نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

سند حديث الغدير

ص 7

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين. قد عرفت أن حديث الغدير من الأحاديث المتواترة، بل هو من أشهر الأحاديث المتواترة بين المسلمين، على اختلاف مذاهبهم ونحلهم، وهو مخرج في كتب أهل السنة، وأسفارهم وجوامعهم الحديثية، بطرق وأسانيد لا تحصى كثرة، حتى التجأ بعض أكابرهم، الذين ربما ناقشوا في أسانيد غيره من الأحاديث، إلى الاعتراف بتواتره، والتصريح بكثرة طرقه، وعني آخرون منهم بجمع طرقه وأسانيده، في مصنفات تخص هذا الموضوع بمفرده. قد عرفت هذا كله في الجزء السابق هو المدخل للبحث. ولا غرابة في ذلك، بل إن ما ذكروه قليل بالنسبة إلى شأن هذا الحديث، وبحوثهم حوله هي دون عظمته بكثير، فتلك واقعة حضرها عشرات الألوف من المسلمين، وشهدها أعلام الصحابة من الرجال والنساء. وإن هذا الذي وصل إلينا من أخبار الغدير، وأسماء رواته من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بعد كتم المخالفين حسدا وعنادا، والموالين خوفا وتقية، لنزر يسير، وقليل من كثير.. وفي هذا الجزء من الكتاب، نذكر أسماء طائفة من أعلام القوم، من رواة حديث الغدير ومخرجيه، مع ذكر نص روايته، أو الإشارة إلى موضعها، ابتداءا

ص 8

بالقرن الثاني حتى القرن الثالث عشر، ثم الرابع عشر، مع ترجمة موجزة لكل واحد منهم، نقتصر فيها على كلمة التوثيق والمدح، عن أئمة الجرح والتعديل، وعلماء الرجال والتاريخ. وقد وضعنا إلى جنب الأسماء، رموزا مأخوذة من (الكاشف للذهبي) و(تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني)، وهي: 4 لأرباب السنن الأربعة، و م لمسلم، خت للبخاري في التاريخ، ع لمن أخرج حديثه في الصحاح الستة، عس للنسائي في مسند علي، ق لابن ماجة، د لأبي داود، ت للترمذي، س للنسائي، خ للبخاري. والأرقام الموجودة إلى جنب الأسامي، هي سني الوفيات، ولدى الاختلاف نذكرها جميعا:

ص 9

اسماء الرواة والمخرجين لحديث الغدير

[القرن الثاني]

 1 - محمد بن إسحاق - ع م مقرونا - (151 / 152). 2 - معمر بن راشد أبو عروة الأزدي - ع - (153 / 154). 3 - إسرائيل بن يونس السبيعي الكوفي - ع - (160 / 162). 4 - شريك بن عبد الله القاضي - خت م ع - (177). 5 - محمد بن جعفر المدني المعروف بغندر - ع - (193). 6 - الوكيع بن الجراح الرواسي - ع - (197). 7 - عبد الله بن نمير الهمداني - ع - (199).

[القرن الثالث]

 8 - محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري الحبال - ع - (203). 9 - يحيى بن آدم بن سليمان الأموي - ع - (203). 10 - محمد بن إدريس الشافعي - ع - (204). 11 - الأسود بن عامر الشامي المعروف بشاذان - ع - (208). 12 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني - ع - (211).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 9:

ص 10

13 - حسين بن محمد بن بهرام المروزي - ع - (213). 14 - الفضل بن دكين أبو نعيم الكوفي - ع - (218 / 219). 15 - عفان بن مسلم الصفار - ع - (220). 16 - سعيد بن منصور الخراساني - ع - (227). 17 - إبراهيم بن الحجاج السامي - س - (231 / 232). 18 - علي بن حكيم الأودي - م س - (231). 19 - علي بن محمد الطنافسي - عس ق - (223). 20 - هدبة بن خالد البصري - خ م د - (235 / 236). 21 - عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي - خ م د س ق - (235). 22 - عبيد الله بن عمر القواريري - خ م د س - (235). 23 - إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه - خ م د ت س - (238). 24 - عثمان بن محمد بن أبي شيبة - خ م د ق - (239). 25 - قتيبة بن سعيد البلخي - ع - (240). 26 - أحمد بن محمد بن حنبل - ع - (241). 27 - هارون بن عبد الله أبو موسى الحمال - م 4 - (243). 28 - محمد بن بشار الشهير ب‍ (بندار) العبدي - ع - (252). 29 - محمد بن المثنى أبو موسى العنزي - ع - (252). 30 - الحسن بن عرفة العبدي - ت ق - (257). 31 - محمد بن يحيى الذهلي - خ 4 - (258). 32 - حجاج بن يوسف المعروف بابن الشاعر البغدادي - م د - (259). 33 - إسماعيل بن عبد الله الاصبهاني الملقب بسمويه (267). 34 - الحسن بن علي بن عفان العامري - ق - (270). 35 - محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (273). 36 - أحمد بن يحيى البلاذري (279).

ص 11

37 - عبد الله بن مسلم الدينوري المعروف بابن قتيبة (276). 38 - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (279). 39 - أحمد بن عمرو الشيباني المعروف بابن أبي عاصم (287). 40 - زكريا بن يحيى السجزي الخياط - س - (289). 41 - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل - س - (290). 42 - علي بن محمد المصيصي - س -. 43 - إبراهيم بن يونس البغدادي الملقب بحرمي - س -. 44 - أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز (292).

[القرن الرابع]

 45 - أحمد بن شعيب النسائي (303). 46 - حسن بن سفيان النسوي (303). 47 - أحمد بن علي أبو يعلى الموصلي (307). 48 - محمد بن جرير الطبري (310). 49 - عبد الله بن محمد أبو القاسم البغوي (317). 50 - محمد بن علي بن الحسين بن بشير الزاهد الحكيم الترمذي. 51 - أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (321). 52 - أحمد بن محمد بن عبد ربه أبو عمر القرطبي (328). 53 - حسين بن إسماعيل المحاملي (330). 54 - أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس المعروف بابن عقدة (332). 55 - يحيى بن عبد الله العنبري (344). 56 - دعلج بن أحمد السجستاني (351). 57 - محمد بن عبد الله البزار الشافعي (354).

ص 12

58 - أبو حاتم محمد بن حبان البستي (354). 59 - سليمان بن أحمد الطبراني (360). 60 - أحمد بن جعفر القطيعي (368). 61 - علي بن عمر الدارقطني (385). 62 - عبيد الله بن عبد الله المعروف بابن بطة (387). 63 - محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي (393).

[القرن الخامس]

64 - محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (405). 65 - عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الخركوشي (407). 66 - أحمد بن عبد الرحمن الفارسي الشيرازي (407). 67 - أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني (410). 68 - أحمد بن محمد بن يعقوب أبو علي مسكويه (421). 69 - أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (427). 70 - أحمد بن عبد الله أبو نعيم الاصبهاني (430). 71 - إسماعيل بن علي بن الحسين المعروف بابن السمان (445). 72 - أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458). 73 - يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر النمري القرطبي (463). 74 - أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي (463). 75 - علي بن أحمد أبو الحسن الواحدي (468). 76 - مسعود بن ناصر السجستاني (477). 77 - علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي (483). 78 - عبيد الله بن عبد الله أبو القاسم الحسكاني.

ص 13

79 - أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني (489). 80 - علي بن الحسن بن الحسين الخلعي (492).

 [القرن السادس]

81 - محمد بن محمد أبو حامد الغزالي (505). 82 - الحسين بن مسعود البغوي (516). 83 - رزين بن معاوية العبدري (535). 84 - أحمد بن محمد العاصمي (1). 85 - محمود بن عمر الزمخشري (537). 86 - محمد بن علي بن إبراهيم أبو الفتح النطنزي. 87 - الموفق بن أحمد الخوارزمي المكي المعروف بأخطب خوارزم (568). 88 - عمر بن محمد بن خضر الأردبيلي المعروف بالملا. 89 - علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي (571). 90 - محمد بن عمر بن أحمد أبو موسى المديني الاصبهاني (581). 91 - فضل الله بن أبي سعيد الحسن بن الحسن التوربشتي (2). 92 - أسعد بن محمود بن خلف أبو الفتح العجلي (600).

[القرن السابع]

93 - محمد بن عمر الرازي (606).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 13:

(هامش)

(1) ذكر في الغدير في القرن الخامس. (2) ذكر في الغدير في القرن السابع. (*)

ص 14

94 - المبارك بن محمد بن محمد أبو السعادات ابن الأثير الجزري (606). 95 - علي بن محمد بن محمد أبو الحسن ابن الأثير (630). 96 - ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (643). 97 - محمد بن طلحة النصيبي (652). 98 - يوسف بن محمد أبو الحجاج البلوي المعروف بابن الشيخ. 99 - يوسف بن قزعلي سبط ابن الجوزي (654). 100 - محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (658). 101 - عبد الرزاق بن رزق الله الرسعني (661). 102 - يحيى بن شرف النووي (676). 103 - أحمد بن عبد الله محب الدين الطبري المكي (694). 104 - إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي. 105 - محمد بن أحمد الفرغاني (699).

[القرن الثامن]

 106 - إبراهيم بن محمد الجويني (722). 107 - أحمد بن محمد بن أحمد علاء الدولة السمناني (736). 108 - يوسف بن عبد الرحمن المزي (742). 109 - محمد بن أحمد الذهبي (748). 110 - حسن بن حسين نظام الدين الأعرج النيسابوري. 111 - محمد بن عبد الله ولي الدين الخطيب التبريزي. 112 - عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي (749). 113 - أحمد بن عبد القادر بن مكتوم تاج الدين القيسي (749). 114 - محمد بن يوسف الزرندي (بضع وخمسين وسبعمائة). 115 - محمد بن مسعود الكازروني (758).

ص 15

116 - عبد الله بن أسعد اليمني اليافعي (768). 117 - إسماعيل بن عمر الدمشقي المعروف بابن كثير (774). 118 - عمر بن الحسن أبو حفص المراغي (778). 119 - علي بن شهاب الدين الهمداني (786). 120 - محمد بن عبد الله بن أحمد المقدسي (789).

 [القرن التاسع]

 121 - محمد بن محمد المعروف بخاجا بارسا (822). 122 - محمد بن محمد شمس الدين الجزري (833). 123 - أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي (845). 124 - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي (849). 125 - أحمد بن علي بن محمد المعروف بابن حجر العسقلاني (852). 126 - علي بن محمد بن أحمد المعروف بابن الصباغ المالكي (855). 127 - محمود بن أحمد العيني الحنفي (855). 128 - حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي (870) (1). 129 - عبد الله بن عبد الرحمن المشهور بأصيل الدين المحدث (833). 130 - فضل الله بن روزبهان الخنجي الشيرازي.

(هامش)

(1) قال العلامة الأميني رحمه الله: شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين سنة 980 وألف كتابا في الحكمة والفلسفة بشيراز سنة 897 وله شرح حديث ألفه سنة 908. فما في بعض التراجم من أنه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 15:

توفي 870 ليس في محله. (*)

ص 16

[القرن العاشر]

131 - علي بن عبد الله نور الدين السمهودي (911). 132 - عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي (911). 133 - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدث (1). 134 - عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين أحمد (932). 135 - أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي (973). 136 - علي بن حسام الدين المتقي (975). 137 - محمد طاهر الفتني (981). 138 - الميرزا مخدوم بن عبد الباقي (حدود: 995).

 [القرن الحادي عشر]

139 - علي بن سلطان محمد الهروي المعروف بالقاري (1014). 140 - محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي (1031). 141 - شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني (1041). 142 - محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني. 143 - علي بن إبراهيم بن أحمد بن علي نور الدين الحلبي (1044). 144 - أحمد بن المفضل بن محمد باكثير المكي (1047).

(هامش)

(1) لم يذكر السيد هنا تاريخ وفاته، وفي بعض المجلدات سنة 1000 وتبعه في الغدير، ولكن التحقيق أنه سنة 926. (*)

ص 17

145 - عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي (1052). 146 - محمد بن محمد المصري. 147 - محمد بن صفي الدين جعفر الملقب بمحبوب عالم. 148 - صالح بن مهدي المقبلي (1).

 [القرن الثاني عشر]

 149 - محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني (1130). 150 - حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنغوري. 151 - الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني. 152 - محمد صدر العالم. 153 - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي (1176). 154 - محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني (1182). 155 - محمد بن علي الصبان (2). 156 - إبراهيم بن مرعي بن عطية الشبرخيتي المالكي (3). 157 - أحمد بن عبد القادر العجيلي.

 [القرن الثالث عشر]

158 - رشيد الدين خان الدهلوي تلميذ (الدهلوي).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 17:

159 - المولوي محمد مبين اللكهنوي.

(هامش)

(1) أرخ وفاته في الغدير بسنة 1108 ومن هنا ذكره في علماء القرن الثاني عشر. (2) ذكر في الغدير تاريخ وفاته سنة 1206 ولذا ذكره في القرن الثالث عشر. (3) ذكر في الغدير تاريخ وفاته سنة 1106. (*)

ص 18

160 - محمد سالم البخاري الدهلوي. 161 - المولوي ولي الله اللكهنوي. 162 - المولي حيدر علي الفيض آبادي الهندي. * * *

ص 19

سند حديث الغدير

(1)

[رواية محمد بن إسحاق]

علمت رواية محمد بن إسحاق فيما تقدم من كلمات جماعة من الحفاظ والعلماء: كابن كثير وابن حجر المكي والبرزنجي والسهارنبوري. [ترجمته] 1 - الذهبي: وفيها مات محمد بن إسحاق بن يسار المدني، صاحب السيرة، الذي يقول فيه شعبة: كان ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث (1). 2 - اليافعي: والإمام محمد بن إسحاق بن يسار، المطلبي مولاهم المدني، صاحب السيرة، وكان بحرا من بحور العلم، ذكيا حافظا، طلابة للعلم، أخباريا نسابة، ثبتا في الحديث عند أكثر العلماء، وأما في المغازي والسير فلا تجهل إمامته. قال ابن شهاب الزهري: من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق، ذكره البخاري في تاريخه، وروى عن الشافعي أنه قال: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على

(هامش)

(1) دول الإسلام - حوادث سنة 151. (*)

ص 20

محمد بن إسحاق، وقال سفيان بن عيينة ما أدركت أحدا يتهم ابن إسحاق في حديثه، وقال شعبة بن الحجاج: محمد ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، وحكى عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد القطان أنهم وثقوا محمد ابن إسحاق، واحتجوا بحديثه، وإنما لم يخرج البخاري عنه وقد وثقه، وكذلك مسلم بن الحجاج لم يخرج عنه إلا حديثا واحدا في الرجم، من أجل طعن مالك ابن أنس فيه، وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه عنه أنه قال هاتوا حديث مالك فأنا طبيب لعلته... (1). 3 - ابن سيد الناس: وعمدتنا فيما نورد من ذلك على محمد بن إسحاق، إذ هو العمدة في هذا الباب لنا ولغيرنا... فأما ابن إسحاق فهو محمد بن إسحاق... حدث عنه أئمة العلماء منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان الثوري، وابن جريج، وشعبة، والحمادان، وإبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم. ذكر ابن المديني عن سفيان بن عيينة: أنه سمع ابن شهاب يقول: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا - يعني ابن إسحاق - وروى ابن أبي ذئب عن الزهري أنه رآه مقبلا فقال: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم، وقال ابن عيينة: سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق صدوق في الحديث، ومن رواية يونس بن بكير عن شعبة: محمد ابن إسحاق أمير المحدثين، فقال له: لم؟ قال: لحفظه. وقال ابن أبي خيثمة: نا ابن المنذر عن ابن عيينة أنه قال: ما يقول

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 20:

أصحابك في محمد بن إسحاق؟ قال قلت: يقولون إنه كذاب. قال: لا تقل ذلك. وقال ابن المديني: سمعت سفيان بن عيينة - وسئل عن محمد بن إسحاق - فقيل له: ولم يرو أهل المدينة عنه، قال: جالسته منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أهل المدينة ولا يقولون فيه شيئا. وسئل أبو زرعة عنه فقال: من تكلم في محمد بن إسحاق؟! هو صدوق. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

(هامش)

(1) مرآة الجنان - حوادث سنة 151. (*)

ص 21

وقال ابن المديني: مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة فذكرهم، قال: وصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم ابن إسحاق. وسئل ابن شهاب عن المغازي فقال: هذا أعلم الناس بها - يعني ابن إسحاق - وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق. وقال أحمد ابن زهير سألت يحيى بن معين عنه فقال: قال عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق. وقال ابن أبي خيثمة: نا هارون بن معروف قال: سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق فقال احفظها، فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي. وروى الخطيب بإسناد له إلى ابن نفيل، نا عبد الله بن فائد، قال: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن. وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: ومحمد بن إسحاق قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، منهم سفيان، وشعبة، وابن عيينة، والحمادان، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد، وروى عنه من الأكابر يزيد بن أبي حبيب، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحة ابن شهاب له، وقد ذاكرت دحيما قول مالك - يعني فيه - فرأى أن ذلك ليس للحديث، إنما هو لأنه اتهمه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 21:

بالقدر. وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: الناس يشتهون حديثه، وكان يرمى بغير نوع من البدع. وقال ابن نمير: كان يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه. وقال البخاري: ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد. وقال عن ابن المديني عن سفيان: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إسحاق. وقال أبو سعيد الجعفي: كان ابن إدريس معجبا بابن إسحاق، كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ. وقال: إبراهيم الحربي: حدثني مصعب قال: كانوا يطعنون عليه بشيء من

ص 22

غير جنس الحديث. وقال يزيد بن هارون: لو سود أحد في الحديث لسود محمد ابن إسحاق. وقال شعبة فيه: أمير المؤمنين في الحديث. وروى يحيى بن آدم نا أبو شهاب قال قال لي شعبة بن الحجاج: عليك بالحجاج بن أرطاة وبمحمد بن إسحاق. وقال ابن علية قال شعبة: أما محمد بن إسحاق وجابر الجعفي فصدوقان. وقال: يعقوب بن شيبة: سألت ابن المديني كيف حديث محمد بن إسحاق صحيح؟ قال: نعم حديثه عندي صحيح، قلت له: فكلام مالك فيه؟ قال: لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قال علي: ابن إسحاق أي شيء حدث بالمدينة، قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه، فقال علي: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها، وسمعت عليا يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة ذكر أبو الزناد، وروى عن رجل عمن سمع منه يقول: حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النظر عن عمر صوم يوم عرفة، وهو من أروى الناس عن أبي النضر، ويقول: حدثني الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب، وقال علي: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين... وقال مرة: وقع إلي من حديثه شيء، فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث. ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه. وقال البخاري: رأيت علي بن المديني يحتج بحديثه، فقال لي: نظرت في كتابه فما وجدت عليه إلا حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين. وقال العجلي: ثقة. وروى المفضل بن غسان عن يحيى بن معين: ثبت في الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: سألت ابن معين عنه: في نفسك شيء من صدقه؟ قال: لا، هو صدوق. وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى: ليس به بأس. وقال ابن المديني قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أخبرني أنها حدثته وأنه دخل عليها، فاطمة هذه هي زوج هشام بن عروة، وكان

ص 23

هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين، وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله. وقال الأثرم: سألت أحمد ابن حنبل عنه فقال: هو حسن الحديث... (1). (2)

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 23:

[رواية معمر بن راشد]

 قال الحافظ ابن كثير الدمشقي: وقال عبد الرزاق أنا معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا غدير خم، فبعث مناديا ينادي، فلما اجتمعنا قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكم من آبائكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: ألست ألست ألست؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقال عمر بن الخطاب: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم ولي كل مؤمن (2). [ترجمته] 1 - ابن حبان: معمر بن راشد مولى عبد السلام بن عبد القدوس أخو صالح بن عبد القدوس، وقد قيل: إنه مولى للمهلب بن أبي صفرة. وهو معمر ابن أبي عمرو، من أهل البصرة سكن اليمن. يروي عن قتادة والزهري

(هامش)

(1) عيون الأثر - مقدمة الكتاب. (2) تاريخ ابن كثير 7 / 350. (*)

ص 24

وعبد الرزاق، يروي عن عمير بن هاني العبسي: إنه كان يسجد كل يوم ألف سجدة ويسبح مائة ألف تسبيحة. روى عنه علي بن حجر السعدي (1). 2 - السمعاني: ومن القدماء أبو عمرة معمر بن راشد البصري.. وكان من ثقات العلماء... قال ابن جريح: عليكم بهذا الرجل - يعني معمرا - فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه. وسئل ابن جريج عن شيء من التفسير فأجابني فقلت له: معمر قال كذا وكذا، قال: إن معمرا شرب من العلم فانقع... قال علي بن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، فلأهل البصرة شعبة وسعيد ابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر بن راشد، ويكنى أبا عروة مولى حمدان ومات باليمن سنة أربع وخمسين ومائة، قال أبو حاتم الرازي: إنتهى الاسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم، لا أعلم اجتمع لأحد غير معمر... قال أحمد بن حنبل: لا يضم أحد إلى معمر إلا وجدت معمرا أطلب للعلم منه (2). 3 - الذهبي: وفي رمضان: معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري. الحافظ أبو عروة، صاحب الزهري كهلا، روى عن أبي إسحاق وطبقته، وشهد جنازة الحسن، وأقدم شيوخه موتا قتادة، قال أحمد: ليس يضم معمر إلى أحد إلا وجدته فوقه، وقال غيره: كان معمر صالحا خيرا، وهو أول من ارتحل إلى اليمن في طلب الحديث، فلقي بها همام بن منبه صاحب أبي هريرة (3). 4 - الذهبي: وشيخ اليمن معمر بن راشد الأزدي البصري. وكان من أوعية العلم، وصنف التصانيف (4). 5 - الذهبي: ع - معمر بن راشد أبو عروة مولاهم. عالم اليمن عن

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 24:

الزهري وهمام. وعنه: غندر وابن المبارك وعبد الرزاق. قال معمر: طلبت العلم

(هامش)

(1) الثقات 7 / 484. (2) الأنساب - المهلبي. (3) العبر - حوادث سنة 153. (4) دول الإسلام - حوادث سنة 153. (*)

ص 25

سنة مات الحسن ولي أربع عشرة سنة، وقال أحمد: لا تضم معمرا إلى أحد إلا وجدته يتقدمه، كان أطلب أهل زمانه للعلم. وقال عبد الرزاق: سمعت منه عشرة آلاف. وتوفي في رمضان سنة 153 (1). 6 - اليافعي: وفي رمضان منها: معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري الحافظ، قال أحمد: ليس يضم... (2). 7 - السيوطي: ... قال ابن حبان: كان فقيها متقنا حافظا ورعا (3). (3)

[رواية إسرائيل بن يونس السبيعي]

 قال الحافظ ابن كثير: وقال عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير قالا: سمعنا عليا يقول برحبة الكوفة يقول: أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقام عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك (4) [ترجمته] 1 - ابن حبان: إسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي الهمداني، من أهل الكوفة، أخو عيسى بن يونس، يروي عن أبي إسحاق وسماك. روى عنه أهل العراق، ولد سنة مائة، ومات سنة ستين ومائة، وقد قيل سنة اثنتين وستين، وكنيته أبو يوسف.

(هامش)

(1) الكاشف 3 / 164. (2) مرآة الجنان - حوادث سنة 153. (3) طبقات الحفاظ 82. (4) تاريخ ابن كثير 7 / 348. (*)

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 25:

ص 26

سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت الدورقي يقول: سمعت ابن مهدي يقول قال: عيسى بن يونس قال إسرائيل: كنت أحفظ حديث يونس ابن إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن (1). 2 - السيوطي: ... وعنه: عبد الرزاق وأبو داود الطيالسي وأحمد بن أبي أياس وابن مهدي وأبو نعيم والفريابي ووكيع. قال يحيى القطان: إسرائيل فوق أبي بكر ابن عياش. وكان أحمد يتعجب [يعجب] من حفظه. وقال أحمد: إسرائيل أصح حديثا من شريك، إلا في أبي إسحاق، فإن شريكا أضبط. مات سنة 160 (2). (4)

[رواية شريك بن عبد الله النخعي]

 قال ابن كثير الحافظ: وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا شريك عن حنش عن رباح بن الحارث قال: بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي. قالوا: من هذا؟ فقال [هذا] أبو أيوب، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه (3). [ترجمته] 1 - ابن الوردي: فيها توفي بالكوفة أبو عبد الله شريك بن عبد الله بن

(هامش)

(1) الثقات 6 / 79.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 26:

(2) طبقات الحفاظ 90 وتاريخ الوفاة: 162. وتوجد ترجمته في تذكرة الحفاظ 1 / 214 وتهذيب التهذيب 1 / 261 واللباب في الأنساب 1 / 531 وطبقات ابن سعد 6 / 260 وغيرها. (3) تاريخ ابن كثير 7 / 349. (*)

ص 27

أبي شريك. تولى القضاء أيام المهدي ثم عزله الهادي. وكان عالما عادلا، كثير الصواب، حاضر الجواب، ذكر عنده معاوية بالحلم فقال: ليس بحليم من سفه الحق وقاتل عليا. ولد ببخارى سنة خمس وتسعين (1). 2 - الذهبي: وقاضي الكوفة ومفتيها: شريك بن عبد الله النخعي، عن نيف وثمانين سنة (2). 3 - اليافعي: .. أحد الأعلام.. (3). 4 - السيوطي: .. أحد الأعلام... قال ابن معين: صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه. ولد سنة خمس وتسعين. ومات سنة سبع وسبعين ومائة (4). (5)

[رواية محمد بن جعفر (غندر)]

 في مسند أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس، فقال خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (5). [ترجمته] 1 - الذهبي: . محمد بن جعفر غندر، الحافظ أبو عبد الله البصري

(هامش)

(1) تتمة المختصر - حوادث سنة 177. (2) دول الإسلام - حوادث سنة 177. (3) مرآة الجنان - حوادث سنة 177.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 27:

(4) طبقات الحفاظ 98. (5) مسند أحمد 5 / 366. (*)

ص 28

صاحب شعبة، وقد روى عن حسين المعلم وطائفة، وقال: لزمت شعبة عشرين سنة. قال ابن معين: كان من أصح الناس كتابا، وقال آخر: مكث غندر خمسين سنة يصوم يوما ويفطر يوما (1). 2 - الذهبي أيضا: ع - محمد بن جعفر الهذلي، مولاهم البصري الحافظ غندر... قال ابن معين: أراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر، وكان من أصح الناس كتابا... (2). 3 - اليافعي: .. الحافظ محمد بن جعفر المعروف بغندر، قال ابن معين... (3). 4 - البدخشاني: ... أحد الأئمة... وروى عنه صاحب الصحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري. قلت: غندر الذي في رجال صحيح البخاري هو صاحب الترجمة، ولكن ليس من شيوخ البخاري بل هو شيخ شيوخه، وهو من كبار الحفاظ، وقال ابن معين: أراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر، وكان من أصح الناس كتابا. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة... (4). (6)

 [رواية وكيع بن الجراح]

 قال أحمد بن حنبل: حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة

(هامش)

(1) العبر - حوادث 193. (2) الكاشف - 3 / 29. (3) مرآة الجنان - حوادث 193. (4) تراجم الحفاظ - مخطوط. (*)

ص 29

عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 29:

[ترجمته] 1 - ابن حبان: وكيع بن الجراح.. روى عنه أحمد بن حنبل وأهل العراق، وكان حافظا متقنا، سمعت محمد بن أحمد بن أبي عوف يقول: سمعت فياض بن زهير يقول: ما رأينا بيد وكيع كتابا قط، كان يقرأ كتبه من حفظه، قال أبو حاتم: كان مولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة، ومات سنة ست أو سبع وتسعين ومائة بفيد من طريق مكة (2). 2 - النووي: .. الإمام في الحديث وغيره، وهو من تابعي التابعين.. وأجمعوا على جلالته ووفور علمه، وحفظه وإتقانه، وورعه وصلاحه، وعبادته وتوثيقه واعتماده، قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع، ما رأيته شك في حديث إلا يوما واحدا، ولا رأيت معه كتابا ولا رقعة قط. وقال أحمد أيضا: حدثني من لم تر عيناك مثله وكيع بن الجراح. وقال أحمد: هو أحب إلي من يحيى بن سعيد، فقيل له: كيف فضلت وكيعا؟ فقال: كان وكيع صديقا لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره وكيع، وكان يحيى بن سعيد صديقا لمعاذ بن معاذ، فولي القضاء معاذ ولم يهجر يحيى. وقال أحمد: ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب، ويحفظ الحديث جيدا، ويذاكر بالفقه، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد. وقال ابن معين: ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع بن الجراح، وهو أحب

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 29:

إلى سفيان من ابن مهدي، وأحب إلي من أبي نعيم، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. وقال أحمد بن عبد الله: وكيع كوفي ثقة عابد صالح، من حفاظ الحديث،

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب - مخطوط. (2) الثقات 7 / 562. (*)

ص 30

وكان يفتي. وقال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمن وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، كان جهبذا.. (1). 3 - الذهبي: .. أحد الأعلام.. قال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ.. (2). (7)

 [رواية عبد الله بن نمير]

في مسند أحمد: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم هو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه (3). وفيه: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا ابن نمير، حدثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي، قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم، فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 30:

مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي، فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين

(هامش)

(1) تهذيب الأسماء واللغات 2 / 144. (2) الكاشف - 3 / 237. (3) مسند أحمد 1 / 84. (*)

ص 31

من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. قال فقلت: هل قال صلى الله عليه وسلم: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك ما سمعت (1). [ترجمته] 1 - عبد الغني المقدسي: عبد الله بن نمير أبو هشام الخارفي الكوفي.. قال أبو نعيم: سئل يحيى بن معين عن أبي خالد الأحمر، فقال: نعم الرجل عبد الله بن نمير. وقال عثمان بن سعد: قلت ليحيى بن معين: إدريس أحب إليك في الأعمش أو ابن نمير؟ فقال: كلاهما ثقتان. وقال أبو حاتم: كان عبد الله بن نمير مستقيم الأمر. وقال أبو بكر الخطيب: عبد الله بن نمير حدث عنه محمد بن بشر العبدي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وبين وفاتيهما سبع وستون سنة الخ (2).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 31:

2 - الذهبي: ع - عبد الله بن نمير أبو هشام، عن هشام بن عروة والأعمش وعنه: ابنه محمد وأحمد وابن معين، حجة. توفي 199 (3). 3 - ابن حجر: عبد الله بن نمير.. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العجلي: ثقة صالح الحديث صاحب سنة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث صدوقا (4). 4 - ابن حجر أيضا: .. ثقة صاحب حديث، من أهل السنة، من كبار التاسعة، مات سنة تسع وتسعين (5).

(هامش)

(1) مسند أحمد 4 / 368. (2) الكمال في معرفة الرجال - مخطوط. (3) الكاشف 2 / 137.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 31:

(4) تهذيب التهذيب 6 / 57. (5) تقريب التهذيب 1 / 457. (*)

ص 32

(8)

[رواية محمد بن عبد الله الزبيري]

 أبو أحمد الحبال في مسند أحمد: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: ثنا محمد بن عبد الله قال: ثنا الربيع يعني ابن أبي صالح الأسلمي قال: حدثني زياد بن أبي زياد الأسلمي قال: سمعت عليا ينشد الناس فقال: أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال، فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا (1). [ترجمته] 1 - الذهبي: ع - محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري الكوفي الحبال، عن:

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 32:

فطر ومسعر وخلق. وعنه: أحمد ومحمود بن غيلان وأحمد بن الفرات. قال بندار: ما رأيت أحفظ منه. وقال آخر: كان يصوم الدهر مات 203 (2). 2 - اليافعي: وفيها أبو أحمد الزبيري.. قال أبو حاتم كان ثقة حافظا عابدا مجتهدا (3)

(هامش)

(1) مسند أحمد بن حنبل 1 / 88. (2) الكاشف 1 / 60. (3) مرآة الجنان - حوادث 203 وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ 1 / 357 والعبر 1 / 341 وخلاصة تذهيب الكمال: 294 وطبقات ابن سعد 6 / 281 وغيرها. (*)

ص 33

(9)

 [رواية يحيى بن آدم]

 في مسند أحمد: حدثنا عبد الله، ثني أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي، عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا. فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإن هذا مولاه. قال رباح فلما مضوا اتبعتهم، فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري (1). [ترجمته] 1 - الذهبي: ع - يحيى بن آدم بن سليمان القرشي الأموي، مولى خالد ابن عقبة بن أبي معيط، أبو زكريا الكوفي، أحد الأعلام.. وثقه ابن معين والنسائي، وسئل أبو داود عنه فقال: يحيى واحد الناس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة كثير الحديث، فقيه البلد، لم يكن له سن متقدم، سمعت ابن المديني يقول: رحمه الله أي علم كان عنده، وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم إلا ذكر

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 33:

الشعبي. وقال محمود بن غيلان: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس، وهو جامع، وبعده ابن عباس في زمانه، وبعده الشعبي، وبعده الثوري، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم.

(هامش)

(1) مسند أحمد 5 / 419. (*)

ص 34

.. قلت: وكان إماما في القرآن والسنة والفقه.. (1). 2 - الذهبي أيضا: وفيها الإمام الحبر أبو زكريا يحيى بن آدم الكوفي المقرئ الحافظ الفقيه.. (2). 3 - اليافعي: وفيها الإمام الحبر، أبو زكريا يحيى بن آدم الكوفي، المقري الحافظ الفقيه، صاحب التصانيف (3). 4 - السيوطي: يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي الأموي مولاهم أبو زكريا، روى عن إسرائيل وحماد بن سلمة والسفيانين وخلق. وعنه: أحمد ويحيى وإسحاق وابنا أبي شيبة وعدة [مات سنة 203] (4). (10)

 [رواية الشافعي]

 قال الشيخ عز الدين أبو الحسن ابن الأثير: وقد تكرر ذكر المولى في الحديث، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة، وهو: الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه، وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه، وقد يختلف مصادر هذه الأسماء، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق، والولاية

(هامش)

(1) تذهيب التهذيب - مخطوط. (2) العبر - حوادث 203. (3) مرآة الجنان - حوادث 203. (4) طبقات الحفاظ 152. (*)

ص 35

بالكسر في الإمارة، والولاء في المعتق، والموالاة من والى القوم ومنه الحديث: من كنت مولاه فعلي مولاه، ويحمل على أكثر الأسماء المذكورة. وقال الشافعي: يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) الخ (1). وقد نقل محمد طاهر الصديقي الفتني الكجراتي كلام الشافعي هذا في كتابه (2). وقال شمس الدين محمد بن مظفر الخلخالي: قوله: من كنت مولاه. قيل: معناه من يتولاني فعلي يتولاه، وقيل: كان سبب ذلك أن أسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 35:

ونقل عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال: أراد بذلك ولاء الإسلام، قال الله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا) أي وليهم وناصرهم. (3). وقد ذكره أيضا أبو عبد الله فضل الله بن تاج الدين أبي سعيد الحسن بن الحسن التوربشتي.. (4). [ترجمته] 1 - النووي: إمامنا رضي الله عنه، هو: أبو عبد الله محمد بن إدريس.. وقد أكثر العلماء رحمهم الله من المصنفات في مناقب الشافعي وأحواله، من المتقدمين والمتأخرين، كداود الظاهري والساجي وخلائق من المتقدمين، وأما المتأخرون: كالدار قطني والآجري والرازي والصاحب بن عباد والبيهقي

(هامش)

(1) النهاية في غريب الحديث - ولي . (2) مجمع البحار ولي . (3) المفاتيح في شرح المصابيح - مخطوط. (4) المعتمد في المعتقد للتوربشتي. (*)

ص 36

والمقدسي، وخلائق لا يحصون.. فصل - في شهادات علماء الإسلام المتقدمين فمن بعدهم للشافعي بالتقدم في العلم، واعترافهم له به، وحسن ثنائهم عليه، وجميل دعائهم له، ووصفهم له بالصفات الجميلة والخلال الحميدة، وهذا الباب ربما اتسع جدا، لكن نرمز إلى أحرف منه، تنبيها بها على ما سواه، وأسانيدها كلها موجودة مشهورة لكن نحذفها اختصارا. قال له شيخه مالك بن أنس رضي الله عنه: إن الله عز وجل قد ألقى على

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 36:

قلبك نورا، فلا تطفئه بالمعصية.. وقال شيخه سفيان بن عيينة وقد قرئ عليه حديث في الرقائق فغشي على الشافعي فقيل: قد مات الشافعي، فقال سفيان: إن كان قد مات فقد مات أفضل أهل زمانه. وقال أحمد بن محمد بن بدر الشافعي سمعت أبي وعمي يقولان: كان ابن عيينة إذا جاءه شيء من التفسير والفتيا إلتفت إلى الشافعي وقال: سلوا هذا. وقال علي بن المديني: كان الشافعي عند ابن عيينة يعظمه ويجله، وفسر الشافعي بحضرة سفيان بن عيينة حديثا أشكل على سفيان، فقال له سفيان: جزاك الله خيرا، ما يجيئنا منك إلا ما نحب. وقال الحميدي صاحب سفيان: كان سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد وسعيد بن سالم وعبد الحميد بن عبد العزيز وشيوخ مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره، مقدما عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، ويقولون: لم نعرف له صبوة. وقال الحميدي: سمعت مسلم بن خالد يقول للشافعي رحمه الله: قد والله آن لك أن تفتي، والشافعي ابن خمس عشرة سنة. وقال يحيى بن سعيد القطان إمام المحدثين في زمنه: أنا أدعو الله تعالى للشافعي في كل صلاة منذ أربع سنين. وقال القطان حين عرض عليه كتاب الرسالة للشافعي، ما رأيت أعقل أو أفقه منه. وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي المقدم في عصره في علمي الحديث والفقه، حين جاءته رسالة الشافعي وكان طلب من الشافعي أن يصنف كتاب الرسالة، فأثنى عليه ثناءا جميلا،

ص 37

وأعجب بالرسالة إعجابا كثيرا، وقال: ما أصلي صلاة إلا أدعو للشافعي فيها. وبعث أبو يوسف القاضي إلى الشافعي حين خرج من عند هارون الرشيد يقرأه السلام ويقول: صنف الكتب فإنك أولى من يصنف في هذا الزمان. وقال أبو حسان الرازي: ما رأيت محمد بن الحسن يعظم أحدا من أهل العلم تعظيمه للشافعي. وقال أيوب بن سويد الرملي - وهو أحد شيوخ الشافعي ومات قبل الشافعي بإحدى عشر سنة -: ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي. وقال البويطي: قال يحيى بن حبان: ما رأيت مثل الشافعي، وكان شديد المحبة للشافعي، قدم مصر وقال: إنما جئت للسلام على الشافعي. وقال محمد بن علي المديني: قال لي أبي: لا تترك للشافعي حرفا إلا أكتبه. وقال يحيى بن معين - وقد سئل عمن يكتب كتب الشافعي - فقال: عن الربيع. وقال قتيبة بن سعيد: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي وماتت السنن، وبموت أحمد بن حنبل يظهر البدع. وقال قتيبة: لو وصلتني كتب الشافعي لكتبتها، ما رأت عيناي أكيس منه.. (1). 2 - السبكي: وقد كان عن لنا أن نعقد لمناقب الإمام الأعظم المطلبي،

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 37:

والعالم الأقوم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، بابا يقدم التراجم، فإنه عالم قريش الذي ملأ الله به طباق الأرض علما، ورفع من طباقها إلى طباق السماء بذاته الطاهرة من هو أعلى من نجومها وأسمى، وأثبت باسمه في طباق أجرامها اسم من يسمع آذانا صما، ومن لو قالت بنو آدم علمه الله الأسماء لقيل كما أبرز منه لكم أبا ومن تصانيفه أما، والحبر الذي أسس بعد الصحابة قواعد بيته بيت النبوة وأقامها، وشيد مباني الإسلام بعد ما جهل الناس حلالها وحرامها، وأيد دعائم

(هامش)

(1) تهذيب الأسماء واللغات 1 / 44. (*)

ص 38

الدين منه بمن سهر في محو ليالي الشبهات، إذا سهر غيره الليالي في الشهوات أو نامها. ولكنا رأينا الخطب في ذلك عظيما، والأمر يستدعي مجلدات، ولا ينهض بمعشار ما يحاوله من أوتي بسطة في العلم والجسم إذا كان عليما جسيما.. ثم ذكر المؤلفين في مناقب الشافعي وفضائله من المتقدمين والمتأخرين... (1). 3 - أبو نعيم: ومنهم: الإمام الكامل، العالم العامل، ذو الشرف المنيف والخلق الظريف، له السخاء والكرم، وهو الضياء في الظلم، أوضح المشكلات وأفصح عن المعضلات، المنتشر علمه شرقا وغربا، المستفيض مذهبه برا وبحرا، المتبع للسنن والآثار، والمقتدي بما أجمع عليه المهاجرون والأنصار، اقتبس عن الأئمة الأخيار، فحدث عنه الأحبار، الحجازي المطلبي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، حاز المرتبة العالية، وفاز بالمنقبة السامية، إذ المناقب والمراتب يستحقها من له الدين والحسب، وقد ظفر الشافعي رحمه الله عليهما بهما جميعا، لشرف العلم والعمل به. (2). (11)

 [رواية أسود بن عامر]

 في المسند: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، أنبأ أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان، عن زيد بن أرقم قال: استشهد علي الناس فقال: أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقام ستة عشر رجلا

(هامش)

(1) طبقات السبكي 1 / 343. (2) حلية الأولياء 9 / 63 (*)

ص 39

فشهدوا (1). [ترجمته]

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 39:

1 - ابن حجر: الأسود بن عامر شاذان أبو عبد الرحمن الشامي نزيل بغداد. روى عن: شعبة والحمادين والثوري والحسن بن صالح وجرير بن حازم وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل وابنا أبي شيبة وعلي بن المديني وأبو ثور وعمرو الناقد وأبو كريب والصغاني والدارمي والحارث بن أبي أسامة خاتمة أصحابه وغيرهم. وروى عنه بقية، وهو أكبر منه. قال ابن معين: لا بأس به. وقال ابن المديني: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق صالح، وقال ابن سعد: صالح الحديث. مات سنة 208. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات أول سنة ثمان (2). 2 - ابن حبان: الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن، ولقبه شاذان أصله من الشام، سكن بغداد.. (3). (12)

 [رواية عبد الرزاق بن همام]

 علم روايته من كلام الحافظ ابن كثير، في ذكر رواية معمر وإسرائيل

(هامش)

(1) مسند أحمد بن حنبل 5 / 370. (2) تهذيب التهذيب 1 / 340. (3) الثقات 8 / 130. (*)

ص 40

وفي مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأحمد: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق، حدثني معمر، عن طاوس، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى اليمن علينا، وخرج بريدة الأسلمي، فبعث علي في بعض السبي، فشكاه بريدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه (1). [ترجمته] 1 - عبد الغني المقدسي: .. محمد بن إسماعيل الفزاري: بلغنا - ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق - أن يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوا، فدخلنا من ذلك غم شديد، فقلنا: قد أنفقنا وتعبنا، وآخر ذلك سقط حديثه! فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فخرجت من صنعاء إلى مكة، فوافيت بها يحيى بن معين، فقلت يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟ فقال: ما هو؟ فقلنا بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه؟ فقال: يا صالح لو ارتد عن الإسلام عبد الرزاق ما تركنا حديثه (2). 2 - المقدسي أيضا: وروينا عن عبد الرزاق أنه قال: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث، فمضيت وطفت وتعلقت بأستار الكعبة فقلت: يا رب ما لي أكذاب أمدلس أنا؟! فرجعت إلى البيت فجاؤني. قال ابن خيثمة: سئل يحيى بن معين عن أصحاب الثوري، فقال: أما عبد الرزاق والفريابي وعبيد الله بن موسى وأبو أحمد الزبيري وأبو عاصم وطبقتهم كلهم في سفيان قريب بعضهم من بعض، وهم دون يحيى بن سعيد وعبد الرحمن

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب - مخطوط. (2) الكمال في معرفة الرجال - مخطوط. (*)

ص 41

ابن مهدي ووكيع وأبي نعيم. وقال أحمد بن صالح: قلت: لأحمد بن حنبل: رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا (1) وقال أبو زرعة: عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه. قال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين. روى له الجماعة (1).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 41:

3 - السمعاني: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني: قيل: ما رحل إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رحل إليه (2). 4 - الذهبي: وفيها مات محدث اليمن: عبد الرزاق بن همام الصنعاني صاحب التصانيف (3). 5 - اليافعي: وفي السنة المذكورة توفي الحافظ العلامة المرتحل إليه من الآفاق، الشيخ الإمام عبد الرزاق.. روى عن معمر وابن جريج والأوزاعي وطبقتهم، ورحل إليه الأئمة إلى اليمن، قيل: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رحلوا إليه. روى عنه خلائق من أئمة الإسلام، منهم: الإمام سفيان بن عيينة والإمام أحمد ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني ومحمود بن غيلان (4).

(هامش)

(1) المصدر السابق - مخطوط. (2) الأنساب - الصنعاني. (3) دول الإسلام حوادث 211. (4) مرآة الجنان حوادث 211. (*)

ص 42

(13)

 [رواية حسين بن محمد بن بهرام]

 في المسند: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا حسين بن محمد وأبو نعيم، قالا: ثنا فطر عن أبي الطفيل، قال: جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ما سمع لما قام. فقام ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذ بيده فقال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فخرجت - وكان في نفسي شيء - فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا رضي الله عنه يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له (1). [ترجمته] 1 - ابن حجر: ع - الحسين بن محمد بن بهرام التميمي أبو أحمد.. عنه: أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأبو خيثمة ومحمد ابن رافع ويحيى وابن أبي شيبة والذهلي وإبراهيم وإسحاق الحربيان وعباس الدوري وجماعة. وحدث عنه عبد الرحمن بن مهدي ومات قبله.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 42:

قال ابن سعد: ثقة، مات في آخر خلافة المأمون، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال معاوية بن صالح: قال لي أحمد: أكتبوا عنه. وذكره ابن حبان في

(هامش)

(1) مسند أحمد 4 / 370. (*)

ص 43

الثقات. وقال حنبل بن إسحاق: مات سنة 213 وقال مطين: سنة 14. قلت: قال أبو حاتم في حسين بن محمد المروزي: أتيته مرات بعد فراغه من تفسير شيبان، وسألته أن يعيد علي بعض المجلس فقال: بكر بكر، ولم أسمع منه شيئا، ثم ذكر ابن أبي حاتم: حسين بن محمد بن بهرام، وحكى عن أبيه أنه مجهول، فكأنه ظن أنه غير المروزي. وقال ابن قانع: مات سنة 15 وهو ثقة، وقال ابن وضاح: سمعت محمد بن معسود يقول: حسين بن محمد ثقة. وسمعت ابن نمير يقول: حسين بن محمد بن بهرام صدوق. وقال العجلي: بصري ثقة (1). 2 - ابن حجر أيضا: .. ثقة من التاسعة.. (2). 3 - الذهبي: الحسين بن محمد أبو أحمد المؤدب المروزي ببغداد، عن ابن أبي ذئب وشيبان. وعنه: أحمد وعباس الدوري وإسحاق الحربي، توفي 213. وكان يحفظ (3). (14)

 [رواية الفضل بن دكين شيخ البخاري ]

 في المسند: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا الفضل بن دكين، ثنا ابن

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 43:

أبي غنية، عن الحكم وسعيد بن جبير، عن ابن عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي باليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال:

(هامش)

(1) تهذيب التهذيب 2 / 266. (2) تقريب التهذيب 1 / 179 (3) الكاشف 1 / 234. (*)

ص 44

يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1). وقال أحمد: حدثنا الفضل بن دكين، قال حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غزوت مع علي باليمن.. (2). [ترجمته] 1 - السمعاني: وأبو نعيم الفضل بن دكين.. من أهل الكوفة وأئمتها.. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري وأحمد بن حنبل وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وإسحاق بن راهويه، وعالم. وكان مولده سنة ثلاثين ومائة. ومات سنة ثمان أو تسع عشرة ومائتين. وكان أصغر من وكيع بسنة. وكان فيه دعابة ومزاح، ولكن كان ثقة إماما (3). 2 - البدخشاني: الفضل بن دكين الكوفي أبو نعيم أحد الأئمة.. قال المزي في تهذيب الكمال: قال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هو

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 44:

أثبت من وكيع، وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أثبت من رجلين أبي نعيم وعفان، وقال يعقوب بن سفيان: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الاتقان، وذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ (4). 3 - اليافعي: وفيها الإمام أبو نعيم الفضل بن دكين، محدث الكوفة الحافظ، قال ابن معين.. (5).

(هامش)

(1) مسند أحمد 5 / 347. (2) مناقب علي بن أبي طالب - مخطوط. (3) الأنساب - الملائي. (4) تراجم الحفاظ - مخطوط. (5) مرآة الجنان - حوادث 219. (*)

ص 45

4 - السيوطي: أحد الأعلام.. قال أحمد: ثقة، موضع للحجة، يزاحم به ابن عيينة، وقال أبو حاتم: كان ثقة حافظا متقنا مات سنة 218 (1). 5 - عبد الحق الدهلوي: .. قال أحمد: صدوق ثقة. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث، وقال أبو حاتم: ثقة.. قدم بغداد وحدث بها، وكان مزاحا ذا دعابة، مع فقهه ودينه وأمانته، وكان غاية في الاتقان والحفظ، وهو حجة.. وروى له الجماعة (2). (15)

[رواية عفان بن مسلم شيخ البخاري ]

في المسند: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة عن

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 45:

المغيرة، عن أبي عبيد، عن ابن ميمون أبي عبد الله قال قال زيد بن أرقم - وأنا أسمع - نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلاها بهجير، قال: فخطبنا - وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس - فقال: ألستم تعلمون - أو لستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه (3). وفي مناقب علي: ثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا زيد ابن عدي، عن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، ونودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ 159. (2) رجال المشكاة لعبد الحق الدهلوي. (3) مسند أحمد بن حنبل 4 / 372. (*)

ص 46

الله صلى الله عليه وسلم بين شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني كنت أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد علي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وقال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1). [ترجمته] 1 - الذهبي: ع - عفان بن مسلم الصفار، أبو عثمان الحافظ، عن هشام الدستوائي وهمام والطبقة. وعنه: خ وإبراهيم الحربي وأبو زرعة وأمم. وكان ثبتا، من حكام الجرح والتعديل. مات 220 (2). 2 - السيوطي: .. أحد الأعلام نزل ببغداد، وروى عن شعبة والحمادين وهمام وخلق. وعنه: أحمد ويحيى وإسحاق وابن المديني والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق. قال العجلي: ثقة ثبت صاحب سنة. وقال أبو حاتم: إمام ثقة متقن [متين]. مات سنة 219 (3). (16)

[رواية سعيد بن منصور]

 قال علي المتقي: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 46:

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب - مخطوط. (2) الكاشف 2 / 270. (3) طبقات الحفاظ 163 وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 1 / 379 وتاريخ بغداد 12 / 269 وخلاصة تذهيب الكمال: 227 والعبر 1 / 380 وغيرها. (*)

ص 47

من عاداه. طب عن ابن عمر. ش عن أبي هريرة واثني عشر من الصحابة. حم طب ص عن أبي أيوب وجمع الصحابة. ك عن علي وطلحة - حم طب ص عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة. أبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد - الخطيب عن أنس (1). [ترجمته] 1 - السيوطي: سعيد بن منصور [ابن شعبة] الخراساني الحافظ، أحد الأعلام، صاحب كتاب السنن والزهد. روى عن: مالك والليث وفليح وأبي عوانة وابن عيينة وحماد بن زيد وخلق. وعنه: أحمد ومسلم وأبو داود وأبو ثور وأبو بكر الأثرم والكديمي وأبو زرعة [وأبو حاتم] وخلق. قال أحمد: من أهل الفضل والصدق، وقال أبو حاتم: من المتقنين الاثبات ممن جمع وصنف. مات بمكة سنة سبع وعشرين ومائتين (2). 2 - الذهبي: وفيها: أبو عثمان سعيد بن منصور الخراساني، الحافظ صاحب السنن، روى عن فليح بن سليمان وشريك وطبقتهما، وجاور بمكة، وبها مات، في رمضان، وقد روى البخاري عن رجل عنه (3). 3 - الذهبي: .. الحافظ مصنف السنن.. عنه م د.. (4). 4 - ابن حجر: .. ثقة مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به. مات سنة سبع وعشرين. وقيل: بعدها، من العاشرة (5).

(هامش)

(1) كنز العمال 11 / 609 - 610 و ص رمز لسعيد بن منصور في السنن. (2) طبقات الحفاظ: 179. (3) العبر - حوادث سنة 227. (4) الكاشف 1 / 273. (5) تقريب التهذيب 1 / 306. (*)

ص 48

(17)

 [رواية إبراهيم بن الحجاج]

قال الحافظ ابن كثير الشامي - بعد عبارته المنقولة سابقا -: ورواه أبو يعلى الموصلي عن هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السامي.. (1). [ترجمته] 1 - الذهبي: إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي البصري، أبو إسحاق، أحد علماء الحديث. عن: الحمادين وأبان العطار ووهيب بن خالد

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 48:

وعبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي وقرعة بن سعيد وطائفة. وعنه: عثمان بن خراز والحسن بن سفيان وأحمد بن علي بن سعيد المروزي وأبو يعلى الموصلي وجماعة كثيرة. قال: ابن حبان في الثقات: مات سنة 231 (2). 2 - ابن حجر: .. وقال الدار قطني في الجرح والتعديل: ثقة، وقال ابن قانع: صالح (3).

(هامش)

(1) تاريخ ابن كثير 5 / 209. (2) تذهيب التهذيب - مخطوط. (3) تهذيب التهذيب 1 / 113. (*)

ص 49

(18)

 [رواية علي بن حكيم الأودي]

 في المسند: حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، قال: أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب. وعن زيد ابن يثيع قال: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام. فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى. قال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (1). [ترجمته] قال ابن حجر العسقلاني: علي بن حكيم بن ذبيان الأودي، أبو الحسن الكوفي.. روى عنه: البخاري في الأدب، ومسلم، وروى النسائي عن عثمان ابن خرزاد عنه.. وقال ابن الجنيد عن ابن معين: ثقة ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال الآجري عن أبي داود: صدوق، خرج مع أبي السرايا. وقال النسائي ومحمد بن عبد الله الحضرمي: ثقة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قلت: وفيها أرخه ابن قانع، وزاد في رمضان، وكان ثقة صالحا. وفي الزهرة: روى عنه م حديثين (2).

(هامش)

(1) مسند أحمد 1 / 118. (2) تهذيب التهذيب 7 / 311. (*)

ص 50

(19)

 [رواية علي بن محمد الطنافسي]

قال ابن ماجة: حدثنا علي بن محمد، ثنا أبو معاوية، ثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط - وهو عبد الرحمن - عن سعد بن أبي وقاص، قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل على [عليه] سعد، فذكروا عليا فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 50:

مولاه فعلي مولاه، وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله (1). [ترجمته] 1 - ابن حجر: عس ق - علي بن محمد.. أبو الحسن الطنافسي الكوفي مولى آل الخطاب، سكن الري وقزوين.. وعنه: ابن ماجة، وروى النسائي في مسند علي عن زياد بن أيوب الطوسي عنه، وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو وارة.. قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقا، وهو أحب إلي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح، وأبو بكر أكثر حديثا وأفهم، قال الخليلي: أقام هو وأخوه الحسن بقزوين، ولهما محل عظيم، وارتحل إليهما الكبار، توفي الحسن سنة 222 وعلي سنة 233. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات 35 أو قبلها بقليل أو بعدها

(هامش)

(1) سنن ابن ماجة 1 / 45. (*)

ص 51

بقليل (1). 2 - ابن حجر: عس ق -.. ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث وقيل خمس وثلاثين (2). 3 - الذهبي: علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي أبو الحسن، الكوفي الحافظ، نزيل قزوين.. قال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح، وهو ثقة. مات 233 (3). 4 - الذهبي: .. الحافظ الثبت، أبو الحسن الطنافسي الكوفي، محدث قزوين وعالمها.. (4).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 51:

5 - الرافعي: .. ذكر الخليلي الحافظ: أنه خرج من الكوفة مع أخيه الحسن بن محمد إلى قزوين سنة اثنتين ومائتين، وهو من الأئمة الثقات.. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: الطنافسي ثقة صدوق، وهو أحب إلي.. (5) (20)

 [رواية هدبة بن خالد]

 قال الحافظ ابن كثير: .. ورواه أبو يعلى الموصلي عن هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السامي عن حماد بن سلمة، عن أبي زيد وأبي هارون

(هامش)

(1) تهذيب التهذيب 7 / 378. (2) تقريب التهذيب 2 / 43. (3) الكاشف 2 / 294. (4) تذكرة الحفاظ 2 / 29. (5) التدوين 3 / 397. (*)

ص 52

العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء به (1). [ترجمته] 1 - السمعاني: وأبو خالد هدبة بن خالد القيسي من أهل البصرة، يروي عن همام بن يحيى، روى عنه: البخاري ومسلم وجماعة، آخرهم أبو القاسم البغوي (2). 2 - البدخشاني: هدبة بن خالد القيسي البصري، أحد الأئمة.. وروى عنه: أبو داود السجستاني وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو بكر البزار والفضل ابن العباس المروزي المعروف بفضلك.. (3). 3 - الذهبي: خ م د - هدبة بن خالد القيسي البصري، أبو خالد، الحافظ المسند، يقال له: هداب، عن: حماد بن سلمة وجرير بن حازم. وعنه: خ م د وأبو يعلى والبغوي، صدوق، وقال ابن عدي: لا أعرف له حديثا منكرا. توفي 235 (4) (21)

 [رواية عبد الله بن أبي شيبة]

 أخرج هذا الحديث في كتابه (المصنف) وهذه ألفاظه: حدثنا مطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 52:

(هامش)

(1) تاريخ ابن كثير 5 / 209. (2) الأنساب - القيسي. (3) تراجم الحفاظ - مخطوط. (4) الكاشف 3 / 218. (*)

ص 53

عبد الله قال: كنا بالجحفة بغدير خم إذا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه 12 / 59. حدثنا شريك عن حنش بن الحارث عن رياح بن الحارث قال: بينا علي جالسا في الرحبة، إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي. فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو أيوب الأنصاري. فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه 12 / 60. حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فأتاه سعد، فذكروا عليا فنال منه معاوية، فغضب سعد فقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ثلاث خصال، لإن تكون لي خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 53:

وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله 12 / 61. حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيع قال: بلغ عليا أن أناسا يقولون فيه، قال: فصعد المنبر فقال: أنشد الله رجلا ولا أنشده إلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا إلا قام. فقام مما يليه ستة ومما يلي سعيد بن وهب ستة فقالوا: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. حدثنا شريك عن أبي يزيد الأودي عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه، فقام إليه شاب فقال: أنشد بالله، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال: نعم. فقال الشاب: أنا منك برئ، أشهد أنك قد عاديت من والاه وواليت

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب