ص 103
جفوة، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
فقلت: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال الإمام أحمد: حدثنا
ابن نمير، ثنا الأجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال: بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعثتين إلى اليمن، على إحداهما علي بن أبي طالب، وعلى
الأخرى خالد بن الوليد، وقال: إذا التقيتما فعلي على الناس وإذا افترقتما فكل واحد
منكما على جنده، قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على
المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه. قال
بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فلما
أتيت رسول الله دفعت إليه الكتاب، فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله. فقلت:
يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، فبلغت ما أرسلت
به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم
بعدي. وهذه لفظة منكرة، والأجلح شيعي، ومثله لا يقبل إذا تفرد بمثلها، وقد تابعه
فيها من هو أضعف منه. والله أعلم. والمحفوظ في هذا رواية أحمد، عن وكيع، عن الأعمش،
عن سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من كنت مولاه فعلي وليه.
ص 104
ورواه أحمد أيضا والحسن بن عرفة، عن الأعمش، به. ورواه النسائي عن أبي كريب، عن أبي
معاوية، به. وقال أحمد: حدثنا روح، عن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة،
عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض
الخمس، فأصبح ورأسه يقطر، فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: فلما رجعت
إلى رسول الله أخبرته بما صنع علي، قال - وكنت أبغض عليا - فقال: يا بريدة أتبغض
عليا؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه وأحبه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك. وقد رواه
البخاري في الصحيح عن بندار، عن روح، به، مطولا. وقال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد،
ثنا عبد الجليل قال: انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز وابنا بريدة، فقال عبد الله بن
بريدة: حدثني أبي بريدة قال: أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا، قال: وأحببت رجلا من
قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا، قال: فبعث ذلك الرجل على خيل قال: فصحبته ما أصحبه
إلا على بغضه عليا، فأصبنا سبيا، فكتبنا إلى رسول الله أن ابعث إلينا من يخمسه،
فبعث إلينا عليا. وقال: وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي، فخمس وقسم، فخرج ورأسه
يقطر، فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي؟
فوقعت بها. قال: وكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابعثني فبعثني
مصدقا، قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. قال: فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم
بيدي والكتاب، قال: أتبغض عليا؟ قال: قلت: نعم. قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد
له حبا، فوالذي نفسي
ص 105
بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة. قال: فما كان في الناس أحد بعد قول رسول
الله أحب إلي من علي. قال عبد الله فوالذي لا إله غيره، ما بيني وبين النبي صلى
الله عليه وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة. تفرد به أحمد. وقد روى غير واحد هذا
الحديث عن أبي الجواب، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء بن عازب، نحو
رواية بريدة بن الحصيب. وهذا غريب (1). ترجمته وقد ترجم لابن كثير في كثير من
المصادر المعتبرة مع الإكبار والتقدير، فمن ذلك: 1 - المعجم المختص، للذهبي: 74 2 -
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني 1 / 399 3 - طبقات
الشافعية، لابن قاضي شهبة 2 / 113 4 - طبقات الحفاظ، للسيوطي: 529 5 - طبقات
المفسرين، للداودي المالكي 1 / 110 6 - النجوم الزاهرة، لابن تغري بردى 11 / 123 7
- شذرات الذهب، لابن العماد 6 / 231 8 - البدر الطالع، للشوكاني 1 / 153.
(هامش)
(1) البداية والنهاية 7 / 344 - 346. (*)
ص 106
وللإختصار نكتفي بخلاصة ترجمته في (طبقات المفسرين): إسماعيل بن عمر بن كثير...
كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، ذكره شيخه الذهبي في المعجم
المختص فقال: فقيه مفنن، ومحدث متقن، ومفسر نقاد. وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين:
كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها،
وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما أعرف أني اجتمعت به مع كثرة ترددي إليه
إلا واستفدت منه. وقال غيره: كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية ومناضلة
عنه واتباع له في كثير من آرائه... . *(76)* رواية محمد بن أبي بكر الأنصاري روى
هذا الحديث باللفظ التالي: وروى أبو داود الطيالسي قال: نا أبو عوانة، عن أبي
بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي:
أنت ولي كل مؤمن بعدي (1).
(هامش)
(1) كتاب الجوهرة: 64. (*)
ص 107
ترجمته قال في معجم المؤلفين: محمد بن أبي بكر التلمساني الأنصاري - كان حيا
حوالي سنة 676 - فاضل. من آثاره: وصف مكة والمدينة وبيت المقدس المبارك (1).
*(77)* رواية نور الدين الهيثمي وهو: نور الدين علي بن أبي بكر القاهري، المتوفى
سنة 807. أخرج حديث الولاية عن عدة من الأئمة بألفاظ وأسانيد مختلفة: وعن بريدة
قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فاستعمل علينا عليا، فلما جئنا،
قال: كيف رأيتم صاحبكم؟ فإما شكوته وإما شكاه غيري، قال: فرفع رأسه - وكنت رجلا
مكبابا - فإذا النبي قد احمر وجهه يقول: من كنت وليه فعلي وليه. فقلت: لا أسؤك فيه
أبدا. رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح (2). وعن وهب بن حمزة قال: صحبت عليا
إلى مكة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت لأشكونك إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم. فلما قدمت لقيت رسول الله، فقلت: رأيت من علي كذا وكذا. فقال: لا تقل
هذا فهو أولى الناس بكم بعدي.
(هامش)
(1) معجم المؤلفين 9 / 107. (2) مجمع الزوائد 9 / 108. (*)
ص 108
رواه الطبراني، وفيه دكين ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله وثقوا
(1). عن بريدة - يعني ابن الحصيب - قال: أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط، قال:
وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا رضي الله عنه، قال: فبعث ذلك الرجل
على جيش، فصحبته ما صحبته إلا ببغضه عليا رضي الله عنه، قال: فأصبنا سبايا، فكتب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابعث إلينا من يخمسه قال: فبعث عليا رضي الله
عنه - وفي السبي وصيفة هي أفضل السبي - قال: فخمس وقسم، فخرج ورأسه يقطر، فقلنا: يا
أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإني قسمت وخمست
فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صارت في آل علي،
فوقعت بها. قال: فكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابعثني مصدقا.
قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق، قال: فأمسك يدي والكتاب وقال: أتبغض عليا؟ قال:
قلت: نعم، قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفس محمد صلى الله
عليه وسلم بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة قال: فما كان أحد من الناس بعد
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من علي. قال عبد الله - يعني ابن بريدة -
فوالذي لا إله غيره، ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلا أبي
بريدة. قلت: في الصحيح بعضه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عبد
(هامش)
(1) مجمع الزوائد 9 / 109. (*)
ص 109
الجليل بن عطية وهو ثقة، وقد صرح بالسماع، وفيه لين. وعن بريدة قال: بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل
واحد منكما على جنده قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون
على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه،
قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك،
فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه
رسوله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل
وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في
علي، فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. قلت: رواه الترمذي باختصار. رواه أحمد
والبزار باختصار، وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال
أحمد رجال الصحيح. وعن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أميرا على
اليمن، وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، فالتقوا،
وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جارية من الخمس، فدعا خالد بن
الوليد بريدة فقال: اغتنمها، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ما صنع.
ص 110
فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله، وناس من
أصحابه على بابه. فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيرا، فتح الله على المسلمين.
فقالوا: ما أقدمك؟ قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي صلى الله عليه
وسلم. فقالوا: فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يسقط من عين النبي صلى الله
عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع الكلام، فخرج مغضبا فقال: ما بال
أقوام ينتقصون عليا، من تنقص عليا فقد تنقصني، ومن فارق عليا فقد فارقني، إن عليا
مني وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي
أخذ، وإنه وليكم بعدي؟ فقلت: يا رسول الله، بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على
الإسلام جديدا. قال: فما فارقته حتى بايعته على الإسلام. رواه الطبراني في الأوسط.
وفيه جماعة لم أعرفهم، وحسين الأشقر ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان.
ص 111
وعن عبد الله بن بريدة عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي
طالب وخالد بن الوليد، كل واحد منهما وحده وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي.
قال: فأخذا يمينا ويسارا، فدخل علي وأبعد وأصاب سبيا، وأخذ جارية من السبي، قال
بريدة: وكنت من أشد الناس بغضا لعلي، قال: فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر أنه أخذ
جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم جاء آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك.
فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه، فانطلقت بكتابه، حتى دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فأخذ الكتاب بشماله وكان كما قال الله عز وجل لا يقرأ ولا يكتب، وكنت
إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي، فتكلمت فوقعت في علي حتى
فرغت، ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا لم أره غضب مثله
إلا يوم قريظة والنضير، فنظر إلي فقال: يا بريدة: أحب عليا، فإنما يفعل ما أمر به.
فقمت وما من الناس أحد أحب إلي منه. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ضعفاء وثقهم ابن
حبان. وعن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى عليا الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم فينا خطيبا، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليا، فوالله إنه لأخشى في ذات
الله أو في سبيل الله. رواه أحمد.
ص 112
وعن عمرو بن شاش الأسلمي - وكان من أصحاب الحديبية - قال: خرجت مع علي عليه السلام
إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك، حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت المدينة أظهرت
شكايته في المسجد، حتى سمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت المسجد ذات
غداة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناس من أصحابه، فلما رآني أمد لي عينيه
- يقول حدد إلي النظر - حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني. قلت: أعوذ
بالله من أذاك يا رسول الله، قال: بلى، من آذى عليا فقد آذاني. رواه أحمد والطبراني
باختصار، والبزار أخصر منه، ورجال أحمد ثقات. وعن أبي رافع قال: بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليا أميرا على اليمن، وخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس،
فرجع وهو يذم عليا ويشكوه، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إخسأ يا
عمرو، هل رأيت من علي جورا في حكمه أو أثرة في قسمه. قال: اللهم لا. قال: فعلام
تقول الذي بلغني؟ قال: بغضه لا أملك. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
عرف ذلك في وجهه، ثم قال: من أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أحبه
فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله تعالى.
ص 113
رواه البزار، وفيه رجال وثقوا على ضعفهم. وعن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالسا في
المسجد أنا ورجلين معي، فنلنا من علي، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان
يعرف في وجهه الغضب، فتعوذت بالله من غضبه، فقال: ما لكم وما لي، من آذى عليا فقد
آذاني. رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن
خداش وقنان، وهما ثقتان (1). ترجمته ابن حجر: كان خيرا، ساكنا، لينا، سليم
الفطرة... . البرهان الحلبي: كان من محاسن القاهرة . التقي الفاسي: كان كثير
الحفظ للمتون والآثار، صالحا خيرا . الأفقهسي: كان إماما، عالما، حافظا، زاهدا،
متواضعا، متوددا إلى الناس، ذا عبادة وتقشف وورع . السخاوي: كان عجبا في الدين
والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد، والثناء على دينه وزهده
وورعه ونحو ذلك كثير جدا، بل هو في ذلك كلمة اتفاق . تجد هذه الكلمات ونحوها في: 1
- الضوء اللامع 5 / 200
(هامش)
(1) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9 / 127 - 129. (*)
ص 114
2 - البدر الطالع 1 / 44 3 - طبقات الحفاظ: 541 4 - حسن المحاضرة 1 / 362 5 - شذرات
الذهب 7 / 70 وغيرها. *(78)* رواية ابن دقماق وهو: صارم الدين إبراهيم بن محمد بن
دقماق القاهري، المتوفى سنة 809. رواه عن ابن عباس بلفظ: أنت ولي كل مؤمن بعدي
(1). ترجمته ترجم له جماعة من الأعلام: كالسخاوي في الضوء اللامع 1 / 145 وابن حجر
العسقلاني في أنباء الغمر 6 / 16 والسيوطي في حسن المحاضرة 1 / 556 وابن العماد في
شذرات الذهب 7 / 80 وابن تغري بردى في المنهل الصافي 1 / 120.
(هامش)
(1) الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين: 58. (*)
ص 115
قال السخاوي ما ملخصه: إبراهيم بن محمد بن دقماق، صارم الدين القاهري الحنفي،
مؤرخ الديار المصرية في وقته، قال شيخنا في معجمه: ولد في حدود الخمسين وسبعمائة،
واعتنى بالتاريخ فكتب منه الكثير بخطه، وعمل تاريخ الإسلام، وتاريخ الأعيان، وطبقات
الحنفية، وغير ذلك. وكان جميل العشرة، كثير الفكاهة، حسن الود، قليل الوقيعة في
الناس. وزاد في إنبائه: عامي العبارة، وأنه ولي في آخر الأمر إمرة دمياط، فلم تطل
مدته فيها، ورجع إلى القاهرة فمات بها في ذي الحجة سنة تسع. قلت: وهو أحد من اعتمده
شيخنا في إنبائه. حبب إليه التاريخ، وتصانيفه فيه جيدة مفيدة، واطلاعه كثير،
واعتقاده حسن، ولم يكن عنده فحش في كلامه، ولا في خطه. وقال المقريزي: إنه أكب عليه
حتى كتب فيه نحو مائتي سفر من تأليفه وغير ذلك. وكتب تاريخا كبيرا على السنين، وآخر
على الحروف... . *(79)* رواية الفاسي وهو: تقي الدين محمد بن أحمد بن علي الحسيني
المكي المالكي المتوفى سنة 832. رواه الشيخ حسن زمان التركماني عن كتابه (العقد
الثمين في تاريخ البلد الأمين) (1).
(هامش)
(1) القول المستحسن في فخر الحسن: 214. (*)
ص 116
ترجمته له تراجم حسنة في غير واحد من المصادر، راجع: 1 - الضوء اللامع 7 / 18. 2 -
شذرات الذهب 7 / 199. 3 - البدر الطالع 2 / 114. 4 - إنباء الغمر بأبناء العمر 8 /
187. قال السخاوي: ولد بمكة ونشأ بها وبالمدينة، ودخل القاهرة ودمشق واليمن،
وبلغت عدة شيوخه بالسماع والإجازة نحو الخمسمائة، وعني بعلم الحديث أتم عناية، وكتب
الكثير وأفاد وانتفع الناس به وأخذوا عنه، ودرس وأفتى وحدث بالحرمين والقاهرة ودمشق
وبلاد اليمن بجملة من مروياته ومؤلفاته. سمع منه الأئمة. وكان ذا يد طولى في الحديث
والتاريخ والسير، واسع الحفظ، وكان إماما علامة فقيها حافظا للأسماء والكنى، ذا
معرفة تامة بالشيوخ والبلدان، ويد طولى في الحديث والتاريخ والفقه وأصوله، مفيد
البلاد الحجازية وعالمها... . *(80)* رواية البوصيري وهو: شهاب الدين أحمد بن أبي
بكر بن إسماعيل، المتوفى سنة 840. رواه حيث قال: وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -
إن رسول الله صلى
ص 117
الله عليه وسلم قال لعلي: أنت ولي كل مؤمن بعدي. رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح
(1). ترجمته السيوطي: سمع الكثير وعني بالفن، وألف وخرج. مات في المحرم 840
(2). السخاوي: كان كثير السكون والتلاوة والعبادة والإنجماع عن الناس والإقبال
على النسخ والاشتغال (3). ابن حجر العسقلاني: لازم شيخنا العراقي على كبر، فسمع
منه الكثير، ثم لازمني في حياة شيخنا، فكتب عني لسان الميزان والنكت على الكاشف،
وسمع علي الكثير من التصانيف وغيرها... وعمل زوائد المسانيد العشرة... (4). وترجم
له ابن العماد في شذراته بنحو ذلك. *(81)* رواية بدر الدين العيني وهو: بدر الدين
محمود بن أحمد بن موسى الحنفي، المتوفى سنة 855.
(هامش)
(1) إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. عن نسخته الأصلية، فرغ منها في
رجب 832. (2) حسن المحاضرة في محاسن مصر والقاهرة 1 / 363. (3) الضوء اللامع لأهل
القرن التاسع 1 / 251. (4) إنباء الغمر 8 / 431. (*)
ص 118
قال بشرح قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: أنت مني وأنا منك : وهذا
الحديث أخرجه الترمذي، من حديث عمران بن حصين، بلفظ: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي
كل مؤمن بعدي. ثم قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان. وأخرجه أبو
القاسم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم البصري، في فضائل الصحابة، من حديث بريدة
مطولا، قال النبي صلى الله عليه وسلم لي: لا تقع في علي، فإن عليا مني وأنا منه
(1). ترجمته وهو عالم كبير في الفقه والحديث والتاريخ والتفسير وغيرها من العلوم،
وقد ترجم له الأكابر وأثنوا عليه، راجع من كتبهم: 1 - الضوء اللامع 10 / 131. 2 -
البدر الطالع 2 / 294. 3 - حسن المحاضرة 1 / 473. 4 - شذرات الذهب 7 / 287. 5 -
الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 165. وقد ترجم له السخاوي ترجمة حافلة، فذكر
شيوخه والعلوم التي درسها عليهم، وذكر أسفاره ومناصبه الحكومية إلى أن قال ما ملخصه
بلفظه: وكان إماما، عالما علامة، عارفا بالصرف والعربية وغيرها، حافظا
(هامش)
(1) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 16 / 214. (*)
ص 119
للتاريخ واللغة، كثير الاستعمال لها، مشاركا في الفنون، ذا نظم ونثر مقامه أجل
منهما، لا يمل من المطالعة والكتابة، حدث وأفتى ودرس، وأخذ عنه الأئمة من كل مذهب،
طبقة بعد أخرى، بل أخذ عنه أهل الطبقة الثالثة، وكنت ممن قرأ عليه أشياء، ولم يزل
ملازما للجمع والتصنيف حتى مات . *(82)* رواية الباعوني وهو: شمس الدين أبو
البركات محمد بن أحمد الدمشقي، المتوفى سنة 871. روى هذا الحديث في كتابه، عن ابن
عباس، في حديث الفضائل العشر، ولفظه: أنت ولي كل مؤمن بعدي. ألا وأنت خليفتي
(1). وروى حديث بريدة بلفظين فقال: خرجهما الإمام أحمد (2). ترجمته قال السخاوي
بترجمته ما ملخصه: ولد بدمشق في عشر الثمانين وسبعمائة، ونشأ بها، فحفظ القرآن
وأخذ الفقه وسمع الحديث وتعاني النظم فأكثر وأتى فيه بالحسن، ونظم السيرة النبوية
(هامش)
(1) جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب 1 / 212. (2) جواهر المطالب في مناقب
علي بن أبي طالب 1 / 87. (*)
ص 120
للعلاء مغلطاي وسماه منحة اللبيب في سيرة الحبيب، يزيد على ألف بيت، وعمل تحفة
الظرفاء في تاريخ الملوك والخلفاء، وكتب الكثير من كتب الحديث ونحوه بخطه، وخطب
بجامع دمشق، وجمع نفسه على العبادة، وحدث بشيء من نظمه وغير ذلك. وممن كتب عنه: أبو
العباس المجد لي الواعظ، بل نقل ابن خطيب الناصرية في تاريخه من نظمه، ووصفه
بالإمام الفاضل العالم. ولقيته بدمشق فكتبت عنه من نظمه أشياء، بل قرأت عليه بعض
مروياته وكان مجموعا حسنا . *(83)* رواية الصالحي الدمشقي وهو: شمس الدين محمد بن
يوسف، المتوفى سنة 942. رواه في (السيرة) حيث قال: روى أبو داود الطيالسي، والحسن
بن سفيان، وأبو نعيم في فضائل الصحابة، عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي . وقال: وروى الديلمي
عن علي - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبريدة: يا
بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا، فإنه يفعل ما يؤمر . قال: وروى الخطيب
والرافعي عن علي - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
سألت الله فيك خمسا، فأعطاني أربعا
ص 121
ومنعني واحدة، سألته فأعطاني فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي
معك لواء الحمد وأنت تحمله، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي . وقال: وروى ابن
أبي شيبة - وهو صحيح - عن عمران (1) بن حصين - رضي الله تعالى عنه - قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا منه وعلي ولي كل مؤمن بعدي. وروى الإمام
أحمد عن عبد الله بن بريدة [عن أبيه] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقع
في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. وروى الترمذي وقال حسن غريب، والطبراني
في الكبير، والحاكم، عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما
تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا من علي وعلي
ولي كل مؤمن (2). ترجمته قال الشعراني ما ملخصه: كان عالما، صالحا، متفننا في
العلم، وألف السيرة النبوية التي جمعها من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها، ومشى
فيها على أنموذج لم يسبقه إليه أحد، وكان عزبا لم يتزوج قط، وكان حلو المنطق، مهيب
المنظر، كثير الصيام
(هامش)
(1) هذا هو الصحيح. وفي المصدر: عمر. (2) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 11
/ 295، 296، 297. (*)
ص 122
والقيام، بت عنده الليالي فما كنت أراه ينام إلا قليلا، وكان لا يقبل من مال الولاة
وأعوانهم شيئا، ولا يأكل من طعامهم (1). وهكذا تجد الثناء بالجميل عليه في: 1 -
خلاصة الأثر 4 / 239 2 - وريحانة الألباء 1 / 27 3 - معجم المؤلفين 12 / 131 *(84)*
رواية عبد الحق الدهلوي وهو: عبد الحق سيف الدين بن سعد الله الحنفي المتوفى سنة
1052. رواه في شرحه على المشكاة، حيث رواه الخطيب التبريزي (2). ترجمته وتوجد
ترجمته في الكتب المؤلفة بتراجم علماء الهند وغيرها، انظر من ذلك مثلا: 1 - سبحة
المرجان بذكر علماء هندوستان: 52. 2 - أبجد العلوم: 900. 3 - نزهة الخواطر 5 / 201.
(هامش)
(1) ذيل طبقات الأخيار. عنه مقدمة سبل الهدى والرشاد 1 / 38. (2) أشعة اللمعات في
شرح المشكاة 4 / 665. (*)
ص 123
قال الأخير: هو الشيخ الإمام، العالم العلامة، المحدث الفقيه، شيخ الإسلام، وأعلم
العلماء الأعلام، وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، أول من نشر علم
الحديث بأرض الهند، تصنيفا وتدريسا... . *(85)* رواية العصامي وهو: عبد الملك بن
حسين المكي المتوفى سنة 1111. وقد رواه في عداد فضائل أمير المؤمنين عليه السلام،
إذ قال: الحديث السادس والثلاثون: عن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي صلى الله
عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله تحت
شجرة، فصلى الظهر وأخذ بيد علي وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه،
وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار . زاد أحمد في المناقب وأحب
من أحبه وأبغض من أبغضه . ورواه أكثر من ثمانية عشر صحابيا. ولقي عمر بن الخطاب
علي بن أبي طالب بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل
مؤمن ومؤمنة. وعن سالم قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا ما نراك تصنعه بأحد من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنه مولاي.
ص 124
وعن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي: إقض بينهما يا أبا الحسن، فقضى علي
بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك أتدري
من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن. وعنه وقد نازعه رجل
في مسألة فقال له: بيني وبينك هذا الجالس - وأشار إلى علي بن أبي طالب - فقال
الرجل: هذا الأبطن؟ فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه ورفعه من الأرض ثم ضرب به الأرض
فقال: أتدري من صغرت؟ مولاي ومولى كل مؤمن أو مسلم. خرجهن ابن السمان. قلت: غدير خم
موضع بين مكة والمدينة بالجحفة أو هو قريب منها على يمين الذاهب إلى المدينة.
الحديث السابع والثلاثون. عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية واستعمل عليها عليا. قال فمضى على السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد
أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أخبرناه بما صنع. قال عمران بن حصين: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر
بدءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلما قدمت
السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول
الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا. فأعرض عنه. ثم قام
ص 125
الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم
قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف
في وجهه فقال: ماذا تريدون من علي؟ ثلاث مرار. إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل
مؤمن بعدي. خرجه الترمذي وأبو حاتم وأحمد. الحديث الثامن والثلاثون. عن بريدة بن
الحصيب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليها رجلا وأنا فيها
فأصبنا سبيا، فكتب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابعث لنا من يخمسه.
فبعث عليا، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي، قال فخمس وقسم، قال فخرج ورأسه يقطر،
فقلنا يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني
قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صارت
من آل علي ووقعت بها. فكتب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. فقلت للرجل
ابعثني مصدقا فبعثني. قال بريدة: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق، فأمسك النبي صلى
الله عليه وسلم يدي والكتاب وقال لي: تبغض عليا؟ قلت: نعم. قال: فلا تبغضه، وإن كنت
تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة.
ص 126
قال بريدة: فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من
علي. وفي رواية: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. خرجهما الإمام
أحمد بن حنبل. الحديث التاسع والثلاثون. عن بريدة أيضا من كنت وليه فعلي وليه
أخرجه أبو حاتم. الحديث الأربعون. عن بريدة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم ما
جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب . خرجه الحاكمي.. الحديث
الحادي والأربعون. عن ابن مسعود قال: أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ
بيد علي وقال: هذا وليي وأنا وليه، واليت من والاه وعاديت من عاداه أخرجه
الحاكمي. وعن أبي صالح قال: لما حضرت ابن عباس الوفاة قال: اللهم إني أتقرب إليك
بولاية علي بن أبي طالب. خرجه أحمد في المناقب (1).
(هامش)
(1) سمط النجوم العوالي 2 / 484. (*)
ص 127
ترجمته وتوجد ترجمة العصامي في: 1 - البدر الطالع 1 / 402 2 - سلك الدرر 3 / 139 3
- معجم المؤلفين 6 / 182 *(86)* رواية الجلوتي الواعظ وهو: الشيخ يعقوب. رواه حيث
قال: وعن البراء قال صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني وأنا منك. وعن عمران بن
حصين: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن... (1). *(87)* رواية الطرابزوني
وهو: الشيخ محمد المدني. رواه بقوله: وأخرج الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين
في قصة قال فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تريدون من علي؟ إن
(هامش)
(1) المفاتيح شرح المصابيح - مخطوط، عن نسخته الأصلية، فرغ منها سنة 1139. (*
ص 128
عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (1). *(88)* رواية المرعي المقدسي رواه
بلفظ: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (2). *(89)* رواية الكمشخانوي
وهو: أحمد بن مصطفى النقشبندي الحنفي، المتوفى سنة 1311. روى حديث: سألت الله يا
علي فيك خمسا... عن الخطيب والرافعي، عن علي. وقد تقدم لفظه. *(90)* رواية النبهاني
وهو: أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل الشافعي، المتوفى سنة 1350. روى حديث الولاية في
بعض مؤلفاته عن عمران بن حصين (3).
(هامش)
(1) شرح أسماء أهل بدر - مخطوط. فرغ من تأليفه 1174 نقلا عن نسخة تاريخها 1175. (2)
تلخيص أوصاف المصطفى وذكر من بعده من الخلفا - مخطوط. قال: لم أذكر في هذا
المجموع اللطيف إلا ما كان صحيحا أو حسنا عند المحدثين، ولم أذكر فيه من ذلك إلا ما
اعتمده العلماء الراسخون . (3) الفتح الكبير 3 / 88، الشرف المؤبد: 58. (*)
ص 129
ترجمته وترجم له صاحب (معجم المؤلفين) مستفيدا من مصادر كثيرة ذكرها، فقال ما
ملخصه: أديب، شاعر، صوفي، من القضاة، رحل إلى مصر، فانتسب إلى الأزهر، وتولى
القضاء في قصبة جنين من أعمال نابلس، ورحل إلى القسطنطينية، وعين قاضيا بكوي سنجق
من أعمال ولاية الموصل، فرئيسا لمحكمة الجزاء باللاذقية، ثم بالقدس، فرئيسا لمحكمة
الحقوق ببيروت، وسافر إلى المدينة مجاورا. ونشبت الحرب العامة الأولى، فعاد إلى
مسقط رأسه إجزم، وتوفي بها في 29 رمضان أي من سنة 1350. ثم ذكر عددا من تآليفه
الكثيرة (1). *(91)* رواية المباركفوري وهو: أبو العلى محمد عبد الرحمان بن عبد
الرحيم، المتوفى سنة 1353. رواه في (شرح الترمذي) حيث رواه الترمذي عن عمران بن
حصين (2).
(هامش)
(1) معجم المؤلفين 13 / 275. (2) تحفة الأحوذي في شرح الترمذي 10 / 145. (*)
ص 130
*(92)* رواية منصور علي ناصف عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم جيشا، وأمر عليهم عليا، فمضى في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا عليه. وتعاقد
أربعة من الصحابة على أن يخبروا النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجعوا، وكان المسلمون
إذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله فسلموا عليه وانصرفوا إلى رحالهم. فلما قدمت
السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله،
ألم تر إلى علي صنع كذا وكذا، فأعرض عنه النبي. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته
فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثلهما، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما
قالوا. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من
علي - وكررها ثلاثا -؟ ثم قال: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي . قال
الشيخ منصور بشرحه على هذا الحديث: النبي صلى الله عليه وسلم أعرض عن شكواهم في
علي، لأنه ظهر له أن ما فعله علي ليس منكرا وإلا لأجابهم. وقوله: وهو ولي كل مؤمن
بعدي هذه من قوله *(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)* أي: وعلي ولي المؤمنين
بعدي. وفيها لعلي - رضي الله عنه - أفخر منقبة (1).
(هامش)
(1) التاج الجامع للأصول 3 / 335. (*)
ص 131
*(93)* رواية الألباني وهو: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني المعاصر. قال في
التعليق على حديث عمران بن حصين في (مشكاة المصابيح) عن الترمذي: قلت: وسنده صحيح
(1). *(94)* رواية عباس أحمد صقر - أحمد عبد الجواد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: علي مني وأنا من علي وعلي ولي كل مؤمن بعدي. ش - عن عمران بن حصين (2).
(هامش)
(1) مشكاة المصابيح 3 / 1720. (2) جامع الأحاديث 4 / 567. (*)
ص 133
الفصل الثاني: في الأسانيد المعتبرة لحديث الولاية

ص 135
وفي هذا الفصل أوردنا عدة من الأسانيد الصحيحة لحديث (الولاية) في الكتب المعتبرة
لأهل السنة. إنها أسانيد صحيحة على ضوء كلمات العلماء الأعلام في الجرح والتعديل
وتراجم الرجال... استخرجناها من الكتب التالية: 1 - كتاب السنة، لابن أبي عاصم،
المتوفى سنة 287. 2 - كتاب خصائص أمير المؤمنين، للنسائي، المتوفى سنة 303. 3 -
المعجم الكبير. 4 - المعجم الأوسط وكلاهما لأبي القاسم الطبراني، المتوفى سنة 360.
5 - معرفة الصحابة. 6 - حلية الأولياء وكلاهما لأبي نعيم الإصبهاني، المتوفى سنة
430. 7 - تاريخ دمشق، لابن عساكر الدمشقي، المتوفى سنة 571. 8 - سير أعلام النبلاء،
لشمس الدين الذهبي، المتوفى سنة 748. 9 - البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي،
المتوفى سنة 774. وبالله التوفيق.
ص 136
* قال ابن أبي عاصم: ثنا عباس بن الوليد النرسي وأبو كامل. قالا: ثنا جعفر بن
سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي . أقول: أما (ابن أبي عاصم)
فهو: أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني المتوفى سنة 287، وقد تقدمت ترجمته.
وأما (عباس بن الوليد) فهو: من رجال الشيخين والنسائي. ومن مشايخ: أبي يعلى
الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وآخرين (1). ووصفه الذهبي ب الحافظ الإمام الحجة
قال: وكان متقنا صاحب حديث (2). وأما (أبو كامل) فهو: الفضيل بن الحسين الجحدري
البصري.
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 5 / 133. (2) سير أعلام النبلاء 11 / 27. (*)
ص 137
من رجال الشيخين وأبي داود والنسائي (1). وأما (جعفر بن سليمان) فمن فوقه، فمذكورون
في الكتاب بالتفصيل. * * *
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 8 / 290. (*)
ص 138
* وقال الحافظ النسائي: ثنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن الأجلح، عن عبد
الله بن بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع
خالد بن الوليد، وبعث عليا على آخر وقال: إن التقيتما فعلي على الناس، وإن تفرقتما
فكل واحد منكما على جنده، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على
المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي، فكتب
بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرني أن أنال منه. قال: فدفعت
الكتاب إليه، ونلت من علي. فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: هذا مكان
العائذ. بعثتني مع رجل، وألزمتني بطاعته، فبلغت ما أرسلت به. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لي: لا تقعن - يا بريدة - في علي، فإن عليا مني وأنا منه، وهو وليكم
بعدي (1).
(هامش)
(1) خصائص علي بن أبي طالب: 75. (*)
ص 139
أقول: أما (واصل بن عبد الأعلى) فهو: من رجال مسلم والأربعة. ومن مشايخ: أبي حاتم،
وأبي زرعة، ومطين، وأبي يعلى، وآخرين. قال أبو حاتم: صدوق. وقال مطين والنسائي:
ثقة. قال الحافظ: ثقة (1). وأما (ابن فضيل) فهو: محمد بن فضيل بن غزوان. من
رجال الصحاح الستة. قال الحافظ: صدوق عارف، رمي بالتشيع (2). وأما (الأجلح)
والبقية، فقد عرفتهم في الكتاب. * * *
(هامش)
(1) تقريب التهذيب 2 / 328، تهذيب التهذيب 11 / 92. (2) تقريب التهذيب 2 / 200. (*)
ص 140
* وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس
بن الوليد الفرضي (1). ح وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد. ح وحدثنا بشر بن موسى
والحسن بن المتوكل البغدادي، ثنا خالد بن (2) يزيد العدني. قالوا: ثنا جعفر بن
سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم سرية، فاستعمل عليهم عليا، فمضى على السرية، فأصاب علي
جارية، فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا:
إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع. قال عمران: وكان المسلمون
إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلموا عليه ثم انصرفوا.
فلما قدمت السرية، سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام
(هامش)
(1) كذا، والصحيح: النرسي. وهو من رجال رواية ابن أبي عاصم. (2) كذا، والصحيح: خالد
بن أبي يزيد القرني، كما ستعلم. (*)
ص 141
أحد الأربعة فقال: يا رسول الله: ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قام
آخر فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرف عنه. ثم قام آخر منهم،
فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال:
يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه -
يعرف الغضب في وجهه - فقال: ماذا تريدون من علي؟ - ثلاث مرات - إن عليا مني وأنا
منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي (1). أقول: ورجال هذه الأسانيد مذكورون في الكتاب، إلا
رجال الطريق الثالث: فأما (بشر بن موسى) فقد قال: الخطيب: كان ثقة أمينا عاقلا
ركينا (2). الدارقطني: ثقة . وكان أحمد بن حنبل: يكرمه.
(هامش)
(1) المعجم الكبير 18 / 128. (2) تاريخ بغداد 7 / 86. (*)
ص 142
ووصفه الذهبي ب الإمام الحافظ الثقة المعمر (1). وأما (الحسن بن المتوكل
البغدادي) فهو: الحسن بن علي بن المتوكل البغدادي. ترجم له الخطيب وقال: كان ثقة
(2). وأما (خالد) فهو: خالد بن أبي يزيد القرني. ذكره الخطيب حيث قال: خالد بن
أبي يزيد - وقيل: خالد بن يزيد. والصواب: ابن أبي يزيد -... وهو خالد المزرقي،
والقطربلي، والقرني... روى عنه: محمد بن الحسين البرجلاني... وبشر بن موسى، والحسن
بن علي بن المتوكل، وغيرهم... ولم يكن به بأس (3). * * *
(هامش)
(1) سير أعلام النبلاء 13 / 352. (2) تاريخ بغداد 7 / 369. (3) تاريخ بغداد 8 /
304. (*)
ص 143
* وقال الحافظ الطبراني: حدثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، قال: حدثنا أبو
كريب، قال: حدثنا حسن بن عطية، قال: حدثنا سعاد بن سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عن
عبد الله بن بريدة عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
وخالد بن الوليد، كل واحد منهما على وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي.
قال: فأخذا يمينا ويسارا، فدخل علي فأبعد، فأصاب سبيا، فأخذ جارية من السبي. قال
بريدة: وكنت من أشد الناس بغضا لعلي. فأتى رجل خالد بن الوليد، فذكر أنه قد أخذ
جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك. فدعاني خالد
فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم. فكتب إليه. فانطلقت بكتابه، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ
الكتاب بشماله - وكان كما قال الله عز وجل لا يقرأ ولا يكتب - فقال: وكنت إذا تكلمت
طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي فتكلمت. فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت
رأسي. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا لم أره غضب مثله إلا
ص 144
يوم قريظة والنضير. فنظر إلي فقال: يا بريدة، أحب عليا، فإنما يفعل ما يؤمر به.
قال: فقمت وما من الناس أحد أحب إلي منه (1). أقول: أما (عبد الوهاب بن رواحة)
فهو: من مشايخ الطبراني. قال السمعاني: وعبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، يروي عن
أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي. روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني... (2). وأما (أبو كريب) فهو: محمد بن العلاء الهمداني الكوفي. من رجال
الصحاح الستة. ومن مشايخ: الذهلي، وأبي زرعة، وأبي حاتم، وعبد الله، وأبي يعلى،
ومطين، والفريابي، وابن خزيمة، وآخرين. وأما (الحسن بن عطية) وسائر رجال السند،
فتراجمهم موجودة في الكتاب فيما تقدم ويأتي. * * *
(هامش)
(1) المعجم الأوسط 5 / 425. (2) الأنساب - الرامهرمزي. (*)
ص 145
* وقال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد
الله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس، عن بريدة، قال: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فذكرت عليا، فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتغير وقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن الفضل، مثله. حدثنا أحمد بن
جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا روح، ثنا علي بن سويد بن
منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا
إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس - وقال روح مرة: ليقبض الخمس - قال: فأصبح علي
ورأسه يقطر. قال فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟
ص 146
قال: فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته بما صنع علي. قال: فكنت أبغض
عليا. قال: فقال: يا بريدة، أتبغض عليا؟ قال: قلت: نعم. قال: لا تبغضه. وقال روح
مرة: فأحبه فإن له في الخمس أكثر من ذلك (1). أقول: ورجال هذا السند إلى سعيد
بن جبير كلهم أئمة مشاهير، ترجمنا لهم في الكتاب، و سعيد غني عن التعريف. * *
*
(هامش)
(1) معرفة الصحابة 3 / 163. (*)
ص 147
* وقال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني: حدثناه القاضي أبو أحمد العسال، ثنا القاسم بن
يحيى بن نصر (1)، ثنا لوين، ثنا أبو معشر البراء، عن علي بن سويد بن منجوف، عن ابن
بريدة عن أبيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا... فذكر نحوه . أقول: أما
(أبو أحمد العسال) فقد ترجمنا له. وأما (أحمد بن القاسم بن نصر) فقد قال الذهبي:
أحمد بن القاسم. أخو أبي الليث. سمع محمد بن سليمان لوينا و... حدث عنه: أبو حفص بن
شاهين، وأبو حفص الكتاني. وثقه الخطيب (2). وأما (لوين) فقد ترجمنا له.
(هامش)
(1) كذا، والصحيح: أحمد بن القاسم بن نصر. (2) سير أعلام النبلاء 14 / 466. وانظر
تاريخ الخطيب: 4 / 352. (*)
ص 148
وأما (أبو معشر البراء) فهو: يوسف بن يزيد من رجال مسلم والبخاري. وروى عنه جماعة
من الأكابر. قال الحافظ ابن حجر: صدوق ربما أخطأ (1). وأما (علي بن سويد بن منجوف)
فهو: من رجال البخاري وروى عنه: شعبة، والقطان، وحماد بن زيد، والنضر بن شميل،
وغيرهم. قال عبد الله عن أبيه: ما أرى به بأسا. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو داود:
ثقة. وقال الدارقطني: ثقة. وقال النسائي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات (2).
وأما ترجمة (ابن بريدة) فمذكورة في الكتاب. * * *
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 11 / 378، تقريب التهذيب 2 / 383. (2) تهذيب التهذيب 7 / 291.
(*)
ص 149
* وقال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد. ح
وحدثنا أبو عمرو ابن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بشر بن هلال وعبد السلام بن
عمرو قالوا: ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم عليا - كرم الله وجهه -
فأصاب علي جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي. قال
عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر، بدؤا برسول الله صلى الله عليه وسلم،
فسلموا عليه ثم انصرفوا. فلما قدمت السرية، سلموا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم. فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض
عنه. ثم قام آخر منهم فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا. فأعرض عنه.
حتى قام الرابع، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟
ص 150
فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعرف الغضب في وجهه - فقال: ما تريدون
من علي؟ - ثلاث مرات. ثم قال: إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي (1).
أقول: أما (أبو نعيم الإصبهاني) فغني عن التعريف. أما (سليمان بن أحمد) فهو: أبو
القاسم الطبراني. وهو غني عن التعريف كذلك. وأما (معاذ بن المثنى): قال الخطيب:
سكن بغداد، وحدث بها عن: محمد بن كثير العبدي، ومسدد... روى عنه: أحمد بن علي
الأبار، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الباقي بن
قانع، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن مسلم، وجعفر بن الحكم المؤدب، وغيرهم. وكان ثقة.
مات سنة 288 (2). وقال الذهبي: معاذ بن المثنى، أبو المثنى: ثقة متقن،... عنه:
أبو بكر الشافعي، وجعفر المؤدب، والطبراني، وآخرون، عاش ثمانين سنة. توفي سنة 288
(3).
(هامش)
(1) حلية الأولياء 6 / 294. (2) تاريخ بغداد 13 / 136. (3) سير أعلام النبلاء 13 /
527. (*)
ص 151
وأما (مسدد) فهو: مسدد بن مسرهد البصري: وهو من رجال: البخاري، وأبي داود،
والترمذي، والنسائي: قال الحافظ: ثقة حافظ (1). وأما (أبو عمرو ابن حمدان) فهو:
مسند خراسان، محمد بن أحمد الحيري، المتوفى سنة 376. قال الذهبي: الإمام المحدث
الثقة، النحوي البارع، الزاهد العابد، مسند خراسان، أبو عمرو... مناقبه جمة...
وتفرد بالرواية عن طائفة... قال الحاكم: وكان من القراء والنحويين، وسماعاته صحيحة،
رحل به أبوه، وصحب الزهاد، وأدرك أبا عثمان والمشايخ... وقال الحافظ محمد بن طاهر
المقدسي: كان يتشيع. قال الذهبي: تشيعه خفيف كالحاكم (2). وأما (الحسن بن سفيان)
فقد: قال الحاكم: كان محدث خراسان في عصره، مقدما في الثبت والكثرة والفهم والفقه
والأدب. وقال أبو حاتم ابن حبان: كان ممن رحل وصنف وحدث، على تيقظ مع صحة الديانة
والصلابة في السنة. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي وهو صدوق. وقال الذهبي: الإمام
الحافظ الثبت (3).
(هامش)
(1) تقريب التهذيب 2 / 242. (2) سير أعلام النبلاء 16 / 356. (3) سير أعلام النبلاء
14 / 157. (*)
ص 152
وأما (بشر بن هلال) فهو: من رجال: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبي داود، وابن ماجة.
وثقه ابن حبان، والنسائي، وأبو علي الجياني. وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه الحافظ ابن
حجر (1). وأما (عبد السلام بن عمرو) فلم أعرفه الآن. وأما (جعفر بن سليمان) و(يزيد
الرشك) و(مطرف) فقد تقدمت تراجمهم في الكتاب. وأما (عمران بن حصين) فهو الصحابي
الجليل. فظهر: صحة الطريق الأول. وكذا الطريق الثاني: وإن كان فيه: عبد السلام بن
عمرو ولم أعرفه، - ولعل هناك سهوا - لوثاقة بشر بن هلال كما هو واضح.. هذا،
وقد روى الذهبي هذا الخبر بإسناده عن أبي نعيم بالطريق الأول، كما سيأتي، ثم قال:
تابعه: قتيبة، وبشر بن هلال، وعفان فأسقط عبد السلام ابن عمرو . * * *
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 1 / 404. تقريب التهذيب 1 / 102. (*)
ص 153
* وقال الحافظ ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنا أبو
علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا ابن نمير، نا
أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي ابن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن
الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده.
قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا
المقاتلة وسبينا الذراري، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي
خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك. فلما أتيت النبي صلى
الله عليه وسلم دفعت الكتاب، فقرئ عليه. فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ. بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه،
فبلغت ما أرسلت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقع في علي، فإنه مني
وأنا منه،