النص
والاجتهاد - السيد شرف الدين ص
148
: - |
|
[ الفصل الثاني ]
[ تأول عمر وأتباعه ]
[ المورد - (
16 ) - : رزية يوم الخميس . ]
وقد كانت سنة 11 للهجرة
في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله قبيل وفاته ( 1 )
( بأبي هو وأمي ) بيسير .
[ الحقيقة الثابتة في هذه
الرزية ]
والحقيقة هنا على سبيل التفصيل : ما قد أخرجه
أصحاب الصحاح وسائر أهل المسانيد ، وأرسله أهل السير
والأخبار إرسال المسلمات .
واليك الآن بعض ما أخرجه
البخاري ( 2 ) بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله بن
مسعود عن ابن عباس . قال : لما حضر رسول الله صلى الله
عليه وآله وفي البيت رجال فيهم عمر
|
(
1 ) وكانت وفاته ( بأبي وأمي ) يوم الاثنين بعد هذه الرزية
بأربعة أيام ( منه قدس ) .
( 2 ) راجع باب قول المريض
: ( قوموا عنى ) من كتاب المرضى من الجزء الرابع من
صحيحه وكتاب العلم من الجزء الأول من الصحيح ( منه قدس
) ( * ) . |
|
|
ابن الخطاب . قال النبي صلى الله عليه وآله : " هلم
اكتب لكم كتابا لا تضلوا ( 1 ) بعده . فقال عمر : ان
النبي قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب
الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول :
قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من
يقول : ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند
النبي قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : قوموا (
عني خ ل ) - قال عبيد الله بن عبد الله بن مسعود - :
فكان ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين
رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم
ولغطهم . أه بنصه ( 199 ) .
وهذا الحديث أخرجه مسلم
في آخر الوصايا أوائل الجزء الثاني من صحيحه .
ورواه
أحمد بن حنبل في مسنده من حديث ابن عباس ( 2 ) وسائر
|
(
1 ) بحذف النون مجزوما لكونه جوابا ثانيا لقوله ( هلم
) ( منه قدس ) .
( 199 ) الرزية كل الرزية : راجع
: صحيح البخاري ك المرضى ب قول المريض قوموا عنى ج 7 /
9 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 7 / 156 ط محمد
على صبيح بمصر وطبع مطابع الشعب وج 4 / 7 ط دار احياء
الكتب وج 4 / 5 ط المعاهد وج 4 / 5 ط الميمنية وج 6 /
97 ط بمبى وج 4 / 6 ط الخيرية . وتوجد عين هذه الرواية
في مواضع أخر من صحيح البخاري . منها : كتاب الاعتصام
بالكتاب والسنة ب كراهية الخلاف ج 8 / 161 ط دار الفكر
وج 8 / 64 ط بمبى وج 4 / 194 ط الخيرية . ومنها : كتاب
النبي إلى كسرى وقيصر ب مرض النبي ووفاته ،
صحيح مسلم
في آخر كتاب الوصية ج 5 / 75 ط محمد على صبيح وط
المكتبة التجارية وج 2 / 16 ط عيسى الحلبي وج 11 / 95
ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد ج 4 / 356 ح 2992 بسند
صحيح ط دار المعارف بمصر .
( 2 ) ص 325 من جزئه الأول
( منه قدس ) ( * ) . |
|
|
أصحاب السنن
والأخبار ، وقد تصرفوا فيه فنقلوه
بالمعنى ، لان لفظه الثابت : " ان النبي يهجر " لكنهم
ذكروا أنه قال : " ان النبي قد غلب عليه الوجع "
تهذيبا للعبارة ، واتقاء فظاعتها .
ويدل على ذلك ما
أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب
السقيفة ( 1 ) بالإسناد إلى ابن عباس ، قال : لما حضرت
رسول الله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ،
قال رسول الله : " ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا
لا تضلون بعده قال : فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد
غلب على رسول الله ( ص ) ثم قال : عندنا القرآن حسبنا
كتاب الله . فاختلف من في البيت واختصموا فمن قائل
يقول : القول ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ،
ومن قائل يقول : القول ما قال عمر فلما ، أكثروا اللغط
واللغوا والاختلاف غضب صلى الله عليه وآله فقال :
قوموا . . " ( الحديث ) ( 200 ) .
