباني اللاهوري، أحد الرجال المشهورين في الفقه والحديث والفنون الحكمية. ثم نقل عن الأفق المبين، ومرآة آفتاب نما. وذكر مؤلفاته، وأرخ وفاته بسنة 1098. (*)

ص 474

من أنفسكم ثلاثا، وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ورفع صلى الله عليه وآله يد علي كرم الله وجهه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار 1.

ترجمته


: 1 - عبد الله بن حجازي الشرقاوي في (التحفة البهية في طبقات الشافعية). 2 - ومحمد بن فضل الله المحبي في (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3 / 122). *(158)*

 رواية أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي

روى حديث الثقلين حيث قال: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بما تخلفوني فيهما. أخرجه أحمد بن حنبل في (مسنده) والطبراني في (الأوسط) وأبو يعلى وغيرهم، وسنده لا بأس به. وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في (معالم العترة النبوية (وفيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في حجة الوداع. وأخرجه الحاكم في (المستدرك) من ثلاث طرق وقال في كل منها:

(هامش)

1. إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون 3 / 336. (*)

ص 475

إنه صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه . ثم رواه عن الترمذي وعن ابن عقدة وعن الضياء وعن الزرندي وعن أبي الحسن يحيى بن الحسن وعن الجعابي وعن الدولابي وعن البزار وعن أبي نعيم وعن ابن حجر وعن الدار قطني.. بألفاظهم المختلفة وطرقهم المتعددة عن جمع كثير من الصحابة 1.

ترجمته


: 1 - المحبي في (خلاصة الأثر 1 / 271). 2 - ورضي الدين الشامي في (تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية). *(159)*

 رواية الشيخاني القادري المدني

روى حديث الثقلين عن جمع من رجال الحديث، وقال بعد كلام له: والصحيح مما ذكرنا أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله مولاي، ووأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. والصحيح مما ذكرنا أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئا لك، فأصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .

(هامش)

1. وسيلة المآل في عد مناقب الآل - مخطوط. (*)

ص 476

وبعد أن روى الحديث عن زيد بن أرقم وأبي سعيد قال: وقد أخطأ ابن الجوزي حيث ذكر هذا في واهياته على عادته في ذلك، غافلا عما ذكر مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا.. وأخرجه الحاكم في المستدرك على شرط الشيخين . ورواه فيه أيضا عن زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عوف وأبي الطفيل وأبي هريرة وجابر وحذيفة بن أسيد وغيرهم، عن كبار علماء الحديث كالبزار وابن عقدة والطبراني وابن سعد والملا والزرندي 1. *(160)*

 رواية السيد محمد ماه عالم

روى حديث الثقلين بقوله: الحمد لله الذي شرف السادات بخطاب *(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)* وأنزل في حقهم لتعظيم قدرهم *(لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)*. والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي ذكر أولاده لعلوهم في الشأن مساويا بالقرآن حيث قال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي 2. *(161)*

 رواية عبد الحق الدهلوي

 روى حديث الثقلين في (اللمعات في شرح المشكاة) حيث شرح

(هامش)

1. الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط. 2. تذكرة الأبرار - مخطوط. وقد ترجم له في نزهة الخواطر 5 / 337 ووصفه بالشيخ الصالح، ونقل في ترجمته عن عدة من الكتب، وأرخ وفاته بسنة 1045. (*)

ص 477

حديث زيد بن أرقم الذي رواه مسلم في صحيحه، وحديث جابر الذي رواه الترمذي في صحيحه، الواردين في (المشكاة) كما تقدم. ورواه أيضا في كتابه (مدارج النبوة / 520). .

ترجمته


1 - السيد محمد البخاري في (تذكرة الأبرار - مخطوط). 2 - وغلام علي آزاد في (سبحة المرجان / 52). 3 - وشاه نوازخان في (مرآة آفتاب نما). 4 - وتاج الدين الدهان في (كفاية المتطلع). 5 - وولي الله الدهلوي (والد الدهلوي) في (المقدمة السنية). 6 - والقنوجي في (إتحاف النبلاء) 1. *(162)*

رواية شهاب الدين الخفاجي

روى حديث الثقلين في كتابه (نسيم الرياض) حيث شرح ما رواه القاضي عياض من روايات حديث الثقلين، فبعد أن شرح حديث زيد بن أرقم الذي أورده القاضي أضاف: وهذا كما رواه مسلم في فضائل آل البيت في خطبة خطبها صلى الله عليه وسلم، وهو راجع من حجة الوداع في آخر عمره قال فيها: أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا به، وأهل بيتي، وفيه ما ذكره

(هامش)

1. وفي نزهة الخواطر 5 / 201: الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث الفقيه شيخ الإسلام وأعلم العلماء الأعلام وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، أول من نشر علم الحديث بأرض الهند تصنيفا وتدريسا.. وأرخ وفاته بسنة 1052. (*)

ص 478

المصنف رحمه الله تعالى من تفسيره لأهل بيته بما ذكر.. 1. ورواه مرة أخرى بلفظ آخر عن مسلم ووصفه بالصحة 2. ورواه أيضا بشرح قول القاضي: وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله وعترته حيث قال: وحديث الوصية رواه مسلم، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم خطبهم وقال: أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا به. وحث على ذلك، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا، والكلام عليه مستوفى في شروحه 3. .

ترجمته


والخفاجي من أعيان علماء أهل السنة ومشاهير أدبائهم، فقد ترجم له: 1 - المحبي: الشيخ أحمد بن محمد بن عمر. قاضي القضاة الملقب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي صاحب التصانيف السائرة، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وبراعته، وكان في عصره بدر سماء العلم، ونير أفق النثر والنظم، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين، سار ذكره سير المثل، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك. وكل من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الانشاء، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعي ذلك، مع أن في الخلق من يدعي ما ليس فيه. وتآليفه كثيرة ممتعة مقبولة، انتشرت في البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة، فإن الناس اشتغلوا بها، وأشعاره ومنشآته مسلمة لا مجال للخدش فيها.

(هامش)

1. نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض 3 / 409. 2. نفس المصدر 4 / 283. 3. نفس المصدر 4 / 324 - 325. (*)

ص 479

والحاصل: إنه فاق كل من تقدمه في كل فضيلة، وأتعب من يجئ بعده، مع ما خوله الله تعالى من السعة وكثرة الكتب ولطف الطبع والنكتة والنادرة. وقد ترجم نفسه في آخر ريحانته من حين مبدئه.. 1. 2 - القنوجي: الشيخ الفاضل والأديب الكامل شهاب الدين أحمد الخفاجي صاحب ريحانة الألباء وزهرة الحياة الدنيا، حامل علم العلم وناشره وجالب متاع الفضل وتاجره. كان ممن شرف إليه مسائلة الكمال رحالها، إذ ورث من سماء المعالي بدرها وهلالها، وحوى طارفها وتليدها، وأرضع من در الفنون كهلها ووليدها، وسفرت له فرائد العلوم رافعة النقب، وتزينت بمنظومه ومنثوره صدور المجالس والكتب، حرر لنفسه ترجمة في كتابه الريحانة وقال ما ملخصه.. وكان رحمه الله علامة في العربية ولسان العرب، وحاشيته على تفسير البيضاوي تدل على علو علومه وسعة فضله وكمال ذكائه وغاية اطلاعه ونهاية تحقيقه، لم يقم في الحنفية مثله في الزمان ولم يساوه في فضائله ومناقبه إنسان. ذكر له مدير مطابع مصر ترجمة حافلة في أول تلك الحاشية ويا لها من ترجمة أنوارها فاشية 2. 3 - ويدل على عظمة الخفاجي وجلالته أنه أحد شيوخ مشايخ والد (الدهلوي) السبعة الذين يفتخر ويعتز باتصال سنده إليهم، وذلك لأن الشيخ حسن العجيمي - وهو أحد السبعة المشار إليهم - يروي شرح الشفاء للخفاجي، نص على ذلك تاج الدين الدهان في (كفاية المتطلع) - الذي جمع فيه مرويات العجيمي - قائلا: كتاب شرح الشفاء للعلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي رحمه الله تعالى، أخبر به إجازة عن مؤلفه العلامة أحمد بن محمد الخفاجي رحمه الله . 4 - والخفاجي من مشايخ الشيخ عبد الله بن سالم البصري - وهو

(هامش)

1. خلاصة الأثر 1 / 331. 2. التاج المكلل 289. (*)

ص 480

أيضا أحد المشايخ السبعة المشار إليهم - نص على ذلك ولده سالم بن عبد الله في (الامداد) الذي جمع فيه مشايخ والده، حيث قال: ومنهم الشيخ العلامة عيسى بن محمد بن أحمد الثعالبي الجعفري المالكي، فإنه أخذ عنه أخذا بينا وأجازه بجميع مروياته ومسموعاته وإجازة عن جماعة. منهم بل أجلهم أبو الارشاد نور الدين علي بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأجهوري، عن نور الدين علي بن أبي بكر العراقي، عن أبي الفضل الحافظ جلال الدين السيوطي بسنده المعلوم. وأخذ الشيخ عيسى المذكور عن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن خفاجة المصري الحنفي الشهير بالخفاجي، عن البرهان إبراهيم بن أبي بكر العلقمي، عن أبي الفضل الحافظ السيوطي بسنده 1. 5 - وقال الشيخ أحمد النخلي - وهو أيضا أحد المشايخ السبعة المذكورين في (رسالة أسانيده) عند ذكر مشايخ شيخه عيسى المغربي: ومن أجلهم قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن خفاجة المصري الحنفي عن البرهان إبراهيم بن أبي بكر العلقمي عن أبي الفضل الحافظ الجلال السيوطي بسنده 2. 6 - ودلت العبارتان المتقدمتان على أن الخفاجي من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، فليعلم أن الشيخ عيسى هذا هو أحد المشايخ السبعة المذكورين الذين مدحهم ولي الله (والد الدهلوي). وذكر في (رسالة الارشاد إلى مهمات الاسناد) في بيان اتصال سند مشايخه السبعة الممدوحين إلى الشيخ زين الدين زكريا الأنصاري والجلال السيوطي: وأما الشيخ عيسى فروى عن جماعة منهم: أبو الارشاد نور الدين علي بن محمد الأجهوري عن علي ابن أبي بكر العراقي عن الجلال السيوطي. ومنهم شهاب الدين أحمد بن محمد

(هامش)

1. الأمداد بمعرفة علو الاسناد 41. 2. رسالة أسانيد النخلي 42. (*)

ص 481

الشهير بالخفاجي عن البرهان إبراهيم بن أبي بكر العلقمي عن الجلال السيوطي . وقال هناك أيضا في ذكر شيوخ محمد بن محمد بن سليمان الرداني، وهو أحد المشايخ السبعة: ومنهم أبو الارشاد علي بن محمد الأجهوري، وقاضي القضاة أحمد بن محمد الخفاجي، كلاهما عن الشمس محمد بن أحمد الرملي عن الشيخ زكريا . 7 - وقال (الدهلوي) نفسه في (رسالة أصول الحديث): سنن أبي داود عن شيخنا الشيخ أبي طاهر، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ عيسى المغربي، عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي، عن بدر الدين حسن الكرخي - وهو مسند وقته - عن الحافظ أبي الفضل جلال الدين السيوطي - الخ . وبهذا كله يتضح شأن الشهاب الخفاجي.. *(163)*

 رواية العزيزي البولاقي الشافعي

روى حديث الثقلين، حيث شرح ما رواه الحافظ الجلال السيوطي في (الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير) 1.

ترجمته


: ترجم له المحبي في كتابه (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3 / 201). وبمراجعته يظهر أن العزيزي هذا من أكابر أعلام محدثي أبناء السنة..

(هامش)

1. السراج المنير في شرح الجامع الصغير 1 / 322 و2 / 51. (*)

ص 482

*(164)*

 رواية المقبلي الصنعاني

روى حديث الثقلين في (ملحقات الأبحاث المسددة) حيث قال: وأعجب من ذلك كله ما ادعاه حثالة المتأخرين أنه انعقد الإجماع على تحريم الخروج على أهل الجور، يعني: وأما وقت الحسين وأهل الحرة ونحوهم فلم يكن إجماع، فحين لم يشفهم سبهم أخرجوهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن كان من صدق عليه أنه من أمة محمد صلى الله عليه وآله فهو معتبر في الإجماع عند من عقل معناه الشرعي، على أن هؤلاء النوكي يصرحون أن معرفة الكتاب والسنة قد استحالت، فكيف يكون الإجماع من الجهال، ظلمات بعضها فوق بعض. إنما أرادوا أن يجيبوه صلى الله عليه وسلم حين قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا، إن اللطيف الخبير نبأني إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ورواياته مع شواهده متواترة معنى، فأجاب هؤلاء نخلفك فيهما شر خلافة، من قدر على السيف فيستقيد، ومن لم يقدر فبلسانه وقلبه، ومن تأخر زمانه كتاريخنا تناول بعداوته الأولين والآخرين، فكان أعمهم جناية، والله المستعان .

ترجمته


: 1 - محمد بن إسماعيل الأمير اليماني في (الروضة الندية) و(ذيل الأبحاث المسددة). 2 - والشوكاني في (البدر الطالع 1 / 288) و(إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر 112). 3 - وعبد الحق بن فضل الله الهندي ثم المكي في (النكت اللطيفة). 4 - والقنوجي في (التاج المكلل / 376).

ص 483

*(165)*

 إثبات أحمد أفندي الشهير بالمنجم باشي

هو ممن أثبت حديث الثقلين فقد قال رضي الدين الحسيني بترجمته ما نصه: قلت: وقد رأيت له رحمه الله تعليقة على الحديث الشريف، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله تعالى حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - الحديث. وفي بعض الروايات زيادة: فاعرفوا كيف تخلفوني فيهما. قال رحمه الله تعالى: وقد نقلها سيدي الوالد دام فضله ومن خطه رحمه الله نقلت: لا يخفى أن في هذا الحديث الشريف مواضع ينبغي للناظر المتبصر أن يقف على ما فيها من النكات والمزايا - الخ 1.

ترجمته


: وقد ذكر رضي الدين الحسيني ب.

ترجمته


وفي سنة ثلاث عشرة ومائة وألف توفي رئيس المحققين وسلطان المدققين العالم العلامة والفاضل الفهامة أحمد أفندي الشهير بالمنجم باشي، قاله صاحب لسان الزمان، وكان هذا الرجل أعجوبة من عجائب الدهر وفريدة من فرائد العصر، وهو من الأروام، جد واجتهد في طلب العلم. وقرأ على يحيى منقاري زادة وغيره من أكابر العلماء وصارت له يد طولى في علم المعقول والمحكيات والطب، وأما الفلك والتنجيم فكان فريد دهره ووحيد عصره، وكذلك كانت له اليد الطولى في علم العربية مثل النحو والصرف والمعاني والبيان، واتساع في الأدب ومعرفة أشعار العرب وتبحر في علم التاريخ وأخبار الأمم السالفة، واختص بصحبة

(هامش)

1. تنضيد العقود السنية. (*)

ص 484

السلطان محمد خان بن إبراهيم خان، ولازمه نحوا من عشرين سنة، وكان من خواص جلسائه وندمائه محترما لديه ومقبولا عنده - إلى أن قال: وكان خفيف الروح، لطيف الشمائل، كثير التواضع، حج في أيام السلطان محمد، وهو في رئاسة، ورجع إلى اسطنبول ثم عاد مرة ثانية وأقام بالمدينة المنورة، فأخذ عنه جماعة من أهلها وانتفعوا به، ثم إلى مكة شرفها الله، فصحبته وجالسته وقرأت عليه بعض الكتب وانتفعت به، وله حواشي كثيرة نفيسة على علم المعقول والعربية وغير ذلك - إنتهى ملخصا من لسان الزمان 1. *(166)*

 رواية الزرقاني الأزهري المالكي

روى حديث الثقلين حيث شرح الأحاديث التي رواها الشهاب القسطلاني في (المواهب اللدنية) كما تقدم، وأضاف عليه أحاديث من مسلم والترمذي وغيرهما 2.

ترجمته


: 1 - محمد خليل المرادي في (سلك الدرر في أعيان القرن الحادي عشر 4 / 32). 2 - والشرقاوي في (التحفة البهية في الطبقات الشافعية). 3 - ومحمد بن محمد الأزهري في (رسالة الأسانيد). 4 - وزيني دحلان في (السيرة) حيث ينقل عنه. 5 - والكاتب الچلبي في (كشف الظنون) حيث ذكر كتبه (1897).

(هامش)

1. تنضيد العقود السنية. 2. شرح المواهب اللدنية 7 / 4 - 8. (*)

ص 485

*(167)*

 رواية حسام الدين السهارنبوري

روى حديث الثقلين في مواضع من (مرافض الروافض)، فرواه عن مسلم عن زيد بن أرقم ضمن الأحاديث التي رواها في مناقب أهل البيت. وروى حديثه هناك أيضا عن الترمذي. وهكذا روى حديث جابر عن الترمذي. ورواه عند الجواب عن حديث الغدير عن الطبراني وغيره بسند صحيح كما صرح بذلك. *(168)*

 رواية محمد بن معتمد خان البدخشي

روى حديث الثقلين عن مسلم والترمذي والطبراني والحاكم وعبد ابن حميد وابن الأنباري والبارودي والحكيم الترمذي 1.. ورواه في كتابه (نزل الأبرار) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الحكيم الترمذي والطبراني عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد 2.

ترجمته


: ترجم له جماعة من العلماء، وقد ذكرنا ترجمته عنهم بالتفصيل في مجلد (حديث الغدير) 3.

(هامش)

1. مفاتح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط). 2. نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار 12. 3. وترجمه في نزهة الخواطر 6 / 259 بالشيخ العالم المحدث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي، أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال. ثم ذكر كتبه: تراجم الحفاظ، مفتاح النجا، نزل الأبرار، تحفة المحبين. (*)

ص 486

*(169)*

رواية رضي الدين الشامي الشافعي

 روى حديث الثقلين في كتابه (تنضيد العقود السنية بتمهيد الدولة الحسينية) كما تقدم آنفا. *(170)*

رواية محمد صدر عالم

روى حديث الثقلين في سياق طرق حديث الغدير، عن الطبراني والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم. وعن الحكيم الترمذي والطبراني - بسند صحيح - عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد 1.

ترجمته


: ترجم له ولي الله الدهلوي (والد الدهلوي) في كتابه (التفهيمات الإلهية). وقد ذكرنا ترجمته في بعض المجلدات بالتفصيل. *(171)*

 رواية ولي الله والد (الدهلوي)

 روى حديث الثقلين عن مسلم والحاكم وأبي عمرو 2. ورواه في كتابه الآخر عن مسلم والترمذي.. 3

(هامش)

1. معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط. وفي نزهة الخواطر 6 / 113: الشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ثم ذكر مصنفاته ومنها معارج العلى، وذكر كلمة ولي الله وقصيدته في تقريظ معارج العلى. 2. إزالة الخفا عن سيرة الخلفا 2 / 54. 3. قرة العينين 119 و168. (*)

ص 487

.

ترجمته


1 - ولي الله نفسه في (الجزء اللطيف) و(التفهيمات الإلهية) و(الفوز الكبير). 2 - ومحمد أمين بن محمد معين السندي في (دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب). 3 - وارتضاء العمري في (مدارج الاسناد). 4 - ورشيد الدين خان في (غرة الراشدين) و(إيضاح لطافة المقال). 5 - والقنوجي في (أبجد العلوم) و(إتحاف النبلاء). 6 - وولده (الدهلوي) 1. *(172)*

 رواية محمد معين بن محمد أمين السندي

روى حديث الثقلين في (دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب) كما سيأتي إن شاء الله 2. *(173)*

رواية محمد بن إسماعيل الأمير

روى حديث الثقلين في (الروضة الندية في شرح التحفة العلوية) بشرح البيت التالي: فغدت عترته من أجلها * عترة المختار نصا نبويا وغدى السبطان والآل * نسبوهم نبويا علويا

(هامش)

1. وترجم له في نزهة الخواطر 6 / 398 - 415 ترجمة مفصلة جدا، ووصفه بأوصاف ضخمة، وقد أوردنا طرفا مما ذكره في مقدمة الكتاب. 2. ترجم له في نزهة الخواطر 6 / 351 - 355 ووصفه بالشيخ الفاضل العلامة أحد للعلماء المبرزين في الحديث والكلام والعربية. (*)

ص 488

فروى الحديث عن أحمد والترمذي عن زيد بن أرقم، وعن أبي عمرو الغفاري عن أياس بن سلمة، وعن أحمد عن علي أمير المؤمنين عليه السلام. ثم قال: وحديث الثقلين قد أخرجه أئمة المسانيد عن أكثر من عشرة (عشرين ظ) من الصحابة . كما روى حديث الثقلين عن (محاسن الأزهار لحميد المحلي) في سياق طرق حديث الغدير.

ترجمته


: 1 - الشوكاني في (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2 / 133). 2 - والقنوجي في جملة من كتبه منها (التاج المكلل 414). *(174)*

 رواية محمد بن علي الصبان

روى حديث الثقلين حيث قال: وعن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل - يعني: ملك الموت - فأجيبه، وإني تارك فيكم ثقلين، كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. رواه مسلم. ثم رواه عن أحمد، ورواه عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم 1.

(هامش)

1. إسعاف الراغبين 110 - 111. (*)

ص 489

*(175)*

 إثبات محمد مرتضى الزبيدي الحنفي

أثبت حديث الثقلين في (تاج العروس): (والثقل محركة متاع المسافر وحشمه) والجمع: أثقال (وكل شيء) خطير (نفيس مصون) له قدر ووزن: ثقل عند العرب (ومنه) قيل لبيض النعام ثقل لأن آخذه يفرح به وهو قوت، وكذلك (الحديث إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) جعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لهما. وقال ثعلب: سماها ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل 1.

ترجمته


: ترجم له القنوجي في (أبجد العلوم) بما ملخصه: أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني صاحب (تاج العروس شرح القاموس) السيد الواسطي البلجرامي نزيل مصر، شريف النجار، عظيم المقدار، كريم الشمائل، غزير الفواضل والفضائل. أخذ العلوم النقلية والعقلية في مدينة زبيد على جماعة أعلام، ثم توجه إلى إقليم مصر، واستكمل فيها العلوم النقلية والعقلية، وبرع في جميع العلوم سيما علمي الحديث واللغة، وأدرك شيوخا من أهل الأسانيد العالية، وألف التآليف النافعة الواسعة. وقد طبع كتابه تاج العروس شرح القاموس لهذا العهد بمصر القاهرة وشاع في الأمصار، وبلغ إلى الأقطار، يتضح من النظر فيه علو كعبه في علم اللغة وكونه إماما فيه، وشرحه هذا يغني عن حمل جملة الدفاتر المؤلفة في فن اللغة وقد وقع تأليفه في علم الفقه والحديث وأصولهما والتصوف والسير، وكلها نافعة مفيدة على اختصار في أكثرها، وعندي منها نحو سبع عشرة

(هامش)

1. تاج العروس من جواهر القاموس 7 / 345. (*)

ص 490

رسالة. استجاز منه الملك الأعظم أبو الفتح نظام الدين عبد الحميد خان سلطان الروم لكتب الحديث، فكتب له الإجازة وسند الحديث المسلسل المأثور المشهور: الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، مع غيره من الإجازات. وقد أفنى رحمه الله عمره في اشتغال العلم والتدريس بمصر، والعلم عند الله سبحانه وتعالى . *(176)*

رواية أحمد بن عبد القادر العجيلي

 روى حديث الثقلين بشرح قوله: والزم بحبل الله ثم اعتصم قائلا: قال الله تعالى: *(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)*. وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وسيأتي تحقيق ذلك . ثم روى حديث زيد بن أرقم، ورواه بلفظ الطبراني أيضا، مع تحقيق معنى الحديث وشرحه 1.

ترجمته


: 1 - أحمد بن محمد الشيرواني في (المناقب الحيدرية). 2 - وعبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر في (النفس اليماني والروح الريحاني في إجازة القضاة بني الشوكاني). 3 - والقنوجي وهذه خلاصة ما ذكره: الشيخ العلامة المشهور،

(هامش)

1. ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآل في مناقب الآل - مخطوط. (*)

ص 491

عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي رحمه الله، لم يزل مجتهدا في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز من ذلك بالقدح المعلى وصلى في محرابها وجلى. أخذ العلوم عن آبائه الكرام وعن غيرهم من الأعلام، وله مؤلفات في التصوف والتوحيد والعقائد الإلهيات والنبويات.. 1. *(177)*

 رواية محمد مبين اللكهنوي

 روى حديث الثقلين في (وسيلة النجاة في مناقب السادات) عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن المشكاة عن الترمذي عن جابر بن عبد الله، وعن الترمذي عن زيد بن أرقم، وعن الحاكم عنه. هذا، وقد صرح في مقدمة كتابه هذا بأنه قد التزم فيه بالرواية عن الكتب المعتبرة، وبإيراد الأحاديث الصحيحة، معرضا عن الضعاف المتروكة والموضوعات المطروحة، مقتصرا على ما كان ثابتا وحقا، غير ملتفت إلى ما كان باطلا وضعيفا 2.. *(178)*

 رواية محمد إكرام الدين الدهلوي

 روى حديث الثقلين في كتابه (سعادة الكونين في بيان فضائل الحسنين) عن المشارق والمصابيح وغيرهما، مترجما إياه إلى الفارسية.

(هامش)

1. التاج المكلل: 509. 2 - ترجم له في نزهة الخواطر 7 / 403 بقوله: الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية.. ثم ذكر كتابه. ووفاته سنة 1225. (*)

ص 492

.

ترجمته


أثنى عليه حيدر علي الفيض آبادي في كتابه (إزالة الغين)، وعده من كبار العلماء والمحدثين الذين يلعنون يزيد بن معاوية، وعد كتابه (سعادة الكونين) من الكتب التي ألفها علماء أهل السنة في فضائل أهل البيت عليهم السلام، متوخيا بذلك إثبات ولائهم لهم ومحبتهم إياهم، وهكذا اعتمد على كتابه المذكور واستند إليه في مباحث كتابه (إزالة الغين). وهذا المقدار كاف لمعرفة شأن إكرام الدين الدهلوي واعتبار كتابه 1. *(179)*

 رواية ميرزا حسن علي المحدث اللكهنوي

 روى حديث الثقلين في (تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب) حيث قال: عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. وفي رواية: كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. رواه مسلم . ورواه عن الترمذي عن جابر، وعنه عن زيد بن أرقم 2.

(هامش)

1. وترجم له في نزهة الخواطر 7 / 69 بقوله: الشيخ العالم المفتي إكرام الدين أحد العلماء المشهورين ثم ذكر مصنفاته وعد منها: سعادة الكونين. 2. ترجم له في نزهة الخواطر 7 / 136 ووصفه بالشيخ العالم المحدث، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. وأرخ وفاته بسنة 1255. (*)

ص 493

*(180)*

 إثبات عبد الرحيم الصفي بوري

 أثبت حديث الثقلين في مادة ثقل حيث قال ما تعريبه: والثقل محركة متاع المسافر وحشمه الجمع أثقال، وكل شيء نفيس محفوظ. ومنه الحديث إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي 1. *(181)*

 رواية ولي الله اللكهنوي

 روى حديث الثقلين عن مسلم عن زيد بن أرقم، وعن الصواعق المحرقة عن الطبراني بسند صحيح. هذا، وقد صرح في مؤلفه المذكور بأنه التزم فيه بالنقل من الكتب المعتبرة من الصحاح والتواريخ منبها على أسامي الكتب، معرضا عن الضعاف المتروكة عند علماء الحديث، مقتصرا على ما تواتر من الأحاديث أو اشتهر أو كان من الحسان 2. *(182)*

 رواية رشيد الدين خان الدهلوي

 روى حديث الثقلين في كتابه (الحق المبين في فضائل أهل بيت سيد المرسلين) عن الصواعق والشفاء وقرة العينين ونزل الأبرار وأحمد وابن جرير

(هامش)

1. منتهى الأرب 1 / 143. وتوجد ترجمة الصفي پوري في نزهة الخواطر 7 / 258. قال: الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي پوري أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة. توفي 1267. 2. مرآة المؤمنين - مخطوط وتوجد ترجمة ولي الله هذا في نزهة الخواطر 7 / 527 قال: الشيخ الفاضل العلامة.. أحد الأساتذة المشهورين ثم ذكر مصنفاته وعد منها - مرآة المؤمنين. وأرخ وفاته بسنة 1270. (*)

ص 494

والحاكم وشرح المقاصد. وقد تقدمت هذه الروايات. وهكذا رواه في كتابه (إيضاح لطافة المقال) 2. *(183)*

 إثبات عاشق علي خان اللكهنوي

 أثبت حديث الثقلين في (ذخيرة العقبى في ذكر فضائل أئمة الهدى) حيث قال ما تعريبه: الحق أن مثل هذه الجرأة تختص بهؤلاء حيث لا يتحرجون من الافتراء، وإلا فإن مما لا شك فيه - وهو كالشمس في الوضوح - أن الفرقة المحقة لا يفتخرون إلا بركوب سفينة أهل البيت والتمسك بحديث الثقلين، وهو لا يوجد في غيرهم . *(184)*

رواية حسن العدوى الحمزاوي

 روى حديث الثقلين عن ابن حجر عن أحمد في مسنده، وعن السيوطي عن مسلم والنسائي 1. هذا وتبين التقاريظ المطبوعة في خاتمة الكتاب في طبعاته المصرية من أدباء مصر مع كلمات الحمزاوي نفسه، تبين ما لهذا الكتاب من قيمة واعتبار لدى العلماء ورجال الحديث.

(هامش)

1. وقد ترجم له في نزهة الخواطر 7 / 177 وأثنى عليه الثناء الكبير وذكر تتلمذه على صاحب التحفة وأخويه حتى صار علما مفردا في العلم معقولا ومنقولا، ونقل عن صاحب اليانع الجني الثناء عليه وقوله: دأبه الذب عن حمى السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم، صنف في الرد عليهم ما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر! ثم ذكر مصنفاته. وأرخ وفاته بسنة 1243. 2. مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار: 86. (*)

ص 495

*(185)*

 رواية سليمان البلخي القندوزي

 عقد لحديث الثقلين وحديث الغدير فصلا خاصا، فروى حديث الثقلين برواياته وطرقه المتكثرة عن أساطين الحديث، وأرباب الصحاح والمسانيد، فرواه عن مسلم والترمذي والثعلبي وأحمد وعبد الله بن أحمد والسمهودي والخوارزمي والسيد علي الهمداني والزرندي في آخرين.. عن كبار الصحابة 1. *(186)*

 رواية حسن زمان

روى حديث الثقلين في (القول المستحسن في فخر الحسن) حيث قال: وقد قال المناوي في شرح الجامع الصغير في حديث: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض رواه أحمد والطبراني والضياء في المختارة عن زيد بن ثابت، قال الهيتمي رجاله موثقون، ورواه أيضا بسند لا بأس به الحافظ عبد العزيز بن الأخضر، وزاد كونه في حجة الوداع، ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي. قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة. تنبيه: قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان إلى قيام الساعة، حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به، كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض، إنتهى بلفظه الشريف .

(هامش)

1. ينابيع المودة 27 - 41. (*)

ص 496

*(187)*

 رواية صديق حسن خان

 روى حديث الثقلين في كتابه (السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم ابن الحجاج) حيث شرح روايات مسلم من روايات حديث الثقلين. كما أنه أضاف عليها من الترمذي وغيره.

ترجمته


: ترجم له جماعة، كما ترجم هو نفسه في الكتب التالية: 1 - الحطة في ذكر الصحاح الستة. 2 - إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين. 3 - أبجد العلوم. 4 - التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول.

 

الصفحة السابقة

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب