نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ص 5

إهداء

 إلى حامل لواء الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ولي العصر المهدي المنتظر الحجة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين علي

ص 7

حديث النور

 ومن ألفاظه: كنت أنا وعلي بن أبي طالب بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزءين، فجزء أنا وجزء علي . أخرجه أحمد

ص 9

كلمة المؤلف

 لم يفارق الإمام علي رسول الله صلى الله عليهما وآلهما قبل هذا العالم، وما فارقه في هذا العالم، ولن يفارقه بعده... أما قبل هذا العالم... فقد خلق الإمام عليه السلام من نور... ومن النور الذي خلق منه النبي بالذات... فهما مخلوقان من نور واحد... وكان ذلك النور بين يدي الله، مطيعا له، يسجد له ويركع، يقدسه ويسبحه... وكانت الملائكة تسبح بتسبيحه... وكان ذلك النور قبل أن يخلق آدم وسائر المخلوقات بآلاف السنين... ثم خلق الله آدم حتى يسلكه فيه، فينتقل في الأصلاب والأرحام إلى هذا العالم... ولأجله أمرت الملائكة بالسجود لآدم... ولم يفارق اسمه اسم النبي في موطن من مواطن ذاك العالم: فعلى العرش مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي . وعلى باب الجنة مكتوب: محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أخو رسول الله . وهكذا... وأما في هذا العالم... فالكل يعلم... أنه كان معه - بعد أن كان معه

ص 10

في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة - منذ أن ولد، وتربى في حجره، وتعلم منه كل شيء، وشهد معه المواطن... ولازمه في الليل والنهار وفي السفر والحضر، وفي السهل والجبل... بل كان نفسه... وأما بعد هذا العالم فهو معه في درجته، وأقرب الناس إليه، يحمل لوائه، ويسقي الواردين حوضه... وهذه كلها حقائق صدع بها الصادق الأمين، الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من رب العالمين... فهل يقاس به الذين خلقوا في ظلمة الشرك، وقضوا فيه شطرا من حياتهم، وماتوا في ظلمة الكفر والجهل منقلبين على أعقابهم، وهم في الآخرة يذادون عن الحوض ويساقون إلى النار؟!. لقد أجاد القائل: أنى ساووك بمن ناووك * وهل ساووا نعلي قنبر؟ .

هذا الكتاب

 وهذا الكتاب هو الجزء الخامس من كتابنا (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار) وموضوعه (حديث النور)... وحديث النور وإن كان أقل شهرة واستدلالا به من بعض الأحاديث الأخرى، إلا أنه لا يقل عنها شأنا ودلالة... بل إن هذا الحديث يمتاز عن تلك الأحاديث بدلالته على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من كلتا الناحيتين: 1 - دلالته على الإمامة بالنص ففي بعض طرق حديث النور تصريح بخلافة أمير المؤمنين للرسول وإمامته من بعده... يقول صلى الله عليه وآله في بعضها: ففي النبوة

ص 11

وفي علي الخلافة . وفي بعض طرقه يقول: فأخرجني نبيا وأخرج عليا وصيا . 2 - دلالته على الإمامة بالملازمة فحديث النور يدل على أعلمية الإمام عليه السلام بعد النبي، لأن الملائكة تعلموا التقديس والتحميد والتهليل لله منهما كما في بعض ألفاظه، ولأن الأنبياء كلهم استفادوا العلم من ذلك النور الذي خلقا منه، كما نص عليه بعض شراح قول البوصيري: وكلهم من رسول الله ملتمس * غرفا من البحر أو رشفا من الديم ويدل على أفضلية الإمام عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله من آدم وسائر الأنبياء، فمن كان الغاية من خلقهم والمصدر لعلومهم وأنوارهم وكراماتهم يكون أفضل منهم ومتقدما عليهم. ويدل على عصمة الإمام عليه السلام، ففي بعض ألفاظه: سرك سري، وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري . وفي بعضها: فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه . هذا بالنسبة إلى دلالة هذا الحديث. وأما السند... فهو وارد من حديث عدة من الأصحاب، وعلى رأسهم سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام... وأخرجه جمع غفير من أعلام القوم، وعلى رأسهم: عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، وابن مردويه، وأبو نعيم، والخطيب البغدادي، وابن عساكر، وابن حجر العسقلاني... بأسانيد مختلفة وطرق معتبرة. هذا بيان موجز لموضوع هذا الجزء من الكتاب، وسيرى القارئ الكريم تفصيل ذلك عن كثب، وسيجد (حديث النور) من أوضح الأدلة من السنة

ص 12

النبوية الشريفة وأمتنها في الدلالة، ومن أقوى الأحاديث في باب الفضائل والمناقب من حيث السند، وبذلك يكون آخذا بالحق ومتبعا له ومعترفا بما يقوله أهل الحق والصدق - أعني الشيعة الإمامية - المستدلين بحديث النور على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام... وسيقول بالتالي كلمته في حق المكذبين لهذا الحديث أو المنكرين دلالته... فهذا موضوع هذا الجزء... وفي غضونه أبحاث علمية وتحقيقات ثمينة وفوائد عالية... والله أسأل أن يوفقنا لمعرفة الحق واتباعه، ويهدينا إلى سواء السبيل، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. إنه سميع مجيب. علي الحسيني الميلاني

ص 13

كلام الدهلوي في الجواب عن حديث النور

 الحديث الثامن - ما رووا من أنه صلى الله عليه وسلم قال: كنت أنا وعلي ابن أبي طالب نورا بين يدي الله، قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف سنة، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب. وهذا حديث موضوع بإجماع أهل السنة، وفي إسناده محمد بن خلف المروزي، قال يحيى بن معين: هو كذاب، وقال الدار قطني: متروك لم يختلف أحد في كذبه. ويروى من طريق آخر وفيه: جعفر بن أحمد، وكان رافضيا غاليا كذابا وضاعا، وكان أكثر ما يضع في قدح الأصحاب وسبهم. وعلى تقدير صحته، فإنه معارض بما هو أحسن منه في الجملة وليس في إسناده من اتهم بالكذب وهو: ما رواه الشافعي بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كنت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما خلق أسكننا ظهره، ولم نزل ننتقل في الأصلاب الطاهرة حتى نقلني الله تعالى إلى صلب عبد الله، ونقل أبا بكر إلى صلب أبي قحافة، ونقل

ص 14

عمر إلى صلب الخطاب، ونقل عثمان إلى صلب عفان، ونقل عليا إلى صلب أبي طالب. ويؤيده الحديث المشهور: إن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. وبعد اللتيا والتي، فلا دلالة لهذا الحديث على ما يدعونه، لأن كون سيدنا الأمير شريكا في النور النبوي لا يستلزم إمامته من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد لمن يدعي ذلك من إثبات الملازمة بين الأمرين وبيانها بحيث لا تقبل المنع، ودون ذلك خرط القتاد. ولا كلام في قرب نسب حضرة الأمير من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الكلام في استلزام القرب النسبي للإمامة بلا فصل، ولو كانت القرابة بمجردها تستلزم الإمامة لكان العباس أولى بها منه، لكونه عمه وصنو أبيه، والعم أقرب من ابن العم شرعا وعرفا. ولو قيل: إن العباس إنما حرم منها لعدم نيله شيئا من نور عبد المطلب، لانتقاله منه إلى عبد الله وأبي طالب دون غيرهما من أبنائه. قلنا: إن كانت الإمامة منوطة بشدة النور وكثرته، فإن الحسنين أولى وأقدم من علي بالامامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لاجتماع نوري عبد الله وأبي طالب فيهما، بينما لم ينتقل إلى علي سوى نور أبيه أبي طالب، كما أن من المعلوم أن نور النبي صلى الله عليه وسلم أقوى من نور علي، وهما مجتمعان في الحسنين (1). أقول: لقد نسب (الدهلوي) رواية حديث النور إلى الإمامية فقط، وادعى إجماع أهل السنة على كونه موضوعا، ونحن نكشف النقاب عن كذب هذه الدعاوى، وعن مدى تعصب صاحبها وعناده للحق وأهله، كما فعلنا ذلك في المجلدات السابقة، وسيتجلى ذلك لكل منصف يقف على ما تفوه به الرجل في المقام كذلك،

(هامش)

(1) التحفة الاثنا عشرية: 215 - 216 (*)

ص 15

ولا بأس بأن نشير إلى ما في كلامه بإيجاز ونقول: أما نسبة رواية حديث النور إلى الإمامية فقط كما هي ظاهر كلامه، فبرواية الحديث عن مشاهير علماء أهل السنة الثقات، وجهابذة أهل الحديث المعتمدين عندهم، ليعلم الملا العلمي أن في أهل السنة متعصبين لا يروقهم الاذعان حتى برواية علماء طائفتهم لشيء من فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم... وليتم لنا الاستدلال بهذا الحديث وإلزام الخصم به... وإلا فإن الحديث مروي في كتب الإمامية بطرق معتبرة مستفيضة، كسائر الأحاديث الواردة في شأن العترة الطاهرة. وأما المناقشة في سنده، والقول بأنه موضوع بإجماع أهل السنة، فتتوقف على تمامية دعوى انحصار روايته في طريقين كما هو ظاهر كلامه، ثم تضعيفهما كما زعم... فببطلان دعوى الانحصار المذكور، والرد على تضعيف الطريقين على فرضه... وأما معارضته بما رواه عن الشافعي فيدفعها بطلان هذا الخبر رواية ودراية... بل إن متنه ينادي بوضعه، فأين من مات على الكفر أو قضى فيه أكثر عمره أو شطره... من عالم النور، ومن النور الذي خلق منه النبي الأطهر؟!... وأما دلالته.. فلا يشكك فيها إلا من كان في قلبه مرض وفي عينه عمى.. لأن الحديث صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله خلق من نور فأخرجه الله عز وجل نبيا، وخلق عليا عليه السلام من نفس ذاك النور فأخرجه وصيا، فكما تفرع على خلق النبي من نور نبوته تفرع على خلق علي من نوره وصايته وخلافته له... ولأنه صريح في أفضليته من جميع الخلائق بعد النبي... الأنبياء والملائكة فمن سواهم... ومن ذا الذي يشك في تعين الأفضل للإمامة والخلافة بعد النبي...؟!

ص 16

نعم... سنكشف النقاب عن كذب مزاعم (الدهلوي) وبطلان دعاويه واحدة تلو الأخرى بالتفصيل، وسيظهر للقراء أن الرجل قد أسس بنيانه على شفا جرف هار، فانهار به في نار جهنم... والله المستعان.

ص 17

سند حديث النور

ص 19

وبحثنا حول سند حديث النور يتكفل إثبات تواتره - فضلا عن صحته - عن طريق بيان وصول رواته في كل طبقة حدا يوجب اليقين بصدوره عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فنذكر أولا أسماء رواته من الصحابة، ثم نتبع ذلك بذكر رواته من التابعين، ثم العلماء في مختلف القرون... فهذه

 أولا: أسماء رواة حديث النور من الصحابة

 [1] سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام. وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم: 1 - الصالحاني. 2 - الكلاعي. 3 - محمد بن جعفر. 4 - الوصابي. 5 - الواعظ الهروي. 6 - محمد صدر عالم.

ص 20

[2] سيدنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم: 1 - العاصمي. 2 - الخوارزمي. 3 - المطرزي. 4 - شهاب الدين أحمد.

 [3] سيدنا سلمان، وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم: 1 - أحمد بن حنبل. 2 - عبد الله بن أحمد. 3 - ابن المغازلي. 4 - شيرويه الديلمي. 5 - النطنزي. 6 - شهر دار الديلمي. 7 - الخطيب الخوارزمي. 8 - ابن عساكر. 9 - الحمويني. 10 - الطالبي. 11 - الهمداني. 12 - الكنجي. 13 - الطبري. 14 - الوصابي. 15 - الهروي. 16 - محمد صدر عالم.

 [4] أبو ذر الغفاري، وقد رواه من حديثه:

ص 21

ابن المغازلي.

 [5] جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد رواه من حديثه: ابن المغازلي.

 [6] عبد الله بن العباس، وقد رواه من حديثه العلماء التالية أسماؤهم: 1 - ابن حبيب البغدادي. 2 - النطنزي. 3 - الكنجي. 4 - الحمويني. 5 - الزرندي. 6 - شهاب الدين أحمد. 7 - الجمال المحدث.

 [7] أبو هريرة، وقد رواه من حديثه: الحمويني.

 [8] أنس بن مالك، وقد رواه من حديثه: العاصمي.

 أسماء رواة حديث النور من التابعين

 وقد روى هذا الحديث من التابعين: (1) سيدنا الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وإنما ذكرناه في التابعين حسب اصطلاح أهل السنة. (2) زادان أبو عمر الكندي المتوفى سنة 82. (3) أبو عثمان النهدي. (4) سالم بن أبي الجعد الأشجعي المتوفى سنة 97، 98، 100. (5) أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي المتوفى سنة 126. (6) عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس المتوفى سنة 107.

ص 22

(7) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني. (8) أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل البصري المتوفى سنة 24، 43.

أسماء رواة حديث النور من الحفاظ والأئمة

 1 - أحمد بن حنبل الشيباني (241). 2 - أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (277). 3 - عبد الله بن أحمد بن حنبل (290). 4 - ابن مردويه أبو بكر أحمد بن موسى الاصبهاني (410). 5 - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني (430) (1). 6 - ابن عبد البر يوسف بن عبد الله النمري القرطبي (463). 7 - الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (463). 8 - ابن المغازلي أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الجلابي (483). 9 - أبو شجاع شيرويه بن شهر دار الديلمي (509). 10 - أبو محمد العاصمي صاحب زين الفتى في تفسير سورة هل أتى. 11 - أبو الفتح محمد بن علي النطنزي (حدود سنة 550). 12 - أبو منصور شهر دار بن شيرويه الديلمي (558). 13 - الخطيب الخوارزمي أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي (568). 14 - ابن عساكر أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي (571). 15 - الصالحاني نور الدين أبو حامد محمود بن محمد. 16 - المطرزي أبو الفتح ناصر بن عبد السيد (610). (17) - أبو محمد قاسم بن الحسين الخوارزمي (617).

(هامش)

(1) تعلم روايته من الخصائص العلوية للنطنزي كما سيأتي في محله. (*)

ص 23

18 - عبد الكريم الرافعي القزويني (624). 19 - الكلاعي أبو الربيع سليمان بن موسى المعروف بابن سبع (634). 20 - الكنجي محمد بن يوسف الشافعي (658). 21 - المحب الطبري أبو العباس أحمد بن عبد الله (696). 22 - الحمويني أبو المؤيد إبراهيم بن محمد (722). 23 - شرف الدين الدركزيني الطالبي القرشي (743). 24 - الزرندي محمد بن يوسف (بضع وخمسين وسبعمائة). 25 - محمد بن يوسف الحسيني المعروف ب‍ كيسودراز . 26 - السيد محمد بن جعفر المكي. 27 - الجلال البخاري (785). 28 - السيد علي الهمداني. 29 - جلال الدين أحمد الخجندي. 30 - السيد شهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل. 31 - الشهاب الدولت آبادي الملقب بملك العلماء (849). 32 - شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني (852). 33 - أحمد بن محمد الحافي الحسيني. 34 - الوصابي إبراهيم بن عبد الله اليمني الشافعي. 35 - جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي (1000) (1). 36 - شيخ بن علي العلوي الجفري. 37 - الواعظ الهروي الشيخ محمد. 38 - أحمد بن إبراهيم. 39 - السيد محمد ماه عالم.

(هامش)

(1) كذا والصحيح (926). (*)

ص 24

40 - محمد صدر العالم. 41 - حسان الهند غلام علي آزاد (1156).

حديث النور متواتر

 وليعلم: أن رواية أمير المؤمنين عليه السلام وحدها خير دليل على صحة هذا الحديث وثبوته، لأنه معصوم - كما صرح بذلك (الدهلوي) ووالده - ولذا يجوز الاكتفاء بها في مقام البحث والاستدلال... ومع هذا فإن هذا الحديث متواتر لرواية سبعة من الصحابة إياه غيره عليه الصلاة والسلام، وقد قال ابن حجر بالنسبة إلى حديث مروا أبا بكر فليصل بالناس ما نصه: واعلم أن هذا الحديث متواتر، فإنه ورد من حديث عائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن زمعة، وأبي سعيد، وعلي بن أبي طالب، وحفصة (1). بل ادعى ابن حزم التواتر في مسألة عدم جواز بيع الماء بنقل أربعة من الصحابة قائلا: فهؤلاء أربعة من الصحابة، رضي الله عنهم، فهو نقل تواتر لا تحل مخالفته (2). وقال (الدهلوي) عند الجواب عن مطاعن أبي بكر: وما قيل من أنه أجاب فاطمة بحديث لم يروه غيره، كذب محض، لأنه قد جاء في كتب أهل السنة مصححا من حديث حذيفة بن اليمان، والزبير بن العوام، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، والعباس، وعلي، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وهؤلاء أجلة الصحابة وفيهم من بشر بالجنة، وقد

(هامش)

(1) الصواعق المحرقة - الفصل الثالث من الباب الأول - 13. (2) المحلى - كتاب البيوع. (*)

ص 25

روى الملا عبد الله المشهدي في إظهار الحق عن النبي في حذيفة ما حدثكم به حذيفة فصدقوه وفيهم المرتضى علي المعصوم بإجماع الشيعة والثقة بإجماع أهل السنة، ولا اعتبار في هذا المقام برواية عائشة وأبي بكر وعمر. أخرج البخاري عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري: أن عمر بن الخطاب قال بمحضر من الصحابة فيهم: علي والعباس وعثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض: أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: لا نورث ما تركناه صدقة؟ قالوا: اللهم نعم، ثم أقبل على علي والعباس وقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله قال ذلك؟ قالا: اللهم نعم. فثبت أن هذا الحديث قطعي الصدور كالآية من القرآن، فإن رواية الواحد من هؤلاء الذين ذكرت أسماؤهم تفيد اليقين فكيف بهذا الجمع؟ ولا سيما علي المرتضى المعصوم لدى الشيعة، ورواية المعصوم عندهم تساوي القرآن في إفادة اليقين (1). ولنا أن نستدل بهذا الكلام (الذي أجيب عنه بالتفضيل في تشييد المطاعن) على صحة حديث النور من وجوه:

 1 - لقد صرح بأن رواية أحد هؤلاء الصحابة المذكورين - وفيهم أبو هريرة - تفيد اليقين كالآية من القرآن العظيم، وبما أن أبا هريرة من رواة هذا الحديث الشريف، فإن حديث النور كالآية القرآنية في إفادة اليقين.

 2 - إن جميع الوجوه التي استدل بها على إفادة خبر الزبير وعبد الرحمن وسعد وأبي الدرداء وأمثالهم للقطع واليقين، هي بنفسها بل الأقوى منها دليل على إفادة حديث النور - الذي رواه أولئك الصحابة - للقطع واليقين.

 3 - لقد روى حديث النور الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. ومن المستفاد

(هامش)

(1) التحفة الباب العاشر: 274. (*)

ص 26

من كلام (الدهلوي) أن روايته لأي حديث تفيد ثبوته وصحته، ويكون ذلك الحديث مساويا للآية القرآنية، فحديث النور - إذن - مساو للقرآن العظيم.

4 - كلام (الدهلوي) صريح في أن لأمير المؤمنين عليه السلام مزية على سائر الصحابة في إفادة روايته القطع، وأما قوله المعصوم لدى الشيعة فيرده: أن جماعة من أهل السنة يصرحون أيضا بعصمته ومنهم والده كما يظهر من (التحفة) و(التفسير). فالاعتقاد بذلك ثابت لدى الفريقين.

5 - ظاهر كلامه أن رواية أولئك الصحابة - وفيهم علي وأبو هريرة - أقوى من رواية أبي بكر وعمر وعائشة، وعليه: فإن حديث النور الذي رواه - فيمن رواه - علي وأبو هريرة أقوى مما يروونه. * * *

ص 27

نصوص روايات الحفاظ والعلماء

هذا... ولنذكر نصوص روايات الحفاظ والعلماء المذكورين بالتفضيل فنقول:

 1 _ رواية أحمد بن حنبل

 لقد جاء في (تذكرة الخواص) ما نصه: حديث فيما خلق منه: قال أحمد في الفضائل: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كنت أنا وعلي بن أبي طالب نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين: فجزء أنا وجزء علي. وفي رواية: خلقت أنا وعلي من نور واحد (1).

(هامش)

(1) تذكرة خواص الأمة / 46. (*)

ص 28

رجال الحديث

 ورجال هذا السند كلهم ثقات ومن رجال الصحاح، فالطعن في أحدهم يساوق الطعن في الصحاح ولا سيما الصحيحين، إلا أن يقال: إن روايات هؤلاء معتبرة في كل باب إلا باب فضائل علي عليه السلام، فتنقلب هناك المدائح مطاعن، والتوثيقات جروحا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 عبد الرزاق الصنعاني

 أما (عبد الرزاق) فقد ذكرنا ترجمته وآيات عظمته وجلالته لدى أهل السنة وأرباب الصحاح في مجلد (حديث التشبيه)، فإنه الذي قالوا في حقه: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رحلوا إليه (1). وذكر المقدسي عن يحيى بن معين: لو ارتد عن الإسلام عبد الرزاق ما تركنا حديثه . وقال المقدسي: وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: أرأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا. وقال أبو زرعة: عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه (2). وقال السبكي عند توثيق موسى بن هلال ردا على ابن تيمية في كلام طويل: وأحمد رحمه الله لم يكن يروي إلا عن ثقة، وقد صرح بذلك الخصم في الكتاب الذي صنفه في الرد على البكري، بعد عشر كراريس منه، قال: إن

(هامش)

(1) جاء ذلك في مرآة الجنان - حوادث 211، الأنساب - الصنعاني، الكمال - مخطوط. (2) الكمال - مخطوط. (*)

ص 29

القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان، منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده، كمالك، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وكذلك البخاري وأمثاله. وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤنة تبيين أن أحمد لا يروي إلا عن ثقة، وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه (1).

 معمر بن راشد

 وأما (معمر بن راشد) فقد ذكرنا ترجمته هناك كذلك، ونكتفي في هذا المقام بما ذكره الذهبي، فإنه قال: معمر بن راشد أبو عروة الأزدي مولاهم، عالم اليمن، عن الزهري وهمام، وعنه غندر وابن المبارك وعبد الرزاق. قال معمر: طلبت العلم سنة. مات الحسن ولي أربع عشرة سنة. وقال أحمد لا تضم معمرا إلى أحد إلا وجدته يتقدمه، كان من أطلب أهل زمانه للعلم. وقال عبد الرزاق سمعت منه عشرة آلاف حديث. توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة باليمن (2).

 الزهري

 وأما (الزهري) فقد ذكرناه هناك أيضا، وهذه كلمة الحافظ ابن حجر في حقه:

(هامش)

(1) شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام 10 - 11. (2) الكاشف 3 / 164، وانظر تهذيب التهذيب 10 / 243 - 264. وقد أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داود. (*)

ص 30

محمد بن مسلم بن عبيد الله... الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤس الطبقة الرابعة. مات سنة خمس وعشرين، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. ع (1).

 خالد بن معدان

 وأما (خالد بن معدان) فإليك بعض الكلمات في حقه: 1 - ابن حبان: يروي عن أبي أمامة والمقدام بن معدي كرب. ولقي سبعين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو عبد الله، وكان من خيار عباد الله... مات سنة 104 وقيل سنة 108 ويقال سنة 103 (2). 2 - الذهبي: فقيه كبير، ثبت، مهيب، مخلص، يقال: كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة، توفي سنة 104. يرسل عن الكبار (3). 3 - ابن حجر: يعد من الطبقة الثالثة من فقهاء الشامية بعد الصحابة، وقال العجلي: شامي تابعي، ثقة. وقال يعقوب بن شيبة ومحمد بن سعد وابن جرير والنسائي: ثقة، وقال أبو مسهر عن إسماعيل بن عياش حدثنا عبدة بنت خالد بن معدان وأم الضحاك بنت راشد أن خالد بن معدان قال: أدركت سبعين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم... (4).

زاذان الكندي

 وأما (زاذان) فهو من مشاهير التابعين، أخرج عنه مسلم وأبو داود والترمذي

(هامش)

(1) تقريب التهذيب 2 / 207. ع رمز لرواية أصحاب الصحاح عنه. (2) الثقات 5 / 349. (3) الكاشف 1 / 274. (4) تقريب التهذيب 1 / 218، تهذيب التهذيب 3 / 118. (*)

ص 31

والنسائي وابن ماجة في صحاحهم. وقال الذهبي في (الكاشف): ع - زاذان أبو عمرو الكندي مولاهم الضرير البزاز. عن علي وابن مسعود وابن عمر، ويقال: سمع عمر. وعنه: عمر بن مرة والمنهال بن عمر. ثقة. توفي 108 . وأورده ابن القيسراني المقدسي في (أسماء رجال الصحيحين) في بيان أفراد مسلم من التفاريق... وقد ذكر ابن القيسراني في مقدمة كتابه المذكور إتفاق حفاظ الحديث كابن عدي والدار قطني وابن منده والحاكم وغيرهم من السابقين واللاحقين على أن من أخرج عنه في الصحيحين فهو ثقة حجة... فيكون (زاذان) ثقة حجة عند الحفاظ والأئمة المذكورين وغيرهم.

 سلمان

 وأما (سلمان) هذا الصحابي العظيم فغني عن التعريف والترجمة، وقد ترجم له في جميع كتب تراجم الصحابة وغيرها... راجع (أسد الغابة) و(الاستيعاب) وغيرهما. وإليك طرفا مما ذكره ابن عبد البر بترجمته: سلمان الفارسي أبو عبد الله يقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرف بسلمان الخير... وكان خيرا فاضلا حبرا عدلا زاهدا متقشفا. وذكر هشام بن حسان عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها. ذكر ابن وهب بن نافع عن مالك قال: كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا. قال: ولم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدر والشجر، وإن رجلا قال له: ألا أبني لك بيتا تسكن فيه؟ فقال: مالي به حاجة، فما زال به الرجل وقال له: إني أعرف البيت الذي يوافقك. قال: فصفه لي. قال:

ص 32

أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه، وإن أنت مررت فيه رجليك أصابهما الجدار. قال: نعم، فبنى له. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: لو كان الدين بالثريا لناله سلمان. وفي رواية أخرى: لناله رجال من فارس. وروينا عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفرد به بالليل، حتى كاد به يغلبنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي من حديث ابن بريدة عن أبيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أمرني ربي بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم: علي وأبو ذر الغفاري والمقداد وسلمان. وروى قتادة عن خيثمة عن أبي هريرة قال: سلمان صاحب الكتابين. قال قتادة: يعني الفرقان والانجيل. حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن المفسر، حدثنا أحمد بن علي بن سعيد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي: أنه سئل عن سلمان. فقال: علم علم الأول والآخر، هو بحر لا ينزف، هو منا أهل البيت. هذه رواية أبي البختري عن علي. وفي رواية زادان عن علي قال: سلمان الفارسي مثل لقمان الحكيم. ثم ذكر مثل أبي البختري. وقال كعب الأحبار: سلمان حشي علما وحكمة. وذكر مسلم: حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائد بن عمرو: أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. فقال أبو بكر: تقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم! وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ فقالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك (1).

(هامش)

(1) لا يخفى أن في أصل صحيح مسلم في باب فضائل سلمان وبلال هذه الفقرة هكذا: فقالوا: لا يغفر الله لك يا أخي فترى ابن عبد البر قد زاد لفظة يا أبا بكر بعد لا حتى لا تعلق لا

ص 33

وله أخبار حسان وفضائل جمة رضي الله عنه. توفي سلمان في آخر خلافة عثمان، سنة خمس وثلاثين، وقيل بل توفي سنة ست وثلاثين في أولها، وقيل بل توفي في خلافة عمر. والأول أكثر والله أعلم. وقال الشعبي: توفي سلمان في علية لأبي قرة الكندي بالمدائن. وروى عنه من الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل . فالحمد لله على ظهور بطلان خرافات أهل الزور، وثبوت صحة حديث النور كالنور على شاهق الطور، ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور. ولقد صدق الله تعالى حيث قال (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

 ترجمة أحمد بن حنبل

وأما (أحمد بن حنبل) فهو الإمام العظيم والركن الركين، وأحد شيوخ الإسلام عند أهل السنة من السابقين واللاحقين، وقد أوردنا شطرا من كلماتهم في حقه، ونبذة من الفضائل والمكارم التي ذكروها له، في قسم (حديث التشبيه) عن طائفة كبيرة من أمهات مصادرهم، ومن أشهر مؤلفاتهم ومصنفاتهم، أمثال: 1 - الثقات لابن حبان. 2 - حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني. 3 - الاكمال للأمير ابن ماكولا. 4 - الأنساب لأبي سعد السمعاني.

(هامش)

بلفظ يغفر وحذف يا أخي حتى لا يلزم التكرار المستبشع... ولما ذا صدر منه هذا التحريف؟ لأن الحديث هذا صريح في أن أبا بكر أغضب الله تعالى بإغضاب سيدنا سلمان راجع: 7 / 173. (*)

ص 34

5 - وفيات الأعيان لابن خلكان. 6 - تهذيب الأسماء واللغات للنووي. 7 - المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي. 8 - تذكرة الحفاظ للذهبي. 9 - العبر في خبر من غبر للذهبي. 10 - مرآة الجنان لليافعي. 11 - تتمة المختصر في أخبار البشر لابن الوردي. 12 - رجال المشكاة للخطيب التبريزي. 13 - تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني. 14 - تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني. 15 - طبقات الشافعية للسبكي. 16 - طبقات الحفاظ لجلال الدين السيوطي. 17 - شرح المواهب اللدنية للزرقاني. وغيرها من المعاجم الرجالية وكتب الحديث المعتبرة لدى القوم. ولعل من أجلى مدائحه ما ذكره النووي عن إبراهيم بن الحارث - وهو من أولاد عبادة بن الصامت - أنه قيل لبشر الحافي: لو أنك قمت وقلت بما قال أحمد! فقال بشر: لا أقدر على هذا الأمر، إن أحمد قام مقام الأنبياء (1). وما ذكره عبد الحق الدهلوي عن الميموني قال: قال لي ابن المديني بالبصرة بعد المحنة: يا ميموني، ما قام أحد في الإسلام ما قام أحمد. فعجبت من هذا وأبو بكر قد قام في الردة، قلت: بأي شيء؟ قال: إن أبا بكر وجد أنصارا، وإن أحمد لم يجد ناصرا (2).

(هامش)

(1) تهذيب الأسماء واللغات 1 / 110. (2) رجال المشكاة - ترجمته. (*)

ص 35

ألا يستفاد من هذا تفضيل أحمد على أبي بكر؟. وهذه مقتطفات مما جاء في (سير أعلام النبلاء) بترجمة: الإمام أحمد بن حنبل، هو الإمام حقا وشيخ الإسلام صدقا... أحد الأئمة الأعلام.. أنبأ عبد الله بن أحمد سمعت سفيان بن وكيع يقول: أحفظ عن أبيك مسألة من نحو أربعين سنة، سئل عن الطلاق قبل النكاح فقال: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وابن عباس ونيف وعشرين من التابعين، لم يروا به بأسا. فسألت أبي عن ذلك، فقال: صدق كذا قلت. قال: وحفظت أني سمعت أبا بكر بن حماد يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: لا يقال لأحمد بن حنبل: من أين قلت؟ وسمعت: أبا إسماعيل الترمذي يذكر عن ابن نمير قال: كنت عند وكيع، فجاءه رجل - أو قال جماعة - من أصحاب أبي حنيفة فقالوا له: ههنا رجل بغدادي يتكلم في بعض الكوفيين، فلم يعرفه وكيع، فبينا نحن إذ طلع أحمد بن حنبل فقالوا: هذا هو. فقال وكيع: ههنا يا أبا عبد الله، فأفرجوا فجعلوا يذكرون عن أبي عبد الله الذي ينكرون، وجعل أبو عبد الله يحتج بالأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا لوكيع: هذا بحضرتك ترى ما يقول. فقال: رجل يقول قال رسول الله إيش أقول له؟ ثم قال: ليس القول إلا كما قلت يا أبا عبد الله، فقام القوم بوكيع: خدعك والله البغدادي. وقال إبراهيم الحربي: رأيت أبا عبد الله كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين. وعن رجل قال: ما رأيت أحدا أعلم بفقه الحديث ومعانيه من أحمد. أحمد بن سلمة سمعت ابن راهويه يقول: كنت أجالس أحمد وابن معين ونتذاكر، فأقول: ما فقهه؟ ما تفسيره؟ فيسكتون إلا أحمد. قال أبو بكر الخلال: كان أحمد قد كتب كتب الرأي وحفظها ثم لم يلتفت إليها.

ص 36

قال إبراهيم بن شماس: سألنا وكيعا عن خارجة بن مصعب، فقال: نهاني أحمد أن أحدث عنه. قال العباس بن محمد الخلال: أنبأ إبراهيم بن شماس: سمعت وكيعا وحفص بن غياث يقولان: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى. يعنيان أحمد بن حنبل. وقيل: إن أحمد أتى حسينا الجعفي بكتاب كبير يشفع في أحمد، فقال حسين: يا أبا عبد الله لا تجعل بيني وبينك منعما، فليس تحمل علي بأحد إلا وأنت أكبر منه. الخلال: أنبأ المروزي، أنبأ خضر المروزي بطرسوس، سمعت ابن راهويه سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمد بن حنبل إمامنا. الخلال: أنبأنا محمد بن علي، ثنا الأثرم، حدثني بعض من كان مع أبي عبد الله: أنهم كانوا يجتمعون عند يحيى بن آدم فيتشاغلون عن الحديث بمناظرة أحمد يحيى بن آدم، ويرتفع الصوت بينهما، وكان يحيى بن آدم واحد أهل زمانه في الفقه. الخلال: أنبأ المروزي سمعت محمد بن يحيى القطان يقول: رأيت أبي مكرما لأحمد بن حنبل، لقد بذل له كتبه - أو قال - حديثه. وقال القواريري: قال يحيى القطان: ما قدم علينا مثل هذين، أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وما قدم علي بن بغداد أحب إلي من أحمد بن حنبل. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: شق على يحيى بن سعيد يوم خرجت من البصرة. عمرو بن العباس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكر أصحاب الحديث فقال: أعلمهم بحديث الثوري أحمد بن حنبل. قال: فأقبل أحمد، فقال ابن مهدي: من أراد أن ينظر إلى ما بين كتفي الثوري فلينظر إلى هذا. قال المروزي: قال أحمد: عنيت بحديث سفيان حتى كتبته عن رجلين،

ص 37

حتى كلمنا يحيى بن آدم فكلم لنا الأشجعي، فكان يخرج إلينا الكتب فنكتب من غير أن نسمع. وعن ابن مهدي قال: ما نظرت إلى أحمد إلا ذكرت به سفيان. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: خالف وكيع ابن مهدي في نحو من ستين حديثا من حديث سفيان، فذكرت ذلك لابن مهدي وكان يخفيه عني. عباس الدوري: سمعت أبا عاصم يقول: الرجل بغدادي من تعدون عندكم اليوم من أصحاب الحديث؟ قال: عندنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة والعيطي والسويدي، حتى عدله جماعة بالكوفة أيضا وبالبصرة، فقال أبو عاصم: قد رأيت جميع من ذكرت، وجاؤا إلي، ولم أر مثل ذاك الفتى. يعني أحمد بن حنبل. قال شجاع بن مخلد: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: ما بالمصرين رجل أكرم علي من أحمد بن حنبل. وعن سليمان بن حرب أنه قال لرجل: سل أحمد بن حنبل ما يقول في مسألة كذا، فإنه عندنا إمام. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل. (قال الذهبي): قلت: قال هذا وقد رأى مثل الثوري ومالك وابن جريج. وقال حفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل أحمد. وقال الهيثم بن جميل الحافظ: إن عاش أحمد سيكون حجة على أهل زمانه. وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك ثم هذا الشباب - يعني أحمد بن حنبل - وإذا رأيت رجلا يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، ولو أدرك عصر الثوري والأوزاعي والليث لكان هو المقدم عليهم. فقيل لقتيبة: تضم أحمد إلى التابعين؟ قال: إلى كبار التابعين. قال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد شابا إذا قال أنبأ قال الناس كلهم: صدق. قلت: ومن هو؟ قال: أحمد بن حنبل.

ص 38

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل. وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد وسليمان بن داود الهاشمي. وقال محمد بن إسحاق بن راهويه: حدثني أبي قال لي أحمد بن حنبل: تعالى حتى أريك من لم تر مثله، فذهب بي إلى الشافعي. قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل، ولولا أحمد وبذل نفسه لذهب الإسلام. يريد المحنة. وروي عن إسحاق بن راهويه قال: أحمد حجة بين الله وبين خلقه. وقال محمد بن عبدويه: سمعت علي بن المديني يقول: أحمد أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه، لأن سعيدا كان له نظراء. وعن ابن المديني قال: أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة. وقال أبو عبيد: إنتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم. وذكر الحكاية. وقال أبو عبيد: إني لأتزين بذكر أحمد، وما رأيت رجلا أعلم بالسنة منه وقال الحسن بن الربيع: ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك، في سمته وتقاه. الطبراني: أنبأ محمد بن الحسين الأنماطي قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل. فقال رجل: فبعض هذا! فقال يحيى: وكثرة الثناء على أحمد تستنكر! لو جلسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها. وروى عباس عن ابن معين قال: ما رأيت مثل أحمد. وقال النفيلي: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين. وقال المروزي: حضرت أبا ثور سئل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا وكذا.

ص 39

وقال ابن معين: ما رأيت من يحدث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد والعيني وأحمد بن حنبل. وقال ابن معين: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدا. وقال أبو خيثمة: ما رأيت مثل أحمد ولا أشد منه قلبا. وقال علي بن خشرم: سمعت بشر بن الحارث يقول: أنا أسئل عن أحمد ابن حنبل! إن أحمد دخل الكير فخرج ذهبا أحمر. وقال عبد الله بن أحمد: قال أصحاب بشر الحافي له حين ضرب أبي: لو أنك خرجت فقلت: إني على قول أحمد! فقال: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء. القاسم بن محمد الصائغ، سمعت المروزي يقول: دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر فقال: أي شيء حال سيدنا؟ يعني أحمد بن حنبل. وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور الفقيه يقول: أحمد بن حنبل أعلم وأفقه من الثوري. وقال نصر بن علي الجهضمي: أحمد أفضل أهل زمانه. قال صالح بن علي الحلبي: سمعت أبا همام السكوني يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولا رأى هو مثله. وعن حجاج بن الشاعر قال: ما رأيت أفضل من أحمد بن حنبل، وما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على أحمد، بلغ والله في الإمامة أكثر من مبلغ سفيان ومالك. وقال عمرو الناقد: إذا وافقني أحمد بن حنبل على حديث لا أبالي من خالفني. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ؟ فقال: كانا في الحفظ متقاربين، وكان أحمد أفقه، إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة. وقال أبو زرعة: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه، وما رأيت أحدا أكمل من أحمد.

ص 40

وقال محمد بن يحيى الذهلي: جعلت أحمد إماما فيما بيني وبين الله تعالى. وقال محمد بن مهران الحمال: ما بقي غير أحمد. قال إمام الأئمة ابن خزيمة: سمعت محمد بن سحنويه، سمعت أبا عمير ابن النحاس الرملي وذكر أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله عن الدنيا، ما كان أصبره وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، وعرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها. قال أبو حاتم: كان أبو عمير من عباد المسلمين قال لي: إمل علي شيئا عن أحمد بن حنبل. وروي عن أبي عبد الله البوشنجي قال: ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد ابن حنبل ولا أعقل منه. وقال ابن وارة: كان أحمد صاحب فقه، صاحب حفظ، صاحب معرفة. وقال النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصبر. وعن عبد الوهاب الوراق قال: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فردوه إلى عالمه. رددناه إلى أحمد بن حنبل، وكان أعلم أهل زمانه. وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط. قال صالح بن محمد جزرة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل. قال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: ما دمت بالحجاز وأحمد بالعراق وابن راهويه بخراسان لا يغلبنا أحد. الخلال: أنبأنا محمد بن ياسين البلدي، سمعت ابن أبي أويس وقيل له: ذهب أصحاب الحديث. فقال: ما أبقى الله أحمد بن حنبل فلم يذهب أصحاب الحديث. وعن ابن المديني قال: أمرني سيدي أحمد بن حنبل أن لا أحدث إلا من

ص 41

كتاب الحسين بن الحسن. أبو معين الرازي: سمعت ابن المديني يقول: ليس في أصحابنا أحفظ من أحمد، وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة. وعنه قال: أحمد اليوم حجة الله تعالى على خلقه. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن أبي اليمن الكندي، أنبأنا عبد الملك بن أبي القاسم، أنبأنا أبو إسمعيل الأنصاري، أنبأنا أبو يعقوب القراب، أنبأنا محمد ابن عبد الله الجوزقي، سمعت أبا حامد الشرقي، سمعت أحمد بن سملة، سمعت أحمد بن عاصم، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: إنتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم فيه، وإلى ابن أبي شيبة وهو أحفظهم، وإلى علي بن المديني وهو أعلمهم به، وإلى يحيى بن معين وهو أكتبهم له. إسحق المنجنيقي، أنبأنا القاسم بن محمد المؤدب، عن محمد بن أبي بشر، قال: أتيت أحمد بن حنبل في مسألة فقال: أيت عبيد فإن له بيانا لا تسمعه من غيره، فأتيته فشفاني جوابه، فأخبرته بقول أحمد، فقال: ذاك رجل من عمال الله، نشر الله تعالى رداء علمه وذخر له عنده الزلفى، أما تراه محببا مألوفا، ما رأت عيني بالعراق رجلا اجتمعت فيه خصال هي فيه، فبارك الله تعالى له فيما أعطاه من الحلم والعلم والفهم... وبأسنادي إلى أبي إسماعيل الأنصاري، أنبأ إسماعيل بن إبراهيم، أنبأ نصر ابن أبي نصر الطوسي، سمعت علي بن أحمد بن حشيش، سمعت أبا الحديث الصوفي بمصر عن أبيه عن المزني يقول: أحمد بن حبل يوم المحنة وأبو بكر يوم الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم صفين. قال أحمد بن محمد الرشديني، سمعت أحمد بن صالح المصري يقول: ما رأيت بالعراق مثل هذين: أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن نمير، رجلين جامعين لم أر مثلهما بالعراق. وروى أحمد بن سلمة النيسابوري عن ابن وارة قال: أحمد بن حنبل

ص 42

ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، وأبو جعفر النفيلي بحران، وابن نمير بالكوفة. هؤلاء أركان الدين. وقال علي بن الجنيد الرازي: سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين. وعن محمد بن مصعب العابد قال: لسوط ضرب به أحمد بن حنبل في الله تعالى أكبر من أيام بشر بن الحارث الحافي. قال أبو عبد الرحمن النهاوندي: سمعت يعقوب الفسوي يقول: كتبت عن ألف شيخ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح. وبالاسناد إلى الأنصاري شيخ الإسلام، أنبأ أبو يعقوب، أنبأ منصور بن عبد الله الذهلي، أنبأ محمد بن الحسن بن علي البخاري، سمعت محمد بن إبراهيم البوشنجي، وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو عندي أفضل وأفقه من سفيان الثوري، وذلك أن سفيان لم يمتحن بمثل ما امتحن به أحمد، ولا علم سفيان ومن تقدم من فقهاء الأمصار بعلم أحمد بن حنبل، لأنه كان أجمع بها وأبصر بأغاليطهم وصدوقهم وكذوبهم. قال: ولقد بلغني عن بشر بن الحارث أنه قال: قام أحمد مقام الأنبياء. وأحمد عندنا امتحن بالسراء والضراء فكان فيهما معتصما بالله تعالى. قال أبو يحيى الناقد: كنا عند إبراهيم بن عرعرة فذكروا علي بن عاصم فقال رجل: أحمد بن حنبل يضعفه. فقال رجل: وما يضره إذا كان ثقة! فقال ابن عرعرة: والله لو تكلم أحمد في علقمة والأسود لغيرهما. وقال الخشني: سمعت إسماعيل بن الخليل يقول: لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية... (1).

(هامش)

(1) سير أعلام النبلاء 11 / 177. (*)

ص 43

رواية أحمد دليل على صحة الحديث

 ثم إن مجرد رواية أحمد لحديث من الأحاديث دليل على ثبوته واعتباره عند المحققين من أهل السنة، فقد استشهد الخوارزمي المكي - عند الكلام على فضائل علي عليه السلام، وأنها لا تحصى كثرة بعد رواية أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله دالة على هذا المعنى - بكلام رواه عن أحمد بن حنبل هذا نصه: ويدلك على ذلك: ما روي عن الإمام الحافظ أحمد بن حنبل - وهو كما عرف أصحاب الحديث: قريع أقرانه، وإمام زمانه، والفارس الذي يكب فرسان الحفاظ في ميدانه، وروايته فيه رضي الله عنه مقبولة، وعلى كاهل التصديق محمولة، لما علم أن الإمام أحمد بن حنبل ومن احتذى على مثاله ونسج على منواله وحطب في حبله وانضوى إلى حفله، مالوا إلى تفضيل الشيخين رضوان الله عليهما، فجاءت روايته فيه كعمود الصباح لا يمكن ستره بالراح - وهو: ما رواه الشيخ الإمام الزاهد فخر الأئمة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفر بندي الخوارزمي رحمه الله تعالى إجازة قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد الحسن ابن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ابن عبدان العطار، وإسماعيل بن أبي نصر عبد الرحمن الصابوني، وأحمد بن الحسين البيهقي قالوا جميعا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت القاضي الإمام أبا الحسن علي بن الحسين، وأبا الحسن محمد بن المظفر الحافظ يقولان: سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل ما

ص 44

جاء لعلي بن أبي طالب (1). إذن... كل ما روى أحمد في أمير المؤمنين عليه السلام مقبول وعلى كاهل التصديق محمول... وبمثله صرح الحافظ الكنجي الشافعي حيث قال: قلت: ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من آيات القرآن لا يمكن جعله إلا في كتاب واحد، وذكر جميعها يقصر عنه باع الاحصاء. ويدلك على صدق ما ذهب إليه مؤلف هذا الكتاب محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي عفا الله عنه: ما أخبره الشيخ المقري أبو إسحاق إبراهيم بن بركة الكتبي بالموصل... عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.... ويدلك على ذلك: ما روينا عن إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل - وهو أعرف أصحاب الحديث في علم الحديث قريع أقرانه وإمام زمانه... (2). وقال سبط ابن الجوزي: وأحمد مقلد في الباب، متى روى حديثا وجب المصير إلى روايته، لأنه إمام زمانه، وعالم أوانه، والمبرز في علم النقل على أقرانه، والفارس الذي لا يجارى في ميدانه، وهذا هو الجواب عن جميع ما يرد في الباب في أحاديث الكتاب (3).

جواب سبط ابن الجوزي عن تضعيف الحديث

 فإن قيل: قد ضعفوا هذا الحديث. فالجواب: إن الحديث الذي ضعفوه غير هذه الألفاظ وغير هذا الاسناد، أما اللفظ: خلقت أنا وهارون بن عمران

(هامش)

(1) مناقب أمير المؤمنين / 3. (2) كفاية الطالب / 253. (3) تذكرة الخواص / 22. (*)

ص 45

ويحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة. وفي رواية: خلقت أنا وعلي من نور كنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، فجعلنا ننقلب في أصلاب الرجال إلى عبد المطلب. وأما الاسناد فقالوا: في إسناده محمد بن خلف المروزي وكان مغفلا، وفيه أيضا جعفر بن أحمد بن بيان وكان شيعيا. والحديث الذي رويته يخالف هذا اللفظ والإسناد، لأن رجاله ثقات. فإن قيل: فعبد الرزاق كان يتشيع. قلنا: هو أكبر شيوخ أحمد بن حنبل، ومشى إلى صنعاء من بغداد حتى سمع منه وقال: ما رأيت مثل عبد الرزاق، ولو كان فيه بدعة لما روى عنه، وما زال إلى أن مات يروي عنه، ومعظم الأحاديث التي في المسند رواها من طريقه، وقد أخرج عنه في الصحيحين (1).

 ترجمة سبط ابن الجوزي

 وسبط ابن الجوزي من كبار علماء أهل السنة ومحدثيهم المعتمدين، فقد ترجم له: 1 - أبو المؤيد الخوارزمي: أما المسند الأول - وهو مسند الأستاذ أبي محمد الحارثي البخاري - فقد أخبرني به الأئمة بقراءتي عليهم: الإمام أقضى قضاة الأنام، أخطب خطباء الشام جمال الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد ابن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني، والشيخ الثقة تقي الدين إسماعيل ابن إبراهيم بن يحيى... والشيخ الإمام شمس الدين يوسف بن عبد الله سبط

(هامش)

(1) تذكرة خواص الأمة 46 - 47. (*)

ص 46

الإمام أبي الفرج ابن الجوزي بقراءتي عليه... (1). وقال في مقام الجواب عما ذكر من لحن أبي حنيفة: والجواب الثاني: إنه ذكر الإمام الحافظ سبط ابن الجوزي أنه افتراء على أبي حنيفة، وإنما المنقول عنه: بأبي قبيس. كذا قاله الثقات من أرباب النقل (2). فترى أنه وصفه تارة ب‍ الشيخ الإمام وأخرى ب‍ الإمام الحافظ . 2 - ابن خلكان قائلا: الواعظ المشهور، حنفي المذهب، وله صيت وسمعة في مجالس وعظه، وقبول عند الملوك وغيرهم. . كما أنه اعتمد على تاريخه المسمى ب‍ مرآة الزمان في ترجمة الحلاج (3).

 ترجمة ابن خلكان

 وابن خلكان المتوفى سنة 681 من أشهر مشاهير أهل السنة، فقد قال الذهبي بترجمته: ابن خلكان قاضي القضاة... لقي كبار العلماء، وبرع في الفضائل والآداب... وكان كريما جوادا سريا ذكيا أخباريا عارفا بأخبار الناس... (4). وقال أبو الفداء: القاضي الفاضل المحقق شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان البرمكي، وكان فاضلا عالما، تولى القضاء بمصر والشام وله مصنفات جليلة مثل وفيات الأعيان وغيره في التاريخ... (5). وكذا قال ابن الوردي (6).

(هامش)

(1) جامع مسانيد أبي حنيفة 1 / 70. (2) المصدر 1 / 54. (3) وفيات الأعيان 3 / 142، وانظر 2 / 153. (4) العبر في حوادث سنة 681. (5) المختصر، في حوادث السنة المذكورة. (6) تتمة المختصر في حوادث السنة المذكورة. (*)

ص 47

وقال الصفدي: ... كان فاضلا بارعا متفقها، وعارفا بالمذاهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، وبصيرا بالعربية علامة بالأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع حلو المذاكرة، وافر الحرمة، فيه رئاسة كثيرة، له كتاب وفيات الأعيان، وقد اشتهر كثيرا... (1). وقال السبكي: كان أحنف وقته حلما، وشافعي زمانه علما، وحاتم عصره، إلا أنه لا يقاس به حاتم... (2). وعن قطب الدين في تاريخ مصر: كان إماما، أديبا بارعا، وحاكما عادلا، ومؤرخا جامعا، وله الباع الطويل في الفقه والنحو والأدب، غزير النقل، كامل العقل... (3). وكذا ترجم له وأثنى عليه الأسدي والاسنوي في كتابيهما في (طبقات الشافعية) واليافعي في (مرآة الجنان) وابن تغري بردى في (النجوم الزاهرة)، والسيوطي في (حسن المحاضرة) وغيرهم.

 3 - يوسف بن أحمد بن محمد ترجم لسبط ابن الجوزي في ترجمة وفيات الأعيان إلى الفارسية.

 4 - القطب اليونيني البعلبكي قائلا: وكان له القبول التام عند الخاص والعام من أبناء الدنيا وأنباء الآخرة (4).

 ترجمة اليونيني

 واليونيني المتوفى سنة 726 من أعاظم أهل السنة، فقد قال الذهبي

(هامش)

(1) الوافي بالوفيات 7 / 308. (2) طبقات الشافعية الوسطى - مخطوط -. (3) طبقات الشافعية 3 / 23. (4) ذيل مرآة الزمان - مقدمة الكتاب. (*)

ص 48

بترجمته: موسى بن محمد بن أبي الحسين، الإمام المؤرخ، قطب الدين ابن الشيخ الفقيه، سمع من أبيه وبدمشق من ابن عبد الدائم وشيخ الشيوخ، وبمصر من ابن صارم، واختصر مرآة الزمان وذيل عليه فأجاد، روى الكثير ببعلبك، ولد سنة أربعين وستمائة، وتوفي في شوال سنة 726، وكان رئيسا محترما (1). وقال اليافعي ومات ببعلبك شيخها الصدر الكبير قطب الدين... صاحب التاريخ... (2). أما ذيله على (مرآة الزمان) فقد ذكره الجلبي، واستحسنه الذهبي - كما تقدم - وغيره.

5 - أبو الفداء حيث قال: وفيها توفي الشيخ الدين... وكان من الوعاظ الفضلاء، ألف تاريخا جامعا سماه (مرآة الزمان) (3).

 ترجمة أبي الفداء

 وأبو الفداء المتوفى سنة 732 من أكابر علمائهم، فقد قال ابن الوردي بترجمته: ... وكان سخيا محبا للعلم والعلماء، متفننا، يعرف علوما، وقد رأيت جماعة من ذوي الفضل يزعمون أنه ليس في الملوك بعد المأمون أفضل منه، رحمه الله تعالى (4). وقال ابن الشحنة: ... وكان عالما أديبا، له اليد الطولى في الرياضة

(هامش)

(1) المعجم المختص: 285. (2) مرآة الجنان - حوادث سنة 726. (3) المختصر - حوادث 654. (4) تتمة المختصر - حوادث 732. (*)

ص 49

والهندسة والهيئة.. (1). وقال الكتبي: الملك المؤيد صاحب حماة، إسماعيل بن علي، الإمام العالم الفاضل السلطان... فيه مكارم وفضيلة تامة من فقه وطب وحكمة وغير ذلك... (2). وقال الأسدي: ... العالم العلامة المتفنن المصنف، السلطان المؤيد، عماد الدين... اشتغل في العلوم وتفنن منها، وصنف التصانيف المشهورة، منها التاريخ (3). وكذا ترجم له ابن حجر العسقلاني وابن تغري بردى. 6 - ابن الوردي قائلا: فيها توفي الشيخ شمس الدين يوسف سبط جمال الدين ابن الجوزي، واعظ فاضل، له مرآة الزمان تاريخ جامع. قلت: وله تذكرة الخواص من الأئمة في ذكر مناقب الأئمة، والله أعلم (4).

 ترجمة ابن الوردي

 وابن الوردي من كبار الفقهاء المشاهير، فقد قال ابن حجر العسقلاني بترجمته: زين الدين ابن الوردي الفقيه الشافعي الشاعر المشهور، نشأ بحلب وتفقه بها وفاق الاقران... (5) وكذا قال ابن قاضي شبهة بعد أن عنونه ب‍ الإمام العلامة الأديب المؤرخ.. فقيه حلب... (6)

(هامش)

(1) روضة المناظر - حوادث 732. (2) فوات الوفيات 1 / 183. (3) طبقات الشافعية 3 / 109. (4) تتمة المختصر - حوادث 656. (5) الدرر الكامنة 3 / 272. (6) طبقات الشافعية 3 / 197. (*)

ص 50

7 - الذهبي حيث قال: ابن الجوزي، العلامة الواعظ المؤرخ شمس الدين... أسمعه جده منه ومن ابن كليب وجماعة، وقدم دمشق سنة بضع وستين فوعظ بها، وحصل له القبول للطف شمائله وعذوبة وعظه، وله تفسير في تسعة وعشرين مجلدا، وشرح الجامع الكبير، وجمع مجلدا في مناقب أبي حنيفة، ودرس وأفتى، وكان في شبيبته حنبليا، توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة، وكان وافر الحرمة عند الملوك (1). 8 - الداودي: يوسف بن قزغلي، الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط الحافظ أبي الفرج، روى عن جده وطائفة، وألف كتاب مرآة الزمان، وله تفسير على القرآن العظيم في سبعة وعشرين مجلدا، وشرح الجامع الكبير، وكان في شبيبته حنبليا ثم صار حنفيا، وكان بارعا في الوعظ، وله القبول التام عند الخاص والعام من أبناء الدنيا وأبناء الآخرة، مات بدمشق سنة أربع وخمسين وستمائة (2). 9 - الكفوي ... وكان إماما عالما فقيها واعظا جيدا مهيبا... (3). 10 - اليافعي: العلامة الواعظ المؤرخ... درس وأفتى... (4). 11 - الفيروز آبادي: ... أوحد زمانه في الوعظ... (5). 12 - القاري: تفقه على الشيخ محمود الحصري، وأعطي القبول بين الملوك والأمراء والمشايخ والعلماء في الوعظ وغيره... (6). وغيرهم... وكلهم أثنوا عليه الثناء البالغ ومدحوه المدح العظيم.

(هامش)

(1) العبر - حوادث سنة 654. (2) طبقات المفسرين 2 / 383. (3) كتائب أعلام الأخيار - مخطوط. (4) مرآة الجنان - حوادث 654. (5) مختصر الجواهر المضية في طبقات الحنفية - مخطوط. (6) الأثمار الجنية في طبقات الحنفية - مخطوط. (*)

ص 51

طعن الذهبي والصفدي في السبط

 لكن الذهبي والصفدي قد انتقدا السبط وجرحاه - جريا على عادتهما في التسرع في الطعن والجرح - فقد قال الكفوي ما نصه: قال الشيخ صلاح الدين الصفدي - بعد أن أثنى على أبي المظفر يوسف ابن قزغلي -: وهو صاحب مرآة الزمان، وأنا ممن حسده على هذه التسمية، فإنها لائقة بالتاريخ، كأن الناظر في التاريخ يعاين من ذكر فيه في مرآة، إلا أن المرآة فيه صدأ المجازفة منه رحمه الله، في أماكن معروفة. وقال الذهبي في كتابه المسمى بالميزان: إن يوسف بن قزغلي ألف مرآة الزمان، فتراه يأتي بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة، بل يحيف ويجازف، ثم إنه يترفض. وقال في موضع آخر: كان حنبليا وتحول حنفيا للدنيا . الدفاع عن السبط قال الكفوي بعد أن نقل هذا عنهما: واعلم أن صاحب مرآة الزمان قد كان ناقلا عمن تقدمه في التاريخ، ووظيفته الرواية والعهدة على الرواي، ونسبته إلى المجازفة جور عليه، فإن التاريخ لا يشترط فيه الأسانيد التي لا غبار عليها، على أن صلاح الدين الصفدي والشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي ومن بعدهما تطفلوا على تاريخه ونقلوا من مرآة الزمان شيئا كثيرا، فإن لم يكن ثقة فهم ليسوا بثقات (1). كما استبعد القاري ما ادعاه الذهبي فقال - بعد أن نقل كلامه في الميزان -: وهو بعيد جدا كما لا يخفى (2).

(هامش)

(1) كتائب أعلام الأخيار - مخطوط. (2) الأثمار الجنية - مخطوط. (*)

ص 52

وقال الجلبي ما نصه: قال في الذيل: وهذا من الحسد، فإنه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لا سيما الذهبي والصفدي، فإن نفولهما منه في تاريخهما (1).

 استناد القوم إلى أقواله في القضايا الخلافية

 أضف إلى ذلك كله: أنا نثبت جلالة سبط ابن الجوزي وعظمته من كلام: الخواجة الكابلي صاحب (الصواقع) وهو الذي طالما اقتدى به (الدهلوي) ونسج على منواله. والقاضي ثناء الله العثماني. ورشيد الدين خان. وصاحب إزالة الغين. ومن كلام (الدهلوي). أما الكابلي فقد قال عند الجواب عن مطعن درء الحد عن المغيرة بن شعبة ما نصه: ودعوى أهل البصرة على مغيرة كما ذكره ابن جرير الطبري، والإمام البخاري، والحافظ عماد الدين ابن كثير، والحافظ جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي، والشيخ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي، في تواريخهم: إن المغيرة كان أمير البصرة... . إذن... (الكابلي) يعتمد على (السبط) ويثق به على حد اعتماده ووثوقه ب‍ (البخاري) و(ابن جرير) و(ابن الجوزي) وغيرهم. وأما (القاضي) و(الدهلوي) فقد قالا بمثل كلام الكابلي عند الجواب عن المعطن المذكور، وقد صرح الثاني بوثاقة هؤلاء المؤرخين المذكورين. وأما (رشيد الدين خان) فقد قال: قال الحافظ أبو المؤيد الخوارزمي - في

(هامش)

(1) كشف الظنون 2 / 1648. (*)

ص 53

أوائل مسند الإمام الأعظم عند الجواب عن إشكالات الخطيب البغدادي: - وأما قوله: إن أبا حنيفة لحن حيث قال في مسألة القتل بالقتل: ولو رماه بأبا قبيس... فيجاب عنه بوجوه: الأول: إنه ذكر الإمام الحافظ سبط ابن الجوزي أنه افتراء على أبي حنيفة... (1). كما أنه عد (سبط ابن الجوزي) من أئمة الدين المعتمدين، كأحمد وابن الجوزي وغيرهم... (2). وأما صاحب (إزالة الغين) فقد نقل عن (السبط) كلامه في الدفاع عن أبي حنيفة معبرا عنه ب‍ الإمام الحافظ... (3).

مؤلفات السبط

 ولسبط ابن الجوزي مؤلفات مشهورة. وقد ذكر الجلبي منها الكتب التالية: 1 - الانتصار لإمام أئمة الأمصار. 2 - اللوامع في أحاديث المختصر والجامع. 3 - التفسير. 4 - منتهى السؤل في سيرة الرسول. 5 - إيثار الانصاف. وذكر أنه ألف كتابا في ترجيح مذهب أبي حنيفة على غيره من المذاهب، عدا كتاب الانتصار الذي ألفه في الموضوع، وأن له شرحا على الجامع الكبير لأبي عبد الله الشيباني. أما مرآة الزمان فقد ذكره السندي أيضا في مروياته في (حصر الشارد)

(هامش)

(1) شوكت عمريه 120 (2) إيضاح لطافة المقال 279. (3) إزالة الغين. في مبحث الجواب عما طعن في أبي حنيفة. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب