ص 54
قائلا: وأما مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي فأرويه بالسند المتقدم إلى الحافظ ابن
حجر، عن أحمد بن أبي بكر المقدسي، عن سليمان عن يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي .
اعتماد العلماء على كتبه ولقد اعتمد كبار العلماء على كتبه ونقلوا عنها، مثل ابن
خلكان في (تاريخه) والصفدي في (الوافي بالوفيات) في ترجمة محمد بن كرام السجستاني
والبدخشي في (مفتاح النجا) والمسهودي في مواضع من (جواهر العقدين) (1) والحلبي في
(سيرته) والحصكفي في (الدر المختار) وابن عابدين في (رد المحتار في شرح الدر
المختار)... وغيرهم.
2 _ رواية أبي حاتم الرازي

لقد جاء في كتاب (زين الفتى في
تفسير سورة هل أتى) ما نصه: أخبرنا الحسين بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن أبي
منصور قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا محمد بن إدريس الرازي قال: حدثنا محمد بن
عبد الله
(هامش)
(1) منها: ما ذكره في الروايات والآثار الدالة على أن من أعان أهل البيت عليهم
السلام وأحسن إليهم يجازى بعمله الجزاء الحسن فقال: ومن ذلك: ما رواه سبط ابن
الجوزي بسنده إلى عبد الله بن المبارك - وكان يحج سنة ويغزو سنة، فلما كان السنة
التي حج فيها - خرجت بخمسمائة دينار إلى موقف الجمال بالكوفة لأشتري جمالا، فرأيت
امرأة على بعض المزابل تنتف ريش بطة منتنة، - - > (*)
ص 55
ابن المثنى قال: حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد نسبح الله عز وجل في يمنة العرش
قبل خلق الدنيا، ولقد سكن آدم الجنة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في
صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم نزل يقلبنا الله عز وجل من
أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة، حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب، فجعل ذلك النور
بنصفين، فجعلني في صلب عبد الله، وجعل عليا في صلب أبي طالب، وجعل في النبوة
والرسالة وجعل في علي الفروسية والفصاحة، واشتق لنا اسمين من أسمائه، فرب العرش
محمود وأنا محمد، وهو الأعلى وهذا علي (1).
ترجمته
وأبو حاتم محمد بن إدريس
الرازي المتوفى سنة 277 غني عن التعريف، فلا حاجة إلى الاطناب في ذكر فضائله، ونقل
الكلمات في حقه، بل نكتفي بنبذة
(هامش)
فتقدمت إليها فقلت: لم تفعلين هذا؟ فقالت: يا عبد الله لا تسأل عما يعنيك، قال:
فوقع في خاطري من كلامها شيء، فألححت عليها، فقالت: يا عبد الله قد ألجأتني إلى كشف
سري إليك. أنا امرأة علوية ولي أربع بنات يتامى، مات أبوهن من قريب وهذا اليوم
الرابع ما أكلنا شيئا، وقد حلت لنا الميتة، فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها إلى
بناتي فنأكلها. فقلت في نفسي: ويحك يا ابن المبارك أين أنت من هذه!! فقلت: إفتحي
حجرك، ففتحته، فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لا تلتفت. قال: ومضيت إلى
المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج ذلك العام، ثم تجهزت إلى بلادي وأقمت حتى حج
الناس وعادوا، فخرجت أتلقى جيراني وأصحابي، فجعلت كل من أقول له قبل الله حجك
وشكر سعيك يقول: وأنت قبل الله حجك وشكر سعيك، أما قد اجتمعنا بك في مكان كذا
وكذا، وأكثر علي الناس في القول. فبت متفكرا في ذلك فرأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في المنام وهو يقول: يا عبد الله لا تعجب، فإنك أغثت ملهوفة من ولدي، فسألت
الله أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك في كل عام إلى يوم القيامة، فإن شئت أن تحج
وإن شئت أن لا تحج . (1) زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط. (*)
ص 56
منها فقط: 1 - السمعاني: إمام عصره والمرجوع إليه في مشكلات الحديث... كان من
مشاهير العلماء المذكورين الموصوفين بالفضل والحفظ والرحلة... (1). 2 - ابن
الأثير: هو من أقران البخاري ومسلم (2). 3 - الذهبي: حافظ المشرق... بارع
الحفظ واسع الرحلة من أوعية العلم... وكان جاريا في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي
(3).
3 _ رواية عبد الله بن أحمد

لقد روى هذا الحديث في (زوائد مناقب أمير
المؤمنين) قائلا: حدثنا الحسن قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا الفضيل
بن عياض قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان قال: سمعت
حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز
وجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين،
فجزء أنا وجزء علي .
ترجمته
وعبد الله بن أحمد المتوفى سنة 290 من كبار محدثي أهل
السنة، وقد جاءت فضائله الباهرة في كافة معاجم الرجال، وإليك بعض الكلمات:
(هامش)
(1) الأنساب - الحنظلي. (2) الكامل 6 / 67. (3) العبر - حوادث 277. (*)
ص 57
1 - المقدسي: سمع أباه ويحيى بن معين وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأبا
خيثمة... قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا فهما. وقال بدر بن أبي بدر البغدادي:
عبد الله بن أحمد جهبذ ابن جهبذ. وقال أبو الحسين بن المنادي: لم يكن في الدنيا
أروى عن أبيه منه، لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفا، والتفسير وهو مائة وعشرون
ألفا، سمع منها ثلاثين ألفا والباقي وجادة، والناسخ والمنسوخ، والتاريخ، وحديث
شعبة، والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى، والجوابات في القرآن، والمناسك الكبير
والصغير، وحديث الشيوخ وغير ذلك. وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة
الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها،
ويذكرون عن أسلافهم الاقرار له بذلك، حتى أن بعضهم ليسرف في تقريظه إياه بالمعروف
وزيادة السماع للحديث على أبيه... (1). 2 - الذهبي: عبد الله بن أحمد بن محمد
بن حنبل، الإمام الحافظ الحجة، أبو عبد الله، محدث العراق، ولد إمام العلماء...
(2). وقال: الحافظ أبو عبد الرحمن... كان إماما خبيرا بالحديث وعلله، مقدما فيه،
وكان من أروى الناس عن أبيه... (3). 3 - ابن حجر: ... قال عباس الدوري: سمعت
أحمد يقول: قد وعى عبد الله علما كثيرا، وقال الخطيمي بلغني عن أبي زرعة قال قال
أحمد: إبني عبد الله محفوظ، من علماء الحديث، لا يكاد يذاكر إسماعيل بن علي إلا بما
لا أحفظ. وقال أبو علي الصواف: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كل شيء أقول قال أبي
فقد سمعته مرتين أو ثلاثة. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلى بمسائل أبيه وبعلل
(هامش)
(1) الكمال - مخطوط. (2) تذكرة الحفاظ 2 / 665. (3) العبر - حوادث سنة 290. (*)
ص 58
الحديث. وقال أبو الحسين ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، لأنه
سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفا والتفسير... قال: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون
له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على الطلب، حتى أن بعضهم
أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة وزيادة السماع على أبيه... قال النسائي ثقة. وقال
السلمي: سألت الدار قطني عن عبد الله بن أحمد وحنبل بن إسحاق؟ فقال: ثقتان نبيلان.
وقال أبو بكر الخلال: كان عبد الله رجلا صالحا صادق اللهجة كثير الحياء... (1). 4
- اليافعي: الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني، كان إماما
خبيرا بالحديث وعلله مقدما فيه (2).
4_ رواية ابن مردويه

لقد قال الخطيب
الخوارزمي ما نصه: أخبرنا شهر دار - هذا - إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن
عبدوس الهمداني كتابة: حدثنا الشريف أبو طالب الجعفري، حدثنا ابن مردويه الحافظ،
حدثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد، حدثنا أحمد بن زكريا، حدثنا أبو طهمان، حدثنا
محمد بن خالد الهاشمي، حدثنا الحسين بن إسماعيل بن حماد، عن أبيه، عن زياد بن
المنذر، عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 5 / 141. (2) مرآة الجنان حوادث: 290. (*)
ص 59
قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في
صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب فقسمه
نصفين: قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب. فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي
ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه (1).
ترجمته
وأبو بكر ابن
مردويه الحافظ المتوفى سنة 410 من أعاظم محدثي أهل السنة الموصوفين بالحفظ
والوثاقة، وقد ترجم له وأثنى عليه الذهبي في (تذكرة الحفاظ) والسيوطي في (طبقات
الحفاظ) وغيرهما في كتب الرجال والحديث.
5 _ رواية ابن عبد البر

لقد روى هذا
الحديث ضمن جملة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام - كحديث الطير وغيره - فقال:
وقال صلى الله عليه وسلم: خلقت أنا وعلي من نور واحد نسبح الله تعالى يمنة العرش،
قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما انتهى النور إلى عبد المطلب جعله نصفين: نصف في عبد
الله ونصف في صلب أبي طالب، وشق لنا من اسمه، فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى
وهذا علي (2).
(هامش)
(1) مناقب أمير المؤمنين: 88. (2) بهجة المجالس وأنس الجالس، ذكره في كشف الظنون
وقال من الكتب المعتبرة في المحاظرات . (*)
ص 60
ترجمته
وقد تقدمت لابن عبد البر القرطبي ترجمة في قسم (حديث الثقلين) عن الذهبي
الذي قال: كان إماما دينا ثقة متقنا علامة متبحرا صاحب سنة وأتباع ثم ذكرنا
جملة من مصادر ترجمته.
6 _ رواية الخطيب البغدادي

لقد قال الكنجي ما نصه: الباب
السابع والثمانون: في أن عليا خلق من نور النبي: أخبرنا إبراهيم ابن بركات الخشوعي
بمسجد الربوة من غوطة دمشق، أخبرنا الحافظ علي بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم هبة
الله، أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي ابن محمد بن عبد الله العدل،
أخبرنا أبو علي الحسن بن صفوان، حدثنا محمد بن سهل العطار، حدثنا أبو ذكوان حدثني
حرب بن بيان الضرير من أهل قيسارية، حدثني أحمد بن عمرو حدثنا أحمد بن عبد الله عن
عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم: خلق الله قضيبا من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام،
فجعله أمام العرش حتى كان أول مبعثي، فشق منه نصفا فخلق منه نبيكم، والنصف الآخر
علي بن أبي طالب. قلت: هكذا أخرجه إمام أهل الشام عن إمام أهل العراق، كما سقناه،
وهو في كتابيهما (1).
(هامش)
(1) كفاية الطالب / 314. (*)
ص 61
كلمة في تاريخ بغداد قال ابن جزلة حول تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ما نصه: ولما
كان الحديث والعناية به ومعرفة الرجال الناقلين له من أجل العلوم الشرعية وأشرفها،
إستحق من صرف إليه زمانه ووفر عليه تعبه الثناء والمدح والترحم على السلف الماضين
منهم. وقد صنف الناس في ذلك وأوغلوا وبالغوا، وميزوا الثقة من المتهم والضعيف من
القوي، وما أعظم فائدة ذلك وأجل موقعه، لكثرة ما دس الملاحدة والزنادقة من الأحاديث
الموضوعة البشعة المنفردة التي فسد بسماعها خلق من الناس، واعتقد الغر عند سماعها
أنها من قول صاحب الشرع فهلك وتسرع إلى التكذيب ومال إلى الخلاعة، نعوذ بالله من
الشقاء والبلاء. وهذا الكتاب الذي صنفه الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
الحافظ البغدادي رحمه الله، وسماه تاريخ بغداد، كتاب جليل في هذا العلم نفيس، قد
تعب وسهر فيه، وأطال الزمان، والله تعالى يثيبه ويحسن إليه... (1).
ترجمته
وللنقل بعض كلمات كبار العلماء في حقه: 1 - السمعاني: صنف قريبا من مائة مصنف
صارت عمدة لأصحاب الحديث، منها التاريخ الكبير لمدينة السلام بغداد... (2). 2 -
ابن خلكان: صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات المفيدة، كان من الحفاظ المتقنين
والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنه
(هامش)
(1) المختصر المختار من تاريخ بغداد / مقدمة المؤلف. (2) الأنساب / البغدادي. (*)
ص 62
يدل على اطلاع عظيم... (1). 3 - الذهبي: قال الحافظ ابن عساكر: سمعت الحسين بن
محمد يحكي عن ابن خيرون أو غيره: أن الخطيب ذكر أنه لما حج شرب ماء زمزم ثلاث
شربات، وسأل الله تعالى ثلاث حاجات: أن يحدث بتاريخ بغداد بها، وأن يملي الحديث
بجامع المنصور، وأن يدفن عند بشر الحافي. فقضيت له الثلاث (2). وممن ترجم له كذلك
السبكي و(الدهلوي) في (بستان المحدثين).
7 _ رواية ابن المغازلي

روى هذا الحديث
بطرق عديدة حيث قال: قوله عليه السلام: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله. أخبرنا
أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
منصور الحلبي الأخباري، قال: حدثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال: حدثنا الحسن
بن علي بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض،
عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان الفارسي قال: سمعت حبيبي
محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل، يسبح الله
ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في
صلبه، فلم يزل في شيء واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة وفي علي
الخلافة.
(هامش)
(1) وفيات الأعيان 1 / 92. (2) سير أعلام النبلاء 18 / 270. (*)
ص 63
وأخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن الحسن بن سليمان، قال:
حدثنا عبد الله بن محمد الكبري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ابن حسان الهروي، قال:
حدثنا جابر بن سهل بن عمر بن جعفر، حدثني أبي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن
أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا عن يمين
العرش، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم
أزل أنا وعلي في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب. وأخبرنا أبو غالب محمد بن
أحمد سهل النحوي نا: أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي السقطي الواسطي إملاء قال:
أخبرنا أحمد بن علي القواريري الواسطي، نا محمد بن عبد الله بن ثابت، نا محمد بن
مصفا، نا بقية بن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل أزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم، فساقها
حتى قسمها جزئين: جزءا في صلب عبد الله وجزءا في صلب أبي طالب، فأخرجني نبيا وأخرج
عليا وصيا (1). وفائدة: لقد جاء في آخر النسخة التي بأيدينا ما يلي بنصه: قال
في النسخة التي نقلت منها هذه: قال في الأم: قال في نسخة الفقيه بهاء الدين علي بن
أحمد الأكوع: فرغ من نسختها أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن أبي نزار ابن
الشرفية بواسط العراق، في ثاني عشر من شوال من سنة خمس وثمانين وخمسمائة، والله ولي
التوفيق. ثم قال في أم الأم: وفرغت من نسخها في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وعشرين
وستمائة، وكتب عمر بن الحسن بن ناصر بن يعقوب. ختم الله له بخير.
(هامش)
(1) مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 87 - 89. (*)
ص 64
وقال في أم هذه النسخة: فرغت أنا من هذه النسخة، يوم تاسع عشر من شهر المحرم الحرام
من سنة إحدى وتسعين وتسعمائة سنة بمدينة ثلا حماه الله بالصالحين من عباده، وكتب
مالكه مملوك آل محمد سعيد بن عبد الله بن صالح عفا الله عنه وحشره في زمرتهم. وفرغت
أنا من تحصيل هذه النسخة المباركة - وأنا الفقير إلى مغفرة الله وكرمه، والعائذ به
من أليم عذابه ونقمه: الحسين بن عبد الهادي بن أحمد صلاح، ثبته الله بالقول الثابت
في الدنيا والآخرة - آخر نهار الخميس خامس شهر جمادى الآخرة، سنة سبع وثلاثين وألف
سنة بمدينة ثلا حرسها الله تعالى بصالحين من عباده، والحمد لله رب العالمين وصلى
الله على محمد وآله الطاهرين، وأنا أسأل من اطلع على هذا الكتاب وأستوصيه أن يدعو
لي بما أمكن من الدعاء لا سيما لحسن الخاتمة والعقبى، وبالله التوفيق والاعانة وهو
حسبي ونعم الوكيل . وجاء في آخر النسخة أيضا: قال في آخر النسخة التي نقلت منها
هذه ما لفظه: حكاية حسنة من المناقب مسموعة في فضائل أهل البيت: قال أبو الحسن علي
بن محمد بن الشرفية: حضر عندي في دكاني بالوراقين بواسط يوم الجمعة خامس ذي القعدة
من سنة ثمانين وخمسمائة: القاضي العدل جمال الدين نعمة الله بن علي بن أحمد العطار،
وحضر أيضا عندي الأمير شرف الدين أبو شجاع بن العبري الشاعر، فسأل شرف الدين القاضي
جمال الدين أن يسمعه المناقب، فابتدأ بالقراءة عليه من نسختي التي بخطي في دكاني
يومئذ، وهو يرويها عن جده العلامة المعمر محمد بن علي المغازلي عن أبيه المصنف،
فهما في القراءة وقد اجتمع عليهما جماعة، إذا اجتاز أبو مصر قاضي العراق وأبو
العباس ربيعة وهما ينبزان بالعدالة، فوقفا يغوغيان وينكران عليه قراءة المناقب،
وأطنب قاضي العراق في التهزء والمجون، وقال في جملة مقالته على طريق الاستهزاء: أي
قاضي اجعل لنا وظيفة كل يوم جمعة بعد الصلاة تسمعنا شيئا من هذه المناقب في المسجد
الجامع، فقال لهما القاضي نعمة
ص 65
الله بن العطار: ما أنتما من أهلها، أنتما قد حضرتما في درب الخطيب وذكرتما أن عليا
ما كان يحفظ سورة واحدة من كتاب الله تعالى، والمناقب تتضمن أنه كان في الصحابة
أقرأ من علي بن أبي طالب، فما أنتما من أهلها، فأكثرا الغوغاء والتهزء، فضجر القاضي
نعمة الله بن العطار، وقال بمحضر جماعة كانوا وقوفا: أللهم إن كان لأهل بيت نبيك
عندك حرمة ومنزلة فاخسف به داره وعجل نكايته، فبات في ليلته تلك وفي صبيحة يوم
السبت من سنة ثمانين وخمسمائة خسف الله تعالى بداره، فوقعت هي والقنطرة وجميع
المسناة إلى دجلة، وتلف منه فيها جميع ما كان يملك من مال وأثاث وقماش، فكانت هذه
المنقبة من أطرف ما شوهد يومئذ من مناقب آل محمد صلوات الله عليهم. فقال علي بن
محمد بن الشرفية في ذلك اليوم في هذا المعنى: يا أيها العدل الذي * هو عن طريق الحق
عادل متجنبا سبل الهدى * وإلى سبيل الغي مائل أبمثل أهل البيت يا * مغرور ويحك أنت
هازل دع عنك أسباب الخلا * عة واستمع مني الدلائل بالأمس حين جحدت * من أفضالهم بعض
الفضائل وجريت في سنن السخر * ولست تسمع عذل عاذل نزل القضاء على ديار * ك في صباحك
شر نازل أضحت ديارك سابحات في * الثرى خسف الزلازل وبقيت يا مغرور في الد * ارين لم
تحظ بطائل هذا الجزاء بهذه الدنيا فعد * لهم غدا ما أنت قائل قال علي بن محمد
الشرفية: وقرأت المناقب التي صنفها ابن المغازلي بمسجد الجامع بواسط، الذي بناه
الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله ولقاه ما عمل، في مجالس ستة، أولها الأحد رابع صفر
وآخرهن عاشر صفر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، في أمم لا يحصى عديدهم، وكتب قاريها
بالمسجد الجامع علي بن محمد
ص 66
ابن الشرفية .
ترجمته
وأبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي، من أعلام
الفقهاء والمحدثين من أهل السنة. قال السمعاني: كان فاضلا عارفا برجالات واسط
وحديثهم، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه، رأيت له ذيل التاريخ بواسط وطالعته
وانتخبت منه... روى لنا عنه ابنه بواسط .
8 _ رواية شيرويه الديلمي

لقد روى هذا
الحديث في (فردوس الأخبار) حيث قال: سلمان: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا
يسبح الله ويقدس قبل أن يخلق آدم بأربع عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم ركب ذلك
النور في صلبه، ولم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء
علي بن أبي طالب . وقال: سلمان: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت
أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله تعالى آدم
ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة
وفي علي الخلافة .
ترجمته
وقد أثنى على شيرويه الديلمي وأطراه كل من ترجم له،
كالذهبي في (تذكرة الحفاظ) وغيره والرافعي في (التدوين) واليافعي في (مرآة الجنان)
والاسنوي
ص 67
في (طبقات الشافعية)... وغيرهم من أعلام أهل السنة أصحاب السير والتواريخ... وسنورد
نصوص عبائرهم في قسم (حديث التشبيه) إن شاء الله تعالى.
9 _ رواية العاصمي

لقد رواه
بطرق عديدة مستدلا به على شبه أمير المؤمنين عليه السلام لآدم عليه السلام في
الخلق، ثم أيده بأحاديث أخر، قال: ذكر مشابه نبينا آدم عليه السلام، فإنه قد وقعت
المشابهة بين المرتضى وبينه عليه السلام بعشرة أشياء: أولها الخلق والطينة، والثاني
بالمكث والمدة، والثالث بالصاحبة والزوجة، والرابع بالتزويج والخلعة، والخامس
بالعلم والحكمة، والسادس بالذهن والفطنة، والسابع بالأمر والخلافة، والثامن
بالأعداء والمخالفة، والتاسع بالعرفاء والوصية، والعاشر بالأولاد والعترة. أما
الخلق والطينة فإن آدم عليه السلام خلق من الطين وخلط طينه بنور الثقلين، فكان طينا
دينيا، وكذلك المرتضى خلق من الطينة الطاهرة والتربة الزكية الزاهرة، ولذلك قال
المصطفى: خلقت من أطيب الطين وخلق محبي من أسفلها ثم خلطت العليا بالسفلى، فلولا
النبوة والرسالة لكنت رجلا من أمتي. والذي يؤيد ما قلنا: ما أخبرني به محمد بن أبي
زكريا الثقة قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا إسحق بن محمد بن علي
بن خالد الهاشمي بالكوفة قال: حدثنا أحمد بن زكريا بن طهمان، قال: حدثنا محمد بن
خالد الهاشمي قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل بن حماد بن أبي خليفة، عن أبيه عن زياد
بن المنذر، عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله
ص 68
عز وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم نقل ذلك النور من
صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين، فصير
قسمي في صلب عبد الله وقسم علي في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه
من دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه . ثم روى أربعة أحاديث أخرى،
وهذه ألفاظ ثلاثة منها: عن أبي الحمراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما
أسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن، فإذا عليه مكتوب: لا إله إلا الله
محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به . عن نافع عن ابن عمر قال: بينما رسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس ذات يوم ببطحاء مكة، إذ هبط عليه جبرئيل الروح الأمين قال:
يا محمد إن رب العرش يقرأ عليك السلام ويقول: لما أخذ ميثاق النبيين أخذ ميثاقك في
صلب آدم، فجعلك سيد الأنبياء وجعل وصيك سيد الأوصياء علي بن أبي طالب ويقول: يا
محمد وعزتي لو سألتني أن أزيل السماوات والأرض لأزلتها لكرامتك علي . عن أنس بن
مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل مولود يولد فهو في سرته من التربة التي
خلق منها، وأنا وعلي بن أبي طالب خلقنا من تربة واحدة . وهذا لفظ رابعها بسنده:
أخبرنا الحسين بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن أبي منصور قال: حدثنا محمد بن بشر
قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد يسبح
الله عز وجل في يمنة العرش قبل خلق الدنيا، ولقد سكن آدم الجنة ونحن في صلبه، ولقد
ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل
يقلبنا الله عز وجل في أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة، حتى انتهى بنا إلى عبد
ص 69
المطلب، فجعل ذلك النور بنصفين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليا في صلب أبي طالب،
وجعل في النبوة والرسالة وجعل في علي الفروسية والفصاحة، واشتق لنا اسمين من
أسمائه، فرب العرش محمود وأنا محمد، وهو الأعلى وهذا علي . قال العاصمي: فهذه
الأحاديث تدل على صحة ما أشرنا إليه ورجحان ما دللنا عليه (1).
10 _ رواية أبي
الفتح النطنزي

لقد روى هذا الحديث قائلا: أنبأنا علي الحسن بن أحمد بن الحسن
الحداد قال: حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أحمد ابن
يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي قال: حدثنا
داود بن المحبر بن محمد قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن كثير عن أبي عثمان
الرازي عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلقت أنا
وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش، نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عز
وجل آدم بأربع عشرة آلاف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام
النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا بنصفين، فجعل النصف في صلب
أبي عبد الله وجعل النصف في صلب أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف
الآخر، واشتق الله لنا من أسمائه اسما، والله محمود وأنا محمد، والله الأعلى وأخي
علي، والله فاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين. فكان اسمي
(هامش)
(1) زين الفتى في تفسير هل أتى - مخطوط. (*)
ص 70
في الرسالة والنبوة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، فأنا رسول الله وعلي سيف الله
(1). وروى النطنزي حديث الأشباح بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خلق
الله عز وجل آدم ونفخ فيه من روحه عطس فألهمه الله الحمد لله رب العالمين ، فقال
له ربه: يرحمك الله، فلما سجد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب خلقت خلقا هو
أحب إليك مني؟ فلم يجب، ثم قال الثانية، فلم يجب. ثم قال الثالثة، فلم يجب. ثم قال
الرابعة فقال الله عز وجل له: نعم ولولاهم ما خلقتك. فقال: فأرنيهم، فأوحى الله عز
وجل إلى ملائكة الحجب أنه ارفعوا الحجب، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش،
فقال يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا نبيي، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم النبي،
وهذه فاطمة بنت نبيي، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي. ثم قال: يا آدم هم
الأول. ففرح بذلك. فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن
والحسين لما غفرت لي فغفر الله له، فهذا الذي قال الله عز وجل: (فتلقى آدم من ربه
كلمات فتاب عليه). فلما أهبط إلى الأرض صاغ خاتما نقش عليه: محمد رسول الله. ويكنى
آدم بأبي محمد (2).
ترجمته
وسنورد ترجمة النطنزي مفصلة في قسم (حديث التشبيه)
ونذكر كلمة تلميذه السمعاني في حقه، ومدح ابن النجار له، وإطراء الصفدي في الوافي
بالوفيات... فانتظر.
(هامش)
(1 - 2) الخصائص العلوية - مخطوط (*)
ص 71
11 _ رواية شهر دار الديلمي

قال الحمويني ما نصه: أنبأني أبو طالب بن أنجب
الخازن، عن ناصر بن أبي المكارم إجازة قال: أنبأنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة
إن لم يكن سماعا. (ح) وأنبأني العزيز محمد بن أبي القاسم، عن والده أبي القاسم بن
أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قالا: أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي
إجازة، أنبأنا عبدوس بن عبد الله الهمداني كتابة، حدثنا أبو الحسن علي ابن عبد
الله، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد العطشي، حدثنا أبو سعيد العدوي الحسن بن علي،
حدثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث، حدثنا الفضل بن عياض عن ثور بن يزيد، عن
خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال: سمعت حبيبي المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم
يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه
قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور
في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي
(1). كما ويستفاد رواية شهردار الديلمي من سند رواية الخوارزمي الآتية أيضا.
ترجمته
وشهردار الديلمي من أعلام حفاظ أهل السنة كأبيه، فقد قال الذهبي نقلا عن
السمعاني: كان حافظا عارفا بالحديث فهما عارفا بالأدب ظريفا. سمع أباه وعبدوس بن
عبد الله ومكي السلار وطائفة. وأجاز له أبو بكر ابن خلف
(هامش)
(1) فرائد السمطين - 1 / 42. (*)
ص 72
الشيرازي، وعاش خمسا وسبعين سنة (1). وكذا ترجم له كل من السبكي والاسنوي وابن
قاضي شهبة الأسدي في كتبهم في (طبقات الشافعية).
12 _ رواية الخوارزمي

روى هذا
الحديث بقوله: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني
كتابة، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله، حدثنا أبو علي محمد ابن أحمد العطشي...
وأخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة،
حدثنا الشريف أبو طالب الجعفري، حدثنا ابن مردويه الحافظ، حدثنا إسحاق بن محمد بن
علي بن خالد، حدثنا أحمد بن زكريا، حدثنا ابن طهمان، حدثنا محمد بن خالد الهاشمي،
حدثنا الحسين بن إسماعيل بن حماد، عن أبيه عن زياد بن المنذر عن محمد بن علي بن
الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت أنا وعلي نورا
بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم سلك
ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله يقلبه من صلب إلى صلب، حتى أقره في صلب عبد
المطلب، فقسمه نصفين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا
منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه (2). وقال
الخوارزمي: أخبرني سيد الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن
(هامش)
(1) العبر في خبر من 3 / 29. (2) مناقب أمير المؤمنين - 88. (*)
ص 73
شهردار الديلمي الهمداني - فيما كتب إلي من همدان - أخبرني أبو الفتح عبدوس ابن عبد
الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرني الشيخ الخطيب أبو الحسن صاعد ابن محمد بن
الغياث الدامغاني بدامغان، حدثني أبو يحيى محمد بن عبد العزيز البسطامي، حدثنا أبو
بكر القرشي، حدثني أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا، حدثني هدبة بن خالد القيسي، عن
حماد بن ثابت البناني عن عبيد بن عمير الليثي عن عثمان بن عفان قال قال عمر بن
الخطاب: إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب (2).
ترجمته
وللخوارزمي تراجم في عدة من المصادر المعتبرة، ومن ذلك ما جاء في (العقد الثمين في
تاريخ بلد الله الأمين) للحافظ تقي الدين الفاسي حيث عنونه بقوله: الموفق بن أحمد
بن محمد المكي، أبو المؤيد، العلامة خطيب خوارزم، كان أديبا فصيحا مفوها، خطب
بخوارزم دهرا وأنشأ الخطب وأقرأ الناس وتخرج به جماعة، وتوفي بخوارزم صفر سنة 568.
ذكره هكذا الذهبي في (تاريخ الإسلام). وذكره الشيخ محيي الدين عبد القادر الحنفي في
(طبقات الحنفية) وقال: ذكره القفطي في (أخبار النحاة)... .
13 _ رواية ابن عساكر

لقد قال الحافظ الكنجي ما نصه: وأخبرنا أبو إسحاق الدمشقي، أخبرنا أبو القاسم
الحافظ، أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا
(هامش)
(1) مناقب أمير المؤمنين 236. (*)
ص 74
أبو علي بن محمد بن أحمد بن يحيى، حدثنا أبو سعيد العدوي، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا
الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا، يسبح
الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم ركب
ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا
وجزء علي. قلت: هكذا أخرجه محدث الشام في تاريخه في الجزء الخمسين بعد الثلاث مائة
قبل نصفه، ولم يطعن في سنده، ولم يتكلم عليه، وهذا يدل على ثبوته (1).
ترجمته
وقد ذكرنا في قسم (حديث الثقلين) عدة من مصادر ترجمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي، مثل
(وفيات الأعيان 2 / 471) و(طبقات السبكي 7 / 215) و(طبقات الحفاظ 474) وغيرها. وفي
(تذكرة الحفاظ 4 / 1328) ما ملخصه: ابن عساكر - الإمام الحافظ الكبير، محدث
الشام، فخر الأئمة، ثقة الدين، أبو القاسم، صاحب التصانيف عدد شيوخه 1300 ونيف شيخ
و80 امرأة. قال السمعاني: أبو القاسم حافظ ثقة متقن دين خير حسن السمت. قال ابن
النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، إنتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان
والنقل والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن... .
14_ رواية النور الصالحاني

لقد
روى الشهاب أحمد: عن علي بن حسين عن أبيه عن جده قال: قال
(هامش)
(1) كفاية الطالب 315. (*)
ص 75
رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن
يخلق الله تعالى آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في
صلبه، فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب، حتى أقره في صلب عبد المطلب فقسم قسمين:
قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه
دمي، ومن أحبه فبحبي أحبه . ثم إنه روى حديث (الشجرة) ثم قال: روى الحديث الأول
الإمام الصالحاني نور الدين أبو الرجاء محمود بن محمد، الذي سافر ورحل وأدرك
المشايخ وسمع وأسمع، وصنف في كل فن، وروى عنه خلق كثير، وصحب بالعراق أبا موسى
المديني الإمام ومن في طبقته، بإسناده إلى الإمام الحافظ ابن مردويه، بإسناده
مسلسلا مرفوعا... (1). ومن هذه العبارة يظهر جانب من عظمة الصالحاني ومناقبه
الشامخة.
15 _ رواية أبي الفتح ناصر المطرزي

لقد قال الحمويني: أنبأني أبو طالب
ابن أنجب الخازن عن ناصر بن أبي المكارم إجازة... . كما قال أيضا: أنبأني الشيخ
أبو طالب ابن أنجب بن عبيد الله، عن محب الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار
إجازة، عن برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة... عن محمد بن
علي بن الحسين بن أبيه عن جده (صلوات الله عليهم) قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف
عام، فلما
(هامش)
(1) توضيح الدلائل - مخطوط. (*)
ص 76
خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى
صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين: قسما في
صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن
أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه (1).
16 _ رواية صدر الأفاضل الخوارزمي

لقد رواه في شرح قول المعري: [له الجوهر الساري يوم شخصه * يجوب إليه محتدا بعد
محتد] قائلا ما نصه: هذا من قوله عليه السلام: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز
وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم نقل ذلك النور إلى
صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين: فصير
قسمي في صلب عبد الله، وقسم علي في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه (2).
ترجمته
وفضائل صدر الأفاضل لا تخفى على من راجع المعاجم الرجالية وكتب
(هامش)
(1) فرائد السمطين 1 / 44. (2) أنظر: شروح سقط الزند 1 / 353 - القصيدة الثامنة.
(*)
ص 77
الأدب، فقد ترجم له: 1 - ياقوت الحموي: القاسم بن الحسين بن محمد بن الخوارزمي،
صدر الأفاضل حقا وواحد الدهر في علم العربية صدقا، ذو الخاطر الوقاد والطبع النقاد
والقريحة الحاذقة والنحيرة الصادقة، برع في علم الأدب وفاق في نظم الشعر ونثر
الخطب، فهو إنسان عين الزمان وغرة جبهة هذا الأوان، سألته عن مولده فقال: مولدي في
الليلة التاسعة من شعبان سنة خمس وخمسين وخمسمائة... وقلت له ما مذهبك؟ فقال: حنفي،
ولكن لست خوارزميا لست خوارزميا يكررها، إنما اشتغلت ببخارا فأرى رأي أهلها. نفى عن
نفسه أن يكون معتزليا... (1). 2 - عبد القادر القرشي: ... تفقه على أبي الفتح
ناصر بن عبد السيد المطرزي وأخذ عنه العربية، وله تصانيف: شرح المفصل سماه التحبير
ثلاث مجلدات، وشرح سقط الزند... قتلته التتار سنة عشرة وستمائة (2). 3 - السيوطي،
وأورد كلمة ياقوت المتقدمة أيضا (3). 4 - الكفوي: الشيخ الكامل الفاضل... (4).
5 - علي بن سلطان القاري المكي كذلك (5).
17 _ رواية أبي القاسم عبد الكريم الرافعي
القزويني

قال العلامة الحمويني ما نصه: وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد
(هامش)
(1) معجم الأدباء 16 / 238. (2) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 1 / 410. (3) بغية
الوعاة 376. (4) كتائب أعلام الأخيار - مخطوط. (5) الأثمار الجنية - مخطوط. (*)
ص 78
ابن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني وغيره إجازة، بروايتهم عن الشيخ الإمام
إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة،
أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي قال: أنبأنا أبو البركات هبة
الله بن موسى السقطي قال: أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال:
أنبأنا الحسن محمد بن موسى بتكريت قال: أنبأنا محمد بن فرحان، حدثنا محمد بن يزيد
القاضي، حدثنا قتيبة، حدثنا الليث بن سعد، عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما خلق الله تعالى أبا البشر ونفخ فيه
من روحه، إلتفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا، قال آدم: يا
رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال: لا يا آدم. قال: فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم
في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم
خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا
السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد وأنا
العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الاحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن
وهذا الحسين. آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا
أدخلته ناري ولا أبالي. يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم، فإذا كان لك
إلي حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن سفينة النجاة من تعلق
بها نجا ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت (1).
ترجمته
والرافعي القزويني من أعلام محدثي أهل السنة ومؤرخيهم، وكتابه (التدوين) من
أشهر الكتب المعتمدة... وقد ترجم للرافعي وأثنى عليه علماؤهم
(هامش)
(1) فرائد السمطين 1 / 36. (*)
ص 79
كالسبكي في (طبقاته 5 / 119) وابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات 2 / 3) وابن الوردي
في (تاريخه 2 / 186).
18 _ إثبات الشيخ فريد الدين العطار

لقد أثبت هذا الحديث
بقوله: تو نور أحمد وحيدر يكى دان * كه تا گردد بتو أسرار آسان (1)
ترجمته
وتوجد ترجمته في (نفحات الأنس) وغيره من تراجم العرفاء. وقد نص (الدهلوي) في كتابه
على أنه من الأكابر المقبولين عند أهل السنة.
19 _ رواية أبي الربيع ابن سبع
الكلاعي

لقد قال الوصابي: وعنه - أي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه - قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت أنا وعلي من نور واحد، يسبح الله على متن العرش
من قبل أن يخلق أبونا آدم بألفي عام، فلما خلق آدم صرنا في صلبه، ثم نقلنا من كرام
الأصلاب إلى مطهرات الأرحام، حتى صرنا في صلب عبد المطلب، ثم قسمنا نصفين، فصيرني
في صلب عبد الله، وصار علي في صلب أبي طالب، فاختارني للنبوة، واختار عليا للشجاعة
والعلم والفصاحة، وشق لنا أسماء من أسمائه، فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى
وهذا علي.
(هامش)
(1) أسرار نامه. (*)
ص 80
أخرجه ابن الأسبوع الأندلسي في كتابه الشفا (2).
ترجمته
وابن سبع صاحب كتاب
(شفاء الصدور) من أجلة حفاظ أهل السنة، وأعاظم علمائهم، كما يظهر من ترجمته، وإليك
بعض الكلمات الواردة في حقه: 1 - الذهبي: الكلاعي - الإمام العالم الحافظ البارع،
محدث الأندلس وبليغها أبو الربيع... عني أتم عناية بالتقييد والرواية، وكان إماما
في صناعة الحديث، بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد
والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك وفي حفظه أسماء الرجال، خصوصا من تأخر زمانه
وعاصره، كتب الكثير، وكان خطه لا نظير له في الاتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب
والاستهتار بالبلاغة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم خطيبا فصيحا مفوها
مدركا، حسن السرد والمساق لما ينقله، مع الشارة الأنيقة والزي الحسن، وهو كان
المتكلم عن الملوك في زمانه في المجالس، المبين عنهم لما يرومونه في المحافل على
المنابر، ولي خطابة بلنسة في أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة... وإليه كانت
الرحلة للأخذ عنه، إنتفعت به في الحديث كل الانتفاع وأخذت عنه كثيرا. قلت: حدث عنه
أبو العباس أحمد بن العماد قاضي تونس، وطائفة، قال ابن مندي: لم ألق مثله جلالة
ونبلا ورياسة وفضلا، وكان إماما مبرزا في فنون من منقول ومعقول وموزون ومنثور،
جامعا للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد، أما الأدب فكان ابن بجدته وهو ختام
الحفاظ... قالا الأبار... وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد بكابية تنسيه
على ثلاث فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر، في العشر من ذي الحجة سنة 634. قال الحافظ
المنذري: توفي شهيدا بيد العدو، وكان مولده بظاهر مرسية في
(هامش)
(1) الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء - مخطوط، وقد ذكر في كشف الظنون 2 / 1050
كتاب شفاء الصدور... . (*)
ص 81
مستهل رمضان سنة 65... جمع مجالس تدل على غزارة علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذه
الشأن، كتب إلينا بالاجازة سنة أربع عشرة (1). وقال الذهبي أيضا بترجمته: وأبو
الربيع الكلاعي، سليمان بن موسى بن سالم البلنسي الحافظ الكبير، صاحب التصانيف بقية
أعلام الأثر بالأندلس... قال الأبار: كان بصيرا بالحديث حافظا عاقلا عارفا بالجرح
والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك خصوصا من تأخر عنه...
(2). 2 - اليافعي: الحافظ أبو الربيع الكلاعي، سليمان بن موسى البلنسي صاحب
التصانيف وبقية أعلام الأثر ثم أورد كلمة الآبار المذكورة سابقا (3). 3 -
السيوطي: أبو الربيع الإمام الحافظ البارع محدث الأندلس وبليغها... (4). 4 -
الشامي صاحب السيرة: ... أبا الربيع فالثقة الثبت سليمان بن سالم الكلاعي (5). 5
- المقري: ... كان رحمه الله تعالى حافظا للحديث، مبرزا في نقده، تام المعرفة
بطرقه، ضابطا لأحكام أسانيده، ذاكرا لرجاله... (6).
20 _ رواية الكنجي

لقد روى
هذا الحديث في باب خصه به حيث قال:
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1417. (2) العبر حوادث 643. (3) مرآة الجنان حوادث 643. (4)
طبقات الحفاظ / 497. (5) سبل الهدى والرشاد / مقدمة الكتاب. (6) نفح الطيب - في ذكر
وقعة اينجة 2 / 586. (*)
ص 82
الباب السابع والثمانون: في أن عليا خلق من نور النبي صلى الله عليه وسلم: أخبرنا
إبراهيم بن بركات الخشوعي بمسجد الربوة من غوطة دمشق، أخبرنا الحافظ علي بن الحسن،
أخبرنا أبو القاسم هبة الله، أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن محمد بن
عبد الله المعدل، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان، حدثنا محمد بن سهل العطار، حدثني
أبو ذكوان، حدثني حرب بن بيان الضرير من أهل قيسارية، حدثني أحمد بن عمرو، حدثنا
أحمد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خلق الله قضيبا من نور قبل أن يخلق الدنيا
بأربعين ألف عام، فجعله أمام العرش حتى كان أول مبعثي، فشق منه نصفا، فخلق منه
نبيكم، والنصف الآخر علي بن أبي طالب. أخرجه إمام أهل الشام عن إمام أهل العراق كما
سقناه، وهو في كتابيهما. وأخبرنا أبو إسحاق الدمشقي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ،
أخبرنا أبو غالب ابن البنا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد
بن يحيى، حدثنا أبو سعيد العدوي، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور
بن يزيد عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل
أن يخلق آدم بأربع عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه، فلم نزل
في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي. قلت: هكذا أخرجه
محدث الشام في تاريخه في الجزء الخمسين بعد الثلاثمائة قبل نصفه، ولم يطعن في سنده
ولم يتكلم عليه، وهذا يدل على ثبوته [عنده] . أخبرنا علي بن أبي عبد الله المعروف
بابن المقير البغدادي بدمشق، عن أبي الفضل محمد الحافظ، أخبرنا أبو نصر بن علي،
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد
ص 83
المؤدب، حدثنا أبو الحسن الفارسي، حدثنا أحمد بن سلمة النمري، حدثنا أبو الفرج غلام
فرج الواسطي، حدثنا الحسن بن علي، عن مالك عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: سأل أبو
عقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من سيد المسلمين؟ (وساق الكنجي
الرواية بطولها إلى أن سأل أبو عقال): فأيهم أحب إليك؟ قال: علي بن أبي طالب. فقلت:
ولم ذلك؟ فقال: لأني خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد. قال: فقلت: فلم جعلته
آخر القوم؟ قال: ويحك يا أبا عقال، أليس قد أخبرتك أني خير النبيين، وقد سبقوني
بالرسالة وبشروا بي من قبلي، فهل ضرني شيء إذ كنت آخر القوم؟! أنا محمد رسول الله،
وكذلك لا يضر عليا إذا كان آخر القوم، ولكن يا أبا عقال فضل علي على سائر الناس
كفضل جبرئيل على سائر الملائكة. قلت: هذا حديث حسن عال وفيه طول أنا اختصرته، ما
كتبنا إلا من هذا الوجه. ثم روى الكنجي بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقني وعليا من شجرة
واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن
من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام
ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا [محبتنا] أكبه الله على منخريه في النار، ثم تلا (قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). قلت: هذا حديث حسن عال رواه الطبري في
معجمه كما أخرجناه سواء. ورواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى ثم رواه بأسانيد عن
ابن عساكر محدث
ص 84
الشام بها (1). الكنجي وكتابه 1 - لقد صرح الحافظ الكنجي بأن ما في كتابه من
الأحاديث هي: أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي،
الذي لم ينل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة في آبائه وطهارة مولده إلا هو
قسيمه فيها . وقد ألفه وأملاه تأسيا بما رويناه... عن شقيق عن عبد الله قال: قلت
يا رسول الله المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المرء مع من أحب (2). 2 - لقد نقل الشيخ نور الدين ابن الصباغ في كتابه عن (كفاية
الطالب)، وهذا نص كلامه: ومن كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، تأليف
الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي، عن عبد الله بن عباس -
رضي الله عنهما -: إن سعيد بن جبير كان يقوده... (3). وقد ذكر الجلبي هذا الكتاب
معبرا عن مؤلفه ب الشيخ الحافظ... (4). 3 - وللكنجي كتاب اسمه (البيان في
أخبار صاحب الزمان) ذكره الجلبي قائلا: للشيخ أبي عبد الله... (5).
(هامش)
(1) كفاية الطالب 314 - 319. (2) كفاية الطالب / المقدمة. (3) الفصول المهمة / 111.
(4) كشف الظنون 2 / 1497. (5) المصدر 1 / 263. (*)
ص 85
وممن نقل عن هذا الكتاب: عبد الله بن محمد بن المطيري في كتابه (الرياض الزاهرة)
فقد قال: قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتابه
(البيان في أخبار صاحب الزمان) من الدلالة على كون المهدي حيا باقيا... (1). إذن،
عبروا عن الكنجي ب (الحافظ) و(الشيخ). ولنذكر بعض النصوص في المراد من الكلمتين في
الاصطلاح: كلمة الحافظ في الاصطلاح: إن هذه الكلمة تدل على عظمة شأن من لقب بها
وعلو منزلة من أطلقت عليه... كما تدل على ذلك كلمات أئمة الفن: قال الذهبي:
والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة (2). وقال القاري:
الحافظ المراد به حافظ الحديث لا القرآن، وكذا ذكره ميرك، ويحتمل أنه كان حافظا
للكتاب والسنة. ثم الحافظ في اصطلاح المحدثين: من أحاط علمه بمائة ألف حديثا متنا
وإسنادا... وقال ابن الجوزي:... والحافظ من روى ما يصل إليه، ووعى ما يحتاج لديه
(3). وقال الشعراني: كان الحافظ ابن حجر يقول: الشروط التي إذا اجتمعت في الانسان
سمي حافظا هي: الشهرة بالطلب، والأخذ من أفواه الرجال، والمعرفة بالجرح والتعديل
لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم،
(هامش)
(1) الرياض الزاهرة - مخطوط. (2) تذكرة الحفاظ بترجمة: محمد بن أحمد محدث جرجرايا.
(3) جمع الوسائل في شرح الشمائل: 70. (*)
ص 86
حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع استحفاظ الكثير من المتون،
فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ (1). وقال البدخشاني: الحافظ: يطلق هذا الاسم
على من مهر في فن الحديث، بخلاف المحدث (2). كلمة الشيخ في الاصطلاح: وأما
كلمة الشيخ في الاصطلاح فقد قال القاري: المحدث و الشيخ و الإمام هو
الاستاد الكامل (3). وكذا قال غيره.
21 _ رواية المحب الطبري

لقد روى هذا
الحديث في (الرياض النضرة في فضائل العشرة) الذي طالما اعتمد عليه (الدهلوي) ووالده
- من دون أن يتكلم فيه كما فعل بالنسبة إلى بعض الأحاديث الصحيحة كحديث سد الأبواب
- وهذا نص كلامه: ذكر اختصاصه بأنه قسيم النبي صلى الله عليه وسلم في نور كانا
عليه قبل خلق الخلق) عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت
أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق
الله آدم قسم ذلك
(هامش)
(1) لواقح الأنوار - ترجمة جلال الدين السيوطي. (2) تراجم الحفاظ - مخطوط. (3) جمع
الوسائل في شرح الشمائل: 70. (*)
ص 87
النور جزئين، فجزء أنا وجزء علي. أخرجه أحمد في المناقب (1).
ترجمته
وقد أثنى
على المحب الطبري كل من ترجم له كالذهبي في (تذكرة الحفاظ) و(المعجم المختص)
و(العبر) و(دول الإسلام) وابن الوردي في (تتمة المختصر) والسبكي في (طبقات
الشافعية) والصفدي في (الوافي بالوفيات) والسيوطي في (طبقات الحفاظ) وغيرهم...
22 _ رواية الحمويني

لقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة - بعد أن روى حديث الأشباح
المتقدم سابقا من طريق الرافعي بسنده عن ابن عباس، وسلمان، والحسن بن إسماعيل ابن
عباد عن أبيه عن جده، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده...
وهذا نص كلامه: أنبأني أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكة
شرفها الله [تعالى] قال: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي كتابة، أنبأنا عبد
الجبار بن محمد الحواري البيهقي، أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي،
قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأنا محمد بن حامد بن الحرث التميمي،
حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا علي بن قدامة، عن ميسرة بن عبد الله، عن عبد الكريم
الجزري، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لعلي: خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى.
(هامش)
(1) الرياض النضرة 2 / 217. (*)
ص 88
أخبرني السيد النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي رحمه الله كتابة، أخبرنا النقيب
أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الواسطي إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرئيل بن
إسماعيل القمي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا
[الإمام] حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد، أنبأنا محمد بن علي
بن إبراهيم النطنزي، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: حدثنا أبو
نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد،
قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي قال: حدثنا داود بن المحبر بن محمد قال:
حدثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن كثير عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي
الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب
من نور عن يمين العرش، نسبح الله ونقدسه [من] قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة
عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام السناء الطاهرات، ثم
نقلنا إلى صلب عبد المطلب، وقسمنا نصفين فجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف
في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر، واشتق الله
تعالى لنا من أسمائه أسماء، فالله عز وجل المحمود وأنا محمد والله الأعلى وأخي علي
والله الفاطر وابنتي فاطمة والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة
والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، فأنا رسول الله وعلي سيف الله. أنبأني أبو
طالب بن أنجب الخازن عن ناصر بن أبي المكارم إجازة قال: أنبأنا أبو المؤيد الموفق
بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا. (ح) أنبأني العزيز محمد عن والده أبي القاسم بن أبي
الفضل بن عبد الكريم إجازة قال: أخبرنا شهر دار ابن شيرويه بن شهر دار الديلمي
إجازة، أنبأنا عبدوس (إلى آخر ما تقدم في شهر دار ابن شيرويه الديلمي). وبهذا
الاسناد إلى شهر دار إجازة... (إلى آخر ما تقدم في الخوارزمي).
ص 89
أنبأني الشيخ أبو طالب بن أنجب... إلى آخر ما تقدم في أبي الفتح المطرزي (1).
23 _ رواية شرف الدين الدركزيني الطالبي القرشي

لقد قال علي بن إبراهيم في (بحر
المناقب) ما ترجمته: في (نزل السائرين) و(المناقب للخطيب) عن سلمان الفارسي رحمه
الله قال: سمعت حبيبي المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا
بين يدي الله عز وجل مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر
ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد، حتى
افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب (2).
ترجمته
قال
الأسنوي الشافعي بترجمته ما نصه: شرف الدين محمود بن محمد بن محمد القرشي الطائي
المعروف بالدركزيني: كان عالما زاهدا، كثير العبادة شديد الاتباع للسنة، صاحب
كرامات أجمع عليها العامة والخاصة، الملوك والعلماء فمن دونهم، وكان طويلا جدا،
جهوري الصوت، حسن الخلق والخلق، جوادا، من بيت علم ودين، وله أولاد علماء صلحاء،
صنف في الحديث كتابا سماه (نزل السائرين) في مجلد واحد،
(هامش)
(1) فرائد السمطين 1 / 39 - 44. (2) بحر المناقب - مخطوط. (*)
ص 90
و (شرح منازل السائرين) في جزئين. توفي يوم الجمعة الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث
وأربعين وسبعمائة وله في عشر المائة ثلاث سنين، ودفن ب (دركزين) وهي بدال مهملة
مفتوحة ثم راء ساكنة ثم كاف مكسورة ثم زاء معجمة بعدها ياء ونون: بلد من همدان،
بينهما اثنا عشر فرسخا (1).
24 _ رواية جمال الدين المدني الزرندي

لقد روى هذا
الحديث عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث قال: روى ابن عباس
رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا
بين يدي الله عز وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله عز وجل
آدم سلك ذلك النور في صلبه، ولم يزل الله عز وجل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في
صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله
وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي . كما ضمنه في
أبيات له نظمها في مدح الإمام أمير المؤمنين هذا مطلعها: أخو أحمد المختار صفوة
هاشم * أبو السادة الغر الميامين بالمنن في قوله: هما ظهرا شخصين والنور واحد * بنص
حديث النفس والنور فاعلمن (2)
(هامش)
(1) طبقات الشافعية 1 / 555. (2) نظم درر السمطين: 79 - 78. (*)
ص 91
كتاب نظم درر السمطين: وقد بين (الزرندي) قيمة كتابه هذا في خطبته فقال: جمعت فيه
ما ورد في فضائلهم من أحاديث مما نقلها العلماء والأئمة، تنبيها على عظم قدرهم
وشرفهم وموالاتهم الواجبة على جميع الأمة... وأسأل الله تعالى أن يجعل سعيي فيما
نظمت فيه من الدرر وجمعت فيه من الغرر خالصا لوجهه الكريم... . وقد روى الزرندي في
هذا الحديث في كتابه الآخر (معارج الوصول إلى فضل آل الرسول) عن ابن عباس باللفظ
المتقدم كذلك (1). كتاب معارج الوصول: كما بين قيمة هذا الكتاب في خطبته قائلا:
جعلته لي عندهم سببا متينا، وبرهانا مبينا واعتقادا صافيا، ويقينا وديدنا ودأبا
ودينا... كشفت فيه عن بعض ما خصهم الله تعالى به من الفضائل المتلألأة الأنوار،
والمناقب العالية المنار، والمقامات الظاهرة الأقدار، والكرامات الواسعة الأقطار،
والمراتب الرفيعة الأخطار، والمنائح الفائحة الأزهار، والمكارم الفائضة التيار،
والمآثر الكريمة الآثار... .
ترجمته
والزرندي من كبار علماء أهل السنة، فقد أثنى
عليه ابن حجر العسقلاني قائلا: محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن
الزرندي
(هامش)
(2) معارج الوصول إلى فضل آل الرسول - مخطوط. (*)
ص 92
الحنفي، شمس الدين أخو نور الدين علي. قرأت في مشيخة الجنيد البلباني تخريج الحافظ
شمس الدين الجزري الدمشقي: نزل شيراز وأنه كان عالما وأرخ مولده سنة 693 ووفاته
بشيراز سنة بضع وخمسين وسبعمائة، وذكر أنه صنف السمطين في مناقب السبطين، وبغية
المرتاح، جمع فيها أربعين حديثا بأسانيدها وشرحها. قال: وخرج له البرزالي مشيخة عن
مائة شيخ... (1). وقال محمد بن يوسف الشامي في (سيرته) ما نصه: مشروعية السفر
لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم: قد ألف فيها الشيخ تقي الدين السبكي، والشيخ
كمال الدين الزملكاني، والشيخ داود أبو سليمان كتاب الانتصار وابن جملة وغيرهم من
الأئمة، وردوا على الشيخ تقي الدين ابن تيمية فإنه أتى في ذلك بشيء منكر لا تغسله
البحار. وممن رده عليه من أئمة عصره: العلامة محمد بن يوسف الزرندي المدني المحدث
في (بغية المرتاح إلى طلب الأرباح) . كما نقل الحافظ الشريف السمهودي عن كتابه
أحاديث، معبرا عنه ب (الحافظ)، وكذا أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي المكي،
فراجع (جواهر العقدين) (2).
(هامش)
(1) الدرر الكامنة 5 / 63. (1) من ذلك قوله: وفي رواية ذكرها الحافظ جمال الدين
محمد الزرندي عن صدى قال: بينما أنا ألعب وأنا غلام عند أحجار الزيت، إذ أقبل رجل
على بعير فوقف يسب عليا رضي الله عنه فحف به الناس ينظرون إليه، فبينما هم كذلك إذ
طلع سعد - يعني ابن أبي وقاص - فقال: ما هذا؟ قالوا: يشتم عليا فقال: اللهم إن كان
هذا يشتم عبدا صالحا فأر المسلمين خزيه. قال: فما لبث أن تعثر به بعيره فسقط واندقت
عنقه وخبط بعيره فكسره وقتله. ومن ذلك قوله في ذكر الاختلاف في الصلاة على آل النبي
بعد كلام له: قلت: ويشهد له قول الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف الزرندي المدني
في أوائل كتاب معراج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول صلى الله عليه وعليهم وسلم ما
لفظه: وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في هذا المعنى مشيرا إلى وصفهم،
ومنبها على ما خصهم الله تعالى به من رعاية فضلهم: - - > (*)
ص 93
و (وسيلة المآل) (1). كما نقل عن كتبه جماعة من المحدثين ووصفوه ب الشيخ الإمام
العلامة المحدث بالحرم الشريف النبوي ومنهم ابن الصباغ المالكي (2).
25 _ رواية
السيد محمد الدهلوي المعروف ب (كيسو دراز)

لقد قال ما معربه: ويدل حديث [خلقت
أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف سنة، فلم نزل في شيء واحد
حتى افترقنا في صلب عبد المطلب] على أن جميع الكمالات التي كانت لآدم موجودة في
محمد، وكذلك كمالات نوح وموسى
(هامش)
< - - يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم
القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له ومن ذلك قوله: وقال الحافظ جمال الدين
الزرندي عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت هذه الآية (إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات أولئك هم خير البرية) قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: هو أنت
وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين ويأتي عدوك غضابا مقمحين، فقال:
من عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك . (1) ففيه: قال الحافظ جمال الدين الزرندي عقب
حديث من كنت مولاه فعلي مولاه الآتي: قال الإمام الواحدي: هذه الولاية التي أثبتها
النبي صلى الله عليه وسلم مسئول عنها يوم القيامة، أي عن ولاية علي وأهل البيت، لأن
الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرف الخلف أنه لم يسألهم على تبليغ
الرسالة أجرا إلا المودة في القربى، والمعنى: إنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة
كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم أم أضاعوها وأهملوها فتكون عليهم المطالبة
والتبعة . (2) الفصول المهمة ص 3. (*)
ص 94
الكليم وخليل الله وروح الله كلها موجودة في محمد، ولم يخلق الله آدم ولا العالم
إلا من أجل محمد صلى الله عليه وسلم (1). كما رواه أيضا في موضعين غيره من كتابه
أحدهما بلفظ: خلقت أنا وعلي من نور واحد، ففي النبوة وفيه الخلافة ولفظ الآخر:
خلقت أنا وعلي من نور واحد (2).
ترجمته
ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في
(أخبار الأخيار) وقال: جمع بين السيادة والعلم والولاية، له شأن رفيع ودرجة منيعة
وكلام عال، وله مشرب خاص من بين مشايخ (جشت) وطريقة يختص وينفرد بها من بينهم في
بيان أسرار الحقيقة... كان بدهلي في أوائل أمره، وانتقل بعد وفاة شيخه إلى دكن،
وحصل له القبول التام عند أهلها، وانقادت له الناس، وتوفي هناك... . ثم ذكر سبب
شهرته بهذا اللقب وقال: من مصنفاته الشهيرة كتاب (الاسمار) الذي أورد فيه الحقائق
بنحو الألغاز... (3).
26 _ رواية السيد محمد بن جعفر المكي

لقد رواه قائلا: ع
ل. علي كرم الله وجهه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
(هامش)
(1) الاسمار، السمر الرابع والسبعين. (2) الاسمار - السمر، 77 والسمر 101. (3)
أخبار الأخيار 127. (*)
ص 95
قال: أنا وعلي من نور واحد، فيكون واحدا إلى عبد المطلب، فنزل نوري في جبهة عبد
الله، فهو أنا، ونزل نور الولاية في جبهة أبي طالب فهو علي، فأنا وعلي واحد في
النبوة والولاية (1).
ترجمته
ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتاب (أخبار
الأخيار) وقد أطراه وأثنى عليه الثناء البالغ، وذكر مؤلفاته ومن بينها (بحر
الأنساب) (2).
27 _ رواية الجلال البخاري

قال ملك العلماء الدولت آبادي: وفي
(الخزانة الجلالية) بهذه العبارة: فصار نصفين نصف إلى عبد الله ونصف إلى أبي طالب،
فخلقت أنا من جزء وعلي جزء، فالأنوار كلها من نوري ونور علي، والمراد من الأنوار:
أولاده، أو متابعوه (3).
ترجمته
ومخدوم جهانيان... تجد مناقبه والثناء عليه في
الكتب التالية: 1 - (جامع السلاسل) لمجد الدين علي البدخشاني. 2 - (أخبار الأخيار)
لعبد الحق الدهلوي.
(هامش)
(1) بحر الأنساب - مخطوط. (2) أخبار الأخيار 132. (3) هداية السعداء - مخطوط. (*)
ص 96
3 - (الانتباه في سلاسل أولياء الله) لوالد (الدهلوي). 4 - (إيضاح لطافة المقال)
لرشيد الدين الدهلوي. 5 - (الفرع النامي) لصديق حسن خان.... وغيرها...
28 _ رواية
السيد علي الهمداني

لقد روى أحاديث عديدة في الباب تحت عنوان (المودة الثانية: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا من نور واحد، وفيما أعطي علي من الخصال ما لم
يعط أحد من العالمين) عن سلمان، وابن عباس، وأبي ذر، وسيدنا أمير المؤمنين عليه
السلام قائلا: عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله
آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب،
ففي النبوة وفي علي الخلافة. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن
يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم
نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي. وعن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار
شتى. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله الأنبياء
من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها
ص 97
والحسن والحسين أثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بها نجى ومن زاغ عنها هوى. عن
أبي ذر رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله
تعالى أيد هذا الدين بعلي، وإنه مني وأنا منه وفيه أنزل (أفمن كان على بينة من ربه)
الآية. عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت أنا وعلي
من نور واحد (1).
ترجمته
وقد ترجم للهمداني بكل إطراء وتبجيل في: 1 - (خلاصة
المناقب) للبدخشاني. 2 - (نفحات الأنس) لعبد الرحمن الجامي. 3 - (كتائب أعلام
الأخيار) للكفوي. 4 - (جامع السلاسل) للبدخشاني. 5 - (توضيح الدلائل) لشهاب الدين
أحمد. 6 - (الفواتح) للميبدي. 7 - (السمط المجيد) للقشاشي. 8 - (الانتباه) لولي
الله والد (الدهلوي). وروى هذا الحديث عن سلمان في كتابه (روضة الفردوس) حيث قال:
الباب الثالث عشر: ما روي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت
أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله آدم ركب
ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب. ففي النبوة
وفي علي الخلافة .
(هامش)
(1) مودة القربى - المودة الثامنة. (*)
ص 98
وفيه: وعنه قال قال عليه السلام: كنت أنا وعلي بين يدي الله نورا مطيعا يسبح الله
ذلك النور ويقدسه... (1). كلمة الهمداني في روضة الفردوس: وقد بين الهمداني قيمة
مؤلفه (روضة الفردوس) بقوله في خطبته: ... لما طالعت كتاب الفردوس، من مصنفات
الشيخ الإمام العلامة قدوة المحققين وحجة المحدثين شجاع الملة والدين ناصر السنة
أبي المحامد شيرويه ابن شهردار الديلمي الهمداني، أفاض الله على روحه سجال الرحمة،
وجدته بحرا من بحور الفرائد وكنزا من كنوز اللطائف، مشحونا بحقائق الألفاظ النبوية،
ومخزونا في حدائق فصوله دقائق الآثار المصطفوية، ومع كثرة فوائده وشمول موائده كاد
أن تنطفئ أنواره وتندرس آثاره، لما فيه من التطويل والزيادات... فدعتني بواعث
خواطري إلى استخراج لبابه واستحضار أبوابه، تسهيلا لضبط الألفاظ وتيسيرا لدرك
الحفاظ، فاستخرجت من قعر تلك البحور أشرف جواهرها، وجنيت من أغصان رياضها أنفس
زواهرها، وسميت كتابي (روضة الفردوس) مبوبة على عشرين بابا، كل باب منها ينفرد
برواية صحابي لا غير... . ورواه أيضا في كتابه (مشارب الأذواق في شرح ميمية ابن
الفارض) بشرح قوله: لها البدر كاس وهي شمس تديرها * هلال وكم يبدو إذا مزجت بنجم
وقد علق عليه وأيده بالأحاديث الأخرى.
(هامش)
(1) روضة الفردوس - مخطوط. (*)
ص 99
29 _ رواية الجلال الخجندي

لقد قال الشهاب أحمد في معنى حديث (أنا منه وهو مني) ما
نصه: قال العلامة مطلع الكشف والكرامة جلال الدين أحمد الخجندي...: يجوز أن يكون
المراد بقوله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أنا منه وهو مني: ما قيل أنه ورد في
الحديث: أنا وعلي من نور واحد، أي: كل منا مما منه الآخر (1).
ترجمته
وقد أكثر
شهاب الدين أحمد من الاعتماد على الخجندي، مما يدل على عظمة الرجل وجلالته، وهو
تارة يعبر عنه بما مر، وأخرى ب الشيخ الإمام العارف العلامة منبع الكشف والعرفان
والكرامة، جامع علمي المعقول والمنقول، المشهود له بالصديقية العظمى من أهل اليقين
والوصول، جلال الملة والشريعة والصدق والطريقة والحق والحقيقة والدين أحمد الخجندي،
شيخ الحرم الشريف النبوي المحمدي قدس روحه، في بعض مصنفاته: إعلم أنه قد ورد في بعض
الآثار الصديق الأكبر هو أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وقد ورد في بعض الآثار إطلاق
الصديق الأكبر على المرتضى رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه، وما ورد إطلاق الصديق
الأكبر على غيرهما... . وثالثة بقوله: ... قال الشيخ العارف أسوة ذوي يالمعارف
جلال الدين أحمد الخجندي قدس الله سره - بعد رواية عائشة ومعاوية وأبي ذر رضي الله
عنهم كما سبق -: وهذه الآثار عاضدة حديث الطير، إذ لا يكون أحد أحب إلى رسول
(هامش)
(1) توضيح الدلائل - مخطوط. (*)
ص 100
الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم إلا أن يكون ذلك أحب إلى الله عز وجل
. ورابعة بقوله: قال الشيخ المرضي والإمام الرضي جلال الدين الخجندي رحمه الله
تعالى: وقد ثبت أنه صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أمر بسد الأبواب الشارعة إلى
المسجد إلا باب علي... . وخامسة بقوله: قال الشيخ الإمام الفائق العالم بالشرائع
والطرايق والحقائق جلال الملة والدين أحمد الخجندي ثم المدني روح الله روحه وأناله
كل مقام سني: قد نشأ - يعني عليا كرم الله تعالى وجهه - وربي في حجر النبي صلى الله
عليه وعلى وآله وبارك وسلم من الصغر... .
30 _ رواية السيد شهاب الدين أحمد

لقد
روى هذا الحديث عن الصالحاني، بسنده عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن
رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم روى حديث (الشجرة) عن جابر عنه صلى الله عليه
وآله، وهذا نص روايته: عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من
قبل أن يخلق الله سبحانه آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك
النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حق أقره في صلب عبد
المطلب، فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب. فعلي مني وأنا
منه لحمه لحمي ودمه دمي، ومن أحبه فبحبي أحبه ومن
ص 101
أبغضه فببغضي أبغضه. وعن جابر رضي الله تعالى عنه: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله
وبارك وسلم كان بعرفات وعلي كرم الله وجهه تجاهه فقال: يا علي أدن مني، ضع خمسك في
خمسي، يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها،
من تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة. روى الحديث الأول الإمام الصالحاني - أبو حامد
محمود بن محمد الذي سافر ورحل وأدرك المشايخ وسمع وأسمع وصنف في كل فن، وروى عنه
خلق كثير وصحب بالعراق أبا موسى المديني الإمام ومن في طبقته - بإسناده إلى الإمام
الحافظ أبي بكر بن مردويه بإسناده مسلسلا مرفوعا. والحديث الثاني إلى الإمام الحافظ
الورع أبي نعيم الاصفهاني. وروى الحديث الثاني الإمام شمس الدين محمد بن الحسن بن
يوسف الأنصاري الزرندي، المحدث بالحرم الشريف النبوي المحمدي، برواية ابن عباس رضي
الله عنهما (1).
31 _ رواية الشهاب الدولت آبادي

لقد روى هذا الحديث حيث قال ما
ترجمته: الجلوة الثانية: في ما أعز النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب
رضي الله عنه بأخي فإن أبناء عمه صلى الله عليه وسلم كانوا كثيرين، فاختار عليا من
بينهم أخا له دون غيره، وذلك لأنهما من نور واحد ولم يكن مثل علي أحد
(هامش)
(1) توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط. (*)
ص 102
من بني هاشم، وسنذكر تمام حديث النور في الجلوة السابعة عشر من هذه الهداية. وفي
المصابيح والمشارق والخزانة الجلالية والدرر قال صلى الله عليه وسلم: يا علي، أنت
مني وأنا منك، أي: أنت من نوري وأنا من نورك. وفي التمهيد في فضائل الصحابة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: مرحبا بأخي وابن عمي والذي خلقت أنا وهو من نور
واحد (1). وقد أورد حديث النور في كتابه جاعلا إياه من الأدلة الدالة على سيادة
علي وأهل البيت، وهذا كلامه بتعريبنا: الوجه الأول: هو الحديث المشهور: يا علي،
أنا سيد المرسلين وأنت سيد المسلمين، من كنت مولاه فعلي مولاه، يا علي أنا سيد ولد
آدم وأنت سيد ولد هاشم. وفي الصحائف: قالت عائشة: كنت جالسة عند النبي صلى الله
عليه وسلم إذ أتى علي فقال: هذا سيد العرب، فقالت: قلت: بأبي أنت وأمي ألست سيد
العرب، فقال: أنا سيد العالمين وهو سيد العرب. وهذا الحديث مشهور متواتر، فمن قال:
إن عليا ليس بسيد فقد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكذيبه كفر. الثاني: إن عليا
خلق من نفس النور الذي خلق منه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ريب في أن محمدا سيد.
والثالث: إن عليا ومحمدا من شجرة واحدة كما قال صلى الله عليه وسلم، ولا ريب أن
محمدا سيد (1).
ترجمته
والدولت آبادي من مشاهير علمائهم، فقد ترجم له الشيخ عبد
الحق الدهلوي في (أخبار الأخيار) والصديق حسن في (أبجد العلوم)، وعده ولي الله
(هامش)
(1 - 2) هداية السعداء - الجلوة الثانية. مخطوط. (*)
ص 103
والد (الدهلوي) في جملة علماء الهند وفقهائها في (المقدمة السنية)، ورشيد الدين
الدهلوي من أئمة الدين وقدماء أهل السنة المعتمدين، وأيضا جعله في عداد رؤساء علماء
أهل السنة مثل أحمد بن حنبل وابن الجوزي والتفتازاني، وأيضا: ذكره ضمن علماء أهل
السنة الذين ألفوا الكتب في فضائل أهل البيت... كما نقل عنه كثيرا... في كتابيه
(إيضاح لطافة المقال) و(غرة الراشدين)، كما ترجم له غلام علي آزاد في (سبحة المرجان
في علماء هندوستان) بما هذا نصه: مولانا القاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر
الزاولي الدولت آبادي نور الله ضريحه، ولد القاضي ب (دولت آباد دهلي)، وتتلمذ على
القاضي عبد المقتدر الدهلوي ومولانا خواجكي الدهلوي، وهو من تلامذة مولانا معين
الدين العمراني - رحمهم الله تعالى - وفاق أقرانه وسبق إخوانه، وكان القاضي عبد
المقتدر يقول في حقه: يأتيني من الطلبة من جلده علم ولحمه وعظمه علم.... وذهب
القاضي إلى دار الخيور جونفور، فاغتنم السلطان إبراهيم الشرقي والي جونفور وروده،
ونضر سقاه الله بسحائب الاحسان وروده، وعظمه بين الكبراء ولقبه ملك العلماء، فزين
القاضي مسند الافادة... وألف كتبا سارت بها ركبان العرب والعجم، وأذكى سرجا أهدى من
النار موقدة على العلم، منها البحر المواج في تفسير القرآن العظيم بالفارسية،
والحواشي على كافية النحو وهي أشهر تصانيفه، والارشاد وهو متن في النحو، إلتزم فيه
تمثيل المسألة في ضمن تعريفها، وبديع الميزان وهو متن في فن البلاغة بعبارات مسجعة،
وشرح البزدوي في أصول الفقه إلى بحث الأمر، وشرح بسيط على قصيدة بانت سعاد، ورسالة
في تقسيم العلوم بالعبارة الفارسية، ومناقب السادات بتلك العبارة، وغيرها... وتوفي
لخمس بقين من رجب المرجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ودفن ب (جونفور) في الجانب
الجنوبي من مسجد السلطان إبراهيم الشرقي (1).
(هامش)
(1) سبحة المرجان في علماء هندوستان 39. (*)
|