وتراه صريحا بأنهم انما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه . ويدلك
على هذا أيضا أن المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض
يومئذ نقلوا المعارضة بعين لفظها .
قال البخاري - في
باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه ( 2 )
- : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الاحول عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : " يوم الخميس وما
يوم الخميس " ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال :
اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وجعه يوم
|
(
1 ) كما في ص 20 من المجلد الثاني من
شرح النهج للعلامة المعتزلي ( منه قدس ) .
( 200 ) ادعاء ان
النبي يهجر : شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 6 /
51 ط أبو الفضل وج 2 / 294 ط دار مكتبة الحياة وج 2 /
30 ط دار الفكر .
( 2 ) ص 118 من جزئه الثاني ( منه
قدس ) ( * ) . |
|
|
الخميس ، فقال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن
تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع .
فقالوا : " هجر رسول الله صلى الله عليه وآله " قال
صلى الله عليه وآله دعوني فالذي أنا فيه خير مما
تدعوني ( 1 ) إليه . وأوصى عند موته بثلاث : " أخرجوا
المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت
أجيزهم ( قال ) : ونسيت الثالثة " آه . ( 201 ) .
وهذا
الحديث أخرجه مسلم أيضا في آخر كتاب الوصية من صحيحه ،
وأحمد من حديث ابن عباس في مسنده ( 2 ) ورواه سائر
المحدثين .
وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن
سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس ، قال : " يوم
الخميس وما يوم الخميس " ثم جعل تسيل
|
(
1 ) تدعوني بالتشديد لأنها مرفوعة بثبوت النون فادغمت
نون الرفع بنون الوقاية ( منه قدس ) .
( 201 ) ليست
الثالثة إلا الأمر الذي أراد النبي صلى الله عليه
وآله أن يكتبه حفظا لهم من
الضلال لكن السياسة اضطرت المحدثين إلى ادعاء نسيانه
كما نبه إليه مفتى الحنفية في ( صور ) الشيخ أبو
سليمان الحاج داود الدادا ( منه قدس ) .
رزية يوم
الخميس وتناسي الوصية : راجع :
صحيح البخاري ك الجهاد
والسير ب جوائز الوفد ج 4 / 31 ط دار الفكر وج 4 / 85
ط مطابع الشعب وج 2 / 178 ط دار احياء الكتب وج 2 /
120 ط المعاهد وج 2 / 125 ط الشرفية وج 5 / 85 ط محمد
على صبيح وج 4 / 55 ط الفجالة وج 2 / 111 ط الميمنية
وج 3 / 115 ط بمبى .
صحيح مسلم ك الوصية ب ترك الوصية
ج 2 / 16 ط عيسى الحلبي وج 5 / 75 ط محمد على صبيح
والمكتبة التجارية وج 11 / 89 - 94 ط مصر بشرح النووي
.
مسند أحمد ج 1 / 222 ط الميمنية وج 3 / 286 ح 1935
بسند صحيح وج 5 / 45 ح 3111 ط دار المعارف بمصر .
( 2
) ص 222 من جزئه الأول ( منه قدس ) ( *
) . |
|
|
دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال : "
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ائتوني بالكتف
والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا
بعده أبدا فقالوا : ان رسول الله يهجر " آه . (
202 ) .
ومن ألم بما حول هذه الرزية من الصحاح ( 203 ) يعلم ان
أول من قال
|
(
202 ) وأخرج هذا الحديث بهذه الالفاظ أحمد في مسنده ج 1 ص 355 وغير واحد من
اثبات السنن ( منه قدس ) . التطاول على الساحة المقدسة
بدعواهم ان الرسول صلى الله عليه وآله يهجر :
صحيح
مسلم ك الوصية ب ترك الوصية لمن ليس عنده شئ ج 2 / 16
ط الحلبي وج 5 / 75 ط صبيح وج 11 / 94 ط مصر بشرح
النووي . مسند أحمد ج 5 / 116 ح 3336 بسند صحيح ط دار
المعارف بمصر ، تاريخ الطبري ج 3 / 193 ،
الكامل لابن الأثير ج 2 / 320 .
( 203 ) رزية يوم الخميس لها مصادر
كثيرة غير ما تقدم راجع منها :
أ -
صحيح البخاري ك
العلم ب كتابة العلم ج 1 / 37 ط دار الفكر وج 1 / 39 ط
مطابع الشعب وج 1 / 14 ط بمبى وج 1 / 32 ط دار احياء
الكتب وج 1 / 22 ط المعاهد وج 1 / 22 ط الشرفية وج 1 /
38 ط صبيح وج 1 / 28 ط الفجالة وج 1 / 20 ط الميمنية.
ب - صحيح البخاري أيضا كتاب النبي إلى كسرى وقيصر ب
مرض النبي ووفاته ج 6 / 11 ط مطابع الشعب وج 5 / 40 ط بمبى وج 3 / 66 ط الخيرية .
ج -
صحيح البخاري أيضا ك
الجزية ب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج 4 / 65 ط دار
الفكر وج 4 / 12 ط بمبى وج 2 / 132 ط آخر .
تاريخ
الطبري ج 3 / 192 - 193 ،
عبد الله بن سبأ للعسكري ج 1
/ 79 ، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 / 133 ط 1
، الملل والنحل للشهرستاني ج 1 / 22 ،
الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 242 - 244 .
فالمتتبع إذا راجع هذه
المصادر مع ما تقدم يحصل له القطع ان القائل بأن النبي
صلى الله عليه وآله يهجر انما هو
عمر . فانا
لله وإنا إليه راجعون
. ( * ) |
|
|
يومئذ : " هجر رسول الله " انما هو عمر ( 204 ) .
ثم
نسج على منواله من الحاضرين من كانوا على رأيه . وقد
سمعت قول ابن عباس - في الحديث الأول ( 1 ) - : فاختلف
أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم
النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر
( 205 ) - أي يقول : هجر رسول الله - وفي رواية أخرجها
الطبراني في الأوسط عن عمر ( 2 ) قال : لما مرض النبي
قال : ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا
بعده أبدا . فقال النسوة من وراء الستر : ألا تسمعون
ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال عمر :
فقلت : انكن صواحبات يوسف إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا
صح ركبتن عنقه ؟ قال : فقال رسول الله : " دعوهن فانهن
خير منكم "
. آه ( 206 )
.
وأنت ترى انهم لم يتعبدوا
هنا بنصه الذي لو تعبدوا به لآمنوا من الضلال وليتهم
اكتفوا بعدم الامتثال ولم يردوا قوله
إذ قالوا : " حسبنا كتاب
الله " حتى كأنه لا يعلم بمكان كتاب الله منهم ، أو
أنهم أعلم منه بخواص الكتاب وفوائده .
وليتهم اكتفوا
بهذا كله ولم يفاجئوه بكلمتهم تلك " هجر رسول الله "
وهو محتضر بينهم وأي كلمة كانت وداعا منهم له صلى الله
عليه وآله وكأنهم - حيث لم
|
(
204 ) قول عمر ان النبي صلى الله عليه وآله ليهجر صرح
به كل من : السبط بن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص ص 62 ط
الحيدرية ، وأبى حامد الغزالي في كتابه سر العالمين
وكشف ما في الدارين ص 21 ط النعمان .
( 1 ) الذي أخرجه
البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن ابن عباس
، وأخرجه مسلم أيضا وغيره ( منه قدس ) .
( 205 ) تقدمت
مصادر الحديث تحت رقمي ( 199 و 203 ) فراجع .
( 2 )
كما في ص 138 من الجزء الثالث من
كنز العمال ( منه قدس
) .
( 206 ) النساء خير من الرجال : راجع :
عبد الله بن
سبأ للعسكري ج 1 / 79 ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 /
243 ( * ) . |
|
|
يأخذوا بهذا النص اكتفاء منهم بكتاب الله على ما
زعموا - لم يسمعوا هتاف الكتاب آناء الليل وأطراف
النهار في أنديتهم ( وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانتَهُوا ) ( 207 ) وكأنهم " حيث قالوا : هجر " لم يقرأوا قوله تعالى : (
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ
كَرِيمٍ *
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ
*
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) (
208 )
وقوله عز من قائل : (
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ
كَرِيمٍ *
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ
*
وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
*
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) ( 209 )
وقوله جل
وعلا : ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ
وَمَا غَوَى *
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى
*
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
*
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) ( 210 ) .
على أن
العقل بمجرده مستقل بعصمته ، لكنهم علموا أنه صلى الله
عليه وآله انما أراد توثيق العهد بالخلافة ، وتأكيد
النص بها على علي عليه السلام خاصة ، وعلى الأئمة من
عترته عامة فصدوه عن ذلك ، كما اعترف به
الخليفة الثاني في كلام دار
بينه وبين ابن عباس ( 211 ) .
وأنت إذا تأملت في قوله
صلى الله عليه وآله : ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا
بعده وقوله في حديث الثقلين : " اني تارك فيكم ما أن
تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي " ( 212 )
تعلم
ان المرمى في الحديثين واحد ، وانه صلى الله عليه وآله
لما أراد
|
(
207 ) سورة الحشر آية : 7 .
(
208 ) سورة التكوير آية : 19 - 22 .
( 209 ) سورة
الحاقة آية : 40 - 43 .
( 210 ) سورة النجم آية : 2 -
6 .
( 211 ) راجع شرح النهج الحديدي ج 3 / 114 س 27
طبع مصر ( منه قدس ) . شرح نهج البلاغة لابن أبى
الحديد ج 12 / 79 بتحقيق أبو الفضل وج 3 / 803 ط دار
مكتبة الحياة وج 3 / 167 ط دار الفكر .
( 212 ) حديث
الثقلين تقدم مع مصادره تحت رقم ( 15 ) فراجع
. ( * ) |
|
|
في مرضه أن يكتب لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث
الثقلين . وانما عدل عن ذلك ، لان كلمتهم تلك التي
فاجؤه بها اضطرته إلى العدول إذ لم يبق بعدها أثر
لكتابة الكتاب سوى الفتنة والاختلاف من بعده في انه هل
هجر فيما كتبه " والعياذ بالله " أو لم يهجر . كما
اختلفوا في ذلك فاختصموا وأكثروا اللغو واللغط نصب
عينيه فلم يتسن له يومئذ أكثر من قوله لهم : قوموا كما
سمعت ، ولو أصر . فكتب الكتاب للجوا في قولهم هجر ،
ولاوغل أشياعهم في اثبات هجره " والعياذ بالله "
فسطروا به أساطيرهم ، وملاوا طواميرهم ردا على ذلك
الكتاب ، وعلى من يحتج به .
لهذا اقتضت الحكمة البالغة
أن يضرب صلى الله عليه وآله عن ذلك الكتاب صفحا ، لئلا
يفتح هؤلاء وأولياؤهم بابا إلى الطعن في النبوة " نعوذ
بالله وبه نستجير " وقد رأى ان عليا وأولياءه خاضعون
لمضمون ذلك الكتاب ، سواء عليهم ، أكتب أم لم يكتب ،
وغيرهم لا يعمل به ، ولا يعتبره لو كتب ، فالحكمة -
والحال هذه - توجب تركه ، إذ لا أثر له بعد تلك
المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى .
[ أعذار المعارضين
وتزييفها ]
وقد اعتذر شيخنا الشيخ سليم البشري المالكي
( 213 ) شيخ الجامع
|
(
213 ) البشري شيخ الجامع الأزهر : ولد سنة 1248 ه وتوفى 1335 ه وكان
الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين ( قدس الله روحه )
في أواخر سنة 1329 ه قد سافر إلى مصر واجتمع بالشيخ النحرير الشيح سليم وكان في ذلك الوقت شيخ الأزهر وقد
دارت بين هذين العلمين مناظرات ومباحثات علمية موضوعية
وكان من نتائجها كتاب ( المراجعات ) الذي هو فريد في
نوعه وقد طبع أكثر من عشرين طبعة وترجم إلى عدة لغات
وقد قام الأقل الحقير بتحقيقه => |
|
|
الأزهر في بعض " مراجعات " كانت بيني وبينه في مصر
سنة 1329 والتي بعدها . فقال رحمه الله : لعل النبي
عليه السلام حين أمرهم بإحضار الدواة والبياض لم يكن
قاصدا لكتابة شئ من الأشياء ، وانما أراد بكلامه مجرد
اختبارهم لا غير ، فهدى الله عمر الفاروق لذلك دون
غيره من الصحابة فمنعهم من احظارهما ، فيجب - على هذا
- عد تلك الممانعة في جملة موافقاته لربه تعالى وتكون
من كراماته رضي الله عنه .
قال رحمه الله : هكذا أجاب
بعض الأعلام ( ثم قال ) : لكن الإنصاف ان قوله عليه
السلام : لا تضلوا بعده يأبى ذلك ، لأنه جواب ثان
للأمر ، فمعناه انكم ان أتيتم بالدواة والبياض وكتبت
لكم ذلك الكتاب لا تضلوا بعده ، ولا يخفى ان الأخبار
بمثل هذا الخبر لمجرد الاختبار انما هو من نوع الكذب
الواضح الذي يجب تنزيه كلام الأنبياء عنه ، ولا سيما
في موضع يكون ترك إحضار الدواة والبياض أولى من
احضارهما .
( قال ) : على أن في هذا الجواب نظرا من
جهات أخر ، فلابد هنا من اعتذار آخر . قال : وحاصل ما
يمكن أن يقال : ان الأمر لم يكن أمر عزيمة وإيجاب حتى
لا تجوز مراجعته ويصير المراجع عاصيا ، بل كان أمر
مشورة ، وكانوا يراجعونه عليه السلام في بعض تلك
الأوامر ولاسيما عمر فانه كان يعلم من
|
=>
والتعليق عليه وقد طبع مع التعليق في بغداد وذلك
برعاية وأمر السيد الأستاذ الشهيد الإمام السيد محمد
باقر الصدر ( قدس ) وطبع أخيرا في بيروت . فمن أراد
الاطلاع على الحقيقة الناصعة فعليه بمراجعة الكتاب مع
تعليقته ( سبيل النجاة في تتمة المراجعات
) |
|
|
نفسه أنه موفق للصواب في ادراك المصالح ، وكان صاحب
الهام من الله تعالى وقد أراد التخفيف عن النبي إشفاقا
عليه من التعب الذي يلحقه بسبب إملاء الكتاب في حال
المرض والوجع وقد رأى رضي الله عنه أن ترك إحضار
الدواة والبياض أولى .
وربما خشي أن يكتب النبي عليه
السلام أمورا يعجز عنها الناس فيستحقون العقوبة بسبب
ذلك ، لانها تكون منصوصة لا سبيل إلى الاجتهاد فيها .
ولعله خاف من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب .
لكونه في حال المرض فيصير سببا للفتنة ، فقال : حسبنا
كتاب الله لقوله تعالى : ( مَّا
فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )
( 214 ) وقوله : ( الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ( 215 )
وكأنه رضي الله عنه أمن من ضلال الأمة ، حيث أكمل الله
لها الدين وأتم عليها النعمة .
قال رحمه الله : هذا
جوابهم وهو كما ترى ، لان قوله عليه السلام : لا تضلوا
يفيد ان الأمر أمر عزيمة وإيجاب ، لان السعي فيما يوجب
الأمن من الضلال واجب مع القدرة بلا ارتياب ، واستياؤه
صلى الله عليه وآله منهم ، وقوله لهم قوموا حين لم
يمتثلوا أمره دليل آخر على أن الأمر انما كان للإيجاب
لا للمشورة .
قال : [ فان قلت : ] لو كان واجبا ما
تركه النبي عليه السلام بمجرد مخالفتهم ، كما انه لم
يترك التبليغ بسبب مخالفة الكافرين .
فالجواب : أن هذا
الكلام لو تم فانما يفيد كون كتابة ذلك الكتاب لم تكن
واجبة على النبي بعد معارضتهم له عليه السلام ، وهذا
لا ينافي وجوب الإتيان بالدواة والبياض عليهم حين
أمرهم النبي به ، وبين لهم أن فائدته الأمن من الضلال
إذ الأصل في الأمر انما هو الوجوب
|
(
214 ) سورة الأنعام : 38 . |
(
215 ) سورة المائدة آية
: 3 ( * ) . |
|
|
على المأمور لا على
الأمر ، ولاسيما إذا كانت فائدته
عائدة إلى المأمور خاصة والوجوب عليهم هو محل الكلام ،
لا الوجوب عليه . قال : على انه يمكن أن يكون واجبا
عليه أيضا ، ثم سقط الوجوب عنه بعدم امتثالهم وبقولهم
هجر ، حيث لم يبق لذلك الكتاب أثر سوى الفتنة كما قلت
حرسك الله .
قال رحمه الله : وربما اعتذر بعضهم بأن
عمر رضي الله عنه ومن قالوا يومئذ بقوله لم يفهموا من
الحديث ان ذلك الكتاب سيكون سببا لحفظ كل فرد من أفراد
الأمة من الضلال على سبيل الاستقصاء ، بحيث لا يضل
بعده منهم أحد أصلا ، وانما فهموا من قوله لا تضلوا
أنكم لا تجتمعون على الضلال بقضكم وقضيضكم ، ولا تتسرى
الضلالة بعد كتابة الكتاب إلى كل فرد من أفرادكم ،
وكانوا رضي الله عنهم يعلمون ان اجتماعهم بأسرهم على
الضلال مما لا يكون أبدا وبسبب ذلك لم يجدوا أثرا
لكتابته ، وظنوا ان مراد النبي ليس الا زيادة
الاحتياط في الأمر لما جبل
عليه من وفور الرحمة ، فعارضوه تلك المعارضة ، بناء
منهم أن الأمر ليس للإيجاب وأنه انما هو أمر عطف
ومرحمة ليس الا ، فأرادوا التخفيف عن النبي بتركه .
إشفاقا منهم عليه صلى الله عليه وآله .
قال : هذا كل
ما قيل في الاعتذار عن هذه البادرة ، لكن من أمعن
النظر فيه جزم ببعده عن الصواب لان قوله عليه السلام :
لا تضلوا يفيد أن الأمر للإيجاب كما ذكرنا واستياؤه
منهم دليل على أنهم تركوا أمرا من الواجبات عليهم ،
وأمره إياهم بالقيام مع سعة ذرعه وعظيم تحمله ، دليل
على أنهم انما تركوا من الواجبات ما هو أوجبها وأشدها
نفعا ، كما هو معلوم من خلقه العظيم .
قال : فالأولى
ان يقال في الجواب : هذه قضية في واقعة كانت منهم على
خلاف سيرتهم كفرطة سبقت ، وفلتة ندرت ، لا نعرف وجه
الصحة فيها على سبيل التفصيل ، والله الهادي إلى سواء
السبيل ( 216 ) .
قلت : قد استفرغ شيخنا وسعه في
الاعتذار عن هذه المعارضة ، وفي حمل المعارضين فيها
على الصحة ، فلم يجد إلى ذلك سبيلا ، لكن علمه
واعتداله وإنصافه وكل ذلك أبى عليه الا أن يصدع برد
تلك الترهات ، ولم يقتصر في تزييفها على وجه واحد حتى
استقصى مالديه من الوجوه ، شكر الله حسن بلائه في ذلك
.
[ تزييف الأعذار من
نواحي أخر ]
وحيث كان لدينا في
رد تلك الأعذار وجوه أخر ، أحببت يومئذ عرضها عليه ،
وجعلت الحكم فيها موكولا إليه . فقلت : قالوا في
الجواب الأول : لعله صلى الله عليه وآله حين أمرهم
بإحضار الدواة لم يكن قاصدا لكتابة شئ من الأشياء ،
وانما أراد مجرد اختبارهم لا غير .
فنقول - مضافا إلى
ما أفدتم - : ان هذه الواقعة انما كانت حال احتضاره -
بأبي وأمي - كما هو صريح الحديث ، فالوقت لم يكن وقت
اختبار ، وانما كان وقت أعذار وإنذار ، ونصح تام للأمة
، والمحتضر بعيد عن الهزل والمفاكهة مشغول بنفسه
ومهماته ومهمات ذويه ولاسيما إذا كان نبيا .
وإذا كانت
صحته مدة حياته كلها لم تسع اختبارهم ، فكيف يسعها وقت
احتضاره . على أن قوله صلى الله عليه وآله - حين
أكثروا اللغو واللغط والاختلاف عنده - :
|
(
216 ) كتاب المراجعات
لشرف الدين مراجعة - 87 - وص 357 - 360 ط بيروت
. ( * ) |
|
|
" قوموا " ظاهر في استيائه منهم ، ولو كان الممانعون
مصيبين لاستحسن ممانعتهم وأظهر الارتياح إليها . ومن
ألم بأطراف هذا الحديث ، ولاسيما قولهم : " هجر رسول
الله " يقطع بأنهم كانوا عالمين أنه انما يريد أمرا
يكرهونه ، ولذا فاجؤوه بتلك الكلمة وأكثروا عنده اللغو
واللغط والاختلاف كما لا يخفى .
وبكاء ابن عباس بعد
ذلك لهذه الحادثة وعدها رزية دليل على بطلان هذا
الجواب .
قال المعتذرون : ان عمر كان موفقا للصواب في
أدراك المصالح ، وكان صاحب الهام من الله تعالى . وهذا
مما لا يصغى إليه في مقامنا هذا لأنه يرمي إلى ان
الصواب في هذه الواقعة انما كان في جانبه ، لا في جانب
النبي ، وأما الهامه يومئذ كان أصدق من الوحي الذي نطق
عنه الصادق الأمين صلى الله عليه وآله .
وقالوا : بأنه
أراد التخفيف عنه صلى الله عليه وآله إشفاقا عليه من
التعب الذي يلحقه بسبب إملاء الكتاب في حال
المرض ، وأنت تعلم ان في
كتابة ذلك الكتاب راحة قلب النبي ، وبرد فؤاده وقرة
عينه ، وأمنه على أمته صلى الله عليه وآله من الضلال .
على ان
الأمر المطاع ، والإرادة المقدسة مع وجوده
الشريف انما هما له ، وقد أراد - بأبي وأمي - إحضار
الدواة والبياض ، وأمر به فليس لأحد أن يرد أمره أو
يخالف إرادته ( وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) ( 217 ) .
على ان
مخالفتهم لأمره في تلك المهمة العظيمة ، ولغوهم ولغطهم
واختلافهم عنده كان أثقل عليه وأشق من املاء ذلك
الكتاب الذي يحفظ أمته من الضلال
|
(
217 ) سورة الأحزاب آية :
36 ( * ) . |
|
|
وإذا كان
خائفا من المنافقين ان يقدحوا في صحة ذلك الكتاب ،
فلماذا بذر لهم بذرة القدح ، حيث عارض ومانع وقال : "
هجر " ؟ ! وأما قولهم في تفسير قوله : " حسبنا كتاب
الله " : انه تعالى قال : (
مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )
وقال عز من قائل : ( الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) فغير صحيح ، لان
الآيتين لا تفيدان الأمن من
الضلال ، ولا تضمنان الهداية للناس ، فكيف يجوز ترك
السعي في ذلك الكتاب اعتمادا عليهما ؟ ولو كان وجود
القرآن العزيز موجبا للامن من الضلال ، لما وقع في هذه
الأمة من الضلال والتفرق ما لا يرجى زواله ( 1 ) .
وقالوا في الجواب الأخير : ان عمر لم يفهم من الحديث
ان ذلك الكتاب سيكون سببا لحفظ كل فرد من امته من
الضلال ، وانما فهم انه سيكون سببا لعدم اجتماعهم -
بعد كتابته - على الضلال .
( قالوا ) : وقد علم رضي
الله عنه ان اجتماعهم على الضلال مما لا يكون أبدا ،
كتب
ذلك الكتاب أو لم يكتب
ولهذا عارض يومئذ تلك المعارضة . وفيه مضافا إلى ما
أشرتم إليه : ان عمر لم يكن بهذا المقدار من البعد
|
(
1 ) وأنت تعلم ان النبي صلى الله عليه وآله لم يقل :
ان مرادي أن اكتب الأحكام ، حتى يقال في
جوابه : حسبنا في فهمها كتاب الله تعالى ولو فرض ان
مراده كان كتابة الأحكام ، فلعل النص عليها منه كان
سببا للأمن من الضلال ، فلا وجه لترك السعي في ذلك
النص اكتفاء بالقرآن ، بل لو لم يكن لذلك الكتاب الا
الأمن من الضلال بمجرده لما صح تركه والاعراض عنه
اعتمادا على ان كتاب الله جامع لكل شئ . وأنت تعلم
اضطرار الأمة إلى السنة المقدسة وعدم استغنائها عنها
بكتاب الله وان كان جامعا مانعا ، لان الاستنباط منه
غير مقدور لكل أحد ، ولو كان الكتاب مغنيا عن بيان
الرسول لما أمر الله تعالى ببيانه للناس ، إذ قال عز
من قائل : ( وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ ) ( منه قدس ) ( * )
. |
|
|
عن الفهم ، وما كان ليخفى عليه من هذا الحديث ما ظهر
لجميع الناس ، لان القروي والبدوي انما فهما منه ان
ذلك الكتاب لو كتب لكان علة تامة في حفظ كل فرد من
الضلال ، وهذا المعنى هو المتبادر من الحديث إلى إفهام
الناس .
وعمر كان يعلم ان الرسول صلى الله عليه وآله
لم يكن خائفا على أمته ان تجتمع على الضلال ، إذ كان
يسمع قوله صلى الله عليه وآله : لا تجتمع أمتي على
الضلال ، ولا تجتمع على الخطأ ، وقوله : لا تزال طائفة
من أمتي ظاهرين على الحق . ( الحديث ) ( 218 ) .
وقوله
تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) ( 219 ) إلى
كثير من نصوص الكتاب والسنة الصريحة بأن الأمة لا
تجتمع بأسرها على الضلال ، فلا يعقل مع هذا ان يسنح في
خاطر عمر أو غيره ان النبي صلى الله عليه وآله حين طلب
الدواة والبياض كان خائفا من اجتماع أمته على الضلال .
والذي يليق بعمر أن يفهم من الحديث ما يتبادر منه
الأذهان ، لا ما تنفيه صحاح السنة ومحكمات القرآن ،
على ان استياء النبي صلى الله عليه وآله منهم المستفاد
من قوله : " قوموا " دليل على ان الذي تركوه كان من
الواجب عليهم ، ولو كانت معارضة عمر عن اشتباه منه في
فهم الحديث كما زعموا ، لا زال النبي
|
(
218 ) قوله صلى الله عليه وآله : " . . . لا تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . . . " . راجع :
كنز
العمال ج 1 / 185 ح 1030 و 1031 ط 2 وج 1 / 160 ح 910
ط 2 ، الدر المنثور للسيوطي ج 2 / 222 ط 1 .
( 219 )
سورة النور آية :
55 ( * ) . |
|
|
صلى الله عليه وآله شبهته ، وأبان لهم مراده منه ،
بل لو كان في وسع النبي أن يقنعهم بما أمرهم به لما
آثر إخراجهم عنه . وبكاء ابن عباس وجزعه من أكبر
الأدلة على ما نقول .
والإنصاف ان هذه الرزية لما
يضيق عنها نطاق العذر ، ولو كانت - كما ذكرتم - قضية
في واقعة ، كفلتة سبقت ، وفرطة ندرت ، لهان الأمر ،
وان كانت بمجردها بائقة الدهر ، وفاقرة الظهر ( 220 )
، والحق ان المعارضين انما كانوا ممن يرون جواز
الاجتهاد في مقابل النص ، فهم في هذه المعارضة
وأمثالها إذا مجتهدون ، فلهم رأيهم ولله تعالى رأيه ؟
.
[ أعجاب الشيخ بما قلنا ]
وما ان وقف شيخنا على ما
قلناه في رد تلك الأعذار ، حتى كتب إلينا ما يلي : "
قطعت على المعتذرين وجهتهم ، وملكت عليهم مذاهبهم ،
وحلت بينهم وبين ما يرومون ، فلا موضع للشبهة فيما
ذكرت ، ولا مساغ للريب في شئ مما به صدعت " إلى آخر ما
قال . ( 221 ) .
|
( 220 ) كتاب المراجعات مراجعة - 88 - وص 360 - 364 ط
بيروت .
( 221 ) كتاب المراجعات ص 364 ط بيروت . |
|
|
|