نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 3

بسم الله الرحمن الرحيم

ص 5

إهداء

 إلى حامل لواء الإمامة الكبرى والخلافة العظمى

 ولي العصر المهدي المنتظر الحجة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه

 يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة

 فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين

ص 7

حديث الطير

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي فجاء علي - بعد أن رده أنس مرات - فأكل معه.

ص 9

كلمة المؤلف

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين لا وبعد، فهذا هو البحث عن (حديث الطير) سندا ودلالة. هذا الحديث الذي أخرجه المئات من أعلام أهل السنة في القرون المختلفة عن عشرات من التابعين، عن اثني عشر شخصا من صحابة رسول رب العالمين عليه وآله الصلاة والسلام، وهم: 1 - أمير المؤمنين عليه السلام، أخرجه ابن عساكر وأشار إليه الحاكم (1). 2 - سعد بن أبي وقاص، أخرجه أبو نعيم في الحلية. 3 - أبو سعيد الخدري، أخرجه ابن كثير في تاريخه، وأشار إليه الحاكم. 4 - أبو رافع، أخرجه ابن كثير. 5 - أبو الطفيل، أخرجه ابن عقدة، والحاكم، وغيرهما.

(هامش)

(1) نكتفي هنا بذكر واحد أو اثنين للاختصار. (*)

ص 10

6 - جابر بن عبد الله الأنصاري، أخرجه ابن عساكر وابن كثير. 7 - حبشي بن جنادة، أخرجه ابن كثير. 8 - يعلى بن مرة، أخرجه الخطيب، وابن كثير. 9 - ابن عباس، أخرجه الطبراني. 10 - سفينة مولى رسول الله، أخرجه أحمد وأبو يعلى، وأشار إليه الحاكم. 11 - أنس بن مالك، وهو المشهور بروايته. 12 - عمرو بن العاص، في كتاب له إلى معاوية، رواه الخوارزمي. ورواه الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام، في رواية أبي الشيخ الأصفهاني الحافظ. ولكثرة طرقه ألف جماعة من الأعلام كتبا مفردة فيه، ستعرفهم. وجاء في غير واحد من الكتب الصحاح أو الملتزم فيها بالصحة، كصحيح الترمذي، وسنن النسائي، وصحيح ابن حبان، وصحيح الحاكم، والمختارة. وفي عدة من المسانيد، كمسند أبي يعلى، ومسند البزار... ورواه من أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم: أبو حنيفة، وأحمد بن حنبل، ومالك بن أنس، والأوزاعي... ورواه جماعة كبيرة من مشايخ البخاري ومسلم... وآخرون من رجال الصحاح الستة... والبخاري في (تاريخه الكبير). والأئمة الأعلام... في كل قرن... وقد نص غير واحد منهم على صحة بعض طرقه... كما صححنا عدة من أسانيده في بعض الكتب، على ضوء كلمات الأئمة...

ص 11

* ولعظمة هذا الحديث وما تنطوي عليه قصة الطير من فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام - لا يشاركه فيها أحد، فتدل على إمامته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - ومن مداليل أخرى في مجال معرفة الصحابة... فقد بذل المتعصبون قصارى جهودهم في المنع من نقله وانتشاره، ثم في إبطاله من الناحية السندية أولا، ثم من الناحية الدلالية، بالتلاعب بمتنه فيسقط عن الدلالة، أو بحمله وتأويله... حتى إذا أعيتهم السبل عارضوه بما يروونه في حق غير الإمام عليه السلام من الفضائل. ونحن نشير إلى بعض الوقائع والقضايا... والأساليب والتمحلات... في كل مرحلة باختصار، ليتجلى سمو هذا الحديث ورفعته، وأنه لولا ثبوته وقوة دلالته لما بذلت تلك الجهود، وما كان ذاك الانكار والجحود... قصة الحاكم النيسابوري فإن الحاكم أخرج هذا الحديث في (المستدرك على الصحيحين) وأصر على صحته على شرط الشيخين، وأنه كان عليهما إخراجه ولم يخرجاه! فقامت القيامة عليه وعلى كتابه، فرمي الحاكم بالرفض ممن رمى حديث الطير بالوضع! وهو: محمد بن طاهر المقدسي، فرد عليه: إن الله يحب الانصاف، ما الرجل برافضي... (1). ورمي كتابه بأن ليس فيه حديث واحد على شرط البخاري ومسلم! فأجيب: هذه مكابرة وغلو (2)، وحكى ابن طاهر: إن المستدرك ذكر بين يدي الدارقطني فقال: نعم، يستدرك عليهما حديث الطير! فأجيب: هذه حكاية منقطعة، بل لم تقع (3).

(هامش)

(1) سير أعلام النبلاء 17 / 174، لسان الميزان 5 / 233. (2) سير أعلام النبلاء 17 / 175. (3) سير أعلام النبلاء 17 / 176. (*)

ص 12

وكأن رمي الكتاب ومؤلفه لم يشف غليل ابن طاهر ومن لف لفه، فزعم: إن الحاكم أخرج حديث الطير من المستدرك لما بلغه اعتراض الدارقطني، فأجيب إن حديث الطير موجود في المستدرك (1) وقد ألفه بعد موت الدارقطني بمدة (2). وقال السبكي: حكى شيخنا أن الحاكم سئل عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال شيخنا: وهذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك؟! . قال السبكي: وقد جوزت أن يكون زيد في كتابه، وألا يكون هو أخرجه! وبحثت عن نسخ قديمة من المستدرك، فلم أجد ما ينشرح الصدر لعدمه، وتذكرت قول الدارقطني: إنه يستدرك حديث الطير، فغلب على ظني أنه لم يوضع عليه، ثم تأملت قول من قال: إنه أخرجه من الكتاب، فجوزت أن يكون خرجه، ثم أخرجه من الكتاب، وبقي في بعض النسخ، فإن ثبت هذا صحت الحكايات ويكون خرجه في الكتاب قبل أن يظهر له بطلانه، ثم أخرجه منه لاعتقاده عدم صحته، كما في هذه الحكاية التي صحح الذهبي سندها، ولكنه بقي في بعض النسخ، إما لانتشار النسخ بالكتاب، أو لإدخال بعض الطاعنين إياه فيه، فكل هذا جائز، والعلم عند الله تعالى (3). فلماذا كل هذه الاحتمالات والتمحلات يا ترى؟!. ولهذا الحديث وأمثاله مما أخرجه الحاكم وصححه، فقد كسر

(هامش)

(1) طبقات السبكي 4 / 164. (2) سير أعلام النبلاء 17 / 176. (3) طبقات السبكي 4 / 168 - 169. (*)

ص 13

المتعصبون منبر الحاكم ومنعوه من الخروج من داره!! (1).

 قصة ابن السقا وهكذا فعل بالحافظ ابن السقا لما حدث بحديث الطير: قال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن ابن السقا فقال: هو من مزينة مضر... واتفق أنه أملى حديث الطائر، فلم تحتمله أنفسهم، فوثبوا به، وأقاموه، وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، لا يحدث أحدا من الواسطيين، ولهذا قل حديثه عندهم (2). فهكذا كانوا يقابلون أخبار فضائل علي وأهل البيت - عليهم السلام - ورواتها على جلالة شأنهم وعلو مقامهم!!. ألم يدوسوا خصيتي النسائي في دمشق، حتى أخرج ومات على أثر ذلك؟ (3). ألم يبقروا بطن الحافط الكنجي في وسط جامع دمشق، لأنه أملى فضائل علي وألف فيها؟ (4).  اضطراب المتعصبين تجاه الحديث

 لكن هذه الأساليب لم تجد نفعا، فالحديث كثرت طرقه ورواته، حتى أن جماعة من الأعلام عمدوا إلى جمعها في كتب خاصة... ولذا كان قول بعضهم تبعا لمحمد بن طاهر المقدسي: هو حديث موضوع (5) مردودا عندهم، حتى أن السبكي رده تبعا للصلاح العلائي (6).

(هامش)

(1) سير أعلام النبلاء 17 / 175. (2) سير أعلام النبلاء 16 / 352. (3) راجع ترجمته في مختلف الكتب. (4) أنظر ترجمته في الكتاب. (5) التحفة الاثنا عشرية: 212. (6) طبقات الشافعية 4 / 169. (*)

ص 14

وحتى ابن الجوزي لم يدرجه في (الموضوعات) - وإن قيل ذلك كذبا وزورا (1) وإنما ذكره في كتابه الآخر (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) (2) لكنك إذا راجعته رأيته يتكلم على بعض أسانيده على مبانيه ويسكت عن بعض، وكذلك ابن كثير يقول: له طرق متعددة وفي كل منها نظر، ونحن نشير إلى شيء من ذلك لكنه لا يشير - لا من قريب ولا بعيد - إلى شيء من ذلك بالنسبة إلى بعض الطرق (3). وزاد بعضهم أن كثرة طرقه يزيده وهنا!! قال الزيلعي: وكم من حديث كثرت رواته وتعددت طرقه وهو حديث ضعيف، كحديث الطير، وحديث الحاجم والمحجوم، وحديث من كنت مولاه فعلي مولاه، قد لا يزيد الحديث كثرة الطرق إلا ضعفا (4). مع أن القاعدة المقررة عندهم أن الحديث إذا تعددت طرقه يتقوى ويبلغ إلى درجة الحسن، قال المناوي بشرح بعض الأحاديث - وهو يرد على ابن تيمية: وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها جميعا، لكن لا ينكر تقوي الحديث الضعيف بكثرة طرقه وتعدد مخرجيه إلا جاهل بالصناعة الحديثية أو معاند متعصب، والظن به - يعني ابن تيمية - أنه من القبيل الثاني (5). وعلى هذا الأساس قال غير واحد من علمائهم الكبار بحسن حديث الطير.

(هامش)

(1) كالقاري في (المرقاة) والشوكاني في (الفوائد المجموعة) والصبان في (إسعاف الراغبين). (2) العلل المتناهية 1 / 228. (3) تاريخ ابن كثير 7 / 350. (4) تخريج الهداية 1 / 189 عنه تحفة الأحوذي 10 / 154. (5) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 3 / 170. (*)

ص 15 اضطراب كلمات الذهبي

 واضطربت كلمات الذهبي في كتبه تجاه حديث الطير: ففي (تلخيص المستدرك): قلت: ابن عياض لا أعرفه. ولقد كنت زمانا طويلا أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه، فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء. قال: وقد رواه عن أنس جماعة أكثر من ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة (1). وفي هذه العبارة مطالب: الأول: أن سند الحديث فيه ابن عياض والذهبي لا يعرفه. والثاني، إن حديث الطير بالنسبة إلى الموضوعات التي هي في (المستدرك) سماء. والثالث: إن الحاكم قال: ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة فوافقه الذهبي على هذا القول. إذن، الذهبي هنا يقر بصحة الحديث عن: علي وأبي سعيد وسفينة. وأما ابن عياض وهو: محمد بن أحمد بن عياض الذي قال هنا لا أعرفه فقد عرفه في كتابه الآخر (ميزان الاعتدال) فقال هناك ما هذا نصه: محمد بن أحمد بن عياض. روى عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض، عن (2) أبي طيبة المصري، عن يحيى بن حسان، فذكر حديث الطير. وقال الحاكم: هذا على شرط البخاري ومسلم. قلت: الكل ثقات إلا هذا، فأنا اتهمته به، ثم ظهر لي أنه صدوق...

(هامش)

(1) تلخيص المستدرك. ط معه 3 / 131. (2) كذا، والصحيح: بن. (*)

ص 16

فأما أبوه فلا أعرفه (1). فلذي كان يتهمه به صدوق، وبقي الاشكال في أبيه وقد رفعه ابن حجر العسقلاني، كما ستعلم، في أول ملحق السند. إذن، فالحديث في (المستدرك) صحيح وفاقا للحاكم عن: علي وأبي سعيد وسفينة. وعلى هذا، فاقتصاره في (تذكره الحافظ) على القول: بأن للحديث أصلا عجيب، وهذه عبارته: وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا، قد أفردتها بمصنف، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل (2). وكذا اقتصاره على عبارة أخرى له في (تاريخ الإسلام) بترجمة أمير المؤمنين في سياق مناقبه، فلم ينص على الصحة!! قال: وله طرق كثيرة عن أنس، متكلم فيها، وبعضها على شرط السنن، من أجودها: قطن بن نسير - شيخ مسلم - ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس... (3). خلاصة مدلول الحديث ثم إن العمدة في مدلول الحديث الشريف أمران: أحدهما: دلالة على أن أحب الخلق إلى الله والرسول هو علي ، و الأحب هو الأحق لأن يكون خليفة للنبي. والثاني: كذب أنس بن مالك مرات، ومنعه عليا من الدخول على

(هامش)

(1) ميزان الاعتدال 3 / 465. (2) تذكرة الحافظ 2 / 1039. (3) تاريخ الإسلام 3 / 633. (*)

ص 17

الرسول عليه وآله السلام والصلاة. وقد كان هذان الأمران هما الباعث لهم على إنكار الحديث أو إبطاله، وكما جاء التصريح بذلك على لسان بعضهم: أبو نعيم الحداد: سمعت الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، سمعت أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول: كنا في مجلس السيد أبي الحسن، فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير. فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم . قال الذهبي بعد أن حكاه: فهذه حكاية قوية، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك؟! فكأنه اختلف اجتهاده. وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: من كنت مولاه، وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن علي قال: إنه لعهد النبي الأمي إلي: إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وهذا أشكل الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم (1). وقال السبكي: غاية جمع هذا الحديث أن يدل على أن الحاكم يحكم بصحته، ولولا ذلك لما أودعه المستدرك، ولا يدل ذلك منه على تقديم علي رضي الله عنه على شيخ المهاجرين والأنصار، أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إذ له معارض أقوى لا يقدر على دفعه، وكيف يظن بالحاكم - مع سعة حفظه - تقديم علي، ومن قدمه على أبي بكر فقد طعن على المهاجرين والأنصار، فمعاذ الله أن يظن ذلك بالحاكم (2). هذا بالنسبة إلى الأمر الأول. وبالنسبة إلى الأمر الثاني قال الذهبي: قال أبو أحمد ابن عدي:

(هامش)

(1) سير أعلام النبلاء 17 / 168 - 169. (2) طبقات الشافعية 4 / 165 - 166.

ص 18

سمعت علي بن عبد الله الداهري يقول: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير فقال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - باطلة، لأنه حكى عن حاجب النبي صلى الله عليه وسلم خيانة - يعني أنسا - وحاجب النبي لا يكون خائنا . قال الذهبي: قلت: هذه عبارة رديئة وكلام نحس، بل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق قطعي، إن صح حديث الطير وإن لم يصح، وما وجه الارتباط؟ هذا أنس قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحتلم وقبل جريان القلم، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة، فرضنا أنه كان محتلما ما هو بمعصوم من الخيانة، بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولا. ثم إنه حبس عليا عن الدخول كما قيل فكان ماذا؟ والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت، فلو حبسه أو رده مرات ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه إلا.... (1). قلت: لكن الباعث لابن أبي داود أن يقول هذا بالنسبة إلى حديث الطير إنما هو لكونه من أصح وأشهر مناقب علي الدالة على إمامته بعد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام، وبغض هذا الرجل ونصبه لأمير المؤمنين معروف مذكور بتراجمه، فلاحظ (2). التحريف في لفظ الحديث ولهذه الأمور وغيرها عمد بعض القوم إلى اختصار لفظ الحديث لدى روايته وبعض آخر إلى تحريفه... فالبخاري أخرجه باللفظ التالي: عن أنس: أهدي للنبي صلى الله

(هامش)

(1) سير أعلام النبلاء 13 / 232. (2) سير أعلام النبلاء 13 / 229 - 230. (*)

ص 19

عليه وسلم طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك. فجاء علي (1). وبلفظ: عن أنس بن مالك قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طائر كان يعجبه فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل هذا الطير، فاستأذن علي، فسمع كلامه فقال: أدخل (2). أما أحمد فأسقط ما دل على الفضيلة لعلي عليه السلام وما دل على الخيانة والكذب من أنس... فقال: قال: سمعت أنس بن مالك وهو يقول: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر فأطعم خادمه طائرا، فلما كان من الغد أتت به فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أنهك أن ترفعي شيئا، فإن الله عز وجل يأتي برزق كل غد (3). وقد روى جماعة غيره هذه الواقعة وفيها الفقرتان الدالتان على الأمرين المذكورين. أما في رواية أبي الشيخ - مثلا - فجاء فيه ما يدل على الأمر الأول وأسقط الثاني: عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه. فذكر الحديث (4). وأما بعضهم فحذف الفقرتين وأبقى اعتذار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنس فيما يروون فقال: ... عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يلام الرجل

(هامش)

(1) التاريخ الكبير 1 / 357. (2) التاريخ الكبير 2 / 2. (3) مسند أحمد 3 / 198. (4) طبقات المحدثين باصبهان 3 / 454. (*)

ص 20

على قومه . قال ابن حجر: هذا طرف من حديث الطير (1). تأويل الحديث والتشكيك في دلالته لكن الانكار... والتكذيب... والتحريف..... لا تحل المشكلة.... فلجأوا إلى التأويل، وباب التأويل واسع لمن يتكلم بجهل أو هوى، لأنهم قد ألزموا أنفسهم (2) دفع كل ما يدل على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام..... فذكروا وجوها ما أنزل الله بها من سلطان، مصرحين قبل ذلك بأن الحديث يدل على أفضلية علي من أبي بكر، وقد اتخذه الشيعة ذريعة للطعن في خلافة المتقدمين عليه، فلا بد من تأويله... فلاحظ شروح (المصابيح) و(مشكاة المصابيح) وغيرها... وقد كان عمدة تأويلاتهم حمل لفظة أحب خلقك إليك وإلي على من أحب خلقك إليك وإلي . وكانت عمدة التشكيكات في دلالته على الأفضلية احتمال عدم وجود الشيخين في المدينة المنورة يوم قصة الطير... لكنه غفلة أو تغافل عما جاء في الحديث في رواية بعضهم من أنه لما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك قالت عائشة: اللهم اجعله أبي وقالت حفصة: اللهم اجعله

(هامش)

(1) لسان الميزان 5 / 58. (2) جاء في تفسير النيسابوري تعقيبا على ما ذكره الرازي جوابا عن الاستدلال بآية النجوى: قلت: هذا الكلام لا يخلو عن عصب ما! ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضولية علي رضي الله عنه في كل خصلة؟ ولم لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة؟ فقد روي عن ابن عمر. كان لعلي رضي الله عنه ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة رضي الله عنها، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى . هامش الطبري 28 / 24. (*)

ص 21

أبي وقال أنس: اللهم اجعله سعد بن عبادة . أخرجه أبو يعلى. وجاء في رواية البعض الآخر: فجاء أبو بكر فرده، فجاء عمر فرده . أخرجه النسائي. وهذه من موارد تحريفاتهم. دعوى المعارضة وأخيرا... المعارضة... ذكرت في كثير من الكتب، وأشار إليها السبكي، لكنهم أخفقوا في إثباتها، إذ لم يأتوا بمعارض قوي - حتى من طرقهم وعلى ضوء كلمات علمائهم - يقابل حديث الطير المقطوع بصدوره، المتفق عليه بين الفريقين. وقد كان عمدة ما عارضوا به حديث: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وسنقف على حقيقة الحال فيه. وتلخص: إن حديث الطير مقطوع بصدوره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وإن دلالته على الأفضلية تامة، ولا يعتريها أي شك، ولا يسمع فيها أي تأويل أو تشكيك. وإن ما ذكر في مقابله لا يصلح للمعارضة. فهو حديث صادر عن رسول الله، ودال على إمامة أمير المؤمنين بعده مباشرة، على ضوء كتب أهل السنة... والتفصيل... في الكتاب...

 علي الحسيني الميلاني

 محرم الحرام / 1416

ص 23

كلمة السيد صاحب العبقات

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أبان أحبية الوصي إليه وإلى النبي في قصة الطائر المشوي، وأظهر بالحجج الدامغة والبراهين السابغة عيث كل قاصر دني وعجز كل حاسر وني، وطيب لنا ببركة موالاة أهل البيت - عليهم السلام - العيش الرافع الهني، وصلى الله على نبيه المعتام لإنقاذ الخلق من إشراك الضلال الردي، والدال لهم على اقتفاء الحق والصواب المنجي من إضلال كل غوي، وآله الكرام السادة القادة الأقيال الذين لا يزور ولا يحيد عن التمسك بحبلهم إلا كل شقي، ولا سيما ابن عمه ووزيره الذي لا يبلغ إليه الطير وإن طار كل مطير وسعى في مجاراته بالابكار والعشي. وبعد فيقول القاصر العاثر حامد حسين ابن العلامة السيد محمد قلي الموسوي النيسابوري - عفا الله عن جرائمه، وتجاوز برحمته عن عظائمه -: هذا هو المجلد الرابع من المنهج الثاني من كتاب: عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار، وهو مؤسس لحصد نواجم شبهات صاحب (التحفة) على حديث (الطير) الشائع بين العام والخاص، وقد جعله هذا المتحذلق القمقام

ص 24

الحديث الرابع من الأحاديث الدالة على إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر في الفصية عنه ما يحير الأذهان والأفهام، ويدهش أفكار أولي الأحلام، ويقضي على صاحبه بالانحياز التام، عن التدبر والامعان، والانعام، وهذا أوان الأخذ والشروع في المرام، ومن الله الاستعانة في المبدأ والختام.

ص 25

كلام الشيخ عبد العزيز الدهلوي الحديث الرابع: عن أنس بن مالك: إنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طائر قد طبخ له أو أهدي إليه، فقال: اللهم أئتني بأحب الناس يأكل معي هذا الطير، فجاء علي. واختلفت الروايات في الطير المشوي، ففي رواية: إنه النحام، وفي رواية: أنه حبارى، وفي رواية: إنه حجل. وهذا الحديث قال أكثر المحدثين: إنه موضوع، وممن صرح بوضعه: الحافظ شمس الدين الجزري، وقال إمام أهل الحديث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الدمشقي الذهبي في تلخيصه: لقد كنت زمنا طويلا أظن أن حديث الطير لم يحسن الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه. ومع هذا، فإنه لا يفيد المدعى، إذ القرينة تدل على أن المراد هو أحب الناس إلى الله في الأكل مع النبي، ولا ريب في كون الأمير أحب الناس إلى الله في هذه الصفة، إذ مشاركة الابن أو من كان بمنزلة الابن في الأكل يوجب تضاعف لذة الطعام. ولو كان المراد هو الأحب مطلقا لم يفد المدعى كذلك، إذ لا ملزم لأن يكون أحب الخلق إلى الله صاحب الرئاسة العامة، فما أكثر الأولياء الكبار والأنبياء العظام الذين كانوا أحب الخلق إلى الله ولم تكن لهم الرئاسة العامة، مثل: زكريا ويحيى، بل شموئيل الذي كانت الرئاسة العامة

ص 26

في عصره - بنص الكتاب - لطالوت. وأيضا: يحتمل أن لا يكون أبو بكر حاضرا في ذلك الوقت في المدينة المنورة، وقد كان الدعاء خاصا بالحاضرين دون الغائبين، لقوله: اللهم ائتني، لأن الاتيان بالغائب من المسافة البعيدة في لمحة واحدة ليحضر مجلس الأكل والشرب إنما يتصور حصوله عن طريق الاعجاز، والأنبياء لا يطلبون من الله تعالى خرق العادة إلا عند التحدي مع الكفار، وإلا لم يلجأوا إلى الحرب والقتال وتهيئة الأسباب الظاهرية، وتوصلوا إلى مقاصدهم بالمعجزات. ويحتمل أن يكون المراد بمن هو من أحب الناس إليك، وهذا استعمال رائج ومعروف كما في قولهم: فلان أعقل الناس وأفضلهم. وعلى تقدير الدلالة على المدعى، فإنه لا يقاوم الأخيار الصحاح الدالة بصراحة على خلافة أبي بكر وعمر، مثل: إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، وغير ذلك (1).

(هامش)

(1) التحفة الاثنا عشرية: 211 - 212. (*)

ص 27

أقول: إن حديث (الطير) من الأحاديث الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقطع واليقين، وإن استدلال أهل الحق به لاثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من بعده بلا فصل في أعلى مراتب الصحة والرزانة، وسيتجلى ذلك بالتفصيل لكل منصف، والله هو الموفق. ولا بد قبل الورود في البحث سندا ودلالة، من ذكر فوائد:

ص 29

فوائد حول حديث الطير

 * ذكر أسامي رواته في القرون المختلفة * ثلة من الرواة مشايخ إجازة والد الدهلوي * ذكر من أفرد طرقه بالتأليف * ذكر من أورده بصيغة الجزم * ذكر الكتب المشهورة التي أخرج فيها * ذكر رواته من التابعين * ذكر رواته من الصحابة * ذكر وجوه صحته * ذكر وجوه شهرته * ذكر وجوه القطع بصدوره

ص 31 الفائدة الأولى في ذكر أسامي رواته في القرون المختلفة

 لقد روى هذا الحديث كبار الأئمة الأعلام من أهل السنة في مختلف القرون، ومنهم: 1 - أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (سنة 150). ذكر روايته: ابن الأثير في أسد الغابة. 2 - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (سنة 214). رواه في: كتاب مناقب علي عليه السلام. 3 - عباد بن يعقوب الزواجني (سنة 250). رواه في: كتاب المعرفة. 4 - أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (سنة 277). ذكر روايته: الخوارزمي المكي في كتاب: المناقب. 5 - أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (سنة 289). رواه في: الجامع

ص 32

الصحيح. 6 - أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري. رواه في: تاريخه. 7 - أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل (سنة 290). رواه في زوائد المناقب. 8 - أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار (سنة 292). رواه في مسنده. 9 - أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (سنة 303). رواية في كتاب: خصائص علي. 10 - أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي (سنة 306). رواه في مسنده. 11 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (سنة 310). رواه في مجلد جمع فيه طرقه وألفاظه. 12 - أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي (سنة 317). رواه في: معجم الصحابة. 13 - أبو محمد يحيى بن صاعد (سنة 318). ذكر روايته: الخوارزمي المكي، في كتاب: المناقب. 14 - أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (سنة 327). ذكر روايته: ابن كثير في: تاريخه. 15 - أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي (سنة 328). ذكره في كتابه: العقد. 16 - أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي (سنة 330). رواه في كتابه: الأمالي. 17 - أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة (سنة 333). رواه في: كتاب الطير. 18 - أبو الحسين علي بن الحسين المسعودي (سنة 345). أثبته في

ص 33

تاريخه. مخروج الذهب. 19 - أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي. ذكر روايته الذهبي في: الميزان، وابن حجر في: لسان الميزان. 20 - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (سنة 360). رواه في: المعجم الكبير، والمعجم الأوسط. 21 - أبو محمد عبد الله بن محمد الواسطي المعروف بابن السقا (سنة 373). ذكر روايته: ابن المغازلي، والذهبي. 22 - أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي (سنة 376). رواه في: المجالس. 23 - أبو القاسم إسماعيل بن عباد الملقب بالصاحب (سنة 385). ذكر شعره فيه: الخوارزمي المكي. 24 - أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ابن شاهين (سنة 385). رواه في جزء من حديثه، وذكر روايته: ابن المغازلي. 25 - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني (سنة 385)، أثبته في كتابه: العلل. 26 - أبو الحسن علي بن عمر ابن شاذان السكري الحربي (سنة 386). ذكر روايته: المحب الطبري في: الرياض النضرة. 27 - أبو عبد الله بن محمد ابن بطة العكبري (سنة 387). رواه في: كتاب الإبانة. 28 - أبو بكر محمد بن عمير بن بكير النجار. رواه في جزء له، وذكر روايته: المحب الطبري وغيره. 29 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الحاكم (سنة 405). رواه في كتاب: المستدرك على الصحيحين، وفي كتاب في طرقه. 30 - أبو سعد عبد الملك بن محمد النيسابوري الخركوشي (سنة

ص 34

407). رواه في: شرف المصطفى. 31 - أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني (سنة 410). رواه في كتاب في طرقه. 32 - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني (سنة 430). رواه في: حلية الأولياء، وفي: كتاب الطير. 33 - أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان الخراساني (سنة 441). رواه في كتاب طرق حديث الطير. 34 - أحمد بن مظفر العطار الفقيه الشافعي (سنة 441). ذكر روايته: ابن المغازلي في: كتاب المناقب. 35 - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (سنة 458). ذكر روايته: الخوارزمي المكي في كتاب المناقب. 36 - محمد بن أحمد بن سهل المعروف بابن بشران (سنة 462). ذكر روايته: ابن المغازلي. 37 - أبو عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر القرطبي (سنة 463). رواه في كتاب: بهجة المجالس. 38 - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (سنة 463). رواه في: تاريخ بغداد. 39 - أبو الحسن علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي (سنة 383). رواه في كتاب المناقب. 40 - أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني (سنة 489). رواه في: فضائل الصحابة. 41 - محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (سنة 516). رواه في: مصابيح السنة. 42 - أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري (سنة 535). رواه في كتاب:

ص 35

الجمع بين الصحاح الستة. 43 - محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي. رواه في كتاب: الخصائص العلوية. 44 - أبو المؤيد الموفق بن أحمد الخوارزمي المكي (سنة 568). رواه في: مناقب علي بن أبي طالب. 45 - عمر بن محمد بن خضر الأردبيلي المعروف بالملا. رواه في: وسيلة المتعبدين. 46 - أبو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر (سنة 571). رواه في: تاريخه. 47 - أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري (سنة 606). رواه في: جامع الأصول. 48 - أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري (سنة 630). رواه في: أسد الغابة. 49 - أبو عبد الله محمد بن المعروف بابن النجار (سنة 643). رواه في: تاريخه. 50 - أبو سالم محمد بن طلحة القرشي (سنة 652). أورده في: مطالب السؤول في مناقب آل الرسول. 51 - شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي (سنة 645). أورده في: تذكرة خواص الأمة. 52 - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (سنة 658). رواه في: كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب. 53 - محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (سنة 694). أثبته في كتابيه: الرياض النضرة، وذخائر العقبى. 54 - إبراهيم بن محمد الحمويني (سنة 722). رواه في: فرائد

ص 36

السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين. 55 - فخر الدين الهانسوي. أثبته في: دستور الحقائق. 56 - ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي. رواه في: مشكاة المصابيح. 57 - أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (سنة 742). رواه في: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف. 58 - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (سنة 748). رواه في كتاب جمع فيه طرقه، وذكره في بعض تآليفه. 59 - محمد بن يوسف الزرندي (بضع وخمسين وسبعمائة). رواه في: نظم درر السمطين، وفي: معاريج الوصول. 60 - شهاب الدين أحمد. رواه في: توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل. 61 شهاب الدين بن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي الهندي ملك العلماء (سنة 849). ذكره في: هداية السعداء. 62 - شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني (سنة 852). رواه في: المطالب العالية. وغيره. 63 - علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي (سنة 855). رواه في: الفصول المهمة في معرفة الأئمة. 64 - حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي (سنة 870). ذكره في: الفواتح في شرح ديوان علي. 65 - عبد الله بن محمد المطيري. رواه في: الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة. 66 - أحمد بن محمد الحافي الحسيني. ذكره في: التبر المذاب في بيان ترتيب الأصحاب.

ص 37

67 - عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري. أثبته في: نزهة المجالس ومنتخب النفائس. 68 - فضل الله بن روزبهان الخنجي الشيرازي. أثبته في: كتابه الباطل. 69 - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (سنة 911). رواه في: جمع الجوامع. 70 - أحمد بن محمد المعروف بابن حجر المكي (سنة 973). ذكره في: المنح المكية بشرح الهمزية. 71 - علي بن حسام الدين المتقي الهندي (سنة 975). رواه في: كنز العمال. 72 - عباس الشهير بميرزا مخدوم الجرجاني (سنة 995). أورده في: نواقض الروافض. 73 - إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي. رواه في: الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء. 74 - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي (سنة 1000). رواه في: الأربعين. 75 - شيخ بن علي بن محمد الجفري (سنة 1063). أثبته في: كنز البراهين الكسبية. 76 - أبو مهدي عيسى بن محمد الثعالبي (سنة 1080). ذكره في: مقاليد الأسانيد، نقلا عن الذهبي. 77 - حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنفوري. أثبته في: مرافض الروافض. 78 - الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني. نقله في: مفاتح النجا، عن الترمذي.

ص 38

89 - محمد صدر عالم. نقله في: معارج العلى، عن الترمذي. 80 - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم العمري (سنة 1176) والد (الدهلوي). أثبته في: قرة العينين، وذكره في: إزالة الخفا. 81 - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (سنة 1182). أثبته في: الروضة الندية. 82 - المولوي مبين بن محب الله السهالي الكهنوي (سنة 1225). رواه في: وسيلة النجاة. 83 - عبد العزيز بن ولي الله (الدهلوي) المتوفى سنة (1239) وهو المخاطب. ذكره في الرسالة التي موضوعها بيان عقيدة والده، وأثبته في: بستان المحدثين، وفي فتاواه بجواب بعض السائلين. 84 - محمد بن إسماعيل العمري (سنة 1247) وهو ابن أخ (الدهلوي). أورده في منصوب الإمامة. 85 - المولوي حسن علي المحدث، وهو تلميذ (الدهلوي). نقله في: تفريح الأحباب، عن الترمذي. 86 - نور الدين السليماني، نزيل رامفور، رواه في: الدر اليتيم. 87 - المولوي ولي الله بن حبيب الله السهالي الكهنوي (سنة 1270). رواه في: مرآة المؤمنين. 88 - سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي (سنة 1270). رواه في: ينابيع المودة.

ص 39 الفائدة الثانية في أن ثلة من الأعلام الرواة للحديث هم من مشايخ إجازات والد (الدهلوي)

ثم إن ثلة من الأئمة الأعلام المذكورين - في الفائدة الأولى - هم من مشايخ إجازات والد (الدهلوي).... فإنه يروي عنهم بواسطة المشايخ السبعة المشهورين بالحرمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين.... كما قال... في عبارته الآتية. وهؤلاء هم: 1 - أبو حنيفة النعمان بن ثابت. 2 - أحمد بن محمد بن حنبل. 3 - أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي. 4 - عبد الله بن أحمد بن حنبل. 5 - أبو بكر أحمد بن عمرو البزار. 6 - أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي. 7 - أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي. 8 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. 9 - أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. 10 - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. 11 - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني. 12 - أبو عبد الله عبيد الله بن محمد ابن بطة العكبري. 13 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.

ص 40

14 - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني. 15 - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي. 16 - أبو عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر القرطبي. 17 - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي. 18 - محيي السنة حسين بن مسعود البغوي. 19 - علي بن الحسن ابن عساكر الدمشقي. 20 - مجلد الدين المبارك بن الأثير الجزري. 21 - عز الدين علي بن الأثير الجزري. 22 - محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي. 23 - يوسف بن قزغلي المعروف بسبط ابن الجوزي. 24 - محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري. 25 - أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحمويني. 26 - ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي. 27 - أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي. 28 - شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي. 29 - شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني. 30 - جلال الدين عبد الرحمن السيوطي. 31 - أحمد بن محمد المعروف بابن حجر المكي. 32 - علي بن حسام الدين المتقي الهندي. 33 - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي. فهؤلاء من رواة حديث الطير - أو المعترفين به - عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والشيخ ولي الله والد (الدهلوي) يروي عنهم بواسطة مشايخه الذين يصفهم في أول كتابه (الإرشاد إلى مهمات الإسناد) بقوله: فصل - قد اتصل سندي - والحمد لله - بسبعة من المشايخ الجلة

ص 41

الكرام، الأئمة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: الشيخ محمد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمد بن محمد بن سليمان الرداني المغربي، والشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن محمد النخلي المكي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثم المكي. ولكل واحد منهم رسالة جمع هو فيها - أو جمع له فيها - أسانيده المتنوعة في علوم شتى: أما البابلي، فأجازني بجميع ما في (منتخب الأسانيد) الذي جمعه الشيخ عيسى له، شيخنا الثقة الأمين أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكردي عن أبيه، وعن مشايخه الثلاثة الذين سردنا أسمائهم بعد أبيه، كلهم عن البابلي. وأما الشيخ عيسى، فناولني (مقاليد الأسانيد) تأليفه شيخنا أبو طاهر، وأجازني بجميع ما فيه أبو طاهر عن الأربعة المذكورين عنه. أما ابن سليمان، فأجازني بجميع ما في (صلة الخلف) تأليفه، شيخنا أبو طاهر مشافهة عن المصنف مكاتبة. ح وأجازني بجميع ما فيه ولده محمد، وفد الله عنه. ح وأجازني بجميعه السيد عمر ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم، عن جده، عنه. وأما الكردي، فأخبرني بجميع (الأمم) تأليفه - سماعا عليه -: أبو طاهر، بقراءته على أبيه المذكور. وأما العجيمي فألف الشيخ تاج الدين الدهان (رسالة) بسط فيها أسانيده، أجازني بجميع ما رواه العجيمي: أبو طاهر، عنه، وكان أبو طاهر قاري دروسه وأخص تلامذته، وقرأ عليه الستة بكمالها. ح سمعت من الشيخ تاج الدين القلعي الحنفي مفتي مكة أوائل الستة، وشيئا من مسند الدارمي، وموطأ محمد وآثاره، وأجازني بسائرها وبجميع ما تصح له روايته عن العجيمي

ص 42

أما النخلي فله (رسالة) فيها أسانيده، أجازني بها أبو طاهر عنه. ح ناولنيها الشيخ عبد الرحمن النخلي ابن الشيخ أحمد المذكور، وأجازني بها عن أبيه. وأما البصري فألف ولده الشيخ سالم (رسالة) أجازني بها وبجميع ما تصح له روايته: السيد عمر عن جده الشيخ عبد الله المذكور. وسمعت عنه أوائل الكتب. ح أجازني أبو طاهر عنه، وقد سمع منه أبو طاهر مسند الإمام أحمد بكماله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه شمائل الترمذي بكماله، إلا حديث سمر النساء، فإنه سمعه منه . أقول: فإذا راجعنا هذا الكتب التي جمع فيها أسانيد هؤلاء المشايخ السبعة وجدنا: * أن (أبا حنيفة) من مشايخ الإجازة للشيخ إبراهيم الكردي - الذي هو أحد السبعة - فإنه يقول في (الأمم لإيقاظ الهمم): مسند الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - للحسين بن محمد بن خسرو البلخي، بالسند إلى الفخر ابن البخاري، عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي الدمشقي عن مؤلفة . * وأن (أحمد بن حنبل) من مشايخ إجازة الشيخ عيسى المغربي - الذي هو أحد السبعة - كما لا يخفى على من راجع (مقاليد الأسانيد) حيث يذكر مسند أحمد بن حنبل، وطرقه في روايته. وأيضا: هو من مشايخ إبراهيم الكردي، فإنه يقول في (الأمم): مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني - رضي الله عنه وشكر سعيه -: سمعت طرفا منه على شيخنا الإمام صفي الدين أحمد - روح الله روحه - بسنده السابق إلى الفخر ابن البخاري: أنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج المكبر، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الوحد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن ابن علي التميمي المذهب الواعظ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا

ص 43

عبد الله ابن الإمام أحمد، ثني أبي . وأيضا: هو من مشايخ حسن العجيمي... كما جاء في (رسالة الدهان) التي أسماها ب‍ (كفاية المتطلع لما ظهر وخفي من غالب مرويات شيخنا العلامة الحسن بن علي العجيمي الحنفي). وأيضا: هو من مشايخ عبد الله بن سالم البصري - وهو أحد المشايخ السبعة - كما لا يخفى على من راجع (رسالة) أسانيده المسماة ب‍ (الامداد بمعرفة علو الاسناد). * وأن (الترمذي) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، كما لا يخفى على من راجع (مقاليد الأسانيد) فإنه يقول: كتاب الجامع الكبير لأبي عيسى الترمذي، أخبرنا به إجازة مع ما بآخره من العلل، عن شيوخه الثلاثة بسندهم، إلى ابن غازي، عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن يحيى السراج عن أبيه، عن جده، عن أبي العباس أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن القبا - بفتح القاف وتشديد الموحدة - عن يحيى بن محمد بن عمر بن رشيد، عن أبيه، عن شرف الدين محمد بن عبد الخالق بن بن طرخان القرشي الأموي، عن أبي الحسن علي ابن نصر بن المبارك الأنصاري المكي المشهور بابن البنا - لأن أباه كان بناء بالحرم الشريف. ح وبسند الشهاب المرزوق إلى ابن مرزوق الحفيد، عن أبي طيب محمد بن علوان التونسي عن أبي العباس أحمد العبريني، عن أبي عبد الله محمد بن صالح، عن القاضي أبي قطران، عن أبي الحسن بن كوثر، قال هو - وابن البنا -: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل الكروخي، سماعا - بسماعه - من القاضي عامر بن محمود بن القاسم الأزدي قال: أخبرنا به أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي المروزي قال: حدثنا أبو العباس محمد ابن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي قال: أخبرنا به الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، فذكره .

ص 44

وأيضا: هو من مشايخ الكردي في (الأمم). وأيضا: هو من مشايخ العجيمي في (كفاية المتطلع). وأيضا: هو من مشايخ البصري في (الامداد). وأيضا: هو من مشايخ النخلي - وهو أحد السبعة - في (الرسالة). * وأن (عبد الله بن أحمد) من مشايخ: عيسى المغربي، والبصري، والعجيمي، وذلك ظاهر لمن راجع أسانيدهم في روايتهم لمسند أحمد بن حنبل. * وأن (البزار) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي في (مقاليد الأسانيد) والعجيمي كما في (كفاية المتطلع) حيث تذكر الأسانيد إلى (مسند البزار). * وأن (النسائي) من مشايخ الشيخ المغربي في (مقاليد الأسانيد) والكردي في (الأمم)، والعجيمي كما في (كفاية المتطلع)، والبصري في (الامداد)، والنخلي كما في (الرسالة).... وهذه عبارة (الأمم): سنن الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شيعب النسائي - رحمه الله تعالى - سمعت طرفا منه على شيخنا الإمام صفي الدين أحمد - قدس سره - بسنده السابق إلى التنوخي، بسماعه على أيوب بن نعمة الله النابلسي، أنبأنا إسماعيل بن أحمد العراقي، عن عبد الرزاق بن إسماعيل القويني أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني، أنا أبو النصر أحمد بن الحسين القاضي الدينوري المعروف بالكسار، أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي الدينوري المعروف بابن السني، أنا النسائي . * وأن (أبا يعلى) من مشايخ المغربي، والعجيمي. * وأن (الطبري) من مشايخ العجيمي، ففي (كفاية المتطلع): كتاب التاريخ الكبير للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، أخبر به عن العلامة علي الأجهوري، عن السراج عمر بن الجائي عن قاضي القضاة زكريا الأنصاري، عن الشرف أبي الفتح محمد ابن القاضي أبي بكر المراغي، عن

ص 45

أبي الحسن علي بن محمد بن أبي المجد الدمشقي، عن أبي محمد القاسم ابن عساكر، عن أبي الحسن بن المقري، عن أبي الفتح ابن البطي، عن أبي عبد الله محمد بن فتوح الحميدي، عن الإمام أبي عمر يوسف بن عبد البر والحافظ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قالا: أخبرنا به أبو عمر أحمد بن محمد بن الجوربي، عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري قال: أخبرنا به مؤلف الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، فذكره . * وأن (المحاملي) من مشايخ المغربي حيث يذكر في (مقاليد الأسانيد) إسناده إلى (أمالي المحاملي). * وأن (الطبراني) من مشايخ المغربي، حيث يذكر في (مقاليد الأسانيد) إسناده إلى (المعاجم الثلاثة) للطبراني. وأيضا: هو من مشايخ العجيمي، كما في (كفاية المتطلع). وأيضا: هو من مشايخ البصري، كما في (الامداد). وأيضا: هو من مشايخ الكردي كما في (الأمم). * وأن (الدارقطني) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، كما في (مقاليد الأسانيد) في رواية (سنن الدارقطني). وأيضا: هو من مشايخ العجيمي، كما في (كفاية المتطلع) في سند رواية الكتاب المذكور. وأيضا: هو من مشايخ البصري كما في (الامداد) والكردي كما في (الأمم). * وأن (ابن بطة) من مشايخ الشيخ المغربي، لأن ابن بطة من مشايخ الجلال السيوطي كما في (زاد المسير) له، والمغربي يروي بالإسناد (زاد المسير) بكماله، فكل من كان شيخا للسيوطي فيه فهو شيخ للمغربي، وعليه يكون (ابن بطة) من مشايخ (المغربي) الذي هو أحد المشايخ السبعة.

ص 46

* وأن (الحاكم) من مشايخ المغربي في (مقاليد الأسانيد) حيث يذكر طريقه إلى (صحيح الحاكم، وهو المستدرك). وأيضا: هو من مشايخ الكردي في (الأمم) حيث يقول: المستدرك للحاكم، هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، بالسند إلى ابن المقير، عن أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني، عن أبي بكر أحمد بن علي ابن خلف الشيرازي، عن الحاكم، به وسائر كتبه . وأيضا: هو من مشايخ العجيمي كما في (كفاية المتطلع). وأيضا: هو من مشايخ البصري في (الامداد) يرويه بالسند المتقدم عن (الأمم). * وأن (أبا نعيم) شيخ الشيخ المغربي، كما في (مقاليد الأسانيد) والكردي كما في (الأمم) والعجيمي كما في (كفاية المتطلع) والبصري كما في (الامداد). قال الأخير: وأما الحلية لأبي نعيم، فبالسند إلى الفخر ابن البخاري، عن ابن اللبان، عن الحداد، عنه .، وأن (البيهقي) من مشايخ الشيخ المغربي، والكردي، والعجيمي، والبصري، والنخلي. * وأن (ابن عبد البر) من مشايخ المغربي، والعجيمي، حيث يذكر الاسناد إلى كتاب (الإستيعاب) له. * وأن (الخطيب البغدادي) من مشايخ المغربي، والعجيمي. * وأن (البغوي) من مشايخ المغربي، لكونه من مشايخ أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي كما في كتاب (غنيمة الوافد وبغية الطالب الماجد) لأبي زيد المذكور، وهذا الكتاب يرويه الشيخ المغربي بالإجازة في (مقاليد الأسانيد)، فكل من ذكر في كتاب (غنيمة الوافد) شيخا لأبي زيد فهو من مشايخ الشيخ المغربي، ومنهم البغوي.

ص 47

وأيضا: هو من مشايخ الكردي، فقد جاء في (الأمم): معالم التنزيل للحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، الملقب بمحيي الدين والسنة، وسائر تصانيفه كشرح السنة والمصابيح، بالإسناد إلى الفخر ابن البخاري، عن فضل الله بن أبي سعد النوقاني، عن البغوي . وأيضا: هو من مشايخ العجيمي، كما في (كفاية المتطلع). وأيضا: هو من مشايخ البصري، كما في (الامداد). * وأن (ابن عساكر) من مشايخ العجيمي. قال في (كفاية المتطلع): تاريخ دمشق للإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي - رحمه الله تعالى - أخبر به عن العلامة الشهاب أحمد الخفاجي، عن الشيخ حسن الكرخي، عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري، عن الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي، عن أم عبد الله عائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، عن محمد بن محمد بن الشيرازي، عن جده محمد الشيرازي، عن مؤلفه . * وأن (مجد الدين ابن الأثير) من مشايخ العجيمي، فقد ذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى كتاب (جامع الأصول) له. * وأن (عز الدين ابن الأثير) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى كتاب (أسد الغابة) له. * وأن (ابن النجار) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى (تاريخ المدينة) له. * وأن (سبط ابن الجوزي) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى كتاب (مرآة الزمان) له. * وأن (المحب الطبري) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى (الرياض النضرة) له. * وأن (الحمويني) من مشايخ العجيمي كذلك، لكون الحمويني في

ص 48

طريق إسناد العجيمي إلى كتاب (الحاوي) وكتاب (اللباب) وكلاهما لعبد الغفار بن عبد الكريم القزويني، فقد جاء في (كفاية المتطلع) ما نصه: كتاب الحاوي، واللباب وشرحه العجاب، وغير ذلك، للعلامة نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني، أخبر بها عن الشيخ أحمد العجل، عن الإمام يحيى الطبري، عن الحافظ عبد العزيز ابن فهد، والحافظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، عن المشايخ الثلاثة خاتمة الحفاظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، والقاضي كمال الدين أبي الفضل محمد، وأخته أم الكمال كمالية، ابني العلامة نجم الدين محمد بن أبي بكر المرجاني: زاد العز ابن فهد فقال: والمسندة الأصلية أم الفضل هاجر ابنة المحدث شرف الدين محمد بن محمد بن أبي بكر المقدسي، زاد الحافظ السيوطي فقال: وخليل بن عبد القادر بن جلال الدين النابلسي، وفاطمة بنت أبي القاسم ابن علي البسري، قالوا جميعا: أخبرنا مسند الشام زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن، عن الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، عن أبي المجامع إبراهيم بن محمد بن حمويه الجويني، عن مؤلفه العلامة . وقد ظهر من هذا الاسناد أن الحمويني من مشايخ ابن حجر العسقلاني والسيوطي بل والذهبي. * وأن (الخطيب التبريزي) من مشايخ العجيمي، حيث يذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى (مشكاة المصابيح). * وأن (المزي) من مشايخ العجيمي، حيث يذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى (تهذيب الكمال). وأيضا: هو من مشايخ المغربي في (مقاليد الأسانيد). * وأن (الذهبي) من مشايخ العجيمي، فقد جاء في (كفاية المتطلع): تواريخ الحافظ الكبير شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

ص 49

الدمشقي، أخبر بها عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي، عن المعمر محمد بن حجازي الشعراني، عن المعمر محمد بن أركماس، عن الحافظ أحمد ابن حجر العسقلاني قال: أخبرنا به جماعة منهم ابن مؤلفها المسند أبو هريرة عبد الرحمن، عن والده الحافظ... . * وأن (ابن حجر العسقلاني) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، فقد جاء في (مقاليد الأسانيد): وأما فتح الباري ومقدمته للحافظ أبي الفضل ابن حجر، فأخبرنا بهما سماعا وقراءة لكثير منهما وإجازة لسائرهما، عن أعلامه الثلاثة، بسندهم إلى ابن غازي، عن الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، والحافظ أبي عمرو عثمان الديمي. ح وبسندهم إلى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قالوا ثلاثتهم: أخبرنا الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني - رحمه الله - بهما وبجميع تصانيفه، فذكرهما . وأيضا: هو من مشايخ الكردي كما في (الأمم) في طريق رواية صحيح البخاري. وأيضا: هو من مشايخ العجيمي، حيث يذكر في (كفاية المتطلع) إسناده إلى (فتح الباري). وأيضا: هو من مشايخ البصري كما في (الامداد). وأيضا: هو من مشايخ النخلي، كما في (رسالته). * ثم إن (السيوطي) من مشايخ المشايخ السبعة كلهم، فقد جاء في (الإرشاد إلى مهمات الإسناد): فصل - سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإسلام: زين الدين زكريا، والشيخ جلال الدين السيوطي... . * وأما (ابن حجر المكي) فمن مشايخ الكردي، كما في (الأمم) في ذكر طريق رواية صحيح البخاري.

ص 50

وأيضا: هو من مشايخ العجيمي، فقد ذكر طريق روايته (شرح الهمزية) و(شرح الشمائل) لابن حجر المكي. وأيضا: هو من مشايخ البصري كما في (الامداد) والنخلي كما في (رسالته). * وأما (علي المتقي الهندي) فمن مشايخ العجيمي، ففي (كفاية المتطلع): كتابا التبويبين للجامع الكبير والصغير المذكورين مع زيادة في الكبير، للإمام العلامة قبلة أهل السلوك نور الدين علي بن حسام الدين المتقي - رحمه الله تعالى - أخبر بهما وسائر مؤلفاته عن العلامة علي ابن الإمام عبد القادر الطبري المكي، عن صهره الشيخ محمد عارف عن والده شيخ أهل العرفان عبد الوهاب بن ولي الله الهندي، عن مؤلفها أستاده العارف بالله تعالى الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، فذكرها . * وأما (جمال الدين المحدث الشيرازي) فهو من مشايخ الشيخ عبد الله البصري في (الامداد) فقد وقع في طريق روايته (مشكاة المصابيح) الخطيب التبريزي، كما لا يخفى على من راجعه. أقول: فالعجب كل العجب من (الدهلوي)، حيث أنه كذب هذا الحديث الشريف، ولم يدر أنه رواه طائفة من كبار شيوخ مشايخ والده، وحدث به جماعة من أساتذة أساتذته! فليت شعري كيف أعرض عن هذا الحديث وحاد، فأبطل فخار والده النقاد، باتصال سنده إلى شيوخه السبعة الأمجاد، وأظهر أن شيوخهم رواة لموضوعات الروايات والأخبار، ومفتراة الأحاديث والآثار؟!

ص 51

الفائدة الثالثة في ذكر من جمع طرقه وأفرده بالتأليف لقد أفرد جماعة من أعلام المحدثين الكبار حديث الطير بالتأليف، وجمعوا طرقه وأسانيده في كتب مفردة ومؤلفات خاصة، ومنهم: 1 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ذكره ابن كثير الشامي في تاريخه (1). 2 - أبو العابس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة، ذكره ابن شهرآشوب (2). 3 - أبو عبد الله الحاكم، ذكره الكنجي (3)، وابن تيمية (4)، والعسقلاني (5). 4 - أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني، ذكره ابن تيمية (6)، والعسقلاني (7) وابن حجر المكي (8). 5 - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني، ذكره ابن تيمية (9) نقلا عن أبي موسى المديني.

(هامش)

(1) البداية والنهاية 7 / 354. (2) مناقب آل أبي طالب 2 / 282. (3) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 152. (4) منهاج السنة 4 / 99. (5) لسان الميزان 1 / 42. (6) منهاج السنة 4 / 99. (7) لسان الميزان 1 / 42. (8) المنح المكية في شرح الهمزية. (9) منهاج السنة 4 / 99. (*)

ص 52

6 - أبو طاهر محمد بن أحمد المعروف بابن حمدان، ذكره الذهبي (1) وابن كثير في تاريخه (2) والسيوطي (3). 7 - شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، نص على ذلك هو بنفسه (4). وجوه دلالة ذلك على اعتبار الحديث وإفراد هؤلاء الأئمة هذا الحديث بالتأليف وجمعهم أسانيده في كتاب مفرد يدل على اعتباره وبطلان تقولات (الدهلوي) ونظرائه من وجوه: 1 - الظن القوي بصدوره إن كثرة طرقه ورواته - بحيث أفرد بالتأليف - يوجب الظن المتاخم لليقين بصدقه وصدوره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ يستحيل - عادة - اجتماع هذه الكثرة من الرواة في الطبقات المختلفة وتواطؤهم على الكذب. ولقد كان من الجدير ب‍ (الدهلوي) الوقوف على هذه التآليف القيمة قبل التفوه بالقدح في هذا الحديث الشريف، إلا أن تصديه لشؤون الزعامة والرئاسة!! حال دون إتعاب نفسه في الحديث عنها والتحقيق في هذا المضمار.. 2 - صحته قال السبكي بترجمة الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك في مقام

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 3 / 1112. (2) البداية والنهاية 7 / 354. (3) طبقات الحفاظ: 426. (4) تذكرة الحفاظ 3 / 1043. (*)

ص 53

الدفاع عنه: ثم ذكر ابن طاهر أنه رأى بخط الحاكم حديث الطير في جزء ضخم جمعه، قال: وقد كتبته للتعجب. قلت: وغاية جمع هذا الحديث أن يدل على أن الحاكم يحكم بصحته، ولولا ذلك لما استودعه المستدرك، ولا يدل ذلك منه على تقديم علي رضي الله عنه على شيخ المهاجرين والأنصار أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إذ له معارض أقوى لا يقدر على دفعه، وكيف يظن بالحاكم - مع سعة حفظه - تقديم علي؟ ومن قدمه على أبي بكر فقد طعن على المهاجرين والأنصار، فمعاذ الله أن يظن ذلك بالحاكم (1). فظهر - إذن - أن جمع هذا الحديث يدل على الحكم بصحته، فالجامعون طرقه يحكمون بصحته، ولولا ذلك لما استودعه الحاكم كتابه المستدرك على الصحيحين... 3 - حسنه ولو سلمنا - على سبيل التنزل - عدم دلالة جمع الطرق على الحكم بالصحة، لكنه يدل على كثرة طرقه وأسانيده على كل حال، ومن المعلوم أن تعدد طرق الحديث يبلغ به درجة الحسن، وإن لم يكن كل واحد واحد منها حسنا، فلا أقل من أن يكون حديث الطير حسنا. أما حسن الحديث باعتبار كثرة طرقه فذلك أمر مسلم به لدى المحققين، والشواهد عليه في كلماتهم كثيرة جدا: قال المناوي بشرح (أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة): قال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، منكر الحديث، قال قيل يا رسول الله: أي الأديان أحب إلى الله؟ فذكره. وقال شيخنا العراقي: فيه محمد بن

(هامش)

(1) طبقات الشافعية الكبرى 4 / 165. (*)

ص 54

إسحاق، رواه بالعنعنة، أي وهو يدلس عن الضعفاء، فلا يحتج إلا بما صرح فيه بالتحديث. إنتهى، قال العلائي: لكن له طرق لا ينزل عن درجة الحسن بانضمامها (1). وقال المناوي بشرح (أحب الطعام إلى الله): قال البيهقي - بعد ما عزاه للطبراني وأبي يعلى -: فيه عبد المجيد بن أبي رواد، وفيه ضعف. وقال الزين العراقي: إسناده حسن. إنتهى، ولعله باعتبار طرقه، وإلا فقد قال البيهقي عقب تخريجه ما نصه: تفرد به عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج. إنتهى، وعبد المجيد أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال المنذري: رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في الثواب، كلهم من رواية عبد المجيد بن أبي رواد وقد وثق، قال: لكن في الحديث نكارة. إنتهى (2). وقال بشرح (اطلبوا العلم ولو بالصين...): وحكم ابن الجوزي بوضعه، ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن (3). 4 - قوته ولو سلمنا عدم وصول حديث الطير بتعدد طرقه إلى درجة الحسن، وأنه لا يحتج بشيء من طرقه بمفرده، لكن المقرر لدى أهل السنة أن الطرق يقوي بعضها بعضا، فيتقوى المتن بذلك ويصلح للاحتجاج والاستدلال، والشواهد على هذه القاعدة المقررة كثيرة: قال ابن حجر العسقلاني بشرح حديث الولاية من حديث بريدة: وأخرج أحمد أيضا هذا الحديث من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة بطوله، وزاد في آخره: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. وأخرجه

(هامش)

(1) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 1 / 169 (2) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 1 / 172 (3) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 1 / 542 (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب