ص 55
أحمد أيضا والنسائي، من طريق سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن بريدة مختصرا، وفي آخره:
فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه يقول: من كنت وليه فعلي وليه. أخرجه
الحاكم من هذا الوجه مطولا، وفيه قصة الجارية نحو رواية عبد الجليل. وهذه طرق يقوى
بعضها ببعض (1). وقال ابن الوزير في كلامه حول حديث (يحمل هذا العلم من كل خلف
عدوله) قال: وقد يكثر الطرق الضعيفة فيقوى المتن على حسب ذلك الضعف في القلة
والكثرة، كما يعرف ذلك من عرف كلام أهل هذا العلم في مراتب التجريح والتعديل (2).
وقال المناوي بشرح (آفة العلم النسيان...): وظاهر اقتصار المصنف على عزوه لابن
أبي شيبة من طريقيه: أنه لا يعرف لغيره وإلا لذكره تقوية لهما، لكونه معلولا،
والأمر بخلافه، فقد رواه بتمامه من هذا الوجه: الدارمي في مسنده، والعسكري في
الأمثال، عن الأعمش. ورواه عنه ابن عدي من عدة طرق بلفظ: آفة العلم النسيان وإضاعته
أن تحدث به من ليس له بأهل، ورواه من طريق عن قيس بن الربيع بلفظ: وإضاعته أن تضعه
عند غير أهله. وروى صدره عن ابن مسعود أيضا البيهقي في المدخل، قال الحافظ العراقي:
ورواه مطين في مسنده من حديث علي بلفظ: آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان. فكان
ينبغي للمصنف الاكثار من مخرجيه إشارة إلى تقويته (3). 5 - صيانته عن الطعن إن
تعدد طرق الحديث وكثرة مخرجيه يصونه عن ورود الطعن فيه، فقد
(هامش)
(1) فتح الباري - شرح صحيح البخاري 8 / 54 كتاب المغازي. (2) الروض الباسم في الذب
عن سنة أبي القاسم: 32. (3) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 1 / 52. (*)
ص 56
قال المناوي بشرح (إتق الله حيثما كنت...): أكثر المصنف - رحمه الله - من مخرجيه
إشارة إلى رد الطعن فيه (1). وعلى هذا الأساس نقول: إن كثرة طرق حديث الطير
ورواته ومخرجيه - حتى أفرد جماعة لجمعها مصنفات خاصة - كافية لرد طعن (الدهلوي)
فيه. الله الحمد على ذلك. 6 - لو كان فيه شيء لبينوا قال الذهبي بترجمة أبي زرعة ما
نصه: قلت: له التصانيف الكثيرة، يروي فيها المناكير كغيره من الحافظ ولا يبين
حالها، وذلك مما يزري بالحافظ (2). وعلى ضوء هذا الكلام نقول: إذا كان رواية
المناكير مع عدم تبيين حالها يزري بالحافظ، فإن تصنيف الكتاب حول حديث موضوع مع عدم
تبيين حاله يزري به بالأولوية، بل يؤدي به إلى السقوط الفظيع والوهن الشنيع، وكيف
يظن بمثل ابن جرير الطبري، وابن عقدة، والحاكم أن يصنفوا في هذا الحديث ويجمعوا
طرقه ولا يبينوا حاله إن كان فيه شيء؟! فمعاذ الله أن يظن ذلك بهم.... 7 - لو كان
باطلا لما كتبوه قال السبكي بترجمة الحاكم بعد عبارته التي تقدم نقلها: ثم ينبغي
أن يتعجب من ابن طاهر في كتابته هذا الجزء، مع اعتقاده بطلان الحديث، مع أن كتابته
سبب شياع هذا الخبر الباطل واغترار الجهال به،
(هامش)
(1) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 1 / 120. (2) تذكرة الحافظ 3 / 1000. (*)
ص 57
أكثر مما يتعجب من الحاكم ممن يخرجه وهو يعتقد صحته (1). وعلى ضوء هذا الكلام
نقول: إن جلالة هؤلاء - المصنفين في حديث الطير - وسعة حفظهم وعظمة شأنهم.... كل
ذلك يمنع من أن يكتبوا هذا الحديث ويجمعوا طرقه مع اعتقادهم بطلانه، فهم - إذن -
يعتقدون بصحته ويعترفون بمفاده، وهذا كاف لاثبات هذا الحديث وبطلان شبهة (الدهلوي)،
والله الموفق.
(هامش)
(1) طبقات الشافعية الكبرى 4 / 166. (*)
ص 58
الفائدة الرابعة في ذكر من أورده بصيغة الجزم وأرسله إرسال المسلم
لقد أورد جماعة
من الأعلام حديث الطير ونسبوه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصيغة
الجزم، وسيأتي أن ذلك يدل على صحته أو حسنه.... ومن هؤلاء. 1 - أبو الحسن المسعودي،
حيث قال في عداد فضائل أمير المؤمنين على السلام: ثم دعاؤه - يعني النبي عليه
السلام - وقد قدم إليه أنس الطائر: اللهم أدخل إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا
الطائر، فدخل علي، إلى آخر الحديث. فهذا وغيره من فضائله وما اجتمع فيه من الخصال
مما تفرق في غيره (1). 2 - ابن عبد البر، حيث قال: أهدي للنبي صلى الله عليه
وسلم طوائر.... الخ (2). 3 - محمد بن طلحة، حيث قال: قال صلى الله عليه وسلم
يوما - وقد أحضر إليه الطير ليأكله -.... (3). 4 - الصفوري، حيث قال: قال أنس
رضي الله عنه: فدمت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما، فسمى وأكل لقمة وقال: اللهم
ائتني بأحب الخلق إليك وإلي.... (4).
(هامش)
(1) مروج الذهب 1 / 711. (2) بهجة المجالس. (3) مطالب السؤول: 42. (4) نزهة
المجالس. (*)
ص 59
5 - ابن روز بهان، حيث قال: حديث الطير مشهور، وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة،
ولكن لا تدل على النص (1). 6 - الخفري، حيث قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله
على وسلم طير.... الخ (2). 7 - شاه ولي الله، حديث قال: قدم لرسول الله صلى
الله عليه وسلم فرخ مشوي... الخ (3). ذكر الحديث بصيغة الجزم حكم بالصحة أو
الحسن: هذا، وقد تقرر لدى المحدثين ورواة الأخبار: أن ذكر الحديث بصيغة الجزم حكم
بصحته أو حسنه، وإذا لم يكن حسنا أو صحيحا لا يذكر كذلك، وقد نص على ذلك جماعة: قال
النووي: قال العلماء: ينبغي لمن أراد رواية الحديث أو ذكره أن ينظر، فإن كان
صحيحا أو حسنا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعله، أو نحو ذلك من
صيغ الجزم، وإن كان ضعيفا فلا يقل: قال، أو فعل، أو أمر، أو نهى أو شبه ذلك من صيغ
الجزم، بل يقول: روي عنه كذا، وجاء عنه كذا، أو يروى، أو يذكر، أو يحكى، أو يقال،
أو بلغنا، أو ما أشبهه، والله أعلم (4). وقال السيوطي في كلام على تعليقات
الصحيحين ما نصه: فما كان منه بصيغة الجزم كقال، أو فعل، أو أمر، وروى وذكر فلان،
فهو حكم بصحته عن المضاف إليه، لأنه لا يستجيز أن يجزم بذلك عنه إلا وقد صح عنده
(هامش)
(1) إبطال الباطل مخطوط. (2) كنز البراهين الكسبية. (3) قرة العينين في تفضيل
الشيخين. (4) المنهاج - شرح صحيح مسلم 1 / 71. (*)
ص 60
عنه (1). وقال - بعد أن ذكر وضع ما يروى عن أبي بن كعب في فضل القرآن سورة سورة
-: وقد أخطأ من ذكره من المفسرين في تفسيره: كالثعلبي، والواحدي، والزمخشري،
والبيضاوي. قال العراقي: لكن من أبرز إسناده منهم - كالأولين - فهو أبسط لعذره، إذ
أحال ناظره على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه. وأما من لم يبرز
سنده وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش (2). وكيف يظن بهؤلاء الأعلام أن يذكروا قد
ارتكبوا هذا الخطأ الفاحش الذي لا يغتفر؟
(هامش)
(1) تدريب الراوي - شرح تقريب النواوي 1 / 90. (2) تدريب الراوي - شرح تقريب
النواوي 1 / 244. (*)
ص 61
الفائدة الخامسة في ذكر الكتب التي أخرج فيها وهي من مرويات علمائهم
لقد أخرج حديث
الطير في جملة من الكتب المشهورة والأسفار المعتبرة، التي يرويها كبار العلماء
الأعلام، ويذكرونها في سلاسل إجازاتهم.... ومنها: 1 - مناقب أمير المؤمنين، لأحمد
بن حنبل: 2 - الجامع الصحيح، لمحمد بن عيسى التزمذي. 3 - زوائد المناقب، لأحمد بن
حنبل، رواية ابنه عبد الله. 4 - المسند، لأبي يعلى الموصلي. 5 - العلل، لأبي الحسن
الدارقطني. 6 - الإبانة، لابن بطة. 7 - المستدرك، لأبي عبد الله الحاكم. 8 - حلية
الأولياء، لأبي نعيم الإصبهاني. 9 - بهجة المجالس، لابن عبد البر القرطبي. 10 -
تاريخ بغداد، لأبي بكر الخطيب. 11 - مصابيح السنة، لمحيي السنة البغوي. 12 - الجمع
بين الصحاح الستة، لرزين العبدري. 13 - تاريخ دمشق، لابن عساكر الدمشقي. 14 - جامع
الأصول، لابن الأثير الجزري. 15 - أسد الغابة، لابن الأثير الجزري.
ص 62
16 - الرياض النضرة، لمحب الدين الطبري. 17 - ذخائر العقبى، لمحب الدين الطبري. 18
- مشكاة المصابيح، للخطيب التبريزي. 19 - تحفة الأشراف، لأبي الحجاج المزي. 20 -
تذكرة الحفاظ، لشمس الدين الذهبي. 21 - لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني. 22 - جمع
الجوامع، لجلال الدين السيوطي. 23 - المنح المكية، لابن حجر المكي. 24 - كنز
العمال، لعلي المتقي الهندي. أما المناقب لأحمد: فهو من مرويات السيوطي مع غيره من
مصنفات أحمد، قال السيوطي في (زاد المسير). مسند الإمام أحمد بن حنبل: أخبرني
شيخنا الإمام تقي الدين الشمني - بقراءتي عليه لنحو الثلث الأول منه وإجازة لباقيه
-، وشيخنا قاضي القضاة عز الدين أبو البركات أحمد ابن قاضي القضاة برهان الدين
إبراهيم ابن قاضي القضاة ناصر الدين نصر الله الكناني الحنبلي، وأولاد خاله الشهاب
أحمد وإلف ونشوان أولاد الجمال عبد الله بن قاضي القضاة علاء الدين علي الكناني
الحنبلي، - سماعا على الأربعة لثلاثياته وإجازة منه لسائره - قالوا: نا الجمال عبد
الله المذكور - قال الثلاثة: سماعا لجميعه، وقالت إلف ونشوان: سماعا للثلاثيات
وإجازة لسائره - قال: أنا علاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد العرضي، قال أخبرتنا به
زينب بنت مكي بن علي الدين الحرانية - سماعا - والفخر بن البخاري إجازة. ح وأنبأني
عاليا محمد بن مقبل عن الصلاح بن أبي عمر قال: أنا الفخر
ص 63
ابن البخاري سماعا. قالا: أبو علي حنبل ابن عبد الله ابن الفرج المكبر، أنا أبو
القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن التميمي
المذهب الواعظ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، قال: ثنا عبد الله بن الإمام
أحمد قال: حدثني به أبي. ح وبه إلى الفخر بن البخاري، عن أبي اليمن الكندي، عن أبي
بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، عن الحسن بن علي الجوهري، عن أبي بكر القطيعي.
قال السراج القزويني: نروي بهذا الاسناد جميع مصنفات الإمام أحمد ومصنفات ولده عبد
الله - سماعا لبعضها وإجازة لسائرها - من كل شيخ لمن روى عنه من المذكورين . هذا،
ولا يخفى أن (زاد المسير) من مرويات أبي مهدي الثعالبي، فالمناقب من مرويات
الثعالبي أيضا. وأما جامع الترمذي: فهو من مرويات: السيوطي، والثعالبي، والكردي،
والعجيمي، والبصري، والنخلي، والأمير، والشوكاني، وشاه ولي الله، وقد سمعت آنفا
عبارات الثعالبي والكردي والعجيمي والبصري والنخلي، وإليك عبارات سائرهم: قال
السيوطي في (زاد المسير): الجامع للترمذي: أخبرني به السيدان أبو العباس أحمد بن
عبد القادر ابن محمد بن طريف الساوي - بقراءتي عليه لبعضه وإجازة لباقيه - وأبو
الفضل محمد بن عمر بن حصين الأزهري - إجازة - قالا: أنا به أبو إسحاق التنوخي - قال
الأول إجازة، والثاني سماعا لبعضه وإجازة لباقيه - قال: أنا به أبو الحسن علي بن
محمد بن محمود بن جامع البندنيجي، أنا أبو منصور محمد بن علي ابن عبد الصمد
البغدادي المعروف بابن الهني، أنا الحافظ أبو محمد عبد
ص 64
العزيز بن محمود بن الأخضر، أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل بن أبي القاسم
الكروخي. قال البندنيجي: وأنا به عاليا أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب البشتبري -
إجازة - عن الكروخي، قال: أنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، وأبو بكر أحمد بن
عبد الصمد الفورجي، قالا: أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن الجراح
المروزي، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، أنا الترمذي . وقال محمد الأمير
في (رسالة الأسانيد): وأما الجامع للحافظ أبي عيسى الترمذي، فأرويه مسلسلا
بالصوفية عن شيخنا الشيخ عن الصميدي الصوفي، عن شيخه الشيخ عقيلة المكي الصوفي، عن
الشيخ حسن العجيمي الصوفي، عن الشيخ أحمد بن محمد القشاشي الصوفي، عن شيخه الشيخ
أحمد بن علي الشناوي الصوفي، عن والده الشيخ علي بن عبد القدوس الشناوي الصوفي، عن
الشيخ عبد الوهاب الشعراني الصوفي، عن الشيخ زكريا بن محمد الفقيه الصوفي، عن
العارف بالله تعالى زين الدين المراغي العثماني الوفي، عن أستاذ الصوفية شرف الدين
إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي العقيلي الصوفي، عن المسند أبي الحسن علي بن عمر الدابي
الصوفي، عن أستاذ أهل التحقيق الشيخ محب الدين محمد بن علي ابن عربي الطائي الحاتمي
الصوفي، عن شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي بن سكينة البغدادي الصوفي، عن أبي الفتح
عبد الملك بن عبد الله الكروخي الصوفي، عن شيخه المحقق الحافظ أبي إسماعيل عبد الله
بن محمد الأنصاري، الهروي شيخ الإسلام الصوفي، عن عبد الجبار الجراحي، عن أبي
العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، عن مؤلفه الترمذي أبي عيسى محمد بن سورة بن
موسى الضحاك السلمي الضرير البوغي . وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر بأسناد
الدفاتر):
ص 65
سنن التزمذي: أرويها بالسماع لجميعها من لفظ شيخنا السيد العلامة عبد القادر بن
أحمد، بإسناده المتقدم في تفسير الثعلبي، إلى الشماخي، عن أحمد بن محمد السراجي
اليمني، عن زاهر بن رستم الأصفهاني، عن القاسم ابن أبي سهيل الهروي، عن محمود بن
القاسم الأزدي، عن عبد الجبار بن محمد المروزي، عن محمد بن أحمد بن محبوب المروزي،
عن المؤلف. ح وأرويها عن شيخنا المذكور بإسناده المتقدم في أول هذا المختصر إلى
محمد البابلي، عن النور علي بن يحيى الزيادي، عن الرملي، بإسناده المتقدم قريبا إلى
ابن طبرزد، عن عبد الملك بن أبي سهل الكروخي، عن محمود بن القاسم الأزدي، عن عبد
الجبار بن محمد المروزي، عن محمد بن محبوب، عن المؤلف. ح وأرويها عن شيخنا المذكور
عن محمد بن طيب المغربي، عن إبراهيم بن محمد المراغي، عن أحمد بن محمد العجل، عن
يحيى بن مكرم الطبري، عن جده المحب الطبري، عن الزين المراغي، عن أبي العباس أحمد
بن أبي طالب الحجار، عن أبي النجا اللتي، عن أبي الوقت عن أبي عامر الأزدي، عن أبي
محمد الجراحي، عن أبي العباس المحبوبي، عن المؤلف. ح وأرويها عن شيخنا السيد علي بن
إبراهيم بن عامر بإسناده السابق في سنن أبي داود، إلى الربيع، عن السخاوي، عن ابن
حجر، عن البرهان التنوخي، عن القاسم بن عساكر، عن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود، عن
محمد بن علي بن صالح، عن أبي عامر الأزدي، عن أبي محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد
بن أحمد المحبوبي، عن المؤلف. ح وأرويها عن شيخنا الحسن بن إسماعيل المغربي
بالإسناد المتقدم في سنن أبي داود إلى علي بن أحمد المرحومي، عن إبراهيم الدماوي،
عن الشهاب القليوبي، عن النور الزيادي، عن الشمس الرملي، عن زكريا الأنصاري عن
الشمس اللقاني، عن أحمد بن أبي زرعة، عن أبيه الزين عبد
ص 66
الرحيم العراقي، عن عمر العراقي، عن علي بن البخاري، عن ابن طبرزد، بإسناده السابق
إلى المؤلف. ح وأرويها عن شيخنا يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي، عن أبيه، عن
جده إبراهيم الكردي، بإسناده المتقدم في سنن أبي داود، إلى ابن طبرزد، بإسناده
المذكور ههنا إلى المؤلف . وقال شاه ولي الله في (الإرشاد إلى مهمات الإسناد) -
بعد ذكر أسناده إلى المشايخ السبعة إلى زين الدين زكريا، وجلال الدين السيوطي إلى
شهاب الدين أحمد بن أبي طالب الحجار المعروف بابن شحنه، وفخر الدين أبو الحسن علي
بن أحمد بن عبد الواحد المعروف بابن البخاري، وشرف الدين عبد المؤمن بن خلف
الدمياطي - قال: وأما جامع التزمذي، فرواه ابن البخاري عن عمر بن طبرزد، أنا أبو
الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سهل الكروخي، عن أبي عامر محمود بن
القاسم الأزدي، وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر الغورجي، وأبي نصر عبد العزيز بن
أحمد الهروي الترياقي. - إلا الجزو الأخير، وهو من أول مناقب ابن عباس إلى آخر
الكتاب، فسمعه الكروخي من أبي المظفر عبيد الله بن علي بن ياسين الدهان الهروي -
قالوا جميعا: أنا أبو محمد عبد الجبار ابن محمد بن عبد الله ابن أبي الجراح الجراحي
المروزي، أنا الشيخ الثقة الأمين أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل التاجر
المحبوبي، عن الترمذي . وأما زوائد كتاب المناقب فهو من مرويات السيوطي، كما علم
من عبارة (زاد المسير) المتقدمة، وهذا الكتاب من مرويات الثعالبي. (فالزوائد) من
مرويات الثعالبي أيضا.
ص 67
وأما مسند أبي يعلى: فهو من مرويات السيوطي، والثعالبي، والكردي، والأمير،
والشوكاني، وشاه ولي الله، قال السيوطي في (زاد المسير): مسند أبي يعلى: أنبأني
به محمد بن مقبل، عن الصلاح بن أبي عمر، عن أبي الحسن بن البخاري، وأبي الفضل أحمد
بن هبة الله بن عساكر، كلاهما عن أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي، أنا تميم بن
أبي سعيد الجرجاني، أنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، أنا أبو عمرو
حمدان، أنا أبو يعلى به . وقال محمد الأمير في (رسالة الأسانيد): مسند الحافظ
أبي يعلى أحمد ابن علي التميمي الموصلي، أرويه بالسند المتقدم إلى الفخر بن
البخاري، عن أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي، حدثنا تميم بن أبي سعيد الجرجاني،
حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا
أبو يعلى . وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر): مسند أبي يعلى، أرويه بالإسناد
المتقدم إلى الفخر بن البخاري، عن أبي روح عبد العزيز بن محمد الهروي، عن تميم بن
أبي سعيد الجرجاني، عن أبي سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، عن محمد بن أحمد بن
حمدان، عن المؤلف. وقال شاه ولي الله في (الإرشاد إلى مهمات الإسناد): وأما مسند
أبي يعلى، فرواه ابن البخاري، عن أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي، أنا تميم بن
أبي سعيد الجرجاني، أنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، أنا محمد بن أحمد
بن حمدان، أنا أبو يعلى . وأما العلل: فهو من مرويات السيوطي، كما علم من عبارة
(زاد المسير) المتقدمة،
ص 68
وهذا الكتاب من مرويات الثعالبي (فالزوائد) من مرويات الثعالبي أيضا. وأما الإبانة:
فهو من مرويات السيوطي، لأنه يروي جميع تصانيف ابن بطة، كما علم سابقا من عبارة
(زاد المسير)، وهو من مرويات الثعالبي، (فالإبانة) من مرويات الثعالبي أيضا. وأما
المستدرك: فهو من مرويات السيوطي، والثعالبي، والكردي، والعجيمي، والبصري، والأمير،
والشوكاني، وشاه ولي الله. وقد تقدم عبارات الثعالبي والكردي والعجيمي والبصري،
وقال السيوطي في (زاد المسير): المستدرك للحاكم: بالإسناد السابق والمتأخر إلى
ابن المقير، عن أبي الفضل الميهني، عن أبي بكر أحمد بن علي بن خلف، عن الحاكم به
وسائر كتبه، والسند كله إجازات . وقال الأمير في (رسالة الأسانيد): المستدرك
للحاكم أبي عبد الله محمد ابن عبد الله النيسابوري - ويقال له ابن البيع، بفتح
الموحدة وكسر المثناة التحتية وتشديدها، بعدها عين مهملة -.... أرويه بالسند السابق
إلى ابن المقير، عن أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني، عن أبي بكر أحمد بن علي ابن
خلف الشيرازي، عن الحاكم، إجازة بسائر كتبه . وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر):
مستدرك الحاكم: أرويه عن شيخنا يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي، عن أبيه، عن
جده، عن الشيخ إبراهيم الكردي. ح وأرويه عن شيخنا السيد عبد القادر بن أحمد، عن
شيخه عبد الحالق بن أبي بكر المزجاجي عن محمد إبراهيم الكردي، عن أبيه. ح وأرويه عن
شيخنا السيد المذكور، عن الشيخ علاء الدين بن عبد
ص 69
الباقي، عن محمد بن علاء الدين، عن أبيه، عن إبراهيم الكردي. ح وأرويه عن شيخنا
المذكور، عن شيخه محمد حيات السندي، عن سالم بن عبد الله ابن سالم البصري، عن أبيه،
عن إبراهيم الكردي. ح وأرويه عن شيخنا السيد العلامة على بن إبراهيم بن عامر، عن
شيخه أبي الحسن السندي، عن شيخه محمد حيات السندي، عن سالم بن عبد الله البصري، عن
أبيه، عن إبراهيم الكردي. ح وأرويه عن شيخنا صديق بن علي المزجاجي، عن شيخه سليمان
ابن يحيى الأهدل، عن أحمد بن محمد الأهدل، عن أحمد بن محمد النخلي، عن إبراهيم
الكردي. وإبراهيم الكردي يرويه عن شيخه أحمد بن محمد المدني، عن الشمس الرملي، عن
الزين زكريا، عن عبد الرحيم بن محمد بن الفرات، عن محمود بن خليفة المنيحي، عن عبد
المؤمن بن خلف الدمياطي، عن علي بن الحسين بن المقير، عن أحمد بن طاهر الميهني، عن
أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، عن المؤلف . وقال شاه ولي الله في (الإرشاد): وأما
المستدرك للحاكم، فرواه الدمياطي، عن ابن المقير، عن أبي الفضل أحمد بن طاهر
الميهني، عن أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، عن الحاكم . وأما حلية
الأولياء: فهو من مرويات السيوطي، والثعالبي، والكردي، والعجيمي، والبصري، والأمير،
والشوكاني، وشاه ولي الله الدهلوي: قال السيوطي في (زاد المسير): الحلية لأبي
نعيم: أخبرني بها: هاجر بنت محمد القدسي - سماعا لبعضها وإجازة لسائرها - قالت: أنا
إبراهيم بن داود الآمدي - كذلك -، أنا إبراهيم بن علي بن يوسف الزرزائي - سماعا
عليه لجميع الكتاب - أنا الحافظ شرف الدين الدمياطي - سماعا - أنا الحافظ أبو
ص 70
الحجاج يوسف بن خليل، أنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان، أنا أبو على الحداد،
أنا أبو نعيم. ح قال الزرزائي: أخبرنا - عاليا - النجيب الحراني - سماعا - عن أبي
المكارم - إجازة به -. ح وأنبأني - عاليا، بدرجة أخرى - محمد بن مقبل، عن الصلاح،
عن ابن عمر عن الفخر بن البخاري، عن أبي المكارم به . وقال الأمير في (رسالة
الأسانيد): الحلية والمستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم أحمد بن عبد الله.... أرويه
بالسند إلى الفخر بن البخاري، عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر، عن أبي علي حسن
الحداد، عن الحافظ أبي نعيم . وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر): الحلية لأبي
نعيم: أرويها - مع سائر تصانيفه - بالإسناد المتقدم إلى الشماخي، عن علي بن محمد
حرويه الموصلي، عن مجد الدين أبي الفرج يحيى بن محمد الثقفي، عن الحسن بن علي
الحداد، عن المؤلف . وقال شاه ولي الله في (الإرشاد): وأما الحلية للحافظ أبي
نعيم فرواه ابن البخاري، عن ابن اللبان، عن الحداد عنه . وأما بهجة المجالس: فهو
من مرويات السيوطي مع سائر كتبه، فقد قال في (زاد المسير): التمهيد والإستيعاب
لابن عبد البر وسائر كتبه: أخبرتني آسية بنت جار الله بن صالح الطبري إجازة، عن
إبراهيم بن محمد بن صديق، عن أبي العباس الحجار، عن جعفر بن علي الهمداني، عن أبي
القاسم بن بشكوال، عن أبي عمران موسى بن أبي تليد، عن أبي عمر بن عبد البر، بجميع
تصانيفه سماعا لما سمع وإجازة لسائرها . وهو من مرويات الثعالبي أيضا، لما تقدم.
ص 71
وأما تاريخ بغداد: فهو من مرويات السيوطي، والثعالبي، والعجيمي، والأمير،
والشوكاني، وشاه ولي الله الدهلوي: قال السيوطي في (زاد المسير): تاريخ بغداد
للخطيب وسائر كتبه: أخبرني بها أبو الفضل المرجاني - إجازة - عن أبي الفرج الغزي،
عن يونس بن إبراهيم الدبوسي، عن أبي الحسن ابن المقير، عن الفضل بن سهل الاسفرائني،
عن الخطيب إجازة . وقال الأمير في (رسالة الأسانيد): أما تآليف الخطيب البغدادي
فمن طريق الصدفي، عن القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أحمد المحاملي، عن الخطيب
البغدادي . وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر): مؤلفات أبي بكر الخطيب، أرويها
بالإسناد المتقدم في تفسير الثعلبي إلى نفيس الدين العلوي، عن أبيه، عن محمد بن
أحمد الطبري، عن عبد الرحمن بن محمد بن علي الطبري، عن أبي الحسن بن المقير، عن
الإمام أبي المعالي الفضل بن سهل بن بشر الاسفرائني، عن المؤلف . وقال شاه ولي
الله في (الإرشاد): وأما تصانيف الخطيب، فرواها الدمياطي، عن ابن المقير، عن أبي
المعالي الفضل بن سهل الاسفرائني إجازة عن مؤلفها إجازة . وأما مصابيح السنة: فهو
من مرويات: السيوطي، والثعالبي، والكردي، والعجيمي، والبصري، والأمير، والشوكاني،
وشاه ولي الله، وقد مضت عبارات: الثعالبي، والكردي، والعجيمي، والبصري، الدالة على
ذلك. وقال السيوطي في (زاد
ص 72
المسير): معالم التنزيل، وشرح السنة، والمصابيح، وسائر تصانيف البغوي: أخبرني بها
محمد بن مقبل - إجازة - عن الصلاح بن أبي عمر - وهو آخر من روى عنه - عن الفخر
البخاري - وهو آخر من روى عنه - عن أبي المكارم فضل ابن محمد النوقاني - وهو آخر من
روى عنه - عن البغوي، وهو آخر من روى عنه . وقال محمد الأمير في (رسالة الأسانيد):
وأما تآليف البغوي: شرح السنة والمصابيح والسير وغير ذلك، فمن طريق ابن البخاري،
عن محيي السنة أبي القاسم الحسين بن مسعود الفراء . وقال الشوكاني في (إتحاف
الأكابر): المصابيح للبغوي، أرويها بالإسناد المتقدم في أول الكتاب إلى البابلي،
عن علي بن يحيى الزيادي، عن أحمد بن محمد الرملي، عن محمد بن عبد الرحمن السحاري،
عن العز عبد الرحيم بن الفرات، عن الصلاح بن أبي عمر، عن الفخر بن البخاري، عن فضل
الله بن أبي سعيد النوقاني، عن المؤلف . وقال شاه ولي الله في (الإرشاد إلى مهمات
الإسناد): وأما شرح السنة والمصابيح ومعالم التنزيل للبغوي، فرواها ابن البخاري،
عن فضل الله بن أبي سعد النوقاني، عن مؤلفها محيي السنة الحسين بن مسعود الفراء
البغوي . وأما الجمع بين الصحاح الستة: فهو من مرويات محمد الأمير، قال في
(رسالته): جامع الأصول لرزين من طريق السلفي عنه .
ص 73
وأما تاريخ دمشق: فهو من مرويات حسن العجيمي كما دريته سابقا. ومن مرويات الأمير،
ففي (رسالته): وأما تآليف ابن عساكر: الأربعين وغيرها، فبسند شيخنا السقاط
المتقدم في الصحيح للبخاري، المسلسل بالمالكية إلى أبي عبد الله الغربري، عن
المنبوذي، أبي عبد الله محمد بن عبد الملك القيسي، عن القاضي أبي بكر أحمد بن محمد
بن جزء، عن أبي محمد عبد المهيمن بن محمد الحضرمي، عن أبي اليمن ابن عساكر، عن نضر
بن شميل، عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن
عساكر الدمشقي . وأما جامع الأصول: فهو من مرويات العجيمي، والشوكاني وشاه ولي
الله الدهلوي. وقد تقدمت عبارة العجيمي، وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر): جامع
الأصول لابن الأثير، أرويه عن شيخنا السيد عبد القادر بن أحمد عن محمد حياة السندي،
عن الشيخ أبي المكارم محمد بن محمد، عن الشيخ حسن بن علي العجيمي، عن الشيخ أحمد بن
محمد العجل، عن الإمام يحيى بن مكرم الطبري، عن عز الدين بن فهد، عن القاضي عبد
الرحيم بن ناصر الدين بن الفرات، عن محمد البياني، عن الفخر علي بن أحمد البخاري،
عن المؤلف . وقال شاه ولي الله في (الإرشاد): وأما جامع الأصول، فرواه ابن
البخاري، عن مؤلفه الإمام مجد الدين ابن الأثير الجزري .
ص 74
وأما أسد الغابة: فهو من مرويات العجيمي، وقد اطلعت على عبارته فيما سبق. وأما
الرياض النضرة: فهو من مرويات العجيمي، ومحمد عابد بن علي السندي. أما عبارة الأول
فقد تقدمت سابقا، وأما السندي فقد قال في (حصر الشارد): وأما الرياض النضرة في
مناقب العشرة للمحب الطبري، فأرويه بالسند المتقدم إلى أبي إسحاق التنوخي، عن محمد
بن أحمد بن خلف، أنا المؤلف . وأما ذخائر العقبى: فهو من مرويات الشوكاني، قال في
(إتحاف الأكابر): ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى للطبري، أرويه بالإسناد
المتقدم في تفسير الثعلبي إلى الشماخي، عن المؤلف . وأما مشكاة المصابيح: فهو من
مرويات العجيمي، والبصري، والشوكاني، والسندي. وقد تقدمت عبارتا العجيمي والبصري
سابقا، وقال الشوكاني في (إتحاف الأكابر): المشكاة للتبريزي: أرويها بالإسناد
المتقدم إلى إبراهيم الكردي، عن شيخه أحمد بن محمد المدني، عن أحمد بن علي العباسي
الشناوي، عن السيد غضنفر بن جعفر النهرواني، عن محمد بن سعيد المشهور بميركلان، عن
نسيم الدين ميركشاه، عن والده عطاء الله بن عياث الدين، عن السيد عبد الله ابن عبد
الرحمن بن عبد اللطيف الشيرازي، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم الصديقي، عن علي
مباركشاه الصديقي، عن المؤلف .
ص 75
وقال السندي في (حصر الشارد): وأما مشكاة المصابيح للحافظ الخطيب ولي الدين محمد
بن علي التبريزي، فأرويه بالأسانيد المتقدمة في صحيح البخاري إلى ابن الربيع أي
الزين السرجي، أنا محمد بن محمد بن محمد الجزري، أنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن
الشيخ تقي الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن علي بن الهمام، عن والده عن المؤلف . ح
وابن الربيع يرويه أيضا عن الشمس السخاوي، أنا أبو الفتح محمد ابن أبي بكر بن
الحسين العثماني المراغي، أنا أبو محمد الحسن بن محمد الأبيوردي، أنا أبو عبد الله
أحمد بن نصر القزويني المشهور بالشيخ، عن مؤلفه. ح والسخاوي يرويه أيضا عن ابن حجر،
عن مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، عن جمال الدين حسن الأخلاطي وشمس الدين
المقدسي، كلاهما عن مؤلفه، وكذلك يرويان كلاهما عن الطيبي شرحه المشكاة أيضا. ح
وأرويه عن عمي الشيخ محمد حسين الأنصاري، عن أبيه محمد مراد ابن يعقوب الأنصاري
السندي، عن الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي، عن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر
بن عبد القادر الصديقي - نسبا، مفتي الانصاف بمكة - عن الشيخ أحمد بن علي العباسي
الشناوي ثم المدني، عن السيد غضنفر بن السيد جعفر النهرواني ثم المدني، عن الشيخ
الحرم المكي في القرن العاشر محمد سعيد المشهور بميركلان بن مولانا خواجه، عن نسيم
الدين ميركشاه، عن والده عطاء الله بن غياث الدين فضل الله بن عبد الرحمن، عن عمه
أصيل الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محيي الدين الشيرازي الحسيني،
عن عبد الرحيم بن عبد الكريم الجرمي الصديقي، عن علي بن مباركشاه الصديقي، عن مؤلفه
.
ص 76
وأما تحفة الأشراف: فهو من مرويات: الشوكاني، والسندي، قال الأول في (إتحاف
الأكابر): الأطراف للمزي، أرويها بالإسناد المتقدم قريبا إلى السخاوي، عن عبد
الرحيم بن محمد بن الفرات، عن ابن الحريري، عن عائشة بنت محمد المقدسية، عن المؤلف
. وقال السندي في (حصر الشارد): وأما تحفة الأشراف في معرفة الأطراف للحافظ
المزي، فأرويها بالسند المتقدم في البينات إلى مؤلفها أبي الحجاج المزي. ح وأرويها
بالسند المتقدم في البعث والنشور للبيهقي إلى الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن علي بن
الحق، عن مؤلفها . وأما تذكرة الحفاظ: فهو من مرويات محمد عابد السندي، قال في
(حصر الشارد): وأما تذكرة الحفاظ للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي،
فأرويها بالأسانيد المتقدمة في الاكليل إلى الشيخ عبد الله بن سالم البصري، عن
الشمس محمد بن علاء الدين البابلي، عن علي بن يحيى الزيادي، عن الشهاب أحمد بن محمد
الرملي، عن الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي، عن أبي المعالي عبد الكافي بن أحمد
الذهبي، عن أبي هريرة عبد الرحمن بن الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، عن أبيه
المؤلف . وأما لسان الميزان: فهو من مرويات: الشوكاني، والسندي. قال الشوكاني في
(إتحاف الأكابر): لسان الميزان لابن حجر: أرويه بالإسناد المتقدم إليه في بلوغ
المرام
ص 77
له . وقال السندي في (حصر الشارد) أما لسان الميزان للحافظ ابن حجر فأرويه
بالسند المتقدم إلى مؤلفه . وأما جمع الجوامع: فهو من مرويات: الأمير، والشوكاني.
قال الأمير في (رسالته): الجامع الكبير والصغير للحافظ جلال الدين عبد الرحمن
السيوطي - وبقية مؤلفاته - عن شيخنا الصعيدي بالسند السابق، إلى السنهوري، عن الشمس
العلقمي، عن المؤلف . وقال الشوكاني (إتحاف الأكابر): الجامع الكبير والجامع
الصغير للسيوطي: أرويها بالإسناد المتقدم في غير موضع إلى البابلي، عن علي بن يحيى
الزيادي، عن يوسف بن عبد الله الأرميوني، عن المؤلف . وأما المنح المكية: فهو من
مرويات العجيمي - كما عرفته آنفا -، والأمير إذ قال في (رسالته): أما تآليف أحمد
بن محمد بن حجر الهيتمي - بالمثناة الفوقية، نسبة إلى هيتم من قرى مصر - فعن
الجعفي، عن البديري، عن الشهاب أحمد بن عبد اللطيف البشيشي، عن العلامة محمد
البابلي، عن الشيخ أحمد السنهوري، عن مؤلفها . وأما كنز العمال: فهو من مرويات
العجيمي، وقد دريته أيضا فيما مضى. فظهر أن هذا الحديث مروي في جلائل المصنفات التي
رواها العلماء الكبار، وحدث بها الأساطين الأحبار، ومن الواضح أن الرواية لكل ما في
ص 78
الكتاب يستلزم رواية جزئه بلا ارتياب. فثبت أن كل شيخ وقع في سلسلة رواية هذه الكتب
والأسفار راو لحديث الطير بلا احتجاب ولا استتار، والله الحمد أولا وآخرا.
ص 79
الفائدة السادسة في ذكر رواة الحديث من التابعين
لقد روى حديث الطير جماعة كبيرة من
التابعين، فمنهم: 1 - أبو سعد أبان بن تغلب الكوفي. 2 - أبو إسماعيل أبان بن أبي
عياش البصري. 3 - أبو إسحاق إبراهيم بن مهاجر البجلي. 4 - أبو هدبة إبراهيم بن
هدبة. 5 - أبو يحيى إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة المدني الأنصاري. 6 - إسماعيل بن
سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التميمي الكوفي. 7 - إسماعيل بن سليمان التيمي. 8 -
إسماعيل بن عبد الله بن جفر بن أبي طالب الهاشمي. 9 - إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي
كريمة السدي. 10 - إسماعيل بن وردان. 11 - بريدة بن سفيان الأسلمي. 12 - برذعة بن
عبد الرحمن البناني. 13 - أبو الحسن بسام بن عبد الله الصيرفي الكوفي. 14 - أبو
محمد ثابت بن أسلم البناني البصري. 15 - ثابت البلخي. 16 - ثمامة بن عبد الهل بن
أنس بن مالك الأنصاري البصري. 17 - جعفر بن سليمان الضبعي. 18 - الحرث بن مجد.
ص 80
19 - الحسن بن أبي حسن البصري. 20 - حسن بن الحكم البجلي. 21 - أبو عبيدة حميد بن
أبي حميد الطويل الخزاعي البصري. 22 - أبو عصام خالد بن عبيد العتكي البصري. 23 -
دينار الذي روى عن أنس. 24 - أبو عبد الله زبير بن عدي الهمداني اليامي الكوفي. 25
- زياد بن ثروان. 26 - زياد بن محمد الثقفي. 27 - أبو النصر سالم بن أبي أمية مولى
عمر بن عبيد الله التيمي المدني. 28 - سعيد بن المسيب القرشي المخزومي. 29 - سعيد
بن المسيرة البكري. 30 - سليمان بن الحجاج الطائفي. 31 - أبو المعتمر سليمان بن
مهران الأسدي الكاهلي الأعمش. 32 - سليمان بن عامر بن عبد الله بن عباس. 33 - أبو
محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي الأعمش. 34 - شقيق بن أبي عبد الله الكوفي. 35
- أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي. 36 - عباد بن عبد الصمد. 37 - عبد الأعلى بن
عامر الثعلبي الكوفي. 38 - عبد الله بن مالك الأنصاري البصري. 39 - عبد الله بن
سليمان، الذي يروي عن أنس. 40 - عبد الله القشيري، الذي يروي عنه أيضا. 41 - عبد
الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي. 42 - عبد العزيز بن زياد.
ص 81
43 - عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة العرزمي. 44 - عبد الملك بن عمير بن سويد
اللخمي الكوفي. 45 - عثمان الطويل. 46 - عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي المكي. 47 -
عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي. 48 - علي بن أبي رافع، الذي روى عن أنس. 49 -
علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. 50 - أبو معاوية عمار بن معاوية الدهني البجلي
الكوفي. 51 - عمر بن أبي حفص الثقفي. 52 - عمر بن يعلى بن مرة الثقفي الكوفي. 53 -
عمر بن سليم البجلي. 54 - أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي. 55 - عمران
بن مسلم الطائي. 56 - عمران بن هيثم، الراوي عن أنس. 57 - أبو بكر عيسى بن طهمان
الجشمي البصري. 58 - أبو الفضل فضيل بن غزوان بن جرير الضبي. 59 - أبو الخطاب قتادة
بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري. 60 - كلثوم بن جبر البصري. 61 - محمد بن جحادة
الكوفي. 62 - محمد بن خالد المنتصر الثقفي. 63 - محمد بن سليم، الرواي عن أنس. 64 -
أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري المدني. 65 - الإمام الهمام أبو
جعفر محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي عليه السلام.
ص 82
66 - محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني. 67 - محمد بن مالك الثقفي. 68 -
أبو بكر محمد بن مسلم القرشي الزهري. 69 - أبو حسان مسلم بن عبد الهل الأحرد الأعرج
البصري. 70 - أبو عبد الله مسلم بن كيسان الملائي البراد الأعور. 71 - مصعب بن
سليمان بن الأنصاري. 72 - أبو الرجا مطرب بن طهمان الوراق السلمي الخراساني. 73 -
مطير بن أبي خالد، الراوي عن أنس. 74 - أبو موسى عن عبد الله الجهني الكوفي. 75 -
ميمون بن جابر السلمي. 76 - أبو أيوب ميمون بن مهران الجزري الكوفي. 77 - أبو خلف
ميمون، الذي روى عن أنس. 78 - أبو عبد الله نافع المدني، مولى ابن عمر. 79 - هلال
بن سويد، الراوي عنه. 80 - أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني. 81 - أبو
داود يحيى بن هاني بن عروة المرادي الكوفي. 82 - أبو المهزم يزيد بن سفيان التميمي
البصري. 83 - يعلى بن مرة الكوفي. 84 - يغنم بن سالم بن قنبر، الراوي عن أنس. 85 -
أبو شيبة يوسف بن إبراهيم التميمي الواسطي. 86 - أبو الجارود بن طارق. 87 - أبو
جعفر السباك. 88 - أبو حذيفة العقيلي. 89 - أبو حمزة الواسطي.
ص 83
90 - أبو داود السبيعي. 91 - أبو الهندي. ذكر مواضع روايات هؤلاء وفيما يلي نذكر
بعض من أخرج أو أثبت رواية كل واحد من هؤلاء التابعين: حديث أبان بن تغلب: الحاكم،
الكنجي. حديث أبان بن أبي عياش: الحاكم، الكنجي. حديث إبراهيم بن مهاجر: الحاكم،
الكنجي. حديث ابن هدبة: الحاكم، الكنجي. حديث إسحاق بن عبد الله: الحاكم، أبو نعيم،
ابن المغازلي. الكنجي. حديث الأزرق: أبو حاتم، البيهقي، الحاكم، ابن المغازلي،
العاصمي، الخوارزمي، الكنجي. حديث إسماعيل التيمي: الحاكم، الكنجي. حديث إسماعيل بن
عبد الله: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي، محمد الأمير اليماني. حديث السدي:
الترمذي، النسائي، أبو يعلى، الحاكم، ابن المغازلي، أبو المظفر السمعاني، البغوي،
رزين، الخوارزمي، ابن الأثير، سبط ابن الجوزي، الكنجي، الخطيب التبريزي، المزي،
البلخي القندوزي. حديث ابن وردان: الحاكم، الكنجي. حديث بريدة بن سفيان: المحاملي،
ابن المغازلي، الكنجي. حديث بسام الصيرفي: الحاكم، الكنجي. حديث ثابت بن أسلم:
الحاكم، الكنجي.
ص 84
حديث ثابت البلخي: الحمويني. حديث ثمامة: الحاكم، الكنجي. حديث جعفر بن سليمان:
الحاكم، الكنجي. حديث الحرث بن محمد: الخوارزمي أخطب خطباء خوارزم. حديث الحسن
البصري: الحاكم، ابن الأثير، الكنجي. حديث الحسن بن حكم: الحاكم، ابن مردويه،
الكنجي. حديث حميد الطويل: ابن السقا، الحاكم، أحمد بن المظفر، ابن المغازلي، ابن
الأثير، الكنجي. حديث خالد بن عبيد: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي. حديث دينار: ابن
عساكر، ابن النجار، السيوطي، المتقي، الوصابي، الأمير. حديث الزبير بن عدي: الحاكم،
ابن المغازلي، الكنجي، الحمويني. حديث زياد بن ثروان: الحاكم، الكنجي. حديث زياد
الثقفي: الحاكم، الكنجي. حديث سلام بن أبي أمية: أحمد بن سعيد الجدي. حديث سعيد بن
المسيب: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي، الأمير، البلخي. حديث سعيد بن ميسرة:
الحاكم، الكنجي. حديث سليمان الطائفي: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي، الأمير، حديث
سليمان التيمي: الحاكم، الكنجي. حديث سليمان بن عامر: الحاكم، الكنجي. حديث سليمان
الأعمش: الحاكم، الكنجي. حديث شقيق: الحاكم، الكنجي. حديث عامر الشعبي: الحاكم،
الكنجي.
ص 85
حديث عباد بن عبد الصمد: الحاكم، الكنجي. حديث عبد الأعلى الثعلبي: الحاكم، الكنجي.
حديث عبد الله بن أنس: أبو يعلى، الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي. حديث عبد الله بن
سليمان: ابن المغازلي. حديث عبد الله القشيري: ابن عساكر، السيوطي، المتقي،
الوصابي، الأمير. حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى: أبو نعيم الإصبهاني. حديث عبد
العزيز بن زياد: الحاكم، الكنجي. حديث عبد الملك بن أبي سليمان: ابن أبي حاتم،
الدارقطني، الحاكم، ابن بشران النحوي، ابن المغازلي، الكنجي، ابن حجر العسقلاني.
حديث عبد الملك بن عمير: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي، الحمويني. حديث عثمان
الطويل: ابن المغازلي، الكنجي. حديث عطاء بن أبي رياح: الدارقطني، الخطيب، العقيلي،
ابن حجر العسقلاني. حديث عطية العوفي: الحاكم، الكنجي. حديث علي بن أبي رافع:
الحاكم، الكنجي. حديث علي بن عبد الله بن العباس: يحيى بن محمد بن صاعد، الخوارزمي،
البلخي. حديث عمار الدهني: الحاكم، الكنجي. حديث عمر الثقفي: الحاكم، الكنجي. حديث
عمر بن يعلى: الحاكم، الكنجي. حديث عمر البجلي: الحاكم، الكنجي. حديث أبي إسحاق
السبيعي: ابن المغازلي.
ص 86
حديث عمران الطائي: الحاكم، أبو المظفر السمعاني، الكنجي. حديث عمران بن هيثم:
الحاكم، الكنجي. حديث عيسى الجشمي: الحاكم، الكنجي. حديث قتادة السدوسي: الحاكم،
ابن المغازلي، الكنجي. حديث كلثوم بن جبر: الحاكم الكنجي. حديث محمد بن جحادة:
الحاكم، الكنجي. حديث محمد بن خالد: الحاكم، الكنجي. حديث أبي الرجال الأنصاري:
الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي. حديث الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام:
الحاكم، ابن مردويه، الكنجي. حديث محمد بن عمرو: الحاكم، الكنجي. حديث محمد بن
مالك: الحاكم، الكنجي. حديث محمد بن مسلم الزهري: الحاكم، ابن المغازلي، ابن
النجار، الكنجي، السيوطي، المتقي. حديث مسلم بن عبد الله: ابن مردويه، ابن
المغازلي. حديث مسلم بن كيسان: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي. حديث مصعب بن سليمان:
الحاكم، الكنجي. حديث أبي الرجا مطر بن طهمان: الحاكم، ابن النجار، الكنجي. حديث
مطير بن أبي خالد: الحاكم، الكنجي. حديث موسى بن عبد الله: الحاكم، الكنجي. حديث
ميمون بن جابر: الحاكم، الكنجي. حديث ميمون بن مهران: الحاكم، الكنجي. حديث أبي خلف
ميمون: الحاكم، الكنجي.
ص 87
حديث نافع مولى ابن عمر: ابن بشران، ابن المغازلي، الكنجي. حديث هلال بن سويد:
الحاكم، الكنجي. حديث يحيى بن سعيد: الحاكم، الكنجي. حديث يحيى بن هاني: الحاكم،
الكنجي. حديث يزيد بن سفيان: الحاكم، الكنجي. حديث يعلى بن مرة: الحاكم، الخطيب،
الكنجي. حديث يغنم بن سالم: ابن شاهين، الحاكم، ابن المغازلي، ابن الأثير، الكنجي،
الأمير. حديث يوسف بن إبراهيم: الحاكم، ابن المغازلي، الكنجي. حديث أبي الجارود:
ابن المغازلي. حديث أبي جعفر الشباك: ابن المغازلي. حديث أبي حذيفة العقيلي:
الحاكم، الكنجي. حديث أبي حمزة الواسطي: الحاكم، الكنجي. حديث أبي الهندي: الحاكم،
ابن المغازلي، ابن الأثير، الكنجي، الأمير. فضائل التابعين هذا، وغير خاف على أهل
العلم أن أهل السنة يعتبرون التابعين خير الناس بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وأن قرنهم خير القرون بعد قرنهم، فهم موصوفون عندهم بالصدق والورع
والعدالة، ويروون في حقهم الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال أبو
حاتم محمد ابن حبان البستي في أول كتاب التابعين:
ص 88
أنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن
إبراهيم، عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير أمتي
القرن الذي أنا فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم يسبق شهادة
أحدهم يمينه ويمينه شهادته. قال: خير الناس قرنا بعد الصحابة من شافه أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وحفظ عنهم الدين والسنن (1). وقال في أول كتاب أتباع
التابعين: حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بالموصل، حدثنا إبراهيم بن
الحجاج الشامي، قال سمعت أبان بن يزيد يحدث عن أبي حمزة، عن زهدم الجرمي، عن عمران
بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين
يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويحلفون ولا يستحلفون،
ويخونون ولا يؤتمنون، ويفشو فيهم السمن (2). وقال في أول الثقات: فأول ما أبدأ
في كتابنا هذا ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومولده ومبعثه وهجرته، إلى أن قبضه
الله تعالى إلى جنته، ثم نذكر بعده الخلفاء الراشدين المهذبين بأيامهم، إلى أن قتل
علي رحمة الله عليه، ثم نذكر صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحدا واحدا، إذ هم
خير الناس قرنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نذكر بعدهم التابعين الذين
شافهوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقاليم كلها على المعجم، إذ هم خير
الناس قرنا بعد الصحابة، ثم نذكر القرن الثالث الذين رأوا التابعين، فأذكرهم على
نحو ما ذكرنا الطبقتين الأوليين ثم نذكر القرن
(هامش)
(1) الثقات 4 / 2. (2) الثقات 6 / 1. (*)
ص 89
الرابع الذين هم أتباع على سبيل من قبلهم، وهذا القرن ينتهي إلى زماننا هذا (1).
وقد صنف الحافظ السيوطي رسالة في فضل القرون الثلاثة - أعني الصحابة والتابعين
وأتباع التابعين - وقد جاء فيها: قد أجمعت الأمة على أن القرون الثلاثة الأول هي
الفاضلة ; وجعلوا لها مزية على ما بعدها، وأجمعوا على أن قرن الصحابة أفضل، ثم قرن
التابعين، ثم قرن أتباع التابعين، وذكروا في مناقب الإمام أبي حنيفة هذا الحديث
بيانا لفضيلته التي امتاز بها على سائر الأمة، وهي أنه رأى من رأى النبي صلى الله
عليه وسلم . وقال عبد العزيز بن أحمد البخاري - بعد ذكر إجماع الصحابة على قبول
الخبر المرسل -: فإن قيل: نحن نسلم ذلك في الصحابة ونقبل مراسيلهم، لثبوت عدالتهم
قطعا بالنصوص، وإن الكلام فيمن بعدهم. قلنا: لا فرق بين صحابي يرسل وتابعي يرسل،
لأن عدالتهم تثبت بشهادة الرسول أيا، خصوصا إذا كان إرسال من وجوه التابعين مثل:
عطاء بن أبي رباح من أهل مكة، وسعيد بن المسيب من أهل المدينة، وبعض الفقهاء
السبعة، ومثل الشعبي والنخعي من أهل الكوفة، وأبي العالية والحسن من أهل البصرة،
ومكحول من أهل الشام. فإنهم كانوا يرسلون ولا يظن بهم إلا الصدق (2). وقد نص
(الدهلوي) على ثبوت صدق وصلاح الصحابة والتابعين حسب قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
خير القرون قرني ثم الذين يلونهم. والخلاصة: إن احتمال صدور الكذب من هذه الجماعة
على أصول
(هامش)
(1) الثقات 8 / 1. (2) كشف الأسرار في شرح الأصول 3 / 11. (*)
ص 90
أهل السنة محض المجون وعين الخلاعة، لأنهم خير القرون بعد قرن الصحابة بنص الرسول
عليه وآله الصلاة والسلام، وإجماع العلماء الأعلام...
ص 91
الفائدة السابعة في ذكر رواة الحديث من الصحابة
لقد روى جماعة من الأصحاب حديث
الطير عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أولهم وأفضلهم: أمير المؤمنين عليه
الصلاة والسلام ويوجد الحديث عنه عند: ابن عقدة، والحاكم، وابن مردويه، وابن
المغازلي، والخوارزمي، والكنجي الشافعي. الثاني: عبد الله بن عباس، وحديثه عند:
يحيى بن محمد بن صاعد، والخوارزمي، والكنجي، والبلخي القندوزي. الثالث: أبو سعيد
الخدري، وحديثه عند: الحاكم، والكنجي. الرابع: سفينة، وحديثه عند: أحمد، وبعد الله
بن أحمد، والبغوي، والمحاملي، والحاكم، وابن المغازلي، وسبط ابن الجوزي، والكنجي *
والمحب الطبري، والحمويني، ومحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني. الخامس: أبو الطفيل
عامر بن واثلة، وحديثه عند: ابن عقدة، والحاكم، وابن مردويه، وابن المغازلي،
والخوارزمي، والكنجي. السادس: أنس بن مالك، وحديثه عند:
ص 92
أبي حنيفة، والترمذي، وأبي حاتم، والبراز، والنسائي، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم،
وأحمد بن سعيد الجدي، والطبري، وأبي الليث، وابن شاهين، وأبي الحسن السكري الحربي،
والحاكم، وابن مردويه، وأبي نعيم، وأحمد ابن المظفر، والبيهقي، وابن بشران،
والخطيب، وابن المغازلي، وأبي المظفر السمعاني، والبغوي ورزين، والخوارزمي، وابن
عساكر، وأبي السعادات ابن الأثير، وأبي الحسن بن الأثير، وابن النجار، وسبط ابن
الجوزي، والكنجي، والمحب الطبري، والحمويني، والخطيب التبريزي، والمزي، والزرندي،
وشهاب الدين أحمد، والدولت آبادي، وابن حجر العسقلاني، وابن الصباغ، والميبدي،
المطيري، والخافي، والصفوري، والسيوطي، وابن حجر المكي، والمتقي، والميرزا مخدوم،
والوصابي، والجمال المحدث، ومحمد المصري، والسهارنفوري، والبدخشاني، ومحمد صدر
العالم، وشاه ولي الله، والأمير الصنعاني، والمولوي ولي الله الكهنوي، والمولوي حسن
علي المحدث، ونور الدين السليماني، والمولوي ولي الله الكهنوي، والبلخي القندوزي.
السابع، سعد بن أبي وقاص، وحديثه عند: أبي نعيم الإصبهاني. الثامن عمرو بن العاص،
ذكر حديث الطير في كتاب له إلى معاوية، رواه الخوارزمي. التاسع: أبو مرازم يعلى بن
مرة، وحديثه عند: أبي عبد الله الكنجي الشافعي. هذا، ومن المعلوم أن أهل السنة
يذهبون إلى عدالة جميع الصحابة، ويستدلون لذلك بآيات من الكتاب العزيز، وبأحاديث عن
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن شاء الوقوف على طرف من فضائل هؤلاء
الأصحاب فليراجع كتب هذا الشأن، مثل (الإستيعاب) و(أسد الغابة) والإصابة) وغيرها.
ص 93
أما مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بالخصوص ف (لو أن الفياض أقلام، والبحر
مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، لما أحصوا فضائله كما في الحديث الشريف المتفق
عليه بن الفريقين. تكميل وتذييل وسيأتي في ما بعد - إن شاء الله تعالى - حديث
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام في الشورى، حيث احتج بجملة من فضائله وذكر منها
حديث الطير مخاطبا عثمان، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير،
وقد سلم جميعهم بتلك الفضائل كلها. وتسليم هؤلاء - ولو لم يكونوا رواة لحديث الطير
ما عدا سعد لما تقدم - يكفي دليلا لصحة احتجاج الإمامية بحديث الطير، فالحمد لله
على ذلك. تنبيه: لم يذكر السيد قدس سره من الصحابة: 1 - جابر بن عبد الله الأنصاري،
وحديثه عند: ابن عساكر، ابن كثير. 2 - أبو رافع، وحديثه عنه: ابن كثير. 3 - حبشي بن
جنادة، وحديثه عند: ابن كثير. وقد أشرنا إلى روايتهم في مقدمة الكتاب، وستعرف
بالتفصيل في غضون الكتاب. * * *
ص 94
الفائدة الثامنة في ذكر وجوه صحة هذا الحديث
إن حديث الطير صحيح ثابت لوجوه: 1 -
عدالة رواته إن حديث الطير صحيح باعتبار رجال جملة من طرقه، كما سيتضح ذلك كل
الوضوح لدى ترجمة رجاله وتعديلهم، على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل من أهل
السنة. 2 - تصحيح جماعة إياه لقد نص جماعة من أعلام المحدثين وعلماء أهل السنة على
صحة حديث الطير، وهم: 1 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، وهو من
أشهر نقاد الحديث المرجوع إليهم في معرفته ولذا لقب بالحاكم. 2 - قاضي القضاة عبد
الجبار بن أحمد المعتزلي. 3 - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي. 4 - شهاب الدين بن
شمس الدين الزاولي الدولت آبادي. 5 - علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي. 6 -
عبد الله بن محمد المطيري. وممن صرح بصحته أيضا: إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن
حماد ابن زيد، فإنه قد اعترف بصحته لدى مناظرته مع المأمون العباسي، كما ستسمعه إن
شاء الله تعالى.
ص 95
وحيث أن الحاضرين في مجلس المناطرة سلموا بإقرار إسحاق بن إبراهيم بصحة الحديث، وقد
كانوا ثلاثين رجلا من كبار الفقهاء ومشاهير العلماء مع قاضي القضاء يحيى بن أكثم...
فإن تسليمهم بذلك يعتبر قبولا لصحة الحديث، ودليلا على اعتقادهم بثبوته... بناء على
ما ذكره (الدهلوي) - في مواضع من كتابه، وتبعه تلميذه (الرشيد) - من أن السكوت دليل
التسليم والقبول... بل قال يحيى بن أكثم في نهاية البحث مخاطبا المأمون: يا أمير
المؤمنين، قد أوضحت الحق لمن أراد الله به الخير، وأثبت ما لا يقدر أحد أن يدفعه
وهذا يقتضي اعترافه بصحة حديث الطير سندا، وأنه يدل على مطلوب أهل الحق ولا يقدر
أحد أن يدفعه لأنه من جملة ما أثبته المأمون في بحثه، وأوضح به الحق لمن أراد الله
به خيرا. وكيف يظن بهؤلاء جميعا أنهم صححوا ما ليس بصحيح، أو صرحوا بصحة الباطل
أكمل التصريح؟! 3 - الحسن كالصحيح بل قسم منه إنه وإن أبى بعض علمائهم كالعسقلاني
وابن حجر المكي التنصيص على صحة حديث الطير، لكنهم ذهبوا إلى حسنه وصرحوا بذلك كما
ستدري عن كثب إن شاء الله... ومن المعلوم أن الحديث الحسن يحتج به كالصحيح، بل ذهب
بعض العلماء إلى أنه قسم من الصحيح، وعليه، فإن القول بحسن حديث الطير يؤيد ما يذهب
إليه أهل الحق من القول بصحته، وهو المطلوب. 4 - القول بمضمون الحديث يقتضي صحته
لقد احتج المأمون العباسي بحديث الطير كما سيأتي، وهكذا الشيخ أبو
ص 96
عبد الله - كما ذكر القاضي عبد الجبار - على أفضلية أمير المؤمنين عليه الصلاة
والسلام. وهذا بنفسه يقتضي اعتقادهما بصحة هذا الحديث الشريف كما هو واضح، ومن هنا
قال السيوطي في رسالته في فضل القرون الثلاثة الأولى - بعد كلام له -: ويضاف إلى
ذلك ما قاله جمع من العلماء أن مما يقتضي صحة الحديث قول أهل العلم بمقتضاه . فظهر
أن المأمون والشيخ أبو عبد الله يعتقدان صحة حديث الطير. 5 - عقد الحديث في الشعر
يدل على اشتهاره وصحته إن عقد حديث من الأحاديث في الشعر يدل على ثبوته وشهرته في
الصدر الأول، لقول السيوطي في خطبة كتاب له في هذا الشأن: هذا جزء جمعت فيه
الأشعار التي عقد فيها شيء من الأحاديث والآثار، سميته بالأزهار، وله فوائد: منها:
الاستدلال به على شهرة الحديث في الصدر الأول وصحته، وقد وقع ذلك لجماعة من
المحدثين (1). ولقد عقد أبو القاسم إسماعيل بن عباد المعروف بالصاحب، حديث الطير،
في أشعار عديدة له، نقلها المحققون الكبار، كالخطيب الخوارزمي والحافظ الكنجي
الشافعي، وهكذا عقده الخوارزمي في قصيدته البائية، والإمام المنصور بالله، ومحمد بن
إسماعيل الأمير في (التحفة العلوية) (2). وهذا أيضا من الأدلة على شهرة حديث الطير
في الصدر الأول وصحته...
(هامش)
(2) وراجع أيضا: ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق. 2 / 155 - 158. الهامش. (*)
ص 97
الفائدة التاسعة في ذكر وجوه اشتهار الحديث وتواتره
بل إن حديث الطير يعد من
الأحاديث المتواترة، حسب كلمات كبار أساطين علماء أهل السنة، ونحن نذكر ذلك في
وجوه: 1 - كلام ابن حجر المكي في مسألة صلاة أبي بكر قال ابن حجر المكي بعد الحديث
الموضوع: (مروا أبا بكر فليصل بالناس) قال: واعلم أن هذا الحديث متواتر، فإنه ورد
من حديث: عائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن زمعة، وأبي سعيد،
وعلي ابن أبي طالب، وحفصة (1). وإذا كان ابن حجر يدعي تواتر هذا الحديث الموضوع
بزعم وروده من ثمانية من الصحابة، فإن حديث الطير الذي رواه أحد عشر منهم -
بالاضافة إلى سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام - يكون متواترا بالأولوية، هذا، بغض
النظر عن تسليم عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير يوم الشورى، وأما معه فيكون
تواتر أكثر وآكد. 2 - كلام ابن حزم في مسألة بيع الماء وقال ابن حزم في (المحلى) في
مسألة عدم جواز بيع الماء - بعد إيراد أحاديث المنع عن أربعة من الأصحاب -:
فهؤلاء أربعة من الصحابة رضي
(هامش)
(1) الصواعق المحرقة: 13. (*)
ص 98
الله عنهم، فهو نقل تواتر لا تحل مخالفته . فابن حزم يرى بلوغ الخبر حد التواتر
بنقل أربعة من الصحابة، وقد علمت أن حديث الطير ورد عن اثني عشر من الصحابة، فهو
نقل متواتر قطعا. توفر شروط التواتر فيه لقد روى الجم الغفير والجمع الكثير ن أعيان
أهل السنة ومشاهير الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم وغيرهم، من العلماء
المتقدمين المتأخرين من الصدر الأول إلى هذا الحين، حديث الطير، وهو نقل تواتر
قطعا، لأن رواته مستندون فيه إلى الحس، وقد لغت كثرتهم حدا يمنع تواطئهم على الكذب،
وبلغت طبقاتهم في الأول والآخر والوسط عدد التواتر، وهذه هي الشروط التي يعتبرها
أرباب الأصول في التواتر، قال عضد الدين الإيجي: قد ذكر في التواتر شروط صحيحة
وشروط فاسدة، أما الشروط الصحيحة فثلاثة، كلها في المخبرين: أحدها - تعددهم تعددا
يبلغ في الكثرة إلى أن يمنع الاتفاق بينهم والتواطؤ على الكذب عادة. ثانيها - كونهم
مستندين لذلك الخبر إلى الحس فإنه في مثل حدوث العالم لا يفيد قطعا. ثالثها -
استواء الطرفين والواسطة، أعني بلوغ جميع طبقات المخبرين في الأول والآخر والوسط،
بالغا ما بلغ عدد التواتر (1). ولا يخفى، أنه لا يشترط في حصول التواتر عدالة
الرواة بل لا يشترط الإسلام، فلو كان جميع هؤلاء الرواة غير عدول بل غير مسلمين
لحصل المطلوب، فكيف وكلهم من عدول رجال القوم!! أمام عدم اشتراط ذلك فقد قال
الإيجي: ما ذكرناه هي الشروط المتفق عليها في التواتر، أما المختلف فيه فقال قوم:
يشترط الإسلام والعدالة كما في
(هامش)
(1) شرح مختصر الأصول 2 / 53. (*)
ص 99
الشهادة، وإلا أفاد إخبار النصارى بقتل المسيح العلم به وإنه باطل. والجواب: منع
حصول شرائط التواتر لاختلال في الأصل والوسط، أي قصور الناقلين عن عدد التواتر في
المرتبة الأولى، أو في شيء مما بينهم وبين الناقلين إلينا. من عدد التواتر، ولذلك
يعلم أن أهل قسطنطينية لو أخبروا بقتل ملكهم حصل العلم به (1). إشكال ورد ولو قال
مشكك أو متعصب بأنه لو كان هذا الحديث متواترا لصرح بذلك بعض العلماء في الأقل، وإذ
ليس فليس. فجوابه من وجوه: الأول: إنه شهادة على النفي، وهي غير مقبولة كما عليه
المحققون. والثاني: إن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود. والثالث: سلمنا عدم
تنصيص أحد منهم بتواتره، لكن لا غرابة في ذلك من علماء أهل السنة، لأنهم طالما
حاولوا كتم فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وسعوا في طمس مناقبه، فلم تسمح لهم
أنفسهم بروايتها فكيف بالاعتراف بتواترها!! والرابع: ولو سلمنا وجود من ينصف فيهم
لكن لعلهم لم يصرحوا بتواتره لغفلتهم عن طرقه، إلا أن عدم علم أحد به لا يمنع من
حصول العلم به لغيره. قال القاضي عياض: ولا يبعد أن يحصل العالم بالتواتر عند
واحد ولا يحصل عند آخر، فإن أكثر الناس يعلمون بالخبر كون بغداد موجودة، وأنها
مدينة عظيمة ودار الإمامة والخلافة، وآحاد من الناس لا يعلمون اسمها فضلا عن وصفها،
وهكذا يعلم الفقهاء من أصحاب مالك بالضرورة وتواتر النقل عنه أن مذهبه
(هامش)
(1) شرح مختصر الأصول 2 / 55.
ص 100
إيجاب قرائة أم القرآن في الصلاة للمنفرد والإمام، وإجزاء النية في أول ليلة من
رمضان عن ما سواه، وأن الشافعي يرى تجديد النية كل ليلة، والاقتصار في المسح على
بعض الرأس، وإن مذهبهما القصاص في القتل بالمحدد وغيره، وإيجاب النية في الوضوء،
واشتراط الولي في النكاح، وإن أبا حنيفة - رضي الله عنه - يخلفهما في هذه المسائل،
وغيرهم ممن لا يشتغل بمذاهبهم ولا روى أقوالهم لا يعرف هذا من مذاهبهم، فضلا عمن
سواهم (1). والخامس: ولو فرض أن متعصبا أنكر تواتر حديث الطير، فإنه لا يصغى إلى
كلامه ألبتة، فكيف يوجب عدم تصريح واحد منهم بتواتره - مع قيام الأدلة - القاهرة
والبراهين الباهرة على تواتره - خللا في ذلك؟!! إلا أن الحليمي وأتباعه - كوالد
(الدهلوي) - أنكروا خبر انشقاق القمر فضلا عن تواتره، لكن المحققين لم يعبأوا بذلك،
ولم يشكو في تواتر ذاك الحديث وثبوته، قال القاضي عياض فيه ما نصه: وأنا أقول
صدعا بالحق: إن كثيرا من هذه الآيات المأثورة عنه عليه السلام معلومة بالقطع. أما
انشقاق القمر فالقرآن نص بوقوعه وأخبر عن وجوده، ولا يعدل عن ظاهره إلا بدليل، وجاء
برفع احتماله صحيح الأخبار من طرق كثيرة، فلا يوهن عزمنا خلاف أخرق منحل عرى الدين،
ولا يلتفت إلى سخافة مبتدع يلقي الشك على قلوب ضعفاء المؤمنين، بل يرغم بهذا أنفه
وينبذ بالعراء سخفه (2).
(هامش)
(1) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 471 بشرح الخفاجي. (2) الشفا بتعريف حقوق
المصطفى 2 / 464. (*)
ص 101
الفائدة العاشرة في ذكر الوجوه المفيدة للقطع بصدوره
بل إن حديث الطير حديث مقطوع
بصدوره من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للوجوه المتينة التالية: 1 - رواية
الفريقين بالطرق المتضافرة يكفي لحصول القطع بصدور هذا الحديث أثبات أركان الفريقين
- من السابقين واللاحقين - إياه بالطرق الكثيرة والأسانيد المتضافرة، خلفا عن سلف،
عن الصحابة عن رسول الله صلى عليه وآله وسلم... ولا يقدح في ذلك قدح شرذمة قليلد من
أهل العناد والعصبية والهوى... كما هو واضح. 2 - وجوب الأخذ بالمتفق عليه إنه لو
فرضنا وقوع الخلاف بين أهل السنة في هذا الحديث، لكن كونه موضع الوفاق بين أهل الحق
يقتضي أن يكون ثبوته متفقا عليه بين المسلمين، لما ذكره (الدهلوي) في الجواب عن
الأدلة القلية التي يذكرها الإمامية لإمامة أمير المؤمنين عليه السلام، حيث قال:
الدليل الرابع: إن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - كان يتظلم دائما ويشكو الخلفاء
الثلاثة، ويصرح بأنه مظلوم ومقهور، وما ذلك إلا لغصب الإمامة عنه، فيكون الإمامة
حقه دون غيره، لأنه صادق بالاجماع. والجواب عنه: المنع من صحة تلك الروايات، إذ لم
يرد عند أهل السنة
ص 102
شيء منها، بل الروايات في الموافقة والنصح والثناء عليهم والدعاء لهم وإعانتهم
متواترة لدى أهل السنة. أما روايات الإمامية فمختلفة، فأكثرها موافقة لروايات أهل
السنة، فإنها تدل على موافقته للخلفاء ونصحه لهم وإشارته عليهم ما داموا أحياء، كما
في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما عن نهج البلاغة، وكذا بعد موتهم فإنه كان
يثني عليهم، ويمدح أعمالهم، ويشهد لهم بالخير والنجاة كما عن نهج البلاغة من قوله:
لله بلاد أبي بكر، إلى آخر الخطبة. فأخذ أهل السنة المتفق عليه وطرحوا المختلف فيه
الذي انفرد به الشيعة - وحال رواتهم معلوم - وكل عاقل يأخذ بالمتفق عليه ويترك
المختلف فيه (1). وعلى ضوء هذا الكلام نقول بوجوب الأخذ بحديث الطير، لأنه المتفق
عليه بين الشيعة وأهل السنة، حتى لو كان المخالفون من أهل السنة يعادلون الموافقين
للشيعة في العدد، كما يفهم من كلام (الدهلوي) المذكور. 3 - رواية أمير المؤمنين
عليه السلام لقد ورد حديث الطير من حديث سيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام -
كما ستطلع عليه فيما بعد إن شاء الله تعالى - وبما أنه عليه السلام معصوم - حسب
كلمات العلماء المحققين الأعلام من أهل السنة، كما لا يخفى على من راجع (تشييد
المطاعن) ولا سيما شاه ولي الله في (التفهيمات الإلهية)، وكذا سرح بذلك (الدهلوي)
نفسه في (التحفة) وتفسيره (فتح العزيز) - فإن هذا بوحده يفيد اليقين ويوجب القطع
بصدور هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(هامش)
(1) التحفة الاثنا عشرية: 223. (*)
ص 103
4 - احتجاج الأمير به ولقد احتج به عليه الصلاة والسلام - فيما احتج - يوم الشورى
كما سيأتي في ما بعد إن شاء الله - لأولويته بالإمامة والخلافة وأفضليته من سائر
الصحابة، ولقد سلم الحاضرون منهم الذين فوض إليهم أمر الخلافة، وزعم عمر أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم مات وهو راض عنهم... ولنعم ما أفاد الشيخ المفيد قدس سره
حيث قال: إن التواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين عليه السلام احتج به في مناقبه يوم
الدار فقال: أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
اللهم ايتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر، فجاء أحد غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: اللهم أشد. فاعترف الجميع بصحته، ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام ليحتج
بباطل، لا سيما وهو في مقام المنازعة التوصل بفضائله إلى أعلى الرتب التي هي
الإمامة والخلافة للرسول صلى الله عليه وآله، وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في
الشورى يريدون الأمر دونه، مع قول النبي صلى الله عليه وآله: علي مع الحق والحق مع
علي يدور معه حيثما دار (1). 5 - كلام القاضي عياض حول معاجز النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال القاضي عياض بعد كلامه الذي أوردناه سابقا حول القطع بقصة انشقاق
القمر: وكذلك قصة نبع الماء وتكثير الطعام، رواها الثقات والعدد الكثير عن الجماء
الغفير عن العدد الكثير من الصحابة، ومنها ما رواه الكافة
(هامش)
(1) الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 65. (*)
ص 104
عن الكافة متصلا عمن حدث بها من جملة الصحابة، وإخبارهم أن ذلك كان في مواطن اجتماع
الكثير منهم، في يوم الخندق، وفي غزوة بواط، وعمرة الحديبية، وغزوة تبوك، وأمثالها
من محافل المسلمين ومجمع العساكر، ولم يؤثر عن أحد من الصحابة ة مخالفة للراوي فيما
حكاه، ولا إنكار لم ذكر عنهم أنهم رووه، فسكوت الساكت منهم كنطق الناطق، إذ هم
المنزهون عن السكوت على باطل والمداهنة في كذب، وليس هناك رغبة ولا رهبة تمنعهم،
ولو كان ما سمعوه منكرا عندهم غير معروف لديه لأنكروا كما أنكر بعضهم على بعض أشياء
رووها من السنن والسير وحروف القرآن، وخطا بعضهم بعضا ووهمه في ذلك، مما هو معلوم،
فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته، لما بيناه. وأيضا، فإنه أمثال الأخبار
التي لا أصل لها وبنيت على باطل لا بد مع مرور الأزمان وتداول الناس وأهل البحث من
انكشاف ضعفها وخمول ذكرها كما يشاهد في كثير من الأخبار الكاذبة والأراجيف الطارية،
وأعلام نبينا هذه الواردة من الطريق الآحاد لا تزداد مع مرور الزمان إلا ظهورا، ومع
تداول الفرق وكثرة طعن العدو وحرصه على توهينها وتضعيف أصلها واجتهاد الملحد على
إطفاء نورها إلا قوة وقبولا، وللطاعن عليها إلا حسرة وغليلا. وكذلك إخباره عن
الغيوب وإنباؤه بما يكون وكان معلوم من آياته على الجملة بالضرورة، وهذا حق لا غطاء
عليه وقد قال به من أئمتنا القاضي والأستاذ أبو بكر وغيرهما رحمهم الله، وما عندي
أوجب قول القائل أن هذه القصص المشهورة من باب خبر الواحد إلا قلة مطالعته للأخبار
وروايتها، وشغله بغير ذلك من المعارف، وإلا فمن اعتنى بطرق النقل وطالع الحديث
والسير لم يرتب في صحة هذه القصص المشهورة على الوجه الذي ذكرناه (1).
(هامش)
(1) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 466. (*)