ص 203
لضرورة إلا أنه كان كثير التعصب على السادة الحنفية وغيرهم لميله إلى مذهب الظاهر.
وقرأت عليه كثيرا من مصنفاته... إلى أن عدد تصانيفه وذكر منها التنازع والتخاصم
وكتاب في معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم... ولم يزل ضابطا
حافظا للوقائع والتاريخ مع حسن الخلق وكرم العهد وكثرة التواضع وعلو الهمة لمن يقصد
والعبادة والتقوى، إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان سنة 845 ودفن من الغد
في مقبرة الصوفية خارج باب النصر من القاهرة رحمه الله تعالى 1. 2 - معاصره الحافظ
ابن حجر وقال: وكان إماما بارعا مفننا متقنا ضابطا دينا خيرا... 2. 3 - السخاوي
ترجمة مطولة 3. 4 - ابن العماد في (شذرات الذهب 7 / 254). 5 - السيوطي في (حسن
المحاضرة 1 / 557).
*(104)* رواية عثمان بن حاجي بن محمد الهروي

روى حديث الثقلين
في شرحه على مصابيح السنة في الورقة 178 / أ من نسخة من القرن العاشر في المكتبة
السليمانية رقم 288 (4).
(هامش)
1. المنهل الصافي 1 / 394 - 399. 2. أنباء الغمر 9 / 170. 3. الضوء اللامع 2 / 21 -
25. 4. منه نسخة في الخزانة التيمورية رقم 254 حديث كما في فهرسها ج 1 ص 217 ولم
يورخ وفاته. (*)
ص 204
*(105)* رواية الحافظ ابن حجر العسقلاني أخ

رجه في كتاب (المطالب العالية 1 بزوائد
المسانيد الثمانية (2) 4 / 65) في باب فضائل علي برقم 3972 عن علي عليه السلام:
إن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم ثم خرج آخذا بيد علي فقال: ألستم
تشهدون أن الله ربكم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله مولاكم؟
فقالوا: بلى. قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن
أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي. هذا إسناد صحيح
. ثم أورد بعده حديث الغدير ثم قال: هما لإسحاق. ورواه الحافظ ابن حجر في زوائد
مسند البزار في الورقة 277 / أ: حدثنا أحمد بن منصور ثنا داود بن عمرو ثنا صالح
بن موسى بن عبد الله حدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا: كتاب
الله وعترتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. حدثنا الحسين بن علي بن جعفر ثنا علي
بن ثابت ثنا سفيان بن سليمان عن أبي إسحاق عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إني مقبوض وإني قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي وإنكم لن تضلوا
بعدهما .
(هامش)
1. طبعة المطبعة العصرية بالكويت نشر التراث الإسلامي إدارة الشؤون الإسلامية
بوزارة الأوقاف الكويتية بتحقيق الأستاذ المحقق حبيب الرحمان الأعظمي سنة 1393. 2.
وهي مسانيد أبي داود الطيالسي والحميدي وابن أبي عمر ومسدد وابن منيع البغوي وابن
أبي شيبة وعبد بن حميد الكشي والحارث بن أبي أسامة وأضاف إليها من مسندي أبي يعلى
وابن راهويه. (*)
ص 205
ترجم له: 1 - السخاوي ترجمة مطولة فقال: أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن علي بن
أحمد، شيخي الأستاذ إمام الأئمة الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني المصري ثم
القاهري الشافعي ويعرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه.. وأملى ما ينيف على ألف مجلس
من حفظه واشتهر ذكره وبعد صيته وارتحل الأئمة إليه، وتبجح الأعيان بالوفود عليه،
وكثرت طلبته حتى كان رؤوس العلماء من كل مذهب من تلامذته، وأخذ الناس عنه طبقة بعد
أخرى وألحق الأبناء بالآباء والأحفاد بل وأبناءهم بالأجداد، ولم يجتمع عند أحد
مجموعهم وقهرهم بذكائه وتفوق تصوره وسرعة إدراكه واتساع نظره ووفور آدابه، وامتدحه
الكبار وتبجح فحول الشعراء بمطارحته وطارت فتواه التي لا يمكن دخولها تحت الحصر في
الآفاق وحدث بأكثر مروياته خصوصا المطولات منها، كل ذلك مع شدة تواضعه وحلمه وبهائه
وتحريه في مأكله ومشربه وملبسه وصيامه وقيامه وبذله وحسن عشرته ومزيد مداراته ولذيذ
محاضراته ورضي أخلاقه وميله لأهل الفضائل، وإنصافه في البحث ورجوعه إلى الحق وخصاله
التي لم تجتمع لأحد من أهل عصره وقد شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة
والمعرفة التامة والذهن الوقاد، والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى، وشهد له
شيخه العراقي بأنه أعلم أصحابه بالحديث وقال كل من التقي الفاسي والبرهان الحلبي:
ما رأينا مثله.. وأفردت له ترجمة حافلة لا تفي ببعض أحواله في مجلد ضخم أو مجلدين
كتبها الأئمة عني وانتشرت نسخها وحدث بها الأكابر غير مرة بكل من مكة والقاهرة
وأرجو كما شهد غير واحد أن تكون غاية في بابها سميتها الجواهر والدرر. وقد قرأت
عليه الكثير جدا من تصانيفه ومروياته... ولم يزل على جلالته وعظمته في النفوس
ومداومته على أنواع الخيرات إلى أن توفي في أواخر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين
[وثمانمائة]... 1.
(هامش)
1. الضوء اللامع 2 / 36 - 40. (*)
ص 206
2 - وفي (ذيل رفع الإصر 89 - 75) وسماه هناك: أحمد بن عبد الله. 3 - تقي الدين
الفاسي في (ذيل تذكرة الحفاظ / 380). 4 - السيوطي في (حسن المحاضرة 1 / 363). 5 -
ابن العماد في (شذرات الذهب 7 / 270).
*(106)* رواية ابن الديبع الشيباني

رواه حيث
قال: وعن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ألا وأني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله تعالى وهو حبل الله الذي من
اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة وعترتي أهل بيتي. فقلنا: من أهل بيته
نساؤه؟ قال أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى
أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. أخرجه مسلم. سمى
النبي صلى الله عليه وسلم القرآن العزيز وأهل بيته ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بما
يجب لهما ثقيل. وقيل: العرب تقول لكل نفيس خطير: ثقل فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما
وتفخيما لشأنهما 1. ترجم له: 1 - الغزي فقال: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي
بن يوسف الشيخ الإمام العلامة الأوحد المحقق الفهامة، محدث اليمن ومؤرخها ومحيي
علوم الأثر بها، وحيد الدين أبو الفرج الشيباني الزبيدي الشافعي المعروف
(هامش)
1. تيسير الوصول إلى جامع الأصول 3 / 297. (*)
ص 207
بابن الديبع بكسر الدال المهملة 1. 2 - ابن العيدروس ترجمة ترجمة مطولة وبالغ في
الثناء عليه ووصفه بالامام الحافظ الحجة المتقن شيخ الإسلام علامة الأنام الجهبذ
الإمام مسند الدنيا، أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، خاتمة المحققين شيخ
مشايخنا المبرزين. 2 3 - الشوكاني في (البدر الطالع 1 / 335). 4 - ابن العماد في
(شذرات الذهب 8 / 255) في المتوفين سنة 943.
*(107)* رواية شمس الدين ابن طولون قا

ل
في (الشذرات الذهبية 66) 3: وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: وتارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب
الله واستمسكوا به - فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله
في أهل بيتي . ترجم له: 1 - الغزي فقال: محمد بن علي بن طولون. محمد بن علي بن
محمد الشيخ الإمام العلامة المسند المفنن الفهامة شمس الدين أبو عبد الله ابن الشيخ
علاء الدين ابن الخواجة شمس الدين الشهير بابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي المحدث
النحوي.... وكان ماهرا في النحو علامة في الفقه مشهورا بالحديث وولي تدريس
(هامش)
1. الكواكب السائرة 2 / 158. 2. النور السافر 212 - 221. 3. طبعة بيروت باسم الأئمة
الاثنا عشر حققه ونشره الدكتور صلاح الدين المنجد سنة 1377. (*)
ص 208
الحنفية بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر وأمامة السليمية بالصالحية، وقصده الطلبة في
النحو ورغب الناس في السماع منه وكانت أوقاته معمورة بالتدريس والافادة والتأليف،
كتب بخطه كثيرا من الكتب وعلق ستين جزء وسماها بالتعليقات كل جزء منها مشتمل على
مؤلفات كثيرة أكثرها من جمعه وبعضها لغيره، منها كثير من تأليفات شيخه السيوطي.
وكانت أوقاته معمورة كلها بالعلم والعبادة وله مشاركة في سائر العلوم حتى في
التعبير والطب. توفي رحمه الله تعالى يوم الأحد حادي عشر أو ثاني عشر جمادى الأولى
سنة 953... 1. 2 - (شذرات الذهب 8 / 298).
*(108)* رواية السوسي المغربي

أورد
حديث الثقلين في كتابه (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (2) 1 / 16).
عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
للترمذي . وفي ج 2 ص 236 باب مناقب أهل البيت عليهم السلام أيضا عن زيد بن أرقم
بلفظ مسلم. ثم قال: لمسلم.
(هامش)
1. الكواكب السائرة 2 / 52. 2. طبعة الهند عام 1346 في المطبعة الخيرية ببلدة
ميرته. (*)
ص 209
ترجم له: المحبي فقال: محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي - وهو اسم لا نسبة إلى
فاس - ابن طاهر السوسي الروداني المغربي المالكي نزيل الحرمين: الإمام الجليل
المحدث المفنن فرد الدنيا في العلوم كلها الجامع بين منطوقها ومفهومها والمالك
لمجهولها ومعلومها ولد سنة 1037. والظاهر من شأنه كما نقلت عن شيخنا المرحوم عبد
القادر بن عبد الهادي وهو ممن أخذ عنه وسافر إلى الروم في صحبته وانتفع به وكان
يصفه بأوصاف بالغة حد الغلو... فإنه كان يقول إنه يعرف الحديث والأصول معرفة ما
رأينا من يعرفها ممن أدركناه، وأما علوم الأدب فإليه النهاية وكان في الحكمة
والمنطق والطبيعي والالهي الأستاذ الذي لا تنال مرتبته.... وقد أخذ عنه بمكة
والمدينة والروم خلق ومدحه جماعة وأثنوا عليه، وكانت وفاته بدمشق يوم الأحد عاشر ذي
القعدة سنة 1094.... 1.
*(109)* رواية العصامي المكي

قال في الحديث السادس
والثلاثون ومائة: أخرج ابن أبي شيبة أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته:
أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم.
ألا إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي
فرفعها فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض
فأسألهما ما خلفت فيهما؟ 2.
(هامش)
1. خلاصة الأثر 4 / 204. 2. سمط النجوم العوالي 2 / 502. (*)
ص 210
ترجم له: 1 - الشوكاني: عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي المتوفى
سنة 1111 1. 2 - المرادي في (سلك الدرر 3 / 139).
*(110)* رواية محمد بن أمين المحبي

أورده في كتابه (جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين / 31). ترجم له: 1 -
تلميذه السؤالاتي في (ذيل نفحة الريحانة 6 / 400 - 444). 2 - المرادي في (سلك الدرر
4 / 86). 3 - عبد الفتاح الحلو في مقدمة (نفحة الريحانة 1 / 4 - 34).
*(111)* رواية
كمال الدين ابن حمزة الحسين

أورده في كتاب (البيان والتعريف) وفي حرف الألف: أما
بعد ألا أيها الناس! إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم
ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن
أخطأه ضل. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي،
أذكركم الله في أهل بيتي. أخرجه الإمام أحمد ومسلم وعبد بن حميد عن زيد بن أرقم رضي
الله عنه
(هامش)
1. البدر الطالع 1 / 402. (*)
ص 211
ثم أورده ص 165 عن صحيح مسلم 1. وأورده في حرف الكاف: كأني قد دعيت فأجبت، إني
تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف
تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. إن الله مولاي وأنا مولى كل
مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. أخرجه الطبراني
في الكبير والحاكم عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم 2. ترجم له: 1 - المرادي وقال:
العالم الإمام المشهور، المحدث النحوي العلامة، كان وافر الحرمة مشهورا بالفضل
الوافر، أحد الأعلام المحدثين والعلماء الجهابذة... فذكر تآليفه وأرخ وفاته بسنة
1120 3. 2 - المحبي في (نفحة الريحانة 2 / 86) رقم 66.
*(112)* رواية عبد الغني
النابلسي

رواه في كتابه (ذخائر المواريث 1 / 215) برقم 193: انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم... إني تارك فيكم ثقلين.. (م) في الفضائل عن
زهير بن حرب وشجاع بن مخلد، (ت) في المناقب عن علي بن المنذر وعطية (ه) في السنة عن
أبي بكر بن أبي شيبة .
(هامش)
1. البيان والتعريف 1 / 164. 2. البيان والتعريف 2 / 136. 3. سلك الدرر 1 / 22. (*)
ص 212
ترجم له: وهو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الدمشقي الحنفي النقشبندي القادري
المتوفى سنة 1143. 1 - المحبي فقال: بحر علم لا يدرك غوره وفلك فضل على قطب الرحى
دوره... ولديه من المعلومات ما يشق على القلم حشره ويتعسر على الكلم نشره وتآليفه
تكاثر السحب المواطر... 1. 2 - المرادي وعدد تآليفه الكثيرة 2.
*(113)* رواية الشبراوي شيخ الأزهر

أورد في كتابه حديث الثقلين عن زيد بن أرقم نقلا عن مسلم في
صحيحه والترمذي في سننه 3. ترجم له: المرادي في (سلك الدرر 3 / 107).
*(114)* رواية مير غني الحسيني

رواه في كتابه (الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة) فاطمة
الزهراء سيدة النساء سلام الله عليها قال في الورقة (4) 8 ب:
(هامش)
1. نفحة الريحانة 2 / 137. 2. سلك الدرر 3 / 30. 3. الإتحاف بحب الأشراف: 6. 4.
نسخة المكتبة الظاهرية ضمن مجموعة رقم 3671 من الورقة 71 - إلى الورقة 77 كتب سنة
1214 فهرس التاريخ للريان ص 605. (*)
ص 213
وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله
وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما . ترجم له: وهو عفيف الدين أبو السيادة
عبد الله بن إبراهيم بن حسن ميرغني الحسيني المتقي المكي الطائفي الحنفي الملقب
بالمحبوب المتوفى 1207. 1 البيطار وساق نسبه إلى الإمام الجواد عليه السلام، وحكى
ترجمته عن الجبرتي إلى أن قال: ومآثره شهيرة ومفاخره كثيرة، وكراماته كالشمس في
كبد السماء وكالبدر في غيهب الظلماء، وأحواله في احتجابه عن الناس مشهورة وأخباره
في زهده عن الدنيا على ألسنة الناس مذكورة . ثم عدد تآليفه ومنها السهم الداحض في
نحر الروافض!! ومنها الفروع الجوهرية في الأئمة الاثنى عشرية. ومنها الدرة اليتيمة
في فضائل السيدة العظيمة ألفها سنة 1164 (2).
*(115)* رواية أحمد زيني دحلان

روى
حديث الثقلين حيث قال: ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم محبة أصحابه وأهل
بيته وذريته وقرابته... وروى مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام فينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها
الناس... والثقلان تثنية ثقل بالتحريك كما في القاموس وهو كل شيء نفيس مصون.
(هامش)
1. وأرخ وفاته في فهرس الخزانة التيمورية 1 / 239 سنة 1193 أو 94. 2. حلية البشر 2
/ 1011. (*)
ص 214
وروى الإمام أحمد أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما. وعترة الرجل أهله ورهطه،
أي أقاربه 1.
*(116)* رواية الكمشخانوي

رواه في كتاب (راموز الأحاديث) وهذا لفظه:
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على
الضلالة. ش حم حب عن زيد بن أرقم. إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين
كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن
اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني
فيهما. ش وابن سعد حم ع عن أبي سعيد 2.
*(117)* رواية بهجت أفندي

رواه في (تاريخ
آل محمد 45) حيث قال: حديث الثقلين رواه جميع المحدثين وخصوصا البخاري ومسلم
وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس، وقد حكموا بصحته...
(هامش)
1. السيرة النبوية 2 / 300. 2. راموز الأحاديث 144. (*)
ص 215
ثم ذكر متن الحديث بأحد ألفاظه وأوضح مداليله ومعانيه...
*(118)* رواية منصور على
ناصف

رواه عن يزيد بن حيان رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن
مسلم إلى زيد بن أرقم. رواه مسلم في فضائل علي، والترمذي ولفظه: إني تارك فيكم ما
إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء
إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني
فيهما 1.
*(119)* رواية النبهاني

رواه في (الفتح الكبير 1 / 451) حيث قا

ل: إني
تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي
وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. حم طب عن زيد ابن ثابت. ز - إني تارك فيكم ما
إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء
إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني
فيهما. ت عن زيد ابن أرقم . ورواه في كتاب (الشرف المؤبد 18، 24) أيضا.
(هامش)
1. التاج الجامع للأصول 3 / 308 - 309. (*)
ص 216
*(120)* رواية العباس اليمني

ورواه العباس بن أحمد اليمني في كتابه (الروض النضير 5
/ 343، 466) فليراجع.
*(121)* رواية المباركفوري

ورواه الإمام الحافظ أبو العلى
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري في (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
10 / 287 - 291) وقد شحر الحديث وأوضح معانيه بما لا مزيد عليه.
*(122)* رواية أحمد البنا

قال في (الفتح الرباني بترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني 1 / 186): كتاب
الاعتصام بالكتاب والسنة، باب في الاعتصام بكتاب الله عز وجل : 1 - عن يزيد بن
حبان التيمي قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر ابن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله
عنه، فلما جلسنا إليه قال له حصين... 2 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين... . وقد ذكر شرح كل ذلك
وتخريجه في (بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني) المطبوع معه. وقال في (بلوغ
الأماني المطبوع في ذيل الفتح الرباني 4 / 26) بعد
ص 217
كلام له: ولكن ههنا مانع من حمل الآل على جميع الأمة، وهو حديث: إني تارك فيكم ما
إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي. الحديث. وهو في صحيح مسلم وغيره .
*(123)* رواية عبد الله الشافعي

رواه في (أرجح المطالب 335 - 341) عن كبار الأئمة
الحفاظ من حديث زيد بن ثابت، زيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله،
وزيد بن أسلم، وعلي عليه السلام، وأبي ذر، وأبي رافع، وأبي هريرة، وأم هاني، وأم
سلمة. ومن حديث عامر بن أبي ليلى وحذيفة بن أسيد وزيد بن أرقم جميعا عن رسول الله
صلى الله عليه وآله. ومن حديث أبي الطفيل حديث منا شدة علي عليه السلام، قال: فقام
سبعة عشر رجل... قال: وعن محمد بن عبد الرحمن بن خلاد - وكان من رهط جابر بن عبد
الله - حيث أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي والفضل بن عباس في مرض وفاته
قال: فخرج يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر وعليه عصابة فحمد الله وأثنى عليه، ثم
قال: أما بعد أيها الناس فماذا تستنكرون من موت نبيكم ألم ينع إليكم نفسه وتنع إليه
أنفسكم؟ أم هل خلد أحد ممن بعث قبلي فابعثوا إليه فأخذ بكم، فإني لاحق بربي وقد
تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله بين أيديكم تقرؤنه صباحا
ومساءا، فيه ما تلقون، وأهل بيتي. أخرج السيد أبو الحسن يحيى بن الحسن في كتابه
أخبار المدينة.
ص 218
*(124)* رواية أبي رية

رواه في كتابه (أضواء على السنة المحمدية 404) حيث قال:
وفي رواية: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وقد جاء هذا الحديث
بروايات مختلفة - والمعنى واحد - في كثير من كتب السنة، وإذا أردت الوقوف على هذه
الروايات فارجع إلى كتاب (المراجعات) التي جرت بين العلامة شرف الدين الموسوي رحمه
الله وبين الأستاذ الكبير الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر سابقا في الصفحات من 20 ما
بعدها من الطبعة الرابعة .
*(125)* رواية توفيق أبي علم

رواه في كتاب (أهل البيت
77 - 80) ثم علق عليه وبحث حوله بكلام طويل ننقله هنا لفوائده الجمة... قال: حديث
الثقلين 1: وعن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنا تارك فيكم الثقلين...
(هامش)
1. في الهامش: أحاديث الثقلين من الأحاديث التي رواها أجلاء علماء أهل السنة وأكابر
محدثيهم في صحاحهم بأسانيدهم المتعددة واتفق على روايتها الفريقان، فرواها مسلم
والترمذي في صحيحهما والإمام أحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره وابن
المغازلي الشافعي في المناقب وصاحب الجمع بين الصحاح الستة والحميدي في أفراد مسلم
والسمعاني في فضائل الصحابة وموفق بن أحمد والطبراني وابن حجر في صواعقه وغيرهم -
ورويت من طريق أهل البيت باثنين وثمانين طريقا - والعقد الفريد لابن عبد ربه
القرطبي وذخائر العقبى لأحمد بن عبد الله الطبري وتفسير الخازن في تفسير آية
الاعتصام وتفسير ابن كثير في آية المودة وفي تفسير آية التطهير وشرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديث وفي الحلية لأبي نعيم الاصبهاني وأسد الغابة لابن الأثير والدر
النثير للسيوطي ولسان العرب لجمال الدين الأفريقي. (*)
ص 219
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين وفي رواية
خليفتين... وفي رواية أخرى: إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا... وفي رواية
أخرى: إني تارك فيكم أمر بن لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما: كتاب الله وعترتي أهل
بيتي فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلى منكم.
وقد يكون هذا صريحا في خروج النساء من أهل البيت واختصاصهم بعشيرته وعصبته، وهو
رأينا الذي انتهينا إليه في ختام هذا البحث والله أعلم. وحديث الثقلين من أوثق
الأحاديث النبوية وأكثرها ذيوعا، وقد اهتم العلماء به اهتماما بالغا لأنه يحمل
جانبا مهما من جوانب العقيدة الإسلامية، كما أنه من أظهر الأدلة التي تستند إليها
الشيعة في حصر الإمامة في أهل البيت وفي عصمتهم من الأخطاء والأهواء، لأن النبي صلى
الله عليه وسلم قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه، فلا يفترق أحدهما عن الآخر، ومن الطبيعي أن صدور أية مخالفة لأحكام الدين
تعتبر افتراقا عن الكتاب العزيز، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بعدم افتراقهما
حتى يردا علي الحوض، فدلالته على العصمة ظاهرة جلية. وقد كرر النبي صلى الله عليه
وسلم هذا الحديث في مواقف كثيرة، لأنه يهدف إلى صيانة الأمة والمحافظة على
استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرهما، إن تمسكت بأهل البيت ولم
تتقدم عليهم ولم تتأخر عنهم. ولو كان الخطأ يقع منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم،
الذي هو عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة، وفي أن المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل
المتمسك بالقرآن، ولو وقع منهم الذنب أو الخطأ لكان المتمسك بهم يضل، وإن في
اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم
الضلال، وفي أنهم حبل ممدود من السماء إلى الأرض كالقرآن، وهو كناية عن أنهم واسطة
بين الله تعالى وبين خلقه وأن أقوالهم عن الله تعالى،
ص 220
ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك، وفي أنهم لن يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة
عمر الدنيا، ولو أخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم، وفي عدم جواز مفارقتهم
بتقدم عليهم بجعل نفسه إماما لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم، كما لا يجوز التقدم
على القرآن بالافتاء بغير ما فيه أو التقصير عنه باتباع أقوال مخالفيه، وفي عدم
جواز تعليمهم ورد أقوالهم، ولو كانوا يجهلون شيئا لوجب تعليمهم ولم ينه عن رد
قولهم. وقد دلت هذه الأحاديث أيضا على أن منهم ممن هذه صفته في كل عصر وزمان بدليل
قوله صلى الله عليه وسلم: إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وإن اللطيف الخبير
أخبره بذلك، وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا فلو خلا زمان من أحدهما لم
يصدق إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ويتخذ أنصار أن أهل البيت هم الأئمة
الاثنا عشر وأمهم الزهراء هذا الحديث ليرجحوا رأيهم قائلين إنه لا يمكن أن يراد
بأهل البيت جميع بني هاشم، بل هو عن العام المخصوص بمن ثبت اختصاصهم بالفضل والعلم
والزهد والعفة والنزاهة من أئمة أهل البيت الطاهرين وهم الأئمة الاثنا عشر وأمهم
الزهراء البتول. يدللون على ذلك بالاجماع على عدم عصمة من عداهم، والوجدان أيضا على
خلاف ذلك، لأن من عداهم من بني هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيرا من الأحكام ولا
يمتازون عن غيرهم من الخلق، فلا يمكن أن يكونوا هم المجعولين شركاء كالقرآن في
الأمور المذكورة، بل يتعين أن يكونوا بعضهم لا كلهم وليس إلا من ذكرنا. *(126)*
رواية الأعظمي وأثبته الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي في حواشيه وتعاليقه
ص 221
على كتاب (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية 4 / 65) فليراجع.
ص 223
من وجوه دلالة حديث الثقلين

ص 225
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بالقرآن المجيد والعترة
الطاهرة، وأيدنا لدمغ رؤوس أهل الباطل بالدلائل المفحمة والحجج القاهرة، والصلاة
والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد المبعوث بالآيات الواضحة والبينات الظاهرة،
والمرسل بالمعاجز المعجبة والخرائج الباهرة، وعلى آله الطيبين الطاهرين المنوهين
المشبهين بالنجوم الزاهرة، الهادين المهديين الراشدين المرشدين لأهل الرقيع
والساهرة.
ص 226
مقدمة حول نقل حديث الثقلين

(عن زيد بن أرقم) قوله: الحديث الثاني عشر رواية زيد
بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله وعترتي . أقول: يظهر تعسف (الدهلوي)
في كلامه هذا بوجوه: 1 - رواة حديث الثقلين من الصحابة لقد نسب (الدهلوي) رواية هذا
الحديث الشريف إلى زيد بن أرقم فقط، وقد رواه جمع كبير من الصحابة، كما عرفت ذلك
بالتفصيل مما تقدم في (القسم الأول) من الكتاب. ونحن نذكر هنا أسماء من روي عنه هذا
الحديث من الصحابة، وكذا أسماء طائفة ممن روى الحديث عن كل واحد منهم:
ص 227
[1] أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أفضلهم وسيد أهل البيت، وقد
أخرج حديثه جماعة من أعاظم أهل السنة منهم: 1 - ابن راهويه إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي. 2 - أبو بكر أحمد بن عمر الشيباني. 3 - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد
الخالق البزار. 4 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. 5 - أبو بشر محمد بن أحمد
الدولابي. 6 - أبو عبد الله حسين بن إسماعيل المحاملي. 7 - أبو العباس ابن عقدة
الكوفي. 8 - أبو بكر محمد بن عمر ابن الجعابي. 9 - شمس الدين السخاوي. 10 - جلال
الدين السيوطي. 11 - نور الدين السمهودي. 12 - علي المتقي الهندي. 13 - أحمد بن
الفضل بن محمد باكثير المكي. 14 - محمود بن محمد الشيخاني القادري. 15 - سليمان بن
إبراهيم القندوزي. [2] الإمام الحسن بن علي السبط عليه السلام. أخرج عنه الحديث:
الشيخ سليمان القندوزي. [3] سيدنا سلمان رضي الله عنه روى عنه الحديث: الشيخ سليمان
القندوزي. [4] سيدنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، وقد أخرج حديثه جماعة منهم: -. 1
- محمد بن عيسى الترمذي. 2 - ابن عقدة الكوفي.
ص 228
3 - أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي. 4 - ابن كثير الدمشقي. 5 - شمس الدين السخاوي.
7 - أحمد بن الفضل بن محمد با كثير. 8 - الشيخ سليمان القندوزي. [5] ابن عباس رضي
الله عنه، وقد روى حديثه الشيخ سليمان القندوزي. [6] أبو سعيد الخدري، وقد أخرج عنه
حديثه جماعة منهم: 1 - عبد الملك العرزمي. 2 - سليمان بن مهران الأعمش. 3 - محمد بن
إسحاق المدني. 4 - عبد الرحمن المسعودي. 5 - محمد بن طلحة اليامي. 6 - عبد الله بن
نمير الهمداني. 7 - عبد الملك العقدي. 8 - ابن سعد الزهري. 9 - أحمد بن حنبل. 10 -
عباد بن يعقوب الرواجني. 11 - محمد بن أحمد الرياحي. 12 - أبو عيسى الترمذي. 13 -
عبد الله بن أحمد بن حنبل. 14 - أبو يعلى التميمي. 15 - أبو جعفر الطبري. 16 - أبو
القاسم البغوي. 17 - أبو العباس ابن عقدة.
ص 229
18 - أبو القاسم الطبراني. 19 - أبو طاهر الذهبي. 20 - أبو إسحاق الثعلبي. 21 - أبو
نعيم الاصبهاني. 22 - أبو غالب محمد بن أحمد النحوي. 23 - أبو عمرو ابن عبد البر.
24 - أبو محمد الغندجاني. 25 - أبو الحسن الجلابي. 26 - أبو المظفر السمعاني. 27 -
أبو البركات الأنماطي. 28 - الفخر الرازي. 29 - أبو محمد بن الأخضر. 30 - أبو الفتح
الأبيوردي. 31 - أحمد بن عبد الله الطبري. 32 - النظام الأعرج النيسابوري. 33 -
إبراهيم الحموئي. 34 - أبو الحجاج المزي. 35 - محمد بن يوسف الزرندي. 36 - ابن كثير
الدمشقي. 37 - السيد علي الهمداني. 38 - شمس الدين السخاوي. 39 - الجلال السيوطي.
40 - شهاب الدين القسطلاني. 41 - عبد الوهاب البخاري. 42 - علي القاري.
ص 230
43 - أحمد بن الفضل بن باكثير. 44 - محمود القادري الشيخاني. 45 - محمد بن عبد
الباقي الزرقاني. 46 - الميرزا محمد البدخشاني الحارثي. 47 - محمد بن إسماعيل
الصنعاني. 48 - الشيخ سليمان القندوزي. وغيرهم. [7] جابر بن عبد الله الأنصاري رضي
الله عنه، وقد أخرج حديثه جماعة من الحفاظ: 1 - أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي. 2 -
نصر الوشاء الكوفي. 3 - الترمذي صاحب الصحيح. 4 - محمد بن علي الحكيم الترمذي. 5 -
النسائي صاحب السنن 6 - أبو العباس ابن عقدة. 7 - محمد بن سليمان البغدادي. 8 -
الخطيب البغدادي. 9 - أبو بكر البغوي. 10 - ابن الأثير الجزري. 11 - الخطيب
التبريزي. 12 - أبو الحجاج المزي. 13 - الحسن بن محمد الطيبي. 14 - محمد بن المظفر
الخلخالي. 15 - محمد بن يوسف الزرندي. 16 - ابن كثير الدمشقي. 17 - محمد بن محمد
الحافظي البخاري.
ص 231
18 - شهاب الدين الدولت آبادي. 19 - شمس الدين السخاوي. 20 - جلال الدين السيوطي.
21 - نور الدين السمهودي. 22 - علي القاري. 23 - أحمد بن باكثير. 24 - شهاب الدين
الخفاجي. 25 - حسام الدين السهارنفوري. 26 - الميرزا محمد البدخشاني. 27 - محمد
مبين اللكهنوي. 28 - الميرزا حسن علي المحدث اللكهنوي. 29 - الشيخ سليمان القندوزي.
30 - الصديق حسن خان القنوجي. [8] أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه، وقد أخرج
عنه حديثه جماعة منهم: - 1 - أبو العباس ابن عقدة. 2 - شمس الدين السخاوي. 3 - نور
الدين السمهودي. 4 - أحمد بن الفضل بن محمد باكثير. 5 - الشيخ سليمان القندوزي. [9]
أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى عنه حديثه: ابن عقدة،
والسخاوي، والسمهودي، وابن باكثير، والقندوزي كذلك. [10] حذيفة بن اليمان رضي الله
عنه، روى عنه حديث الشيخ سليمان القندوزي. [11] حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله
عنه، وقد روى حديثه جماعة
ص 232
منهم: 1 - نصر بن علي الجهضمي. 2 - أبو عيسى الترمذي. 3 - الحكيم الترمذي. 4 - أبو
العباس ابن عقدة. 5 - أبو القاسم الطبراني. 6 - أبو نعيم الاصبهاني. 7 - أبو القاسم
ابن عساكر. 8 - أبو موسى المديني. 9 - أبو الفتوح العجلي. 10 - علي بن محمد ابن
الأثير. 11 - الضياء المقدسي. 12 - إبراهيم الحموئي. 13 - ابن كثير الدمشقي. 14 -
محمد بن محمد البخاري. 15 - شمس الدين السخاوي. 16 - نور الدين السمهودي. 17 - عطاء
الله الشيرازي. 18 - أحمد بن الفضل بن باكثير. 19 - الشيخاني القادري. 20 - محمد
صدر العالم. [12] خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقد أخرج حديثه جماعة منهم: 1 - أبو
العباس ابن عقدة. 2 - شمس الدين السخاوي. 3 - نور الدين السمهودي.
ص 233
4 - أحمد بن الفضل ابن باكثير. 5 - الشيخ سليمان القندوزي. [13] زيد بن ثابت وقد
روى عنه حديثه جماعة منهم: 1 - الركين بن الربيع الفزاري. 2 - محمد بن إسحاق. 3 -
شريك القاضي. 4 - أبو أحمد الزبيري. 5 - أسود بن عامر الشامي. 6 - أحمد بن حنبل. 7
- عبد بن حميد الكشي. 8 - أحمد بن عمرو الشيباني. 9 - عبد الله بن أحمد بن حنبل. 10
- أبو جعفر الطبري. 11 - أبو بكر ابن الأنباري. 12 - أبو القاسم الطبراني. 13 - أبو
منصور الأزهري. 14 - أبو عبد الله الكنجي الشافعي. 15 - نور الدين علي الهيثمي. 16
- شمس الدين السخاوي. 17 - الجلال السيوطي. 18 - علي القاري. 19 - عبد الرؤف
المناوي. 20 - علي بن أحمد العزيزي. 21 - الميرزا محمد البدخشي. 22 - سليمان بن
إبراهيم القندوزي.
ص 234
24 - حسن الزمان الهندي. [14] أبو هريرة، وقد روى عنه حديثه جماعة وهم: 1 - أبو بكر
البزار. 2 - شمس الدين السخاوي. 3 - الجلال السيوطي. 4 - أحمد بن الفضل بن باكثير.
5 - نور الدين السمهودي. 6 - محمود بن محمد الشيخاني القادري. [15] عبد الله بن
حنطب، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم: 1 - أبو القاسم الطبراني. 2 - علي بن محمد
ابن الأثير. 3 - الجلال السيوطي. [16] جبير بن مطعم، وقد أخرج عنه حديثه جماعة
منهم: 1 - أبو نعيم الاصبهاني. 2 - السيد علي الهمداني. 3 - الشيخ سليمان القندوزي.
[17] البراء بن عازب، أخرج حديثه: أبو نعيم الاصبهاني. [18] أنس بن مالك، روى عنه
حديثه: أبو نعيم الاصبهاني أيضا. [19] طلحة بن عبد الله التيمي، روى عنه حديثه:
الشيخ سليمان القندوزي. [20] عبد الرحمن بن عوف، روى عنه حديثه: الشيخ سليمان
القندوزي أيضا. [21] سعد بن أبي وقاص، روى عنه حديثه الشيخ سليمان القندوزي أيضا.
[22] عمرو بن العاص، ذكر روايته الموفق بن أحمد الخوارزمي.
ص 235
[23] سهل بن سعد الأنصاري، أخرج عنه جماعة منهم: 1 - ابن عقدة الكوفي. 2 - شمس
الدين السخاوي. 3 - نور الدين السمهودي. 4 - أحمد بن الفضل بن باكثير. 5 - الشيخ
سليمان القندوزي. [24] عدي بن حاتم رضي الله عنه، روى عنه حديثه: ابن عقدة،
السخاوي، السمهودي، ابن باكثير، القندوزي. [25] عقبة بن عامر، روى عنه حديثه: ابن
عقدة، السخاوي، السمهودي، ابن باكثير، القندوزي. [26] أبو أيوب الأنصاري، روى عنه
حديثه: ابن عقدة، السخاوي، السمهودي، ابن باكثير، القندوزي. [27] أبو شريح الخزاعي،
روى عنه حديثه: ابن عقدة، السخاوي، السمهودي، ابن باكثير، القندوزي. [28] أبو قدامة
الأنصاري، روى عنه حديثه: ابن عقدة، السخاوي، السمهودي، ابن باكثير، القندوزي. [29]
أبو ليلى الأنصاري، روى عنه حديثه: ابن عقدة، السخاوي، السمهودي، ابن باكثير،
القندوزي. [30] ضميره الأسلمي روى عنه حديثه: ابن عقدة، السخاوي، السمهودي، ابن
باكثير، القندوزي. [31] عامر بن ليلى بن ضمرة، روى عنه حديثه جماعة منهم: 1 - ابن
عقدة الكوفي. 2 - أبو موسى المديني. 3 - أبو الفتوح العجلي. 4 - علي بن محمد ابن
الأثير.
ص 236
5 - ابن حجر العسقلاني. 6 - شمس الدين السخاوي. 7 - نور الدين السمهودي. 8 - أحمد
بن الفضل بن محمد باكثير. 9 - الشيخ سليمان القندوزي. [32] سيدتنا فاطمة الزهراء
عليها السلام، وقد أورد روايتها الشيخ سليمان القندوزي. [33] سيدتنا أم سلمة رضي
الله عنها، وقد أورد روايتها جماعة منهم: 1 - ابن عقدة الكوفي. 2 - أبو الحسن علي
بن عمر الدارقطني. 3 - شمس الدين السخاوي. 4 - نور الدين السمهودي. 5 - أحمد بن
باكثير. 6 - الشيخاني القادري. [34] سيدتنا أم هاني أخت أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد أورد روايتها جماعة منهم: 1 - ابن عقدة الكوفي. 2 - شمس الدين السخاوي. 3 - نور
الدين السمهودي. 4 - ابن بأكثر المكي. هذا، ولقد علم أن رواة هذا الحديث الشريف من
الصحابة والصحابيات الذين أخرج الحفاظ والعلماء رواياتهم هم: أربعة وثلاثون. فهل
أنصف (الدهلوي) حيث نسب هذا الحديث الذي نقله هؤلاء إلى زيد بن أرقم فقط...؟ ولا
يتوهم: لعل اقتصاره على زيد كان من جهة احتجاج أهل الحق
ص 237
برواية زيد بن أرقم فحسب، وذلك: لأنه يتضح لأدنى متتبع لكتب أهل الحق أنهم يحتجون -
في مقام إثبات هذا الحديث - بطرقه المتنوعة وأسانيده المتعددة، ولا يكتفون برواية
زيد أو غيره، كما لا يخفى على من لاحظ كتاب (العمدة) لابن بطريق رحمه الله و(غاية
المرام) للسيد البحراني رحمه الله وغيرهما. ومن الجدير بالذكر هنا: أنه قد بلغت طرق
هذا الحديث حدا جعل أكابر علماء المخالفين يعترفون بتعدد رواته من الصحابة، فقد قال
الترمذي بعد روايته الحديث عن جابر: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم
وحذيفة ابن أسيد 1. وقال السخاوي بعد أن ذكر طرق الحديث العديدة برواية أبي سعيد
وزيد بن أرقم: وفي الباب عن جابر، وحذيفة بن أسيد، وخزيمة بن ثابت، وسهل ابن سعد،
وضميرة، وعامر بن ليلى، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله ابن عباس، وعبد الله بن عمر،
وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وعلي بن أبي طالب، وأبي ذر، وأبي رافع، وأبي شريح
الخزاعي، وأبي قدامة الأنصاري وأبي هريرة، وأبي الهيثم بن التيهان. ورجال من قريش،
وأم سلمة، وأم هاني ابنة أبي طالب الصحابية رضوان الله عليهم... ثم ذكر رواياتهم
بالتفصيل 2. وقال السمهودي بعد نقل طرقه العديدة وبعض مؤيداته: وفي الباب عن
زيادة على عشرين من الصحابة 3. وقال ابن حجر بعد كلام له: ثم اعلم أن لحديث
التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا... 4. وقال أيضا: ولهذا
الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا
(هامش)
1. صحيح الترمذي 2 / 219. 2. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. 3. جواهر العقدين -
مخطوط. 4. الصواعق المحرقة 89 - 90. (*)
ص 238
لا حاجة لنا ببسطها 1. 2 - نقل حديث الثقلين عن زيد من طرق أخرى غير محرفة أن
(الدهلوي) بعد أن نسب هذا الحديث إلى زيد بن أرقم فحسب، اختار أخصر ألفاظ حديث زيد
قاصدا بذلك كتم فضل أهل البيت عليهم السلام. ولقد وردت ألفاظ مبسوطة عن زيد بن أرقم
نفسه - وإن اتصفت بصفة التحريف كما تقدم - وفيها أوفي أكثرها جمل مفيدة تحق الحق
المتحقق، وإليك بعض تلك الألفاظ من كتب أعلام أهل السنة: أ - الألفاظ المطولة
(فمنها) اللفظ الذي رواه النسائي صاحب (الخصائص) والحاكم صاحب (المستدرك) عن حبيب
بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، وإليك نصه بلفظ الأول: أخبرنا محمد بن
المثنى، قال قال حدثنا يحيى بن حماد، قال أخبرنا أبو عوانة عن سليمان، قال: حدثنا
حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت، وإني قد تركت
فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كل
مؤمن، ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم،
وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه 2.
(هامش)
1. نفس المصدر 136. 2. الخصائص 93. (*)
ص 239
ورواه باختلاف في بعض الألفاظ الطبراني كما ذكر الشيخ علي المتقي الهندي 1. ورواه
محمد صدر العالم عن الطبراني والحاكم النيسابوري. (ومنها) اللفظ الذي أخرجه الحاكم
عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم شاهدا للفظ المتقدم، وهذا لفظه:
شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما حدثنا أبو بكر بن
إسحاق، ودعلج بن أحمد السجزي، قالا أنبأنا محمد بن أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا
حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عامر
بن واثلة، أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال [يقول] نزل رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات [شجرات] خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت
السمرات [الشجرات] ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى، ثم قال خطيبا،
فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس! إني
تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثم قال:
أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات. قالوا: نعم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. وحديث بريدة الأسلمي، صحيح على شرط
الشيخين... 3 (ومنها) اللفظ الذي رواه ابن المغازلي بسنده عن زيد بن أرقم قال:
أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين
مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادى الصلاة
(هامش)
1. كنز العمال 1 / 167. 2. معارج العلى في مناقب ذوي القربى - مخطوط. 3. تاريخ
بغداد على الصحيحين 3 / 109. (*)
ص 240
جامعة، فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، إن منا لمن يضع
رداءه على رأسه وبعضه تحت [على] قدميه من شدة الحر [الرمضاء]، حتى انتهينا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: الحمد لله، نحمده
ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
ورسوله، أما بعد: أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر من قبله، وإن
عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أشرعت [أسرعت] في العشرين، الأواني
يوشك أن أفارقكم، الأواني مسئول وأنتم مسئولون، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟
فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته
وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله عنا خير ما جازى
نبيا عن أمته. فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا
عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلي، قال [فإني]
أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني، الأواني فرطكم وإنكم تبعي، [و] توشكون أن تردوا علي
الحوض، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما. قال: فأعضل [فأعيل] علينا
ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، ما
الثقلان؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم،
فتمسكوا به ولا تزلوا [ولا تضلوا]، والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب
دعوتي [فليستوص بهم خيرا]، فلا تقتلوهم ولا تعدوهم [تقهروهم] ولا تقصروا عنهم، فإني
قد سألت لهما [لهم] اللطيف الخبير فأعطاني [إنهما يردا علي كهاتين - وأشار
بالمسبحتين] ثم قال: ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي
ص 241
خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما. لي عدو، ألا فإنه لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين
بأهوائها وتظاهر على نبيها وتقتل من قام بالقسط. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب رضي
الله عنه فرفعها وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه، قالها ثلاثا. هذا آخر الخطبة 1. ورواه محمد بن إسماعيل
الصنعاني في (الروضة الندية) عن (محاسن الأزهار للمحلي) والشيخاني القادري في
(الصراط السوي - مخطوط). ورواه الحافظ الزرندي 2 وعنه السمهودي في (جواهر العقدين -
مخطوط) وأحمد بن باكثير في (وسيلة المآل - مخطوط). ب - الألفاظ المتوسطة هذا، ولو
لم يتيسر (للدهلوي) إيراد أحد هذه الألفاظ الطويلة عن زيد بن أرقم، فليته ذكر بعض
ألفاظه المتوسطة وهذا بعضها: - 1 - اللفظ الذي أخرجه الطبراني عن زيد بن أرقم كما
ذكر السيوطي بتفسير قوله تعالى: * [واعتصموا بحبل الله جميعا] * والمتقي 3
والبدخشاني 4 وهذا لفظه عن (الدر المنثور) للجلال السيوطي: وأخرج الطبراني عن زيد
بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لكم فرط وإنكم واردون علي
الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. قيل: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال:
الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزلوا
ولا تضلوا، والأصغر: عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذلك
(هامش)
1. المناقب 16 - 18. 2. نظم درر السمطين 233. 3. كنز العمال 1 / 166. 4. مفتاح
النجا - مخطوط. (*)
ص 242
ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم 1. 2 - اللفظ الذي رواه
الطبراني أيضا وهو قريب من الأول، قال المتقي: إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي
كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا: نصحت. قال: أليس تشهدون
أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن البعث
بعد الموت حق؟ قالوا: نشهد، قال: وأنا أشهد معكم، الأهل تسمعون؟ فإني فرطكم على
الحوض وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد
النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: كتاب الله، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا والآخر
عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فسألت ذلك
لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم
منكم، من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. طب. عن
أبي الطفيل عن زيد بن أرقم 2. 3 - اللفظ الذي رواه أبو نعيم الاصبهاني عن زيد بن
أرقم قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجا، حتى إذا كنا بالجحفة
بغدير خم، صلى الظهر ثم قام خطيبا، فقال: يا أيها الناس هل تسمعون؟ إني رسول الله
إليكم، إني أوشك أن أدعى، إني مسئول وأنتم مسؤلون، إني مسئول هل بلغتكم، وأنتم
مسؤلون هل بلغتم، فماذا أنتم قائلون؟ قال: قلنا يا رسول الله بلغت وجهدت. قال:
اللهم اشهد وأنا من الشاهدين، الأهل تسمعون؟ إني رسول الله إليكم، وإني مخلف فيكم
الثقلين فانظروا كيف
(هامش)
1. الدر المنثور 2 / 60. 2. كنز العمال 1 / 168. (*)
ص 243
تخلفوني فيهما. قال: قلنا يا رسول الله وما الثقلان؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله
سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تهلكوا وتضلوا والآخر عترتي،
فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1. ج - الألفاظ المختصرة بل هناك ألفاظ
مختصرة رواها كبار علماء طائفته عن زيد بن أرقم نفسه، فالعجب من (الدهلوي) لم لم
يورد أحدها، وأورد هذا اللفظ الظاهر عليه آثار القطع والاسقاط؟ وإليك بعض تلك
الألفاظ: الأول: اللفظ الذي أخرجه الترمذي حيث قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي،
حدثنا محمد بن فضيل، قال حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد، والأعمش عن حبيب بن أبي
ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك
فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من
السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف
تخلفوني فيهما. قال هذا حديث حسن غريب 2. الثاني: اللفظ الذي رواه الطبراني عن
زيد بن أرقم، فقد قال المتقي ما نصه: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود
ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. حم
طب. ص عن زيد بن ثابت. طب - عن زيد بن أرقم 3. الثالث: اللفظ الذي رواه الديلمي
قائلا: زيد بن أرقم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيكم منه حبل، من أتبعه كان
على الهدى ومن
(هامش)
1. منقبة المطهرين - مخطوط. 2. الجامع الصحيح 2 / 219. 3. كنز العمال 1 / 166. (*)
ص 244
ترك كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي
الحوض. يعني الأخذ بهما ثقيل 1. 3 - تفرد الدهلوي بنقل لفظ الحديث كما نقله إن
اللفظ الذي حكاه (الدهلوي) لهذا الحديث لفظ قد تفرد به، ولم يأت عند أحد من أولئك
الأعلام والحفاظ الكبار من رجالات طائفته... أفلم يكن من المناسب أن يطبق (الدهلوي)
اللفظ الذي نقله على بعض الألفاظ التي نقلها الأعلام من السنة؟! وللتأكد من ذلك
فعليك بمراجعة روايات: سعيد بن مسروق (سنة 126) وابن حيان (سنة 145) وسليمان الأعمش
(سنة 148) وابن إسحاق (سنة 151) وإسرائيل الكوفي (سنة 160) وأبي عوانة (سنة 176)
وحسان الكرماني (سنة 186) وجرير الضبي (سنة 188) وابن علية (سنة 193) ومحمد بن فضيل
الضبي (سنة 195). وأسود بن عامر الشامي (سنة 208) ويحيى بن حماد الشيباني (سنة 215)
وخلف بن سالم (سنة 231) وزهير بن حرب النسائي (سنة 234) وشجاع بن مخلد الفلاس (سنة
235) ومحمد بن بكار وابن راهويه (سنة 238) وابن بقية الواسطي (سنة 239) وأحمد بن
حنبل (سنة 241) ومحمد بن المثنى (سنة 252) والدارمي (سنة 255) وعلي بن المنذر
الكوفي (سنة 256) ومسلم بن الحجاج (سنة 261) وابن ماجة (سنة 273) وسليمان السجستاني
(سنة 275) والرقاشي (سنة 276) والترمذي (سنة 279) وعبد الله بن أحمد (سنة 290) وأبي
نصر أحمد ابن سهل القباني (سنة 292). والنسائي (سنة 303) والطبري (سنة 310) وابن
خزيمة (سنة 311) وأبي بكر الباغندي (سنة 312) وأبي عوانة (سنة 316) وابن الأنباري
(سنة
(هامش)
1. فردوس الأخبار 1 / 98 عن أبي سعيد الخدري قريب منه. (*)
ص 245
328) والطبراني (سنة 360) والقطيعي (سنة 368) ومحمد بن المظفر البغدادي (سنة 379).
والحاكم (سنة 405) وأبي نعيم (سنة 430) والبيهقي (سنة 458) وأبي الحسن الجلابي (سنة
483) والحميدي (سنة 488). وأبي علي البيهقي (سنة 507) وشيرويه الديلمي (سنة 509)
والبغوي (سنة 516) ورزين (سنة 535) والعاصمي والخوارزمي (سنة 568) وابن عساكر (سنة
571). والفرغاني ومبارك بن الأثير (606) وعلي بن محمد ابن الأثير (سنة 630) وابن
النجار (سنة 643) والصغاني (سنة 650) وابن طلحة (سنة 652) وسبط ابن الجوزي (سنة
654) والكنجي (سنة 658) والنووي (سنة 676) وأحمد بن عبد الله الطبري (سنة 694).
والحموئي (سنة 722) والخازن (سنة 741) وفخر الدين الهانسوي والخطيب التبريزي والمزي
(سنة 742) والطيبي (سنة 743) والخلخالي (سنة 745) والذهبي (سنة 748) والزرندي (سنة
750) والكازروني (سنة 757) وابن كثير (سنة 774). وحميد المحلي ومحمد الحافظي (سنة
822) والدولت آبادي (سنة 849) ونور الدين علي المكي (سنة 855). والسخاوي (سنة 902)
والجلال السيوطي (سنة 911) والسمهودي (سنة 911) والقسطلاني (سنة 923) والعلقمي (سنة
949) وعبد الوهاب البخاري (سنة 932) والشربيني الخطيب وابن حجر الهيثمي المكي (سنة
973) وعلي المتقي (سنة 975) وميرزا مخدوم الجرجاني (سنة 988). وكمال الدين الجهرمي
وعلي القاري (سنة 1014) وعبد الرؤف المناوي (سنة 1031) وابن باكثير (سنة 1047)
والشيخاني وعبد الحق الدهلوي (سنة 1052) والخفاجي (سنة 1069) والعزيزي (سنة 1070)
والزرقاني (سنة 1022) وحسام الدين الهارنپوري والبدخشاني ومحمد صدر
ص 246
عالم وولي الله الدهلوي (سنة 1062). والصغاني (سنة 1182). والصبان والعجيلي ومحمد
مبين اللكهنوي (سنة 1225) والمحدث اللكهنوي وولي الله اللكهنوي (سنة 1270). ومحمد
رشيد الدهلوي والعدوي والقندوزي وصديق حسن. وبالتالي تجد عدم مطابقة هذا اللفظ
المذكور لواحد من ألفاظ حديث الثقلين في روايات هؤلاء الحفاظ والأئمة، وهذا من
عجائب الأمور.
ص 247
دلالة حديث الثقلين (على إمامة أهل البيت عليهم السلام)

قوله: وهذا الحديث لا
علاقة له بالمدعى أصلا، لأنه لا يلزم أن يكون المتمسك به صاحب الزعامة الكبرى .
أقول: إن هذا الحديث يدل على ما يدعيه أهل الحق، وإليك بيان ذلك في وجوه: 1 - مفاد
الحديث وجوب الاتباع إن هذا الحديث مفاده وجوب اتباع أهل البيت عليهم السلام في
جميع الأقوال والأفعال والأحكام والاعتقادات، وظاهر أن هذا الشأن بهذه الحيثية لا
يتصور إلا لمن حاز الزعامة الكبرى ونال الإمامة العظمى بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله، فأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام - وهو سيد أهل البيت - هو الإمام
والخليفة، وهو الذي يجب اقتداء الأمة به بعد النبي صلى الله عليه وآله واتباعها
إياه واهتداؤها بهداه وأخذ الأحكام منه وإطاعة
ص 248
أوامره... وهذا ما صرح به كبار العلماء: فقد قال الطيبي في شرح الحديث: ومعنى
التمسك بالقرآن العمل بما فيه، وهو الائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه. والتمسك
بالعترة محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم 1. وقال التفتازاني بعد أن ذكر الحديث:
ألا ترى أنه عليه السلام قرنهم بكتاب الله تعالى في كون التمسك بهما منقذا عن
الضلالة، ولا معنى للتمسك بالكتاب إلا الأخذ بما فيه من العلم والهداية، فكذا في
العترة 2. وقال ابن حجر بعد الحديث: تنبيه: سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية: الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين: لأن
الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار
والحكم العلية والأحكام الشرعية، ولذا حث صلى الله عليه وسلم على الاقتداء والتمسك
بهم والتعلم منهم... 3. وبمثل ذلك صرح كل من: القاري في (شرح الشفاء 3 / 410 هامش
نسيم الرياض) والمناوي في (فيض القدير 3 / 14) والعزيزي في (السراج المنير 2 / 51)
والشهاب الخفاجي في (نسيم الرياض 3 / 410) والزرقاني في (شرح المواهب اللدنية 7 /
7) وغيرهم، وقد تقدمت كلماتهم في (قسم السند). وقال علي بن سليمان الشاذلي في شرح
الحديث: أي إن عملتم بما فيه ائتمارا بأوامره وانتهاء عن نواهيه، وأحببتم عترتي
واهتديتم بهداهم وسيرتهم، فيه إشارة إلى أنهما كتوأمين خليفتين عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم 4.
(هامش)
1. الكاشف - مخطوط. 2. شرح المقاصد 2 / 222. 3. الصواعق المحرقة: 90. 4. نفع قوت
المغتذي 2 / 220. (*)
ص 249
2 - إتباع أهل البيت كاتباع النبي إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل اتباع أهل
بيته والاقتداء بهم كاتباع القرآن والائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه في الوجوب
واللزوم. ولقد أتم صلى الله عليه وآله الحجة في ذلك بأكمل وجه، ومن الواضح أن من
كان الاقتداء به بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كالاقتداء بالقرآن لا يكون إلا
خليفة وإماما، فظهر بذلك: إن أهل البيت هم خلفاؤه وليس غيرهم، إذ لا يمكن جعل أحكام
وأفعال غيرهم كأحكام القرآن في وجوب الاطاعة والامتثال، هطا بالاضافة إلى أنه لم
يقل به أحد من المسلمين مطلقا. فتعين بهذا البيان أن خلفاء النبي صلى الله عليه
وآله هم أهل بيته وليس سواهم من سائر الناس، فإنهم أمروا باتباع أهل البيت عليهم
السلام. قال محمد مبين اللكهنوي في (وسيلة النجاة): أي: اخشوا الله واحفظوا
حقوقهم واتخذوا طاعتهم ومحبتهم شعارا لكم، فكما أن امتثال أحكام كتاب الله فرض
فكذلك إطاعة أهل البيت والانقياد لأوامرهم بالجوارح والأركان ومحبتهم ورسوخ العقيدة
بهم في القلب واجب وفرض . وقال السندي بعد كلام له: فنظرنا فإذا هو مصرح بالتمسك
بهم، وبأن تباعهم كتباع القرآن على الحق الواضح، وبأن ذلك أمر متحتم من الله تعالى
لهم، ولا يطرأ عليهم في ذلك ما يخالفه حتى الورود على الحوض وإذا فيه حث بالتمسك
فيهما بعد الحث على وجه أبلغ... 1 وقال رشيد الدين الدهلوي في (إيضاح لطافة
المقال) في كلام له: هل يجوز عاقل أن أهل السنة مع تشبثهم بالثقلين وإيجابهم -
بحكم حديث إني تارك فيكم الثقلين - التمسك بالعترة الطاهرة كوجوب التمسك بالقرآن...
.
(هامش)
1. دراسات اللبيب 232. (*)
ص 250
3 - إتباع أهل البيت فرض على الأمة إن مفاد قوله صلى الله عليه وآله: ما إن
تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي هو وجوب اتباع أهل البيت عليهم السلام، فإنه صلى الله
عليه وآله فرض على الأمة ذلك لئلا يضلوا بعده وينقلبوا على أعقابهم خاسرين، ولا ريب
أن فرض الاتباع بهم دليل متين وبرهان رضين على إمامتهم وخلافتهم، ولذلك فإنهم ضلوا
وتاهوا عندما لم يسلموا أهل البيت عليهم السلام الخلافة والامامة، مخالفين للرسول
صلى الله عليه وآله، منقلبين على أعقابهم كما يقول الله عز وجل. قال المناوي في
شرحه: وفي هذا مع قوله أولا إني تارك فيكم تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين
خلفهما ووصى أمته بحسن معاملتهما وإيثار حقهما على أنفسهم والاستمساك بهما في
الدين... 1 وبمثله قال الزرقاني ثم قال: وأكد تلك الوصية وقواها بقوله: فانظروا
بما تخلفوني فيهما بعد وفاتي، هل تتبعونهما فتسروني أو لا فتسيئوني 2. وقال
القاري في شرحه: قال ابن الملك: التمسك بالكتاب العمل بما فيه وهو الائتمار
بأوامر الله والانتهاء بنواهيه، ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم
وسيرتهم... 3. وبمثله قال السهارنپوري في (المرافض). وقد صرح بما ذكر من دلالة
حديث الثقلين الشيخ ثناء الله پاني پتي في خاتمة كتابه (سيف مسلول) بعد إثبات إمامة
الأئمة الاثنى عشرية بالكشف والإلهام فقال: ويمكننا استنباط هذا المدعى من كتاب
الله وسنة النبي صلى الله عليه وآله أيضا، قال الله تعالى: * [قل لا أسئلكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى] *. وجه الاستنباط هو: إن الأنبياء السابقين كانوا
يقولون:
(هامش)
1. فيض القدير - شرح الجامع الصغير 2 / 174. 2. شرح المواهب اللدنية 7 / 5. 3.
المرقاة في شرح المشكاة 5 / 600. (*)
ص 251
لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الله، فلم يسألوهم أجرا أبدا، وما الحكمة في
سؤال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم. ذلك بخلاف أولئك الأنبياء؟ الحكمة هي أن شرائع
أولئك الأنبياء منسوخة بعد وفاتهم، ولكن هذه الشريعة مؤبدة، فيلزم على الأمة الرجوع
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم - إلى نائبه، فلهذا دلهم النبي شفقة منه
عليهم إلى محبة آله، وأشار إلى التمسك بأذيالهم لأنهم الوارثون النبي صلى الله عليه
وسلم وأبواب العلوم، ولهذا قال عليه السلام: تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي
الحديث، وقال عليه السلام: أنا مدينة العلم وعلي بابها... . 4 - لفظ الثقلين
دليل على وجوب الاتباع لقد عبر رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الحديث عن كتاب
الله وعترته عليه السلام ب الثقلين وهذا - بمجرده - دليل واضح وبرهان لائح على
وجوب اتباع أهل البيت والعترة الطاهرة، وذلك لقول الكثيرين من أئمة أبناء السنة
الحفاظ في وجه هذه التسمية وهذا التعبير: إن العمل والأخذ بهما والانقياد لهما
والمحافظة على حقوقهما ورعايتها وما يجب لهما ثقيل. وممن نص على ذلك: الأزهري في
(تهذيب اللغة) والنووي في (المنهاج) والمجد ابن الأثير في (جامع الأصول) و(النهاية)
والديلمي في (فردوس الأخبار) والطيبي في (الكاشف) والشريف الجرجاني في (الحاشية على
المشكاة) وابن خلفة في (الاكمال) والسنوسي في (مكمل الاكمال) والسيوطي في (النثير)
والشهاب الدولت آبادي في (هداية السعداء) ومحمد طاهر الفتني في (مجمع البحار) وابن
حجر في (الصواعق) والميرزا مخدوم في (النواقص) والشيخ عبد الحق الدهلوي في
(اللمعات) و(أشعة اللمعات) والزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) والزبيدي في (تاج
العروس) وابن منظور في (لسان العرب) وآخرون.. وقد تقدمت نصوص عباراتهم في (قسم
السند).
ص 252
وظاهر: إن الأخذ والعمل بأحكام القرآن فرض، فكذلك العترة، وهذا هو المطلوب. 5 -
الأمر بالاعتصام دليل على وجوب الاتباع لقد جاء هذا الحديث بلفظ إني تركت فيكم ما
لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله وعترتي . أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف)
والخطيب في (المفترق والمتفق) كما قال الميرزا محمد البدخشاني: وأخرجه ابن أبي
شيبة والخطيب في المتفق والمفترق عنه أي عن جابر بلفظ: إني تركت فيكم ما لن تضلوا
بعدي إن اعتصمتم به: كتاب الله وعترتي أهل بيتي 1. وهذا أيضا يدل على وجوب اتباع
أهل البيت عليهم السلام، لأن الاعتصام مرادف للتمسك، فقد قال المفسرون كالطبري
والثعلبي والواحدي والبغوي والرازي والبيضاوي والخازن والنيسابوري والسيوطي في
تفسير قوله تعالى: * [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا] * أي تمسكوا
وبتفسير قوله تعالى: * [ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم] * أي ومن
يستمسك . وهكذا قال اللغويون أيضا - كالراغب في (المفردات) وابن الأثير في
(النهاية) وابن منظور في (لسان العرب) والسيوطي في (النثير) والزبيدي في (تاج
العروس) في معنى (الاعتصام) فقالوا: أي الاستمساك أو الامتساك بالشئ . هذا،
وكما ثبت وجوب الاعتصام بأهل البيت عليهم السلام بالحديث الشريف كذلك ثبت بالقرآن
الكريم حيث قال تعالى: * [واعتصموا بحبل الله جميعا] * إذ جاء في التفسير عن النبي
وأهل بيته الطاهرين عليهم الصلاة
(هامش)
1. مفتاح النجا - مخطوط. (*)