نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 104

32 _ رواية ابن حجر العسقلاني

 لقد روى هذا الحديث عن سلمان رضي الله عنه بلفظ: خلقت أنا وعلي من نور واحد (1). وعنه أيضا بلفظ: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله (2). ترجمته: وقد ترجم للحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852: 1 - السخاوي: شيخي الأستاذ، إمام الأئمة... إشتهر ذكره، وبعده صيته وارتحل الأئمة إليه، وتبجج الأعيان بالوفود عليه، وكثرت طلبته، حتى كان رؤوس العلماء من كل مذهب من تلامذته... وشهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة، والذهن والوقاد والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى... (3). 2 - السيوطي، ترجمة حافلة (4).

(هامش)

(1) تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس - حرف الخاء. (2) المصدر - حرف الكاف. (3) الضوء اللامع 2 / 36 - 40. (4) حسن المحاضرة 1 / 363. (*)

ص 105

3 - ابن العماد، مع الثناء والإكبار (1). 4 - الفاسي، وقال: ما رأينا مثله... (2).

33 _  رواية الحافي الحسيني الشافعي

 لقد روى هذا الحديث قائلا: روى - أي أحمد - أيضا في الكتابين المذكورين - يعني المسند والمناقب - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك فيه وجعل ذلك جزئين فجزء أنا وجزء علي. وزاد صاحب كتاب الفردوس: ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب، وكان لي النبوة ولعلي الوصية (3).

34 _ رواية الوصابي اليمني الشافعي

 لقد روى هذا الحديث في الباب الخامس في ما جاء من قول النبي صلى الله

(هامش)

(1) شذرات الذهب 7 / 270. (2) ذيل تذكرة الحفاظ - 380. (3) التبر المذاب في بيان ترتيب الأصحاب - مخطوط. (*)

ص 106

عليه وسلم في علي: أنه كنفسه، وأنه كرأسه من بدنه، وأنهما كانا نورين بين يدي الله تعالى قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام، وقوله: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي وقد رواه عن المناقب لأحمد بسنده عن سلمان. وأيضا عن الشفاء لابن أسبوع الأندلسي عنه رضي الله تعالى عنه (1). وقد تقدم في الكتاب نص الحديثين المذكورين، كل في محله، فلا نعيد.

35 _ رواية الجمال المحدث الشيرازي

لقد روى هذا الحديث في كتابه (الأربعين) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: وهذا الحديث هو المشار إليه في البيت المتقدم ذكره في ديباجة الكتاب أعني قوله: هما ظهرا شخصين والنور واحد * بنص حديث النفس والنور فاعلمن (2) كتاب الأربعين ولقد صرح مؤلفه المحدث في ديباجته بأن الأحاديث الواردة فيه من الأحاديث المعتبرة حيث قال بعد الخطبة: وبعد، فيقول العبد الفقير إلى الله

(هامش)

(1) الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط. (2) الأربعين - مخطوط. (*)

ص 107

الغني عطاء الله بن فضل الله المشتهر بجمال الدين المحدث الحسيني أحسن الله أحواله وخص بجوده العميم آماله: هذه أربعون حديثا في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، ويعسوب المسلمين ورأس الأولياء والصديقين، ومبين مناهج الحق واليقين، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، والمتصدق في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، المخصوص بكرامة الأخوة والانتخاب، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونطق الكتاب، المكنى بأبي الريحانتين وأبي تراب. هو النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الخطاب المشرف بمزية من كنت مولاه فعلي مولاه، المدعو بدعوة أللهم وال من والاه وعاد من عاداه... وإن كانت مناقبه كثيرة وفضائله جمة غزيرة بحيث لا تعد ولا تحصى ولا تحد ولا تستقصى، كما ورد عن ابن عباس مرفوعا: لو أن الرياض أقلام... لكني اقتصرت منها على أربعين حديثا روما للاختصار ومراعاة لما اشتهر من سيد الأبرار... أنه قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثا... جمعتها من الكتب المعتبرة على طريقة أهل البيت عليهم السلام... . ترجمته: والسيد جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي الملقب بالمحدث: عالم محدث مدقق، له مصنفات مقبولة ومعتمدة لدى العلماء، كروضة الأحباب في السيرة، والأربعين في فضائل أمير المؤمنين... وممن نقل عنه القاري في المرقاة في شرح المشكاة. وهو من مشايخ (الدهلوي).

ص 108

36 _ رواية الجفري

 لقد روى هذا الحديث حيث قال: وقال صلى الله عليه وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا وجزء علي (1). ترجمته: ترجم له المحبي قائلا: شيخ بن علي بن محمد بن عبد الله بن علوي بن أبي بكر بن جعفر بن محمد ابن علي بن محمد بن أحمد. الأستاذ الأعظم، الفقيه المقدم، ويعرف كسلفه ب‍ (الجفري) بضم الجيم وسكون الفاء ثم بعدها راء. المفضال الكامل الماجد، القاضي الأجل المحترم. كان من رؤساء العلم، جليل المقدار، ذائع الذكر، مقبول السمعة، وافر الحرمة، ولد بقرية (تديس) بالسين المهملة، وحفظ القرآن، وأخذ عن جماعة من العارفين، ثم دخل بلاد الهند والسواحل، وأخذ عن... وفاق في العلوم النقلية والعقلية... وبالجملة: فقد كان من صدور العلماء الأعلام، وكانت وفاته ب‍ (بندر الشحر) في صفر سنة ثلاث وستين وألف (2).

(هامش)

(1) كنز البراهين الكسبية والأسرار الوهبية الغيبية - مخطوط. (2) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2 / 235. (*)

ص 109

37 _ رواية الواعظ الهروي

 لقد روى هذا الحديث في الفصل الحادي عشر، في كونه صلى الله عليه وسلم وكونه كرم الله وجهه من نور واحد وكونه خليفة عن (المناقب لابن المغازلي) بسنده عن النبي صلى الله عليه وآله. وروى حديثي سلمان عنه صلى الله عليه وآله وسلم. وأورد بيت الشيخ العطار المذكور سابقا. وروى عن ابن أسبوع الأندلسي حديثه عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وعن (الفوائد الجلالية للسيد جلال الدين البخاري) عن علي عنه صلى الله عليه وآله وسلم.. (1). وقد تقدمت نصوصها - كل في محله - فلا نعيد.

38 _ رواية أحمد بن إبراهيم

لقد روى هذا الحديث عن سلمان رضي الله تعالى عنه كما يلي: روى سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت أنا وعلي

(هامش)

(1) رياض الفصائل - الفصل الحادي عشر من الكتاب. (*)

ص 110

من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه، ولم نزل في شيء واحد، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي عادت النبوة وفي علي الخلافة (1).

39 _ رواية السيد محمد ماه عالم

لقد روى هذا الحديث ضمن جملة من فضائل أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ونص على اعتباره، وهذا مجمل ترجمة كلامه في ترجمة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: لقد كان ظاهره المبارك مظهر الأسرار السبحانية وباطنه الكريم مهبط الأنوار الربانية، مراتبه العالية ومناقبه السامية تضيق عنها صحائف الليل والنهار، وبيان شرف ذاته وجلالة صفاته لا تحويه دفاتر السماوات والأرضين، فضائله لا تحصى وكمالاته لا يمكن الإحاطة بها، فإن نسبه المبارك يعلم من الخبر المعتبر عن خير الأنام صلى الله عليه وسلم: أنا وعلي من نور واحد، وعظمة حسبه من الكلمة الشريفة: أنت أخي في الدنيا والآخرة، ووفور علمه من الحديث الصحيح: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وسعة جوده من قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) وشجاعته من فحوى: لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار، وتتجلى فضائله في: لمبارزة علي بن أبي طالب يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي (2).

(هامش)

(1) جواهر النفائس - مخطوط. (2) تذكرة الأبرار - مخطوط. (*)

ص 111

40 _ رواية محمد صدر العالم

 لقد روى هذا الحديث عن (الشفاء لابن أسبوع) عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله. ثم بين معنى الحديث ودلالته ضمن تحقيق أنيق له. ثم نقل كلام ابن عربي الآتي ذكره إن شاء الله. وبالتالي أيد الحديث برواية أحمد في المناقب عن سلمان رضي الله عنه، وبقوله صلى الله عليه وسلم: يا علي كنت مع الأنبياء سرا ومعي جهرا (1). ترجمته: والرجل من كبار علماء أهل السنة في بلاد الهند، عارف محدث جليل، أثنى عليه شاه ولي الله في (التفهيمات الإلهية)، وترجم له صاحب نزهة الخواطر بقوله: الشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين وذكر (معارج العلى) في مصنفاته (2).

(هامش)

(1) معارج العلى - مخطوط. (2) نزهة الخواطر 6 / 113. (*)

ص 112

41 _ رواية غلام علي آزاد البلكرامي

 لقد روى هذا الحديث - محتجا به ومعتمدا عليه - عن ابن أسبوع عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله، ثم ترجمه إلى الفارسية (1). ترجمته: ولقد ترجم له بالتفصيل وأثنى عليه الصديق حسن خان القنوجي في (أبجد العلوم) وفي (إتحاف النبلاء) فليراجع. * * *

(هامش)

(1) شجره طيبه - مخطوط. (*)

ص 113

شواهد حديث النور ومؤيداته

ص 115

وبعد: فإن من المناسب ذكر بعض الأحاديث المؤيدة لحديث (النور) ليزداد المصنف بصيرة، وتتم الحجة على المخالفين... والله ولي التوفيق: (الحديث الأول) حديث الشجرة (1) وحاصله: إن النبي صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام مخلوقان من شجرة واحدة.

(هامش)

(1) النظر في أسانيد حديث الشجرة بألفاظه المختلفة يفيد أن رواته من ثقات المحدثين ومشاهير الحفاظ وكبار العلماء، وهم عدد كبير جدا، وهناك مصادر أخرى أخرجت هذا الحديث الشريف لم ينقل عنها في هذا الكتاب طلبا للاختصار. (*)

ص 116

وممن رواه من الحفاظ والأئمة

 1 - الطبراني. 2 - الحاكم النيسابوري. 3 - ابن مردويه الاصبهاني. 4 - ابن المغازلي الواسطي. 5 - شيرويه الديلمي الهمداني. 6 - الخطيب الخوارزمي. 7 - الزرندي. 8 - شهاب الدين أحمد. 9 - النور البدخشاني. 10 - الميبدي اليزدي. 11 - السيوطي. 12 - المتقي الهندي. 13 - الوصابي اليمني. 14 - الجمال المحدث. 15 - المناوي. 16 - الجفري. 17 - ميرزا محمد البدخشاني. 18 - محمد صدر عالم. 19 - نظام الدين الدهلوي. 20 - محمد مبين اللكهنوي.

ص 117

1 _ رواية الحاكم قال الحاكم

 أخبرني الحسين بن علي التميمي، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد، ثنا هارون بن حاتم، أنبأ عبد الرحمن بن أبي حماد، حدثني إسحاق بن يوسف عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: يا علي، الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد). هذا حديث صحيح الاسناد (1).

2 _ رواية ابن المغازلي

 قال ابن المغازلي: أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي نصر أبو زكريا، ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن نصر الأزدي الحافظ، نا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ، ثنا يوسف بن القاسم الميانجي، عن علي بن العباس المقانعي، عن محمد ابن مروان عن إبراهيم بن الحاكم عن أبيه، عن أبي مالك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار

(هامش)

(1) المستدرك - كتاب التفسير 2 / 241. (*)

ص 118

شتى (1).

3 _ رواية الديلمي

قال: ابن عباس: - أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى (2).

4 _ رواية الخوارزمي

 رواه عن الديلمي من طريق ابن مردويه عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى (3).

5 _ رواية الزرندي

 قال: قال جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة. ثم قرأ النبي صلى

(هامش)

(1) المناقب لابن المغازلي 400. (2) فردوس الأخبار 1 / 77. (3) المناقب للخوارزمي 87. (*)

ص 119

الله عليه وآله وسلم: (وفي الأرض قطع متجاوزات) حتى بلغ (يسقى بماء واحد) (1).

6 _ رواية الشهاب أحمد

 ذكره عن جابر كذلك ثم قال: رواه الصالحاني بإسناده إلى الحافظ ابن مردويه، ورواه أيضا الشيخ شمس الدين الزرندي (2).

7 _  رواية النور البدخشي اللاهيجي

 أثبته ضمن أحاديث ذكرها في فضائل علي عليه السلام (كحديث مدينة العلم) وحديث: (أنا منه وهو مني) وحديث (الولاية) بقوله: وقال أيضا: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى (3).

(هامش)

(1) نظم درر السمطين 79. (2) توضيح الدلائل - مخطوط. (3) شرح گلشن راز لشمس الدين محمد بن يحيى الجيلاني اللاهيجي النور بخشي - 331. (*)

ص 120

8 _  إثبات الميبدي

 أثبته عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1).

9 _ رواية السيوطي

 قال السيوطي: الحديث الثالث عشر: عن جابر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى. أخرجه الديلمي (2).

10 _ رواية المتقي

رواه عن الديلمي والحاكم عن جابر (3).

(هامش)

(1) الفواتح - شرح ديوان أمير المؤمنين - 111. (2) القول الجلي في فضائل علي الحديث: 13. (3) كنز العمال 11 / 608. (*)

ص 121

11 _ رواية الوصابي

 رواه عن الديلمي عن جابر (2). وعن الخطيب في فضائل الصحابة عن علي عليه السلام: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشبهت خلقي وخلقي وأنت من شجرتي التي أنا منها (3).

12 _ رواية جمال الدين

 المحدث رواه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الحديث الرابع من أحاديث كتابه (4).

(هامش)

(1 - 2) الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء - مخطوط. (3) الأربعين - مخطوط. (*)

ص 122

14 _ رواية المناوي

 رواه عن فردوس الأخبار للديلمي (1).

15 _ رواية الجفري

 رواه حيث قال: وقال صلى الله عليه وسلم: الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة (2).

16 _  رواية البدخشي

 رواه عن الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن جابر. وعن الديلمي عن جابر وابن عباس (3).

(هامش)

(1) كنوز الحقائق، هامش الجامع الصغير 1 / 80. (2) كنز البراهين - مخطوط. (3) مفتاح النجا - مخطوط. ومنه يعلم رواية الطبراني وابن مردويه. (*)

ص 123

17 _ رواية صدر العالم

 رواه عن الحاكم عن جابر قائلا: أخرج الحاكم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة (1).

18 _ رواية الدهلوي

 رواه عن الحاكم وابن مردويه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وهو صحيح على رأي الحاكم ثم ترجمه إلى الفارسية. قال: وفي بعض الروايات: خلقت أنا وأنت من طينة إبراهيم ثم ترجمه كذلك (2).

(هامش)

(1) معارج العلى - مخطوط. (2) تحفة المحبين - مخطوط. (*)

ص 124

19 _ رواية اللكهنوي

 رواه عن الحاكم وابن مردويه عن جابر... ثم قال: وهو صحيح على رأي الحاكم ثم ترجمه إلى الفارسية (1).

(هامش)

(1) وسيلة النجاة في مناقب الحضرات: 69. (*)

ص 125

الحديث الثاني  حديث الشجرة

 (بلفظ آخر) وحاصله: إن الله خلق النبي صلى الله عليه وآله من شجرة، وهو أصلها، وعلي فرعها، والحسنان أغصانها. وممن رواه من الحفاظ والعلماء: 1 - عبد الله بن أحمد بن حنبل. 2 - الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة. أبو نعيم الاصفهاني. 4 - ابن المغازلي الشافعي. 5 - ابن عساكر الدمشقي. 6 - الكنجي الشافعي. 7 - الدولت آبادي الهندي. 8 - شهاب الدين أحمد.

ص 126

1 _ رواية عبد الله بن أحمد

 روى هذا الحديث في (زوائد المسند) بقوله: أخبرنا علي بن إسحاق بن عيسى وثنا عثمان بن عبد الله، حدثنا عبد الله ابن لهيعة عن أبي الزبير المكي قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات وعلي تجاهه، فأومى النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وقال: أدن مني يا علي، فدنا علي منه، فقال: ضع خمسك في خمسي - يعني كفك كفي - يا علي: خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة، يا علي: لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا وصلوا حتى يكونوا كالاوتار ثم أبغضوك لأكبهم الله تبارك وتعالى على وجوههم في النار .

2 _ رواية أبي نعيم

رواه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ المتقدم، إلا أنه لم يذكر ذيل الحديث. وهو قوله: يا علي لو أن أمتي... (1).

(هامش)

(1) منقبة المطهرين - مخطوط. (*)

ص 127

3 _ رواية ابن المغازلي

 وقال ابن المغازلي الواسطي: قوله عليه السلام: خلقت أنا وأنت من شجرة. الحديث: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهاب بن الطحان إجازة، عن أبي الفرج أحمد بن علي الحنوطي القاضي، نا عبد الحميد، نا عبد الله بن محمد بن ناجية، نا عثمان بن عبد الله القرشي بالبصرة، نا عبد الله بن لهيعة عن أبي الزبير - واسمه محمد بن عبد الله بن تدرس - عن جابر بن عبد الله قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعرفات وعلي تجاهه، إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدن مني يا علي ضع خمسك في خمسي، خلقت أنا وأنت من شجرة، فأنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة (1). وقال أيضا: قوله عليه السلام لعلي: ضع خمسك في خمسي. الحديث. أخبرنا أحمد بن المظفر العطار، ثنا عبد الله بن محمد الملقب بابن السقا الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن زنجويه المخزومي ببغداد، ثنا عثمان بن عبد الله العثماني، ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات وعلي تجاهه، فأومى إلى علي فأقبلنا نحوه وهو يقول: أدن مني يا علي، فدنا منه فقال: ضع خمسك في خمسي، فجعل كفه

(هامش)

(1) المناقب 90. (*)

ص 128

في كفه فقال: يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة، يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا وصلوا حتى يكونوا كالاوتار وأبغضوك لأكبهم الله في النار (1).

4 _ رواية الكنجي

 رواه حيث قال: الباب الثامن والخمسون في تخصيص علي عليه السلام بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخبرنا العلامة قاضي القضاة صدر الشام أبو الطفيل محمد بن قاضي القضاة شيخ المذاهب أبي المعالي محمد بن علي القرشي، أخبرنا حجة العرب زيد ابن الحسن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا زين الحفاظ وشيخ أهل الحديث على الإطلاق أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أخبرنا عبد الله بن محمد ابن عبد الله، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشير الكندي، عن إسمعيل ابن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحق عن الحرث عن علي وعن عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ أنا مدينة العلم وعلي بابها من أراد المدينة فليأتها من بابها. قلت: هكذا روى الخطيب في تاريخه .

(هامش)

(1) المناقب 297. (*)

ص 129

وقال: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، أخبرنا محمد بن إسمعيل بن محمد الطرسوسي، أخبرنا أبو منصور محمد بن إسمعيل الصيرفي، أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه، أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أخبرني الحسن بن إدريس التستري، حدثنا أبو عثمان طالوت ابن عباد الصيرفي البصري، حدثنا فضال بن جبير، حدثنا أبو أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام، ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار، ثم تلا (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). قلت: هذا حديث عال، رواه الطبراني في معجمه كما أخرجناه سواء. ورواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى. فمن ذلك: ما أخبرنا الشيخان محمد بن سعيد بن الموفق الخازن النيسابوري ببغداد وإبراهيم بن عثمان الكاشغري بنهر معلى قالا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي، أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن عبد الله بن علي المقري، أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزاهدي الفقيه، أخبرنا أبو بكر محمد بن غريب البزار، حدثنا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان، حدثنا عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، حدثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات وتجاهه علي، فأومئ إلى علي فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: أدن مني يا علي فدنا منه علي فقال: ضع خمسك في خمسي - يعني كفك في كفي - يا علي، خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن منها دخل

ص 130

الجنة. يا علي، لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالاوتار ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار. قلت هكذا رواه في ترجمة علي من كتابه . وقال: أخبرنا المفتي أبو نصر هبة الله الشيرازي، أخبرنا الحافظ علي بن عساكر، أخبرنا أبو القسم السمرقندي، أخبرنا إسمعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة ابن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدثنا عمر بن سنا، حدثنا الحسن بن علي أبو عبد الغني الأزدي، حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف أنه قال: ألا تسألوني قبل أن يشوب الأحاديث الأباطيل! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها في جنة عدن، والأصل والفرع اللقاح والثمر والورق في الجنة. قلت: أخرجه محدث دمشق في مناقبه بطرق. وأنشدنا الشيخ أبو بكر بن فضل الله الحلبي الواعظ في المعنى لبعضهم: يا حبذا دوحة في الخلد ثابتة * ما في الجنان لها شبه من الشجر المصطفى أصلها والفرع فاطمة * ثم اللقاح علي سيد البشر والهاشميان سبطان لها ثمر * والشيعة الورق الملتف بالثمر هذا حديث رسول الله جاء به * أهل الرواية في العاملي من الخبر إني محبهم أرجو النجاة غدا * والفوز في زمرة من أحسن الزمر (1)

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب 220. (*)

ص 131

5 _ رواية ملك العلماء الهندي

 روى هذا الحديث نقلا عن (الزاهدية) و(مجمع الأخبار) حيث قال: وفي الزاهدية، وفي مجمع الأخبار عند قوله تعالى: (ندع أبناءنا وأبناءكم)*: وإن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة، أنا أصلها وعلي فرعها والحسنان ثمارها وأولادهما أغصانها وشيعتهم أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجى، ومن زاغ عنها غوى وهوى. ولو كان عبد عبد الله تعالى بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ولم يدرك محبتنا، فأكبه الله على منخريه. ثم تلا هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) ثم ترجمه إلى الفارسية (1).

6 _ رواية الشهاب أحمد

 وقال شهاب الدين أحمد ما هذا نصه: وقال سلطان العلماء في عصره وبرهان العرفاء في دهره، الشيخ القدوة في الأجلة الأعلام، مفتي الأنام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، عن لسان حال أول الأصحاب بلا مقال وأفضل

(هامش)

(1) هداية السعداء - مخطوط. الجلوة الثانية من الهداية الرابعة. في ذم من لا يتمسك بهم. (*)

ص 132

الأتراب لدى عد الخصال، علي ولي الله في الأرض والسماء - رضي الله تعالى عنه ونفعنا به في كل حال -: يا قوم، نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية في معجن الحماية بعد أن رش علينا فيض الهداية، ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بالوحي ونفخ فيها روح الأمر، فلا أقدامنا تزل ولا أبصارنا تضل ولا أنوارنا تقل، وإذا نحن ضللنا فمن بالقوم يدل! الناس من أشجار شتى وشجرة النبوة واحدة ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم أصلها وأنا فرعها وفاطمة الزهراء ثمرها والحسن والحسين أغصانها، أصلها نور وثمرها نور وفرعها ونور وغصنها نور، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور (1).

(هامش)

(1) توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط. (*)

ص 133

الحديث الثالث وحاصله: إن الله خلق رسوله من نوره وخلق عليا من نور رسوله

. رواه الخطيب الخوارزمي بإسناده عن عبد الله بن عمر حيث قال: أنبأني مهذب الأئمة هذا قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقري قال: أخبرنا والدي أبو بكر محمد قال أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد النيسابوري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله النانيجي البغدادي - من حفظه بدينور - قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثني محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا العلاء بن الحسين الهمداني قال: حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وسئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ - فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي؟ فقال: يا أحمد أنا شيء لا كالأشياء، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالشبهات: خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد أحدا إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب، فخاطبت بلسانه كيما

ص 134

يطمئن قلبك (1).

(هامش)

(1) المناقب 36. رواه العلامة السيد علي بن أحمد بن معصوم المدني الشيرازي في كتاب التذكرة، بإسناد له من طريق أعلام الإمامية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام عن الحسين سيد الشهداء عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - وقد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج - قال: خاطبني بلسان علي... الحديث. ثم ذكر رواية الخوارزمي. ثم قال: واللغة كاللسان كما يطلق على ما يعبر به كل قوم عن أغراضهم كلغة العرب ولغة العجم، يطلق على ما يعبر الانسان الواحد عن غرضه من النطق وتقطيع الصوت اللذين تمتاز بهما الأشخاص بعضها عن بعض، ويعبر عنها باللهجة. فقول السائل: بأي لغة خاطبك ربك يحتمل المعنيين، وقوله عليه السلام: خاطبني بلسان علي. أي بلغة علي كما في رواية الخوارزمي، يراد به المعنى الثاني وهو يتضمن الجواب عن المعنى الأول أيضا إن كان مرادا، لأن لغة علي كانت عربية. وقاس الشيء بالشئ قدره أي جعله على مقداره. والشبهات جمع شبهة كغرفة وغرفات، قال في القاموس: الشبهة بالضم الالتباس والمثل. إنتهى. وإرادة المعنى الثاني هنا أظهر، أي لا يوصف بالأمثال وإن كان المعنى الأول ظاهرا . (*)

ص 135

(الحديث الرابع) وحاصله: إن رسول الله وعليا مخلوقان من نور الله تعالى

 رواه الحمويني بإسناده عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنا وأنت من نور الله تعالى (1).

(هامش)

(1) فرائد السمطين. وقد تقدم. (*)

ص 136

(الحديث الخامس) وحاصله: إن الحسن والحسين نوران من نور الله

رواه بهذا اللفظ الدولت آبادي (1). أقول: فأبوهما وجدهما نوران من نور الله بالأولوية القطعية.

(هامش)

(1) هداية السعداء - مخطوط. (*)

ص 137

(الحديث السادس) وحاصله: إن الله خلق الملائكة من نور علي

 رواه الخوارزمي بإسناده عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله تعالى من وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة . وأيضا بإسناده عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب عنه. وقد تقدم نصه سابقا. أقول: قد ذكرنا طرفا من أسانيد حديث (النور) برواية أهل السنة، بألفاظه المختلفة المتكثرة، وثلة من الأحاديث التي رووها في فضل أهل البيت وهي مؤيدة لمعنى حديث النور. ويلا حظ القارئ الكريم أن رواة حديث النور ومؤيداته هم من أكابر أئمة أهل السنة ومن مشاهير علمائهم ومحدثيهم...

ص 138

فحديث النور صحيح ثابت سندا، بل متواتر مقطوع بصدوره عن النبي صلى الله عليه وآله، ولا يلتفت القارئ بعد الوقوف على ما ذكر إلى طعن متعصب أو ارتياب معاند... فإذا انضم إلى ذلك بحث الدلالة بوجوهها كان هذا الحديث من الأحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين بعد النبي بلا فصل... والله الهادي. * * *

ص 139

حديث النور من طرق الإمامية

ص 141

قوله: ما رووا من أنه صلى الله عليه وسلم قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب نورا بين يدي الله... . أقول: قوله: ما رووا يشعر زعمه اختصاص رواية هذا الحديث بالشيعة... وهذا ديدنه ودأبه عند رد كل فضيلة من فضائل علي أمير المؤمنين عليه السلام. وأنت إن ألقيت نظرة على القسم المتقدم من الكتاب عرفت كذبه ومدى تعصبه وإنكاره للحقائق الراهنة. ثم لم لم ينقل لفظا من ألفاظه من طريق الإمامية حتى يتضح مورد الطعن في سنده إن كان؟! ولم لم يشر إلى تعدد طرقه لديهم؟! إن هذا الحديث الشريف من الأحاديث المتفق عليها بين الطرفين، وبما أنا نقلنا روايته عند أهل السنة بطرقهم ننقل هنا بعض أسانيده وألفاظه عن كبار علماء الإمامية ومحدثيهم:

ص 142

حديث النور عند الإمامية

 لقد روى هذا الحديث جماعة كبيرة من كبار علماء هذه الطائفة نذكر فيما يلي بعضهم:

 1 - أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني

 (1)، فقد قال ما نصه: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله الصغير، عن محمد بن إبراهيم الجعفري، عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبي عبد الله عليه السلام (2) قال: إن الله كان إذ لا كائن، فخلق الكان والمكان، وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار، وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا، فلم يزالا نورين أولين إذ لا شيء كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة، حتى افترقا في أطهر طاهرين عبد الله وأبي طالب (3). وروى بسنده عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر (4): يا جابر: إن الله أول ما خلق محمدا وعترته الهداة المهديين، كانوا أشباح نور بين يدي الله. قلت: وما الأشباح؟ قال: ظل النور، أبدان نورانية بلا أرواح، وكان مؤيدا بروح واحد، وهي

(هامش)

(1) الملقب ثقة الإسلام شيخ الإمامية في وقته. توفي ببغداد سنة 329. (2) أبو عبد الله كنية سيدنا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. (3) الكافي 1 / 441. (4) كنية سيدنا الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام. (*)

ص 143

روح القدس، فيه كان يعبد الله وعترته، ولذلك خلقهم حلماء، علماء، بررة أصفياء يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل، ويصلون الصلاة ويحجون ويصومون (1). وبسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد، إني خلقتك وعليا نورا - يعني روحا بلا بدن - قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة، فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني، ثم قسمتها اثنتين وقسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة، محمد واحد، وعلي واحد، والحسن والحسين ثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن، ثم مسحنا بيمينه فأضاء نوره فينا (2). وبسنده عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة؟ فقال: يا مفضل، كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا، في ظلة خضراء، نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده، وما من ملك ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء وكيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا (3). وبسنده عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (4) فأجريت اختلاف الشيعة فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفرض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاؤن ويحرمون ما يشاؤن، ولن يشاؤا إلا أن يشاء

(هامش)

(1) الكافي 1 / 442. (2) المصدر 1 / 440. (3) المصدر 1 / 441. (4) وهو سيدنا الإمام محمد بن علي التقي الجواد التاسع من الأئمة الاثني عشر عليهم السلام. (*)

ص 144

الله تبارك وتعالى. يا محمد، هذه الديانة التي من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق، خذها إليك يا محمد (1).

 2 - أبو عبد الله محمد بن العباس بن ماهيار

 (2) في كتابه (ما نزل من القرآن في أهل البيت) بسنده عن أشياخ من آل علي بن أبي طالب قالوا: قال علي عليه السلام في بعض خطبه: إنا آل محمد كنا أنوارا حول العرش، فأمرنا الله تعالى بالتسبيح فسبحنا وسبحته الملائكة بتسبيحنا، ثم أهبطنا إلى الأرض فأمرنا بالتسبيح فسبحنا فسبحته أهل الأرض بتسبيحنا، فإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون (3).

 3 - فرات بن إبراهيم

 (4) بسنده عن ابن عباس يقول: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله - وساق الحديث إلى أن قال - قال صلى الله عليه وآله: خلقني الله نورا تحت العرش قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتى افترقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب، فخلقني ربي من ذلك النور، لكنه لا نبي بعدي (5). كما روى حديث الأشباح في حديث يصف فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عروجه إلى السماء لأبي ذر رضي الله عنه (6).

 4 - أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي

(7)، فقد رواه في كتابه

(هامش)

(1) الكافي 1 / 440 - 441. (2) المعروف بابن جحام من أجلاء علماء الإمامية. (3) أنظر: غاية المرام ص 12. (4) فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، من مشايخ الشيخ علي بن بابويه القمي ومن قدماء الطائفة. (5) تفسير فرات 1 / 190 وانظر 1 / 107. (6) تفسير فرات 1 / 134. (7) الملقب ب‍ رئيس المحدثين الصدوق له نحو من 300 مصنف، توفي بالري سنة 381. (*)

ص 145

(الخصال) بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله جل جلالته قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله عز وجل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب، فقسمه قسمين، فصير قسمي في صلب عبد الله، وقسم علي في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا من علي، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه (1). وفيه بسنده عن سيدنا الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خلقت أنا وعلي من نور واحد (2). ورواه في كتابه (علل الشرائع) بسنده عن معاذ بن جبل: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام. قلت: فأين كنتم يا رسول الله؟ قال: قدام العرش نسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجده. قلت: على أي مثال؟ قال: أشباح نور... (3). وفيه بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل: إن محمدا وعليا عليهما السلام كانا نورا بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام، وإن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا وقد انشعب منه شعاع لامع، فقالت: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله عز وجل إليهم: هذا

(هامش)

(1) الخصال 640. (2) المصدر 31 وانظر عيون أخبار الرضا له 2 / 59. (3) علل الشرائع 1 / 208 - 209. (*)

ص 146

نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة، فأما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي، وأما الإمامة فلعلي حجتي ووليي، ولولاهما ما خلقت خلقي... (1). ورواه في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) بسنده عن مولانا الإمام علي بن الحسين عليهما السلام: (إن الله عز وجل خلق محمدا وعليا والأئمة الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره، يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله عز وجل ويقدسونه، وهم الأئمة الهادية من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين (2). وفيه بسنده عن الصادق عليه السلام قال: إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته، فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم (3). ورواه في كتابه (النصوص على الأئمة الاثني عشر) بسنده عن أنس بن مالك قال: كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم... ثم قال صلى الله عليه وآله: خلفني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بتسعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم، ثم نقلنا من صلب آدم إلى أصلاب الطاهرين ومنها إلى أرحام الطاهرات... (4).

(هامش)

(1) علل الشرائع، وانظر معاني الأخبار له ص 56. (2) كمال الدين 1 / 318. (3) كمال الدين 2 / 335 - 336. (4) أنظر غاية المرام ص 11 - 12 (*).

ص 147

5 - السيد هاشم البحراني

 (1). روى حديث النور عن ابن بابويه عن الصادق عليه السلام. وعنه عن الرضا عليه السلام، إلى غير ذلك... (2).

 6 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي

(3)... رواه بسنده عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل: خلقني الله من صفرة نوره ودعاني فأطعت، وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن نور علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه، فسمانا بالخمسة الأسماء من أسمائه: الله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، والله الفاطر وهذه فاطمة، والله ذو الاحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين. ثم خلق منا من صلب الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه، قبل أن يخلق الله سماء مبنية وأرضا مدحية أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا، وكنا بعلمه نورا نسبحه ونسمع ونطيع...

7 - أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

(4)... رواه بسنده عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأيضا بسنده عن سيدنا ومولانا الإمام علي بن محمد الهادي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله... (5). وروى بسنده عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه

(هامش)

(1) صاحب البرهان في تفسير القرآن وغيره، من ثقات محدثي الإمامية، توفي سنة 1107. (2) غاية المرام - الباب الثاني ص 8 - 13. (3) شيخ مشايخ الإمامية في الفقه والحديث والكلام، توفي ببغداد سنة 413. (4) شيخ الطائفة صاحب التبيان في تفسير القران. وتهذيب الأحكام، والخلاف في الفقه وغيرها من المصنفات، توفي بالغري الشريف سنة 460. (5) الأمالي 1 / 186، 1 / 300 - 301. (*)

ص 148

السلام: إنه كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله عز وجل به وأبوك يعذب بالنار؟ فقال له: مه فض الله فاك، والذي بعث محمدا بالحق لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض شفعه الله فيهم، أني يعذب بالنار وابنه قسيم النار! ثم قال: والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلا خمسة أنوار: نور محمد، ونوري، ونور فاطمة، ونور الحسن والحسين، ومن ولدته من الأئمة، لأن نوره من نورنا الذي خلقه الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بألفي عام (1). وفيه بسنده عن أنس بن مالك في حديث: فقلت: يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك؟ قال: إن الله عز وجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه، إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ثم نقله إلى صلب شيث. فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في صلب عبد المطلب، ثم شقه الله عز وجل نصفين، فصار نصفه في أبي عبد الله بن عبد المطلب ونصفه الآخر في أبي طالب، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف الآخر، فعلي أخي في الدنيا والآخرة، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) (2). وفيه بسنده عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله من اختراعه من نور عظمته وجلاله... فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين، فخلق من الشطر الأول محمدا ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب،

(هامش)

(1) الأمالي 1 / 311 - 312. (2) المصدر 1 / 320. (*)

ص 149

ولم يخلق من ذلك النور غيرهما... (1). وفيه بسنده عن سيدنا علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، خلق الله الناس من أشجار شتى وخلقني وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها (2). وفيه بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول، قد صدقت وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، نحن الوارثون الأول ونحن الآخرون (3). ورواه في كتابه (مصباح الأنوار) بإسناده: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم... (4).

 8 - قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسين الراوندي

(5) بسنده عن سعدان قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربع عشرة آلاف سنة، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين وركبه في صلب آدم، وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح، ثم قذفه في الأرض في صلب إبراهيم، فجزء أنا وجزء علي، والنور يزول معنا حيث زلنا (6).

(هامش)

(1) بحار الأنوار عن الأمالي. (2) بحار الأنوار 6 / 5 الطبعة القديمة. (3) بحار الأنوار عن الأمالي. (4) بحار الأنوار 6 / 3 عن كنز جامع الفوائد عن مصباح الأنوار. (5) صاحب فقه القرآن ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة وغيرهما، من مشاهير فقهاء ومحدثي الإمامية، توفي سنة 573. (6) البحار 9 / 7 عن الخرائج والجرائح. (*)

ص 150

9 - حسين بن حمدان الحضيني

 (1) قال. روي عن مجاهد عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري قالا: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ دخل سلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وأبو الهيثم بن التيهان، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، فجثوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله - والحزن ظاهر في وجوههم - فقالوا: فديناك بالآباء والأمهات يا رسول الله: إنا نسمع من قوم في أخيك وابن عمك ما يحزننا، وإنا نستأذنك في الرد عليهم. فقال صلى الله عليه وآله: ما عساهم يقولون في أخي وابن عمي علي ابن أبي طالب؟ فقالوا: يقولون أي فضل لعلي في سبقه إلى الإسلام، وإنما أدركه الإسلام طفلا، ونحو هذا القول. فقال عليه السلام: فهذا يحزنكم؟ قالوا: أي والله. فقال... قد علمتم جميعا إن الله عز وجل خلقني وعليا من نور واحد... ثم افترق نورنا فصار نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب عمي... (2)

 10 - جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر العلامة الحلي

(3): رواه في حديث طويل، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل قوله: يا محمد، إن الله جعلك سيد الأنبياء وعليا سيد الأوصياء وخيرهم، وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها.

(هامش)

(1) المتوفى سنة 358، من رواة الإمامية. (2) البحار 9 / 5 عن كتاب الروضة. (3) هو رئيس علماء الطائفة في عصره ومروج المذهب في وقته، صنف في كل علم، وأحاط من الفنون بما لم يحط به أحد من الناس، توفي سنة 726 ودفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام. (*)

ص 151

فسجد علي صلوات الله عليه وجعل يقبل الأرض شكرا لله تعالى. وإن الله جل اسمه خلق محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أشباحا يسبحونه ويمجدونه ويهللون بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فجعلهم نورا ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال وأرحام الخيرات المطهرات المهذبات من النساء من عصر إلى عصر، فلما أراد الله عز وجل أن يبين لنا فضلهم ويعرفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور فقسمه قسمين، جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان منه سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة، وجعل القسم الثاني في عبد مناف - وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف - فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وجعله رسول الله وليه ووصيه وخليفته وزوج ابنته وقاضي دينه وكاشف كربته ومنجز وعده وناصر دينه (1).

 11 - حسن بن محمد الديلمي

(2). روى هذا الحديث عن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (3). وعن ابن مهران أنه: سئل عبد الله بن العباس عن تفسير قول الله تعالى: (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون) قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل علي بن أبي طالب، فما رآه النبي صلي الله عليه وآله وسلم تبسم في وجهه وقال: مرحبا بمن خلقه الله تعالى قبل كل شيء، خلقني الله وخلق عليا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة، خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني من نصفه وخلق عليا من النصف الآخر قبل الأشياء، فنورها من نوري ونور علي، ثم جعلنا من يمين العرش، ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة، وهللنا فهللت

(هامش)

(1) البحار 9 / 7 عن كشف اليقين في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام. (2) من محدثي الإمامية. (3) إرشاد القلوب 2 / 193. (*)

ص 152

الملائكة، وكبرنا فكبرت الملائكة، وكان ذلك من تعليمي وتعليم علي (1).

12 - محمد بن علي بن أحمد الفاسي

(2). روي هذا الحديث عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).

 13 - شرف الدين بن علي النجفي

(4). رواه عن محمد بن زياد قال: سأل ابن مهران عبد الله بن العباس عن تفسير قوله تعالى: (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون) فقال ابن عباس: إنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله... (5).

 14 - الشيخ محمد باقر المجلسي

(6). رواه بألفاظ عديدة وطرق مختلفة في كتابه العظيم (بحار الأنوار) وغيره من مصنفاته الشهيرة. من فوائد الاستشهاد بأخبار الإمامية: ثم إن الاستشهاد بأحاديثنا - للحاجة إلى ذلك في أمثال المقام - يفيدنا من جهات أخرى منها: (1) أنه قال ابن روز بهان في رد كلام العلامة قدس سره ما نصه: والعجب أن هذا الرجل لا ينقل حديثا إلا من جماعة أهل السنة، لأن الشيعة ليس لهم كتاب ولا رواية ولا علماء مجتهدون مستخرجون للأخبار، فهو في إثبات ما يدعيه عيال على كتب أهل السنة .

(هامش)

(1) إرشاد القلوب 2 / 195. (2) من علماء الإمامية في القرن الخامس فقيه، مفسر، محدث. (3) روضة الواعظين 1 / 77 وانظر 1 / 77 والبحار 9 / 5. (4) من فضلاء محدثي الإمامية. (5) تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: 448. (6) مجدد القرن الثاني عشر، صاحب بحار الأنوار، ومرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، وغيرهما من الكتب المشهورة، توفي بأصبهان سنة 1111. (*)

ص 153

وهذا منه عجيب جدا، لأنه خروج على قاعدة البحث وأصول المناظرة، ومع هذا، فلو اكتفى أهل الحق في البحث برواياتهم خاصة لقيل إنها ليست حجة علينا... (2) أنه قد استند ابن روز بهان في كلام له إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر بن الخطاب - في حديث رووه - ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك غير فجك وقال: هذا حديث نقله جمهور أرباب الصحاح، ولا شك في صحته لأحد، وهذا حجة على الروافض، حيث يقولون: إن بيعة أبي بكر كان باختيار عمر بن الخطاب، فإنه لو صح ما ذكروا أنه كان باختياره فهو حق لا شك بدليل هذا الحديث، لأنه سلك فجا يسلك الشيطان فجا غيره، وكل فج يكون مقابلا ومناقضا لفج الشيطان فهو فج الحق لا شك، وهذا من الإلزاميات العجبية التي ليس لهم جواب عن هذا ألبتة (1). وإذا كان لابن روز بهان أن يجعل هذا الحديث من جملة الإلزاميات التي ليس للشيعة جواب!! بالرغم من: (1) أنه حديث موضوع كما ثبت في كتاب (شوارق النصوص). و(2) أنه حديث متفرد به أهل السنة. و (3) أنه اشتمل على قوله النساء له أنت أفظ وأغلظ . و(4) أنه اشتمل على قول عمر لهن أي عدوات أنفسهن . و(5) أنه يفيد أن النساء كن يهبن عمر ولا يهبن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. و(6) أنه يفيد رضى النبي بإعلائهن أصواتهن عنده واستنكار عمر ذلك. فإن لنا إلزامهم بحديث (النور) الذي روينا بطرق متكاثرة وألفاظ عديدة بالألوية، فضلا عن أنه من الأحاديث المتفق عليها بين الفريقين. والطريف أن لأهل السنة في توجيه الحديث المذكور - لما فيه من الحط لمقام النبوة - تأويلات واهية وتوجيهات ركيكة، وقد تصدى (الدهلوي) أيضا

ص 154

لتصحيح معناه ببعض الأمثال (الهندية) الساقطة. ولكن ثبت وتحقق وضع هذا الحديث في كتاب (شوارق النصوص) بالتفصيل. فالعجب من هذا الرجل، كيف يستند إلى مثل هذا الحديث ويحتج به، جاعلا إياه من الإلزاميات العجبية التي ليس للشيعة جواب عنها!! (3) أنه قال (الدهلوي): وذكر ابن يونس - وهو من كبار مجتهدي الشيعة - في (الصراط المستقيم) آل ابن جرير قد ألف كتابا في (حديث الغدير) وابن شاهين في (المناقب) وابن أبي شيبة في (أخبار الإمام وفضائله) وأبو نعيم كتاب (منقبة المطهرين) وكتاب (ما نزل من القرآن في فضل أمير المؤمنين) وأبو المحاسن الروياني الشافعي كتاب (الجعفريات) والموفق المكي كتاب (الأربعين في فضائل أمير المؤمنين) وابن مردويه كتاب (رد الشمس في فضل علي) والشيرازي (نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين) والإمام أحمد بن حنبل (كتاب مناقب أهل البيت) والنسائي كتاب (مناقب أمير المؤمنين) والنطنزي كتاب (الخصائص العلوية) وابن المغازلي الشافعي كتاب (مناقب أمير المؤمنين، ويسمى ب‍ - المراتب - أيضا) والبصري كتاب (درجات أمير المؤمنين) والخطيب كتاب (الحدائق). وقال السيد المرتضى: سمعت عمر بن شاهين يقول: جمعت في فضائل علي ألف جزء. إنتهى نقلا عن ترجمته (1) المسمى بأنوار العرفان للمعين القزويني الاثني عشري. فالإنصاف: أنه ليس للشيعة في الوجود تصانيف كهذه التصانيف المذكورة تتضمن فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت، بل المتتبع لكتبهم يعلم أن علماء الشيعة في هذا الباب عيال على أهل السنة، فإنهم ينقلون عن تلكم الكتب. نعم لا يبعد أن يكون عندهم شيء في سائر الأئمة. يدل على ذلك كتاب (كشف الغمة)

(هامش)

(1) طبع كتاب (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) في ايران ثلاثة أجزاء. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب